شجاعة في الحق

 

فى سنة 547 هجرية حدث أن رسولا من قبل ملك الحبشة وصل إلى مصر ، ومعه كتاب إلى الملك العادل أبى الحسن يسأله فيه أن يأمر البطريرك بعزل مطران الأحباش ( وكان مصريا ) فاستحضر الملك العادل البطريرك وقال له : أن ملك الحبشة قد شكا من المطران المصرى الموجود هناك وسألنى أن أطلب منك عزله . فقال البطريرك يا مولاى ما وليته حتى اختبرته ورأيته يصلح للمنصب الذى اسندته إليه ، ولم يظهر لى من أمره ما يوجب العزل ، ولا يسعنى دينى أن أعمل بغير الواجب ، ولا يجوز لى أن أعزله بلا سبب . فغضب الملك العادل من قوله وأمر باعتقاله ، فاعتقل يومين

ثم أرسل له يكرر عليه الطلب فقال : يا مولاى ليس عندى جواب غير ما قلته لك ، وحكمك وقدرتك إنما هى على الجسم الضعيف الذى بين يديك . وأما دينى فمالك عليه سبيل ولن أعزل مطران الحبشة مهما نالنى من المكاره . طالما لم يفعل شرا . أما إذا عزلته بدون سبب يستوجب ذلك أكون ظالما له .

أعجب الملك العادل بجواب البطريرك وتمسكه بمبادئه وبالحث فأطلق سراحه وأعتذر لملك الحبشة

 

هذه الشجاعة الأدبية من البطريرك تعلمنا أن نكون مستعدين لاحتمال الآلام فى سبيل الحق والعدل . وأن لا نخاف إلا الله وحده الذى قال : " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها " ( مت 10 : 38 )

" تشددوا وتشجعوا . لا تخافوا ولا ترهبوا وجوههم لأن الرب إلهك سائر معك لا يهملك ولا يتركك " ( تث 31 : 6 )


 

 

قصة يومية من الموقع الرسمى لنيافة الأنبا مرقس

 رقم الانترنت الكنسي المجاني

 07773330

عائد هذا الرقم مخصص لدعم خدمة الانترنت الكنسي