فداء البشر

 

أنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس ،

 الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع

(1تي2: 5،6)

أثناء الثورة الفرنسية اعتُقل كثيرون ، كان من بينهم الكونتس "لابياني" وتم احتجازها هي وخادمتها في انتظار تنفيذ حكم الإعدام فيها.

ظلت الكونتس لابياني في بكاء مستمر، تعبيراً عن مخاوفها وأحزانها وضيقة نفسها، حتى لم تبق لها قوة على البكاء؛ وعندها راحت في سُبات عميق من التعب والإعياء. بعد قليل استيقظت الكونتس منزعجة، ولشدة دهشتها أنها لم تجد خادمتها، ولكن وجدت ملابس خادمتها مُلقاه بجوارها، كما لم تجد الكونتس ملابسها الشخصية التي كانت موجودة معها في الحجرة.

وبعد دقائق فُتح الباب ودخل ضابط ، فأيقنت الكونتس أن ميعاد الموت قد جاء، وأن هذا الضابط سيقودها إلى حبل المشنقة لا محالة. ولكن، ويا للعجب، قال لها الضابط : "أيتها الخادمة .... اذهبي بسلام ، لقد تم تنفيذ حكم الإعدام في سيدتك الكونتس لابياني". وعندما نظرت إلى قائمة المحكوم عليهم بالإعدام، وجدت اسمها وبجواره مكتوب : تم تنفيذ حكم الإعدام فيها..

خرجت الكونتس ودموعها تسيل بغزارة من مُقلتيها، وقد أدركت أن خادمتها لبست، طواعية واختياراً، ملابسها، ليُنفذ فيها حكم الإعدام بدلاً منها، وبالفعل ماتت لأجلها في قصة فداء نبيلة، قليلاً ما يعرفها العالم.

قارئي العزيز .. بالتأكيد أُعجبت واندهشت من حُب هذه الخادمة لسيدتها .. ولكن لديَّ قصة أعجب جداً من هذه، وهي أن السيد مات لأجل العبيد. فلقد مات الرب يسوع، وهو الله الظاهر في الجسد (1تي3: 16) وملك الملوك ورب الأرباب (رؤ19: 16) ؛ مات لأجلي ولأجلك، نحن البشر مخلوقاته الذين كنا عبيداً للخطية (يو8: 34)، وللشيطان (عب2: 15). وليس كما لبست الخادمة ملابس سيدتها لبس المسيح ملابسنا فقط، لكنه أخذ جسداً مثلنا، ذاك الذي "إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، وإذ وُجِد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب" (في2: 6-8).

ما أعجب حبه! اسمعه قبل أن يذهب ليموت لأجلنا قائلاً: "ليس لأحد حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو15: 13). إنه يحبك، فهل تقبله بديلاً ونائباً عنك فتخلص خلاصاً أبدياً؟ 


 

قصة يومية من الموقع الرسمى لنيافة الأنبا مرقس

 رقم الانترنت الكنسي المجاني

 07773330

عائد هذا الرقم مخصص لدعم خدمة الانترنت الكنسي