الوعد الإلهى

من منا ... من لم يتصرف كأيوب يلعن اليوم الذي فيه خلق ... وكالنبي ارميا.. يتهم الله انه جعله مضطربا او مجنونا بدل النبي  ... و كالملك داوود... ننشد ونتضرع ملتمسين عطفه ومغفرته..

اننا دائما نشعر في هذه الدنيا وكأننا ننقسم ونتفتت ونتصارع بين شريعة الروح وشريعة الجسد

وهذا هو اكثر ما يتعبنا ... ويهبط روحنا .. ويؤلمنا ..

هذا الانسان الشقي..الذي انا واحد منهم ..بآماله العريضة.. وسعيه الى الكمال .. وخيبات الامل

التي يمر بها ..والحرمان ..والشقاء من هذا الحرمان ..!!

وما اسوء ايامي عندما اشعر اني أصبحت مثل تلك الأرض التي كانت في بدء الخليقة خربة وخالية ومظلمة

وما اكثرها تلك الايام التي جلست فيها افتش عن روح الله الذي كان يرفف على وجه الماء في تلك الأرض

أصرخ وادعوه ان يرفرف في قلبي وحياتي وحياة أحبتي .. ويعيد خفقان الفرح والسلام

كم يصيبني الخوف عندما تسيطر عليّ فكرة ان الله في هذه الظلمة .. وعند انطفاء الروح وخبوها يختفي وينسحب ..؟؟

ماذا لوكان هذا صحيح ؟؟

اظن انه من افظع الامور .. واكثرها ظلما وقسوة على بني البشر ان حصل هذا الامر ..!

هذا ما يجتاحنا في زمن الضيقة .. الزمن الصعب .. والحقيقة انها فترة مؤلمة جدا يمر بها المسيحي وخطيرة

ان لم يجدد ويحي الرجاء والايمان في داخله ..

ويؤمن ان الله لم يختفي ولم ينسحب وهو موجود وروحه تسبح حتى في احلك الايام

انه وعد الهي .. لكل من امن بربنا ومخلصنا يسوع المسيح .. ان حزننا سيتحول الى فرح

وبعد طوفان الاحزان .. والالام .. والمتاعب .. سيرتسم قوس قزح ..يلون كلّ سواد حلّ بنفوسنا

بأجمل الالوان .. لا لن ننظر بعد اليوم الى الظلمة التي نحن فيها بل الى النور الذي سيأتي بعدها ..

حتى بالموت .. وما اقسى هذا الحدث على الانسان لكن رجاء القيامة بعد الموت والحياة بذلك الجسد الروحاني ..

كملائكة نسبح ونرنم بحضرة ملك الملوك الهنا وسيدنا يسوع المسيح ..

يجعل حتى من هذا الحدث المؤلم حدث اخر فيه امجاد وافراح أبدية

الحقيقة اني في ضيقة عظيمة .. وقد كبرت هذه الضيقة حتى اصبحت بحجم جبل المقطم ..

صرخت وقلت مالذي ينقصني لازيح هذه الضيقة ! هذا الجبل ! ..

من اين لي بقديس كسمعان الخراز لينقل هذا الجبل من على صدري ؟؟ !!..

حزنت من نفسي كثيرا .. وكيف سمحت لنفسي ان اصل الى هذا الحدّ..! ؟

و كان اكثر مايوجعني اني سمحت للظلمة ان تسكن قلبي وروحي وحتى جسدي وفكري

بكل مكوناتي ..كنت في الظلمة .. ياه .. كم كنت قاسيا ومجحدا بنعمك يارب التي اغدقتها علينا

ياسيدي .. كنت بلارجاء .. ولا حتى ايمان .. من الصعب العيش بدون نظره تفاؤل ..

كان علي ان اعي ان الله ليس بمتفرج على آلامنا واحزاننا.. بل سيتدخل ..

وان بعد هذه الظلمة سياتي فجر منير .. وان اعلم ان مهما طال انتظاري

الرب يعمل وسيزيح ضيقتي في وقته المناسب ..و علي ان ابتعد الى الوراء واتركه يعمل ..

لانه بعمله هو وليس بعملي - وبتوقيته هو وليس بتوقيتي ..

ما اجمل عمل الرب ... ماأجمل العيش من خلال كلام الرب المشجع ... الذي يضيىء احلك الظلمات

في قلوبنا وفي ارواحنا وعقولنا وحتى اجسامنا ....

**روح السيد الرب علي : لان الرب مسحني لابشر المساكين ,ارسلني لاعصب منكسري القلوب ,

لانادي للمسبيين بالعتق , وللمأسورين بالاطلاق .. لاعزي كل النائحين ..(اش : 1,2:61).**.

وان سرت في ظلّ وادي الموت لاأخاف شرا لانك انت معي ( مر 23)..* *,~~*

هذا هو الهنا .. صانع الخيرات .. ونحن نحيا ممتلئين بالرجاء - والايمان بانه سيعمل عملا لخيرنا ..

* * * زمن بعيد.. لكن كأنه البارحة قال لي ..

** مقولة يذكرها قداسة البابا شنودة لمن في الضيقة ..

كلما ضاقت علي اذكرها واكررها :

ربنــا مـوجود ~ كله للخيـر ~ مصيرها تنتهى

ربنــا مـوجود ~ كله للخيـر ~ مصيرها تنتهى

من اقوال قداسة البابا شنوده **

~ ~ لاتنظر بعد الان الى الظلمة التي قد تحيط بي ..بل انظر الى النور الذي سيأتي بعد هذه الظلمة ~ ~

** من اقوال قداسة البابا كيرلس عن الضيقات

~ ~ الله الذي أمر البحر و الريح فصار هدوء عظيم هكذا هو قادر الآن أن يأمر بحر التجارب و الريح التي للألم أن تهدأ فيصير هدوء عظيم ~

 

 

 

قصة يومية من الموقع الرسمى لنيافة الأنبا مرقس

 رقم الانترنت الكنسي المجاني

 07773330

عائد هذا الرقم مخصص لدعم خدمة الانترنت الكنسي