الكتب المقررة على الكلية الإكليريكية

قراءات فى علم النفس المسيحى

الجزء الثانى

 إعداد

 د. لويز لبيب

 المحتويات

 

الباب الأول : العلوم الانسانية ووجهة النظر المسيحية

اولا :

 

علم النفس الأجتماعى

5

طبيعة العملية التربوية

8

المفهوم المسيحى للتعليم

10

الطبيعة الانسانية

12

الادوار

22

الحيل الدفاعية

24

الدوافع والانفعالات

30

ثانيا :

 

الأتجاهات و القيم

42

التنشئة الإجتماعية

50

الأسرة المسيحية

64

دور الكنيسة

79

المسيحى وحياة الشركة

83

الباب الثانى : المسيحية و مشاكل العصر

اولا :

 

الالحاد

99

الشك

108

الشرور الاجتماعية

119

الحلال و الحرام

133

الباب الثالث : الشخصية التوافق النفسى

 

اولا :

 

تعريفها

150

محدداتها

156

نظرياتها

164

ثانيا :

 

مفهوم التوافق

168

انواع التوفيق

 

اساليب التوافق

174

التوافق و الصحة النفسية

181

ثالثا :

 

الايجابية

203

معايير الشخصية القوية

210

 

مقدمة

 

 

- اهتمت العلوم الإنسانية بدراسة الشخصية الانسانية من مختلف جوانبها الاجتماعية و التربوية و النفسية و اختص علم النفس دراسة الجانب السلوكى فى حياة الانسان من الناحية العلقلية و الشعورية و الارائية .

-ويبرز هنا اهمية الدور الكبير الذى تقوم الاسرة كمجتمع كنسى صغير فى خلق شخصية ايجابية ناجحة من خلال عمليات التربية و التنشئة الاجتماعية السليمة التى يتحول فيها الكائن الحى البيولوجى الى كائن اجتماعى روحانى منتج تفخر به الاسرة و الكنيسة و المجتمع .

-وفى خلال اهتمام المسيحية بالشخصية الانسانية ودراستها من مختلف جوانبها الفكرية و السلوكية كان للكنيسة دورا ايجابيا فى حل مشاكل العصر التى يواجهها شباب اليوم من خلال التفاعل الذى يتم بين الاسرة و الكنيسة التى تعمل اليوم كموسسة دينية اجتماعية تربوية توءدى رسالة خالده يتعاظم دورها فى خدمة اولادها فى كافة الاعمار و الاجيال .

-وفى عالم ملئ بالتيارات و التناقضات الفكرية و الفلسفات العقلية و النظريات العلمية و شبكات و اجهزةالاتصالات العالمية . التى جعلت العالم كله مثل قرية صغيره متصله الجوانب ، كل هذه المتغيرات اكدت على اهمية الدور الحيوى لكنيستنا القبطية كمناره يقصدها كل المؤمنين فيجد فيها اولادها الملئ و البرج الحصين الذى يركض اليه الصديق ويتمتع . فتضم الكنيسة كل اولادها تحل مشاكلهم و تضمد جراحهم و تخفف الامهم و تعطيهم الثقه و الامان فى النصره على الدوام على ابليس و كل جنوده مرتدين خوذه الخلاص حاملين سيف البر وترس الايمان الذى به يكون لهم الغلبة و الفخر على مدى الايام .

-وسوف نتناول دراسة العلوم الانسانية ووجهة النظر المسيحية و علاج المسيحية لبعض مشاكل العصر ودراسة الشخصية بكل جوانبها و عناصر الشخصية  المسيحية ثم اهم الامراض النفسية و العقلية و اخيرا الكتاب المقدس كعلاج للمشاعر المضطربة .

الرب يبارك فى هذا الجهد المتواضع لمجد اسمه القدوس ببركة صاحب القداسة البابا شنوده الثالث وشريكة فى الخدمة الرسولية اسقفنا المحبوب الانبا مرقس ( رائد النهضة العلمية الروحية الحديثة فى الكنيسة ) .

ولالهنا المجد الدائم الى الابد امين

 

 

 

العلوم الانسانية ووجهة النظر المسيحية

اولا :

1-علم النفس                                      2-علم النفس الاجتماعى

3-طبيعة عملية التربية                           4-المفهوم المسيحى للتعليم

5-الطبيعة الانسانية                              6-الادوار

7-الحيل الدفاعية                                  8-الدوافع و الانفعالات

 

ثانيا :

1-التنشئة الاجتماعية                           2-الاسره المسيحية

3-الاتجاهات و القيم                     4-دور الكنيسة

5-المسيحى وحياة الشركة

 

 

العلوم الإنسانية ووجهة النظر المسيحية

 

تعريف علم النفس : -

يعتبر علم النفس من أحدث العلوم التى ظهرت فى القرن العشرين – و أختلف اراء العلماء و المفكرين فى تعريفه 0 و استقر الرأى على التعريف التالى : -

-العلم الذى يدرس السلوك بوجه عام من حيث الناحية العقلية الشعورية و للاسعورية بهدف الوصول الى القوانين التى تفسر لنا دوافع السلوك و تمكننا من التنبؤ به وضبطة و التحكم فيه

تعريف علم النفس الاجتماعى : -

تعددت اراء العلماء و المفسرين فى تعريفه ومنهم

-البورت – قال انه محاولة لفهم وتوضيح كيفيه تأثر الفرد فى افكاره وسلوكة بالاخرين

-هارتلى – عرفة بأنه العلم الذى يهتم بجوانب السلوك الاجتماعى عندما يحتك الناس ببعضهم فى علاقات اجتماعية .

-كرتنس – العلم الذى يدرس الفرد فى سلوكة و علاقته بالمواقف الاجتماعية .

نخلص مما سبق الى ان علم النفس الاجتماعى يمكن تعريفه فيما يلى : -

هو العلم الذى يدرس الكائن الانسانى فى تفاعله مع بيئية و خاصة التفاعل الاجتماعى وبهذا نرى التعريف يتطرق الى النقاط التالية :

1-دراسة الفرد فى المجتمع أى اغاط السلوك .

2-دراسة التفاعل القائم بين الذات و الموضوع فى موقف معين .

3-دراسة الشخصية من حيث الاتجاهات و السمات و القيم .

 

علم النفس الاجتماعى يتلخص فيما يلى : -

ويهتم باكتشاف قوانين التفاعل الاجتماعى ( أى تبادل التأثير و التأثر ) من الافراد وبين المنبهات الاجتماعية فى مختلف المواقف الاجتماعية ( التى تتضمن اشخاصا اخرين او ما يرمز اليهم من اشياء او احداث فى لحظة معينة ) .

1-التفاعل الاجتماعى بين الافراد فى مختلف المواقف الاجتماعية ( فى الاسرة و المدرسة ، ومواقف العمل

2-التنشئة الاجتماعية للانباء .

3-الاتجاهات النفسية الاجتماعية للفرد نحو الاخرين وكيف تتكون ó و تتغير ( أو معدل ) الاتجاهات التسامحية أو التعصبية ( سواء كانت كروية او اجتماعية او دينية ) .

4-المهارات الاجتماعية الاساسية ( تكون الصداقات توكيد الذات ) .

5-ديناميات الجماعة أو تفاعل الافراد داخل الجماعة ، ممايزيد من كفاءتها و انتاجيتها و تماسكها .

6-تاثير وسائل الاعلام الجماهرية على سلوك الافراد .

7-قوانين الاشاعات ، و الحرب النفسية .

8-دراسة السلوك الاقتصادى ، أى دوافع المستهلك و المنتج و المستثمر ، ودوافع المخاطرة فى مشروعات استثمارية .

9-دراسة السلوك السياسى للقاده و الجماهير و ظروف تشكيل الراى العام واساليب هامة ، و التنشئة السياسية للاطفال و الشباب و اساليب السياسى .

10-تنمية السلوك القيادى و معالجة حيوية .

 

تاريخ علم النفس الاجتماعى

 

كان التداخل كبيرا بين الثقافة و الادب و الفن و علم النفس الاجتماعى من خلال التفاعلات الاجتماعية بين الفرج و المجتمع ( من خلال ما عرف بعلم النفس الشعبى .

-بدا فرئت فى دراسة الانسان داخل العمل فى دراساته التجربية و اعتبر علم النفس الاجتماعى يهتم بالعادات و الاساطير رغم علمه انه يدرس السلوك فى صورته الاجتماعية .

- ماكدوجال : كتب اولا كتابة فى علم النفس الاجتماعى 1908 و لكنه بصفته صاحب نظرية الغرائز اعتبرها حجر الزواية للسلوك الانسانى .

- روس : الح على فكرة المحاكا لفهم السلوك الاجتماعى .

-مرحله التداخل بين علم الاجتماع وعلم النفس : - الفرد مقابل الجماعة والوراثة مقابل البيئة الغرائز مقابل العقل الجمعى

( العقل الجمعى اى عقلية جماعية تظهر لدى الافراد – بحيث يكون تصرف الجماعة موحد) .

( نظرية الغرائز – الدوافع الوراثية النظرية تشكل تركيب الفرد بنفسه فلا داعى لدراسة العمليات الجمعية التى تفسر السلوك ) .

مرحلة المدرسة السلوكية : ظهرت فى القرن الحالى بزعامة واطسون – ونظرت للسلوك باعتباره متعلم و تتأثر  بالبيئة الاجتماعية .

-ركزت هذه المدرسة على العلاقة المتبادله بين الفرد و الجماعة .

مدرسة التحليل النفس : ظهرت هذه المدرسة برئاسة فرويد واهتمت بتأثير خبرات الحياة على تشكيل شخصية الفرد و خاصة مرحلة الطفولة :

-دور العلاقات مع الاسرة و البيئة المحيطة فى النمو .

المدرسة الحديثة : ترى هذه المدرسة التأكيد على بعض الحقائق : -

1-اهمية دراسة السلوك الاجتماعى بناء على التفاعل بين العوامل الداخل ( دوافع وشعور ) و العوامل الخارجية ( ثقافه – جماعة ) .

2-التأكيد على دراسة واستخدام الوسائل الكلية لدراسة الظاهرة .

3-دور الحضاره و الثقافة المحيطة بالفرد و المؤثره على سلوكه فى المجتمع

دور علم النفس الاجتماعى بوصفه علم تطبيقى : -

-هناك فرق كبير بين المعرفة العلمية و المعرفة العملية- بمعنى لابد اولا من فهم الظاهره أو المشكله بما يساعدنا على السيطرة على الظاهرة ثم التنبؤ بأحداثها .

مثال : الشعوذ الذى يعطى أعشاب ضاره للمريض بغرض شفائه حلاق الصحه – ينجع فى حاله ويفشل فى عشرة حالات

-علم النفس الاجتماعى :

يدرس المشكلات النفسية و الاجتماعية العديدة للمجتمع كالجريمة و الادمان وغيرها على اساس علاقتها بالمجتمع كله – و هو يدرس ويشخص ويقدم الحلول الممكنه لكن تطبيق الحلول يعتمد على رغبة المريض .

مثال :  المعالج – لا يعالج المريض ويحل مشاكله او يغير شخصيته بل هو يساعد ويضعه على الطريق الصحيح و العلاج يعتمد على رغبة المريض

مثال : مشكله التعصب العنصرى بعد الانتهاء من دراسة كل جوائبها تعتمد على تصافر كل أجهزة المجتمع فى علاجها .

-تقسم مشكلات علم النفس الاجتماعى بالفردية فيجب دراسة كل من نوعية الأفراد و نوعية المجتمع فقد تختلف أبعاد واسباب و عمل الظاهرة أو المشكلة من مجتمع لاخر .

-يدرس سلوك الإنسان بصفة كائن اجتماعى يعيش فى مجتمع ويسلك أيضا سلوكا اجتماعيا و صدق قول أر سطو : ( الإنسان كائن اجتماعى )

ثانيا : طبيعة العملية التربوية

مفهوم التربية : هى عملية النقل و التفاعل التى تتم بين الإنسان بيئية و مجتمعه عند اتصاله و تفاعله معهما

مما يؤدى إلى تكيفة فى اكتساب المهارات و المعارف والقيم و الاتجاهات و العادات التى تساعد على الحياة فى المجتمع

من هذا التعريف يتضح نوعين من التربية المقصوده و الغير مقصود على النحو التالى : -

1-التربية المقصورة : أ – التعليم النظامى – أى مراحل التعليم من المدرسة حتى الجامعة

                              ب- التعليم غير النظامى – أى خارج المدرسة و الجامعة مثل برامج

                            محو الأمية وبرامج اللغات .    

                              ج- التعليم اللانظامى – أى غير مباشر و تعليم ذاتى مثل البرامج

                           التعليمية فى الإذاعة و التليفزيون .

2-التربية الغير المقصورة : وهو التعليم العرض الغير مقصورة من خلاله خيرات الحياة

                      اليومية كالمحاكاه والتقليد و الملاحظة فى الأسرة و الأصدقاء و الأندية

الفرد و ثقافة المجتمع : أن الثقافة التى يكتسبها الفرد هى مجموعة الخيرات السياسية و الثقافية و الاجتماعية التى يحصل عليها الفرد بأتصاله بالبيئة و المجتمع المحيط به سواء فى الماضى و الحاضر أو المستقبل .

-تستمر أذن الثقافة و التربية باستمرار المجتمع و عملية التربية هى العامل الأساسي فى استمرار المجتمعات بثقافتها المختلفة . وهذه الاستمرارية تتم من خلال 3 مراحل متداخله و هى : -

1-النقل : أى التراث الثقافى من الكبار إلى الصغار عن طريق الاتصال و هنا تتمكن الوحده الثقافية فى المجتمع .

2- التعامل : و يستمر بين الفرد البيئة ( المجتمع ) _ و لذا يقوم الفرد بعدة أنشطة بالاحتكاك و التبادل و التقليد فى ان واحد .

3- التكيف : عملية الملائمة بين دوافع الفرد ( الداخلية ) و الظروف ( الخارجية ) المادية و الاجتماعية . و تشمل عملية التحكم فى البيئة و أيضاً أعاده تشكيل البيئة من وقت لاخر حسب النمو الحضارى .

 

علم النفس التربوى

 

  من أهم الفروع التطبيقية لعلم النفس ، وهو يوجه خدماته التربوية الى مجال تربية الأطفال و الشباب و تعليمهم منذ الميلاد حتى الميلاد حتى الرشد ، فى المنزل و الشارع و المدرسة و الجامعة و هو يولى عملية التعليم و التدريس فى المدراس و الجامعات و تعليم الكبار [ أو محو الأمية ] عناية خاصة

  ويستعين علم النفس بعدد من الفروع الأساسية و التطبيقية مثل علم النفس التجريبى العام ، وعلم النفس الإرتقائى ، وعلم النفس الاجتماعى ، وعلم نفس الشخصية ، وعلم النفس الكلينيكى و  علم النفس التنظيمى .. الخ .

   و نظراً لإتساع موضوعات إهتمام هذا الفرع من فروع علم النفس من ناحية ، و الخدمات المهنية المطلوبة منه ، من ناحية أخرى ، فإن له دورا هاما فى تقدم علم النفس فى جميع فروعه السياسية و التطبيقة .

و من أهم مجالات إهتمام علم النفس التربوى :

أ- مساعدة المعلمين و المربين فى حل المشكلات التربوية

ب- تحديد المهارات العلية و الجوانب المعرفية و الجوانب الوجدانية المطلوب من التلاميذ تعلمها .

ج-تزويد المعلمين بالمعرفة اللازمة بأهم القدرات العقلية و السمات الشخصية ، واساليب تنميتها .

د- تنمية مهارات التعامل مع حالات التفوق العقلى و التأخر الدراسى .

هـ - تطبيق نظريات التعلم فى المجال التربوى .

و- إبراز أهمية الدوافع الفردية والإجتماعية فى العملية التعليمية .

ز- تنمية و تحسين أساليب التعليم و التدريس داخل الفصل الدراسى ، و إدارة الفصل وقيادته

ح- قياس وتقويم نتائج عملية التعليم و التحصيل الدراسى .

 

المفهوم المسيحى للتعليم

تناقلت الأجيال المفاهيم المسيحية و تعاليها السامية بين الأجيال الأولى الى عصرنا الان و ظهر هذا فى التقليد و الدسقولية ( تعاليم الرسل ) و الطقوس .

-بزغت المدارس المسيحية لنقل الثقافة المسيحية بعد انتشار الوثنية وظهور دور التربية المسيحية فى المدارس زادت اهمية التعليم كاداة حيوية فى نشر التعليم المسيحية .

-كان شعار المحبة و الرحمة هم اداة نشر الثقافة المسيحية من خلال المدارس المنتشرة من أيام الاضطهاد حتى يوما هذا . وعبر الرسول بولس عن ذلك فى أصحاح الحبة ( اكو 13 ) .

-استهدف التعليم المسيحى فى عصر الاضطهاد و حتى بعد نهايته اعداد المواطن المسيحى بالمحبة و التمسك بدينة حيث يفضل ( المبدا على الفرد ) و الكنيسة على ذاته .

-عملت التربية المسيحية على فصل اولادها عن الانحلال السائد فى المجتمع حيث يكون لها الجو الرومانى الذى يستمد منه ابناؤها المثل و المبادئ وأسس السلوك المسيحى . و قد عبر الكتاب المقدس قبولة : " ربى ابنك يقضيب من حديد فمتى شاخ لا يحيد عنه وقد قال أحد الشعراء فى هذا المعنى :-

أن الفصون أذا قومتها اعتدلت : و لا يلين و أن قومته الخشب .

-ويعتبر الرب يسوع هو المعلم الأول فى المسيحية حيث كان يعلم الشعب فىىالمجامع و الهياكل و كل مكان وكان يجول يصنع خيرا ، وكان هادئا فى تعليمة معلما فى هدوئه لا يصيح و لا يسمح احد فى الشوارع صوته . و تجلت اجمل صور التعليم فى العظة على الجبل التى تعتبر دستور المسيحية ( مت 5- 3 ) . كما استخدم الرب يسوع انسب اسلوب علمى فى الوصول الى عقول وقلوب السامعين و هو أمثال طبيعية من حياة الناس مثل : -

مثل الزارع ( مت 13 – 18 ) – مثل الخروف الضال ( لو 15 )

الدرهم المفقود ( لو 15 ) – الابن الضال ( لو 15 ) – الكرم و الكرامين ( مت 21 ) – الزرع والزوان ( مت 13 ) – الغنى و لعازر ( لو 16 ) – السامرى الصالح ( لو10 ) – العذارى الحكيمات ( مت 35 )

 

أهم مبادئ التربية المسيحية

 

-ترعى الجانب العلمى فى ابناؤها بتهذيب و تدريب النشئ و حل مشاكل المنحرفين و الاهتمام بممارسة الاعتراف و الارشاد الفردى وبناء الشخصية المتكاملة .

-القدوة الصالحه الممشله فى الرب يسوع ة الاباء و الانبياء و الرسل و الشهداء و الخدام ولهذا لابد من اعتدال وقوة شخصية الخادم و المعلم و مطابقة الخادم لتعليم الكتاب

( مت 5 – 19 ) و أما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما فى ملكوت السموات .

-توفر روح ومعرفة الرب عن قرب ( ايو 1-1) الذى ابناه وسمعناه تخيركم به لكى يكون لكم أيضا شركة معه – القوة فى الرب ( فى 4 – 3 ) أستطيع كل شئ و التضحية و البذل ( 2كو 6 – 4 ) الشفقة و الرحمة ( 1تى 2 – 7 )

-مداومه وسائل الخدمة من افتقاد وعضوية الكنيسة ومدارس الأحد و الاجتماعات و نشر الوعى الروحى و الأنشطة المختلفة .

-يو14 – 27 ( سلاما اترك لكم سلامي أتعطيكم ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا فلا تضطرب قلوبكم و لا ترتعب )

-مت 6 – 31 ( فلا تحملوا الهم قائلين : ما عسانا نأكل و ما عسانا نشرب ؟ أو ما عسانا نكتسى ؟ فهذه الحاجات كلها تسعى إليها الأمم فان أباكم السماوي بعلم حاجتكم إلى هذه كلها أما انتم فاسعوا أولا إلى ملكوت الله وبره فتزاد لكم هذه كلها لا تهتموا بأمر الغد يهتم بأمر نفسه

يكفى كل يوم ما فيه من سؤ

-لخص فيلسوف المسيحية الرسول بولس السلوك اليومى فى حياة الانسان المسيحي فى رسالته إلى أهل كولوسى الاصحاح الثالث فيما يلى : -

1-الاهتمام بما فوق لا بما على الأرض

2- اميتوا أعضاءكم على الأرض : الزنا - النجاسة ، الهوى ، الشهوة الردية ، الطمع الذى هو عبادة الأوثان . الأمور التى من اجلها يأتى غضب الله على أبناء المعصية .

3-اخرجوعنكم : السخط – الغضب – الخبث – التجديف – الكلام القبيح من أفواهكم .

4-لا تكذبوا بعضكم على بعض إذ خلعتم الانسان العتيق ولبستم الجديد الذى يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقة .

5-البسوا كمختارى الله القديسين المحبوبين أحشاء رافات ولطفا وتواضعا ووداعه وطول اناه محتملين بعضكم بعضا وسامحين بعضكم بعضا .

6-أن كان لاحد على أحد شكوى كما غفر لكم المسيح هكذا انتم أيضا .

7-البسوا المحبة التى هى رباط الكمال و ليملك فى قلوبكم سلام الله الذى إليه دعيتم جسد واحد وكونوا شاكرين .

8-لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى و انتم بكل حكمة معلمون و منذرين بعضكم بمزامير و تسابيح و أغاني روحية .

9-كل ما عملتم بقول أو فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع .

 

الفرد والجماعة

 

 

الطبيعة البشرية نتوجد ثلاث اراء فى تعريف الطبيعة الانسانية : _

1-التعريف الأول : الثنائية . ويرى اصحاب هذا الراى ان الانسان مكون عقل وجسم

منفصلين و هذا انعكاس للعالم الروحى و العالم المادى .

-و العقل يميز الإنسان عن الحيوان و الجسم يعبر عن الحاجات البيولوجية و العقل و الروح يضبط الجسد ويوجه حاجاته

-افلاطون فى الجمهورية قال : أن اسمى مراتب التربية فى تربية العقل و تكوين الحق و الفضيلة و الجمال .

2-التعريف الثانى : الواحدية – المادية – نادوا اصحاب هذا الراى بأن الإنسان كائن حى طبيعى بيولوجى وترى تلك النظره: أن العقل ملكات فطرية ( انتباه – تفكير – ادراك – تذكر )

-        نرى عقل الطفل صفحة ببضاء – الطفل عجينة لينة يمكن تشكيلها كما تريد .

3-التعريف الثالث : الكلية ترى أن : الإنسان كائن حى بيولوجى اجتماعى ناطق " أى قوه ديناميكية فى البيئة توجهها بعقله و تفكيره .

-تقوم على التفاعل بين الانسان و المجتمع من خلال عمليات النقل و التكيف و علاقات الاجتماعية .

الجماعة وأثرها فى الفرد : هى عدد من الافراد بينهم و تأثير متبادل و متفقون على وسائل معينة لتحقيق أهداف مشتركه خاصه بهم

-الفرد اذن هو أساس الجماعة و التفاعل قائم و مستمر بينهم سواء بالتأثير و التأثر فالعلاقة متبادليه

أسس تكوين الجماعة : شكل من أشكال التفاعل الاجتماعى – الاحساس بالانتماء للجماعة – وجود مصالح و اهتمامات مشتركه – وجود هيكل أو بناء محدد للجماعة .

أهمية الجماعة : نتبين ذلك من الادوار الاتية : _

1-تكسب الجماعة الفرد هويته أى ذاتيه

2-تساعدنا على فهم السلوك الاجتماعى الفرد

3-الجماعة هى حلقة الوصل بين الفرد و المجتمع تكسبه العادات و التقاليد و القيم .

تقسيم الجماعات :

1-من حيث التكوين : طبيعية كالاسرة مكونه – كالفرق المختلفه

2-من حيث الدافع : ذات ذاتيه كجماعة اللعب ذات دوافع اجتماعية كالجمعيا الخيريه

3-من حيث الرابطة : اجبارية كالاسرة – اختيارية كالنوادى

4-من حيث التنظيم : تعاقدية كالشركات  - حره كجماعات الاصدقاء

5-من حيث الدوام : دائمه كالمدرسة -  مؤقته كالمظاهرات

-من حيث مدة التاثير فى الفرد : أولية _ ثانوية

الجماعة الاولية : لها دور اساسى فى تكوين شخصيه الفرد – تلفته المبادئ اللازمه و تربطة باهداف و قيم المجتمع حتى انه يكون جزء فعال فى الجماعة و المجتمع .

-تتميز بقله العدد وشدة العلاقات بين أفرادها ويربط الافراد الشعور الواحد المتبادل و المستمر

-الكل فرد فى الجماعة دور من خلال العادات و القيم و التقاليد الواحده .

-اهمها : الاسره ، الاصدقاء، رفاق اللعب او العمل .

الجماعة الثانوية : تؤثر فى الفرد يدرجه أقل كثيرا من الاول وهى غير مسئوله عما تصل اليه شخصية الفرد .

-تتميز بكثرة العدد و العلاقات الغير مباشره ويحكمها النظم و اللوائح

-تجمع مصلحة وهدف مشترك فقط بين أفراد العمل و الدراسة

-مثال الأحزاب و الجماعات المهنية .

 

الدور والشخصية

-وضع الفرد داخل الجماعة يرتبط بالدور الذى تؤديه

-لكل فرد منادورة داخل جماعته – الاب – الام- الصديق كل حسب وضعه وهنا العلاقة بين دور الفرد الذى يمارسة و بين شخصيته متبادلة – بمعنى ان الطريقه التى يؤدى بها الفرد دوره مجتمعه بتكوين شخصيته اصلا

-و ممارسة الفرد لدورة و الجماعة تتأثر بشخصيته و تتدعم و قد تتغير .

-الدور هو نتاج التفاعل بين العوامل الموفقية و الادراكات و الرغبات والاتجاهات و السمات الشخصية للفرد .

-كل فرد يختلف عن الآخر وله طريقه خاصه واداء ادوارة المختلفة .

-مشكلة تصارع الادوار تواجهنا فى اختلاف الاخلاقيات و العادات منبيئه الى أخرى

 

دور المهنة

 

 

 

-نوع العمل و الوسائل التى تستخدم فيه تؤثر بالضرورة على تفكير الفرد و علاقته بالاخرين و تشكيل شخصيته فالعلاقه تبادليه .

-مثال : المدرس – الخادم – الضابط – التلميذ

-اثناء العمل : تظهر سمات و تختلف سمات وشخصية الفرد وسلوكه فالعلاقة تبادلية

 

 

الصراع بين الفرد والجماعة

 

-تضغط الجماعة على الفرد من خلال الأدوار الاجتماعية التى يؤديها .

-ضغوط الجماعة على الفرد من أجل التطابق معها فى المعتقدات و الأفعال و الأحكام و القيم الخاصة بالجماعة .

-بنشأ الصراع لان الفرد تدفعه حاجاته أن يسلك ويفكر بطريقه مختلفه عن أحكام الجماعة

-قد يجد الفرد نفسه تحت ضغط الجماعة فيضطر أن يمنع نفسه من أن يسلك بطريقه معينة أو يكف عن التعبير عن موقفه – القمع

-المخالفه : يعارض الفرد الجماعة عن عمد و اندفاع وعدوانية وكراهية .

-الاستقلالية :يقف الفرد بأحكامه فى صراع ضد معايير واحكام الجماعة ، قد يصل الأمر أن يحارب الفرد معتقدات الجماعة .

 

من اهم أسباب الصراع

 

 

1-الاحساس بالظلم                                          2-حدة التافه

3-اختلاف الثقافات                                           4-الانانية و الطمع و الحسد و الغيره

5-التناقض بين ما تعلمه الفرد و ما يجده مناقض له فى الواقع .

6-وجود جانب حق وجانب باطل

7-عدم تحقيق التوافق النفسى و من أهم اساليب الصراع اللاشعورية :

أ-الحيل الدفاعية : الكبت : ابعاد الخبرات المؤلمه و الذكريات الغير مقبوله فى الشعور الى اللاشعور – وتظهر اضافيات فلتات اللسان – وهو يسبب امراض نفسية كثيره

 

الإعلاء - التسامى

تحويل الطاقة النفسية الخاصة بدافع او هدف غير مقبول و توجهها الى نشاط اجتماعى مقبول .

مثال : توجيه الدافع الجنسى الى نشاط رياضى وفنى ورحى .

التعويض : تغيير الهدف بطريقة لاشعورية – لتخفيف حدة التوتر و هى عملية تغطية للفشل . مثال : الشخص الضعيف يستخدم القوة من الاصغر سنا .

التبرير : اعطاء أسباب تبدوه مقبوله رغم عدم صدقها ( سواء كانت بالتهويل أو التقليل من شأن الموقف )

الازاحه : نقل الانفعالات من مقصدها الاصلى الغير الى معان أخرى اكثر قبولا .

مثال : موظف يغضب رئيسة و ينقل غضبه الى زوجته أو خادمة .

التقمص : محاولة الشخص بصفات و خصائص شخص أخر

مثال : توحد الطفل مع والده او التلميذ من أستاذه .

تكوين رد الفعل : يتخذ الفرد اتجاها معتادا لاتجاه اخر غير مقبول اجتماعيا او مشيرا للقلق

مثال : البالغة فى الاهتمام بصحة مريض حالته خطير لاخفاء كراهيته له

العناد : رد فعل لشعور الشخص بالظلم او النقص أو التأكيد الذات

مثال : مخالفة الموظف لاراء رؤسائه لتأكيد ذاته

أحلام اليقظة : لاشباع الحاجات الصعب تحقيقتها فى الواقع فى عالم الخيال – البطوله القياده – الفتى و الثروة

الانسحاب : ابتعاد الفرد عن المواقف التى تعترض تحقيق اهدافه

مثال : عزلة الفرد فى حجرته مدة طويلة بعد هزيمته

النكوص : ارتداء الشخص لاساليب قديمة كانت تشبع رغباته

 

ب- اضطرابات السلوك  

تنشأ الامراض نتيجة عدم التوافق وعدم تحقيق الفرد لاهدافه وصراعه مع الجماعة و المجتمع فيسقط فى الامراض

العوامل الموقفية

العوامل الموقفية تتعلق بطبيعة الجماعة واهمها :

1-حجم الجماعة : أن ضغط الجماعة يكون اكثر شدة اذا زاد عدد الاعضاء المعارضين للفرد

-عقدة الرضوح – قد يقاوم الفرد الجماعة رغم زيادة عدد افرادها و فى النهاية لن يستطيع المقاومة .

2-نوعية الجماعة : من المهم معرفة نوعية الاعضاء المعارضين للفرد

-قد يكونوا مساويين لنفس الفرد فى المكانية او اقل او اعلى فى صفات معينه .

-اذا وجد الفرد اصحاب او زملائهما فى الجماعة اقل منه قليلا فى صفات اخرى فأن ضغط الجماعة يكون اشد

-اذا كان زملاء الفرد فى الجماعة من نفس العمل او المهنة و قريبين منه اما اذا كانوا بعيدين عنه يعارضهم و ينشأ الصراع بينه و بينهم

-يتوقف الصراع على الجماعات و التركيب النفس للفرد .

3-اجماع الراى : وهنا يظهر اهمية السند الاجتماعى وراى الاغلبية فى تغليب كفة الصراع لصالح الجماعة .

-ان اعلان الراى المخالف لا يغير راى الاغلبية ولكنه يحافظ على الاقلية

4-قوة الالزام : هى قوة التهديدات و الالزام التى تفرضا الجماعة على الفرد

-هنا الجماعة تتبع السياق العام وتفرض العقاب على المخالف

-تعتمد درجة الالزام هنا على اهمية الموضوع للجماعة .

5-السياق الاجتماعى : الجماعة تسير وفق اطارتاريخى وسياسى و اجتماعى معين

-الهجوم يكون شديدا على المخالف لهذا السباق .

-المخالفه و المطابقة تتأثر بالعوامل الموقفية التى تخص الجماعة

 

العوامل السيكولوجية " النفسية "

أولا : ادراك الفرد المخالفة و علاقتها بالمطابقة :

-يدرك الفرد مخالفته للجماعة نتيجة الفرق الكبير بين احكامه واحكام الجماعة . وهذا يخلق نوع من التوتر و الصراع داخل الفرد .

-تنشأ داخل الفرد حاله من التوتر نتيجة هذا التناقض و الصراع فتلجأ الى :

1-يلقى الفرد اللوم على الجماعة و هد الموقفه عده عن الجماعة حيث احكامه اصدق من الجماعة 

2-لايلقىاللوم على نفسه و لا على الجماعة أى يحاول المصالحه بين احكامه و احكام الجماعة

4-الفروق الفردية

بين الناس فهم يعتقدوا ان الخلاف بين اى فرد و الجماعة نتيجة أن كل شخصيات الناس مختلفة و هذه طبيعة الحياة

5-تجنب التعرف على أى خلاف موجود : 

يوجد اناس مستقلين لا يريدوا الاقحام فى عيوب الاخرين

6-يصل الفرد الى نفسه فى مواقف الخلاف المستقبلة و تقل استقلالية وشدة مخالفة الفرد الجماعة اذا حدثت تغيرات فى الموقف الخارجى قبل ضغط السلطة على الجماعة .

الدوافع واثرها على علاقة الفرد بالجماعة :

-مخالفة الفرد او مطابقته للجماعة يشبع رغبات اساسية

-المطابقة و العوالمة اشباع للرغبة فى التقبل و المكانه الاجتماعية .

-الاشخاص من المرتبة الثانية داخل الجماعة يميلون الى التطابق مع الجماعة اكثر من الافراد ذو المكانه المرتفعة .

-قد يختار الفرد الموقف الاستقلالى ( الصراع ) لانه يعطية فرصه أكبر لاشباع رغبته فى التعبير عن نفسه

-قد يشبع الموقف المعارض للشخص المخالف رغباته العدوانية وحب الظهور

الاثارة الانفعالية :

-عندما يختلف الفرد فى أحكامه مع الجماعة يشك فى معلوماتهم ويميل الى الأكتئاب و العزلة

-يشعر الفرد بالتهديد عندما يخالف الجماعة فيشعر بالقلق لانه معرض للعقاب و بالتالى يكون التظايق مع الجماعة اسهل له

-ضغط الجماعة الفرد من درجة الانفعال .

-كلما زادت درجة المطابقة بين الفرد و الجماعة كلما انخفضت الاثارة الانفعالية .

-قد تؤدى الاثارة الانفعالية الى زيادة الصراع مع الجماعة و تلعب الفروق الفردية دورا فى تأثير الاثارة الانفعالية

عش شخصيتك :

-افهم ذاتك : اقبل ذاتك كما هى – اكشف عيوبك

فهم الذات – فهم عيوبها – قبولها – تطويرها و علاجها

-مؤشرات النضج : الاستقلالية – تحمل المسئولية – الواقعية – ضبط النفس – الثقة  بالنفس – التكيف مع الظروف – قدرة عطاء الذات – نضج العلاقات الاجتماعية – النضج الروحى .

-معوقات التضج : الاعتمادية – ضعف الثقة – الرومانسية و الخيالية – التهرب من المسئولية –عدم ضبط النفس – عدم القدرة على التكيف – عدم امكانية العطاء – الانطوائية – غياب الاتجاهات الروحية .

 

 

 

كيف تذكر خالقك أيام شبابك ؟

 

 

 

الصلاة – الكتاب المقدس – الكتب الروحية – التفاؤل – الخدمة – حفظ الوصية – الاعمال الصالحة .

 

البركات نتيجة الارتباط فى فترة الشباب 

 

-البعد عن الخطية .                                 -النجاه من آثار الخطية المدمرة

-التمتع بصلاة روحية وجسدية                   -بركة للاخرين

-ينال مواهب متعددة                      -الفوز بالابدية السعيدة

-النمو النعمة و القامة الروحية

امثله يسوع – صموئيل – يوحنا

-قصة الرسام : اراد ان يرسم صورة للسيد المسيح فاختار شاب قوى و رسم و لما اراد رسم صورة يهوذا رسم صورة لنفس الشاب وحاله عزيله مريضة .

          : مرض الادانه

" انت بلا عذر ايها الانسان لاشك فيما تدين غيرك تحكم على نفسك – لانك انه الذى تدين يفعل تلك الامور بعينها "

+من منكم بلا خطية فليرمها بحجر

+لا تدينوا لكى لا تدانوا

+تعيب زماتنا و العيب فينا و مالزماتنا عيب سوانا

+اضئ سمعة وادخل بها الى اعماق نفسك

تنوية سوات : عنصر القوة – عنصر الضعف

                   عنصر القبض – عنصر التهديد

 

الارتداد إلى الخلف - النكوص

-يجب ان ننقل ما للطفل

-اخاب ونابوت اليزرعيلى

الذاتية :التوجية – الانوبة

+التمركز حول الذات                      -الفريسيون

+الكبرياء اول واكبر الخطايا    + الانسان مخلوق اجتماعى

احلام اليقظة : الخيال والسرحان

-نعمة لدى الاديب والفنان و الفريسيون

-نقمة فاضاعه الوقت

 

مشكلة النقد والإدانة ( الإسقاط )

-يميل الانسان بطبعة الى حب المريح و الفخر الى من يعد له عناصر نجاحه و كفاءته و بقضب من النقد اليه مهما كانت شدة ضعفاته او عيوبه ومن هنا يلقى بالتبعية و السبب على غيره

-وقدعدد الكتاب المقدس هذه الخطايا ووضع انسب الحلول لها فى مواقف متعددة رو 2 – 1 انت بلا عذر ايها الانسان لانك فيما تدين غيرك تحكم على نفسك لانك انت الذى تدين تلك الامور بعينها .

-وعندما قام الفريسيون واليهود بادانه الزانية قال السيد المسيح لهم من منكم بلا خطية فليرمها باول حجر . وجلس يكتب خطاياهم على الرمال حتى انصرفوا جميعا يخزى كبير وقال لها اذهاب و لا تصورى تخطئ

-وقال فى عبارته الخالده كل ما تريدون ان تفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم وايضا " لا تدينوا لكى لا تدانوا "

-قم ايها الاخ الحبيب واضئ شمعه وادخل بها الى اعماق نفسك لكى تكشف كل عيوبك و تعالجها ولكم انت على نفسك قبل ان يحكم الناس عليك و فى النهاية ان يحكم الله عليك

 

كيف تحل مشاكلك

1-امن ان لكل مشكلة حلا

2-كن هادئا فان التوتر بحجز افكار القوة و العقل لا يعمل  بكفاءة و هو تحت ضغط فلابد من ان تكون مرتاح الاعصاب و الضمير

3-لا تحاول ان تضخم الاجابة بل اضغط بعقلك هادئا حتى تبين بك الحل بوضوح

4-اجمع كل الحقائق بانصاف وبغير تميزو بروح القاضى العادل

5-ضع هذه الحقائق على صفحات سجلها فان ذلك يوضح الامور امامك ويضع العناصر المختلفة فى نظام مرتب ، وبذلك ينسنى لك التفكير و النظر معا و اجعل المشكلة امامك مرئية و ليست ذهنية فقط

6-ارفع مشكلتك فى الصلاة امام الله و امن انه يجعل فى عقلك استنارة حاره  

7-ثق فى ارشاد الله اطلقه حسب وعده فى المزمور الثالث و السبعين ( برايك تهدينى )

8-ثق فى قولك العقلية و حسن خرتك و بديهتك

9- و اظب على الذهاب الكنيسة ودع عقلك الباطن ينشغل بشكتك بما تكون لشد فى روح العياده فان التفكير الروحى يكون قوة مؤهله الايجاد الحلول الصحيح

10-اعرض الامر على اب اعترافك ومرشدك الروحى ليساعدك فى الحل ثم اصرع لممارسة التناول

 

الأسلوب العلمى

1-تحليل المشكلة الى عناصرها الاولية

2-فرصة القروض                                              3-جمع الحقائق

4-تحديد الهدف                                                5-اعادة ترتيب المعلومات

6-وضع الحلول و الاجابات                                   7- المراجع

8-الضبط و التنبأ

 

أسلوب ديل كارنيجى

-لمن فى نطاق يومك / لا تقلق على المستقبل عن اليوم يحين وقت النوم

-اسال نفسك

أ-ما اسوأ الاحتمالات ؟

ب-هيئى نفسك ذهنيا لقبول اسوا الاحتمالات اذا الزم الامر ؟

ج-حاول ان تنقذما يكمن انفاذه وهيا حنسك لقبول

 

نومان فتست بل :

1-لا تقلل من قدرتك الشخصية                            2-لاتمتع العوائق امام خيالك

3-لا تتأثر بالاخرين الذين يواجهوتك

4-كن هذه العبارة 10 مرات فى اليوم ( ان كان الله معنا فمن علينا )

 

 

كيف تتخذ قرارات مصيرية

1-جلسه هادئة من النفس مكان مناسب

2-صلاة قلبيه حارة ليكشف لك الرب مشيئة

3-صراحه كامله تخرج اثناءها كل افكارك و صراعاتك العميقه

4-صورة الله موضوعة امامك لتعليك الارشاد

5-وقت كان الصلاة و التفكير و الدراسة

6-جلسة من اب اعترافك او المرشد الروحى قبل التنفيذ

7-حل حاسم وخطوات تنفيذيه جادة

8-متابعة تنفيذ القراء

الوسائل الروحية : - الصلاة – الصوم – الكتاب المقدس – الكتب الروحية – التناول – الاعتراف – المرشد الروحى الاجتماعات الروحية – التأمل و الخلوة – النوته الروحية

 

الدور المسيحى فى ثقافة المجتمع

1-قانون المحبة حيث جاءت المسيحية برسالة الحب فى ربط العلاقات الانسانية

2-بدات المسيحية يتغيير الانسان من الداخل يعمل الاسرار المقدسة بداية من سر المعمودية

3-اعطت المسيحية للانسان دورا كبيرا و هو المشاركة للطبيعة الالهية . 2 بط 1 : 4 و اذ لنا هذه المواعيد العظمى و الثمينة فاننا نصبح شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذى فى العالم رو 12 – 2 تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم .

4-دور الفضائل المسيحية كتراث ثقافى تربوى للانسان فى المجتمع .

غلا 5 – 16 المحبة و الفرح و السلاك و طول الاناه و العطف و الصلاح والايمان و الوداعة و التعفف كو13 ( اصحاح المحبة ) .

5-المسيحية حاربت المادية و التحكم والاستبداد و الغت الفوارق بين الناس و اعادة صباغة المجتمع أع 2 – 44 و كان كل شئ عندهم مشتركا و الاملاك و المقتنيات كانوا يبعونها بين المجتمع كما يكون لكل واحد احتياج .

6-المسيحية و الوجود مع الله :        1-ان كان الله معنا فمن علينا   رو 8 – 31

اذن الله معنا             2-الله فينا: ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله  تث 31 – 8

3-الله امامنا : والرب سائر امامك – مز 125 – 2

4-الله فوقنا : أرسل من العلى فاخذنى ، نشلنى من مياه كثيرة مز 18 – 16

7-يتسم شباب المجتمع اليوم بالزهو و الانتفاخ و المطامع و الاندفاع و التهور و التمرد و العصيان و الذاتيه و المادية و الانحلال و الادمان و الالحاد و التوتر و القلق ولذ : يتجلى الدور المسيح فى مواجهة تلك المشاكل فى :

-تنمية روح الفضيله و التقوى           -ممارسة الاعتراف ووسائط النعمة

-ممارسة الطقوس والانشطه الكنيسية       -معالجة المناهج الدينية باسلوب علمى روحى

-التركيز على موضوعات العفة والطهارة

-التحلى بروح الصبر والوداعه           -مناقشة مشاكل العصر باستفاضه

-تقوية الصله بالكنيسة                             -التسلح بكلام الله ( الانجيل )

-كثرة الندوات و المعسكرات الروحية          -رسم ورة الرجوله للشباب

-التلامس مع الله .

-المام المعلمين الوخدام بالثقافه الروحية والعلمية و العملية

-الخدمة هى عطاء بلا حدود وايمان غير محدود ومواجهة العوائق و السدود و النصر مع يسوع للوصول الى الملكوت .

الخدمة هى حياة التسليم وايمان قويم وعطاء وبذل وجهاد ومثابره فى الطريق المستقيم

 

تطويبات حافظى الوصية :

-طوبى للرجل الذى لم يسلك فى مشورة الاشرار ــ مز1

-طوبى للحافظين الحق وللصانع البر كل حين  ـــ مز 16

-طوبى للرجل المقتى الرب المسرور جدا بوصاياه ـ مز 112

-طوبى لكل من يتقى الرب ويسلك فى طرقه ــــ مز 128

-طوبى للذى يقرا و للذين يسمعون كلام النبوة

          ويحفظون ما هو مكتوب فيها لان الوقت قريب ـ

-طوبى للذين يضعون وصاياه لكى يكون سلطاتهم على شجرة

الحياة ويدخلون من الابواب الى المدينة ـ رؤ 22

-طوباهم الذين بلا عيب السالكين فى ناموس الرب ـ مز 119

-طوباهم الذين يفحصون عن شهاداته و من كل قلوبهم يطلبونه – مز 119

-انتم تعلمون هذا فطوباكم ان فطوباكم ان فعلتموه ـ يو 12

-ها انا التى سريعا و اجرتى معى طوبى لمن يحفظ نبوة

هذا الكتاب ـــــــ رؤ 2

 

 

 

 

دوافع السلوك الإنسانى

 

 

من اهم ما يميز الكائنات الحية بوجه عام ، بما فى ذلك الانسان – عن الكائنات غير الحية ة الالات – أن سلوكها مدفوع من الداخل أى له محددات أو محركات داخلية ، هى التى موجهة لتحقيق أهداف معينة ، وأن إستجاباتها لا تقتصر على مجرد ردود افعال للمنبهات الخارجية .

وسوف نتناول فى هذا الفصل الخاص بالدوافع ما يلى :

1-تعريفات أساسية للدافع وخصائصه ، وعدد من المصطلحات المرتبطة به

2-تصنيف الدوافع الى : أ – فسيولوجية  ب-ونفسية و اجتماعية مع إعطاء أمثلة لكل منها .

3-ترتيب الدوافع والحاجات لدى الانسان .

 

تعريفات أساسية

أ-الدافع : يمكن تعريف الدافع بإنه عبارة عن نوع من التوتر ، ويدفع الكائن الحى الى القيام ببعض الأنشطة ، التى تؤدى الى إشباع حاجة أو تحقيق هدف معين ، وتزيد هذه الحاجة الداخلية – أو الدافع – من ترجيح صدور بعض الاستجابات عن الكائن الحى – أو الشخص – فى موقف معين . كما أنها تتحكم فى اتجاه هذه الاستجابة وقوتها .

واختلاف دوافع الكائن الحى من حيث النوع والدرجة هو الذى يجعل إستجابته لنفس المنبهات الخارجية تختلف من موقف لآخر ، مما يجعلها تختلف عن استجابات او ردود أفعال الكائنات غير الحية . فالكلب الجائع يوجه كل سلوكه للبحث عن الطعان ويتناوله فور العثور عليه . فاذا شبع ، فإنه لا يتناول طعاما عثر عليه . فاستجابات الكائن الحى تختلف نحونفس المنبة وفقا لحاجاته . كذلك فغن الاستجابة الواحدة قد تعبر – عند نفس الشخص أو لدى أشخاص آخرين – عن دوافع مختلفة فمحاولة الطفل تناول الطعام بنفسه ، قد تشير الى حاجته الشديدة للطعام ، كما قد تشير الى حاجته للاستقلال و الاعتماد على نفسه

ب-الحاجة : تعنى إفتقاد الكائن الحى لشئ ما ، ويترتب على هذا الافتقاد نوع من التوتر يدفع الى محاولة ارضاء الحاجة المفتقدة . و الحاجة قد تكون داخلية كالحاجة الى الهواء و الماء والطعام ، أو اجتماعية كالانتماء والتفوق والانجاز المرتفع .

ويطلق اسم الحافز على الحاجات ذات الأصل الفسيولوجى ، التى تدفع الكائن الحى إلى تنشيط سلوكه بهدف إشباع حاجاته العضوية ، مثل الجوع العش " .

ج-الباعث : الهدف الموجود فى البيئة الخارجية ، و الذى يسعى الكائن الحى للوصول اليه [ كالطعام فى حالة الجوع ، والماء فى حالة العطش ، والنجاح والتفوق فىحالة دافع الانجاز والمكافأة المالية فى حالة الدفاع لتحسين الاحول المعيشية ..

يوضح الشكل التالى العلاقة بين المفاهيم السابقة :

 

 

ومن أهم خصائص الدوافع ما يأتى :

1-تعبئة طاقة الكائن الحى ، و تنشيطه وجعله فى حالة من اليقظة و التوتر و الانتباه لما يرضى دافعه ، و الإستعداد لاصدارسلوك ملائم ، وقد يتمثل هذا السلوك فى البحث عن الطعام أو بدء سباق أو بدء علاقة اجتماعية مع شخص اخر ... الخ

2-تنظيم السلوك وتوجيهه الى هدفه الذى يشبع حاجاته .

3-تناسب الطاقة المبذولة مع قوة الدافع ، فالشخص الذى مر عليه 24ساعة دون تناول الطعام ، يبذل من الجهد لإرضاء دافع الجوع اكثر من شخص لم يمض أكثر من 6 ساعات على تناوله لآخر وجبة

4-استمرارطاقة الطائن الحى فى حالة تعبئة الى ان يتحقق الهدف المنشود الذى يرضى الدافع

5-القابلية لتغيير المسار لتحقيق الهدف ، فالكائن الحى وهو يبذل جهده لتحقيق هدف معين يرضى أحد  دوافعه الفسيولوجية كالجوع او الاجتماعية كالتفوق على الزملاء . قد يشعر أن الطريقة التى يسلكها لا توصل الى الهدف المنشود ، فيغير طريقته سعيا لتحقيق الهدم ، قبل أن يستسلم للشعور بالفشل و الاحباط نتيجة عدم اشباع حاجته اطلاقا عدم اشباعها بطريقة ملائمة .

6-الطابع الدورى لإرضاء الحاجات الجسمية او الفسيولوجية [ كالجوع والعطش إذ انها تمر بدورة كاملة ، تبدأ بالحاجة الشديدة للاشباع وخفض التوتر . ثم الاشباع و الشعور بالرضا وتوقف السلوك المرتبط بارشاء الحاجة ، ثم لا تلبث أن تظهر الحاجة للاشباع مد اخرى

اما الحاجات التىترتبط بنمو الشخص وارتقائه معرفيا واجتماعيا ، مثل الحاجة التحقيق الذات فى مجال التعلم أو العلاقات الاجتماعية او النجاح فى مجال الحياة العملية ، فانها ليست دورية ولا تتوقف عند تحقيق المزيد منها .

7-يتعلم الكائن الحى عددا كبيرا من العادات و انماط السلوك والمهارات التى ترتبط بارضاء دوافعه و خفض مستوى توتره .

تصنيف دوافع السلوك الانسان :

يمكن نصنيف اهم دوافع السلوك الانسان الى فئتين كبيرتين :

1-دوافع فسيولوجية :

ويشترك فيها الانسان مع معظم الملكة الحيوانية و تنقسم الى :

أ-دوافع فسيولوجية تقوم على أساس مبدأ توازن البيئة الداخلية للجسم ، ومن شأن ارضائها المحافظة على حياة الفرد [ مثل الجوع والعطش ]

ب-دوافع فسيولوجية ذات طابع اجتماعى ، لأن ارضائها يتطلب إشتراك كائن حى اخر وتساعد على استمرار النوع [ مثل دافعا الجنس و الامومة ] ، وعدم ارضائها لا يؤدى الى هلاك الفرد

2-دوافع نفسية اجتماعية : [ ليس لها أساس فسيولوجى ] و هى نوعان .

أ-فردية : كالفضول ، والسعى لتنمية الامكانات والقدرات الفردية

ب-اجتماعية : مثل المنافسة والتفوق على الاقران ، والسيطرة ، و القيادة

وفيما يلى بعض توضيح لاهم دوافع السلوك الانسان :

أولا : الدوافع الفسيولوجية :

[أ] الدوافع الفسيولوجية الخالصة : تقوم على أساس توازن البيئة الداخلية وتعتمد على حاجات فسيولوجية اهمها :

[1] الحاجة للهواء : وذلك لأن حاجة الجسم شديدة الى انتظام حصوله على الهواء النقى الذى يحتوى على الاكسجين لنه يساعد على احتراق الطاقة وتوليد الحرارة اللازمة له كما أن الخلايا تحتاج اليه و لا يستطيع المخ أن يعمل الا لفترة قصيرة جدا دون الحصول على الأكسجين من خلال الهواء النقى .

[2] الحاجة للاحتفاظ بتوازن داخلى لحرارة الجسم : يحتفظ جسم الأنسان ، الذى يتمتع بصحة جيدة ، بدرجة حرارة لا تزيد أو تنقص عن درجة واحدة أو أثنين عن الدرجة الطبيعية [37] حتى مع تغير درجة حرارة البيئة الخارجية . تعد درجة حرارة الدم مؤشرا لحرارة الجسم .

ويقوم مهاد المخ [ الهيبوثلاموس ] بمراقبة الدرجة المثالية لحرارة الجسم ، و اصدار الارشادات الملائمة لاعادة التكيف . فعند زيادة درجة حرارة  الدم تتسع شعيرات الدم على سطح الجلد فيمر بها الدم ، مما يساعد على تبريده ، فضلا عن العرق الذى يلطف الحرارة على سطح الجلد ، أما فى حالة انخفاض درجة حرارة الدم فإن شعيرات الدم على سطح الجلد تضيق بما يحتفظ بالحرارة المتبقية فى الدم للاعضاء الرئيسية الداخلية ، هذا فضلا عن انواع السلوك التوافقى المكتسب الذى يتمثل فى السعى الى ليس مزيد من الملابس و الاحتماءفى اماكن دافئة [ عند الشعور بالبرد ] ، أو خلع بعض الملابس واللجوء الى مكان بارد وشرب الماء البارد [ عند الشعور بالحر ]  

[3] الحاجة الى الماء ، ( دافع العطش ) : يرتبط دافع العطش بتنظيم الجسم لعملية الحصول على الماء ، وهو من الدوافع الحيوية التى تساعد على بقاء الإنسان . اذ ان الماء يعد عنصرا أساسيا لتكوين اجسامنا ، ويعد المكون الرئيسى لكل من الدم ومعظم انسجة الجسم ، كما أنه يستخدم لحمل الغذاء و الآكسجين للانسجة وكذلك لحمل الفضلات

لكننا تفقد الماء عن طريق العرق والتبول ، وعلينا ان نشرب منه نسبة تتناسب مع ما فقدنا . عند نقص كمية الماء فى خلايا الجسم ، يكتشف مهاد المخ هذا من خلال مستقلات حسية ، ويعطى تعليمات للكلية أن تعيد بعض الماء الى مجرى الدم [ فى حالة النوم أو الصوم ] ، وفى نفس الوقت يشعر الشخص بالعطش فيبحث عن الماء .

وبوجه عام يؤدى نقص الكمية العامة للسائل فى الدم الى شعور الشخص بالعطش مما يدفعه للحصول على الماء ، لآعادة التوازن الداخلى .

[4] الحاجة إلى الطعام ( دافع الجوع ) : الجوع من الدوافع الفسيولوجية القوية التى تجعلنا نبذل طاقتنا وفكرنا للحصول على الطعام . وقد حاول الباحثون الاجابة عن السؤال التالى : ما الذى يدفعنا لتناول الطعام ؟

هناك اجابات غير دقيقة عن هذا السؤال مثل .

اننا نأكل لحلول وقت الوجبة [ لأن عدد الوجبات – فى اليوم الواحد – يختلف من مجتمع لاخر.

أو أننا نأكل عندما نشعر بتقلصات فى المعدة [لأن الاشخاص الذين استؤصلت معدتهم بسبب الاصابة بسرطان أو بقرحة كبيرة يستمرون فى تناول الطعام والشعور بالجوع ] .

أو أننا نأكل لان طعم الاكل لذيذ أو رائحته جذابة ، او منظره جميل [ لأنه مع اختفاء هذه المعلومات ، يستمر شعور الأفراد الجائعين بالحاجة الى تناول الطعام ]

  لقد توصل الباحثون الى ان لدينا مؤشرات داخلية لكميات الاغذية المخزونة بجسمنا وان الدافع لتناول الطعام يزداد عندما ينخفض المخزون من هذه المواد الى مستوى معين ، أى ان دافع الجوع يمثل نظاما من توازن البيئة الداخلية للجسم ، وهو نظام معقد ، خلاصته ان الشعور بالجوع يرتبط ارتباطا وثيقا بكل من عملية الايض [ أو التمثيل الغذائى ] و عملية الهضم . اذ يلزم خلايا الجسم بعض انواع الغذاء لكى تؤدى و ظائفها ، هذه النواع من الغذاء عبارة عن النتاج النهائى لعملية الهضم . وهى تتضمن كلا من الجلوكوز [ سكر الدم ] و الدهنيات و الحامض الامينى ، وكلها تعد متغيرات منظمة للشعور بالجوع .اذ ان مهاد المخ يكتشف من خلال مستقبلات عصبية نقصان هذه المواد فى الجسم ، مما يدفع الى يدفع الى انواع من التوافق الفسيولوجى [ مثل افراز الكبد لكمية من الجلوكوز المختزن ، كما يدفع الكائن الحى للبحث عن الطعام ] 

و السؤال الان : ما الذى يجعل الانسان يشعر بالشبع ؟

اذا تصورنا اننا لا نتوقف عن الاكل ، والا بعد امتلاء مخازن الغذاء و عودتها الى مستواها المثالى ، فمعنى هذا ان نواصل الاكل اربع ساعات ، وهى المدة التى تستغرقها عملية هضم الوجبة الغذائية ، والا ان الله تعالى قد زودنا بمؤشرات للشبع عبارة عن مستقبالات حسية تقع فى اول الجهاز الهضمى [ فى الفم والحق ] تعطى اشارات للمخ بان كمية الغذاء المطلوبة فى طريقها اليه ، وبالتالى يتوقف عن مواصلة الاكل . وقد تم التحقق تجريبيا من هذا عن طريق عزل المرئ لدى احد الفئران ، وجعله ينتهى الى الخارج وليس الى المعدة ó وعندئذ كان الفأر يأكل كمية اكبر من المعتاد ثم يتوقف عن الاكل [ مما يشير الى وجود مؤشرات حسية للشبع فى الفم والحق ] ، الا انه كان يستانف الاكل بعد قليل ، مما يشير الى ان هذه المؤشرات الحسية ليس لها الا اثر قصير المدى .

ومع وجود اساس فسيولوجى للشعور بالجوع والشبع فان الانسان يتعلم ، ومن خلال التنشئة الاجتماعية ، الاقبال على انواع معينة من الطعام ، و الامتناع عن انواع اخرى من الطعام او الشراب و عدد الوجبات ، واسلوب اعدادها ،و اسلوب الاكل ، والاماكن والانشطة المرتبطة ببدء الطعام او التوقف عنه ، وقد يمتنع عن طعام محبوب ، صياما أو كرامة ، وقد يؤثر الاخرين بما لدية من طعام رغم حاجته اليه . اى ان القيم الاجتماعية و الدينية تشكل طرق ارضاء دوافع الجوع و العطش عند الانسان .

[ب] الدوافع الفسيولوجية ذات الطابع الاجتماعى [ الجنس و الامومة ]

يشترك الانسان مع معظم الحيوانات فى الاسس البيولوجية لكل من دافعى الجنس و الامومة  . وعلى العكس من دوافع البقاء على حياة الذات البيولوجية [ مثل دافع العطش و الجوع .. الخ التى تعتمد على تحقيق توازن فى البيئة الداخلية للجسم . فان دافعى الجنس و الامومة ، يتطلبان الاشتراك مع كائن اخر ، ويترتب على ارضائهما بقاء النوع ،وليس بقاء الفرد ، كمالا يترتب على عدم ارضائهما هلاك الفرد . 

[1] الدافع الجنسى : مع ان الانسان يتضج جنسيا عند البلوغ ، الا أن الهوية الجنسية تتحدد منذ لحظة الحمل [*] ، وهنا ينبغى ان نميز بين اكتمال نضج الخصال الجنسية الاولية ، التى تساعد على التوالد ، وبين نمو بعض هذه الخصال والدوافع عبر سنوات العمر المتتابعة

كما ينبغى أن نميز بين المحددات البيولوجية و المحددات الاجتماعية للسلوك الجنسى ، فالسلوك الجنسى يعتمد فى ارتقائه و نضجه على أسس بيولوجية تتمثل أساسا فى الهرمونات الجنسية ، الا أن هذا السلوك يتشكل عند الانسان وفقا لخيرات الحياة ، ووفقا للمعايير و القيم الدينية و الاجتماعية و الثقافية المحيطة بالفرد .

الدافع الجنسى و القيم الاخلاقية و الاجتماعية و الدينية

اذا كان الدافع الجنسى لدى معظم الحيوانات ، فإن الأمر يختلف بالنسبة للانسان أرقى مخلوقات الله فى الارض لأن استجابته الجنسية تتشكل مع [ توفر النضج الجنسى ] وفقا للمعايير الدينية الاخلاقة و الاجتماعية .

 

فرغم ان الحافز الجنسى عند الانسان فطرى ، ويقوم على أسس بيولوجية ، تساعد على حفظ النوع ، ألا أن المجتمعات تقوم بتشكيلة وفقا لقيمها و معاييرها تثقافتنا المصرية و العربية و الاسلامية تنظر الى الجنس على انه فطرة الله ، تتم ممارسته بعد النضج فى ظل نظام اجتماعى هو الزواج . وفى اطار نفسى اجتماعى يتفق مع القيم الدينية و الاجتماعية لتعمير الكون و تكوين الاسرة ورعاية الابناء . وهى ثقافة [ معتدلة ] لا تميل الى التعقير ، ولا الى الاباحية ، وانما تميل الى توظيف الجنس فى اطار القيم الاجتماعية بالدينية .

[2] دافع الامومة

تعد العناية بالابناء فى كثير من الانواع الحيوانية ، من أقوى الجوافع التى تحدد سلوك الام [ أى أقوى من الجوع و العطش و الجنس ] . و تتحمل الام من اجل الوصول لابنائها . الاما اكبر بكثير مما تتحمله لاشباع الدوافع الاخرى .

  يعتمد هذا الدافع على أسس بيولوجية ، وتلعب الهرمونات دورا وئيسيا فى سلوك الام نحو صغارها فى معظم الحيوانية . فالفارة الناضجة العذراء و اذا حقنت بدم فأرة و لدت حديثا يظهر عليها سلوك الام نحو رعاية الصغار ، بعد أقل من يوم بعد الحقن . ويقل تأثير الهرمونات فى الإنسان ، حيث يتأثر سلوك الام بالخبرة و السياق الاجتماعى المحيط ، ويرتبط سلوك الام فى كثير من المجتمعات البشرية بعدد من القيم تدعمها .

   يعنى ذلك أن دوافع الامومة – مثل الدافع الجنسى – له أسس بيولوجية ، ألا أنه يتشكل فى المجتمع الانسانى و فقا للقيم الثقافية و الاجتماعية و الدينية ، و ووفقا للخيرات السابقة التى تتعرض لها الام ، و لنماذج سلوك الامومة التى يمكنها أن تحاكيها ، والتى بفترض منها فى ثقافة معينة أن تقوم بها فى اطار من ظروفها الشخصية و الاجتماعية ، ودرجة توافقها الشخصى

و الاسرى الذى ينعكس فى سلوكها اما بمزيد من الحب و الاهتمام بأبنائها أو الاهمال وسوء المعاملة لهم .

   و نظرا لان سلوك الام مع الابناء منذ الايام الاولى و خلال سنوات العمر المتتابعة بشكل شخصية هؤلاء الابناء ويساعدهم على التوافق النفسى و الاجتماعى ، فقد اولت المجتمعات الحديثة موضوع رعاية الام للابناء عناية خاصة .

ثانيا : الدوافع النفسية و الاجتماعية :

ليس لهذه الفئة من الدوافع أساس بيولوجى واضح ، لكنها تستجيب لحاجات نفسية واجتماعية لدى الافراد ، ويمكن تصنيف هذه الدوافع الى فئتين هما :

[أ] الدوافع الفردية وأهمها :

1-دافع الفضول او حب الاستطلاع : لدى الإنسان منذ طفولته – بل ولدى معظم الكائنات الحية – دافع للفضول والبحث و الاستكشاف ، مما يدفعه الى استكشاف البيئة المحيطة به ، بانواع من النشاط لا ترتبط بالحصول على مكافأة أو بأرضاء دافع اخر [ كالحصول على الطعام ...]

و كد تبين ان الطفل الوليد يلتفت اكثر للضوء " الجديد " و للشئ المتحرك و للتنبيهات المعقدة ، و تزداد على متابعة مصادر التنبية الحديدة مع زيادة عمره . ويحاول الطفل – فى فترة الرضاعة – تلمس الاشياء و مسكها و تتاولها و هزها و ضربها ، لاستكشاف خصائصها .

وكد تشجع اساليب التنشئة الاجتماعية فى الاسرة و المدرسة هذا الدافع لدى الاطفال لتنمية مهارتهم على الاستكشاف . مما يؤدى الى نمو قداراتهم العقلية ، وخاصة قدرات الاستكشاف التى ترتبط بتنمية قدرات التفكير الابداعى [ انظر باب العمليا المعرفية ] .و على لعكس قد تؤدى التنشئة الاجتماعية الى كف دوافع الفضول و الاستكشاف ، ومن خلال المعاقبة عليها كلما ظهرت ، مما يقلل من فرص نمو القدرات الابداعية .

2-دافع تنمية الكفاءة الشخصية او تحقيق أعلى مستوى من الاستقلال و الاعتماد على النفس :

تؤدى أساليب التنشئة الاجتماعية للطفل – غالبا – الى تنمية دافع تحقيق أعلى مستوى من الكفاءة الشخصية و الاعتماد على النفس . وذلك من خلال تنمية المهارات و الوظائف الادراكها و الحركية و الاجتماعية كذلك مكافاة سلوك الاستقلال و الاعتماد على النفس فى موافق الأكل و الشرب و اللبس و النظافة و استكشاف البيئة الخارجية .

ب-الدوافع الاجتماعية و اهمها :

1-دافع الانجاز : ويتمثل هذا الدافع فى سعى الفرد الدائب لبلوغ اعلى مستوى من الانجاز فى انماط نشاطه العقلى و الاجتماعى ، مما يحقق له تفوقا على اقرانه . وتساعد التنشئة الاجتماعية فى الاسرة على تنمية هذا الدافع من خلال التشجيع على انواع السلوك الذى يتسم بالمخاطرة و الاستقلال و التميز ، ومحاولة التفوق على الزملاء و القيام بانواع من السلوك تتسم بالمباداة و المخاطرة وقيادة الاخرين .

وقد اوضحت الدراسات النفسية أن الاطفال الذين يتسمون بارتفاع دافع الانجاز هم ممن تقوم امهاتهم بمكافأتهم مكافأة وجدانية عميقة كلما قاموا بسلوك يتسم بالانجاز منذ فترة مبكرة من عمرهم . وعلى العكس من ذلك فإن أمهات الاطفال الأقل دافعية للإنجار يكن أقل دعما لهذا السلوك . ويرى بعض الباحثين ان أهم ما يميز المجتمع المتقدم ، هو سيادة دافعية الانجاز لدى أبنائه ، على عكس المجتمعات المتأخرة ، التى ينشأ أبناؤها على التواكل و عدم المخاطرة و عدم الانجاز ، وعدم تحمل المسئولية .

2-دافع الانتماء : من الدوافع الاجتماعية الهامة التى تعين الفرد على التعاون مع الاخرين دافع الانتماء أو الشعور بالتقارب و التجارب ، والحاجة الى التفاعل الايجابى مع الاخرين فى الجماعة التى ينتمى اليها الشخص

ويصدر هذا الدافع عن حاجة الفرد للانتماء الى جماعة [ كالأسرة و الاصدقاء ] تكون للفرد فيها علاقات حميمة بأشخاص اخرين . وتعد هذه العلاقات من أهم علامات الحياة الاجتماعية السوية للفرد ، خاصة و انها تشبع حاجته للتفاعل مع الأخرين ، وتساعده على خفض توتره و حل مشكلاته الانفعالية و الاجتماعية .

-ترتيب اولويات الحاجات و الدوافع :

السؤال الان هو كيف يتم ترتيب الاولويات بالنسبة للدوافع ؟ أمكن لعلماء النفس ترتيب الدوافع الفسيولوجية التى توجه سلوك الحيوان ، حسب قوتها ، على أساس مقدار ما يتحمله الحيوان من الام [ مثل : صدمة كهربائية أو درجة حرارة تصدر من سلك يمر عليه وصولا لإشباع الدافع ] حيث تبين أن الدوافع الفسيولوجية يمكن و ترتيبها لدى الحيوان من الاقوى فالاقل قوة كالتالى :

1-الامومة                                    3- الجوع

2-العطش                                   4- الجنس

اما النسبة للإنسان فإن هذا الترتيب لأولوة موضوعات إرضاء الفرد لدوافعه ، يتدخل فيه كل من :

أ-الدوافع الاجتماعية التى تعلمها مثل : دافع الاستقلال – فى مقابل – التبعية ، و الطموح والمخاطرة – فى مقابل – التواكل ، و الشجاعة – فى مقابل – الجبن .

ب-السمات الشخصية مثل : درجة الثقة بالنفس ، و الاتزان الوجدانى ، و الانطوائية ، ودرجة تحمل تأجيل الحاجات ، والذكاء العام والقدرات الابداعية ... الخ .

ج-القيم الاجتماعية و الثقافية و الدينية التى يتمثلها الفرد .

د-الخبرات الشخصية فى الأسرة و المدرسة و مع الاصدقاء .

هـ-الظروف الاجتماعية المباشرة [ فى الاسرة أو المدرسة .. ] و الظروف الاجتماعية العامة

على مستوى المجتمع .

كل هذه المتغيرات تسهم فى وجود فروق فى تريب الاولويات لموضوع اشباع لحاجات واصغاء قيمة اكبر على بعضها [ أنظر فترة القيم الفردية و الاجتماعية ] . وفى مقابل اتجاه كل شخص فى ترتيب اختياراته – حاول بعض الباحثين التوصل الى ترتيب عام للحاجات الانسانية يميز بين الحاجات وفقا لتدرجها ، من الاكثر الحاجة [ يالتالى يحتاج الى الاشباع فى البداية الى الاقل الحاجة مما يمكن تاجيله الى حين اشباع الحاجات الملحة . 

ومن اهم محاولات ترتيب حاجات الانسان وفقا لدرجة الحاحها – من الاهم فالاقل ومن الاساسى الى ما يترتب عليه – محاولة عالم النفس " ماسلو " تصنيف حاجات

الإنسان إلى ثلاث فئات [ شخصية ، و اجتماعية ، و عقلية ] تتدرج خلال خمسة مستويات كما هو موضح فى الشكل رقم [ 1 – 5 ] التالى :

و تتمثل هذه الحاجات فى كل من :

1-الحاجات الفسيولوجية : و هى التى تكفل بقاء الفرد ، ومثل الحاجة الى كل من : الهواء و الماء و الغذاء و الدفء و الراحة ... ، ولهذه الحاجات الأولوية فى أشباع ، و تغلل توجه السلوك إلى أن يتم اشباعها ، ولا يتوقع ممن فقد ارضاءها ، أن يسعى لإرضاء المستويات الأعلى من الحاجات .

 

2-الحاجة إلى الأمن : و تتمثل فى حاجة الشخص لأن يحمى نفسه أويؤمن نفسه فى المستقبل ، فالشخص يخزن الطعام فى الثلاجة اليوم ضمانا لعدم الجوع غدا أو بعد اسبوع كما تتمثل هذه الحاجة فى توفير النقود ، ضمانا لتوفير الأكل و الشرب فى وقت لاحق .

أى أن هذه الحاجة تتمثل فى ضمان اشباع الحاجات الفسيولوجية فى المستقبل ، و هى من حيث درجة الإلحاح : تأتى بعد الارضاء المباشر للحاجات الفسيولوجية [ و كل منها يمثل نوعا من الحاجة الشخصية ] .

3-الحاجة للحب و الانتماء : و تتمثل فى الحاجة لإقامة علاقة شخصية حميمة مع شخص آخر . والحب هنا ليس حبا بالمعنى الرومانتيكى ، وانما بمعنى إجتماعى . لأن الشخص لدية حاجة أساسية لأن يحب اخرين ويحبه اخرون ، بصفاته التى ينموعليها . كما هو ، وليس من أجل ما يمكنه عمله للخرين . المهم انه لا توجد شروط لهذا الحب . و هذه الحاجة للحب و الانتماء .. لدى " ماسلو " تأتى – فى ترتيب الأولويات والالحاح – بعد الحاجة إلى الأمن .

4-الحاجة لتقدير الذات : لدى كل فرد حاجة لان يقدم ما لديه من مهارات وموهبة وصفات ايجابية يفخر بها لكى يقدرها اخرون لدية [ سواء فى ذلك التلميذ أو الموظف أو ابن .. ] مما يجعله يشعر بالقيمة و الاقتدار ، ويؤدى عدم اشباع هذه الحاجة الى الشعور بالدونية و الاتقار النفسى. وهى تأتى فى الترتيب بعد الحاجة للحب و الانتماء [ و كل منهما يمثل حاجة إجتماعية

5-تحقيق الذات [وفهم الامكانات الشخصية ] : و تتمثل فى رغبة الشخص فى تنمية نفسه ، و تحقيق اكبر قدر من امكاناته . و تختلف الحاجة لتحقيق الذات عن الحاجة لتقدير الذات فى ان اهداف التحسن و التنمية [ فى تحقيق الذات ] مندمجة داخليا ، أى أن الشخص يستجيب لنفسه وليس للأخرين .

ويعتمد تحقيق الذات على رغبة الشخص فى فهم امكاناته الذاتية وحدودها ، و معرفته لما يمكن ان يفعله لكى يقوم به بكفاءة و اتقان ، وهذه الرغبة تمثل قمة مدرج الحاجات [ فى راى " ماسلو " ]

و من أهم خصائص هذا التدريجالهرمى للحاجات :

1-انهفى الظروف العادية ، تبذل – غالبا – الطاقة لإرضاء المستوى الول ، قبل أن يبدأ الشخص فى ارضاء المستوى الثانى ، وهذا المستوى الثانى يتم ارضاؤه قبل الثالث و هكذا .

2-ينبغى التمييز بين نوعين من الحاجات :

أ-حاجات اكمال النقص ، التى يتوقف السعى لإشباعها فور ارضائها [ كالاكل و الشرب ] .

ب-حاجات النمو ارتقاء  مثل الحاجة لتحقيق الذات ، اذا ارضاء كل الحاجات الأخرى ز و هذه الحاجات لا يتوقف السعى لإشباعها [ مثل طلب العلم  و تحقيق مريد من النجاح فى العمل .. الخ ]

و تتسم هذه النظرية ببساطتها ووضوحها و جاذبيتها ، لأنها ترتب حاجات الإنسان من الأكثر الحاحا ووجوبا للإشباع ، الى تلك التى تليها ، وأن كانت أرقى . كما أنها أكثر تمييزا للإنسان من غيره من الكائنات الحية ، الا أنها لا تستطيع أن تجيب عن مبررات تفضيل الأفراد ، الذى قد لا يتفق مع ترتيب الحاجات إلى الأقل الحاحا ] ، لأن هذا يرتبط بأساليب التعلم فى سياق اجتماعى ، و التغيرات التى تشكل الفروق الفردية و الاستجابات و القيم الفردية ، مما سنعرض له فى فقرة القيم الفردية و كيف تتشكل و تترتب

 

 

الانفعالات

 

أولا : تعريفات و تحديدات .

[أ] تعريف الإنفعال :

يمكن تعريف الإنفعال بانه عباره عن : حالة وجدانية ، تنشأ عن مصدر نفسى ، نتيجة لإعاقة السلوك أو التفكير المعتاد ، وهى تشمل الفرد كله ، وتؤثر – وفقا لشد\تها – فى كل من سلوكه و تعبيراته الظاهرة و خبراته الشعورية ، ووظائفة الفسيولوجية . ومن أمثلته الخوف و الغضب و السرور .

[ب ] العلاقة بين الانفعالات و ادوافع :

رغم وجود صله وثيقة بين الانفعالات و الدوافع ، الا أنه يمكن التميز بينهما على أساس كل من النقاط التالية :

1-تستثار الانفعالات غالبا من منبهات خارجية ، بينما تستثار الدوافع من منبهات داخليه

ومع أن بعض المنبهات الخارجية قد الخارجية قد تحرك الدوافع [ كطعام عندما يراه الجائع ] الا أن المنبة الخارجى لا يخلق الدوافع ، فلو لم يوجد دافع داخلى ، لما كان للمنبهات الخراجية أى تأثير فى تحريكها .

2-تعتمد الدوافع على الانفعالات ، وتستمد منها الطاقة التى تحولها على سلوك يسهم فى إرضاء الدوافع ، فالحرمان من اشباع الدافع يصحبه انفعال مكدر ، و ارضاء الدافع يصحبه انفعال سار أو ممتع . 

ثانيا : تصنيف الانفعالات :

يرى معظم الباحثين النفسين أن مجرد تسمية الانفعالات ، لا تكفى وحدها لتصنيفها ، كذلك لا يمكن الاعتماد على الاستجابات الفسيولوجية و خدها فى تصنيفا لانفعالات

واذا كان الانفعال يمثل نوعا من التعطيل لمسار السلوك و التفكير المعتاد ، فإن الموقف الذى احدثته خبرة الاعاقة هو الذى يحدد غالبا نوع الخبرة الانفعالية .

   ويمكن تصنيف الانفعالات ، [ أو الخبرة الانفعالية ] فى ضوء أساسيين هما :

[1] مصدرها .

[2] الموضوع اوالموقف الذى تظهر فيه .

ونوضح فيما يلى فئات الانفعالات :

فالفئة الأولى من الإنفعالات تستثار من خلال خصائص حسية ومباشرة وموقفية تستثير الشعور باللذة [ التى تنتج عن الإقتراب من مصدر تنبيه ملائم ، أو الألم [ الذى ينتج عن التعرض لمصدر تنبيه مؤذ ] ، أو التقزز [ الذى ينتج عن التعرض لمصدر تنبيه كريه ] و كل هذه الانفعالات لازمة للكائن الحى :

اما الفئة الثانية : التى تستثار من خلال نوع من الادراك أو التقدير المعرفى للموقف او لمصدر التنبيه ، فقد وجد انها عامة – سواء من حيث طرق التعبير عنها أو من حيث ادراك الأخرين لها – فى كل الثقافات او المجتمعات الانسانية [ المتحضرة و البدائية ] بل أنه يمكن مشاهدتها عند كثير من الحيوانات و خاصة القردة العليا . و عمومية هذه الانفعالات – أى ظهورها وادراكها فى مختلف المجتمعات – يؤيد الفرض الذى يذهب إلى أن لها قيمة فى الابقاء على الحياة : فالسرور [ أو السعادة ] عبارة عن متعة داخلية تحدث عند الإقتراب من شخص ، أو تحصيل شئ [ أو انقطاع ضرر ] .

و الحزن : عبارة عن غم نتيجة لفقدان حبيب أو فقد شئ نافع أو حدوث شئ ضار و الخوف (*) عبارة عن غم ينتج عن توقع مكروه أو خطر ، ويمكن الكائن الحى من الهروب من مصدر الخطر .

و الغضب : عبارة عن سخط شديد نتيجة وجود عقبة امام السلوك

و الدهشة : انفعال يحدث نتيجة ظهور مفاجئ ó لموضوع محبب غير متوقع

اما انفعالات الفخر و الخزى والشعور بالذنب ، الفئة الثالثة فتنتج عن مشاعر الفرد الداخلية من خلال تعامله مع المواقف الاجتماعية المختلفة . و الفئة الرابعة تشمل الانفعالات الناجمة عن علاقات الفرد مع الاخرين و اهمها انفعالا الحب و الكراهية .

[ب] أساليب قياس و تقدير الانفعالات :

يمكن التمييز بين الانفعالات و فقا لعدد من الابعاد التى يتم قياسها و تقديرها ، ومن اهمها :

[1] الطابع الوجدانى : الذى يتراوح بين السرور والكدر

[2] الشدة أو الحدة : يختلف درجة الانفعال من حالة الاستشارة المنخفضة أو المتوسطة أو المرتفعة .

[3] المدة أو الاستمرار : تختلف الاستجابات الانفعالية من حيث الفترة التى تستغرقها .

[4] البساطة أو التعقيد : قد تكون الانفعالات المثارة فى موقف معين بسيطة أو معقدة و متداخله ، ويصعب الفصل بينها . 

ثالثا : الجوانب الأساسية للانفعالات :

تتم دراسة الانفعال من ثلاثة جوانب أساسية هى :

[1] الاستجابة الفسيولوجية .

[2] الخبرة الشعورية أو التقدير المعرفى للخبرة الانفعالية .

[3] السلوك الظاهر أو الاستجابات التعبيرية . 

 

[1] الجانب الفسيولوجى للإنفعال : 

أهم المظاهر الفسيولوجية :

إننا عندما نمر بخبرة انفعالية شديدة – مثل الخوف الشديد أو الغضب الشديد – ونشعر بعدد من التغيرات الجسمية الفسيولوجية التى تنتج عن تنشيط بعض اجزاء المخ و خاصة الجهاز العصبى، والذى يختص بمد الجسم بطاقة تساعده على مواجهة الطوارئ . واهم هذه التغيرات الفسيولوجية ما يلى :

-ازدياد سرعة ضربات القلب ، وارتفاع ضغط الدم .

-ازديادسرعة التنفس ، اتساع حدقة العين .

-ازدياد العرق ، ونقصان اللعاب .

-ازدياد سكر الدم ، لتزويد الكائن الحى بمزيد من الطاقة

-سرعة تخثر لأ تجلط ] الدم فى حاله الجروح

-تحويل الدم من المعدة و الامعاء الى المخ و العضلات

ويلاحظ أن هذا الازدياد فى شدة الاستثارة الفسيولوجية يميز الحالات الانفعالية الشديدة [ كالغضب و الخوف ] لمواجهة الخطر [ بالقتال أو الهروب ] ، وان كانت نفس هذه الاستجابات تظهر أثناء الاستثارة الانفعالية الشديدة بالفرح أو السعادة البالغة ، على حين تتميز انفعالات أخرى [ مثل الأسى ، أو الحزن ] بهبوط العمليات الجسمية أو انخفاض ايقاعها .

[2] الخبرة الشعورية أو الجانب الادراكى المعرفى للإنفعال :

عندما يمر بخبرتنا أحد الأحداث ، فإننا نفسر الموقف ، وفقا لما يحقق اهدافنا ويوفر نوعا من الرضا لنا [ أو عدم الرضا ] ، ويترتب على هذا التفسير الادراكى للموقف أو التقدير المعرفى له نوع من " الاعتقاد " الذى يمتزج بمشاعر موجبة أو سالبة مثل : لقد كسبت المباراة و اشعر الآن بالسعادة ، أو فشلت فى الامتحان وأشعر بكآبة . وهذا النوع من التفسير للموقف ، يطلق عليه اسم " تقدير معرفى " ، وهو يشتمل على جانبين هما : عملية التقدير ، و ما يترتب عليها من اعتقاد .

فتقديرنا للموقف يسهم فى تشكيل خبرتنا الانفعالية . و على سبيل المثال : إنك إذا رأيت سيارة تنحدر إلى هوة و هى متجهة اليك بسرعة ، فغنك سوف تخاف خوفا شديدا ، لكنك إذا علمت أن هذه السيارة جزء من لعبة ملاهى ، فإن خوفك سيقل .

كذلك فإنك اذا رأيت رجلا يعلق طفلا من رجليه ، بإحدى يديه ، ويضربه على ظهره باليد الأخرى ، فإنك قد تغضب ، لكنك إذا علمت أن هذا الطفل قد بلع قرشا ، وأن هذا الرجل يحاول انقاذه فإنك ستهدأ ، و تتمنى له التوفيق . والتقدير المعرفى للموقف ، فى كل هذه الحالات و حالات أخرى كثيرة ، هو الذى يحدد شدة الانفعال . وهذا التقدير المعرفى – و ليس الاستجابة الفسيولوجية – هو المسئول عن نوع الانفعال ، لأن الاعتقاد الناتج عن هذا التقدير هو الذى يعيننا على التمييز بين أنواع كثيرة من المشاعر .

 

الأهمية التطبيقية للتقدير المعرفى للخبرة الانفعالية :

 

1-أن هذا التقدير المعرفى هو الذى يميز الشخص السوى الذى لدية خبرة ذاتية بإنفعاله ويسلك بما يتفق مع هذه الخبرة ، عن المريض عقليا الذى قد يسلك بطريقة تتسم بالعدوان .

2-إستجاباتنا الفسيولوجية المصاحبة للإنفعالات لا تتغير من الطفولة حتى الرشد ، و الذى يرتقى هو أفكارنا و تقديراتنا المعرفية المصاحبة لهذه الاستجابات مما يجعلنا اكثر قدرة على التحكم بها .

3-فهمنا لخبراتنا الماضية ، يشكل تقديرنا للمواقف الحالية ، و التالى يؤثر فى تشكيل انفعالات الحالية .

[3] الجانب التعبيرى [ التعبيرات الانفعالية ] :

من المعروف ان التعبيرات الانفعالية – خاصة تعبيرات الوجه – تخدم عملية التخاطب ، التى تتمثل فى عملية إرسال و إستقبال معلومات واشارات ورسائل ورموز ، يتم تبادلها بطريقة مباشرة بين الأفراد .

و هذا التخاطب – من خلال توصيل التعبير الانفعالى للآخرين – يخدم عملية التفاعلالإجتماعى بين الأفراد ، لأن إظهار الشخص انفعاله للأخرين يساعدهم على الاستجابة الملائمة له ، وتقديم العون له أو توقع تصرف معين منه . فمثلا النظر إلى شخص خائف ، يدل على وجود خطر يحتاج الى مواجهة ، و بادراك أن شخصا فى حالة غضب يجعلنا نتوقع منه ان يتصرف بشكل مفاجئو عنيف ، مما يجعلنا أكثر حذرا . و اذا كانت البحوث العلمية أوضحت وجود عدد من التعبيرات الانفعالية الاولية التى تظهر لدى الأفراد فى معظم الثقافات الانسانية – المتحضرة و البدائية [ كما هو الحال فى انفعال الفئتين [1] ، [2] بالجدول رقم [1- 6 ] ، وقد تبين من عدد كبير من البحوث شيوع التعبيرات الانفعالية الالية للوجه ، عامة ويمكن تمييزها بسهولة :

 

على أن بعض الباحثين قد سجل عددا من التعبيرات عن بعض الانفعالات تسود فى ثقافات معينة دون أخرى . مثل اخراج اللسان للتعبير عن الدهشة [ فى الصين ] . و يكفى ان نعرف درجة التنوع فى سلوك التحية والفرح بلقاء صديق الذى يتراوح من مجرد التفاته بسيطة بالرأس – التصفيق الحاد باليدين ، وخلع الحزام أو النظارة أو القبعة و أو الامساك بيد الفرد الأخر و الضغط على ابهامه أو يده و النفخ فيها ، وجذب اليدين من الكفين و الضغط على الذراع و طقطقة الاصابع او العناق .. الخ . وهذا يعنى وجود فروق حضارية فى التعبير عن الانفعالات  ولاشك انه ينتج عن عدم فهم دلالة هذه التعبيرات الانفعالية مشكلات كبيرة تعوق التفاهم او التخاطب مع ابناء الثقافات التى تستخدمها .

و إلى جانب قيام التعبيرات الانفعالية بوظيفة التخاطب بين الافراد [ و هى هى تدرس – حاليا – فى علم النفس الاجتماعى تحت عنوان : الاشارات الاجتماعية ] فإن التعبير الانفعالى يسهم فى تشكيل الخبرة الانفعالية للشخص . فغنك إذا تعمدت الابتسام ، و ابقيت على هذه الابتسامة يضعة ثوان ، فإنك ستبدأ فى الشعوز بانك اكثر سعادة ، واذا قطبت جبينك و كشرت ، فستشعر بالتوتر أو الغضب [ حاول أن تقوم بكل منهما ]

و السؤال الأن : كيف نفسر ما يترتب على المبالغة فى اظهار تعبيرات الوجه أثناء افتعال التعبير عن السرور أو الغضب من ازدياد شعور الشخص بالانفعال الذى يعبر عنه ؟ يحاول بعض الباحثين تفسير هذه الظاهرة على أساسن فسيولوجى ، مقترضين أن تقلصات عضلات الوجه تؤثر فى مسار الدم فى الأوعية الدموية المجاورة لهذه العضلات مما يؤثر بدوره فى دورة الدم الى المخ ، ويحدد درجة حرارة الموصلات العصبية المخية التى تعد جزءا من نشاط المخ الذى يقف وراء الانفعال

رابعا : الانفعال و التوافق النفسى و الاجتماعى : 

إلى أى حد تساعدنا الانفعالات على التكيف لظروف البيئة الخارجية ، و التوافق النفسى و الاجتماعى مع الاخرين ؟ و هل تساعدنا على مواصلة الحياة بكفاءة بوجه عام ؟ هل الخبرة الانفعالية مفيدة أم ضارة ؟

تعتم الاجابة على هذه الاسئلة على كل من شدة الخبرة الانفعالية ، و استمرارها فمن حيث شدة الاستجابة ، لا يمكن ان نتصور شخصا يتحرك نحو مزيد من التوافق دون ان يتذوق طعم خبرة انفعالية " سارة " تشجعه على مزيد من مواصلة الجهد ، وخبرة انفعالية " مكدرة " تعلمه تجنب المواقف .

و فى معظم الاحيان فإن تطرف الانفعال بالانخفاض الشديد أو الارتفاع الشديد عن الدرجة المتوسطة يعوق مواصلة الجهد . فانخفاض الخبرة الانفعالية يرتبط بعدم الاهتمام ،

و بالتالى عدم العناية يبذل الجهد ، أما الارتفاع الشديد فيرتبط بالتوتر الشديد الذى يشتت الفكر ويعوق السلوك

وقد أوضحت البحوث النفسية ان العلاقة بين درجة الاستثارة الانفعالية [ و ما ينجم عنها من توتر نفسى ] و الاداء التكيفى و المعرفى ، علاقة منحنية ، أى أن الخبرة الانفعالية فى موقف معين اذا كانت شديدة الانخفاض ، فغن الاداء العقلى و الابداعى يكون ضعيفا [ حيث لا يوجد اهتمام و تركيز ] ، على حين يصل الاداء العقلى و الابداعى الى اعلى مستوى ، مع وجود درجة متوسطة من التوتر و الانفعال الذى يؤدى الى تشتيت الانتباه و التفكير

على ان المستوى الامثل من الاستثارة الانفعالية ، أما العمل العقلى الذى يعتمد على تكامل عدة عمليات عقلية ، فانه ينخفض مع الخبرة الانفعالية العنيفة ، فاتت أثناء الخوف الشديد يمكنك ان نتهجى اسمك ، لكنك لا تستطيع ان تعلب الشطرنج

كما ان ما يترتب على الخبرة الانفعالية الشديدة من نتائج ، يعتمد على السمات الشخصية للفرد مثل : الثقة بالنفس ، الاتزان الوجدانى و مستوى التوتر النفسى .. الخ

وقد اوضحت بعض البحوث أنه فى اوقات الازمات الفاجئة مثل الحرائق ، و الفيضانات ، تختلف استجابة الافراد وفقا لمستوى تحملهم للاستثارة الانفعالية حيث اظهر 15 % من الاشخاص سلوكا منظما وفعالا [ مما يوحى بان مستوى استثارتهم الانفعالية لم يتم تجاوزه ] و أظهر 70% سلوكا غير منظم ó وان كان الفرد فى هذه الحالة لا يزال قادرا على الاداء بدرجة معقولة من الكفاءة ، بينما اظهر 15 % فزعا وسلوكا غير ملائم ، مما يشير الى أن ما حدث يتجاوز مستوى تحملهم الانفعالى .

أما من حيث استمرار الانفعال الشديد ، دون ان تخف حدته [ مثل المواقف التى تجعلنا فى حالة غضب دائم – كما فى حالة الصراع الدائم مع صاحب عمل أو رئيس او حالة الخوف الدائم من خطر خارجى ، أو القلق الشديد على شخص نحبه ] فان هذه الانفعالات الشديدة – رغم انها فى الاساس اساليب تكيفية تساعد على مواجهة خطر – الا ان استمرارها ينهك الطاقة الجسمية ويؤدى الى امراض نفسية و جسمية .

لهذا ، فإنه بالرغم من اهمية الانفعالات التكيفية ، لمواجهة مواقف الخطر أو التنافس و ما تزودنا به جهد و طاقة ، فإن الافراد الاسوياء يتميزون بمقدار تحكمهم فى انفعالاتهم و عدم التمادى فيها .

 

 

الاتجاهات والاهتمامات والقيم

 

 

 

أولا : الاتجاهات النفسية الاجتماعية  :

   تشير الاتجاهات النفسية الاجتماعية الى نتائج تأثر مشاعر الفرد وآرائه وسلوكه بالمنبهات الاجتماعية التى يتلقاها اثناء تعامله مع الآخرين خلال مراحل عمره المتتالية ، سواء داخل الأسرة او جماعة الأصدقاء او جماعة العمل أو من خلال وسائل الاتصال الجماهيرية

   والإهتمام بعمليات قياس و تقدير و تغيير الاتجاهات من أهم موضوعات الدراسة فى علم النفس الاجتماعى الحديث على أساس أن تكوين الاراء و الاتجاهات افيجابية البناءة ، و تعديل الآراء و الاتجاهات السلبية المعوقة بالحكمة و القدوة الحسنة ، واساليب التنشئة الفعالة ، يعد أساسا لرفع كفاءة الافراد ، وتقدم الجماعات و المجتمعات .

 

تعريف الاتجاه :

 

   الاتجاه عبارة عن مفهوم –يستدل عليه – وليس شيئا أو تصرفا واحداً يرى بشكل مباشر . و هو يشير إلى ذلك التنظيم أو النسق الفريد الذى يضم كلا من معارف الشخص أو  معلوماته ، ودوافعه أو انفعالاته ، وسلوكه أو تصرفاته التى تتخذ طابع القبول أو الرفض ، الموافقة أو المعارضة ، لموضوع معين . وعرفة الاتجاه تساعد على التنبؤ بآراء الشخص و إستجاباته الإنفعالية و تصرفاته أو أستعداده للقيام بسلوك أو تصرف معين :

   و نستطيع أن نستثف معالم الاتجاه النفسى و الاجتماعى لشخص معين نحو أحد الموضوعات من خلال استقراء آرائه و معتقداته و تصرفاته نحو هذا الموضوع فى مواقف متعددة : فغتجاه الشخص نحو المرأة يستخلص من خلال آرائه وسلوكه حول أهمية تعليمها و عملها و كفاءة أدائها لواجباتها فى البيت ، ورعايتها لأبنائها وزوجها ، وأهمية دورها فى بعض العمال ، ودرجة توفيقها بين أدوارها فى الأسرة و فى العمل ... الخ

و اتجاه الشخص نحو التعليم ، يستخلص من خلال آرائه نحو أهمية مواصلة التعليم ، و تقليل نسبة تسرب التلاميذ من المدارس ، وعدم التوقف عن التعليم فى مرحلة مبكرة من الدراسة سعيا للعمل المبكر أو الزواج المبكر ، وأهمية التعليم فى رفع كفاءة الأشخاص و المجتمعات .. الخ

   و بالمثل يمكن إستخلاص إتجاه الشخص نحو العمل الحر – فى مقابل العمل الحكومى ، و نحو إنجاب عدد كبير من الابناء فى مقابل – عدد محدود من الأبناء ، و نحو التشدد فى العقوبات الجنائية – فى مقابل التخفيف من هذه العقوبات ، ونحو نشاط الجماعات المهنية أو الأنشطة الاقتصادية أو الرياضية أو الدينية ، أو أبناء الجنسيات الأخرى العربية أو الأجنبية .. الخ .

 

 

خصائص الاتجاه النفسى الاجتماعى :

1-مفهوم " مركب " يستخلص من مجموعة أراء الشخص و تصرفاته التى تطبع بطابع وجدانى تقويمى نحو موضوع معين . الاتجاه أعقد من الرأى الفردى لأنه يستخلص من عديد من أراء الشخص وتصرفاته نحو موضوع الاتجاه .

2-تقدر الاتجاهات و تقاس لدى الشخص الواحد نحو عدة موضوعات اجتماعية لها معنى اجتماعى . الاتجاه يختلف من الراى العام الذى يقدر ويقاس لدى جماعة [ أو مجتمع ] معين على أساس نسبه شيوع راى [ أو حكم ] بالموافقة أو املعارضة داخل هذه الجماعة نحو موضوع خلافى مثل اتجاهات الراى العام نحو موضوع زيادة الاسعار

3-يكتسب الفرد – أى يتعلم – ببطء اتجاهاته على مدى سنوات تنشئه [ فى الأسرة و المدرسة ومواقف الحياة المختلفة ] ، ويتم هذا التعلم للإتجاه بمقتضى قوانين التعلم و اكتساب الخبرات [ انظر فصل التعلم ]

4-يتسم الاتجاه – بعد أن يتكون – بنوع من الاستقرار النسبى ، ولا يتغير بسرعة أو بشكل عابر .

5-موضوعات الاتجاهات متعددة و متنوعة : فقد تطكون مادية [ كالطرق و المواصلات ، و الحدائق و التلوث ] أو معنوية [ كالديمقراطية ، والحرية ، وحقوق الإنسان أو أشخاصا [ كالمرأة العاملة ، أو رجال مكافحة الاجرام ، أو المتعاطين للمخدرات .. أو جماعات [ مثل الجماعات المهنية أو السياسية أو الدينية ] أو نشاطا معينا [ كالنشاط العلم أو التجارى أو الرياضى .. ]  و فى جميع الاحوال يجب لهذه الموضوعات أن تتميز بالحضور النفسى لدى الفرد أى يكون لها معنى لدية و تحرك تفكيره ووجدانه وسلوكه فى اتجاه معين ايجابا أو سلبا ، معها أو ضدها .

6-يتم قياس اتجاه الفرد ، نحو بعض الموضوعات ، بأساليب أو مقاييس دقيقة يصمها علماء النفس لهذا الغرض لكى تكشف عن درجة التقبل او الرفض لموضوع الاتجاه

 

مكونات الاتجاه :

 

 

للاتجاه ثلاثة مكونات اساسية هى المكون الوجدانى و المعرفى و السلوكى

 

1-المكون الوجدانى :

ويتصل هذا الجانب بمشاعر الشخص و انفعالاته المرتبطة باحد الموضوعات و هذا الجانب هو المسئول عن جعل الموضوع يبدو على أنه سار محبوب ، وأو مكدر مكروه ، وهو المسئول عن قبول الشخص أو رفضه لموضوعات أو أنشطة معينة ، وعن اكتسابه نوعا من اللين أو المقاومة عندما يتعرض لمحاولة تغيير بعض آرائه أو معتقداته أو عاداته .

ويشكل هذا الجانب رغبات الشخص وحاجاته ودوافعه . وهو أساس التقويم الإنفعالى ، وهو يمثل الثقل الوجدانى الذى يعطى لفتجاهات نوعا من الاستمرار و الدافعية

2-المكون المعرفى :

يتضمن هذا المكون مجموعة معارف الشخص او معلوماته وآرائه وأحكامه و معتقداته حول موضوع الاتجاه . ويطلق أحيانا على هذا الجانب إسم " الجانب الادراكى " ، و تصطبغ – غالبا – المعلومات و الآراء التى يشتمل عليها هذا الجانب بصبغة وجدانية تقويمية ، تدفع الى القبول أو الرفض لموضوع الاتجاه – بدرجات متفاوتة .

ويغلب ان تؤثر المعرفة على المشاعر والوجدانى ، فمن يعرف لغة أجنبية معينة ، يتعاطف غالبا من أهلها ، لأنه يدرك الجوانب المشرقة فى ثقافتهم . كما أن الناس أعداء ما جهلوا لأن عدم الاحاطه ببعض الفنون و العلوم او ضروب الاعتقاد لدى جماعة معينة ، قد يورط الشخص فى بعض الآراء المتحيزة أو المبتسرة ضدها .

وبالمثل فإن المشاعر والإنفعالات و الجانب الوجدانى من علاقة الشخص بموضوع معين يجعله يبحث عن المعلومات أو التبريرات " المعرفية " العقلية التى تضفى على موضوع التقدير أو التحقير نوعا من المعقولية .

3-المكون السلوكى :

    يتمثل هذا الجانب فى استعداد الشخص للتصرف أو للقيام بسلوك معين استجابة لمعارفه و تقويماته الوجدانية . أى ان اتجاه الفرد اذا كان موجبا نحو موضوع معين ، أى أن معارفه أو معلوماته ، أو تقويماته الوجدانية نحو هذا الموضوع تتسم بالقبول والتاييد ، فإنه يكون مستعدا – غالبا – لإظهار انواع من السلوك الإيجابى المؤيد لهذا الموضوع . و على العكس ، اذا كانت معارف الشخص و تقويماته نحو موضوع معين سلبية فغنه يكون – غالبا على استعداد لإظهار انواع من السلوك المعارض أو السلبى أو العدوانى .

   ومع ان المكون الوجدانى هو محور الاتجاه ، إلا أن الاتجاه قد يبدا فى التكوين من أى مكون من المكونات الثلاثة [ المعرفة أو الوجدان او السلوك ]

   يوجد – غالبا – اتساق أو اتفاق بين مكونات الاتجاه الثلاثة [ المعرفى و الوجدانى و السلوكى ] من حيث الوجهة [ الموافقة او املعارضة ] نحو موضوع الاتجاه

   مثال : الاعتقاد فى ان فئة اجتماعية او مهنية معينة [ مثل تجار المخدرات ] سيئة و الشعور نحوها بنوع من التحقير و عدم الاحترام ، والميل الى الامتناع عن التعامل معها فى مواقف الحياة اليومية ، و تأبيد اتخاذ الدولة لاجراءات و عقوبات مشددة نحوها .

   ويتوقع – غالبا – وجود ارتباط شديد او اتساق كبير بين المكونات الثلاثة للاتجاه معظم حالات التطرف بالتقبل أو الرفض . الا أنه عندما يحدث فى بعض الحالات نوع من التعارض بين ما يدركه الشخص ، وما يشعر به  ، و ما يسلكه ، فغنه اما أن يتوتر و يشعر بعدم الاستقرار الى أن يتم له تحقيق الاتساق بين المكونات الثلاثة [ المعرفة و الوجدان و السلوك ] أو يلجأ إلى نوع من التبر ير أو اعادة الصياغة للموضوع .

 

ثانيا : الاهتمامات ( الميول ) :

[1] تعريف الاهتمام : 

   اذا كانت الاتجاهات الاجتماعية عبارة عن اراء و تفضيلات تتصل بموضوعات اجتماعى فإن الاهتمام يتمثل فى اتجاه ايجابى نحو بعض الاشياء أو بعض جوانب النشاط ، يجعل الشخص يشعر نحوها بجاذبية خاصة ، ويوجه إليها عنايته ، ويركز فيها انتباهه ، و يستمر فى ادائها مع الشعور بنوع من الاستمتاع .

و لا يولد الطفل و هو مزود بإهتمامات معينة وانما تنمو لديه الاهتمامات و تكتسب خلال خبرات التعلم التى نرضى حاجاته ، و تشجعه على استمرار اهتماماته

   و يمثل الاهتمام دافعا للشخص لكى يقوم بما يريد ، عندما تترك له حرية الاختيار لما يمكن أن يفعله . ولا يستطيع الشخص ان يواصل التعلم او العمل دون " اهتمام " بما يتعلمه أو يقوم بعمله ، فإذا لم يتوفر شعر بالملل و الضجر و توقف عن مواصلة التعلم أو العمل

   و يختلف الاهتمامات عن الاهواء و الميول العابرة فى درجة الاستمرار [ ليس فى النوع ] ، لأن كلا منهما يدفع سلوك الفرد بقوة ، إلا أن الأهواء أو الميول العابرة لا تعطى الفرد إلا نوعا من الرضا العابر الذى لا يلبث أن يتحول إلى ملل او ندم . ونظرا لأن الاهتمامات ترضى حاجات شديدة الاهمية للتوافق الشخص و الاجتماعى فهى اكثر استمرارا و دواما . وكل نوع من الاهتمامت يشبع بعض الحاجات . وكلما كانت الحاجة قوية ، كان الاهتمام قويا وممتدا على مدى حياة الفرد . كذلك كلما تم التعبير عن الاهتمام فى صورة انواع من النشاط ، قوى هذا الاهتمام .

 

[2] أهمية الاهتمامات :

تلعب الاهتمامات دورا هاما فى حياة الأشخاص من جميع الاعمار ، لأنها تؤثر على سلوكهم و اتجاهاتهم نحو موضوعات النشاط المختلفة .

و لخبرات الطفولة اهمية خاصة فى تحديد الاهتمامات و ترتقى ، عبر سنوات العمر ، ويتشكل السلوك المتوقع من الشخص فى مختلف المواقف ، بل و تتبلور أهم ملامح الشخصية التى سيتميز بها الفرد فى المستقبل .

وفيما يلى أهم الأدوار التى تلعبها الاهتمامات فى حياة الطفل :

أ-تزويد الطفل – خلال سنوات الطفولة – بدافع قوى للتعلم .

ب-تشكيل صور طموحات الطفل ، و تحديد درجة شدتها .

ج-استمتاع الشخص بانواع النشاط التى يمارسها .

 

[3] نمو الاهتمامات المهنية :

يبدأ الأطفال فى الاهتمام بمهن المستقبل قبل دخول المدرسة الابتدائية ، ويساعد على ابراز هذه الاهتمامات الاسئلة التى يوجهها الأخرون للطفل ، عندما يسألونه : ماذا تجب أن تعمل فى المستقبل ؟ كما يساعدهم على تحديد المهن المرغوبة ما يسمعونه ويرونه من الوالدين و الأقارب و من خلال وسائل الاعلام من نماذج النجاح بمختلف المهن . فهم يسمعون اعضاء

اسرها و جيرانهم يتحدثون عن أعمالهم . ويزيد اهتمامهم بمهن المستقبل ، ودخول المدرسة ، و ما يسمعون فيها من زملائهم و أساتذتهم عن المهن الجذابة و مزايا العمل بكل منها

   ويقوم اختيارات الطفل و تفضيلاته لمهن المستقبل على اساس افكار " طفلية خيالية تعتمد على الاهواء العابرة و الاعجاب بالمظهر الخارجى ، وهى تفتقد للمعلومات الضرورية عن المهن المتاحة فى المجتمع ، وأنواع التعليم و التدريب الذى يؤهل لها ، و القدرات و المهارات اللازمة للنجاح فى مهامها . وتستمر هذه المرحلة من الاختيار الخيالى للمهن حتى قرب مرحلة البلوغ [ أى بين عمر  11 و 12 سنة ] ، حيث يتأثر تفضيل مهن معينة بما يحب الفرد ان يفعله ، وليس بما لدية من استعداد او قدرة على داء . لهذا تتعرض الاختيارات المهنية – فى هذه الفترة من العمر – للتغير ، وقد تتغير أكثر من مرة خلال السنة الواحدة

ويصبح الاختيار المهنى اكثر استقرارعندما يكبر الفتيان ، حيث تزداد معلوماتهم عن الفرص المهنية ووعيهم بقدراتهم و مهاراتهم و استعدادهم لعمل معين . و مع ذلك فقد يغير الراشدون مهنم او مجال عملهم وفقا فهتماماتهم عندما يجدون فرصة اكبر لتحقيق المزيد كم النجاح فى العمل الجديد ، وان كان هذا لا يحدث كثيرا

و تتاثر الاهتمامات المهنية بالعوامل التالية :

1-اتجاهات الوالدين والأخوة و القران

2-ارتباط بعض المهن بمكانة كبيرة فى المجتمع سواء كان هذا على اساس علمى او عملى او مالى أو وطنى .. الخ

3-الخبرة الشخصية ، فالطفل قد ينظر الى الجندى الذى ينظم المرور أمام المدرسة على انه اعظم رجل ، و يتمنى – بناء على هذا – ان يصبح شرطيا . أما اذا كانت خبرته سيئة مع الشرطى أو الطبيب ، فلن يفضل أن يصبح شرطيا أو طبيبا .

4-ملاءمة المهنة للجنس ، فبعض المهن تبدو اكثر ملاءمة للذكور [ مثل أعمال الضباط و الجنود و المهندسين و استصلاح الأراضى ..] و البعض الآخر اكثر ملاءمة لفناث [ مثل الطب و التمريض و التعليم ورعاية الأطفال ..]

5-اتاحه مزيد من الحرية و المخاطرة [ مثل المهن الحرة – فى مقابل العمل الأقل مخاطرة فى الوظائف الحكومية و المصانع و الشركات ]

6-الاعجاب باشخاص معينين ، يجعل الشخص يحب أن يعمل بمهنهم . فالصانع الماهر و المعلم البارع ، و القائد المحبوب ، والعالم المخترع يمكن أن يكون – كل منهم – نموذج يحتذى

7-القدرات الجسمية و العقلية و السمات الشخصية تلعب دورا هاما فى نمو الاهتمامات المهنية فالطفل الذى يتجنب المخاطرة يكون يكون اتجاهات ايجابية نحو الأعمال الآمنة ، والطفل الذى يتسم بالمخاطرة و توكيد الذات ورد العدوان يختار الاعمال التى تتطلب الجسارة و الشجاعة .

   و لا شك ان تقديم بعض المعلومات للطفل اوالشباب عن استعداداته أ, قدراته ، و عن مهاراته وسماته الشخصية من خلال الاخصائى النفسى المدرسى يساعدا على ترشيد عملية الاختيار المهنى ، وبحيث يختار الفرد المهنة التى تتلاءم مع استعدادته و اهتماماته ، مما يحقق له أكبر قدر من توافقه الشخص و الاجتماعى

 

ثالثا : القيم

 

[1] تعريف مفهوم القيمة :

قيمة الشئ فى اللغة تعنى قدره أو ثمنه ، وأن كانت القيمة أعم من الثمن ، لأن الثمن هو ما يقدر من مال عوضا للشئ عند البيع ، أما القيمة فتعنى كل ما هو جدير باهتمام الشخص و عنايته لاعتبارات اجتماعية أو اقتصادية أو اخلاقية أو دينية أو جمالية أو نفسية

وسوف نميز بين اطارين أساسيين لمفهوم القيمة ، الاطار الأول : هو الإطار الاجتماعى العام ، الذى يشير إلى ترتيب الأولويات لما هو معياوى او مثالى على مستوى الجماعة الاجتماعية او المجتمع .

    و هذا المفهوم الاجتماعى للقيم يشير إلى المعايير الاجتماعية التى تمثل قواعد السلوك او توقعات الجماعة و تفضيلاتها لأنماط السلوك المقبول [ أو غير المقبول ] فى موقف معين . والقيم الاجتماعية بهذا المعنى تمثل احد موضوعات على الاجتماع و المجتمع

و هذا المفهوم الاجتماعى للقيم يشيرا إلى المعايير الاجتماعية التى تمثل قواعد السلوك او توقعات الجماعة و تفضيلاتها لأنماط السلوك المقبول [ أو غير المقبول ] فى موقف معين . و القيم الاجتماعية بهذا المعنى تمثل احد موضوعات علم الاجتماع .

   اما الاطار الثانى لمفهوم القيمة فهو الإطار النفسى أو النفسى الاجتماعى ، الذى يشير الى ترتيب موضوعات الاهتمام و الوسائل و الغايات – بالنسبة للفرد – وفقا لما يضفيه عليها من درجات التفضيل أو عدم التفضيل .

ومن اهم خصائص القيم الفردية أنها تتميز بنوع من الترتيب الهرمى المتدرج من اكثر القيم اهمية و توجيها للسلوك و التفكير ، والى أقلها أهمية . ومع وجود أنواع من القيم العامة المشتركة ، فإن كل فرد له نسق خاص أو ترتيب لأولويات دوافعه و اهتماماته التى تميزه عن غيره من الافراد

[2] دور التنشئة الاجتماعية و الخصال الفردية فى تشكيل نسق القيم لدى الفرد : تلعب الاسرة منذ مراحل مبكرة من العمر – خلال عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء – دورا هاما فى تحديد دلالات الأشياء و الأحداث و الاشخاص ، وفى تكوين صيغة متسقه ، أو تكوين نسق لترتيب الأولويات . أى ما هو ملائم و ما هو غير ملائم من أنماط السلوك و الدوافع . وقد تضفى قيمة اكبر على موضوعات أو تصرفات معينة و تدعم انماط السلوك المرتبطة بها ، فهى قد تدعم سلوك الاستقلال او الانجاز ، أو المنافسة .. الخ

    على ان خصال الطفل الوراثية و العقلية تشكل أسلوب تفاعله مع الخبرات و الاحداث التى يتعرض لها فى الاسرة و البيئة الاجتماعية المحيطة ، وهذه الخصال الفردية هى اساس الفروق الفردية بين الاشخاص ، لنها تشكل لدية نمطا فريدا فى الاستجابات التى تؤثر فى المحيطين به كما تتأثر بهم ، ويترتب على هذا التفاعل بين الخصال الفريدة للشخص نمط فريد من ترتيب الاهمية لدوافعه و حاجاته و اهتماماته ، وهى التى تمثل نسقه القيمى .

   و يتشكل نسق القيم لدى الافراد وفقا لسمتوى ارتقاء الفرد أو المجتمع الذى ينتمى هذا الفرد . ففى المستوى الادنى من ارتقاء تقتصر التفضيلات على انماط السلوك المرتبطة بدوافع فسيولوجية ، وعدد  محدود من الدوافع الاتماعية ، وكلما ارتقى المستوى الثقافى أو الحضارى للأ فراد أتسع نطاق القيم و اشتمل على مزيد من الدوافع الاجتماعية .

 

التنشئة الاجتماعية والثقافية

 

 

تعد وحدة المجتمع و استماريته من القضايا الهامة التى شغلت علماء الاجتماع و استحوزت على جانب كبير من دراساتهم- ومن تم اهتم علماء الاجتماع بدراسة العلميات الاجتماعية التى تحقق هاتين الخاصيتين .

و لعل عملية التنشئة الاجتماعية التى يقوم بها المجتمع لاطفاله الصغار من اهم العمليات التى تعمل على استمرارية المجتمع و تواصله و تحافظ على وحدته و تماسكه ولكن ماذا يقصد بالتنشئة الاجتماعية ؟ 

 

مفهوم التنشئة الاجتماعية

منهم عملية التنشئة الاجتماعية ، تبدأ معك بملاحظة سلوك الطفل منذ اللحظات الاولى بعد الميلاد ، فالطفل يولد و هو لا يستطيع الجلوس أو المشى انما يقوم بحركات جسمية عشوائية . وهو لا يستطيع التحدث أو الاتصال مع الآخرين و لكن يصدر عنه أصواتا و همهمات غير مفهومة . وهو لا يستطيع الاعتماد على نفسه فى التغذية أو الحماية .. الخ . بمعنى آخر يمكن القول بأن الطفل يولد غير مزود بانماط السلوك التى تعارفنا عليها بانها سلوك انسانى أو تميز المجتمع الانسانى .

وهنا نجد انفسنا أمام امرين هامين :

الأول : و هو ان هذا الوليد لابد وان يتعلم طرقا معينة تساعده على البقاء و المحافظة على حياته معتمدا على نفسه و محققا انسانيته .

الثانى : و هو أن هذا الوليد لابد وان يتعلم أساليب وقيم وعادات و تقاليد الجماعة التى سوف يصبح عضوا فيها عندما يكبر .

ومن هنا كانت أهمية التنشئة الاجتماعية للطفل و التى يكتسب منها انسانيته ويتحول من كائن بيولوجى الى انسان اجتماعى .

و قد عرف علماء الاجتماع التنشئة الاجتماعية على انها :

العملية التى يتم من خلالها اكساب الفرد انواع السلوك و المهارات الضرورية للمشاركة فى الحياة الاجتماعية .

   ويرى علماء الاجتماع ان الطفل يولد ولدية امكانات سلوكية متعددة بمعنى أنه يستطيع ان يسلك بطرق متعددة ثم يقوم مجتمع الكبار بأفراده ومؤسساته بتدعيم و تنمية هذه الإمكانات على نحو يتفق من ثقافته ، ومن ثم يمكن القول بأن سلوك الانسان عبارة عن محصلة للتفاعل بين رافدين اساسيين وهما : الخصائص البيولوجية للفرد و البيئة الاجتماعية

   وهذا يعنى ان الفرد لا يستطيع أن يحيا حياة اجتماعية سليمة بالاعتماد على امكاناته و خصائصه البيولوجية فقط ، انماط لابد أن يتعلم طرق و أساليب المعيشة و المشاركة فى البيئة الاجتماعية و التى تتم من خلال عملية التنشئة الاجتماعية

   و هنا قد تسال كيف توصل علماء الاجتماع الى هذه النتائج ؟ و ماذا يحدث تتم عملية تنشئة اجتماعية للطفل ؟

   لم يصل علماء الاجتماع الى هذه النتائج بالاعتماد على تصورات نظرية أو آراء شخصية ولكن توصلوا اليها فى ضوء ملاحظات علمية ودراسات ميدانية لاطفال وجدوا فى ظروف حالت دون تنشئتهم اجتماعيا فبعضهم عاش فى الغابة بين مجموعة من الحيوانات كالذئاب أو القرده و عرفوا " بأطفال الغابة وآخرون حبسوا منعزلين فى غرف مغلقة .

   ولاحظ علماء الاجتماع أن هؤلاء الاطفال لم تمكنهم خصائصهم البيولوجية اكساب صفة الانسانية ، بمعنى انهم فشلوا فى تنمية مهارات لغوية أو فكرية أو حركية أو غيرها من المهارات التى تميز المجتمع الانسانى وذلك نتيجة عزلتهم عن التفاعل الاجتماعية مع بنى البشر

ماذا يكتسب الفرد فى عملية التنشئة الاجتماعية ؟

   يمكن استنتاج – مما سبق – أن التنشئة الاجتماعية تتصل بطرفين أساسيين هما الفرد و المجتمع ، و على ذلك تقوم التنشئة الاجتماعية السليمة على التوازن المعقول بين حاجات الافراد و مطالب المجتمع وفيما يلى بعض أنماط السلوك التى يكتسبها الفرد من خلال عملية التنشئة الاجتماعية .

1-يكتسب الفرد و انماطا من السلوط تمكنه من إلاستقلال و العمل و الاعتماد على ذاته اعتمادا نسبيا

2-يكتسب الأساليب التى تمكنه من الاتصال بافراد المجتمع و أقامة علاقات سليمة معهم .

3-يدرك قيم المجتمع و معايير سلوكة و يلتزم بها فى سلوكه

4-يتشرب تقاليد المجتمع و عاداته و يمارسها فى حياته اليومية .

يتعلم الادوار الاجتماعية التى سوف يمارسها فى حياة الكبار كدور الأب او الام و كذلك دوره المهنى ، و يتعرف على ادوار الآخرين و الذين سوف يتعامل معهم فى المجتمع .

وهنا يجب الاشارة الى امرين هامين و هما

1-ان عملية التنشئة الاجتماعية تتضمن تنمية و تدعيم اناط سلوكية مرغوبة و تتضمن ايضا اقتلاع اناط سلوكية غير مرغوبة لا تتناسب مع ثقافة المجتمع .

2- أن عملية التنشئة الاجتماعية لا تعنى فقط تعلم بعض انماط السلوك و لكنها تتضمن أيضا أن يشعر الفرد بان هذه الأنماط هى الانسب و الامثل كى يسلك وفقا لها

مؤسسات التنشئة الاجتماعية :

   اذا كنا تحدثنا عن معنى التنشئة الاجتماعية و أهميتها و محتواها فلعلك تتساءل عن من يقوم بعملية التنشئة الاجتماعية ؟ هل هناك مؤسسة متخصصة للقيام بها أم هى مسئولية مشتركة لعدد من المؤسسات ؟ و هل للفرد دور فيها أم هو مجرد مستقبل سلبى ؟

  من الملاحظ أن الفرد فى أى مجتمع تكون له مجموعة من العلاقات و التفاعلات فهو احد أعضاء أسرة و هو تلميذ فى مدرسة : وهو عضو فى نادى وله مجموعة من الرفاق و الأصدقاء ، وهو عامل فى مصنع أو موظف فى هيئة حكومية ، وهو قارئ للصحف و مشاهد للتليفزيون و هكذا .

   ومن الطبيعى ان يتأثر الفرد نتيجة انتمائة لمده الجماعات و المؤسسات ويمكن القول بان عملية التنشئة الاجتماعية هى محصلة لتأثير كل هذه المؤسسات بطريقة مقصودة و غير مقصودة ، ولكن فى نفس الوقت بعض هذه المؤسسات يكون له تأثير أقوى من مؤسسات اخرى فى مراحل معينة من عمر الانسان ، و على الرغم من ان كل المؤسسات تتأثر بالاطار الثقافى العام فى المجتمع الا أن لكل منها طرقها وأساليبها فى التنشئة الاجتماعية .

 

 

 

ماذا يتعلمة الطفل داخل الأسرة ؟

يتعلم الطفل خلال عملية التنشئة الاجتماعية فى الأسرة ما يلى :

1-انماط سلوكية تتصل بمواجهة الحاجات الجسمية الاساسية مثل سلوك التغذية و النظافة الشخصية و العناية بالصحة العامة .

2-انماط سلوكية تتعلق بمهارات الاتصال الاجتماعى و المشاركة الاجتماعية ، فيتعلم الدين و اللغة و العادات و التقاليد و القيم و الاتجاهات و معايير السلوك و المشاعر تجاه الآخرين . 

3-انماط سلوكية ترتبط بالادوار الاجتماعية التى سوف يقوم بها فى المتقبل خاصة دور الاب والام

4-كثيرا من المعارف المرتبطة بالبيئة من حوله و تفسير الظواهر الطبيعية و الاجتماعية التى يتعرض لها .

5-تكوين مفهوم صحيح عن ذاته بحدد تصوره لنفسه و تصور الآخرين له فى ضوء جنسة و قدراته الجسمية و العقلية بحيث يستطيع أن يتقبل ذاته و قدراته ويكون هذا التصور اساس لنجاحه فى علاقاته الاجتماعية الخارجية .

أساليب الاجتماعية فى الأسرة :

1- الملاحظة والتقليد والمشاركة :

 

يبدأ الطفل فى الأسرة بملاحظة سلوك الكبار ، ثم يحاول تقليدهم ، ومن خلال عمليات الملاحظة و التقليد يتعلم كثيرا من أنماط السلوك ، فنرى طفل يلاحظ أبية و هو يصلى ثم يقلده ، وترى طفله تداعب دميتها و توجه لها النصح و اللوم بنفس الاسلوب الذى تتبعه الم معها وهكذا .. و عندما يكبر الطفل تتاح له فرص المشاركة فى حياة الأسرة التى يتعلم منها اككثير فيشارك الطفل فى القيام ببعض الاعمال او فى الحوار و النقاش أو فى المشاعر و الاحاسيس و من خلال هذه المشاركة يتعلم الطفل انماط السلوك و معاييره و اساليب التعبير عن المشاعر .

 

2- القدوة :

يمثل الأب و الأم و الكبار فى الأسرة قدوة بالنسبة للطفل فالسلوك الذى يقوم به كل منهم يعد نموذجا يقتدى به و يتمثله فى سلوكة و تصرفاته و على ذلك ينقل الطفل ما تقوم به من انماط سلوكية باعتبار اننا مثل عليا يجب ان نتبع .

 

3- الثواب والعقاب

استخدام الثواب و العقاب له أهمية كبيرة فى عملية التنشئة الاجتماعية فهو يساعد فى تنمية انماط سلوكية معينة و مرغوب فيها و تثبط أنماط أخرى غير مرغوب فيها . فعندما يسلك الطفل سلوك مستحسن من قبل الوالدين نجدهم يسرون لذلك يوجهون له أنواعا من الثواب تبدأ بعبارات الشكر و الثناء و مشاعر الرضا و الاستحسان الى تقديم الهدايا و المكافات ، وكل ذلك يعمل على تدعيم هذا السلوك لدى الطفل ويحاول تكرار ذلك فى محاولة للحصول على هذا الثواب . و العكس بحدث فى حالة العقاب .

 

 

4- الاستجابة لتساؤلات الطفل

 

الطفل بطبيعته محب للاستطلاع وفواق لاكتشاف البيئة من حوله ، عادة يطرح الطفل على الآباء و افراد الأسرة عددا لا نهائيا من التساؤلات تدور حول الاشياء فى البيئة المحيطة و الظوار و الاجتماعية . وتكون الأسرة هى مصدر المعلومات الاول للطفل ويجب ان يؤخذ موضوع تساؤلات الاطفال موضع الجد وان تتيح كل اسرة وقتا كافيا للرد على تساؤلات اطفالها بل وتشجعهم على التساؤل و التأمل و التفكير . 

 

5- المواقف المريبة

كثيرا ما يتعمد الاباء و الأمهات تصميم مواقف معينة يقصدون منها توصيل معلومات أو غرس قيم و اتجاهات و تكوين انماط سلوكية معينة لدى اطفالهم . فهى مواقفتعلم مباشر يهيئها الأباء و المهات كان يهئ الأب موقفا لتعليم ابنه اهمية الصدق فى حياة الناس او أن تقوم الم بتعليم ابنتها طريقة معينة من طرق اعداد الطعام و هكذا

 

 

اختلاف أنماظ التنشئة الاجتماعية باختلاف المجتمعات :

أوضحنا سابقا أن عملية التنشئة الاجتماعية تستمد أسسها وأساليبها من الأطار الثقافى العام فى المجتمع وحيث أن هذا الأطار الثقافى يختلف من مجتمع ألى آخر فنلاحظ أيضا أن عملية التنشئة الاجتماعية تختلف تبعا لذلك . 

فلنسال انفسنا هل تتشابه عملية التنشئة فى مجتمع بدائى بسيط مع التنشئة فى مجتمع متقدم معقد و مركب ؟

فإذا نظرنا الى المجتمعات البدائية البسيطة ، نجد الحياة فيها بسيطة ، ويكون محتوى ما ينقل خلال عملية التنشئة محدودا فى مجموعة ، و غالبا ما يتعلمه الفرد من خلال اليات بسيطة كالتقليد و المحاكاه و المشاركة دون الحاجة الى مؤسسات اجتماعية متخصصة . فيتعلم الطفل الصبر مثلا عن طريق المشاركة فى رحلات الصيد مع الكبار ويقلدهم فيما يغعلونه ، و لتقريب الصورة لعلك تلاحظ حياة البدو كم هى بسيطة و هادئة يستطيع الفرد ان يتعلم اساليبها بسهولة وحياة الريف و ما يرتبط بها من حرف بسيطة يمكن للفرد ان يكتسب مهاراتها دون حاجة الى تدريب طويل . 

أما فى المجتمعات المتقدمة المركبة ، ترتبط عملية التنشئة الاجتماعية فيها بأنواع عديدة من السلوك المعقد و المتخصص والقيم المركبة . و لا يمكن ان تترك تنشئة الفراد كى تتم فى سياق التفاعلات الاجتماعية ولكن تحتاج الى انضمام الأفراد الى مؤسسات متخصصة تقوم بهذه المهمة كالمدارس والجامعات. فاذا كان الصيد و الزراعة فى المجتمعات البدائية

امرا هينا نجد ان الطب و الهندسة تحتاج الى كثير من الوقت والجهد العقلى المتميز فى المجتمعات المركبة .

استمرارية عملية التنشئة الاجتماعية

قد يتبادر للذهن انعملية التنشئة الاجتماعية خاصة بالصغار و تنتهى عند مرحلة معينة ، ولكن يجب الاشارة هنا الى انها عملية مستمرة طوال حياة الفرد ، ذلك لاننا خلال مشوار حياتنا نمارس عددا من الادوار الاجتماعية من مرحلة لاخرى ، فنحن فى الصغر اطفال داخل اسرة ، ثم تلاميذ فى مدرسة ، ثم مراهقين نتأثر بجماعة الرفاق ، ثم طلاب جامعة فأعضاء فى مجال العمل ، ومجندين فى الجيش والخدمة العامة ، ثم آباء وامهات وأعضاء فى نادى أوفى حزب سياسى ، ثم كبار متقاعدين . وفى كل مرحلة من هذه المراحل علينا أن نتعلم مطالب هذه المرحلة وأساليب المعيشة من خلال التكيف مع مقتضياتها ، و من خلال التفاعل و التعلم و الثقافة نعدل من سلوكنا و قيمنا  معارفنا و نجددها و نطورها باستمرارفالفرد فى عملية تنشئة مستمرة .

ويجب أن نشير هنا الى أن عملية التنشئة الاجتماعية ليست طريفا ذا اتجاه واحد يكون فيه الفرد مستقلا دائما انما يكون موقف الفرد فيها متفاعلات نشطا يمكن له ان يأخذ ويتمثل أيضا يجدد ويطور ويضيف .

 

بعض أنماط التنشئة الاجتماعية الخاطئة

عندما نتحدث عن التنشئة الاجتماعية دائما نتحدث عن تنشئة اجتماعية سليمة الا أن هناك أيضا تنشئة اجتماعية غير سليمة ، فقد تحدث بعض اخطاء تؤدى الى تكوين انماط سلوك غير مرغوب فيها كالإنحراف و العنف والتطرف و اللامبالاة التى سنتحدث عنها بعد .

وسوف نوضح هنا بعض أنماط التنشئة الخاطئة :

 

1- الحماية الزائدة :

تعنى الحماية الزائدة التدليل الزائد كما تعنى أيضا التسلط المبالغ فيه ، ففى الحالة الأولى يحصل الطفل على كل ما يريده و تتحقق كل مطالبه فلا يرفض له طلب و لا يؤجل ، ويعتقد الآباء بدافع الحب أن ، ذلك يكون فى صالح الطفل . وفى المقابل نجد بعض الآباء و الامهات يرسمون طريق الطفل بصرامة شديدة ويخططون له من وجهة نظرهم بالتحديد ماذا يجب ان يعمل و ماذا يجب ان يقول ويحسبون عليه انفاسه و تنهداته و لا يتركون له فرصة للتعبير عن نفسه أو ممارسة مسئولياته .

   وتعد هذه الساليب الخاطئة فى التنشئة حيث تؤدى بالطفل الى السلبية و الخضوع و عدم المسئولية كما قد تؤدى الى العنف و التطرف و الانحراف . فكما نعلم خير الامور الوسط ، فيجب ان يراعى الآباء ذلك فى تريبتهم لأبنائهم و أن يسمحوا لهم بممارسة حياتهم تحت مظلة من الاشراف و التوجية .

 

2- تضارب معاملة الطفل :

قد يحدث أثناء عملية التنشئة الاجتماعية أن يعاقب الطفل على سلوك ما فى موقف معين ثم يثاب أولا يعاقب على نفس السلوك فى مواقف اخرى ، كان ينهر الطفل لم يستخدم أدوات المائدة أمام الضيوف و لا يتم الابوان بذلك فى الأوقات العادية أن تتعامل الأم مع الطفل فى ضوء قيم واتجاهات تختلف عن القيم و الاتجاهات التى يتعامل بها الأب مع الطفل أو أن يختلف التوجية الاخلاقى للطفل فى الاسرة عنه فى المدرسة أو وسائل الاعلام . هذه الحالة من التناقض تؤدى بالطفل الى عدم الثقة فى الكبار واضطراب النمو السوى له و تعرضه لنوع من تناقض القيم واضطراب الشخصية .

 

 

3- التمييز فى المعاملة بين الأطفال  

 يحدث فى بعض الأسر أن يميز الذكور عن الاناث أو الأطفال الصغار عن الكبار ، ويؤدى هذا التمييز الى تنمية مشاعر الغيرة و الحقد و الانتقام ز و يصرف الطفل عن الاهتمام بدارسته ويؤدى الى ضياع جهده فى محاولة تفسير أسباب هذا التمييز ويعانى من كثير من انواع الاحباط و الفشل .

 

4- المغالاة فى المستويات الخلقية :

قد يبالغ القائمون على عملية التنشئة الاجتماعية فى المستويات الخلقية و مستويات الطموح و النجاح التى يطلبونها من الاطفال و التى قد تفوق قدراتهم و استعداداتهم و مراحلهم العمرية . وتشعر هذه الحالة الابناء بالفشل و الاحباط لعدم قدرتهم على الالتزام بهذه المستويات و تحقيقها فى سلوكهم . ومن هنا نوجه الآباء و الأمهات و القائمين على عملية التنشئة الاجتماعية الى مراعاة التدرج فى المستويات الخلقية المطلوبة فى ضوء مستوى وقدرة الطفل على الوفاء بها و بما يتناسب مع الرحلة العمرية التى يمر بها :

 

 

المسيحية والأسرة

 

الأسرة فى المسيحية

-الأسرة الخلية الاولى فى المجتمع

-النواه الطبيعية التى يتكون منها المجتمع

وبقدر ما تكون الاسرة صالحه يكون المجتمع قويا متماسكا ، لذلك تهتم الدول بتأسيس الاسرة و حمايتها . للاسرة المسيحية مكانه ساسية منذ بدء الخليقة ( تث 1 – 27 ) فخلق الله الانسان على صورته مذكرا و انثى خلقهم

( تكوين 2 – 18 ) و قال الرب الاله ليس جيدا ان يكون ادم وحده فاضع له معينا نظيره ) بارك السيد المسيح الاسرة بحضور عرس قانا الجليل يوحنا 2 – 1 – 11 حيث صنع اول معجراته

 

الزواج مقدس فى المسيحية

-الزواج أساسى فى تكوين الأسرة – سر مقدس

مت 19 – 5 : من أجل هذا يترك الرجل اباه و امه ويلتصق بامراته و يكون الاثنان جسدا واحدا .

 

مميزات الزواج المسيحى

 1-وحدة الشريك                2- الدوام والاستقرار الذى جمعه الله لا يفرقة انسان مت 19 – 6

3-المساواة والكاملة فى حقوق الزوجيين             4-المحبة المتبادلة             

5-22 فليحب كل واحد امراته هكذا كنفسه و اما المراه فلتهب رجلها . 

6-الوفاء الكامل                   7-التعاون

8-العناية بتربية الابناء تربية سليمة

خصائص الأسرة القبطية :

 

تتميز الاسرة القبطية بسمات واضحه انها اثرها فى حياة البيت القبطى و علاقته بالكنيسة . فتوارثت الاسرةالمسيحية صفة الاستقرار و الترابط و التقاهم بسبب : -

1-اشتراك جميع افراد الاسرة فى العبادة العائلية – حيث يشتركوا فى الطلاة و الترانيم وقراءته الكتاب المقدس بانتظام

2-حرص الاسرة القبطية على الذهاب الى الكنيسة بانتظام ، وتدريب الاطفال على ذلك منذ الصغر حتى ينشأوا محببين الكنيسة .

3-اشتراك الاسرة القبطية فى المساهمة فى احتياجات الكنيسة نتقديم عطاياها .

4- مواظبة الاسرة القبطية على الصوم والاحتفال بالاعياد فى المناسبات الكنيسية

 

دور الكنيسة

-تحرص الكنيسة على كيان الاسرة المسحية

-تقوم بافتقاد الاسرة وزيادة الابناء

-تزويدهم بوسائل التربية السليمة

-تقديس العلاقة بين الوالدين الابناء .

 

الأسرة فى المفهوم المسيحى

 

الأسرة فى الكتاب المقدس

-تكوين الاسرة ( ادم وحواء – اسحق ورفقه – ابراهيم وسارة ) 

-الاسرة حياة ( سر الزواج – العلاقات بين أفراد الاسرة ) .

-الاسرة ثمر ( الاسرة كنيسة صغيرة – الابناء الماركين هم الثمر ).

-الكتاب المقدس فى الاسرة ( تدريب – قراءة – حياة ) .

 

تاريخ الأسرة القبطية

-تقوم الاسرة بغرس الايمان المسيحى فى الابناء بالقدوة و الممارسة و الصلاة و الصوم و القداسات و التداريب الروحية .

-الاسرة تمد الكنيسة بالخدام و المبشرين و الرعاة و الشمامسة و العاملين فى حقل الكنيسة .

 

الأسرة فى مجتمعنا المعاصر :

-تواجه الاسرة مشاكل العصر مثل : - المادية – الالحاد و تعدد الالهة – الماضى و العلم و الزواج الانحرافات – الاسراف – العادات الخاطئة – قله الوعى و الاقبال عدم تقدير الوقت و اهميته االمشاكل

 

أسلوب المسيحية فى علاج المشاكل :

1)التأكيد على اهمية الله فى الاسرة .       2) الحوار وروح الصداقة منعا للصراع الاسرة

3)دور التثقيف الذاتى ودور مكتبة الاسرة     4)دور الاسرة فى تقدير و ترتيب عنصر الوقت

5)التاكيد على خصائص تكوين الاسرة المسيحية و العلاقات بين افراداها

 

الأسرة المسيحية كوسط تربوى

1)الاسرة فى المسيحية ترعى ابناءها لينمو روحيا ونفسيا و اجتماعيا .   

2) اثر قدوة الوالدين

3)اثؤ دافع التقليد                4)تكوين العادات فى بناء الشخصية و الاتجاهات

5)تحقيق العدلة و الامان و الثقة والمحبة              6)الاسرة جزء من المجتمع تحرص حمليته

7)الاسرار الكنيسة              8)الاهتمام بمفهوم المستقبل و الكرامة و الصداقة و المسئولية

9)تبادل المسئولية بين المنزل و الكنيسة              10) دور الاب الكاهن و المرشد الروحى و الخادم               11)العلاقة الطيبة الجيران               12)الاستفادة من رسائل               

 

وصايا بولس الرسول إلى البيت المسيحى فى فيلبى :

فيلبى : 4: 1 اثبتوا هكذا فى الرب أيها الاحباء

3اطلب الى افودية و اطلب الى سنتيخى أن تفتكرا فكرا واحدا فى الرب

4افرحوا فى كل حين وأقول أيضا افراحو

6الرب قريب لا تهتموا بشئ بل فى كل شئ بالصلاة و الدعاء مع الشكر

7وسلام الله الذى يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم و افكاركم فى المسيح يسوع

8اخيرا أيها الاخوه كل ما هو حق كن ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسر كل ما صيته حسن ان كانت فضيلة افعلوا واله السماء يكون معكم .

 

وصايا بولس الرسول إلى البيت المسيحى فى تيموثاوس :

 

2تيموا 1-5 اذا تذكر الايمان العديم الرياء الذى فيك الذى سكن اولا فى وجدتك لوئيس وامك افنيكى و لكن موقن انه فيك ايضا . 

2تيمو 2-6 لانه الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة و المحبة و النصح .

1تيمو1 – 5 و أما غاية الوصية فهى محبة من قلب طاهر و ضمير صالح و ايمان بلا رياء

2تيمو 2- 22 و أما الشهوات الشبابية فاهرب منها و اتبع البر و الايمان و المحبة و السلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقى . 2تيمو 3 –14 و اما انت فاثبت على ما تعلمت و ايقنت عارفا ممن تعلمت و انك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادره ان تحكمك للخلاص . 

1تيمو 4 – 12 كن قدوة للمؤمنين فى الكلام فى التصرف فى المحبة فى الروح فى الايمان فى الطهارة 5- 16 لاحظ نفسك و التعليم وداوم على ذلك لانك اذا فعلت هذا تخلص نفسك و الذين يسمعوك ايضا .

 

وصايا بولس الرسول إلى كنيسة البيت فى كولوسى

كولوسى : 1- 10 لتسلكوا كما يحق للرب فى كل رضى مثمرين فى كل عمل صالح و نامين فى معرفة الله .

1-11: متقوين بكل قوة بحسب قدرة مجده لكل لكل صبر وطول اناه بفرح شاكرين الاب الذى اهلنا لشركة ميراث القديسين فى النور . 

3-3اهتموا بما فوق لايما على الارض

3-5 فاميتوا اعضاؤكم التى على الارض – الزنا – النجاسة – الهوى – الشهوة الردية – الطمع الذى هو عباده الاوثان – الامور التى من اجلها يأتى غضب الله على ابناء المعصية .

3- 8 فاطرحوا عنكم الغضب السخط الخبيث التجديف الكلام القبيح من افواهكم

3-12البسوا كمختارى الله القديسين المحبوبين احشاء رافات و لطفا و تواضعا ووداعة و طول اناه محتملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا .

3-14البسوا المحبة التى هى رباط الكمال وليملك فى قلوبكم سلام الله الذى دعيتم فى جسد واحد .

3-16لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وانتم بكل حكمه معلمون و منذرون بعضكم بعضا بمزامير و تسابيح روحيه

فاعملوا الكل بأسم الرب يسوع شاكرين الله . 

4-1واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر

4-5اسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج مفتدين الوقت

 

 

نماذج من البيت المسيحى

-حماة بطرس : متى 8 فلس يدها فتركتها الحمى فقامت و خدمتهم

-بيت لعازر : لو 10 " مرثا أنت تهتمين و تضطربين لاجل امور كثيرة و لكن الحاجة الى واحد

يو 11" انا هو القيامة و الحياة من امن بى و لو مات فسيحيا " " ان امنت تريم مجد الله  " لعازر هلم خارجا "

-بيت زكا : 19 " يا زكا اسرع و انزل لانه ينبغى أن امكث اليوم فى بيتك "

-بيت يوحنا : مت 26 " عندك اصنع الفصح مع تلاميذى "

-بيت غزاله : أع 9 " يا طابيثا قومى "

-بيت كرنيليوس : أع 10 " ياكرنيليوس سمعت صلاتك و ذكرت صدقاتك امام الله

-بيت مرقص : أع 16 " ثم جاء ( بطرس ) الى بيت مريم ام يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعيين يصلون "

-بيت ليديا : أع 16 " ان كنتم قد حكمتم انى مؤمنه بالرب فادخلوا بيتى و امكثوا "

-بيت بريكلا و اكيلا : أع 18 فجاء اليهما و لكونه من صناعتها قام عندهما و كان يعمل " رومية 16 " سلموا على بريكلا و أكيلا و العاملين معى فى المسيح يسوع – و على الكنيسة التى فى بيتهما "

 

إرشادات شخصية لأفراد الأسرة : كولوسى 3

السيدات : 3 –18 " ايتها النساء اخضعن لرجالكت كما يليق فى الرب " الرجال : 3 – 19 " ايها الرجال احبوا نساءكم و لا تكونوا قساة عليهن الاولاد : 3- 20 ايها الاولاد اطيعوا والديكم فى كل شئ لان هذا مرضى فى الرب "

الاباء : 3 – 21 ايها الاباء لا تغيظوا اولادكم لئلا تفشلوا " 

 

الأسرة المسيحية

 

أهمية الأسرة :

 

-الكنيسة تعتبر الاسرة هى خميرة الايمان المباركة التى توضع فى ثلاث اكيال لتخمر العجين كله .

-الاسرة المسيحية هى أساس نمو و بنيان و امتداد كنيسة الله المقدسة فلا توجد كنيسة بدون العائلة التى تمد الكنيسة بجماعة المؤمنين فهى تلد أعضاء جدد و تصون الايمان و تحفظه و تطبق ما تنادى به الكنيسة لخلاص العالم .

-تتميز الاسرة المسيحية بالعلاقات العائلية المليئة بالمجبة و الالتزام و عدم التسلط و التكبر لاى عضو فيها و لا يتسلط عضو فى الاسرة على الاخر حسر معا تماسك الكيان الوحد لان كل بيت ينقسم على ذاته يخرب

-و الكنيسة فى جوهرها المسيحى جعلت من الاسرة وحدة جمعت شخصيات متنوعة يفعل الروح القدس فى المحبة و البذل و العطاء .

-القديس باسيليوس الكبير :- الاسرة تشبه حبة الحنطة عندما تحطمن و تنصهر و تتحد و تعجن لتصبح قيانا يوضع على المذبح و تصير جسد المسيح حيث تذوب الانفرادية و الانانية و انعزالية و الادمية و الحوائية ليكون المسيح هو الكل فى الكل .

-و يختلف مفهوم الاسرة عن مفهوم بقية المجتمع حيث ان الاسرة المسيحية يكون المسيح فيها هو الرأس و باقى الاسرة هم الجسد حيث يتجلى الولاء وو التعاون الاسرة و المحبة الباذلة ، فالمسيح فى الاسرة هو اصلها و اساسيا وهدافعا و عزاؤها و متتهى رجائها وقصدها .

 

وظائف الأسرة

1-وظيفة الحب : يعتبر الحب الهدف الذى يلتقى حوله كل اعضاء الاسرة وبقدرة قوة وشدة هذه المحبة العملية تذوب كل المشاكل الاسرية . وعندما ينشأ الطفل فى أسرة مسيحية حقيقتين فأنه يتشرب الدين فى مذاق الحب و بنفتح وجد انه نحو حب الرب

يسوع حيث ان الطفل فى السنوات الاولى قادر على التطبع و التشكل و التقليد و الاستهواء و التأثر عن حوله .

 

 

2- وظيفة إيجاد أعضاء أحياء الكنيسة لله :

ان وظيفة الوالدين لا تنتهى عند حد انجاب الاطفال و تنشتهم تنشئة اجتماعية و خلقية و علمية وو طيبة لان كل هذا على المستوى الجسدى بل الاهم هو الولادة الروحية حيث فى الاسرة يتسلم الطفل مبادئ الايمان السليم وبتوبى على حياة الشركة من الله وممارسة وسائط الصالحة فى السلوك من الوالدين و الاخوة الكبار و احترام تعاليم الكنيسة و ممارسة الاصوام و الصلوات . 

 

3- وظيفة التمهيد لتكوين امتداد ملكوت الله :

تقوم الاسرة بايجاد اعضاء لهم حياة الشركة مع الرب وبهم تنمو نعمة الرب و تزداد البيعة ، فالاسرة تقدم افضل الزبائح الكنيسة فليست وظيفة الاسرة توصيل الايمان لابنائها فقط بل تشجيعهم على تكريس حياتهم لخدمة اسم الله لان هؤلاء الابناء يخدمون ويكرزون ويتوبون وبذلك يكون عملهم داخلا فة صميم امتداد الكنيسة وملكوت الله .

 

4- وظيفة الشهادة الحسنة أمام الآخرين :

عندما قال الرب لتلاميذه " وتكونون لى شهودا فى اورشليم فى كل اليهودية و السامرية و الى اقصى ارض " فان الاباء فسروا هذا بان اورشليم هى الحياة الداخلية للقلب و اليهودية هى الحياة العائلين و السامرة هى حياة القومية واقصى الارض تشمل اتساع المسكونة فوظيفة الاسرة هنا هى اعداد قديسين يشهدون للمسيح بسيرتهم وحياتهم ففيشتم الناس منهم رائحة المسيح الذكية ويكون البيت المسيحى له طابع اصيل حيث الجو الروحى الوديع الهادئ الذين يقاوم كل اغراءات العالم الخارجى ويتحدى لها بنجاح .

 

5- وظيفة العطاء والإكرام والإيجابية :

قال بولس الرسول ف اتى 3- 2 يخاطب الاسقف ان يكون عاقلا محتشما مضيفا للغرباء و الكنيسة علمتنا ان الاسرة عضو فى جسد المسيح وفى المجتمع ايضا تتفاعل مع تخدم الاخرين و تبذل الغالى و الثمين فى خدمة الاخرين فى الافراح و الاطراح وفى خدمة الكلمة و كمال الكتاب " فرحا مع الفرحين و بكاء مع الباكين " فالتفاعل الاجتماعى سمة الانسان المسيحى ، و كانت حياة الشركة حق اساس الكنيسة الاول حيث ( كان كل شئ بينهم مشتركا ) . فالاسرة المسيحية ضد الانعزالية و التقوقع و التعصب .

 

ابتعاد العلاقات الأسرية

النبوة

تتحدد واجهات النبوة فى أن يكرم الابن اباه وامه ( خر 20 – 12 ولا يحتقر تأديبهما لئلا يفشل ويرد لهم الجميل فى كبرهما و عجزهما عندما تتقدمه بهم الايام .

-وحدد سليمان الحكيم بعض الواجبات ومن اهمها : -

-ام 13 – 1 " الابن الحكيم يقبل تأديب ابيه و المستهزئ لا يسمع انتهارا

-ام 1-1- " الابن الحكيم يسر اباه والابن الجاهل حزن امه .

-ام 17 – " تاج الشوج نبو البنين و فخر البنين ابائهم " .

-أم23 – 24 " ايو الصديق يبتهج ابتهاجا ومن ولد حكيما يسربه " .

-ام 17 – 25 " الابن الجاهل قم لابيه ومرارة للتى ولدته "

-ام 19 – 13 ( الابن الجاهل مصيبة على ابيه و مخاصمات الزوجة كالوكف المتتابع بها عنقك . اذا ذهبت تهديك . اذا نمت تحرسك ، واذا استيقظت فهى تحدثك لان الوصية مصباح و الشريعة نور و توبيجات الادب طريق الحياة "

-ام 3- 17 " العين المستهزئة بأبيها و المحتقرة اطاعة امها تقورها غربان الوادى و تأكلها فراخ النسر

و الابن المسيحى يجب والدية ولكن من خلال الحق وليس من خلال التعصب الاسرة و الروابط العائلين ، و تتسع عنده الامومة و الابواة و الاخوة لتشمل كل من يعمل مشيئة الله منفذا وعد الرب يسوع فى مر 3 – 34 " من يصنع مشيئة الله هو أخى وأختى وأمى "

-عندما ما تتضارب مطالب الاسرة مع الحق فان الابن الروحى يطيع الله اكثر من الناس سلوكه بالوداعة فهو رقيق كالنسمة شديد كالعاصفة وديع كالحمامة وقوى كالاسد وهو وثيق فى وعد الله المبارك . مت 19 – 29 " وكل من ترك بيوتا او اخوة او خوات او ابا او اما او امراة او املاكا او حقولا من اجل اسمى ياخذ مئة ضعف ويرث الحياة الابدية " .

-الابن المسيح يتقبل التأديب بروح الحب كانه من الاب السماوى فنحن ابناء النعمة المحتاجين كل يوم الى تأديب الرب وانذاره كى ابناء قيامة ونور ومجد – ويعيش الابن المسيحى على و عد عبر عنه الرسول بولس فى عب 2 – 10 " وهو ىت بابناء كثيرين الى المجد

الاخـــــوة :-

-الاخوة الانسانية لها جمال وحلاوة ورائحة ذكية ، انها سعى وراء التخلص من الوحشية وازالة الغزلة وقد عبر عن جمال الاخوة سليمان الحكيم بقوله

ام 17-17 " الصديق يجب فى كل وقت ، أما الاخ فللشدة يولد "

ام 18 – 19 " الاخ امنع من مدينة حصنيه و المخاصمات كما رضة قلعة "

-كما ترنم داود فى المزمور 123 بقوله

" هوذا ما احسن و ما اجمل ان يسكن الاخوة معا " " و أيضا كانت الصداقة الوفية بين داود ويوناثان تزيد فى قوتها عن الاخوة الجسدية "

-وكان قصد الله منذ الازل ان يعيش الانسان مع اخيه فى الفة روحية صميمة . ولكن الانسان عجز فى مواقف كثيرة عن اقامة هذه الوحدة القوية . حيث جاءت المسيحية و اعطت للانسان نعمة الايمان و الحب التى تهب للمؤمن القدرة على الانفتاح الداخلى و تجاوز الذات و حب الاخوة

-واذا كانت الوجودية الالحادية بزعامة سارتر ترفض الاخرين و تعتبرهم الجحيم فان الوجودية المسيحية بزيادة جبرائيل مارسيل تبارك الاخوة و تعتبرها النعيم . 

-والحقيقة ان وصية المحبة كانت لها التأثير الفعال فى العلاقة الاخوية حين عبر الكتاب " تحب الرب الهك من كل قلبك وقدرتك ومشيئتك وتحت قريبك كنفسك " . 

ولهذا فان الذى لا يحب قريبه فهو لا يحب الله و لا يحب نفسه لهذا يلزم ان نتخلص من احتقارنا لانفسنا حتى لا نعيش فى جحيم الحقد و الجسد ودينونة الاخرين .

- الرب يسوع اوحى بالمحبة الاخوية فى ما يلى

يو 13 – 34 " وصية جديدة أنا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا ، وبهذا يعرف الجميع انكم تلاميذى ان كان لكم حب بعضا لبعض "

يو 15 – 12 " هذه وصيتى ان تحبوا بعضكم كما احببتكم ليس لاحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائة "

-و القديس يوحنا الحبيب يوضح اهمية المحبة الاخوية فيما يلى : -

1يو 3 – 16 " فنحن ينبغى لنا أن نضع نفوسنا لاجل الاخوة ، واما من كان له معيشة فى العالم و نظر اخاه محتاجا و اغلق احشاؤه عنه غكيف تثبت محبة الله فيه " .

ايو 2 – 10 " من قال انه فى النور و هو يبغض اخاه فهو الى الان فى الظلمة ، ومن يحب اخاه يثبت فى النور وليس فيه عثرة ، واما من ببغض اخاه فهو فى الظلمة و فى الظلمة يسلك و لا يعلم الى اين يمضى لان الظلمة اعمت عينية "

 

- بضائع الكتاب المقدس بخصوص الاخوة : -

يع 4- 11 " لا يذم بعضكم بعضا ايها الاخوة " .

رو 12 – 10 " وادين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية " .

مت 18 – 15 " ان اخطأ اليك اخوك فاذهب و عابته بينك ويبنه وحد كما ، أن سمع منك فقد ربحت اخاك وان لم يسمح فخذ معك ايضا واحدا واثنين لكى تقوم كل كلمة على فم شاهدين او ثلاثة ، وان لم يسمح منهم فقل للكنيسة ، وان لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك العشار

1كو 8 – 120 " ان كان طعام يعثر اخى فلن اكل لحما الى الابد لئلا اعثر اخى

غلا 6- 2 " احملوا بعضكم اثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح

الوالدية  " الابوة و الامومة "

ان الوالدية الانسانية لها كرامة كبيرة منذ البد حتى ان الله عندما اوضح لنا اعمق مشاعر حبه لنا طلب منا ان ندعوه ابا لنا ، فالابوة الحقيقة هى فى شخص الاب السماوى .

-و فى العهد القديم قال الكتاب : -

ام 22 – 6 " اذا كان لرجل ابن معاند و مارد لا يسمع لقول ابيه و لا لقول امه ويودبانه فلا يسمع لهما . يمسكه ابوه و امه و بأتيان به الى شيوخ مدينة و الى باب مكانه ويقولون لشيوخ مدينته ابننا هذا معاند و مارد و لا يسمع لقولنا و هو مشرف و سكير فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت منتفرع الشر من بينكم ويسمع كل اسرائيل و يخافون " .

ام 19 – 18 " ادب ابنك لانه فيه رجاء ولكن على امانته لا تحمل نفسك " .

ام 20 – 7  ط الصديق يسلك يكماله طوبى لبنين يعده " .

الوالد ان مسئولان عن صحة الطفل الجسمية و النفسية و العقلية و الانفعالية و اجتماعية

عقليا : يجب تنمية مهارة التفكير و التخيل والابداع و تنمية

اجتماعيا : يجدر الاشارة هنا الى نوعية الطفل بحقوقه وتجهه للوسائل الاجتماعية السليمة فى تعامله مع الاخرين .

خلقيا : يتم تنمية القيم الخقية عند الطفل كالصدق والوفاء والامانة و التعاون .

الابوة الروحية :-

-اكد القديس يوحنا ذهبى الفم على الولادة الروحية اكثر من الولادة الجسدية لانها تكون للملكوت والابدية .

-لابد للابوين الاهتمام بخلاص اولادهم وغيرهم فى النعمة و التقوش و ممارسة اسرار الكنيسة

1تى 5-8 " ان كان احد لا يعتنى بخاصته و لا يسما اهل بيته فقد انكر الايمان و هو شر من غير المؤمن " .

-القيادة الوالدية المسيحية غير تسلطية بل تمارس السلطة دون تسلط و هى مزينة موجهة غير متميزة منفرده ولكنها مشجعة مستنيرة متفتحه و هى ترشد متى يكون الحزم و تعطف متى تكون اللين و العطف

كو 3 – 21 " ايها الاباء لا تغيظوا اولادكم لئلا يفشلوا "

1ف 6 – 4 " انتم ايها الاباء لا تغيظوا اولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وانذاره "

 

 

 

-أهم نقاط خطورة الانحرافات فى التربية : -

1-خطورة السيطرة و التسلط على اطفال وامانه شخصيتهم . 2-خطورة اللامبالاة و الاهمال فى تربيتهم و عدم اشباعهم بالعطف و الحب و الحنان و الاتجاهات المسيحية الاصيلة . 

2-خطورة التفرقة فى المعاملة بين واحد واخر وخطورة عدم الاتفاق فى المعاملة بين الزوجين لان هذا يفقد الابناء اتزانهم وسلامهم النفس .

4-خطورة تعطيل الابناء عن الانطلاق فى حياة التكريس فى حياتهم ذبيحه و محرقة الله

ام 6- 20 " يا بنى احفظ وصاياابيك و لا تنسى شريعة امك اربطها على قلبلك دائما ، قلد بها عنقك " اذا اذهبت تهيك . اذا نمت تحرسك و اذا استيقظت فهى تحدثك لان الوصية مصباح و الشريعة نور وتوبيجات الادب طريق الحياة .

شركة الزوجية: -

-يقول ثوفيلس الانطاكى : لقد خلق الله ادم و حواء ليحققا الحب العظيم بينهما ليعكس سر الوحدة الالهية فالعلاقة الزوجية المسيحية شركة حب وبذل و احتمال كل واحد لضعفات الاخر

-الحب الزوجى مرتبط بالكينونة و ليس بالملكية و المنفعة و الاخذ وارضاء الذات فقط بل يكون حب الاخر فى المسيح و لا يفصل احد عن الاخر الا الموت . فهو علامة شاهده الملكوت ( ما جمعه الله لا يفرقه الانسان ) . لانهم اذ ليسوا بعد اثنان بل واحد لان الرجل يترك ابيه و امه و يلتصق بامراته ويصير الاثنان جسدا واحدا .

-يوحنا ذهب الفم يقول : الحب الزوجى اقوى حب لانه لعرض كل شئ كالايمان ورب ما هو مختفى عن اعين الاخرين انه يملأ الاعماق الخفية لوزا وبهاء – ان الزواج ايقونه سرية للكنيسة .

-ام 31 –10 " امراة فاضلة من يجدها ثمنها يفوق اللالى . بها ثق قلب زوجها فلا يحتاج الى غنيمة . تضع له خيرا لاشر اكل ايام حياتها . تطلب صوتا و كنانا و تشتغل بيدين راضيتين – هى كسفن التاجرتجلب طعامها من بعيد . و تقوم . و تقوم اذا الليل بعد و تعطى اكلا لاهل ببتها و فريضة لفتياتها . نتأمل حقلا فتأخذهو يثمر يديها تغرش كرما . تنطق حقوقها القوة و تشدد زراعيها . تشعر ان تجازتها جيدة . سراجها لا ينطفئ فى الليل . تمد بديها الى الغزل وتمسك كفاها بالفلكه . تبسيط يدبها الى الفقير و تمد يدها الى المسكين . لا تخشى على بيتها من الثلح لان كل اهل بيتها لابسوى حلا تعمل لنفسها موشيات . لبسها بوحى و ارجوان زوجها معروف فى الابواب حين يجلس بين مشايخ الارض . تضع قمصانا ويتبعها و تعرض مناطق على الكتفانى . العز و البهاء الباسها و تضحك على الزمن الاتى . تفتح فمها بالحكمة و فى لسانها سنة المعروف تراقب طرق اهل بيتها و لا تاكل خبز الكسل . يقوم اولادها و بطوبونها . زوجها ايضا فيمدحها . بنات كثيرات عملين فضلا أما انت فقت عيلهن جميعا . الحسن غش و الجمال باطل اما المرأة المتقية الرب فهىا تمح . اعطوها من عز يديها و تمدحها اعمالها فى الابواب . 

 

الأسرة المسيحية

الاسرة المسيحية : هى رمز للثالوث الاقدس . فكما تتنوع الاقانيم فى صفاتها ولكن دون انفصال او انقسام هكذا افراد الاسرة ( الاب – الام – الابناء ) و هو تشبيه نسبى

ذهبى الفم :  اهتم بزوجتك بنفس العناية التى تعهد المسيح لها الكنيسة بنعمة حتى و ان احتاجت ان تقدم لها حياتك . أو ان تنقطع اجراء ربوات المرات لتتحمل اى الم مهما كان و لا تمنع .

الزواج والسلطة :- ( اف 5 – 23 ) " الرجل راس المراة ) ولكن ليس بمفهوم العالم بل بالمفهوم الروحى . " مر 10 – 42 " و من اراد ان يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما

" الرئاسة بمعنى التدبير و المسئولية و البذل و التضحية . 

هى تكليف الهى بتحمل مسئولية قيادة السفينة . 

ذهبى الفم : شريكة الحياة وام الابناء لا يليق اخضاعها بالارهاب و التهديد انما بالحب و المعاملة الحسنة . اى نوع بين الوحده يقوم على خوف الزوجه من زوجها ؟ اى صنف من السعادة يتمتع بها الزوج ان سكن مع زوجه كما لو كانت امة لازوجه حره ) .

الاراده فى الزواج : الزوجه تسلم ارادتها للزوج دون خوف بل بثقه فى المحبة الى اوجدها الله فى قلبه تجاهها . 

-الزوج يسلم ارادته للزوجه مقدرا اخلاصها ورفائها و تقديرها مقدما  اياها فى الكرامه

-الاثنان يسلمان ارادتها لله الحاضر فى وسطهم ليقودها فى الطريق . 

 

أسلوب المناقشة فى الأسرة :

اولا : الاساليب السلبية  : و تشمل المجموعة التالية :

-الغضب و العنف و الانفعال و توءدى الى الامراض النفسية و الجسمية

-الادانه و الاهانة وذكر الاخطاء ورصدها فى هجوم حاد و هو اسلوب يوءدى الى فقدان الثقة بين الطرفين . 

-البكاء : و هو مما تتميز به كثير من النساء و كسلاح وموءثر لا ستجلاب عطف الزوج و لكنه يعبر عن فشل الحوار .

التجاهل : وهو التزام الصمت وعدم الاستمرار فى الحوار و اهمال الحديث ، وقد يكون انسحاب دون ابداء الاسباب و قد يستمر عدة ايام لازلال الطرف الاخر لعدم تكرار الموقف و هذا يسبب مشاكل متعددة . 

كثرة الكلام : حيث يكون الحديث ممل ملئ بالثرثرة مكررا يكشف ضعف الشخصية و غياب الامان و الخوف من الهزيمة وغياب العقل . 

الخداع و الكذب : و هو مساوى المتعددة فى مستقبل الاسره .     

 

ثانيا : الأساليب الإيجابية

-اسلوب التلائم و التفاهم : و هنا تنعدم الانانية و حب الذات و عدم العناد و التشبث بالراى و تبادل الاراء و تقدير كل طرف للاخر و عدم التمسك بسلطه الرئاسة حيث يصل الطرفان الى نقطة تلاقى بينهما .

-المحبة القلبية : التى تربط الزوجية فى حياة الشركة الواحده بينهما فالحوار هذا اسلوب لاستمرار الحب و الاتحاد المستمر وزوبان كل طرف فى الآخر فى راى واحد .

-الصدق : فى المسيحية يسمو اسلوب التسامح بين الطرفين حيث يسمو الجانب الروحى على الجانب الجسدى ، و الصراحه تظهر فى الرأى و المشاعر و الانفعالات ، و لا يصل الحوار الى أسلوب جرح المشاعر . 

الانصات : و لا يقصد التصنت بل الاصغاء بسماع راى الطرف الاخر و فهم مشاعره و ان يضع الانسان نفسه مكانالاخر قبل اصدار أى قرار  أو كلمة ، فيشمل هذا اسلوب الاستماع الكامل و الفهم الحقيقى و القبول دون شروط

الحوار الثلاثى : و هو الاسلوب المسيحى فى الحوار ، الله اول اطراف الحوار ثم الطرفين الاخرين

 

ثالثا : الإطار الروحى للحوار الناجح :

يقوم الحوار الايجابى الناجح فى المسيحية على عدة عوامل هى :

*احترام  المشاعر                    *الروح الواحد فى المسيح             *الصلاة و الانجيل

*الملكية المتبادلة الواحده         *التنازل عن الراى                         *الخضوع المشترك

*التقديم فى الكرامة                *تقريب وجهات النظر           *سعة الصدر

*تحديد الوقت المناسب   *عدم اطالة الحديث                      *الطاعة 

*الاب الكاهن فى حالة الشدة    *الاعتراف و التناول

 

 

الأسرة المربية المعلمة

-تقوم الاسرة بتسليم عناصر الايمان فى ابنائها ( 2 تى – 1 – 5 اذا تذكر الايمان القديم الرياء الذى فيك الذى سكن اولا فى جدتك لو يئى وامك افنيكى ولكن موقن انه فيك ايضا )

-تعلم الاسرة الابنائها ان الله اهم من العالم ( مت 16 – 26 لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه )

-القديس امبروسيوس قال : عن ام اغسطينوس مونيكا " ثقى يا ابنة لن يهلك ابن هذه الدموع "

-المنادان بان الكنيسة البيت هى امتدادللكنيسة ، ولهذا ينتشر السلام الاسرى بين افرادها ( اش 48 –22 لاسلام قال الهى للاشرار ) ، ومن هذا تتاكد اهمية هذا السلام و حياة العبادة و التسامح . 

-الالتزام باسلوب " القدوه " ( مت 12 – 9 ) لا يصبح و لا يخاصم و لا يسمح احد فى الشوارع صوته . 

-اهمية مكتبة الاسرة المرئية و والمسموعة و المقروءه واسلوب الرحلات للاديره و الكنائس

الاتزان فى الاسرة

يجب عد م التمادى او التناقض فى المعاملة والاسلوب داخل الاسرة ومراعاة المساواه و الالتزام والصدق و الامانة والشجاعة فى الاعتذار ونبذ الكراهية و الكذب و النفاق .

 

 

المسيح فى الاسرة :

- المسيح يقوى ضعف الاسرة رو 7 – 24 " و يحى انا الانسان الشقى من ينقذنى من جسد هذا الموت " – و بقوة المسيح تصل الاسره الى الامان . ( رو 8 – 1 اذ لا شئ من الدينونة على الدين هم فى املسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح )

- و تصبح الاسرة شاهده للمسيح ( مت 5 – 16 اذا يرى الناس اعمالنا الحسنة فيمجدوا ابانا الذى فى السموات ) .

- تخدم الاسرة المسيح و الكنيسة من خلال مواهب كل افرادها الاب و الام والابناء و مشاركتهم فى حفل الخدمة الروحية و الكنيسة .

- ليت الله يعين الاسرة الممزقة و يتكلم فى القلوب ويحرك الضمائر النائمة ويجمع شمل الاسره المتناثره .

الاسره و الاتصالات :

- الاسره بحكم انها نواة المجتمع له صله روحيه بالله و الكنيسة و ممارسة الوسائط الروحية ، ولها صله اجتماعية بالعلاقات مع الخارجيه عنها فى كل المجالات و مثال الكتاب ( مت 5 – 16 فليضئ نوركم هكذا قدام الناس فيمجدوا اباكم الذى فى السموات

- الله فى الاسره – فالعلاقة بالله من خلال ان ( المسيح هو رب البيت و الضيف غير المنظور على المائده و المستمع الصامت لكل حديث )

*اهمية مخدع الصلاه      *الصلاة الجماعية                *صلاه مسائية و صباحيه

*قراءه جماعية للانجيل بجانب القراءات الفردية ( مذبح عائلى ) .

 

قال الكتاب ( اذا اجتمع اثنان او ثلاثة باسمى هناك اكون فى وسطهم )

- سمة العمر الدراجه " صراع الاجيال " كل جيل له افكاره و تطوراته و لهذا يحدث الصدام فى الافكار و الفلسفات و السلوكيات . وهنا تظهر اهمية الحوار و الاتزان فى المعاملة . 

-تدريب الابناء على العلاقات الناجحة داخل الاسره تمهيدا لاقامة علاقات ناجحة خارج الاسره ، مع التدقيق فى اخيتار الابناء لصداقاتهم ( أم 18 – 20 المكثر الاصحاب يخرب نفسه )

-شعارنا فى النهاية ( يش 24 – 15 اما انا وبيتى فنعبد الرب ) .  ( عب 2 –1 3 ها أنا و الاولاد الذين اعطاينهم الله ) .

 

 

 

 

 

 

 

تأثير المجتمع على عملية التربية

المجتمع محدد للعملية التربوية

 

 

المجتمع : 1-يعنى فى مفهوم الشخص العادى انها المكان الذى يعيش فيه الفرد بمعنى المجتمع society بمعنى المجتمع المحلى الذى تعيش فيه الجماعة و لا يقصد به الشارع أو المنزل بل  الحى أو المدينة أو الاقليم الذى هو جزء من مجتمع اكثر اتساع و هو المجتمع العالى . 

2-فى تعريف اخر : هو تجمع الناس معا دون الارتباط بمكان محدد أو اسلوب الحياة المشترك الذى تعيش فيه كل الجماعات مجتمع محلى تعيش فيه الجماعة مع جماعات اخرى تكون مجتمع اكبر

3-جون ديوى : قال انه اجماع مجموعة من الناس فى اسلوب معين

4-المجتمع هو صورة منظمة ذات شكل معين للعلاقات و الحياة الانسانية فى مكان معين .

و على تفسير هذا المفهوم من خلال النقاط الاتية :

أ-وجود تجمع من الناس

ب-يعيشون فى كان مكان واحد – مثل قرية او مدينة دوله

ج-يشتركون معا فى تاريخ واحد و ما من واحد و ثقافه واحدة

د-به هيئات ومؤسسات واجهزة لخدمة افراده

ه-لهم اسلوب ( نمط مشترك ) من الحياة مثل و سائل الانتاج او الدين و التعليم و النظام العائلى

و-لديهم شعور بالوحده – وحده الهدف و مصير و خاصة ضد اى عدو اجنبى

ز-القدرة على التعاون فى الازمات و الشدائد .

عناصر تكوين المجتمع : موجز فيما يلى اهم العناصر التى تكون المجتمع

1-السلوك فى الظواهر الاجتماعية

2-مجموعة الادوار الاجتماعية التى تقوم بها الافراد فى المجتمع او الوظائف

3-محموعة الافراد الذين يزاولون هذه الادوار والوظائف

4-مجمعة الجماعات التى تقوم بهذه الادوار و الوظائف

5-التعاون المتبادل و الترابط بين الافراد و الجماعات و المؤسسات

6-المعايير و القوانين و القيم التى يتبعها المجتمع .

تصنيف المجتمعات : اختلف العلماء فى تصنيف المجتمعات كما يلى .

أ-مجتمع بسيط : يقوم على التضامن و التعاون و التراحم و العلاقات المباشرة ( وجه لوجه ) مثل القربة أو المركز

ب-مجتمع مركب : يقوم على تنظيم كبير معقد و علاقاته غير مباشرة مثل الدول و المجتمعات الصناعية المعاصر

2-روبرت ربد فلد : أ-مجتمعات ريفية : وهى القرى البسيطة الخالصة .

                        ب-مجتمعات حضرية : وهى المدن

3-اوحسب كوفت : أ-مجمع دينى                    ب-مجتمع فلسفى    ج-مجتمع علمى

4-التصنيف الرابع : وهو تاريخى متدرج حتى عصرنا الحالى .

                        أ-نظام المقابضة         ب-الاقطاعى   ج-الراسمالى

                        د-الاشتراكى المعتدل ( المختلط )

التغيير الاجتماعى : هو كل صور التباين و التحول ( التغير و التطور ) الذى يطرأ على المجتمع على مر الأجيال

وأهم أسبابه : أ- المفكرين و العلماء و الزعماء

              ب-بالتقدم و التطور العلمى و التكنولوجى و الاختراعات .

              ج-التظيم الديمقراطى الديناميكى للمجتمع . 

تعريف الثقافة : تعدد الاراء فى تحديد مفهوم محدد للثقافة وسيعرض لاهم التعريفات فيما يلى

1-تابلور : هى الكل المركب الذى يشمل المعرفة و المعتقدات و الفن و القيم و القانون و العرف و أى قدرات يكتسبها الانسان بوصفه عضو فى مجتمع . 

2-رالف لينتون : فى تعريفنا يمكن أن نرى الثقافة انها مجموعة من العوامل أو العناصر السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الدينية التى تشكل المجتمع و غيره عن المجتمعات الاخرى و تحدد هنا بعض العناصر الهامة و هى :  

1-ان للتجمعات و الجماعات المختلفةثقافات مختلفة .

2-ان ثفافة المجتمع الواحد تختلف من وقت لخر

3-ان شخصيه الطفل او الفرد تتحدد بالثقافة التى ينمو فيها .  

4-ان دخل المجتمع الواحد ثقافات مختلفة ( قرية – مدينة – محافظه – مجتمع – زراعى صناعى – تجارى – بحرى – تكنولوجى – عسكرى )

خصائص ثقافة المجتمع :

1-العقوبات – انماط وطرف ثقافية يشترك فيها كل المجتمع

2-الخصوصيات – انماط ثقافيه يشترك فيها مجموعة خاصة ( مهنيه – طبقيه )

3-متغيرات – اوبدلات وهى وسط الاثنين. 

أثر التربية على ثقافة المجتمع :

تشمل التربية عملية النقل الجماعى و التفاعل و التكيف و اكتساب الصفه الاجتماعية ووظيفة التربية هنا :

1-المحافظة على التراث الثقافى على مر الاجيال

2-التجديد و التطوير حتى لا تتجمد ثقافة المجتمع

3-المحافظة على العلاقة الجيدة بين الافراد و المجتمع . 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المسيحية والقيم التربوية

 

أولا : إكرام الطفولة وإكرام الوالدين

 

1) اوصى السيد المسيح بالاطفال انهم شرط دخول الملكوت

مت 18 – 3 ( ان لم ترجعوا و تصبروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات – فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الاعظم فى ملكوت السموات ) .

2) اوصى الكتاب بطاعة الوالدين ومراعاة الاباء الشعور ابناءهم

أف 6 –11 ( ايها الاولاد اطيعوا والديكم فى الرب لان هذا حق اكرم اباك وامك التى هى اول 00وصية ) .

 

ثانيا : القدوة المسيحية :

و تتجلى القيم المسيحية فيما يلى : -

أ)السيد المسيح فى طفولته كان نموذج كامل الاباء و القدسين والشهداء . 

ب)راى العلماء :- الديانه المسيحية هاوف له غرض محدد هو تغير القلوب فهى ليست تعلم او عقيدة فقط بل وضعت مستويات لتنظيم السلوك المكون من عادات وبمادئ و اتجاهات و قيم جديدة

ج)العقيدة " المسيحية لم تكن قانون بل حياة وقيم

             

ثالثا : القيم المسيحية فى المجتمع :

وموجز اهمها فيما ياتى : -

1)     الحب و السماحه : 1يو 4 – 16 ( الله محبة و من يثبت فى المحبة يثبت فى الله ) .

مت 5- 44 ( احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم ) . 

مت 12 –17 ( لا تجازو احدا عن شر بشر ) .

-ان محبة الانسان المسيحى هى اساس التعامل فى كل علاقاته . 

2)صنع الخير : اع 10 – 38 ( جال بصنع خيرا ) . 

و الرحمة            يع : 1 – 27 ( الديانة الطاهرة النقية عند الله الاب هى هذه افتقاد و الارمل فى ضيقتهم و حفظ الانسان نفسه بلادنى فى هذا العالم ) . 

مت 9 – 35 ( وكان يطوف المدن كلها والقرى ويعلم فى مجامها )

-ان عمل الخير و الرحمة هما السمة التى تميز الانسان المسيحى فى تعاملة مع المجتمع . 

3) الجدية فى العمل و النشاط : -

تدعو المسيحية الى العمل و الجهاد و عدم الكسل

3-8 ( ان كان احد لا يريد ان يشتغل فلا ياكل ايضا ) . 

ام 10 – 4 ( العامل ببد رخوة يفقر أما بد المجتهدين قنعنى ) . 

4) الالتزام بالحقوق والواجبات : _

تؤمن المسيحية بإن كل انسان له حقوق ككانسان مخلوق حر عاقل مريد و لكن من خلال الالتزام بالقيم . 

مت 22 – 22 ( اعطوا ما لقيصر و مالله لله ) . 

اكو 6 – 12 ( كل الاشياء تحل لى ولكن ليس كل الاشياء توافق كل الاشياء تحل لى ولكن ليس كل الاشياء تبنى كل الاشياء تحل لى لكن لا يتسلط على شئ ) . 

5) الثقافة و الحكمة

المسيحية تدعو للحكمة و العقل و مخافة الله

ام 1 – 7 ( مخافة الرب راس المعرفة ) . 

مت 10 – 16 ( كونوا حكماء كالحيات بسطاء كالحمام ) . 

ام 6 – 23 ( الان الوصية مصباح و الشريعة نور و توبخات الادب طريق الحياة ) . 

1كو 8 – 1 ( العلم ينضج ولكن المحبة تبنى ) . 

2كو3 ( الحرف يقتل ولكن الروح يحيى ) . 

6) ادب الحديث و الحوار : -

تنادى المسيحية بصفة اللسان وحقوق الحكمات

ام 10 – 19 ( كثرة الكلام لا تخلو من المعصية اما الضباط شفيته فعاقل )

مت 12 – 34 ( الانسان الصالح من الكنز الصالح فى القلب يخرج الصالحات ) . 

مز 140 ( ضع يا رب حافظا لفمى و بابا حصيا لشفتى ) . 

7) الوطنية : _

كما نسعى الى الوصول للوطن السماوى كذلك نحب و نحافظ على وطننا الارض

رو 13 – 1 ( ان من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله )

قال قداسة البابا ( ان مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطنيعيش فينا ) . 

 

 

 

الكنيسة والتحديات الفكرية

 

 

التغيير فى حكمة الخالق :

-تواجه الكنيسة فى العالم الحاضر تحديات كثيرة و منها على وجه الخصوص التحديات الفكرية المتعددة نظرا لاختلاف افكار الناس واجبابهم و بناتهم و الوانهم و لغاتهم و ثقافاتهم و خبراتهم النفسية و الاجتماعية

-هذا التنوع ارادة الله لتزويد الجنس البشرى بافكار مختلفة تكمل بعضها البعض و تنوعها بخلق حيوية فى الجدل الفكرى مفيد فى تطور الانسان نحو الافضل – وهنا يختلف الانسان عن الحيوان لان هذا الغير عند الانسان يؤدى الى التطور و النمو . 

 

الدين لا يتغير أما العلم فيتغير

-تملك الكنيسة تراث ضخم من الحقائق الازلية الابدية يعلنها الله الانسان عن طريق الانبياء بالروح القدس موبدين بالايات و المعجزات كصداقية لدعوتهم السماوية . 

-جاء المسيح المجد ليكمل ويضيف معانى جديدة للشريعة حتى تامت وارتفعت .

مت 5 – 17 ( لا تظنوا انى جئت لانقض الشريعة او الانبياء ، ما جئت لا نقض بل لاتمم )

5- 48 ( كونوا اذا كاملين كما ان اباكم الذى فى السموات كامل )

-التعاليم الالهية ثابته لا تتغير عكس بقية العلوم حيث بحقل تاريخها بالتغير فكل الظواهر الانسانية تخضع للتغير و التطور و الابتكار و الخلق الابداع . 

-اما الدين فهو منزل من السماء وقواعد الحق الالهى و لا يجوز لاحد تغيره سواه بالاضافة او الحذف عكس العلم الذى يكتشف كل يوم الجديد من الابتكارات .

اسحق نيوتن ( عالم الطبيعة كان يسير منخفض الراس فلما  سالوه قال اجلالا للخالق . 

 

المسيحى يجمع بين المتغير والثابت :

-المسيحى فى عقيدته الدينية ثابت لا يتغير ولكن يتغير فى مبدا العلم و الفلسفة فهو اذن بجمع فى قلبية و فكره بين الثوابت و المتغيرات . 

-ظاهرة رفض الدين منطلق انه يقوم على الغيبات و القوى الغير منظورة و على راسها الله وهذا يتطلب الايمان بالحياة بعد الموت و الثواب و العقبات . 

-يرى الدين انه سلطه يتعارض مع الحرية التى تقيدها السلطة و هو يريد الحرية الغير مفيدة بفروض التزامات ومسلمات .

-لكن العلم يعتبر دليل على الدين و على وجود الخالق كما قال احمد الحكماء ( كلما تقدم على التشريح وزاد الايمان بالله ) . 

 

 

 

الكنيسة كمؤسسة تربوية

 

 

-تبدأ عملية التربية فى المنزل الذى يعتبر كنيسة صغيرة يتعلم فيها الطفل اول المبادئ المسيحية و من هنا يتضح العلاقة الايجابية و التفاعلية بين المنزل كعامل موثر فى التربية المسيحية وبين الكنيسة

-تبين اذن اهمية توجية الاباء و الامهات الى الوسائل الروحية التى يجب اتباعها مع الاطفال لتحقيق اساس التربية الروحية و هو " الحياة الفضلى " 

-لتمثل بالسيد المسيح كمثل اعلى الوصول الى الكمال فى الفكر – و القول – و السلوك – مع الاحباء و المؤمنين و الاعداء و البعيين عن الايمان

-الفصل 25 من الدسقولية ( تعاليم الرسل ) ويتحدث عن كيف يعلم الابناء ابنائهم " ايها الاباء علموا ابنائكم فى الرب وربوهم بأدب " وذلك من حيث :

1-توجيه الابناء بما يليق و حكمة الله      2- تمنعهم مكن العادات الرديئة و الخمر و السكر

3-تخدرهم من التفريط فى الشرور         4-توجههم للعمل و التجارة الشريفة

5-تعليمهم دراسة الكتاب المقدس

-سليمان الحكيم قال ( ادب ابنك يقضيب من حديد فمت كبر لا يحيد عنه )

-هدف التربية المسيحية هو اتمام القصد الالهى و هو " حفظ الوصية وحفظ الانسان لنفسه بلادنى فى هذا العالم " . 

أفسس 2 – 5 ( لاننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لاعمال صالحه سبق الله فاعدها لكى سلك فيها . 

-الكنيسة توكد على عملية التربية بالاعتماد اولا على نعمة الله اولا تم ترتيب الادارة الحرة للسلوك المسيحى ثانيا . 

-الاستناره الروحية و التعليم الروحى يعتمد على التدريب على اعداد الابناء للجو الروحى المناسب من خلال وسائل الكنيسة الروحية المختلفة و الانشطة المتعددة فى مختلف الاعمار

 

واجب المسيحى نحو أسرته :

-الانسان اذا كان اغرب فأسرته هى والده وامه واشقاء وشقيقاته ، و الاسرة بمعناها الواسع فهى تمتد فتشمل سائرا اقربائه بالجسد و الاعمام و الاخوال و الجذور و الاحفاد و غيرهم من المؤمنين

-الواجب المفروض هنا بتحدد بحسب درجة قرابة كل منهم ودرجة المسولية المباشرة نحو الوالدين اولا ثم باقى الاقرباء . 

اتيمو 5 – 4 ( اذا كانت ارمله لها بنون اوحفدة فليتعلموا اولا ان يتقوا الله فى اهل بيتهم ، وان يفو اما عليهم لوالديهم لان هذا صالح ومقبول امام الله )

-اذا كان الانسان متزوجا فمسئولية الفرد عن زوجته واولاده ثم والديه فالاشقاء و الشقيقات اذا كانوا فى حاجه اليه ثم الانبياء حسب درجة الحاجة الى الساعدة

ايتمو 5- 8 ( واذا كان احد لا يعتنى بزويه و لاسيما تأهل بيته فقد انكر الايمان و هو شر من غير المؤمن ) . 

-ويساعد الانسان المحتاجين من اسرته ايضا فى العشور والعطاء و تقديم الخدمات المادية و المعنوية واولا الروحية

-وكلما توفرت للانسان الامكانات الكثيرة صار ملتزما بالعطاء ومساعدة اسرته و الاقوياء اولا مت 5 – 20  ( ان لم يزديركم على الكتبة و الفريسى لن تدخلوا ملكوت السموات ) .

 

وتأثير المسيحية على التربية الجهدة الطفل

1)     اهتمت المسيحية بالبيئة اولى التى ينشأ فيها الطفل فى تقديس العلاقات الاسرية و العلاقات الاسرية القائمة على المحبة و القداسة . 

افس 5 – 32 " ايها النساء اخضعن الرجالكم

ايها الاباء لا تغيظوا واولادكم بل ربوهم تتأديب الرب .

2)تهيئة جو الاستقرار و الحياة الروحية و الارتباط الكنيسة الام فى كل الصلوات و الاعياد و الاجتماعات الروحية الخدمة  - مدارس الاحد

3)الاهتمام بالعبادة العائلية ( الصلاة – الصوم و الصداقة – الانجيل و الكتيب الروحية

4)تغليب طابع التدين على الاسرة المسيحية و ليس التمدين

5)العلاقات المسيحية الاجتماعية المتبادلة فى اطار الكنيسة وزيارات الاديرة و الكنائس

مبدا الاشتراكية المسيحية :

 تعتبر المسيحية اول من نادى بالاشتراكية حيث ان التلاميذ كان كل شئ بينهم مشتركا و سادت بينهم روح المساواه و المحبة والبذل

اع 2 – 44 ( فكانوا يبعون املاكهم و مقتنياتهم وفرقون ثمنها عليهم جميعا على قدر احتياج كل منهم . ( وكان جماعة المؤمنين قلبا واحدا وروحا واحدا بل كل شئ كان مشتركا بينهم

الطاعة : قال الكتاب المقدس : ابن الطاعة تحل عليه البركة :

-قال القديس باسيليوس الكبير : درب جسدك على طاعة نفسك على طاعة الله و قال القديس باخوميوس : اسمع يا ولدى و كن اديبا واقبل التعليم ، احب الذى يؤدبك بخوف الله مطيعا مثل اسحق الذى يسمع لابية و بطبعه كخروف ساذج القلب . 

-الصبر اربع مراتب مرتفعه فى السماء

1-مريض صابر شاكرالله              2-صحيح يضيف الغرباء و ينج الضعفاء

3-منفرد فى البرية مجتهد                   4-تلميذ ملازم لطاعة ابيه من اجل الله

و كانت الاخيره اسمى من الثلاثه الاوائل بسبب ان كل واحد منهم يعمل الخير بهواه و اما الرابع فقد قطع هواه الله و اطاع معلمة فكانت الطاعة لاجل الله افضل الفضائل

الاحتمال :

الام طبيعية : جوع – تعب – مرض – اماكن .

الام سلبية : شتيمة – اهانة – امتهان – ضرب

احتمال ايجابى : شدائد – احزان – تجارب

-قال القديس مقاريوس الكبير :

ان طول الروح هو صبر – والصبر هو الغلبة – و الغلبة هى الحياة – و الحياة هى الملكوت – و الملكوت هو الله – الباب ضيق و الطريق كرية لكن المدينة مملؤه فرح وسرور – و البرج علاى حصين لكن ينجى من النار .

 

المسيحى وحياة الشركة

حياة الشركة

     يقصد بحياة الشركة . تلك الحيات التى يحياها الانسان فى ظل علاقته مع الاخرين يشترك معهم ويشاركهم مشاركة فعليه ايجابية مشبعة بالحب والخدمة والخير والسلام وهذه العلاقة تتناول الروح والقلب والشكر ... فالذين يعيشون معا بروح وقلب واحد وفكر واحد هم الذين يمارسون حياة الشركة التى طلبها الرب يسوع فى صلاته الشفاعية الاخيرة عندما قال

... أيها الاب القدوس احفظهم فى اسمك الذين اعطيتنى ليكونوا واحدة كما نحن ... ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الاب فى وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتنى . وانا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد ( إنجيل يوحنا : 17 : 11 و 21 و 23 )

     وهكذا نرى أن حياة الشركة التى طلبها الرب يسوع  الجماعة المؤمنين . تتميز فى الوحدة مع الثالوث القدوس وفى وحدة المؤمنين سويا . ولكن نفهم هذه الحياة علينا أن تتعرف على شركتنا مع الله وشركتنا مع بعضنا البعض فتتضح رسالتنا فى ظل هذه الشركة .

أولا : شركتنا مع الله

     كان الله يعيش فى الازل وحده . ثم اشركنا معه فى الوجود . وشركتنا معه هى فى البر  والقداسة وإذ هو أبدى أشركنا معه فى أبديته , وإذ هو كلى القدرة غير محدود أشركنا معه فى اللا محدودية بأن أعطانا الشوق الى غير المحدود . وإذ هو ثالوث فى وحدة الجوهر أشركنا معه فى صورة التثليث والتوحيد بأن جعل الانسان ذاتا وعقلا وروحا وهؤلاء واحد . لقد أشركنا الله معه فى حيه وعشرته وأصبح الله مع الانسان فى كل زمان ومكان . وسمى نفسه عمانوئيل أى الله معنا لأنه حيثما اجتمع الاثنان بإسمى فهناك أكون فى وسطهم ...

                                                                        ( أنجيل متى 18 : 20 )

     وعندما اقترب إلى الصليب قال .

...أنا أمضى لأعد لكم مكانا . وإن مضيت وأعددت لكم مكانا آتى أيضا وأخذكم الى حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا

                                                                        ( إنجيل يوحنا 14 : 2 و 3 )

     وفى صلاته الشفاعية قال

... أيها الأب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتنى يكونون معى حيث أكون أنا ...

                                                                        ( إنجيل يوحنا 17 : 24 )

     أما فى الأبدية عندما يأتى الرب على انسحاب . فسياخذنا معه ونكون مع الرب كل حين

وليست الشركة مع الله أن يكون فقط معنا . بل أن يكون أيضا فينا لأنه قال : أنا ففيهم وهم فى وفى شته نفسه بالكرمة ونحنبالاغصان . وأوصانا أن نثبت فيه وهو فينا .

     أنا الكرمة وأنتم الاغصان . الذى يثبت فى وأنا فيه هذا يأتى بثمر كثير ...

                                                                        ( إنجيل يوحنا 15 : 5 )

     وفى موضع آخر يقول الرب يسوع :

... إن أحبنى أحد .. يحبه أتى واليه نأتى وعنده نصنع منزلا

                                                                        ( إنجيل يوحنا 14 : 23 )

     ما اقدس هذا القلب الذى يسكن فيه الثالوث القدوس ... وكلما عاش المؤمن بقلبه مخلصا للوصية مع طاعة كاملة لمحبة المسيح , كلما يثبت الحق فيه وتصير الشركة بينه وبين الله قوية مشيئة للغاية . هذه التى عبر عنها بولس الرسول بقوله : 

 

 

على أنه يجب أن بوضح أن شركتنا مع الله ليست فى جوهرة وطبيعته اللاهوتية وإنما فى شركة فى العمل والحب والعشرة لذلك ينادينا الرسول بولس قائلا : ليحل المسيح بالايمان فى قلوبكم "

                                                     ( رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 3 : 17 )

     فنحن شركاء الطبيعة الالهية . ليس فى الجوهر . وإنما فى العمل . الدعامات التى تقوم عليها شركتنا مع الله :

*الله قدوس وشركتنا معه فى القداسة :فإذا ابتعد المؤمن عن حياة القداسة ولم يسمح للروح القدس أن يعمل فيه ويطهره من كل دنس الروح والجسد فإنه لا يستطيع أن تكون له شركة مع الله . يؤكد ذلك بولس الرسول فى رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس .

... لأنه أية خلطة للبر والاثم . وايه شركة للنور مع الظلمه . وأى اتفاق للمسيح مع بليعال وأى نصيب للمؤمن مع غير المؤمن . وأية موافقة لهيكل الله مع الاوثان . فإنكم انتم هيكل الله الحى كما قال الله إنى ساسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلها وهم يكونون لى شعبا . لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجا فأقبلكم . وأكون لكم أبا وانتم تكونون لى بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شئ .

     فإذ لنا هذه المواعيد أيها الاحباء لتطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة فى خوف الله

     ( رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 16، 14 – 18 . 7 . 4 )

*الله نور وشركتنا معه فى الحق والنور والوضوح : فإن الله لا يعيش فى الظلمة وكل من يريد أن تكون له شركة معه يحيا فى النور ، وحسبنا دليلا على ذلك ما سجله بولس فى رسالته إلى اهل افسس :

ولا تشتركوا فى أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحرى وبخوها لأن الامور الحادثة منهم سرأ ذكرها أيضا قبيح . ولكن الكل إذا توبخ يظهر بالنور . لأن كل ما أظهر فهو نور

              ( رسالة بولس الرسول الى اهل افسس 5: 11 – 13 )

·      الله محبة وشركتنا معه فى الحب : فكل من يبغض أخاه . فهو يحيا فى الظلمة . وفى الظلمة يثبت وليست له شركة مع الاب .                                                              يقول الرسول يوحنا فى هذا الصدد :                                                                    "... أكتب اليكم ما هو حق فيه وفيكم أن الظلمة قد مضت والنور الحقيقى الأن يضئ . من قال انه فى النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الأن فى الظلمة . من يحب أخاه يثبت فى النور وليس فيه عثرة وأما من يبغض أخاه فهو فى الظلمة وفى الظلمة يسلك ولا يعلم اين يمضى لأن الظلمة اعمت عينيه

( رسالة يوحنا الرسول الأولى

 

ثانيا : شركتنا مع بعضنا البعض

يقول معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى أهل أفسس

" فأطلب إليكم أنا الاسير فى الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التى دعيتم بها . بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضا فى المحبة . مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام جسد واحد وروح واحد كما دعيتم أيضا فى رجاء دعوتكم الواحد . رب واحد معمودية واحدة إله وأب واحد للكل الذى على الكل وبالكل وفى كلكم "

                                  ( رسالة بولس الرسول الى اهل افسس 4، 1 – 6 )

*فإذا لنا أب واحد وايمان واحد ومعمودية واحدة وهدف واحد . يلزم إذا أن نعيش فى حياة الشركة المقدسة مع بعضنا البعض بروح الاتضاع والوداعة والمحبة . ووحدانية القلب والروح والفكر .

*ولأننا أسرة واحدة . وأهل بيت الله مع القديسين . يلزمنا أيضا أن نهتم اهتماما واحدا غير مهتمين بالامور العالية . بل منقادين الى حياة الاتضاع والصفح والمحبة . لا نجازى أحدا عن شر بشر متمثلين بما نادى به الرسول بولس فى رسالته إلى أهل رومية .

" وادين بعضكم بعضا بالمحبة الأخوية . مقدمين بعضكم بعضا فى الكرامة مشتركين فى احتياجات القديسين .. مهتمين بعضكم لبعض اهتماما واحدا غير مهتمين بالامور العالية بل منقادين الى المتضعين ... لا تجاوز احدا عن شر بشر معتنين بأمور حسنه قدام جميع الناس . إن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس

                        ( رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 13 : 10 – 18 )

*والكنيسة ينشغل أعضاؤها جميعا بتمجيد اسم الله وعبادته بالروح والحق , والاهتمام الصادق بخدمة الإنجيل والكرازة . والعمل على جذب النفوس البعيدة ودعوتها إلى الحياة المقدسة مع الله . وهكذا يحيا الجميع بروح الوحدة والألفة ويجمعهم المناخ النقى والجو الروحى الصادق فلا تكون ثمكة أنقسامات أو خصومات أو منازعات . لأن المحبة المسيحية تسود الجميع

دعائم حياة الشركة بين المؤمنين

أن يكون أعضاء الكنيسة مؤمنين فعلا وليس أسما فقط : فالمؤمن الحقيقى له هدف واحد فى الحياة وهو تمجيد اسم الرب يسوع فى كل أعماله وأقواله . هذا الهدف المشترك يجعل كل المؤمنين وحدة واحدة . وقلبا واحدا . وفكرا واحدا مهما اختلفوا جنسا ولغة وثقافة وعلما ومالا

 

أن يكون المحبة هى رباط الكمال الذى يربط طافة الأعضاء : فالمحبة الإلهية بطبيعتها تجمع الكل إلى واحد . وتمنع الإنقسامات والتحزيات وترفض سوء الظن فى العلاقات بين الناس , وتنمى روح الود والخطف والاتضاع فى المعاملة , وبذلك تصبح الوحدة قوية ومتينة ومبنية على الصخر .

 

أن نقبل بعضنا بعضا . كما أن المسيح قلبنا أيضا لمجد الله .

 

     فلا يعتقد الواحد أن يكون الأخر مثيلا له فى المزاج والتفكير . لاننا وان اختلفنا فى هذه النواحى . الا اننا نتفق فى الهدف وفى العمل المشترك . شاننا فى هذا شان أعضاء الجسد الواحد التى وان اختلف بعضها عن بعض . الا انها تكمل عمل بعضها , ليس الجسد كله عيونا او اذانا او اياد . ولكن جمال الجسد فى انه يشتمل على هذه كلها ، وكل عضو يعمل فى انسجام واتفاق مع بقية الاعضاء : لبنيان الجسد . وسلامته الصحية والنفسية

 

الامور التى تعطل وتقاوم حياة الشركة بين المؤمنين :

 

·      الانفرادية والانانية :وتتمثل فى سعى كل واحد ان يطلب المجد لنفسه فقط فالذى يحب لاظهور ويطلب ان ينفرد بالكرامة ، ويميل ان يكون الاول بين الجماعة ، والسيد المطاع دائما دون ان يخدم بروح الاتضاع والبذل الحقيقى فانما يعطل حياة الشركة بين المؤمنين . لأن الانفرادية معناها ان الواحد لا يستريح للعمل مع الاخرين . ولا يريد ان يذوب فى حياة الجماعة . والانانية تتنافى مع اسمى الوصايا وهى المحبة التى هى سبيل اولاد الله . على أن مقياس المحبة هو المسيح فى محبته الباذلة بهذا قد عرفنه المحبة ان ذاك وضع نفسه لاجلنا فينبغى لنا نحن ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة

... لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق

                                           ( رسالة يوحنا الرسول الاولى 3: 18)

·      التبعية والحزب :فالذى يشعر انه تلميذ لواحد ومنحاز له ويرفض ان يتعاون مع الاخرين لانهم ليسوا تلاميذ الذى يتبعه ، إنما يضع بذور الشقاق والانقسام الم يعلن السيد المسيح قائلا

 ...كل مملكة منقسمه على ذاتها تخرب . وكل مدينة او بيت منقسم على ذاته لا يثبت

                                           ( انجيل متى 12: 25 )

     كذلك أوصى بولس الرسول فى رسالته الاولى الى اهل كورنثوس مناشدا ابانا ان تقول جميعا قولا واحدا . ولا يكون بيننا انقسامات .بل نكون كاملين فى فكر واحد وراى واحد ولا يقول احد انا لبولس وانا لا بولس . وانا لصفا وانا للمسيح ، هل انقسم المسيح . كلا

                                           ( الاصحاح الاول من الرسالة اعداد 10 – 13 )

ان المعلم واحد . هو الرب والجميع تلاميذه فما الداعى لاننترك المعلم والراعى ونقيم بيننا انقسامات لتحقيق مصالح شخصية وما رب فردية !!!

·      قلة الصبر والاحتمال وسرعة الادانة والحكم الخاطف على الاخرين :

 

فالعمل الجماعى يتطلب صبرا وطول اناة . والرب يسوع اعطانا مثالا فى حياته عندما احتمل تلاميذه وصبر على ضعفاتهم . وكان يشجعهم دائما حتى بعد ان امتلاوا من الروح القدس وملاوا العالم بالكرازة بالانجيل

ما اسهل ان نهدم ونحطم . وما اصعب ان نصبر ونحتمل ونبنى ونشجع

ان الجماعة الروحية التى تحيا بروح المسيح يسودها جو المحبة والاحتمال والتسامح فيعمل القادة والرعاة فيها على احتمال ضعف الضعفاء ليتقوى الضعيف ويزداد القوى قوة ليساعد الضعيف ويقترب المتباعد وتتساند الجماعة فى وحدة من الالفة والمحبة والبذل والتضحية

 

شركتنا فى احتياجات الخدمة :

 

·      كانت كنيسة الرسل تعيش حياة الشركة الحقيقية . وكانت هذه الحياة تثمر اهتماما واضحا من كل فرد باحتياجات الكنيسة . وقد ورد فى سفر اعمال الرسل انهم كانوا يبيعون المقتنيات ويقسمونها بين الجميع كل واحد حسب احتياجه وجميع الذين امنوا كانوا معا . وكان عندهمكل شئ مشتركا . وكانوا كل يوم يواظبون على التعليم والشركة وكسر الخبز والصلوات بنفس واحدة

( اعمال الرسل اصحاح الثانى : 42 – 47 )

  " وكان لجمهور الذين امنوا قلب واحد ونفس واحدة . ولم يكن احد يقول ان شيئا من امواله له بل كان عندهم كل شئ مشتركا "

                                                     ( اعمال الرسل 4 ، 32 )

·      ويمتدح الرسول بولس المؤمنين من كنيسة فيلبى لسبب مشاركتهم فى الانجيل من اول يوم . اذا ارسلوا اليه مرة ومرتين فى تسالكونيكى . وانه قبل عطاياهم من يد ابقرودتس رائحة طيبة ذبيحة مقبولة مرضية عند الله

( إقرار رسالة بولس الرسول الى اهل فيلبى الاصحاح الاول . 3 – 5  الاصحاح الرابع . 16 – 18 )

·      واذا كنا كمسيحين اسرة واحدة . فكيف لا نهتم باحتياجات بعضنا البعض ؟ واذا كنا مؤمنين ابناء اب واحد فكيف لا يعتنى الاخوة بمن له احتياج ؟ بل لابد ان تمتد الخدمة المشبعة بالتضحية لتشمل الجميع بدون تعصب او تحيز او تمييز ، كما علمنا السيد المسيح فى مثل السامرى الصالح .

·      واذا نحن كلنا جسد واحد . فان كل عضو يسهم فى احتياجات الاعضاء الاخرى . لا بتغال وتفضل ، بل بروح الحب والوحدة والشركة . واذ نحمل الرب يسوع فينا فقد صرنا اعضاء جسده اذا كيف لا نحس باحاسيسه . ونشارك اعضاء جسده المتالمة باعتبارها الامنا نحن . ونخفف العبء عنها ؟

لقد شارك السيد المسيح بنفسه الفقير واليتيم والغريب والضعيف ...

وفى هذا يقول يوحنا ذهبى الفم على لسان الرب يسوع للمؤمنين الحريصين

على خدمة احتياجات الفقراء والمساكين :

أعطيتمونى كرة يابسة                        أعطيكم ملكوت السموات

وهبتمونى درهما من فضه                   أهبكم نعيم الحياة الابدية

كسوتمونى ثوبا أرضيا                          أكيكم ثوب البر لتلتحقوا بالنور

سقيتمونى كاس ماء بارد           أسقيكم ماء الحياة والراحة الابدية

اويتمونى فى بيوتكم                          أسكنكم ديارى مع الملائكة والقديسين

 

·      وعلى قدر ما تصلى الكنيسة متوسلة الى الله ان يحفظ وحدانية القلب على قدر ما تصلى ايضا طالبة بحق كل مؤتمرات الاشرار الذين يظهرون كذئاب خاطفة .أولئك الذين نوه عنهم بولس الرسول محذرا شيوخ كنيسة افسس منهم وذلك فى خطابة الوداعى الوارد فى الاصحاح العشرين من سفر اعمال الرسل بل ان بولس الرسول يحذر اهل افسس ايضا قائلا

" ولا تشتركوا فى اعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحرى وبخوها "...

                                           ( رسالة بولس الرسول الى اهل افسس 5: 11 )

 

ويؤيد يوحنا الرسول ذلك فى رسالته الاولى اذ يقول

" ان قلنا ان لنا شركة معه وسلكنا فى الظلمة تكذب ولسنا نعمل الحق "

                                           ( رسالة يوحنا الرسول الاولى 1: 6 )

 

ومن اجل تخليص الكنيسة من هؤلاء الاشرار يطالب بولس الرسول بعزل الخبيث من وسطنا . كذلك يؤكد الرسول التزام الكنيسة بتقنية اعضائها – كجماعة مقدسة وكهنوت ملوكى – من كل افراد سحرة ومبتدعين وزناة وسكيرين وذلك بقوله

" ... واية شركة للنور مع الظلمة . واى اتفاق للمسيح مع بليعال ..."

                                  ( رسالة بولس الرسول الثانية الى اهل كورنثوس 6 ، 14 و 15 )

 

 حياة الشركة فى الاسرة المسيحية :

 

1- الاسرة المسيحية هى اللبنه الاولى فى بناء المجتمع وبسلامتها وحمايتها يشمخ هذا البناء ويتدعم . واذا كان المجتمع يعتبر ان الاسرة هى نواته واساس تماسكه . فان الاسرة المسيحية هى اساس وبنيان الكنيسة . وقد شبة القديس بولس الرسول وحدة الرجل مع المراة فى سر الزيجة بوحدة المسيح مع الكنيسة                                                                                                                      ( رسالة بولس الرسول الى اهل افسس 5، 31 و 32 )               واذا استطاع الرجل والمراة فى شركة الحياة الزوجية ان يكونا فكرا واحدا وقلبا روحيا واحدا . فانهما يستطيعان ان يضما اطفالهم فى ظل هذه الوحدة المقدسة

2- ان النسل فى المسيحية هو الثمرة الطبيعية لشركة الحب بين الرجل والمراة وقد حدد بولس الرسول ذلك فى رسالته الى اهل افسس

واما انتم الافراد فايحب كل واحد امراته هكذا كنفسه واما المراة فلتهب رجلها 

                                  ( رسالة بولس الرسول الى اهل افسس 5 : 33 )

وقد وضع الله فى كل من الرجل والمراة استعداد جسديا وسيكولوجيا كفيلا بمعاونة كل منهما على اداء المهمة المنوطة به فان مهمة الرجل الاساسية هى سد المطالب المادية للاسرة وتحقيق امنها وامانها بينما وجهت المراة فى روحها وفى جسدها الى غاية اساسية وهى الامومة وقد جبلت المراة على التضحية لان اتجاهها الطبيعى ان تهب نفسها لرجلها ولطفلها

3- هذا التكامل بين شريكى الزواج هو تدبير الهى يدفع كلا من الرجل والمراة الى تخطيط حياتهم فى ظل ما رسمه السيد المسيح لهما

" ... يكون الاثنان جسدا واحدا اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذى جمعه الله لا يفرقة انسان "

                                           ( انجيل متى 19 : 5 و 6 )

من . ذلك يتضح ان الزواج فى المسيحية يحتم وحدة الشريك من ناحية ودوام الشركة من ناحية اخرى ووحدة الشريك تحقق الاتحاد الوثيق الدائم بين الرجل والمراة كما تكفل بينهما التضامن الكامل وتحقق المساواة الكاملة مما يحقق امن الشركة الزوجية مدى الحياة ويتيح للزوجين حياة زوجية مستقره تكفل لعدد محدود من الاطفال كل مقومات التربية السليمة

4- لابد من الربط بين الانجاب وبين امكانات النمو الاقتصادى وحق الطفل فى حياة اسرية وانسانية كريمة . فادراك الفرد لهذه المسئولية يدفعه الى التفكير الجدى وبمحض اختياره . فى ان يكون الانجاب فى ضوء الامكانات الاقتصادية ومتطلبات الحياة التى تدفعه بدورها الى تنظيم الانجاب . ولا شك ان هذا القرار يجبان يتم تخطيطه مشاركه بين الام والاب . حتى يكون الانجاب متكافئا مع قدرة الرجل والمراة ( الزوج والزوجة ) من كافة الوجوه الاقتصادية

5- اهتمت المسيحية بالطفولة اهتماما بالغا كما حرصت الكنيسة على العناية بالاطفال الذين باركهم السيد المسيح ودعاهم اليه

" ... دعوا (الاطفال) ياتون الى ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت السموات "

                                           ( انجيل متى 19 . 14 )

لذلك ينبغى توفير الامكانات لاشباع نفسية الطفل بالحب والحنان

6- يجب على الابناء أن يعرفوا قدر والديهم مع تقديم كل احترام وولاء وطاعة وخضوع لهما فان اكرام الوالدين وصية الهية هى الوصية الخامسة من

والمسيحية لا تعرف التعصب بل تنبذه فهى تدعو ملك السلام ان ينعم سلامه على جميع دون تمييز وهى تسيع برسالتها لتشمل مسئوليتها العالم كله بلا ادنى تحيز او انحياز فهى تصلى من اجل الجميع

-        من اجل البشر ومن اجل الخليقة المادية .

-        من اجل الرعاة والحكام والشعب والرعية .

-        من اجل المرضى والمسافرين والمنتقلين الى الابدية .

-        من اجل كل من على الارض . من اجل كل البشرية .

ولا تقف رسالة المسيحى فى حيه للعالم عند حد الصلاة . بل تتعداه الى اتخاذ المواقف الايجابية فهو ملتزم بالعمل لما فيه خير البشرية باستخدام كل قدراته الفكرية وجهوده العملية . ومع هذه الايجابية يلزم ان يبقى الله هدفا لكل عمل من الاعمال التى توفر الخير والرخاء والسلام والحرية

 

محبة العالم تتنافى مع محبة الله :

 

أوصى يوحنا الرسول فى رسالته الاولى .

" لا تحبو العالم ولا الاشياء التى فى العالم . ان احب العالم فليست فيه محبة الاب . لان كل ما فى العالم شهوة الجسد وشهوت العيون وتعظم المعيشة ليس من الاب بل من العالم والعالم يمضى وشهوته واما الذى يصنع مشيئة الله فيثبن الى الابد

                                           ( رسالة يوحنا الرسول الاولى 2: 15 – 17 )

هذه الايات تبين لنا ان العالم فى حد ذاته لم يكن شريرا . ولكن الفساد الذى دخل الى العالم خلسة بحسد ابليس . هو الذى ادى الى وجود ارادة مضادة لمشيئة الاب . اما ابليس فهو رئيس هذا العالم الذى قال عنه الرب يسوع

" ولا أتكلم أيضا معكم كثيرا لان رئيس هذا العالم ياتى وليس له فى شئ ولكن ليفهم العالم انى احب الاب وكما اوصاتى الاب هكذا افعل ..."

                                           ( انجيل يوحنا 14 : 30 و 31 )

وابليس هذا العدو المبين قد دين . وحكم عليه بصلب المسيح فقد سجل الوحى الالهى على لسان القديس يوحنا

" واما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين " ( انجيل يوحنا 16: 11 )

وعلى ذلك فان المسيح المؤمن .كما يحب العالم اى الناس والخليقة المادية كذلك يكره تيار الشر والفساد الذى يلوث الشيطان به هذا العالم . فالمؤمن يحب الناس ولكنه يكره الخطية .

ان العالم الذى طالبنا الكتاب المقدس ان نقاومة يتمثل فى شهوة العيون وشهوة الجسد ونعظم المعيشة ... فهذه ليست من الاب , بل هى انواع الفساد والرذيلة من حقد وكراهية وبفضاء وحسد ونميمة وكبرياء وتعال ونجاسة وكذب ... الخ . هذه كلها يسميها الكتاب المقدس " اعمال الظلمة " التى اوصانا الا نشترك فيها . بل بالخزى نقاومها .

-        فقد نجد من الناس من يميلون الى الكذب . ولكن علينا ان نصمد ونتمسك بالصدق والحق

-        وقد نجد منهم من يستخدمون الطرق الملتويه من رشوة ومحسوبية وغش .. وتضليل . ولكن علينا ان نصمد ونتمسك بالامانة والاخلاص وعفة اليد

-        ومن الناس من يستعذبون استخدام العنف والسيطرة والتحكم لاذلال الاخرين ولكن علينا ان نصمد ونتمسك بالوداعة دون ضعف . وبالرقة دون ليونه وبالحب دون جبن او خوف

ومنهم من ينادون بمبادئ وخلقيات تختلف كثيرا عما نتعلمه من الكتاب المقدس . ولكننا كاولاد الله نتمسك بالحق . حق الاستشهاد . فنقاوم تيار المادية او الالحادية . ونصمد امام المبادئ الجاحدة او التيار الوافدة . وذلك من اجل حفظ الوصية والتمسك بالطهارة والامانة والحياة المقدسة التى دعينا اليها يقول معلمنا بطرس الرسول فى رسالته الاولى ." فمن يؤذيكم ان كنتم متمثلين بالخير ولكن وان تألمتم من اجل البر فطوباكم . واما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا بل قدسوا الرب الاله فى قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذى فيكم بوداعة وخوف "

                                           ( رسالة بطرس الرسول الاولى 3: 13 و 15 )

ويقول ايضا " بل القدوس الذى دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين فى كل سيرة لانه مكتوب كونوا قديسين لانى انا قدوس "

                                           ( رسالة بطرس الرسول الاولى 1: 15و 16 )

·      فلنحتفظ الوصية بلا دنس ولا لوم الى ظهور ربنا يسوع المسيح متذكرين قول الرسول بولس " بل انى احسب كل شئ ايضا خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى الذى من اجله خسرت كل الاشياء وانا احسبها نفاية لكى اربح المسيح "

( رسالة بولس الرسول الى اهل فيلبة 3: 8 )

·      واذا كنا كاولاد الله نورا فى العالم . فليست هناك شركة للنور مع الظلمة " ... لانه اية خلطة للبر والالم . واية شركة للنور مع الظلمة ... واية موافقة لهيكل الله مع الاوثان ..."   ( رسالة بولس الرسول الثانية الى اهل كورنثوس 6: 14 و 16 )

·      صفوة القول اننا نحب العالم الذى خلقه الله . ونصلى من اجل الجميع ونخدم الجميع بلا ادنى تعصب او تمييز او تحيز ولكننا نابى ان نضع ايدينا فى عمل الشر او نتبع طريق ابليس . اذ نردد مع بطرس الرسول قائلين "... ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس "

        ( أعمال الرسل 5: 29 )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الباب الثانى

المسيحية ومشاكل العصر

 

 

-        الإلحاد

-        الشك .

-        الشرور الإجتماعية

 

 

بعض خصائص أساسية فى عصرنا

 

الغش – الرشوة – عدم الأمانة

 

نظرة المسيحية إلى الحلال والحرام

 

مشكلات العصر

( 1 ) العلم والعرفان ( المعرفة ) :

          تزداد المعرفة فى عصرنا يومابعد اخر , مما جعل شبابنا يؤمن أنه لا قيمة له فى هذه الدنيا بالمعرفة الضئيلة المحدودة ، ويرى أنه لابد له أن يتقدم فى طلب العلم ، ولا يقنع بالشهادات حتى العليا , لأنه يشعر أن العلم قد امتد والمعرفة قد زادت .

 

          لذلك يحاول كل شاب أن يرفع مستواه العلمى ليسير مع ركب العلم والمعرفة ، وقد يحصل الشاب على مؤهل عال ، ومع ذلك يشعر أنه يعوزه الكثير لكى يعيش فى عصره ، بل أنه يحتقر ذاته ويشعر بضألته فى المعرفة وخاصة عندما يواجه ذلك التقدم العلمى الجبار فى الاختراعات والكشوف العلمية بصورة لم يسبق لها مثيل فى التاريخ ... فعصرنا عصر الصواريخ ، وغزو الفضاء ، وهبوط الانسان على سطح القمر ، وغير ذلك من الانجازاتالعلمية الخطيرة .

 

وفى وسط هذا التغير المفاجئ السريع ، وفى كل هذه المجالات والميادين ، يشعر شباب اليوم أنه فشيل جدا عن أن يحيط علما بكل ما حوله ، ولكنه مع ذلك يحس بالزام حيوى ، أن يكون على بعض الدراية بالعالم الذى يعيش فيه .

لذلك فإنه يجد نفسه مضطرا – وهو فى عصر العلم والعرفان – أن يجرى مع ركب الحضارة ليلاحق العصر .

 

          ولقد مضى الزمن الذى كان التخصص فيه ينحصر فى ناحية واحدة ، مع الجهل بما عداها ، وأصبح يلزم المثقف ثقافة حقيقية ، أن يعرف كل ما تلزم معرفته فى ناحية واحدة ، وهى التى قد تخصص فيها ، وأن تكون له كذلك

ويضطر الى ان يرجئ بعض هذه الواجبات الى اليوم التالى ، فاذا به فى اليوم التالى يجد نفسه فى مواجهة قائمة جديدة من الواجبات والمهام لا يكاد اليوم يكفى لانجازها ، وهكذا ، كما أنه لضيق الوقت يسرع فى اعماله دون اتقان

وفى اثناء هذا كله يشعر بالقلق وعليه الرضى عن نفسه .

 

 

 

 

 

ان العصر الذى نعيشة اليوم تسيطر فيه الامور الدنيوية على النواحى الروحية ، وتشتد فيه التيارات المادية والالحادية .

 

          فتصبح الحاجة ماسة للغاية إلى العودة الى أحضان الدين والكنيسة ، والتزود بالعلوم الروحية والتربية الدينية ، إذ لا يمكن للفرد أن يعيش فى خضم مشكلات هذا العصر المتغير ، الجارف بتياراته الغاتية الوافدة ، وما تغش فيه من الوان الشكوك والمبادئ الحادة وما لم يكن الفرد معتصما بالله ، ومتمسكا بالتقوى تماما يجعله فى أمان وعنية من كل تيارات البشر ، وأعاصير الخطيئة .

 

          لذلك فإن الدين هو العاصم للشباب من كل انواعالزلل والالحاد وملاذهم الوحيد الذى يحميهم من الفساد ، وما تحمله الخطئية من دمار للأرواح ، والنفس ، والاجساد .

 

          ان شبابنا الذى يعيش فى هذا العصر يواجه عهدا من المشكلات والتحديات تكفى ان نركز منها على المشكلات الاتية .

 

          الالحاد – الشك – الشرور الاجتماعية – الحلال والحرام . كما نحاول أن نتعرف على موقف المسيحية ازاء كل مشكلة منها .

 

 

 

الإلحاد

 

الالحاد القديم ، والالحاد المعاصر :

-        ليس الالحاد جديدا فمنذ اقدم العصور ظهر ملحدون ، وحذر منه الانبياء والقديسون

-        يحاول من يتمرد عن الله ، أن يخلق لنفسه تبريرا لذلك التمرد ، فهو يريد ألا يكون الله موجودا ، لأن سلطة الله – فى نظرة – تضايقه ، ويود أن يفلت منها .                        وقد حاول البعض أن يبرروا الحادهم عن طريق العلم – حسب ادعائهم – متطاولين على الله ، وعلى حقائق الايمان .

-        الالحاد إذن هو انكار وجود الله ،وعدم الايمان به ، وليس الالحاد المعاصر سوى غلاف جديد للالحاد القديم ، مبعثة الأساسى التمرد على الله كسلطة ، تحد من رغبات الملحد أو الكافر .                                                                                                        ولم يعد العلم سلاحا مناسبا يستخدمه الالحاد المعاصر للتبرير ، فقد أصبح العلم يقدم كل يوم أدله لا حصر لها عن وجود الله ، كذلك لم تعد الفلسفة قادرة على تقديم الأدله والبراهين النطقية القنعة ، بلعلى العكس أسهمت الفلسفة بدور كبير فىأثبات وجود الله

-        اتجه الالحاد المعاصر الى الزعم بعدم التعرض لقضية وجود الله ، واعتبار أن النسان هو كل شئ فى الوجود ، ولا يوجد كائن آخر يستطيع ن ينازع الانسان وجوده ، أو يحد من سلطته وقدراته .

-        هكذا أثبت الالحاد المعاصر أنه الحاد أرادة وتصميم على رفض الانسان لله ، وذلك دون عقل او ادلة او براهين ، كما اثبت الملحدون المعاصرين جهلهم التام بقضية خلق الانسان الذى خلقه الانسان الذى خلقه الله على صورته كشبهه ، وأعطى له قدرات وامكانات ، وأصبح بها الانسان تاج الخليقة وسيد الكون

-        إن الدين وهبه الله لخير الانسان ، وخدمة الانسان ، وليسير الانسان به أفضل مما يكون بغيرة ، وقد أعلن الرب يسوع ذلك قائلا :

 

     " .....وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل "

                                           ( أنجيل يوحنا 10 : 10 )

 

     وان الانسان الذى خلقه الله على صورته ، لا يمكن أن يطمئن فى ظل الالحاد ، أو يسعد بالكفر والجحود ، وفى هذا يقول القديس أغسطينوس :

 

     " يالهى سيظل القلب مضطربا ، ولن يجد الراحة الا فيك "

 

     كذلك يترنم داود النبى هاتفا :

 

" كم أحببت شريعتك ، اليوم كله هى لهجى ، وصيتك جعلتنى أحكم من أعدائى لأنها الى الدهر هى لى ، أكثر من كل معلمى تعقلت لأن شهاداتك هى لهجى ، أكثر من الشيوخ فطنت لأنى حفظت وصاياك " .

 

                                           ( مزمور 119 : 97 – 100 ) .

الاسباب المباشرة للالحاد :

(1)              الغشاوة الروحية ، والغشاوة الذهنية :

-        أن نظام العالم وقوانين الطبيعة دليل ساطع وبرهان قاطع على وجود الله ، بل أن كل مايحيط بك يبرهن على وجود اله قوى ، أبدع ما فى هذا الكون من مصنوعات وخلائق ، ووضع كل شئ بحكمة وترتيب عجيب ، بل إنك نفسك برهان على وجود الخالق الذى خلقك وهو الله .                                                                                                   لذلك فان الملحد قد أعمى الجهل والغرور بصيرته، وأدى به الكبرياء الى ان يكفر بمن خلقه .

ولقد أورد العلماء مثالا مشهورا يبرهن على ان الصدفة لا يمكن ان تنتج عالما منظما هو العالم الذى نعيش فيه :

كلنا نعرف عدد الحروف الابجدية فى اللغة وهى ( 28 حرفا ) . ولكى نحصل على كلمة واحدة مكونة من ثلاثة حروف مثل ( كتب ) ، علينا أن نختار أولا حرف ( ك ) ثم حرف ( ب) ... بهذا الترتيب ، فإذا طلبنا من طفل لا يعرف الحروف ولا الكتابة ، أن يلعب بيدية بالصدفه على آلة كاتبة ، فهل من الممكن أن الصدفة تجعل هذا الطفل قادرا على كتابة سطر واحد كامل مفهوم ؟ وفى كم من الزمن تستطيع الصدفة أن تجعله يكتب قصيدة كاملة أو كتابا كاملا ؟ .

          إن مجرد التفكير فى هذا المثال يؤكد للعقل أن الصدفة لا يمكن أن تجمع عناصر هذا الكون بهذه الكيفية الرائعة التى نعيشها .

 

( 2 ) التبريرات العلمية :

          عندما بدأ العلم يجد احتراما بين المتعلمين وأنصاف المتعلمين وجد الشيوعيون وأمثالهم فى العالم ملاذا لهم يبررون به أنكارهم لله ، وغلافا جديدا يغلفون به تبرير عم فى مهاجمة الكتب المقدسة ، والسخرية من قضية الخلق ، وتفئيد الحقائق الدينية ، بل أن جاجارين ( رائد الفضاء السوفيتى ) ، صرح بعد وصوله الى الفضاء ، أنه بحث عن الله ، فلم يجده ، وقد نال قصاصه من

          لقد نسى هؤلاء الجاحدون أو تناسرا ، ما يقدمه العلم اليوم من أدلة وبراهين على وجود الله ، نعم ، أصاب أولئك القوم العمى ، أو على الأصح غطرا عيونهم بايديهم ، فلم يبصروا الله .

          والواقع أن العلم نفسه لم يضع نقطة نهائية ليحوئه ، وهو يشهد دائما لله ، كما يشهد أن الدين أصدق منه فى أحكامه وحقائقه ، إن اقصى ما يصل إليه ، العلم الحقيقى هو " الله " .

 

أيها الابن المؤمن . لقد درست -                                    - وحدة كاملة عن كتابك المقدس . وعرفت أن ما ورد فيه من الحقائق فيما يخص العلوم الطبيعية والمادية ، يبرهن على أنها حقائق مؤكده ويقينية ، ولم يستطع أحد من العلماء أو الفلاسفة أن يهدمها أو يفندها . وكلما تقدم العلم وظهرت كشوف علمية جديدة كلما تزداد يقينا فى صحة الكتاب المقدس ، وصحة كل ما ورد فيه من حقائق (*) .

          ومن الحقائق اليقينية الرائعة أن غاية الخلق هو التمتع بالحياة الابدية ، ولن ينال الانسان أكليل البر ، ويحصل على الأمجاد السماوية ما لم يكن قد عرف الله وأطاع وصاياه . وقد وعد الرب يسوع بذلك عندما قال:

 

 " وهذه هى الحياة الابدية أن يعرفوك أنت الاله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته "   ( أنجيل يوحنا 17 : 3 ) .

 

( 3 ) التصور الخاطئ ليوم الدينونة :

يبالغ بعض رجال الدين فى تصوير يوم الدينونة ، حتى يكاد يسطر على بعض الشباب نوع من الرهبة المفزعة لما يتخيلونه عن الآخرة المروعة . فيستمعون إلى غواية الشيطان ، بالاطمئنان إلى الاثم والخطيئة والعدوان ، مقنعين أنفسهمبعدم وجود الاله الديان ، سائرين فى طريق الالحاد والنكران .

 

احذر الدوافع التى تؤدى إلى الالحاد والاباحية :

          إن أنسب مرحلة للتلمذه الروحية هى فترة البلوغ ، وتعتبر نهاية لفترة المراهقة بما فيها من تيارات متعارضه ، ورغبة فى النقد ، واتجاه الى التشكك . فكثيرا ما يتردد المراهق فى قبول بعض المعتقدات الدينية ، وكثيرا ما يصطبغ التدين عنده بالاهتمام بالعبادة الشكلية أو السطحية ، وما لم يكن للممارسات الدينية أثرها العميق فى الحياة الوجدانية والعقلية للمراهق ، فلن يتمكن من تسلم الايمان المسيحى الحقيقى بقبله وعقله ، ولن يكون قادرا على استيعاب الأصول سهلا لكى ينكر الله ، ويقع فريسه الالحاد ، ويكون الدافع الى ذلك أما خطيئة مستترة ، وأما تجربة خطيرة واجهها بدون ايمان ، أو مجرد الرغبة فى خلق محادثات ، من أجل الظهور والميل الى اثبات الذات

          وإذا كان بعض الشبان يعتقدون أن التعبير فى مسلكهم عن الرغبات والدوافع الغريزية أمر طبيعى يتنافى مع الضغط والكبت والحرمان ، فإن الدين لا ينادى بالكبت ولا يفرض الحرمان ، ولكنه يدعو الى السمو والاعلاء بحيث تصب الغرائز نشاطها فى قنوات ساميه تتفق مع الفضيلة والأخلاق القويمة والقيم والمثل العليا .

          وقد كتب ج ! ، هادفيلد فى كتابة ( علم النفس والاخلاق ) فيما يخص الاباحية ، أنها مستحيله من الوجهة الاجتماعية ، وهادمة من وجهة الطب النفسى ، ومخالفة للمبدأ البيولوجى الطبيعى .

 

 

النتائج المترتبة على الالحاد :

1 – فقد الاساس السليم للانسانية :

          ان تمسكنا بالله هو اعلان عن علاقتنا به ، وعرفان بما وهبنا اياه ، وقد ذكرنا فى الوحدة الأولى من هذا الكتاب ، أن الانسان يتمتع بمكانته الفريدة من الخليقة من خلال الكرامة التى وهبها الله له .

          هذه الصورة الرائعة للانسان لا يراها الملحد ، بل يرى الانسان بمنظار آخر ، فيجعله فى مرتبة الحيوان ،ويحرمه من سموه الفكرى ، ومبادئة ومثله ورجائه فى الحياة الابدية .

 

2- انعدام الشعور بالاخوة الانسانية :

          إن الايمان بالله يجعل الانسان ابنا لله ، وان بنوتنا لله تجعلنا نشعر إن الجميع يكونون أسرة كبيرة واحدة هى الأسرة البشرية ، فالأخوة الانسانية نتاج الأبوة الالهية ، ولا يمكن أن تسود هذه الاخوة الانسانية فى ظل شريعة الغاب التى يفرضها الالحاد .

 

3 – الحرمان من السعادة الدنيوية والأبدية :

          لا شكل أنه بدون الايمان ، لن يتمتع الانسان بالامان والاطمئنان ، لان انكار وجود الله انحراف وضلال وجهل ، والاصرار عليه شر وعناد وفساد ، وليس للاشرار المصرين على شرهم ، وليس المعاندين المقاومين المفسدين ، مكانبين الابرار والقديسين فى ملكوت الله ، وإذا كان الله قد خلق الانسان حرا فإن الحرية التى وهبها الله للانسان ذات مسئولية ، وإذا لم يكن ثمة جزاء بالثواب أو العقاب ، فتمسى الحرية فسادا فى مملكة الله ، لذلك فإنه لابد من الجزاء الأخروى ، ليفصل بين قوم اختاروا لأنفسهم طريق التقوى والصلاح، وقوم اختاروا لأنفسهم طريق الجحود والالحاد .

 

 

موقف المسيحية أزاء الالحاد :

1-     إن المسيحية لم تقف مكتوفة الأيدى أمام ذلك الشر ، وقد خاضت جهادا عنيفا مع الملحدين ، وواجهت أصحاب البدع والمهرطقين ، فقطعتهم عن الشركة المسيحية ، وحرمتهم من الرتب الكنسية ، مما أدى إلى قتلهم روحيا .

2-     اننا بموالاة الارشاد والتوجية ، نقى الشباب من الانزلق فى تيارات الالحاد ونيصره باخطارها ،ونعاونه فى الاصول إلى اكتمال النضج الروحى والفكرى والعقلى ، بحيث يعرف جيدا طريق الله .

3-     إن العلاج الوحيد للالحاد هو رفع علم المحبة ، وهى غاية الفضائل فى المسيحية .

 

وتحت رأية المحبة تتم الخطوات الآتية :

          - نترفق مع الملحد ، ونظهر له الحب ، ونقدم له المسيح عن طريق هذا الحب ونفهمه أن هذا الحب قطرة من حب المسيح لنا ، حيث أخلى نفسه من صورة المجد والألوهية ،واتخذ شكل الانسان وطبيعته البشرية ، وقام بأعظم مبادرة حتى ينتشلنا من خطية آدم ، ومنحنا الخلاص والفداء ، " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية "    ( أنجيل يوحنا 3 : 16 ) .

-        ليس من الصواب أن نناقش الملحد ونجاوبه بحماس أو تعصب فكرى ، فإن هذا الأسلوب يتنافى مع المحبة التى نقدم له الخدمة فى ظلها ، كذلك يجب تجنب المناقشة العلمية المنطقية ، وإن كان من الضرورى أن نتزود بالخبرة وفيرة من هذه المادة ، ويمكن تقديم هدايا خاصة للملحد فى شكل مجموعة من الكتب الروحية والاجتماعية التى تعالج مشكلاته النفسية كما يمكن مساعدته ماديا ان كان فقيرا أو محتاجا .

-        نصلى لله بحرارة وبعمق وايمان من اجل هذا الملحد المسكين الذى أضله الشيطان ، مقتدين فى ذلك بمعلمنا بولس الرسول الذى لاقى من اليهود اضطهادا كبيرا ، كان يمكن أن يملا قلبه غلا ضدهم ، وقد كتب عنهم الى كنيسة تسالونيكى : " الذين قتلوا الرب يسوع وانبياءهم واضطهدونا نحن ، وهم غير مرضين لله وأضطهدوا لجميع الناس ، يمنعوننا عن أن نكلم المم لكى يخلصوا حتى يتمموا خطاياهم كل حين ، ولكن قد أدركهم الغضب إلى النهاية " .

 

( رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكى 2: 15 و 16 ) .

 

          إن بولس رسول الأمم العظيم يصلى من أجل هؤلاء الجاحدين ويقول

 

" أقول الصدق فى المسيح ، لا أكذب وضميرى شاهد لى بالروح القدس ، إن لى حزنا عظيما ووجعا فى قلبى لا ينقطع ، فإنى كنت أود لو أكون أنا نفسى محروما من المسيح لأجل أخوتى آنسيانى حسب الجسد " .

                             ( رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 9 : 1- 3 ) .

 

-        نقدم للملحد كلمة الله باللغة التى يفهمها ، ونتكلم بالقلب وليس باللسان ، أما كلمة الله المرئية ، فهى التى تتجسد فى حياتنا وسيرتنا حسبما يطلب منا بولس الرسول قائلا :

 

" ظاهرين أنكم رسالة المسيح مخدومين منا مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحى ، لا فى ألواح حجرية بل فى ألواح قلب لحمية " .

                        ( رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 3:3 ) .

 

الشك :

 

يصعب تحديد كلمة الشك فى معناها من الناحية الروحية ، أو فيما يخص أمور الدين ، إنها تعنى فى الأصل ( الوقوف بين الايمان والانكار ) ، وإن كانت فى الواقع أقرب إلى الانكار منها إلى البقين .

     ويرى رجال العلم أن الشك أصعب فى علاجه ، وآقسى فى نتائجة من الانكار ، فالانكار له موقفه المحدد ، أما الشك فإنه يتأرجح بين الايمان والانكار .

-        فى العصور القديمة كان الناس بسطاء ، يقبلون الحقائق الدينية باعتبارها حقائق الهية يقينية ، فلما اتسعت المعارف ، بدأ الناس يبحثون فى كل شئ ، وامتد البحث إلى المسائل الدينية ، وظهرت طائفتان من الناس : طائفة جنحت إلى الانكار التام لجميع الحقائق الدينية ، فأنكروا وجود الله ، والكتب المقدسة ، وما ورد بها من عقائد وحقائق ، هذه الطائفة أخرى تضم أناسا ، ملأ الشك قلوبهم ، فلم يؤمنوا ، كما أنهم لم ينكروا ، كل واحد فيهم يقول كما قال توما للسيد المسيح : إنه إن لم يضع أصبعه فى أثر المسامير ويضع يده فى جنبه ، فلا يؤمن ، وما أن يرى برهان الرب ، حتى يردد مع توما قائلا : " ربى والهى " ..

ومن هؤلاء نفر معاند ، هم جماعة منكرون ، ولكنهم يدعون أنهم يريدون براحين الايمان ، ومع ذلك يتمسكون فعلا بعدم ايمانهم وهؤلاء لا شك ملحدون ،

-        تنهى المسيحية عن الشك ، وقد ورد فى الكتاب المقدس وبخاصة فى العهد الجديد مواقف بعلمنا فيها الرب يسوع أن نتجنب الشك ، وأن نتمسك بالايمان ، بحيث لا تتزعزع ، أو نفقد ثقتنا ورجاءنا فى الله .

 

ومن أمثله ذلك موقف بطرس من تجربة السير على الماء ، فعلى الرغم من تمسكبطرس بالرب يسوع ، ورغما عن رؤيته المعجزات التى صنعها الرب ، الا أن ثقة بطرس فيه لم تكن تامة ، وقد وقع بطرس فى تجربة الشك ، عندما طلب منه يسوع أن يسير على الماء ، فنزل بطرس من السفينة كآمر الرب ، ومتى على الماء متجها الى سيده المسيح ، وبدلا من أن يركز بطرس نظره على الرب فبدأ يغرق ، وصرخ يطلب النجاة من الرب .

 

" ففى الحال مد يسوع يده وأمسك به وقال له يا قليل الايمان لماذا شككت ". ولما دخلا السفينة سكنت الريح . وسجد الجميع للرب قائلين : بالحقيقة أنت ابن الله . ( اقرا انجيل متى 14 : 25 – 23 ) .

كذلك موقف بطرس من أنكاره لمعلمه يوم محاكمته أمام قيافا ، رغم أنه كان يزعم لمعلمه فى ليلة آلامه بأنه هو لا يشك فيه أبدا حتى ولو شك فيه الجميع

                   ( اقرأ انجيل يوحنا 21 : 15 – 17 ) .

  

     دائرة الشك :

-        اننا نتناول موضوع " الشك " من منظار روحى نفسى دون أن نخوض فيه من الناحية الفلسفية الجدلية ، وإن كنا لا نستطيع أن نغفل الجانب الفلسفى فى الموضوع ، لكننا سنوجه اهتماما أكبر إلى أثر الشكوك فى حياة الانسان ، وكيف تفرده إلى الايمان .

-        إن الانسان لا يمكن أن يستغنى فى حياته عن الايمان ، فالايمان هو ولدينا فى حياة يوسف الصديق مثل رائع حى عن عناية الله ومقاصده ، وكيف ظهرت فى النهاية بكيفية رائعة ، لم يكن يوسف يتوقعها على الاطلاق .

-        ان بعض اشباب يريدون أن يكابروا ويتكبروا ، فيعلنون عدم تصديقهم بما ورد فى الكتاب المقدس . هذا الشك أمر غير مقبول ، وما على الشاب الا أن يصلى ويطلب من الرب يسوع أن ينير له الطريق ويوضح له الحق .

 

 

أيها الشاب لا تسمح للشيطان أن يصور لك الشك طريقا يقودك الى ترك العشرة مع الله والابتعاد عن الايمان ، بل اجعل الشك سببا فى تعميق ايمانك وتصديقك المستنير بكلمة الله .

 

4-     إن بعض الشباب كذلك تستهويهم مظاهر العلم البراق ، فيشكون شكا علميا ، هؤلاء يحتاجون إلى البراهين العقلية الى تقودهم الى الايمان .

والكتب المقدسة لا يحاول أن يقدم لنا أدلة عقلية على وجود الله ، لكنه هو نفسه كتاب الله ، وموحى به من الله ، فوجود الله أمر يديهى لا يحتاج الى برهان .

ولذلك وردت الاية الاولى من الكتاب المقدس ، فى أول العهد القديم وفى مطلع سفر التكوين :

 

" فى البدء خلق الله السموات والارض " ( تكوين 1 : 1 ) .

 

ومع ذلك ، فالبراهين على وجود الله كثيرة واكيدة ، وقد سبق أن عرفت هذه البراهين فى العام الماضى فى الصف الثانى ، وأن نظام العالم وقوانين الطبيعة دليل ساطع وبرهان قاطع على وجود الله . كما أن وجودك وتركيب جسمك وكل ما حولك يشهد بوجود الله (*) .

 

المسيحية تضع أساليب معالجة الشك :

 

     ترسم المسيحية أساليب لتخليص الفرد من الشك ، نذكر منها :

1-     عدم احتقار هذا الشك ، وعدم السخرية من صاحبه ، أو الاستهزاء به ، وعدم زجره ، وعدم اتهامه بالالحاد والكفر ، وبناء على ذلك يحسن بنا أن نفتح قلوبنا ، ونواجه المشكلة بصدر رحب ونفس هادئه ، بدون تشنج أو انفعال ، متبعين فى ذلك معلمنا الاكبر الرب يسوع الذى لم يرفض توما الشاك ، ولم يطرده من دائرة النعمة ، بل اتسع قلبه ، حتى حول شكه الى ايمان عبر عنه توما بقوله : " ربى والهى " .                                                                                                وعندما أرسل يوحنا امعمدان الى السيد المسيح اثنين من تلاميذه يخبر انه بسؤال يوحنا :                                                                                                             " .... أنت هو الآتى أم ننتظر آخر " ماذا فعل السيد المسيح ؟ هل ثار على يوحنا ووبخه توبيخا صارما ، واتهمه بالجهالة والعناد وعدم الفهم ؟ - كلا ! إن السيد المسيح فتح قلبه ورحب بتلميذى يوحنا ، وقال لهما :                                                     " .... اذهبا واخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران ، العمى يبصرون والعرج يمشون والربص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون . وطوبى لمن لا يعثر فى " . ( انجيل متى 11: 4-6) .

2-     تعالج المسيحية الشك علاجا علميا ، وقد أعطانا الرب يسوع المثل الأعلى فى مواجهة الموقف الذى بدأ من يوحنا المعمدان – كما أوضحنا  - فهو لم يناقش الشك من نواحيه العلمية والاجتماعية والتاريخية ، وهكذا ، بل قال للتلميذين أن يذهبا ويخبرا يوحنا بما رأيا وسمعا من آيات ومعجزات .      هكذا نحن ، علينا أن نواجه الذين يشكون فى وجود الله ، بأن نريهم الله فينا ، ومحبته فى محبتنا .

 

نتائج الايمان فى سلوك الانسان :

-        ترتبط كل من العقيدة والحياة ارتباطا وثيقا .                                                    فمن لا يعتقد بوجود اله ، لا يكتسب شيئا من القيم والمثل ... بل تحطمه الكوارث ، وتهزه الاحداث ، لا ملجأ له ولا أمان ... مصيره الانهيار .

-        إن الله الذى خلقنا هو اله محب وحنون ، أب غفور رحيم ، أرسل لنا أبنه الوحيد ليكشف لنا عن محبته ، ورغبته فى خلاصنا وفدائنا .

-        إن الايمان بالله يؤدى الى الراحة النفسية ، والسعادة الروحية ، الدنيوية والأبدية .

 

العادات الشبابية :

 

-        العادة : سلوك متكرر يشعر الانسان بالارتياح حتى يأخذ صفة الثبات مع استمرار الوقت قد تحدث العاده ايضا نتيجة التكرار بتقليد الآخرين والتاثر بهم ( العادات اليومية )

-        هى انماط معينة من السلوك يكتسبها الانسان خلال ممارسة حياته اليومية ، وهى تتكون فى غفلة من الانسان .

 

 

باسيليوس الكبير : " العاده المتأملة تكتسب قورة الطبيعة "

 

 

مار اسحق : " الانواع والعادات التى عتقت فى الانسان تأخذ موطيع الطبع "

اكو 6 12 ( كل الاشياء تحل لى ولكن لا يتسلط على شئ – كل الاشياء تحل لى ولكن ليسكل الاشياء توافق – كل شئ تحل ولكن ليس كل الاشياء تبنى ) .

-        الربط يكون بين العاده ومكان معين أو شخص معين أو وقت معين .

-        العاده ترتبط باسلوب التربية من اساليب تعويد الطفل على عادات طيبة نم الصغر .

 

 

مار اسحق : " لا تترك عاده تتأسس فيك وتزيد الافكار بغير قيام

 

مار اسحق : " تخوف من العادات اكثر من الاعدا ان من بربى عنده عاده هو من انسان يشكل نارا بكثرة الوقود لان قوة اللاشئ تتقدم بالماده أما العاده فأنها اذا ما طالبت مره ولم تجبها الى طلبها فانك تجدها فى وقت آخر ضعيفة أما ان صنعت لها ما طلبته فانها تتقوى فى الثانية اكثر من السابقة "

 

مار اسحق : " العادات تشجع الالام والاعمال تؤس الفضيلة "

 

المثل الصينى :

 

     ازرع فكرا                           تحصد قولا

     ازرع قولا                           تحصد عملا

     ازرع عملا                          تحصد عاده

     ازرع عاده                          تحصد خلقا

     ازرع خلقا                          تحصد مصيرا

 

 

القديس ارسانيوس : ( بادر باقتلاع الحشيشة الصغيرة الى هى التوانى والا تأصلت وصارت غابه كثيرة )

 

بطرس الدمشقى : ( العادات اذا رسخت استمدت من الطبيعة قوتها واما اذا لم تمدها بشئ فهى تضعف وتتلاشى شيئا فشيئا والعاده حسنه أو يغذيها طول الوقت كما يغذى الوقود النار .

لهذا يجب أن نتوخى الخير ونعمله بكل قدرتنا حتى تتكون العاده وعندئذ تعمل من تلقاء ذاتها وبلا عناء فى مجريات الامور هكذا فاز الاباء فى الامور الكبيرة عبر الامور الصغيرة )

 

2 بط 2 – 22 : ( كلب عاد الى قيئه وخنزيره مغتسله الى مواغه الحمأه ) .

قصته : قام رجل بتنظيف خنزير والبسه الهاهب والثياب الفاخرة وسار معه فى شارع نظيف – فلما الخنزير مستنقعا جرى وتمرغ فيه ) .

 

مار اسحق : ( كل عاده اذا سلمت لها باختيارك تصبح لك فى النهاية سيدا تسير امامه مضطر بغير اختيارك ) .

 

أحد الشيوخ : ( لا يوجد شئ أصعب من العاده الردئية اذ يحتاج صاحبها الى زمان وتعب كثير فى سبيل قطعها – اما التعب فهو متناول اكثيرين اما الزمن فى اقل من قضاه حتى النهاية لان اكثرهم اختطفهم الموت قبل قطع العاده ) .

 

كيف نتخلى من العاده الضاره :

1-       شفاء العند بالعند ( كسر العاده ) .

2-       قوة الارادة ( استطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى ) ( هل يستحيل على الله شئ ) ( تقدمت فرأيت الرب امامى فى كل حين انه عن يمينى فلا اتزعزع ) .

3-       احيانا يتم محاربة العاده بأسلوب تدريجى حتى يتم التخلص منها نهائيا ( مثل شهوة الاكل والشرب ) .                                                                                      دوريكثوس الناسك : ( ان النفس الواقعة تحت سيطرة بعنى العادات هى قادرة على التغلب على تلك العادات )

4-       الانجيل ( للنسى ماوراء ونمتد لما هو قدام )                                                            الاب نيلوس : ( اننا لن ننتفع شيئا اذا ظللنا منجذبين للخلف مستمرين فى التفكير فى الاشياء العالمية ) .

5-       استبدال العاده بعاده بديله ( يو 1 – 5 بدونى لا تقدروا أن تفعلوا أى شئ ) .                    ( ما أضيق الباب واكرب الطريق الذى يودى الى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه )     ( طريقى هين وحملى خفيف ) .

 

عادات ايجابية :

1-       التزاميه ( التوبة المستمرة – الانجيل – الاعتراف والتناول ) .

2-       طموحيه ( الخدمة – الشموسية  - القراءات اليوميه )

3-       شموليه ( اجتماع الاغابى – خدمة القرى – خدمة المرضى – عمل جماعى – قداسات)

4-       فكريه ( القراءه بتنويع مصادرها – التراث الكنسى – دراسة الكتاب ) المسابقات .

5-       اسريه اجتماعيه ( الصدق – النظام – ادب الكلام – القناعة – المحبة – التدبير ) .

6-       حركيه نشيطه ( الاستيقاظ مبكرا – الرياضة – المعسكرات ) .

7-       انسانيه عاطفيه ( افتقاد اليتامى والفقراء – الملاجئ ) .

8-       عادات فنيه ( الرسم * التصوير – كمبيوتر ) .

 

 

العاده الشبابيه :

-        الجنسية الذاتية حيث يمأرس الشخص الجنس ذاتيا .

-        شكل من أشكال الاكتفاء الذاتى والانطواء والاتدار الى النفس .

 

اسبابها : الفشل والهروب من الواقع .

1- الخوف من السقوط فى الزنا                      2- سخرية الاصدقاء واثبات الذات

3- مغرم بنفسه ومحب ذاته                           4- الهروب من ضيق الظروف الاجتماعية

5- اهمال الاسرة                                        6- المعاشرات الرديئه

7- الطموحات الجنسية                                 8- الفراغ

 

الاضرار :

1- ضد ارادة الله                       2- تعوق التوبه .

3- تلوث الفكر .                        4- الصراع النفسى .

5- النسيان وضعف الذاكره .       6- الخمول والكسل والاجهاد .

7- ضعف العين .                      8- كل 1 سم = 15 سم دم

9- قد تستمر فى الزواج وتفشله .         10 – الفشل الدراسى .

11- روح اليأس والانهزام .

 

العلاج :

1-       أعرف روح جسدك

2-       النمو الروحى ( 2 كو 6 – 14 لا شركه للنور مع الظلمه ) ( 1 كو 6 – 15 الستم تعلمون أن اجسادكم هى اعضاء المسيح ).

3-       الطهارة ليست مستحيله ( الفكر – الحواس – السلوك ) .

4-       فرصة التوبة ( سفينة نوح – احفظ جسدك طاهرا ) ( غلا 6 – 7 لانى حامل فى جسدى سمات الرب يسوع ) .

5-       اغلق المنافذ ( جا 1 – 8 العين لا تشبع من النظر والاذن لا تشبع من السمع ).

6-       التمسك بأ اب الاعتراف طبيب الروح

7-       قتل الفراغ ( عقل الكسلان معمل للشيطان

8-       ممارسة الرياضة

9-       النظافة المستمرة

10-   قلة الطعام

11-   قلة الاسترخاء ( شيطان تحت الصخرة ) غلا 5 – 12 " دعيتم اليه الحرية أيها الاخوه فلا تصيروا الحرية فرحه للجسد " .

 

 

التدخين :

-        يعتبر من اكثر العادات السلبية انتشارا فى معظم الاعمار والمراحل والجنسيات .

 

اضراره :

1-       يحوى سموم قاتله كالنيكوتين والقطران والزرنيخ . غاز أول اكسيد الكربون السام .

2-       امراض خطيره : الجهاز التنفسى ( السعال الديكى – الربو – السل – السرطان )       - الجهاز الدورى ( القلب – تصلب الشرايين ) .                                                     - الحواس ( ضعف الحواس ) الشيخوخه المبكرة .

3-       ( الشباب – يعطل النمو العقلى – قلة النشاط – الارهاق – الانحراف – ضعف الجسم عامه )

4-       شقاء الاسره – كثرة النفقات – ضياع الوقت .

5-       متاعب نفسية – الانطواء – النقص – ابتعاد الناس – كل المجتمع ينقده .

6-       خطيه كبيرة – فساد الجسد – العبودية ( كل من يعملالخطية هو عبد للخطية ) .

 

علاجه :

1-       الاقتناع بالاضرار

2-       لا تتوهم الراحه

3-       لا تظن الرجوله فى التدخين بل فى الاراده القوية وتحمل المسئولية .

4-       ثق فى لانجاح ( 2 تى 1 – 7 الله لم يعطينا روح الفشل بل روح المحبة ) .

5-       اطلب معونة الله

6-       الاقلال التدريجى

7-       الاقلال السريع ( الحمام الدافئ – تنظيم الوجبات – قلة الطعام – الفاكهه – الفيتامينات المياه الكثيرة – قله الشاى والقهوة – النوم مبكرا ).

8-       تجنب الاشخاص المدخنين

9-       لا تجرب التدخين .

 

 

 

الشرور الإجتماعية

 

 

تنتشر الشرور الاجتماعية فى عصرنا الحاضر فى كثير من المجالات مما يهدد بانهيار القيم وانحلال المجتمع , هذه الشرور إنما هى عصيان لله من ناحية , واساءة للمجتمع من ناحية أخرى , ولو كانت العلاقة بالله سليمة ، ما ارتكب الانسان عصيانا لأوامراه , وما أتى ضررا بأخيه .

 

ولا تدخر الحكومات وسعا فى علاج المجتمع من مثل هذه الشرور , وهناك محاولات جادة من جانب رجال الاصلاح , لتجنب المجتمع ويلات هذه الشرور , عن طريق دارسة الدوافع التى تؤدى اليها ، وتوفير الوسائل الوقائية التى تمنع حدوثها وانتشارها ، وايجاد الوسائل العلاجية التى تقى المجتمع من مخاطرها وعواقبها .

 

وعلى الرغم من برامج الاصلاح المتنوعة , إلا أن هذه الشرور ما تزال تتفشى فى بعض اغلمجتمعات فى عصرنا الحاضر , ومما يدعو للدهشة أن من بين من يرتشون أو يسرقون , من هم فى حالة رغدة ميسورة من العيش , كما أن بعض من يقضون فترة العقوبة , يعودون بعد انتهائها لارتكاب شرورهم ، فالعلاج إذا لا ينحصر فى مجرد سد الحاجات الانسانية , أو فرض القصاص وتوقيعالعقوبات طبقا للاجراءات القانونية .

 

وإنما ينبغى أولا وقبل كل شئ توطيد العلاقة وتوثيق الرابطة بين الناس وبين الله ,كأساس للعلاقات والمعاملات بين البشر بعضهم مع البعض .

 

واذا كان أهم هدف للمومن المسيحى هو الحياة البدية , فإنه لا يصبح أن يستخدم وسيلة تتعارض مع هذا الهدف الأسمى , لأن الغاية لا تبرر الوسيلة فى الحياة المسيحية , فألفاظ المرونة واللياقة والتكيف كثيرا ما تحمل وراءها معانى اللف والدوران والغش والخداع , وهذه أمور تخزن روح الله .

 

وليس معنى هذا أن يكون المسيحى خشنا فظا غليظ القلب , بل على العكس لابد أن يكون لطيفا رقيقا متسامحا , الا أنه ينبغى عليه أن تكون شريفة طاهرة صريحة واضحه فى غير التواء أو محاياه أو تحيز أو مواراة , فاذا أملت ظروف ما عليه أن يستخدم وسيلة من الوسائل الشريرة التى تغضب الله , كالرشوة أو مرددا : كيف أصنع هذا الشر , وأخطئ إلى الله : ويكفى المسيحى أن يحيا المسيح فيه , وينفذ الوصية ، فيسمع الصوت الالهى القاتل :

" ... نعما أيها العبد الصالح الأمين ، كنت أمينا فى القليل فأقيمك على الكثير ، أدخل إلى فرح سيدك " .               ( انجيل متى 25 : 23 ) .

 والآن نتناول بعض هذه الشرور الاجتماعية , ومجالات استخدامها , وموقف المسيحية من كل منها , ونركز على أربعة منها هى : الغش , الرشوة , والربا , وعدم الأمانة .

 

 

الغش :

 

·      الغش شر يجمع عدة شرور :

يطوى الغش بين ثناياء الكذب والمكر والرباء ، والظلم والبغضاء ، وغباوة الجهل والكبرياء .

·      وهناك أنواع مختلفة للغش :

الغش فى الكلام ، والغش فى المعاملة ، والغش فى تأدية الامتحانات ، وشهادة الزور ، والنفاق والتملق ، والرعود الكاذبة وغيرها .

 

·      والشرير يمتلئ غشا :

يفخر به ، ويزداد فيه ، وهو سلاحه فى كل معاملاته ، " كلام فمه اثم وغش ، يتفكر بالاثم ... يقف فى طريق غير صالح ، لا يرفض الشر " ( مزمور 36 : 3 و 4 ) ، الغش فى قلب الذين يفكرون فى الشر ...( أمثال 12 : 20 ) .

 

·      وقد وردت فى الكتاب المقدس عدة نصوص فهما يخص أنواع الغش : ونذكر من هذه النصوص :

-        " كراهة الرب شفتا كذب ، أما العاملون بالصدق فرضاه " .                                                                                                  ( أمثال 12 : 22 ) .

-        " موازين غ ش مكرهة الرب والوزن الصحيح رضاه "                                                                                                            ( أمثال 11 : 1 ) .

-        " حكمة الذكى فهم طريقة وغبارة الجهال غش "                                                                                                                        ( أمثال 14 : 8 ) .

-        " من يتفوه بالحق ينتهر العدل والشاهد الكاذب يظهر غشا "                                                                                                         ( أمثال 12 : 17 ) .

 

 

المسيحية تنهانا عن الغش :

1- الغش شر لا يرضى عنه الله ، بل يضعه جنبا الى جنب وعلى مستوى واحد مع القتل .                                                                                                                               وقد عبر داود النبى عن ذلك فى المزمور قائلا :                                                                  " ... رجل الدماء والغش يكرهه الرب " .             ( مزمور 5 : 6 ).

2- كانت حياة القديسين خاليه تماما من الغش ، فلم يمارسوه ، بل تجنبوه وقاوموه ، ونهوا عنه وعملوا على منعه ، مثال ذلك أيوب الصديق الذى أرضى الرب ، وصمم أن تكون حياته كلها بعيدة تماما عن أى شر أو اثم .                                                                                 وسجل ذلك فى سفره قائلا :                                                                                 " أنه مادامت نسمتى فى ونفخة الله فى أنفى ، لن تتكلم شفتاى أثما ولا يفلظ لسانى بغش "   ( سفر أيوب 27 : 3 و 4 ) .                                                                                         لقد وضع أيوب كلا من الصدق وعدم الغش مقياسا لكماله أمام الله ، فهو لم يسلك طريق الكذب ، ولم يقدم على الغش فى أى مجال ، لأنه يوقن أن الله ينظر طرقه، ويحصى جميع خطواته .    ( اقرأ سفر ايوب 31 : 4 – 6 )                                                                           كذلك النبى داود لم يكن يعامل رجل الغش ، فهو يقول فى المزمور:                                     " لا يسكن وسط بيتى عامل غش ... "      ( مزمور 101 : 7 ) .

3- أعطانا السيد المسيح بنفسه وبحياته المثل الاعلى ، وقد تنبأ أشعياء النبى عنه قائلا :

" ... أنه لم يعمل ظلما ولم يكن فى فمه غش " . ( أشعياء 53 : 9 ) .                   وسجل عنه بطرس الرسول : " الذى لم يفعل خطية ولا وجد فى فمه مكر " .                                                   ( رسالة بطرس الرسول الاولى 2: 22 ) .

3-     لا يمكن للمسيحى المؤمن الذى يحيا المسيح فى قلبه ، أن يرضى لنفسه أو لغيره ، أن يسلك طريق الغش بأى نوع من أنواعه .

4-     فيما يخص الغشفى الكلام وهو الكذب بأشكاله المختلفة ،

أوصانا داود النبى بعدم الكذب ، وحذرنا أن المتكلم به مصيره الهلاك : " صن لسانك عن الشر وشفتيك عن التكلم بالغش " .    ( مزمور 34 : 13 ) .

وتحرم الاديان الكذب بجميع أنواعه ، فالكذب أشد أنواع التضليل والخداع ،وشر الكذب ما كان ظاهره صادقا ، أن من ينطق بالكذب هو أبن أبليس ، فقد لقب السيد المسيح ابليس أنه كذاب وأبو الكذاب .    ( اقراء انجيل يوحنا 8 : 44 ) .

وقد ورد فى الامثال العامة أن حبال ( أرجل ) الكذب قصيرة إذ لابد أن يتكشف أمره ولو بعد حين ، ويكلف الكذب المرء جهدا كبيرا ، إذ يضطره الى سلسلة من الأكاذيب لكى يستر كذبة واحدة صدرت عنه فى النهاية .

ومتى التزم الانسان جانب الصدق ، صار من السهل عليه أن يعيش قرير العين هادئ الأعصاب ، ومتى اعتصم الانسان بالصدق فى القول ، كان ذلك درعا واقيا له من ارتكاب شرور تؤدى به الى الهلاك ، فالكذب يدفع الى مزيد من الشرور والخطايا .

5-     أما فيما يخص الغش فى المعاملة أو التدليس ، فقد نهانا الله عن الغش فى الكيل والميزان ، لأن هذا النوع من الغش ينظرى على سرقة ما للغير ، وإذا كان الغش فى الكيل والميزان والمقياس مكروها لدى الله ، فإن الوزن الصحيح الحلال موضع رضاء ، وإن التاجر الناجح الذى يحفظ كرامته ، وبرغم الناس على احترامه والتعامل معه يكون شعاره : ( الصدق فى القول ،والأمانه فى المعاملة ) ، فلا يغشى فى وضع ماركة أفضل على بضاعة أردا ، ولا يغش فى الاعلان عن بضاعته ، ولا يغش فى الوزن أو فى أى مجال يتعلق بعمله ومعاملاته .

وتعنى الحكومات باصدار تشريعات عدة ، تحد فيها من الغش فى المعاملة ، كمراقبة الموازين والمقاييس واعتمادها ، وتنظيم كتابة البيانات التجارية على بعض السلع وبيان أسعارها ، كما تفرض العقوبات على ارتكاب جريمة الغش والتدليس .

6-     والغش فى تأدية الامتحانات ينطوى على خطابا الكذب ، والسرقة ، والادعاء ، مجتمعه معا فى وقت واحد ، مع خداع النفس والغير .

إن الله حق ، والذين يرتبطون بالله يجب أن يكونوا صادقين أمناء ، وأشجع الناس وأشرفهم من يضحى بحياته فى سبيل الصدق وعدم الكذب وعدم الغش ، ويروى لنا التاريخ الانجليزى عن موقف سير توماس مور الذى كان وزيرا للملك هنرى الثامن ، فقد أراد الملك أن يقره البرلمان والوزراء ولو ظاهريا فى أمر لا يوافق عليه الدين ، وهدد بالموت من لا يعلن هذا الامر ، لكن توماس مور رضى أن يموت دون أن يعلن شيئا يعتقد أنه غير حق .

إن هذا الموقف الذى اتخذه السير توماس مور مثال رائع للشرف وعدم الغش .

لذلك فإنه من الأفضل أن يرسب الطالب فى الامتحان من أن يكون نجاحه غشا وزورا ، لأن النجاح الناتج عن الغش دون جهد ، يحتوى على فقدان الاحترام للفات ، كما أنه مصدر للخجل الدائم .

 

7-     مهما كان نوع الغش فهو شر يحزن روح الله دائما ، لذلك فإن عواقبه وخيمة فى الدنيا وفى الآخرة .

·      يقول داود النبى فى المزمور :                                                                                " ... رجال الدماء والغش لا ينصقون أيامهم .. " ( مزمور 55 : 23 ) .

·      ويقول الوحى الالهى على لسان أرميا النبى :                                                                 " لذلك هكذا قال رب الجنود هأنذا أنقيهم وأمنحتهم ، لأنى ماذا أعمل به أجل ... شعبى ، لسانهم .. يتكلم بالغش ، بفمه يكلم صاحبه بسلام وفى قلبه يضع له كمينا ، أنما أعاقبهم على هذه يقول الرب ... "                  ( سفر أرميا 9 : 7 – 9 ) .

·      وقد ترنم داود النبى مطويا الرجل عديم الغش ، مسجلا أنه يحمل بركة من عند الرب .

" طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا فى روحه غش "

                                           ( مزمور 32 : 2 ) .

" الطاهر اليدين والنقى القلب الذى لم يحمل نفسه الى الباطل ولا حلف كذبا ، يحمل بركة من عند الرب ... "               ( مزمور 24 : 4 و 5 ) .

 

 

الرشوة

 

     ينظر المجتمع الى الرشوة باعتبارها جريمة كبرى ، يستحق مرتكبها أقصى العقوبات ، بل يفرض المجتمع العقوبة على كل من الرشاى ( الذى يقدم الرشوة ) ، والمرتشى ( الذى تسلم الرشوة ) ، والرشوة أما مبلغ من المال يدفع وصولا الى تحقيق مصلحة خاصة بصورة استثنائية ، أو تكون فى شكل هدايا لنفس الغرض ، وما " خلو الرجل " المعروف إلا صورة من صور الرشوة يعاقب عليها القانون ، وللرشوة صور أدبية أو معنوية بخلاف الصور المادية .

 

     وقد وردت بالكتاب المقدس مواقف تخص هذا الشر ( وهو الرشوة ) :

     نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :

( أ ) فى العهد القديم :

- استخدمت الرشوة كوسيلة لإغراء دليلة على تملق  شمشون الجبار . وكشف سر قوته وجبروته بقصد إذلاله               ( اقرأ سفر قضاه 16 : 5 )

- لما شاخ صموئيل , جعل ابنيه ( يوئيل , وأبيا ) قاضيين من قضاة إسرائيل ولم يسلك أبناه على نهج أبيهما , بل ما لا وراء المكسب , وأخذا رشوة وأفسدا القضاء ( اقرأ سفر صموئيل الأول 8 : 1 –3 )

( ب ) فى العهد الجديد  :

-        ضرب يهوذا الأشخريوطى أبشع مثال فى استخدام الرشوة كوسيلة من وسائل الشر , فقد أرتضى أن يسلم الرب يسوع بثلاثين من الفضة , مسلما هو نفسه للشيطان . ( أقرأ إنجيل متى  26 : 15 )

-        وبعد قيامة الرب يسوع من الأموات , أجتمع قوم من الحراس مع شيوخ  اليهود , وتشاوروا وأعطوا العسكر فضة كثيرة برشوتهم بها , حتى يدعوا أن تلاميذ السيد المسيح فقد أتوا ايلا وسرقوه .     ( اقرأ إنجيل متى 28 : 11 – 15 )

المسيحية تنهى عن الرشوة

1.     تعتبر المسيحية الرشوة شرا يؤدى إلى إفساد المجتمع .

" الملك بالعدل يثبت الأرض والقابل الهدايا يدمرها " ( أمثال 29 : 4 )

" الشريرة يأخذ الرشوة لعرج طرق القضاء " ( أمثال 17 : 23 )

2.     يحذرنا الله من تشجيع الرشوة أو تبريرها , فقد جاء على لسان أشعياء النبى : " ويل ل... الذين يبررون الشرير من أجل الرشوة وأما حق الصديقين فينزعونه منهم " .                 (أشعياء 5 : 22 و 23 ) .

3.     ينصحنا الرب أن نبتعد عن الرشوة وعن كل شئ :                                             " ابتعد عن كلام الكذب ... ولا تاخذ رشوة . لأن الرشوة تعمى المبصرين وتعوج كلام الأبرار " .       ( سفر الخروج 23 : 7 و 8 ) .

4.     المسيحية ترفض الرشوة رفضا تاما حتى ولو كانت فى سبيل الحصول على الحق ، فهى طبعا رشوة بالنسبة لمن يأخذها ، وتعتبر عملا لا يرضى عنه الله وهى ضعف ايمان بالنسبة لمعطيها ، لأنه يساعد الغير على تلقى الحرام ، كما انه ( معطيها ) لا يثق فى الرب أنه يعطية حقه فى الوقت المناسب ، بل أنه يخالف وصايا الله ، فقد أوصانا الوحى الالهى على لسان داود النبى فى المزمور

" لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لاخلاص عنده ، تخرج روحه فيعود الى ترابه ، فى ذلك اليوم نفسه تهلك أفكاره ، طوبى لمن ... رجاؤه على الرب الهه " .                  ( مزمور 146 : 3 – 5 ) .

" الاحتماء بالرب خير من التوكل على الرؤساء " .    ( مزمور 118 : 9 ) .

 

 

الربا :

 

          الله ينهانا عن الربا :

1.     قال النبى داود : " فضته لا يعطيها بالربا ..." .          ( مزمور 15 : 5 ) .

المقصود بالفضة فى هذا المزمور فى هذا المزمور ( النقود ) ، وقد نهى الله الانسان بلسان داود النبى عن اقراضفضته أى نقوده بالربا ، فهو ابتزاز لاموال من تعوزهم الحاجة الى الاقتراض من المرابين .

2.     إن تعاليم الكتاب المقدس زاخرة بتحريم الربا :

* " ان أقرضت فضة لشعبى الفقير الذى عندك فلا تكن له كالمرابى ، لا تضعوا عليه ربا " .                   ( سفر الخروج 22 : 25 ) .

* " لا تاخذ منه ربا ولا مرابحه بل اخشى الهك فيعيش أخرك معك ، فضتك لا تعطه بالربا وطعامك لا تعط بالمرابحة " .    ( سفر اللاويين 25 : 36 و 37 ) .

·      والانسان الذى كان بارا وفعل حقا وعدلا ... ولم يعط بالربا ولم يأخذ فرابحه وكف يده عن الجور وأجرى العدل الحق بين الانسان والانسان "  ( حزقيال 18 : 5 و 8 ) .

3.     ان المرابى شخص لا يعرف الله ،يعبد المال كاله ، لذلك فهو يقسو فى فرض قيمة الفائدة وشروط السداد ، مع أخذ الضمانات الكافية لأمواله على صورة وهن الممتلكات أو العقارات .                                                                                                   لكن الله العادل يقتص من المرابى ويجازيه من نوع عمله .                           " ... فإن الذى يزرعه الانسان أياه يحصد أيضا " .                                                                                ( رسالة بولس الرسول الى اهل غلاطية 6 : 7 ) .             كذلك علمنا السيد المسيح على لسان بولس الرسول قائلا : " لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذى إذ ابتغاء قوم ضلوا عن الايمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة " .                          ( رسالة بولس الرسول الاولى الى تيموثاوس 6 : 10 ) .                                       فكما أن محبة الله أساس لكل الفضائل ، كذلك محبة المال أصل لكل الشرور .

4.     لا يمنع حذر الافراض بالربا من استثمار المال فى التجارة ، فالتاجر قد يحصل على ربح من تجارته ، وقد تصيبة خسارة أحيانا ، كما لا يمنع هذا الحذر أيضا من استثمار الاموال فى القروض العامة للدولة ، أو فى الموسسات العامة ، أو الجمعيات التعاونية وما الى ذلك ، لآن هذه جميعها تهدف الى خدمة الصالح العام والوطن ، بالخير والنفع ، فضلا عما فى ذلك من بث روح التعاون والعمل المشترك لمصلحة المجموع ، مما تنتفى معه الاضرار التى قصد حذر منع الربا البعد عنها .

 

 

 

عدم الأمانة :

·      الامانة فضيلة مطلوبة فى المجالات المختلفة :

فهى ضرورية فى العبادة ، وفى العمل ، وفى القضاء ، وفى الشهادة ، وفى كتم الأسرار ، وفى جميع المعاملات ، لأن مكافاتها عند الله اكليل الحياة ، وقد وعد الله بذلك قائلا :

".... كن أمينا الى الموت فسأعطيك اكليل الحياة " .

                                                ( رؤيا يوحنا اللاهوتى 2 : 10 ) .

·      إن الامانة صفة من صفات الله سجلها الوحى الالهى على لسان اشعيا النبى قائلا :

" ... لأجل الرب الذى هو أمين وقدوس اسرائيل ..." . ( اشعيا 49 : 7 ) .

ووعود الله صادقة ، وقد أعلن بولس الرسول تمسكنا باقرار الرجاء راسخا ، لأن الذى وعد هو أمين .                 ( اقرا الرسالة الى العبرانيين 10 : 23 ) .

 

وردت فى العهدين القديم والجديد نصوص تمثل مواقف عن الأمانه :

     من أمثلة ذلك أمانة النبى موسى الذى قال عنه الرب :

     " وأما عبدى موسى فليس هكذا بل هو أمين فى كل بيتى " .

                                           ( عدد 12 : 7 ) .

     كذلك أمانة ابراهيم التى جعلت الرب يختاره ، ويقطع معه العهد ، ( اقرا سفر تحميا 9 : 7و 8 ) .وبلغ من امانة ابراهيم وطاعته لله ، أنه استجاب فورا لأمرا لله ، بتقديم ابنه اسحق ذبيحة ، على رجاء الايمان باتمام وعد الله .

     وقد ضرب يوسف الصديق أروع الامثلة للأمانه ، وبسبب أمانتة حلت البركة فى بيت سيده فوطيفار ، وعلى كل أعماله ، وبسبب أمانته لله ولسيده كذلك ، رفض أن يفعل الشر الذى عرضته عليه زوجة سيده قائلا :

" ... فيكف أصنع هذا الشر وأخطئ الى الله " .            ( تكوين 39: 9 ) .

     وفى السجن كان يوسف أمينا وكان الله معه ، وفى بيت فرعون أثبت يوسف أمانته ، حتى اختاره فرعون وزيرا لمصر ، وكان يوسف كذلك أمينا مع اخوته الذين حقدوا عليه وباعوه ، فعمنا عنهم وأحبهم .

وهكذا ، كان يوسف الصديق أمينا فى كل شئ .

·      يفتقر عصرنا الحاضر فى بعض المجتمعات الى الرجل الأمين الذى يندر وجوده ، وذلك ما عبر عنه سليمان الحكيم قائلا :

" اكثر الناس ينادون كل واحد بصلاحه أما الرجل الأمين فمن يجده " .

                                                              ( أمثال 20 : 6 ) .

·      ان نجاح الأعمال العظيمة يتوقف على أمانة القائمين عليها :

مثال ذلك ماورد فى سفر الملوك الثانى عن مشروع ترميم الهيكل ، فقد ظل 23 عاما يتعثر ، حتى أقاموا له رجالا أمناء وسلموهم العمل ، وسرعان ما أخذ البناؤن والتجارون والنحاتون وغيرهم يعملون بنشاط لاتمام العمل ، ولم يحاسبوا الرجال الذين سلموهم الفضة بأيديهم لكى يعطوها لعاملى الشغل لأنهم يعملون بأمانه . ( اقرا سفر الملوك الثانى الاصحاح 12 ) . وهكذا كانت أمانة هؤلاء الرجال أساسا لنجاح العمل الذى أسند اليهم .

·      تتطلب الامانة بذل الجهد وتركيزة فى العمل ، وهى تتطلب فى نفس الوقت ضبط المواعيد ، واستخدام الوقت فيما ينفع ، ثم روح التعاون والنظام لحسن سير العمل ، كذلك الحفاظ على أموال الغير وممتلكاته ، سراء كان هذا ملكا لنا ، أو ملكا خاصا لأفراد أو لجماعات .

·      أعطانا الرب يسوع كثيرا من الامثلة ، أوضح فيها جزاء الأمانة:

فى مقدمة هذه الأمثلة مثل الوزنات الذى يعطى صورة واضحة لمصير كل من العبد الصالح الأمين ، والعبد الشرير غير الأمين .

          فالعبد موضع المين سمع الصوت القائل : " ... نعما أيها العبد الصالح والأمين ، كنت أمينا فى القليل على الكثير ، أدخل الى فرح سيدك " ، أما العبد الشرير غير الأمين ، فكان عقابه أن يطرح الى الظلمة الخارجية ، حيث البكاء وصرير الاسنان .                ( اقرا المثل فى انجيل متى 25 : 14 – 30 ) .

          وفى موضع آخر قال الرب يسوع : " فمن هو العبد الأمين الحكيم الذى أقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام فى حينه ، طوبى لذلك العبد الذى إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا ، الحق اقول لكم إنه يقيمة على جميع أمواله " .

                                      ( انجيل متى 24 : 45 – 47 ) .

          هذه هى المكافأة التى وعد بها الرب يسوع للعبدالأمين ، وحذر العبد الشرير غير الأمين من مصيره الحتمى ، وحرمانه من الميراث السماوى .

 

 

نظرة المسيحية إلى الحلال والحرام

 

 المسيحية اتجاه كامل الى الحياة كلها .

 

والسيد المسيح رب الحياة كلها وسيدها .

   - الدين ايمان وأعمال ، " ما المنفعه يا اخوتى إن قال أحد ان له ايمانا ولكن ليس له أعمال ، هل يقدر الايمان أن يخلصه ... هكذا الايمان أيضا ان لم يكن له أعمال ميت فى ذاته " .                                                       ( رسالة يعقوب 2 : 14 – 17 ) .                           ان الحياة الروحية ليست مجرد عدد من الوصايا يحاول الفرد اتمامها ، أو عدد من الأخطاء يمتنع عن ارتكابها ، إنما هى اتجاه عام يسود الحياة ، ويسيطر على الروح والنفس والقلب والجسد ، ويتجلى فى الارادة والعاطفة والفكر والقول والعمل ، تعبيرا عن حب الفرد لله الذى يحيا فيه ، مرددا مع بولس الرسول : " ... فأحيا لا أنابل المسيح فى ..."                                                             ( رسالة بولس الرسول الى اهل غلاطية 2 : 20 ) .

     هكذا يسلك الفرد بالروح دون انقياد الى شهوات الجسد ، عالما أن محبة العالم عداوة لله .

-        ينبغى أن نستلهم من الدين كل أمورنا فى وعى وايمان ، وقد وجهنا الكتاب المقدس الى حياة الفضيلة والكمال من كل نواحيها ، بل أن بنوتنا لله توحى الينا أن نسمع لصوت ضمائرنا فى كل صغيرة وكبيرة ، بعيدا عن المظهرية والسطحية .                                                      وإذا كانت المفاهيم تقوم على المنطق والثقافة ، فإن القيم – وإن اعتمدت بعض الشئ على المفاهيم – تقوم أساسا على وصول الفرد الى أعلى مراحل النضج بالنسبة للنوحى الروحية والنفسية والوجدانية ، والخبرات والممارسات الايمانية ، وهكذا تتشكل حياة الفرد الروحية حسب مفاهيمه وتقييمة للأمور ، وتمييزة الفضائل عن الرذائل .                                                   نستخلص من تلك أن الدين سلوك وحياة ، وقد سجل القديس يعقوب ذلك قائلا :                  " الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هى هذه افتقاد اليتامى  والارامل فى ضيقتهم وحفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم " . ( رسالة يعقوب 1: 27 )

استحالة وضع معيار ثابت للحرام والحلال فى المسيحية :

     ذكرنا أن الدين سلوك وحياة – ولكن كيف يتمكن الشباب أن يستوعب هذه الحقيقة فى عصرنا الحاضر ، وقد زخر بالتغيرات السريعة والتطورات المتلاحقة وما صاحبها من ظواهر ، يقف بعض الشباب أمامها موقف الحائر ، فتتقاطر علامات الاستفهام ، عما هو حلال أم حرام ؟! وقد يصل الامر الى حد أن بعض الشباب الذى يمارس العبادة والأحكام بطريقة شكلية آلية ، يتساءل دوما ، لأنه لا يعرف السلوك الصحيح ، ولعل كثيرا من الشباب يود أن توضع لهم قائمة بالأشياء المحرمة ، وأخرى بالأشياء المحللة ، إلا أن ذلك يكاد يكون من الأمور المستحيلة .

     ومن الأسئله التى يرددها الشباب فى هذا الصدد :

     هل ارتباط السينما حرام ؟ هل التدخين حرام ؟

     هل الاستماع الى الراديو او مشاهدة التليفزيون حرام ؟

     وترجع استحالة وضع قاعدة جامدة للحرام والحلال الى الاسباب الاتية :

1.     ان الحكم على الأعمال لا يكون بظواهرها ، بل بالنية والقصد القلبى الذى لا يمكن للانسان أن يدركه ، ولكنه مكشوف ومعروف لدى الله فاحص الكلى والقلوب .

2.     إن وضع قائمة ثابته بالأعمال المحرمة وأخرى بالأعمال المحللة ، يبعدنا عن الانجيل ، ويعود بنا الى الشريعة ( الناموس ) ، وإذا كان الناموس هو التمسك بالحرف ، والحرف يقتل ، فإن الانجيل هو حياة الروح  ، والروح يحيى .                                                      والسلوك بالحرف عبادة ثقيلة خوفا من العقاب ، أما العبادة بالروح فتكون بالقلبدون خوف ، بل يدافع الحب وارضاه الله .                                                                             لذلك اهتم السيد المسيح بالدوافع الداخلية أكثر من المظاهر الخارجية فاعتبر الغضب مثلا أساس القتل ، واعتبر النظرة الشريرة التى فيها الشهرة أساس الزنا .

3.     أن طبيعة الحياة التى تحياها متغيرة متطورة ، وليست جامدة ثابته ، ونحن لا نستطيع أن تجمد الحياة وتوقف تطورها بوضع قائمة جامدة للحرام والحلال ، فالمبادئ ثابته لكن القوانين متغيرة من جيل لآخر لكى تلائم تطورات الفكر والزمن .

4.     أن الكتاب المقدس لا يضم نصوصا تبين ماهر حلال وما هو حرام إلا إن المسيحية تحوى قوانين ومبادئ عامة ثابته ، تمثلت كلها فى حياة السيد المسيح ، هذه المبادئ النبيلة وتلك القوانين السامية ، يمكن أن ترشدنا إلى السلوك الصحيح .

5.     وان عمل نعمة الله يرفع من تقدير قلوبنا للتمييز بين الحرام والحلال ، فإن مستوى الحلال والحرام يرتفع كثيرا جدا عن مجرد حفظ بر الناموس ، بل لقد أعلن السيد المسيح أن ميزان الصلاح لا يرتفع فقط فى كميته ، بل يسمو أيضا فى جوهره .

 

 

كيف نتصرف فى مختلف المواقف التى تواجهنا :

-        لا يمكن اطلاق الحرية للبشر لكى يسلكوا كما يحلو لهم ما دام من غير الممكن تجديد الحرام والحلال ، خاصة وأن الانسان بطبيعته المستعبده للاهواء والشهوات ، لو ترك لنفسه ، لاستيباح لها أعمالا كثيرة لا يجوز عملها .

-        أن مصدر القانون الاخلاقى هو الله خالق الكون ، ولابد أن يكون هو واضع هذا القانون ، وطبقا لهذا القانون يكون الخبر هو ما طابق ارادة الله ، والشر هو ما خالف ارادة الله ، والله يرية أن جميع الناس يخلصون ، والى معرفة الحق يقبلون .

-        لكى نطبق ارادة الله فى حياتنا ، يمكننا اتباع الامور الأتية :                               * معرفة الهدف من الحياة الاخلاقية فى ضوء علامة الانسان وبغيره وبالله                   * تفهم وصايا الكتاب المقدس ، وقد أعلنالله فيه مشبئته باعتباره كلام الله الموحى به منه .                                                                                        * الضمير المسيحى المستنير بالروح القدس ،الذى أوحى لبولس الرسول أن يسجل فى رسائلة التى بعث بها الى كورنثوس وغلاطية ، ورومية ، البحوث المتعلقة بالموضوعات التى تمثلت فيها المشكلات التى واجهت الكنيسة الاولى ، إذ قال :" كل الشياء تحل لى لكن ليس كل الاشياء توافق ، كل الشياء تحل لى لكن لا يتسلط على شئ " .                                                                                                         ( رسالة بولس الرسول الاولى الى اهل كورنثوس 6 : 12 ) .           * إذا شك المؤمن فى أمر ما ، فعلية أن يمتنع عنه حسبما أوصى بولس الرسول قائلا : " ... وكل ما ليس من الايمان فهو خطية " .                                                     ( رسالة بولس لارسول الى أهل رومية 4 : 23 ) .

 

إنك تستطيع بنفسك تحديد موقفك من الحلال والحرام :

     هذه هى نظرة المسيحية من جهة الحلال والحرام ، وجوهر الموضوع انما يتعلق بشخص الرب يسوع الذى أوصاك أن تسير فى طريقة ، وأعطاك المثل الأعلى فى حياته وتعاليمه ، ووهبك الحرية الكاملة لكى تختار الطريق الذى يوصلك الى الابدية .                             سوف تواجه الكثيرين ممن يقولون لك : هذا حرام لا تفعله ! وسوف تجد أن ما يعتبره أحد الناس حلال ، يعتبره شخص آخر أنه حرام !                                                            لا تضطرب ولا تقلق ، آن مبدا حرية الارادة الاختيارية يمهد لك الطريق ويحدد لك موقفك .

 

واننا نضع أمامك الحقائق التالية التى تعاونك فى تحديد موقفل من الحلال والحرام .

1.     ليس من المفروض أن تحكم على الأخرين ، بل أن تحكم على نفسك فقط :                           ألم تستمع الى ما قاله الرسول بولس : " من أنت الذى تدين ... غيرك ... " فلا تحاكم أيضا بعضنا بعضا بل بالحرى احكموا بهذا أن لا يوضع للأخ مصدمة أو معثرة " .      ( رسالة بولس الرسول الى أهل رومية 14 : 4 و 13 ) .

2.     قبل أن تقوم بأى عمل أسال نفسك :

- هل هذا العمل يوافق حياتى مع المسيح ؟                                                                        افحص نفسك وأعمالك فى ضوء ما قاله الرسول بولس : " كل الاشياء تحل لى لكن ليس كل الاشياء توافق ...." .  ( رسالة بولس الرسول الاولى الى أهل كورنثوس 6 : 12)

- هل هذا العمل يتسلط على :                                                                                         هل أصبح هذا العمل عادة لا أتمكن من التخلص منها ؟ وهل يتنافى ذلك مع ما قاله الرسول بولس : " ... كل الأشياء تحل لى لكن لا يتسلط على شئ " :

- هل هذا العمل يبنى حياتى الروحية ؟                                                                    إن الرسول بولس يقول أيضا : " كل الأشياء تحل لى ولكن ليس كل الأشياء تبنى " .                                   ( رسالة بولس الرسول الاولى الى اهل كورنثوس 10 : 23 ) .            فإن كان الشئ الذى تريد عمله يوافق حياتك الجديدة فى الايمان ، ولن يتسلط عليك أو يتسعبدك ، وسيبنى حياتك الروحية ، فأعمله وأنت مستريح الضمير

+ المفهوم الروحى للحرية :

هى الحرية الداخلية للإنسان أى تتحرر القلب من عبودية الخطية والمسيح له المجد هو الذى حررنا من عبودية الخطية بالفداء .

والحرية الداخلية أقوى بكثير من الحرية الخارجية للإنسان والكتاب المقدس يروى لنا أمثلة حية من ذلك , سجان فيلبى ارتعد أمام بولس وسيلا بالرغم من أى أرجلهما كانتا مقيدة فى المقطرة واندفع إلى الداخل وخر لبولس وسيلا وهو مرتعد وقال  يا سيدى ماذا ينبغى أن افعل لكى أخلص . وفيلكس الوالى اترعب من كلام بولس الرسول الذى كان مقيدا بالسلاسل أمامه بينما كان يتكلم عن البر والتقوى والدينونة العتيدة أن تكون .

" يا رب أنا عبدك وابن أمتك قطعت  قيودى فلك أذبح ذبيحة التسبيح " ( مز 115 : 6 )

+ امتاز الإنسان عن الحيوان بالعقل والحرية والإرادة " وقال الله نعمل للإنسان على صورتنا كشبيهنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى  طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التى تدب على الأرض فخلق الله الإنسان على صورته .. على صورة الله خلقه ( تك 1 : 26 )

+ فلكل إنسان حريته الخاصة ولئلا تتدخل حريات الناس وتصطدم مع بعضها وضع الله هذه الوصايا لترشد الناس وتحثهم على محبة بعضهم البعض واحترام حريات الآخرين وهكذا وضعت الدول والأمم والمماليك قوانين خاصة بها لحفظ الحرية الإنسانية من النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية .... إلخ , فحرية الإنسان مطلقة داخل بيته ومع أسرته ما دام لا يتدخل أو يكسر حرية الإخرين ولكنها مقيدة فى حدود القوانين المعمول بها عندما تتعامل مع الآخرين  ومفهوم حرية الإنسان المسيحى تتلخص فى النقاط الآتية :-

1.     أن لا يكسر الإنسان الوصايا الإلهية بل يحفظها ويعمل بها ( إن حفظتم وصاياى تثبتون فى محبتى كما أنى أنا قد حفظت وصايا أبى وأثبت فى محبته , أنتم أحبائى إن فعلتم كل ما أوصيتكم به , لا أعود أسميكم عبيدا لأن العبد لا يعلم ما يعلم سيده ) ( يو 15 : 10 )

2.     أن يحترم القوانين الوضعية ويخضع لها لأن الكتاب المقدس يقول " فاخضعوا لكل ترتيب بشرى من أجل الرب , إن كان للملك كمن هو فوق الكل , أو للولاة فكمرسلين منهم للإنتقام من فاعلى الشر وللمدح لفاعلى الخير لأن هكذا مشيئة الله أن تفعلوا الخير أن فتسكتوا جهالة الناس الأغنياء كأحرار وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد الله " ( 1 بط 2 : 13 ) .

3.     بالنسبة للسلوك الشخصى فقد وضع الرسول مفهوم الحرية بطريقة جميلة فقال " كل الأشياء تحل لى ولكن ليس كل الأشياء توافق , كل الأشياء تحل لى ولكن  ليس الأشياء تبنى لا يطلب أحد ما لنفسه بل كل واحد ما هو للآخر ( 1 كو 10 : 23 )

4.     وحتى لا تكون تصرفاتى الحر عثرة للآخرين قال " لأنه لماذ يحكم فى حريتى من ضمير آخر ؟ فإن كنت أنا اتناول بالشكر فلماذ يفترى على لأجل ما أشكر عليه , فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا فافعلوا كل شئ لمجد الله . كونوا بلا عثرة اليهود واليونانيين ولكنيسة الله كما أنا أيضا أرضى الجميع فى كل شئ غير طالب ما يوافق نفسة بل الكثيرين يخلصوا ( 1 كو 10 : 29 )

+ التدين لا يقيد الحرية بل يدعمها :

1.     بالنسبة للصلاة , الله غير محتاج إلى  الصلاة , فهو كائن منذ الأزل وجاء وقت كان بمفرده أى قبل الخليقة من الملائكة والبشر , فإذا كنت تصلى له أو لا تصلى فلن يزيد شئ لأنه كامل منذ الأزل وإلى الأبد ولكن الصلاة نافعة للإنسان وليس العكس فعندما تصلى وترفع قلبك لله يستجيب لكل طلباتك " أطلبوا تجدوا " ( مت 7 : 7 ) وفىة نفس الوقت تجد تعزيات كبيرة وأنت فى صلة قوية لله بالإضافة إلى بركات الصلاة التى لا تحصى ولا تعد .

2.     وبالنسبة للصوم , فهو تدريب لضبط النفس والجسد من الانحراف والسكوت لأن معظم الخطايا تأتى من الشهوات , فالله سمح للتجربة على الجبل لكى يكشف لنا حروب الشيطان التى لخصها القديس يوحنا الرسول فى ثلاث كلمات قائلا لأن كل فى العالم شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة , ليس من الآب بل من العالم والعالم يمضى وشهواته وأما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد ( 1 يو 2 : 16 ) .

3.     والعطاء هو نوع من اختيار الحب , فعطية الله هى منحة من الله سواء أكانت صحة أو مال أو أى عطية أخرى ونحن وكلاء فقط عليها فإن أعطينا من هذه الوزنات نربح بها ونكون أمناء حقيقين أو بخلنا أظهرنا أنانية وعدم محبة نحو الآخرين لذلك يقول يوحنا الرسول بهذا قد عرفنا المحبة إن ذلك يضع نفسه لأجلنا فنحن تيبغى لنا أن نضع نفوسنا لأجل الأخوة وأما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاج وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه , يا أولادى لا تحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق ( 1 يو 16 )

4.     والخدمة هى تعبير حب أيضا , فالمسيح له المجد قال فمه الطاهر " إن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين فالبذل هو قمة المحبة " ليس لأحد أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحباؤه " ( مت 20 : 28 )

5.     وأيضا باقى الفضائل المسيحية والممارسات الروحية التى أوصانا بها الله لصالح حياتنا ولكى نكون أحرارا من عبودية الخطية لذلك يقول الرسول " اثبتوا إذا فى الحرية التى حررنا المسيح بها ولا ترتكبوا أيضا بنير العبودية ( غل 5 : 1 )

+ العوائق التى تعطل الحرية المسيحية :

1.     عبودية الخطية , تتسلط الخطية على الإنسان حتى إنه لم يعد قادرا على التخلص منها بل تسلطت على إرادته الحرة فيقول الرسول " فإننا نعلم أن الناموس روحى وأما أنا فجسدى مبيع تحت الخطية , لأنى لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه فإياه أفعل , فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطية الشاكنة فى , فإنى أعلم أنه ليست ساكن فى أى فى جسدى شئ صالح لأن الإرادة حاضرة عندى وأما أن افعل الحسنة فلست أجد لأنى لست أفعل الصالح الذى اريده بل الشر الذى لست اريده فإياه أفعل ولكنى أرى نموسا آخر فى أعضائى يحارب ناموس ذهنى ويسبينى إلى ناموس الخطية الكائن فى أعضائى ويحي أنها الإنسان الشقى من ينقذنى من جسد هذا الموت ( رو 7 : 14 ) ولكن بمجئ السيد المسيح له المجد صرنا أحرارا من عبودية الخطية كما قال بفمه الطاهر " إن حررنا الابن فبالحقيقة تصيرون أحرارا " ويقول الرسول " لأن الخليقة نفسنا ستعتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله ( رو 8 : 21 )

2.     عبودية الخوف , تسلط الخوف على الجميع , الناس المحكوم عليهم بالموت لذلك قال قايين للرب " ذنبى أعظم من أن يحتمل , إنك تطردنى اليوم عن وجه الأرض ومن وجهك أختفى وأكون تائها وهاربا فى الأرض , فيكون كل من وجدنى يقتلنى ( تك 4 : 13 )

جاء المسيح المخلص لكى يبيد بالموت , ذلك الذى له سلطان الموت أى إبليس ويعتق أولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية ( عب 2 : 14 )

أعطانا الرجاء فى الحياة الأبدية كما يقول الرسول " حين ظهر أطف مخلصنا الله وإحسانه لا بأعمال فى بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس الذى سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية ( تى 3 : 4 )

3.     عبودية  العالم , قد أنبأ المسيح له المجد تلاميذه بالضيقات والاضطهادات التى سينالها المؤمنون ، قال : " فى العالم سيكون لكم ضيق ولكنثقوا أنا قد غلبت العالم ( يو 16 : 33 ) وقال أيضا " طوبى للمطرودين من أجل البر لأن لهم ميكوت السموات ...طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرى من أجلى كاذبين , أفرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم فى السموات , لأنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين كانوا قبلكم ( مت 5 : 10 )

فالنفس المتحررة لا تسعبد للظروف الخارجية ولكنها تؤثر فيها وتغلبها فأباؤنا الشهداء غلبوا الإضطهادات بحبهم وأباؤنا الرهبان والنساك والترف بفقرهم وأباؤنا المعلمون والمدافعون غلبوا البدع بقوة إيمانهم .

4.     عبودية الفرائض , إن المسيحية ليست شريعة فرائض وواجبات بل هى شريعة حب فى المقام الأول , أنها شكوة مع الخالق والمخلص والفادى .

-        فالصلاة شركة حب مع الذى فدانا بدمه الكريم .

-        والصوم شركة بذى وضبط النفس البشرية

-        والعبادة والسجود هى شركة اتضاع وانسحاق

-        والوعظ والتعليم هى شركة خدمة

5.     عبودية الفعم الخاطئ للحرية , لقد ظهرت فلسفات كثيرة تشرح حرية الإنسان بطريقة خاطئة وظل آلاف من الناس نتيجة الفهم الخاطئ للحرية مقتنعين بافتراضات خاطئة وكانت نتائجها أيضا خاطئة مثل الفلسفة الوجودية التى تقول :

إذا كان الله موجود فالإنسان عدم , وإن كان وجود الله يلغى الإنسان وجب إذن إلغاء الله ليوجد الإنسان .

وهناك مغالطات وقع فيها سارتر منشئ هذه الفلسفة ولها ردود كثيرة نلخضها فى الآتى :

1.     إن وجود الله لا يمنع من وجود الإنسان ولا يلغيه لأن الله أحب الإنسان إذ يقول : لذاتى مع بنى آدم ( أم 8 : 31 )

2.     عندما أخطأ الإنسان وحكم عليه بالموت كان يمكن أن ينتهى الوضع عند هذا الحد ويكون عدل الله قد أخذ مجراه الطبيعى ولكن الكتاب يقول : " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3 : 16 )

3.     الله لم يخلق الإنسان ليكون عبدا له بل ابنا وصديقا ونندهش عندما نقرأ عن معاملات الله الجميلة للإنسان على مدى العصور ، كلامه لإبراهيم قائلا : هل أخفى عن إبراهيم ما أنا فاعله وإ[راهيم يكون أمة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع أمم الرض ( تك 18 : 17 ) ، وكيف كان يكلم موسى فى الجبل أربعين نهارا وأربعين أية ( خر 25 : 18 ) ويقول السيد المسيح عن لعازر أنه حبيبه ( يو 11 : 11 )

4.     لقد أعد الله المؤمنين مدينة سمائية لا يستطيع إنسان أن يصيفها بكلمات عادية كقول الرسول " ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر ما أعده الله الذين يحبونه ( 1 كو 2 : 9 )

 

الاستخدام الخاطئ للحرية

1)     الطوفان :

امتلأت الأرض بالشر فى أيام نوح حتى أن الرب أهلكهم بالطوفان وقال الرب لنوح : أدخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك لأنى إياك رآيت بارا لدى فى هذا الجبل لأنى بعد سبعة أيام أمطر على الأرض أربعين يوما وأربعين ليلة وأمحو عن وجه الأرض كل قائم عملته ، ففعل نوح حسب كل كا أمره به الرب " ( تك 7 : 1 )

2)     سدوم وعمورة :

فى أيام إبراهيم وابن أخيه لوط يقول الكتاب " وقال الرب أن صراخ سدوم وعموره قد كثر وخطيتهم قد عظمت جدا " ( تك 18 : 20 ) حتى نزل الملاكان إلى لوط لينقذوه من الهلاك فأراد أهل المدينة أن يخطئوا معهم ، لذلك أمطر الرب على سدوم وعموره كبريقا ونارا ( تك 19 : 24 )

3)     الابن الضال :

ويذكر لنا العهد الجديد مثل الابن الضال الذى استخدم حريته استخداما خاطئا وابتعد عن حضن أبيه فكانت النتيجة سيئة جدا كما يقول الكتاب المقدس " وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شئ وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذر ماله فى عيش مسرف ، فلما أنفق كل شئ حدث جوع شديد فى تلك الكورة فابتدأ يحتاج ، فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكورة فأرسله الى حقوله يرعى خنازير وكان يشتهى أن يملا بطنه من الخرنوب الذى كان الخنازير تأكله فلم يعطه أحد ( لو 15 : 13 ) ولكنه رجع إلى نفسه وشعر بخطيئته وقرر التوبة والرجوع

4)     الغنى ولعازر :

ذكر السيد المسيح أيضا قصة الغنى ولعازر لكى يعلمنا نتيجة سوء استخدام الحرية الممنوحة لنا من الله ، إنسانا ذا أموال كثيرة ولكنه لم يستخدمها الاستخدام الصحيح فكان أنانيا محبا لذاته فقط ولم يتحنن قلبه على أخيه لعازر المسكين المطروح على بابه والمعذب بالقروح فى جسمه ، فكانت النتيجة العادلة من السماء ، أما هذا الغنى كان يتعذب ولكن لعازر كان يتعزى فلما طلب الغنى إبراهيم قال له يا إبنى أذكر أنك استوفيت خيراتك فى حياتك وكذلك لعازر البلايا والان هو يتعزى وانت تتعذب .

5)     جماعات الهييبز وغيرهم :

تسمع عن جماعات من الشباب فى الدول الأوربية أساءوا استخدام حريتهم فتركوا مساكنهم وتعليمهم أو وظائفهم وخرجوا للغابات أو الأماكن المهجورة وعاشوا فى فوضى عجيبة يستخدمون ملابس غريبة ويتعاطون الخمر والمكيفات ويبيحون الجنس بلا شريعة وكانت النتيجة ضياع كل شئ فقد نفذ منهم المال فابتدأوا يسرقون ويقتلون للحصول على المال او يعملون فى ترويج المخدرات وانتشرت بينهم أمراض فتاكة وتكررت فيهم قصة الابن الضال ، وفعلا رجع معظمهم إلى الحياة العادية وشعروا أن هذه الحرية زائفة وغير عملية ونتائجها خطيرة وان تصرفاتهم خاطئة

الاستخدام الصحيح للحرية

     الله عندما أعطى الإنسان حرية أعطاه أيضا وصية لكى حفظ له حريته فى الوضع الصحيح لها وقد فهم القديسون قصد الله وعرفوا أن الله يحب الإنسان محبة كبيرة وأن الوصية ليست قيد على الإنسان ولكنها نصيحة حب أبوية لذلك أطاعوا الوصية بدون مناقشة لثقتهم الكبيرة فى محبة الله

1.     إبراهيم :

فإبراهيم أبو الأباء يقول له الله اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التى أريك فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة ( تك 12 : 1 ) فيطيع إبراهيم بدون اعتراض بالرغم من ان أى إنسان يكون قد تعود على مكانه ومن الصعب أن يترك أهلهوأرضه وبيتهوذهب إلى مكان لا يعرفه ، ثم يقول له مرة أخرى خذ أبنك وحيدك الذى تحبه اسحق واذهب إلى أرض المربا واصعده محرقة على احد الجبل الذى أقول لك ( تك 22 : 2 ) ونجح إبراهيم فى اختبار الايمان والطاعة فأصبح من أبطال الإيمان ولم يشعر فى يوم من الايام ان الله قيد حريته بل بالعكس سلم ارادته وحريته لله وهو عالم بأن الله قادر على توجيهها التوجيه السليم أفضل منه

2.     يوسف الصديق :

دخل فى تجربة شديدة ، إغراء من إمرأة سيدة فوطيفار رئيس الشرطة وكان له الحرية الكاملة فى ان يستجيب لها أو يرفض ولكنه قال لها كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله ( تك 29 : 9 )

3.     موسى النبى :

تربى فى قصر فرصن وكانت له حرية كاملة فى أن وظل مترفها فى هذا القصر وله مكانه كبيرة بينه العظماء والوزراء ولكنه فضل أن يذهب مع شعبه لكى يخلصهم من العبودية كما يقول الكتاب " موسى لما كبر أبى أن يدعى أبن إبنه فرعون مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتى بالخطية حاسبا عار المسيح أفضل غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة ( عب 11 : 24 )

4.     الأنبا أنطونيوس :

سمع فى الكنيسة آية واحدة أثرت فى حياته قالها السيد المسيح للشاب الغنى الذى جاء يسأل ماذا يفعل ليرث الحياة الأبدية "قال له يسوع أن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز فى السماء وتعال اتبعنى .

آية عادية تسمعها كل يوم وسمعها الاف بل ملايين الناس ولم يتاثروا بها ولكن أنطونيوس الشاب أخذ يفكر فى مغزاها العميق وعندما نظر والده مسيحى فى الصندوق مصير كل انسان ؟ بع أن كان عظيما جبارا يأمر وينهى ، أنت يا أبى خرجت من هذا العالم بغير إرادتك أما أنا فساخرج منه بإرادتى ، وكان قد ورث عن والده 300 فدان من أجود أراضى الصعيد فباعها ووزع ثمنها على الفقراء والمساكين وبعد أن ترك جزء لشقيقته التى اودعها فى بيت للعذارى للاعتناء بها وذهب الى البرية ليتعبد فيها

5.     الانبا أثناسيوس الرسولى :

كان شابا صغيرا عندما استدعاء البابا ألكسندروس لكى يدافع عن الايمان فى مجمع نيقية سنة 325م ضد القس أريوس الهرطوقى ونجح فى شرح الايمان المسيحى فى كل العالم ، ولكن أريوس لم يسكت بل سعى بواسائله الخبيثة أن يصل إلى الإمبراطور ويقنعه بكلامه المعسول ويقنع أيضا بعض الأساقفة بهرطقته الخطيرة ويلفق للقديس أثناسيوس بعض التهم الى أن نجح فى اصدار أمر ينفى أثناسيوس من كرسيه بعد ان أختير بطريركا للكرازة المرقسية بالاسكندرية

فقالوا لأثناسيوس : العالم كله ضدك يا أثناسيوس ، وذلك لإثنائه عن رأيه وكان ممكنا لأثناسيوس أن يرجع عن رأيه إرضاء لرأى الغلبية فى ذلك الوقت ، ولكنه كان ممثلنا بالأيمان من الداخل ولم يخف ، فحريته التى منحها له السيد المسيح كانت تملأ قلبه وكيانه من الداخل فلم يخف من الذين من خارج كقول السيد المسيح " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحرى من الذى يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم " ( مت 10 : 28 ) لذلك قال أثناسيوس لهم ( وأنا ضد العالم ) ونجح أثناسيوس بمؤازرة الروح القدس فى ان يثبت الايمان المسيحى للعالم كلهحتى وقتنا هذا

أمور تساعدنا على الاستخدام الأمثل للحرية

1.     الطاعة :

بعض الشباب يفهم الحرية بطريقة خاطئة وذلك بالتمرد على الوالدين أو الرؤساء فى الدراسة أو العمل أو من هم فى مستواهم ويفخر بأنه نفذ رأيه وكسر أوامرهم ولكن الكتاب المقدس يرينا بركات الطاعة ونتائج التمرد ، فالمسيح له المجد مثلنا العلى ، يقول عنه الكتاب " وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " ( فى 2 : 8  )

ويقول أيضا " مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تألم به وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدى ( عب 5 : 8 ) ، لذلك ينصح القديس بولس الرسول الشباب قائلا " أيها الولاد أطيعوا والديكم فى الرب لأن هذا حق أكرم أباك وأمك التى هى أول وصية بوعد لكى يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار على الأرض ( أف 6 : 1 )

ويقول أيضا لتلميذه تيطس ذكرهم أن يخضعوا للرياسات والسلاطين ويطيعوا ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح ولا يطعنوا فى أحد ويكونوا غير مخاصمين حلماء مظهرين كل وداعة لجميع الناس لأننا كنا أيضا قبل أغبياء غير طائعين ضالين مستعبدين للشهوات عائشين فى الخبث والحسد ممقوتين مبغضين بعضنا بعضا ( تى 3 : 1 )

ويقول أيضا " أطيعوا مرشديكم واخضعوا لنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا لكى يفعلوا ذلك بفرح لا آنين لأن هذا غير نافع لكم ( عب 13 : 17 )

2.     التواضع :

الإنسان المتمرد يخفى فى داخله كبرياء لأنه يقول فى نفسه لماذا أخضع ولماذا أطيع ؟ أنا أفضل من كل هؤلاء كما فعل الشيطان وأراد أن يصبر مثل الله كما يقول الكتاب " وأنت قلت فى قلبك أصعد الى السموات أرفع كرسى فوق كواكب الله ، أصعد فوق مرتفعات السحاب أصير مثل العلى لكنك انحدرت الى الهاوية الى أسافل الجب ( أش 14 : 13 ) ، لذلك يقول المسيح له المجد : تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة أنفسكم " ( مت 11 : 29 )

ويقول بولس الرسول " فالبسوا كمختارى الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولطفأ وتواضعا ووداعة وطول أناة ( كو 3 : 12 )

3.     قبول النصيحة :

قد يعتمد بعض الشباب أنه عندما يكبر لا يحتاج الى نصيحة من أبوية أو ممن يكبرونه سدأ وبالتالى لا يقبل النصيحة ولا يبالى بها ويقابل كلام النصح باستهزاء مع أن النصيحة مقيدة للإنسان وليست مضرة له وقد تنفعه فى وقت الشدة ، لذلك يقول الله على لسان المرنم " اعلمك وأرشدك الطريق التى تسلكها ، أنصحك ، عينى عليك ( مز 32 : 8 ) ، ويقول أيضا " أبارك الرب الذى نصحنى ، جعلت الرب أمامى فى كل حين لأنه عن يمينى فلا أتزعزع ( مز 16 : 7 )

4.     الاحترام :

ليست الحرية هى الاستهزاء بالأخرين أو عدم احترامهم ، فاحترام الكبار وصية المية ذكرت فى العهد القديم أكرم أباك وأمك ، وقد أكدها السيد المسيح فى العهد الجديد لذلك يقول الكتاب " من أمام الأشيب تقوم وتحترم وجه الشيخ وتخشى إلهك ( لا 19 : 32 )     

ولكننا للأسف نرى فى هذه الأيام سلوكيات غير مسيحية لا يوجد فيها احترام أو توفير للكبار بل ردود تحمل كبرياء وغطرسة ونقص فى التربية ... إلخ

لذلك ينصح بطرس الرسول الشباب ويقول أيها الأحداث اخضعوا للشيوخ وكونوا جميعا خاضعين بعضكم لبعض وتسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعين فيعطيهم نعمة

ويقول أيضا " من أراد أن يحب الحياة ويرى أياما صالحة فليكفف لسانه عن الشر ويصنع الخير وليطالب السلام ويجد فى اثره لأن عينى الرب على الابرار وأذنيه مصغيتين الى طلبتهم ولكن وجه الرب ضد فاعلى الشر

5.     التمثل والاقتداء بالقديسين

يقول الكتاب المقدس اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله نظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم ( عب 13 : 7 ) ، نعم نحن محتاجين أن نقرأ كثيرأ فى الكتاب المقدس وسير القديسين فنتمثل بهؤلاء القديسين الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة والذين استخدموا الحرية فى خدمة الله وخلاص النفوس

بالايمان من الداخل ولم يخف ، فحريته التى منحها له السيد المسيح كانت تملأ قابه وكيانه من الداخل فلم يخفف من الذين من خارج كقول السيد المسيح " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقىتلوها بل خافوا بالحرى من الذى يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم " ( مت 10 : 28 ) لذلك قال أثناسيوس لهم ( وأنا ضد العالم ) ونجح اثناسيوس بمؤازرة الروح القدس فى أن يثبت الايمان المسيحى للعالم كله حتى وقتنا هذا

 

3.     طالما أن الشئ الذى تقمله صالح برضى الله ، فلا تهتم إذا بكلام الناس :

وهذا ما أعلنه بولس الرسول قائلا :

" أنى عالم ومتيقن ...أن ليس شئ نجسا بذاته الا من يحسب شيئا نجسا قله هو نجس " .

" .... طوبى لمن لأ يدين نفسه ما يستحسنه " .

                                ( رسالة بولس الرسول الى اهل رومية 14 : 14 و 22 ) .

4.     إن كان عندك شك فيما تفعله ،فامتنع عنه :

فقد علمنا الرسول بولس أن من يرتاب فى شئ ، وبشك فى صلاحه ، فأنه يدين نفسه أن فعله ،لأن ذلك ليس من الإيمان .

                                ( اقرأ رسالة بولس الرسول الى اهل رومية 14 : 23 ) .

 

 

5.     قد تشعر أن شيئا صالحا لا عيب فيه ، ولا تدين نفسك على عمله ، لكنك تتركه مضحيا من أجل مصلحة الأخرين :

 

إنك فى ذلك تطبق قول بولس الرسول : " كما أنا أيضا أرضى الجميع فى كل شئ غير طالب ما يوافق نفسى بل الكثيرين لكى يخلصوا " .

                                ( رسالة بولس الرسول الاولى الى أهل كورنثوس 10 : 23 ) .

 

 

الباب الثالث

الشخصية والتوافق النفسة :

 

 

أولا : الشخصية :

 

-        تعريفها .

-        محدداتها .

-        نظرياتها  .

 

 

ثانيا : التوافق النفسى والاجتماعى :

 

-        مفهوم التوافق

-        أنواع التوافق .

-        أساليب التوافق

-        التوافق والصحة النفسية

 

ثالثا : معوقات الشخصية المسيحية :

-        الإيجابية

-        معايير الشخصية القوية

 

 

·        الشخصيه

1.     " الشخصية " من اكثر الالفاظ شيوعا على ألسنة الناس فى حياتهم اليومية فنسمعهم يقولون : " فلان له شخصية قوية أو ضعيفة ، فلآن له شخصية بمذابة أو منفرة : فلان ليس له شخصية أو شخصيات متعددة ... ألخ .

2.     وبسبب شيوع لفظ " الشخصية " على ألسنة ( الناس وفى الكتب والصحف والمجلات أسبح يبدو لنا أنه لفظ بسيط ومفهوم ولا يحتاج الى تعريف ، ولكن ذلك ليس صحيحا لأن هذا الوضوح لا يتجاوز المعنى العام فى الحياة العملية ، بينما لو انتقلنا الى مجال العلم فسنجد أن الشخصية من أكثر الالفاظ تمرضا فى علم النفس ) .

3.     وليس أدل على غمر من الشخصية فى علم النفس من أنه الى الآن لم ينفق العلماء على تعريف محدد لها ، ومن هنا تنددت تعريفاتها حق أن عالم النفس " جوردون ألبرت " قد أورد فى كتابه " الشخصية " الذى نشره فى سنة 1937 ما يقرب من 50 تعريفا لها .

4.     ومن الناحية اللغوية تجد أن لفظ الشخصية  Personality مشقق من اللفظ اللاتين " برسونا "persona  وكان معناه " القناع " الذى كان يمنعه الممثل على وجهه ليعطى ملامح وانطباعات الشخصية التى يمثلها ، وبمرور الزمن أصبح اللفظ يطلق على الممثل نفسه وعلى كافة الناس على أساس أن الدنيا مسرح كبير وأن كل منا يمثل دورا على مسرح الحياة وحتى فى اللغة العربية نجد لفظ الشخصية ، شقق من الفعل " شخص الشئ " أى معزة وحدده عن غيره كما نقول الطبيب شخص لامرض .

5.     ومن الناحية العلمية فالشخصية تعريفات عديدة يحسن أن لشير الى بعضها :

             أ‌-          الشخصية هى مجموع ما لدى الفرد من استعدادات ودوافع ونزعات وعرائز فطرية وبيولوجية وكذلك ما لديه من نزعات واستعدادات مكتسبة .

           ب‌-       الشخصية هى أسلوب التوافق العادى الذى يتخذه الفرد للتوفيقبين دوافعه الذاتية ومطالب البيئة .

           ت‌-       الشخصية هى التنظيم الديناميكى الذى يكمن داخل الفرد وينظم أجهزته النفسية والجسمية التى تحدد طابعه الخاص فى السلوك والتفكير . وهذا التعريف الأخير هو الذى قال به " ألبورت " .

ثانيا : العوامل المحددة للشخصية :

1.     يذهب البعض الى ان كل إنسان هو فى بعض نواحيه :

             أ‌-          يشبه كل الناس : من حيث أن كل فرد له تكوين عضوى بيولوجى كالجهاز الهضمى والتنفسى العصبى ... الخ ، له دوافع جسمية يعمل على شباعها ، له مطالب اجتماعية وثقافية يعمل أيضا على إشباعها .

           ب‌-       يشبه بعض الناس : من حيث السمات فى الشخصية لدى بعض الصفات الجسمية مثل البدانة أو النحافة أو الجسم الرياضى وبعض الصفات النفسية مثل الالطواء أو الانبساط أو الفاؤل أو التشاوم .

           ت‌-       لا يشبه أى إنسان : من حيث أن كل فرد له أسلوبه الخاص فى السلوك والادراك ، كل فرد له الصفات الوراثية والظروف الأسرية الخاصة به .وهكذايمكن القول أن كل شخصية هى صورة فريده لا تتكرر .

2.     وقد حدد عالم النفس العواملالمحددة للشخصية والمؤثرة فيها فى أربعة عوامل:

             أ‌-          المحددات التكوينية ( البيولوجية ) للفرد

           ب‌-       محددات عضوية الجماعة التى ينشأ فيها الفرد

           ت‌-       محددات الدور الذى يقوم به الفرد .

           ث‌-       محددات الموقف الذى يمر به الفرد  .

 

 

المحددات التكوينية ( البيولوجية )

 

 

 

 

     يملى بعض علماء النفس الى أن الطبيعة الإنسانية اجتماعية أساسا ولكن هذا لا يمتع أن تكون العوامل البيولوجية لها أثرها فى الشخصية ، وتتضمن المحددات البيولوجية ثلاثة عناصر

   1- الوراثة         2- الجهزة العضوية     3- التكوين الغددى

 

1.     الوراثة :

             أ‌-          يخضع الإنسان – مثل سائر الكائنات الحية – القوانين الوارثية التى كانت سرا مجهولا الى أن كشف عنها جر يجوز مندل فى سنة 1866 وأقرها العلماء فى سنة 1900

           ب‌-       وقد اختلف آراء العلماء فى أثر الوراثة فى شخصية الإنسان فهناك :

·        أنصار الوراثة : وهؤلاء يعطون للوراثه دورا أساسيا فى تحديد شخصية الفرد وسلوكه فيقولون : " أن الوراثة وليست البيئة هى الصانع الرئيسى للإنسان " .

·        أنصار البيئة : ومن هؤلاء يؤمنون أن البيئة هى التى تلعب الدور الاهم فى تحديد شخصية الفرد وسلوكه ، ولهذا يقول واطسون فى عبارة مشهورة له ، أعطو فى مجموعة من الأطفال الأصحاء وأنا كفيل أنا أخرج منهم الطبيب والفنان والتاجر ورئيس العمل بل واللص بصرف النظر عن استعداداتهم وميولهم وقدراتهم الوراثية " .

·        أنصار الوراثة والبيئة : وهؤلاء يمثلون غالبية علماء النفس اليوم الذين يقولون أن الوراثة والبيئة معا يؤثران فى تحديد شخصية الفرد وسلوكه ، ومن الخطأ ان نرجع التاثير الى عامل دون الآخر ، ولذلك فالشخصية هى محصلة العوامل الوراثية والبيئة معا .

           ت‌-       طرق دراسة الوراثة : تعددت الأساليب التى استخدمت فى دراسة العوامل الوراثية .

1.     شجرة العائلة : كانت الدراسات التى تقوم على ملاحظة شجرة العائلة قديما تعتمد على دراسة أكبر عدد من الأقارب ولكن اليوم تركز الدراسة على أعداد قليلة من أفراد الأسرة واخضاعهم لملاحظة الدقيقة يمكن الوصول الى معلومات مفيده .

2.     التوائم : من دراسة التوائم المتعديين والعاديين ، والأخوة غير التوائيم وجد العلماء أن التشابة فى الصفات العقلية والجسمية والخارجية المورثة أقوى ما يكون فى التوئم المتحدين عن التوائم العاديين أو الأخوة غير التوائم

3.     وراثة بعض السمات العادية : حين درس الباحثون بعض السمات العادية للافراد مثل الذكاء والمهارات والقدرات الخاصة وبعدوا أن أقوى درجة تشابة فى هذه السمات يكون أولا فى التوائم المتحدين ، ثم ياتى بعدهم التوائم العاديون المتشابهون فى الجنس ، ثم غير المتشابهين وأخيرا الآخوة غير التوائم ووجد أيضا أن القدرات الخاصة مثل القدرة الموسيقية تظهر أحيانا فى أجيال متعددة فى الأسرة الواحدة .

 

التوائم المتحدون هم الناتجون عن تلقيح بويضه واحدة ، بينما التوائم العاديون – سواء المتشابهون أو غير المتشابهون فى الجنس – ناتجون عن تلقيح بويضتين .

من أبحاث إحصائية تتم بها العالم الأمريكى ساقدى فورد وجد أن = درجة التشابة فى الذكاء فى التوئم 0.50 وأبناء العم والخال 0.27 وأطفال لا قرابة بينهم درجة التشابة فى ذكائهم صفر .

4.     وراثة الانحراف الاجتماعى عند بعض الأسر :

درس بعض العلماء أسرة عرفت باسم " أسرة الكاليكاك " نسبة الى الجد الاكبر " مارتن كاليكاك " بعض مظاهر الانحراف الاجتماعى والضعف العقلى المتوارثة فى افرادها ، فقد حدث أن تزوج مارتن فتاه ضعيفة العقل أنجب منها طفلا ضعيف العقل أيضا ، ثم تزوج بعد ذلك فتاه عادية أنجب منها طفلا عاديا ، وتتبع العلماء سلالة كل فرع من هذين الفرعين لمدة تفرب من 200 عاما فوجدوا أن سلالة الفرع الضعيف العقل والمجرمين : بينما وجدوا أن سلالة الفرع الأخر لم يكن به من الشواذ إلا عدد قليل جدا والباقى كانوا من قادة المجتمع ورؤسائه ، ولكن رغم ذلك ينبغى أخذ هذة النتائج بالحذر فربما أن بيئة الفرع الضعيف العقل كانت بيئة متخلفة اقتصاديا واجتماعيا ويسودها الإجرام ، بينما أتيحت للفرع الآخر بيئة متقدمة .

2.     الأجهزة العضوية

وجد علماء النفس الفسيولوجى أن هناك صلة وثيقة بين الاستجابات الانفعالية للفرد من حيث قوتها أو ضعفها وبين نشاط الجهاز العصبى وأمكن وضع ثلاثة أنماط للافراد من حيث استجاباتهم الانفعالية :

             أ‌-          المندفع : استشارة الدوافع عنده قوية وقدرته على التحكم فى سلوكه ضعيفة .

           ب‌-       المتباعة : استثارة الدوافع عنده ضعيفة وقدرتة على التحكم فى سلوكه قوية

           ت‌-       المتزن : استشارة الدوافع عنده قوية وقدرته على التحكم فى سلوكة قوية أيضا

3.     التكوين الغددى

( أ) أمكن دراسة العلاقة بين وظيفة الغدد وما تفرزة من هرمونات وبين الشخصية عن طريق وسائل متحددة مثل :

1.     ملاحظات كلينيسكية أجريت على أشخاص يعانون من نقص فى أفرازاتغددهم .

2.     دراسات أجريت على أشخاص أزيلت بعض غددهم لأسباب مرضية .

3.     دراسات تجريبية أجريت على أشخاص حقنوا بهرمونات بعض الغدد وملاحظة ماطرأ عليهم من تغيرات .

( ب ) ومن دراسات أجريت على الغدة الدرقية أمكن الوصول إلى النتائج الآتية :

1.     تقص الافراز : الأشخاص الذين يعانون من نقص افراز هذه الغدة كانوا أكثر ميلأ الى الخمول والبلادة والغباء ويسودهم طابع الشك والاكتئاب

2.     زيادة الافراز : الأشخاص الذين يعانون من زيادة افراز هذه الغدة كانوا أكثر ميلا الى التوتر العصبى والقلق وقوة الاستثارة الانفعالية بحيث لا يكاد يستقر لهم قرار .

 

 

 

محددات عضوية الجماعة

 

 

الإنسان ليس محكوما بالعوامل البيولوجية وحدها فهذا شأن الحيوان ، ولهذا فهناك عوامل اجتماعية تؤثر فى شخصية الفرد وتحدد سلوكه وهى :

   1- الثقافة                  2- الأسرة                3- محددات أخرى خارج الأسرة

 

1.     الثقافة :

             أ‌-          الثقافة كثرات إنسان لمجتمع ما تنتقل من جيل الى جيل ويكتسبها الفرد من خلال نموه وسط الجماعة وهى لا شك تؤثر فى لتكوين شخصية الافراد

           ب‌-       واختلاف الثقافة بين مجمتمع وآخر تؤثر بدورها فى شخصية الفراد ، فالفرنسى من أبناء فرنسا يختلف عن الفرنسى المستوطن فى كندا مثلا بل قد نجد أيضا فى داخل المجتمع الواحد تختلف شخصية نجم السينما عن شخصية الأستاذ الجامعى لاختلاف التكوين الثقافى بين الاثنين .

2.     الأسرة :

             أ‌-          فى البدية يستقبل الطفل داخل تكوينه النفسى كل تأثيرات أسرته على شخصيته ، ولكن هذا الطفل بعد اكتمال نموه يعود ويؤثر هو بدوره على أسرته ويغير من نمط العلاقات القائمة داخلها .

           ب‌-       والآم أكثر الافراد فى الاسرة تأثيرا على شخصية الطفل خاصة خلال فترة حياته الاولى ، وقد حدثنا فرويد أن خبرات الطفولة لها أثار تتضح فى سلوك الطفل بعد ذلك حين يكبر ،

           ت‌-       وكما تعد التغذية والظروف الصحية الملائمة – التى توفرها الآسرة – امرا ضروريا لنمو جسمى سليم ، فكذلك الخبرات النفسية السليمة – التى يجب أن توفرها الأسرة – أمرا أكثر ضرورة لنمو الشخصية السوية السليمة ، أما إذا عجز البيت عن تقديم الجو النفسى الملائم فإن ذلك يعرض الفرد لكثير من مظاهر القلق والاضطراب النفسى ، ومن لم يتعلم الحب داخل البيت يستحيل عليه أن يحب الأخرين او يثق فيهم ففاقد الشئ لا يعطيه .

           ث‌-       ولقد أشار علماء النفس إنى الأساليب المختلفة لمعاملة البيت والنمو المقابل لها فى شخصية الفرد وسلوكه على النحو التالى :

·        القوة: تخلق شخصية عدوانية سيئة التوافق الاجتماعى وعديمة الثقة فى الآخرين .

·        التدليل : يخلق شخصية انطوائية سيئة التوافق الاجتماعى وعديمة القدرة على تحمل المسئولية .

·        السيطرة : يخلق شخصية ضعيفة ذليلة خاضعة وعديمة القدرة على مواجهة مواقف الحياة .

·        الاعدال : يخلق شخصية جيدة التوافق الاجتماعى وتملك القدرة على محمل المسئولية ومواجهة مواقف الحياة :

3.     محددات أخرى خارج الاسرة :

             أ‌-          المدرسة : هى البيئة الثانية – بعد الاسرة – ذات التاثير المباشر فى شخصية الفرد ، والنجاح فى الدراسة يسهم فى تكوين شخصية سليمة ، بينما الفشل قد يشعر الفرد بنقص وعجز فى شخصيته ، ومن المعروف أن النجاح يولد النجاح

           ب‌-       المدرس : هو الشخص الثانى – بعد الاب – الذى له تاثير فعال فى تكوين الشخصية وهو بسلوكه قيمته يعتبر نموذجا يقتدى به .

           ت‌-       الرفاق : أو شلة الاصحاب ولهم تأثير قوى فى السلوك وتكوين شخصية ، ومن هنا اهتمام الآباء باختيار أصدقاء البناء ، بل نحن نجد انه لو حدث تصادم وتعارض بين معايير الأسرة ومعايير شلة الرفاق فإن الطفل أو المراهق يكون أكثر ميلا لمناصرة الشلة كدلالة على قوة شخصيته واستقلالها عن شخصية والدية .

           ث‌-       وسائل الاعلام : تتمثل وسائل الاعلام فى

1.     الكتب والصحف : لاشك أن القراءة ذات تأثير واضح فى تكوين مقيلة الفرد وشخصيته وهى التى تفتح له أبواب المعرفة على أوسع نطاق .

2.     الراديو والسينما والتليفزيون : الاهتمام يتركز فى عصرنا الحاضر على السينما والتليفزيون وبخاصة التليفزيون باعتباره الشاشة السحرية التى تجذب الصغير والكبير ، والتليفزيون خصوم وأنصار :

             أ‌-          الخصوم : أصبحو قلة الآن وهم يعارضون التليفزيون بسبب آثاره البيئة على نفسية مشاهدية خاصة الأطفال والمراهقين ، فهو يحبسهم بين جدران أربعة ويعرض عليهم أفلام الجريمة والعنف والجنس .

           ب‌-       الأنصار :وهؤلاء يرون فى التليفزيون فى الطريقة المثلى لتوسيع مدراك الطفل ويفتح آفاق المعرفة أمامه ويجعلها – بطريقة بالغة التشويق – ملك عقله الصغير .

 

 

محددات الدور

 

1.     تقصد بالدور السلوك الملائم للواقع الذى يشغله الفرد فى الجماعة التى ينتمى إليها ، وينبغى التمييز بين المراكز أو الوظيفة وبين الدور رغم أنهما يستخدمان أحيانا بمعنى واحد رغم ما بينهما من اختلاف :

             أ‌-          المركز أو الوظيفة : position  وهو المكان الذى يشغله الفرد فى المجتمع على أساس عمله .

           ب‌-       الدور : rote  وهو السلوك الذى يقوم به الفرد الذى يشغل هذا المركز أو هذه الوظيفة

2.     والفرد الذى يشغل مركزا معينا يحاول أن يقوم بالدور الذى يمنعه هذا المركز أو هذه الوظيفة وقد ينجح أو يفشل ، ولهذا فمن الممكن أن يشغل الفرد وظيفة معينة ولكنه لا يقوم بالدور نقرضه هذه الوظيفة فيقوم فرد آخر بهذا الدور رغم أنه لا يشغل هذه الوظيفة ..                                                                                                                  مثال آخر : الابن الآكبر فى الأسرة له دور يختلف عن بقية أخوته من حيث مشاركة الأب فى المسئولية ورعاية أخوته ولكنه قد يفشل فى القيام بهذا الدور فيقوم به الابن الثانى الذى يابيه فى العمر .

3.     ولفهم الدور الذى يقوم به شخص ما ينبغى أن نفهم أمرين :

             أ‌-          خصائص شخصية هذا الفرد .

           ب‌-       الموقف الاجتماعى الذى يوجد فيه .                                                                             ويحدد كل مجتمع الأدوار الاجتماعية التى يتوقع من أفراده القيام بها فإذا أخذنا الأسرة – كمثال لخلية اجتماعية – نجد أن لكل فرد فيها دورا محددا يقوم به ، وهناك تفاعل وثيق بين هذه الأدوار لأنها تكون فى النهاية ما نطلق عليه أسم " النظام الاجتماعى للأسرة " .

4.     وقد يكون للفرد الواحد عدة أدوار يقوم بها فى حياته فالأب فى أسرته يقوم بدور أب يرعى شئون أفراد أسرته ، وهو فى عمله يقوم بالدور الذى تفرضه عليه وظيفته التى يشغلها ، وهو فى النادى الذى هو عضو فيه يقوم بدور آخر وهكذا وقد يحدث أحيانا تعارض وصراع بين هذه الأدوار المختلفة ، وأوضح مثال لذلك ، الترض الذى تقاسيه المرأة العاملة بين دورها كربة بيت وأم ودورها كموظفة ملقى عليها مسئولية عمل معين .

5.     ويختلف الدور الذى يقوم به الفرد باختلاف البيئة التى يوجد فيها والنمط الثقافى السائد بها:

             أ‌-          فى مجتمع المدينة : ينظر الى أبن الخامسة عشر أنه لا يزال صغيرا يتلقى العلم فى المدرسة ويحتاج الى رعاية السرة ، وهذا هو كل دوره .

           ب‌-       فى مجتمع القرية : ينظر الى هذا الابن على أنه أصبح رجلا تلقى عليه مسئولية العمل فى الحقل وفلاحة الارض ورعاية الحيوان .

           ت‌-       فى الاسرة الاوربية : يعتمد الابن على نفسه منذ الصغر فنجده موعد المدرسة لتوزيع اللبن أو الصحف على البيوت نظير أجر معين فيكسب بجهده ما يحتاج إليه من نفقات خاصة .

           ث‌-       فى الاسرة الشرقية : نجد هذا الابن نفسه – وربما أيضا الابن الذى تجاوز مرحلة التعليم الثانوى الى التعليم الجامعى – لا يزال عالة على والديه فى كل شئ ، وحتى فيما يحتاج اليه من نفقات خاصة !

 

محددات الموقف

 

1.     المواقف التى يمر بها الفرد لا حصر لها وتأثيرها فى شخصيته أمر لا يمكن إنكاره ، ولهذا لا يمكن النظر إلى الشخصية بعيدا عن المواقف التى تمر بها أو توجد فيها ، بل حتى العمليات الفسيولوجية فى الانسان تتطلب وجود أجهزة داخلية وعوامل بيئية ومواقف تتحقق فيها .                                                                                          مثال : عملية تناول الطعام تتضمن إحساس داخلى بالجوع ووجود طعام فى الخارج لإشباع هذا الجوع

2.     ويتبدل سلوك الفرد ويتغير حسب طبيعة الموقف الذى يوجد فيه إختلاف السلوك باختلاف المواقف حقيقة لا يمكن إنكارها ، ومن هنا يقول بعض الباحثين أنه ليس هناك " ثبات داخلى فى الشخصية " بمعنى أن كل شئ يتحدد بالموقف الذى يوجد فيه الفرد ، وهناك العديد من الأمثلة التى تدل على اختلاف السلوك باختلاف المواقف .                       مثال : لو وجه سؤال مثل " هل تحب مخالفة الناس ؟ " لشخص متقدم لشغل وظيفة تتطلب منه التعامل مع الجمهور فإنه سيجيب بالايجاب والاضاع أمله فى الحصول على الوظيفة ، بينما سيجيب بالنفى على هذا السؤال نفسه حين يوجه إليه من طبيب نفسى يقوم بمعالجته فهو هنا يؤثر أن يقرر الحقيه والا ضاع أمله فى العفاء .

3.     ومن هنا يقول البعض أنه لا فائدة من الاختبارات الشخصية هذه لأنها لا تفى عن حقيقة سلوك الأفراد لأن المهم فى الأمر هو المواقف نفسها وليس أى شئ آخر ، ورغم ذلك أن هذا القول فيه بعض الحقيقة إلا أنه لا يمثل الحقيقة كلها فهذه الاختيارات رغم ذلك تكشف لنا عن قدر معين من الثبات فى لاشخصية ينعكس أثره فى سلوك الفرد بطريقة تلقائية ، وفهمنا لهذا القدر الثابت يجعلنا تقترب كثيرا من فهمالشخصية ذاتها

 

 

الشخصية

 

     نأمل زملاءك فى عملك ، سوف تلاحظ أن كل فرد من أعضاء هذه الجماعة يسلك فى المواقف المختلفة بطريقته الخاصة تبعا لمواهبه واستعداداته وميوله ودوافعه وعاداته وأساليبه فى الإستجابه ، وغير ذلك من جوانب السلوك الإنسانى .

     وهكذا تلاحظ أن زملاءك يختلفون فى أنماط السلوك المختلفة ، وهذه الظاهرة تسمى الفروق الفردية ، فإذا ركزت ملاحظات على أحد هؤلاء الزملاء سوف تجد أن خصائصه المختلفة منتظمة على نحو معين ، فهو مثلا متوسط فى زكائه ، عملى فى ميوله ، متحرر فى إتجاهاته ، وإذا إستطعت أن نصف معظم خصائصه ، فأنت فى حقيقة الأمر تجاول أن تتعرف على ما يسميه علماء النفس " شخصية " هذا الزميل .

 

 

المفهوم الشائع للشخصية :

     ومفهوم الشخصية من المفاهيم الشائعه على الألسنه وفى الكتابات العامة ، ويمكن تصنيف الإستخدامات الدارجة لهذا المصطلح فى فئتين رئيسيتين هما :

1.     الشخصية هى مقدار الاثر الذى يحدثه الشخص فى الاخرين ، ويتضمن ذلك مهاراته الاجتماعية وكفاءته اغلشخصية فى ذلك ومن أمثلة هذا الاستخدام وصف الفرد بأن شخصيته قوية أو ضعيفة ، أو أن شخصيته جذابه أو منفرة ، ومن ذلك أيضا القول أن الفرد " له شخصية " أو " لا شخصية له " .

وهذا الاستخدام الدارج لمصطلح الشخصية يتضمن مشكلتين هما :

                                     أ‌-          للفرد شخصيات عديدة تبعا لآنواع التاثيرات المختلفة التى يحدثها فى الاخرين ، وعلى الرغم من أن هذا قد يكون صحيحا إلا أنه على الرغم من ذلك للشخصية تكاملها وإنتظامها .

                                   ب‌-       دراسة وفهم شخصية أى فرد  تتطلب دراسة إدراك الآخرين له ، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة يستخدمها علماء النفس فى بحوث الشخصية إلا إنها ليست الوسيلة الوحيدة ، فللفرد خصائص قد لا يستطيعالآخرون إدراكها .

2.     الشخصية هى الإنطباعات التى يتركها الفرد فى الآخرين ومن قولنا شخصية عدوانية أو مسيطرة أو إنتهازية ، وهذا الإستخدام الدارج الذى يعتمد على الإنطباع يتضمن مشكلتين هامتين أيضا هما :

                 أ‌-          تكوين افنطباع عملية ذاتيه تعتمد على توقيعات وتميزات الأخرين والتى تؤثر بدورها هذا الإنطباع ، بينما يعتمد علماء النفس فى دراسة الشخصية على الأساليب الموضوعية .

               ب‌-       يركز الأشخاص الأخرون فى تكوين  إنطباعاتهم عن الفرد على صفة واحدة أو بضعة صفات لسلوك هذا الفرد ، بينما تتطلب دراسة الشخصية مختلف هذه الخصائص للوصول إلى صورة كاملة لها قدر الإمكان .

 

 

المفهوم العلمى للشخصية :

     يقصد علم النفس بمفهوم الشخصية مصطلحا يعتمد من الوجهة المنطقية على مسلمة الفروق الفردية ، أى أن كل إنسان كائن فريد متميز بذاته ، وهو لا يمكن أن يكون أن يكون كذلك إلا إذا إختلف عن الأخرين ، وبالطبع فإنه بتشابه معهم فى بعض النواحى ، إلا أننا لو تناولنا البناء الكلى لخصائص نجده مختلفا عنهم ، وعلى ذلك يمكن تعريف الشخصية فى أطار الفروق الفردية كما يلى

     " الشخصية هى البناء الكل الفريد للسمات الذى يميز الفرد عن غيره من الأفراد ، وهذا التعريف يتضمن ما يلى :

1.     الفردية والتميز :

أى أن السلوك الذى يصدر عن الفرد يختلف من فرد لأخر ، فطريقتك فى الكتابة أو المشى أو حل المسائل أو التعبير عن الخوف أو العدوان أو السرور تختلف عن زملائك

2.     التنظيم :

جميع أنماط السلوك الذى تصدر عن الفرد منظمة ومتسقة على هيئة تسمى البناء أو البنية ، وهذا التنظيم يكون فى العادة ثابتا الى حد ما ولكنه مع ذلك قابل للتغير نتيجة للتفاعل الدائم بين العوامل الشخصية والاجتماعية ، فطريقتك فى التعبير عن الخوف تظل ثابتة لفترة زمنيةطويلة ما لم تتغير بتعليم جديد .

3.     التكامل :

فعل الرغم من أن تعريفالشخصية بتضمن الإشارة إلى سمات الفرد أو خصائصه إلا أن الشخصية ليست هى مجموع هذه السمات ، وإنما هى كل أكبر من مجموع أجزائه فمكونات الشخصية المختلفة سواء كانت جسمية أو عقلية أو إنفعالية أو إجتماعية نتفاعل معا بحيث تحدد أسلوب الشخص المميز أو الفريد .

 

الجانب الوجدانى للشخصية

 

نظريات الشخصية وعلاقتها بالجانب الوجدانى :

  يركز الجانب الوجدانى للشخصية على المكونات التى تتناول النواحى الإنفعالية والمزاجية والدافعية .

  معظم الكتابات المتخصصة فى الشخصية ركزت على الجانب الوجدانى ويظهر ذلك على وجه الخصوص فى النظريات المختلفة التى برزت فى هذاالميدان ومنها على سبيل المثال ما يلى :

 

1.     نظرية الأنماط الجسمية :

تعد هذه النظرية أقدم نظريات الشخصية على الإطلاق ، وتعود بأصولها إلى الطبيب اليونان أبقراط ، ثم ظهرت فى العصر الحديث على يد الطبيب الألمانى كرتشمر الذى يذهب الى القول بوجود علاقة وثيقة بين البناء الجسمى والجوانب الوجدانية للشخصية ، ويوجد ثلاثة أنماط من هذا النوع هى :

             أ‌-           النمط الدورى : وهوالشخص المنقلب فى حالته الوجدانية بين حالة الإنشراح وحالة الانقباض ويميل هؤلاء عنده الى القصر والبدانة .

           ب‌-       النمط الفصامى : وهو الشخص الذى يميل إلى الإنطواء والانسحاب من المواقف التى تتطلب علاقات إجتماعية ، ويميل هؤلاء إلى النحافة والضعف والطول

           ت‌-       النمط المتوازن : وهو الشخص المتزن وجدانيا ويميل جسمه إلى التناسق ويسميه النمط الرياضى .

 

2.     نظرية الأنماط النفسية :

أهم النظريات التى وضعت لتصنيف الناس إلى أنماط نفسية هى نظرية كارل بونج ، وفى هذا الصدد يميز يونج بين نمطين رئيسيين يمثلان علاقة الشخص بالعالم الخارجى وهما :

                                  أ‌-          نمط الانبساط وفيه يتجه الفرد نحو الأخرين والبيئة الخارجية ويظهر ذلك فى الاهتمام بتكوين علاقات إجتماعية ، وتفضيل المهن التى تدغوه إلى الإختلاط بالناس والتعامل معهم كالتدريس والطب والوعظ والدعاية والإعلان والبيع والخدمة الإجتماعية والخدمة النفسية ... إلخ .

                                ب‌-       نمط الإنطواء : وفيه يتجه الشخص بعيدا عن الأخرين ، ويكون أكثر تمركزا حول ذاته ، ويجب العزله ويتجنب الإختلاط بالناس ويفضل الأعمال والمهن التى تبعده عنهم مثل العمل داخل معمل أو فى عمل كتابى أو إدارى منعزل .

 

3.     نظرية التحليل النفسى :

تعود هذه النظرية إلى عالم النفس النمساوى سيجموند فرويد ، وفيها يذهب إلى وجود ثلاثة أنظمة للشخصية كبناء وجدانى هى :

                                  أ‌-          الهو : يتضمن كل ما يتوافر لدى الإنسان من خصائص طبيعية إما بالوراثة أو بعد الولادة ، وتشمل الغرائز الفطرية التى تمد الإنسان بالطاقة النفسية التى تعمل بها الشخصية ككل ، كما يشمل هذا النظام العمليات اللاشعورية وكذلك ما تم كبته فى اللاشعور                                                                                                          ويسيطر على هذا النظام مبدأ اللذة والذى يؤدى إلى سعى الإنسان إلى إشباع دوافعة وحاجاته البيولوجية دون مراعاة لقواعد المنطق أو مبادئ الأخلاق أو ظروف الواقع

                                ب‌-       الأنا : يقوم هذا النظام بالتحكم فى الدوافع الغريزية التى تسيطر على الهو وفقا لمقتضيات الواقع والظروف الإجتماعية ويسود مبدأ الواقع هنا ، وفى ضوئه يقرر الشخص إما إشباع دوافعه إذا كانتقواعد هذا المبدا تسمح بذلك أو تأجيل هذا الإشباع حين تحين الظروف املائمة ، أو قمع هذه الدوافع ومنعها من الشباع .   وبدل الأنا على النشاط الإرادى والشعورى للإنسان وبعين على توافق الشخص مع البيئة الإجتماعية المحيطة به ويدل على العمليات المعرفية وخاصة الإدراك والتفكير الموجه ، ويحاول المواءمة بين النظامين الأخرين للشخصية ، أى الهو – الذى شرحناه – والأنا العلى الذى سوف نشرحه بعد قليل ، بالإضافة إلى التوفيق بينهماوبين ظروف الواقع والعالم الاجتماعى الذى يعيش فيه الإنسان ومعنى ذلك أن الأنا يحاول التوفيق بين نظم متعارضة ، اللجوء إلى الجيل الدفاعية التى سنتناولهافيما بعد .

                                ت‌-       الأنا الأعلى : وهوبمثابة الضمير الذى يتمثل فى الوامر والنواهى والمعايير الخلاقية للمجتمع ويقوم بدور الضباط الداخلى للسلوك الإنسانى بدلا من الإعتماد على الضوابط الخارجية التى تفرضها رموز السلطة فى المجتمع ( كالوالدين مثلا ) . ويسود مبدأ المثالية والكمال هذا النظام الثالث للشخصية ويوجه النا نحو كف الدوافع الغريزية عن أن تشبع بالطرق غير المشروعة ، كما يوجهها نحو إحراز الهداف الأخلاقية .

 

4.     نظرية البعاد أو العوامل :

هذه النظرية تعتمد على فكرة تصنيف أنماط السلوك الوجدانى إلى فئات كبرى بإستخدام منهج إحصائى يسمى التحليل العاملى ، وتسمى هذه الفئات الأبعاد أو العوامل ومن أشهر أصحاب هذا الإتجاه عالم النفس الإنجليزى أيزنك والذى توصل إلى ثلاثة أبعاد أساسية للشخصية ، كل منها مؤلف من قطبين ، وهى :

                                  أ‌-          الإنبساط – الإنطواء : ويشير إلى أنماط السلوك التى تمتد بين الميول الإجتماعية والإندفاعية والمرح والتفاؤل والتساهل [ قطب الانبساط ] وبين الخجل الاجتماعى والتروى والانعزال والتشاؤم والمثابرة والتشدد [ قطب الإنطواء ] .

                                ب‌-       الإتزان الإنفعالى – العصابية : ويشير الى أنماط السلوك التى تمتد بين حسن التوافق النفسى والاجتماعى والنضج والاستقرار الانفعالى [ قطب الاتزان الإنفعالى ] ، وبين إختلال هذا التوافق وظهور عدم الاستقرار والقلق [ قطب العصابية ] .

                                ت‌-       الواقعية – الذهانية : ويشير الى أنماط السلوك التى تمتد بين الاستجابات التى تتفق مع مقتضيات الواقع ومتطلباته [ قطب الواقعية ] ، وبين الاستجابات المضادة لمتطلبات الظروف الواقعية المحيطة بالانسان [ قطب الذهانية ] .

 

 

طرق تقدير الجانب الوجدانى :

     إذا كانت الاختبارات هى الوسائل الأساسية التى يستخدمها علماء النفس فى تقدير وقياس الجانب المعرفى ، فإنهم يستخدمون فى تقدير الجانب الوجدانى طرقا ووسائلعديدة نذكرها فيما يلى :

             أ‌-          الملاحظة الطبيعية :

وهى ملاحظة الإنسان فى محيطة الطبيعى ، فبالنسبة للاطفال مثلا تتم ملاحظتهم فى المنزل أو المدرسة أو الحديقة العامة أو فناء الملعب ، ثم تسجل ما يصدر عنهم من أنماط السلوك الوجدانى .

           ب‌-       الملاحظة المعملية :

وهى ملاحظة الإنسان فى مواقف مصغرة يتم تصميمها بحيث تتطلب ظهور إنماط السلوك الوجدانى المطلوب دراستها ، ومن ذلك تهيئة مواقف لعب خاصة وملاحظة الأطفال أثناء أداء المهام فى هذه المواقف .

           ت‌-       وسائل التقرير الذاتى :

وهى طرق يطلب فيها من الشخص أن يعطى للباحث بيانات عن نفسه ، ولذلك تستخدم أنواع مختلفة من الاسئلة ، وحين توجه هذه الأسئلة كتابيا تسمى الأداة فى هذه الحالة استفتاء أو استبيانا ، وعندئذ يمكن تطبيقتها جماعيا بسهولة ويسر ، أما إذا وجهت الأسئلة شفويا وبطريقة فردية فإن الأداة تسمى فى هذه الحالة مقابلة .

           ث‌-       الأساليب الاسقاطية :

إذا كانت وسائل التقرير الذاتى تقدم للشخص أسئلة مباشرة عن أنماط سلوكه الوجدانى فإن الأساليب الاسقاطية تتسم بأنها تقدم للشخص مواقف غير منظمة وغير واضحة وعلية أن يدرك هذه المواقف ويفسرها ، ومن أمثلة هذه المواقف نخيل لأو تأليف قصة [ كما هو أحال فى إختبار تفهم الموضوع ] أو تفسير بقعة حبر [ كما هو الحال فى إختبار رورشاخ ] أو تكملة جملة ناقصة ، أو التعبير من خلال الرسم أو الموسيقى أو اللعب والافتراض الأساسى هنا هو أن الفرد حين يفعل ذلك يعكس الجوانب الوجدانية من سلوكه .

 

 

 

التوافق النفسى والاجتماعى

 

مفهوم التوافق و استخداماته فىعلم النفس

مفهوم التوافق أو التكيف مستمد فى جوهره من علم البيولوجيا ، ويعنى درجه الملاءمة بين الفرد و الظروف الطبيعية التى يعيش فيها حتى يستطيع البقاء . وقد انتقل المفهوم الى علم النفس منذ نشأته المبكرة . فقدتأكد أن الإنسان فى حاجة أيضا إلى هذه الملاءمة بينه و بين الظروف الاجتماعية و النفسية المحيطة به ، ولهذا ظهر مفهومالتوافق النفسى و الاجتماعى ، و تنبه العلماء الى اهميته و خاصة مع تغير هذه الظروف النفسية و الاجتماعية و التى نتطلب بدورها عمليات توافق مستمرة .

 

أنواع التوافق

 

يتضمن التوافق كما يستخدم فى علم النفس معنيين رئيسين :

[أ]تعديل سلوك الفرد بحيث يتواءم مع الظروف المتغيرة فى البيئة النفسية و الاجتماعية بل و المادية ، المحيطة به ، ويلعب التعلم الدور الحاسم فى هذا الصدد

[ب] تعديل البيئة النفسية ، و الاجتماعية ، بل و المادية المحيطة بالفرد بحيث تصبح أكثر قابلية لاشباع دوافعه و تحقيق اهدافه .

ويمكن القول أن عملية التوافق تعمل فى الاتجاهين معا . فإذا كانت البيئة على درجة كبيرة من التغير و التجدد و التنوع على نحو يتطلب من الشخص قدرا كافيا من المرونة نسمح له بتعديل سلوكه [ و هذا هو التوافق بالمعنى الأول ] ، فان دوافع الشخص و أهدافه متنوعة و متجددة و متغيرة ايضا على نحو قد يطلب منه أن يغير فى بيته . وقديقومهو بنفسه بهذا التعديل ، وقد يعاونه فى ذلك غيره . وقد تتضمنهذه المساعدة من الأخرين المعاونه المباشرة فى تغيير البيئة أو فى تعديل نظرة الشخص الى بيئته [ و هذا هو التوافق بالمعنى الثانى ]

كما يميز علماء النفس بين نوعين رئيسيين من التوافق بمعنييه السابقين هما التوافق النفسى [ أو الشخصى ] و التوافق الاجتماعى .

 

[1] التوافق النفسى [ الشخصى ] 

يقصد بالتوافق النفسى [ الشخصى ] المراءمه بين الشخص وذاته ، ويعنى ذلك أن يكون الفرد راضيا عن نفسه ، متقبلا لها ، مع التحرر النسبى من التوترات و الصراعات التى تقترن بمشاعر سلبيه نحو الذات .

 

ويرتبط التوافق النفسى ارتباطا وثيقا بمدى اشباع الدوافع و الحاجات الفردية ، و تحقيق الاهداف الشخصية . 

 

[2] التوافق الاجتماعى

يقصد بالتوافق الاجتماعى المواءمة بين الشخص وغيره من الناس ، ويشمل ذلك جميع المجالات الاجتماعية التى يعيش فيها الفرد كالمدرسة و الأسرة و المهنة . و يرتبط التوافق الإجتماعى ارتباطا و ثيقا بمدى اشباع الدوافع و الحاجات الاجتماعية , تحقيق الاهداف الاجتماعية .  

 

الاحباط و الصراع

اذا وجدت عوائق تمنع الفرد من اشباع دوافعه وحاجاته ، أو تحقيق اهدافه يتعرض لخبرة نفسية تسمى الاحباط ، اما اذا تعارضت دوافعه وحاجاته و أهدافه فإنه يتعرض لخبرة نفسية اخرى تسمى الصراع . و نعرض فيما يلى هذين المفهومين الهامين . 

 

[1] الاحباط :

حين يسمى الانسان لاشباع دوافعه او تحقيق أهدافه [ سواء اكانت شخصية أم اجتماعية ] فلا يستطيع ، بسبب نقص خبراته السابقة أو عدم كفاءة عاداته المالوفة ، أو لوجود عوائق أو موانع تحول دون ذلك فإنه حيينئذ يتعرض لخبرة نفسية تسمى الاحباط .

و قد اهتم علماء النفس بدراسة العوامل المحدثة للاحباط و التى تصنف الى عوامل خارجية و عوامل داخلية على النحو الاتى :

 

[1] العوامل الخارجية المحدثة للاحباط :

يقصد بالعوامل الخارجية تلك التى توجد فى البيئة المحيطة بالفرد و التى تشمل :

[1] الظروف المادية فى البيئة : وتعنى عجز الامكانات الطبيعية للبيئة التى يعيش فيها الفرد عن اشباع دوافعه أو تحقيق اهدافه . ومن أمثله ذلك تعطل سيارة الاتوبيس التى تنقلك الى المدرسة فى الصباح

[2] القيود و الضوابط الاجتماعية : والتى تنشأ عن تصرفات وأعمال الأخرين كما قد تنشا عن الأوامر و القيودو النواهى التى تفرض على السلوك الانسان ، وويشمل ذلك التقاليد و العادات و القوانين السائدة فى المجتمع . 

[3]المستويات الاقتصادية و الاجتماعية : فقد يشعر الفرد بالاحباط نتيجة عدم كفاية الدخل أو الانتماء لمستوى اقتصادى و الاجتماعى منخفض ، ويزداد اثر هذا العامل اذا كان الاعتقاد السائد ان ثروة الشخص أو عمله مقياس لقيمتهوقدره فى المجتمع . 

 

[ب] العوامل الداخلية المحدثة للاحباط :

يقصد بالعوامل الداخلية تلك التى تنشأ داخل الفرد نفسه و تشمل :

[1] العيوب و النقائص الشخصية : وقد تكون هذه العيوب أو النقائص جسمية أو عقلية أو نفسية . ومن أمثله ذلك العاهات و الأمراض و نقص بعض القدرات و الخجل أو الخوف من مواقف معينة . 

[2] الشعور بالتعطل الوظيفى : فالحرمان من العمل أو العجز عن الحصول عليه أو القيام بعمل لا يشعر فيه الفرد بأنه مواطن منتج ، كل هذه تؤدى الى ما يسمى بالتعطل الوظيفى . وهذا الشعور هو الذى يدفع الشخص الى طلب النقل أو الاستقالة من عمل يتقاضى منه مرتبا كبيرا لانه يشعر بأن العمل لا يتلاءم مع قدراته و امكاناته .

[3] عدم فهم الشخص لذاته : عندما يختار الشخص أهدافه فإنه يحددها فى ضوء ادراكه لقدراته و مكاناته ،واذا لم يكن هذا الادراك واقعيا فإن الشخص قد يواجه خبرة الاحباط و خاصة اذاحدد لنفسه اهدافا تفوق كثيرا طاقته و امكاناته .

[2] الصراع :

ينشأ الصراع اذا تعارضت دوافع الفرد و حاجاته واهدافه ويكون لها فى نفس الوقت درجة متساوية تقريبا فى القوة و التأثير . ويصنف علماء النفس الصراعات المختلفة الى الانواع الثلاثة الاتية :

[أ] صراع الاقدام – الاقدام :

يحدث هذا الصراع حين يحاول الشخص الاختيار بين هدفين كلاهما جذاب . ومن أسئلة ذلك الاختيار بين و ظيفتين جيدتين . والصراع فى هذه الحالة لا يستمر بل ينتهى حالما يقرر الشخص اختيار الهدف الاقرب ، أما اذا طال امد هذه الصراع فغن هذا يدل على وجود خبرة سابقة سلبية تدعو الى التردد فى اتخاذ القرار .

[ب] صراع الاحجام – الاحجام : 

وينشأ هذا الصراع عندما يحاول المرء الإختيار بين هدفين كلاهمامنفر ، ومن أمثلة ذلك إختيار المريض بين تناول الدواء المر أو إطالة مدة المرض ، أو إختيار أصحاب الزوج الفاشل بين استمرار الزواج وما يصاحبه من سوء العشرة ، وبين الطلاق وما يترتب عليه من تشتت الأبناء ، وهذا النوع من الصراع أكثر صعوبة فى حسمه ولذلك يطول أمده ، وكثيرا ما يتذبذب الأشخاص بين البديلين المنفرين .

[ج] صراع الاقدام – الاحجام :

حين يكون الهدف الواحد جذابا ومنفرا فى وقت واحد فإن الشخص يعانى فى هذه الحالة من صراع الاقدام- الاحجام ، ومن أمثلة ذلك حب الشخص لتناول الحلوى وخوفة من السمنة وزيادة الوزن فى نفس الوقت .

ويوجد فى هذا النوع ما يسمى " صراع الاقدام – الاحجام المزدوج " الذى ينشأ عن وجود هدفين لدى الشخص لكل منهما جوانبه الإيجابية والسلبية ، وأشهر المثلة على ذلك ما يسمى صراع الأدوار ، ومن ذلك إختيار المرأة بين العمل والتفرغ للبيت ، فالعمل قد يكون مجهدا ولكنه يدر عليها دخلا ، والتفرغ للبيت يتيح لها الفرصة لرعاية الأبناء ولكنه قد يكون مملا يسبب طول وقت الفراغ .

وهذا النوع من الصراع هو أصعب الأنواع فى الجسم ، ففيه يميل الشخص الى التذبذب بين البدائل ، وقد يعود الى بديل رفضه من قبل ، ثم يتركه ويرجع الى البديل الآخر ، وهكذا ولزمن طويل .

 

نتائج الاحباط والصراع :

يرتبط الاحباط والصراع بحالات انفعالية غير سارة كالقلق والتوتر والغضب إل أن هذه النتائج تعتمد على مجموعة من العوامل هى :-

[1] نوع العائق :

تتوقف نتائج الاحباط والصراع على نوع العائق الذى يتعرض له الفرد ، فطريقة الاستجابة لصراع خلقة [ كالغش فى الامتحانات ] وما يصاحبه من شعور بالذنب ، تختلف عن الاستجابة لعائق اقتصادى [ كنقص الدخل ] حين يبحث المرء عن عمل إضافى مثلا لزيادة دخله .

[2] الخبرة السابقة :

تؤثر خبرة الشخص السابقة فى التعامل مع مواقف الاحباط والصراع فى تحديد نمط استجابته فى الموقف الحاضر ، فخبرات الفشل السابقة قد تؤدى الى مزيد من القلق والتوتر أما اذا كان المرء قد تعرض فى الماضى لخبرات نجاح فى التغلب على العائق فإنه قد يشعر عند مواجهة الموقف الراهن بالثقة بالنفس وينسم سلوكه بالمثابرة والجلد .

[3] تفسير الشخص للموقف :

تتوقف درجة شدة العائق وخطره على مدى شعور الفرد بتهديد لذاته من ناحية ، وعلى درجة تقدير الشخص لذاته من ناحية أخرى ، فالفشل فى الامتحان قد يفسره أحد الطلاب بانه عائق مؤقت إذا كان تقديره لذاته مرتفعا ، وأما الطالب الذى يقدر ذاته تقديرا منخفضا فانه قد يبالغ فى تفسير هذا الحدث ويعتبره خطرا يهدده ، ويشعر بانه غير جدير بالنجاح ويؤدى به ذلك الى فقدان الثقة بالنفس .

[4] مصدر العائق :

تختلف الاستجابة للاحباط والصراع تبعا لمصدر العائق ، فالتوتر والغضب يصاحبان العوائق جميعا سواء اكانت شخصية أم غير شخصية ، إلا أنه فى حالة العائق الخارجى [ غير الشخصى ] فإن الاستجابة قد تتوجه الى شخص آخر أو شئ ، وحينئذ قد يظهر السلوك العدوانى .

[5] طبيعة الدافع أو الهدف :

تؤثر طبيعة الدافع أو الهدف فى نوع الاستجابة التى تصدر عن الشخص لاذى يمانى من خبرة الاحباط أو الصراع ، فاذا كان الدافع ثانويا أو الهدف غير هام فإن الشخص لا يستجيب إلا بشعور خفيف بالضيق ، أما إذا كان الدافع أساسيا أو كان الهدف رئيسيا فإن التوتر الذى يصاحب تعويقة يكون طويل الامد .

[6] إمكانات إشباع الدوافع أو تحقيق الأهداف :

يتوقف الأثر الناجم عن الاحباط والصراع على الامكانات امتاحة لاشباع دوافع الفرد أو تحقيق أهدافه ، وبصفة عامة يمكن القول أن الدافع الذى يمكن إشباعه بطرق متعددة الذى يمكن الوصول إليه بوسائل مختلفة قلما ينشأ عنهما مشكلات توافق .

[7] إدراك الفرد لدوافعه وأهدافه :

كلما كان الفرد مدركا لدوافعه وأهدافه أدى الى تسهيل اللجوء الى الطرق المباشرة للتغلب على العوائق وما يصاحبها من غحباطات وصراعات ، أما إذا كانت هذه الدوافع والهداف لا شعورية بحيث لا يكون الفرد واعيا بها فإنه يلجأ فى الأغلب الى الأساليب غير

 

أساليب التوافق

 

     لا تخلو حياة كل إنسان من بعض الموقف التى تتضمن درجات متفاوته من الاحباط أو الصراع .

     وبالطبع لابد للانسان من السعى للتغلب على هذه الظروف وحلالمشكلات الناجمة عنها حتى يعود اليه توافقة النفسى والاجتماعى من جديد ، وتصنف الطرق التى يستخدمها الشخص للوصول الى هذا التوافق الى فئتين : الطرق المباشرة والطرق غير المباشرة والتى نتناولها فيما يلى :

[اولا] الأساليب المباشرة للتوافق : 

يستطيع معظم الناس التغلب على مواقف الاحباط والصراع وما ينشأ عنها من عدم توافق باللجوء الى الاساليب المباشرة ، والتى تستخدم فى حل مشكلات التوافق حلا حاسما ونهائيا ، وتتسم هذه الطرق بأنها شعورية ، كما أن الدوافع التى يراد إشباعها بهذه الاساليب وكذلك الاهداف التى يراد تحقيقها بها تتسم بأنها شعورية كذلك ، وأهم هذه الطرق ما يأتى :

 

[1] بذل الجهد لإزالة العائق والوصول الى الهدف :

إن أول طريقة مباشرة للتغلب على مواقف الاحباط والصراع وما يتضمنه من عوائق تحول دون إشباع الدوافع أو الوصول الى الاهداف هى القيام بعمل جدى ومضاعفة الجهد لإزالة هذه العوائق ، فالطالب الذى يرسب فى الامتحان يحاول يزيد من مجهوده فى استذكار دروسه حتى ينجح فى الامتحان عند إعادته ويتفوق فيه .

 

[2] البحث عن طرق أخرى للوصول الى الهدف :

إذا وجد الشخص أن الطريقة التى يستخدمها للوصول الى الهدف لا تؤدى الى ذلك بالرغم مما يبذله من جهد ونشاط فإنه يبدأ فى البحث عن طريقة أخرى تؤدى الى ذلك فالطالب فى المثال السابق قد يلجأ الى تغيير عاداته فى الاستذكار ، وهذه الطريقة لا تصلح الا إذا كان العائق خارجيا أو كان ناجحا عن عيوب شخصية ممكن تعديلها وعلاجها .

 

[3] إستبدال الهدف بغيره :

إذا فشل الشخص فى التغلب على الاحباط والصراع والوصول الى الهدف بإحدى الطريقتين السابقتين فإنه حينئذ قد يلجأ الى طريقة ثالثة وهى تغيير الهدف نفسه ، وإحلال هدف أخر يسهل الوصول اليه محله ، وتتوقف كفاءة هذه الطريقة على نجاح الهدف الجديد عند إحرازة باشباع الدافع أو الحاجة ، لنفرض إنك كنت تتهيأ للعب كرة قدم فأمطرت السماء واضطررت الى البقاء فى المنزل ، وأخذت تشاهد التليفزيون ، فإذا كان هدفك من لعب كرة القدم مرتبطا برغبتك فى التسلية وقضاء وقت الفراغ فإن الهدف البديل [ وهو مشاهدة التليفزيون ] يمكن أن يشبع هذهالحاجة ، أما إذا كان لعب كرة القدم هدفا للحاجة الى التقدير فإن مشاهدة التليفزيون لن تكون هدفا بديلا .

 

[4] إستخدام أسلوب حل المشكلة :

يمكن للشخص الذى يعانى من خبرة الاحباط أو الصراع أن يلجا الى طريقة مباشرة للوصول الى الهدف وتحقيق التوافق وهى أسلوب حل المشكلة

وتتطلب هذه الطريقة أن يحاول الشخص جمع أكبر قدر من المعلومات عن الهدف الذى يسعى اليه ، أو الاهداف المتصارعة لديه ، ثم يجرى عمليات التحليل المعتادة فى سلوك حل المشكلة ، ويجرب الوصول الى الهدف ليتعرف على عواقبه واتوابعه ، وقد ينتهى به ذلك الى قبول الهدف أو التخلى عنه ، وفى حالة الصراع قد يتخلى عن أحد الهدفين أو عنهما معا ، وقد يحاول التوفيق بينهما .

 

[ثانيا ] الاساليب غير المباشرة للتوافق :

إذا فشلت الاساليب المباشرة فى التغلب على الاحباط أو الصراع فإن حالة التوتر النفسى الناشئة عنهما تستمر لفترة طويلة على نحو يسبب للشخص كثرا من القلق والالم والضيق ، ولذلك يتلمس الشخص بعض الطرق غير المباشرة لتخفيف حدة التوتر الناجم عن الاحباط والصراع ، وهذه الاساليب غير المباشرة تتسم بأنها لا شعورية ، وبعضها قد يكون من النوع غير السوى ويمارسها قليل من الناس وتسمى الاضطرابات النفسية .

 

[1] الحيل الدفاعية :

الحيل الدفاعية هى أساليب غير مباشرة لتحقيق التوافق النفسى والاجتماعى ، والتغلب على خبرة الاحباط والصراع الناجمة عن عدم تحقيق الاهداف أو عدم إشباع الدوافع والحاجات ، والتى تستمر مع الشخص لفترة طويلة بسبب عجزة عن التغلب عليها بالطرق المباشرة التى أشرنا إليها فيما سبق .

وتسمى بالحيل الدفاعية لأنها تقلل من آثار التوتر والقلق والالم التى تنجم عن الاحباط والصراع ولكنها لا تؤدى الى تحقيق الهدف أو إشباع الدوافع بطريقة واقعية ، بل قد تدفع المره الى اصدار أنماط من السلوك غير الملائم ، وقد تكون وظيفتها الجوهرية أنها تهئ للانسان مسحة من الوقت يعبد فيها تنظيم حياته حتى يتوصل الى الحلول الملائمة والواقعية لمشكلاته .

والحيل الدفاعية شائعة ومألوفة عند جميع الناس ، وهم يلجأون اليها فى كثير من المناسبات ، ولذلك فهى من نوع السلوك السوى أو المعتاد ، غير أن الاسراف فيها واللجوء اليها لحل معظم المشكلات التى يتعرض لها الشخص يدل على استمرار حالة عدم التوافق لديه ، وقد يكون ذلك علامة على الاضطراب النفسى ، لان هذا الاسراف فى استخدام الطرق المباشرة [ وهى الطرق الفعالة والمجدية ] فى حل المشكلات ، بل قد يضر علاقاته الاجتماعية بالاخرين ويسبب له بعض المشكلات الاضافية .

وتتسم الحيل الدفاعية بأنها لا شعورية ، فالشخص الذى يقوم بها لا يكون واعيا بالدوافع أو الاهداف الحقيقية لها ، بل قد ينكر أنه يلجأ اليها إذا وجهه أحد الى ذلك وتعرض فيما يلى قائمة بهذه الحيل الدفاعية .

[ أ ] الكبت :

الكبت هو نوع من النسيان المدفوع

وبه يسمى المرء ، بطريقة لا ارادية ، الى ابعاد الدوافع غير المقبولة والذكريات المولمة أو المشينة أو المخيفة عن دائرة الشعور والوعى ، واخفائها فى اللاشعور .

[ب] الاعلاء [ التسامى ] :

الاعلاء أو التسامى هو تحويل " الطاقة النفسية المتعلقة باحد الدوافع أو الاهداف غير المقبولة إجتماعيا وتوجيهها الى نشاط اجتماعى مقبول ومفيد فالدوافع الجنسى مثلا يمكن علاوة بالنشاط الادبى والفنى ، والرغبات العدوانية يمكن أن تتسامى من خلال بعض الانشطة الرياضية .

[ج] التعويض :

التعويض هو حيلة دفاعية لا شعورية يلجا اليها الفرد لتخفف حدة التوتر الناجم عن خبرة الاحباط أو الصراع وما يصاحبها من شعور بالنقص أو إحساس بالفشل ، وهو نوع من تغيير الاهداف ، الا انه فى حالة التعويض يكون لا شعوريا ، أما فى حالة استبدال هدف بآخر كطريقة مباشرة للتوافق فيكون عن وعى وادراك وشعور ، ناهبك عن أن تغيير الاهداف كطريقة مباشرة لا يصاحبه عادة شعور بالنقص أو إحساس بالفشل كما هو الحال فى التعويض ولهذا فإن معظم صور التعويض باستخدام القوة مع الاصغر منه سنا ومع الحيوانات .

[ د ] التبرير :

التبرير هو محاولة لا شعورية لاعطاء أسباب تبدو مقبولة إجتماعيا أو معقولة منطقيا على الرغم من أنها بالفعل غير سليمة ، وذلك لتعليل راى أو شعور عمل يصدر من الشخص، تجنبا لسبب الصحيح الذى يعد مصدر الاحباط أو الصراع وما يصاحبهما من توتر ، ويوجد نوعان من التبرير :

 

1-      تشويه الهدف الجيد :

وفى الحيلة يقلل الشخص من قيمة الهدف الذى يعجز عن الوصول اليه ، فحين يفشل الشخص فى الحصول على وظيفة قد يصفها بأن مستقبلها غير مضمون ، وتسمى هذه الحياة [ بالعنب الحصرم ] نسبة الى قصة الثعلب الذى دخل حديقة ولم يستطيع الوصول الى عنبها الناضج لياكله فوصفة بانه لا يزال حصرما .

2-      تحسين الهدف السئ :

وفى هذه الحالة يضخم المرء من قيمة الهدف الذى وصل اليه على الرغم من أنه ليس هدفا جيدا ، وتسمى بحيلة [ الليمون الحلو ] نسبة مرة أخرى الى قصة الثعلب الذى دخل حديقة ولم يجد فيها غير الليمون فاكله ووصفة بأنه حلو على الرغم من أنه مر ، فالشخص الذى يحصل على وظيفة متواضعة قد يصفها بأنها تهئ له الحياة الهادئة .

[ه] الازاحة [ الاحلال أو النقل ] :

الازاحة حيلة دفاعية يلجا اليها الشخص لنقل الانفعالات من معانيها الاصلية غير المقبولة الى معان أخرى بديلة تكون أكثر قبولا لدى الشخص ، وقد تتخذ الازاحة صورة النقل من أشياء أو أشخاص معينين الى أشخاص آخرين ، أو صورة تحويل الدوافع والاهداف من طريقها الاصلى الى طريق آخر بديل ، فالموظف الذى يغضب رئيسة قد ينقل غضبة الى زوجته أو خادمه .

 

[و] الاسقاط :

الاسقاط حيلة أخرى يلجا اليها الانسان حين يلصق عيوبه أو نقائصة أو فشل بالأخرين ، وهو بذلك وسيلة لانكار وجود هذه العيوب أو الاخطاء فيه ، ومن الاسقاط أيضا أن ينسب المرء الى شخص آخر مسئولية الافعال التى يود أن يبرا منها هو ، فالشخص الذى يشعر بالكراهية نحو شخص آخر قد يسقط ذلك عليه ويدركه على أنه يضمر له العداء .

 

[ز] التقمص [ التوحد ] :

حيلة التقمص هى عكس حيلة الاسقاط ، وفيها يسعى المرء الى خفض التوتر النفسى الناجم عن الاحباط والصراع عن طريق التحلى ببعض الصفات والخصائص التى يتسم بها شخص أخر ، أو عن طريق الاتحاد الوجدانى مع هذا الشخص ، ومن ذلك توجد الطفل الصغير مع والده أو الطالب مع أستاذه .

 

[ح] التكوين الضدى [ تكوين رد الفعل ] :

هذه الحيلة تظهر حين يتخذ الفرد اتجاها معينا مضادا لاتجاه آخر يكون غير مقبول إجتماعيا أو يكون مثيرا للقلق ، وهو بذلك يتجنب لا شعوريا الاحباط والصراع الذى يرتبط بالدوافع والاهداف غير المقبولة ، وقد يظهر فى صورة الاسراف والمغالاة فى الاتجاه المرغوب ، مع عدم ملاءمة هذه الاتجاهات المسرفة مع الموقف ، فالمبالغة فى الاهتمام بصحة شخص – رغم أن حالته المرضية لا تستدعى ذلك – قد تكون ستارا يخفى كراهية له .

 

[ط] الخلفة [ العناد ] :

تحدث الخلفة أو العناد كرد فعل للاحباط والصراع اللذين يثيرهاشعور الفرد بالظلم أو شعوره بالنقص ، وهذه الحيلة الدفاعية تساعد الفرد على اثبات ذاته فى المواقف التى تقلل من شانه ، فالموظف الذى يخالف آراء رؤسائه قد يكون ذلك من باب تأكيد الذات وإثبات الأهمية .

 

[ى] احلام اليقظة :

وهى حيلة يلجأ اليها الانسانلاشباع دوافعه أو تحقيق أهدافة فى عالم الخيال طالما أنها لم تشبع أو تتحقق فى عالم الواقع ، وفى أحلام اليقظة تزول جميع العوائق وتسير جميع الوسائل ولها عدة انواع منها :

1-       أحلام البطولة وفيها يبدو الشخص فى صورة بطل أو شخصية عظيمة .

2-       أحلام العدوان وفيها يتخيل الشخص حدوث الاذى أو الآلم أو الضرر للاشخاص الذين يقفون فى سبيل تحقيق أهدافة .

3-       أحلام الاستشهاد وفيها يتخيل الشخص نفسه شهيدا تعرض للاذى أو المصائب أو المرض

 

[ك] الانسحاب :

وفى هذه الحيلة يبتعد الشخص عن العوائق التى تعترض سبيل تحقيق دوافعه أو المواقف التى تسبب له الصراع أو الفشل ، أو التى تؤدى الى نقده أو عقابه ، ومن أمثلة ذلك الشخص الذى يغلق على نفسه باب حجرته بعد أن تنزل به هزيمة مهيئة ويظل على هذا النحو ساعات طويلة منعزلا .

 

[ل] النكوص :

النكوص هو ارتداد الى بعض أساليب التوافق القديمة التى كانت تشبع رغبات الشخص وتحقق أهدافة فى مرحلة سابقة من مراحل نموه ، على الرغم من أنه يكون قد تعدى هذه المرحلة ، ومن أمثلة ذلك عودة الطفل الى التبول اللاارادى حين يلاحظ انصراف إهتمام والديه الى شقيقه المولود حديثا ، ويعتبر النكوص فى هذه الحالة حيلة لا شعورية لجذب إنتباه الوالدين اليه .

 

[م] الانكار :

تظهر هذه الحيلة فى صورة رفض الشخص الاعتراف بأنه حالة إحباط أو صراع ومن أمثلة ذلك شعور التاجر بالرضا على الرغم من أن تجارته تنهار ويكاد يفلن .

 

[2] إضطرابات السلوك :

أشرنا الى أن الحيل الدفاعية هى أساليب غير مباشرة للتوافق ، وتظل هذه الحيل فى نطلق السواء النفسى طالما أن الإنسان يلجأ إليها فى بعض الأحيان حين لا يستطيع أستخدام الأساليب المباشرة أو حين تفشل هذه الأساليب فى تحقيق توافقه ، ولذلك فهى شائعة عند جميع الناس .

إلا أن هذه الحيل تعد مؤشرأ على إضطرابات السلوك إذا لجأ اليها الإنسان وحدها فقط عند محاولة لإشباع دوافعه أو تحقيق أهدافه ، أو إذا أسرف فى إستخدامها بحيث تصبح نسفا سلوكيا للتوافق السئ ، وقد تكون هذه الحيل غير كافية لتخفيف حدة القلق والتوتر الملازمين للاحباط والصراع وحينئذ قد بلجأ الإنسان على نحو لا شعورى الى صور أخرى من السلوك التوافقى السئ ، بعد ضرورة من السلوك المضطرب أو الشاذ

 

[أ] خصائص السلوك المضطرب :

يتسم السلوك المضطرب بالخصائص الاتية :

[1] الادراك المختل أو المشوه للواقع : فالفرد يدرك الواقع على نحو مختل أو مشوه

[2] السلوك غير الملائم : يحاول الفرد أن يتوافق مع الواقع على أساس هذا الادراك المختل ولذلك يبدو سلوكه غير ملائم أو شاذا .

[3] الشعور بالتعاسة : يشعر الفرد بعدم السعادة بسبب ما يعانية من قلق ناشئ عن إحباطاته وصراعاته التى تعمل بشكل لا شعورى ، مع عدم نجاح السلوك المضطرب فى حلها

[4] ضعف القدرة على إصدار الاحكام وعلى إقامة علاقات سليمة مع الآخرين : فحين يجد الإنسان صعوبة فى حل مشكلاته تضطرب علاقاته الاجتماعية وتضعف كفاءته فى أداء أعماله .

 

[ب] انواع السلوك المضطرب :

توجد أنواع عديدة من انماط السلوك المضطرب والتى تعد جمعيا من إنماط التوافق السئ أو التوافق الفاشل فى حل مشكلات الاحباط والصراع وتشمل هذه الانواع ما يلى :

[1] إدمان المخدرات وامكسرات .

[2] الأمراض النفسية [ العصاب ] وهى أمراض خفيفة لاوطاة وفيها يكون المريض مستبصرا بالامة مدركا لحاجته للعلاج ، ولذلك تسمى الاضطرابات النفسية الصغرى

[3] الامراض العقلية [ الذهان ] وهى اضطرابات شديدة فى درجاتها وأعراضها وفيها يكون المريض غير مستبصر بمرضه وغير مدرك لحاجته للعلاج بل يرفضه اعتقادا فى أنه لا يعانى من اى مرض ، ولذلك تسمى الاضطرابات النفسية الكبرى .

وجميع هذه الاضطرابات السلوكية تحتاج الى مساعدة الاخصائى النفسى والتدخل العلاجى باستخدام اساليب العلاج النفسى الذى يمارسه متخصصون مؤهلون تعدهم أقسام علم النفس بكليات الاداب او التربية وأقسام الطب النفسى بكليات الطب .

 

 

 

التوافق والصحة النفسية

 

العلاقة بين التوافق والصحة النفسية :

لعلك لاحظت فى الفصل السابق أن التوافق النفسى والاجتماعى قد يكون جيدا أو سيئا ، ولعلك لاحظت أيضا أن سوء التوافق له درجات تبدا من المستوى البسيط الذى يواجهه كل واحد منا فى كثير من مواقف الحياة اليومية حيث لا تخلو حياة كل منا من إضطراب أو ضيق ، إلا أن معظمنا يستطيع إشباع دوافعة أو تحقيق أهدافه وحل مشكلاته ، والمضى فى أنشطة الحياة اليومية المعتادة بطريقة طبيعية حتى ولو لجأ الى بعض الأساليب غير المباشرة للتوافق ومنها الحيل الدفاعية .

أما أذا وجد المرء صعوبات فى حل المشكلات والتخلص من مشاعر الضيق والقلق والتوتر المصاحبة لخبرات الاحباط والصراع وفشلت أساليبه المباشرة وغير المباشرة فى حل هذهالمشكلات فإنه يظهر ما أسميناه السلوك المضطرب ، والذى قد يصل الى أقصى درجاته فى الامراض العصابية [ النفسية ] والامراض الذهانية [ العقلية ] .

أما التوافق الجيد فيعنى المواءمة المناسبة بين الفرد ونفسه من ناحية وبينه وبين المجتمع الذى يعيش فيه من ناحية أخرى ، وبه يحل الفرد المشكلات الناجمة عن الاحباط والصراع بالطرق المباشرة وبأقل استخدام ممكن من الطرق غير المباشرة [ او الحيل الدفاعية ] ، ولذلك يتسم سلوكه بما يسمى الصحة النفسية ، ومن هنا تبدو الصلة الوثيقة بين التوافق الجيد والصحة النفسية من ناحية وبين التوافق السئ والمرض النفسى من ناحية أخرى .

 

 

معنى الصحة النفسية :

يمكن تعريف الصحة النفسية فى ضوء ما سبق بأنها حالة من التوافق النفسى والاجتماعى الجيد ، وهذا التعريف الايجابى يختلف عن التعريف الايجار يختلف عن التعريف السلبى الشائع الذى يركز على الحلو من الامراض النفسية

ويتضمن هذا المعنى الايجابى للصحة النفسية محددا من المؤشرات التى يمكن أن نستنتج منها والتى تتمثل فيها بالاتى :

[1] الشعور بالراحة النفسية والسعادة .

[2] الخلو النسبى من مظاهر الاضطراب السلوكى .

[3] الكفاءة فى القيام بالادوار الاجتماعية .

[4] تقبل الذات والآخرين .

[5] القدرة على تكوين علاقات ملائمة مع الآخرين .

[6] اتخاذ أهداف واقعيه سعيا لتحقيق الذات .

[7] الاستقلالالمعرفى والوجدانى .

وتعرض فيما يلى لهذه الخصائص بايجاز :

[1] الشعور بالراحة النفسية والسعادة :

ويتمثل ذلك فى شعور الفرد بالرضا عن حياته وعمله وأسرته وأصدقائه ، إلا أن ذلك لا يعنى أن الشخص الصحيح نفسيا لا تصادفه عوائق او عقبات تقف دون اشباع حاجاته أو تحقيق أهدافه ، إنه كثيرا ما يصادف  مثل هذه العوائق التى تؤدى الى خبرة الاحباط أو الصراع ولكنه يتغلب على هذه المشكلات بطريقة نرضاها نفسه ويقرها المجتمع ، وغالبا ما تكون الطرق التى يلجأ اليها فى حل هذه المشكلات من نوع الاساليب المباشرة للتوافق والتى بيناها فى الفصل السابق .

 

[2] الخلو النسبى من مظاهر الاضطراب السلوكى :

يتسم الشخص الصحيح نفسيا بالخلو النسبى من مظاهر الاضطراب السلوكى وأهمها الشعور بالقلق والذنب والضيق والتوتر صحيح أن كل منا يتعرض لمثل هذه المشاعر فى بعض المواقف إلا أن تعرض الصحيح نفسيا لها يتسم بأنه تعرض مؤقت وعارض ويزول بزوال أسبابه ، ولا تلبث أن تعود للشخص مشاعر الراحة النفسية والسعادة

 

[3] الكفاءة فى القيام بالادوار الاجتماعية :

يواجه الفرد مواقف كثيرة فى المردسة والاسرة والاصدقاء والفعل والتى تمثل الجانب الاجتماعى لحياته ومن علامات الصحة النفسية أن يكون على درجة ملائمة من الخفاءة فى التعامل مع هذه المواقف ، ونتمثل هذه الكفاءة فى قدرة الشخص على القيام بالادوار الاجتماعية المناسبة لكل موقف منها ، وكل منا لا يقوم بدور واحد فقعا فى جميع هذه المواقف فأنت فى الاسرة تقوم بدور الابن ومع أصدقائك وبما تقوم بدور القائد ، ومن علامات الصحة النفسية ان يستطيع المرء الانتقال بين هذه الادوار بمرونة تسمع بالتوفيق بين متطلبات المواقف الاجتماعية المتعارضة .

 

 

[4] تقبل الذات والآخرين :

يتضمن مفهوم تقبل الذات وتقبل الآخرين فى جوهرة تقبل ما لا يمكن تغييرة فيهما ، ومن ذلك ما حدث فى الماضى سواء قام به الشخص نفسه أو قام به الآخرون ، صحيح أن الشخص يستطيع أن يتعلم من الخبرات السابقة ، الا أن هذه الخبرات نفسها قد وقعت بالفعل ولا يمكن تغييرها فى الموقف الراهن وبالتالى فإن من علامات الصحة النفسية تقبلها دون العيش الدائم فيها أو الانزعاج المستمر من الذكريات المؤلمة المرتبطة بها .

ومن الأشياء الأخرى التى لا يمكن للمرء تغييرها  وعليه تقبلها فى ذاته وفى الآخرين الخصائص الجسمية كمظهر الجسم وحجمه والعاهات الجسمية ولون البشرة ... الخ وكذلك الخصائص النفسية الثابته نسبيا كدرجة الذكاء أو الانطواء ، وخاصة اذا أدرك الفرد أن المجتمع يتسع للجميع من ذوى الخصائص النفسية المختلفة .

 

[5] القدرة على تكوين علاقات ملاءمة مع الآخرين :

من علامات الصحة النفسية قدرة الشخص على تكوين علاقات شخصية واجتماعية مناسبة فى تفاعل اجتماعى فى جوهره الاخذ والعطاء سواء فى المدرسة أو الاسرة أو مع الأصدقاء أو فى التعامل مع المجتمع بوجه عام ، ومؤشر ملاءمة هذه العلاقات الاجتماعية أن تكون مقبولة من الشخص نفسه ومن الاخرين دون أنانية مفرطة أو شعور زائف بالتضحية أو الاستشهاد لصالح الاخرين .

 

[6] اتخاذ أهداف واقعية سعيا لتحقيق الذات :

تتسم الصحة النفسية بقدرة الشخص على أن يحدد لنفسه أهدافا واقعية تتفق مع قدراته وامكاناته ، ويسعى للوصول اليها حتى ولو كانت تبدو أحيانا صعبه أو بعيدة المثال ، ويتطلب ذلك أن يكون الشخص على درجة من التبصر بالذات وفهمها حتى يحدد لنفسه مستويات طموح مناسبة يحقق بها ذاته ، واذا لم تتوافر فيه هذه الخاصية فإن الفرد اما أن يتخذ لنفسه مستويات أعلى من قدراته بكثير وحينئذ يشعر بالفشل الدائم ، أو يتخذ أهدافا أدنى بكثير من قدراتهوحيئنذ لا يتمكن من استغلال الامثل ، وفى هاتين الحالتين بفشل فى تحقيق ذاته .     

 

[7] الاستقلال المعرفى والوجدانى :

من خصائص الصحة النفسية أن يتسم الشخص بدرجة من الاستقلال المعرفى والوجدانى ، ويتضمن ذلك أن يتجنب المقارنة الدائمة بين نفسه والاخرين ، فإدراك كل منا أنه قد يتشابه مع الاخرين فى بعض الجوانب ولكنه يختلف عنهم فى جوانب اخرى على نحو يجعل له شخصية متميزة ، يجنبه الوقوع فى هذا الخطأ ، كما ينمى فيه الثقة بالنفس والقدرة محل تحمل المسئولية .

الا أن هذا لا يعنى أن نتكفئ على ذواتنا ، فقد تكون المقارنة بالاخرين مطلبا ضروريا ، فمن خلال هذه المقارنة يمكن أن تدرك بعض أخطاتنا وتسعى الى تعديل بعض عاداتنا ، الا أن أعتماد الدائم على هذه المقارنات هو مصدر الخطر ، وقد أكدت بحوث علم النفس أن الاسر التى تعتمد فى تنشئة الاطفال على أسلوب المقارنة الدائمة بين الطفل وغيره تغرس فيه بذور القلق الذى قد يستفحل فيما بعد لينذر بخطر الاضطراب السلوكى .

 

 

خصائص الشخصية الناجحة

 

     يمكن تحديد اهم معايير وخصائص الشخصيه الايجابيه فى النقاط الاساسيه التاليه :-

1-حدد هدفا لتحقيقه فى مهنتك وحاول ان تجد توصلك لهذا الهدف ، ركز افكارك على اين تريد ان تكون وكيف تستطيع الوصول ، وكما قال الكاتب الفليسوف اناتول فرانس ( لكى تحقق اشياء عظيمة لا يجب ان تخطط فقط ولكن يجب ان تحلم ايضا اللا تعمل فقط ولكن تثق فى عملك ايضا )

2-كن صادقا دائما وحذارى ان تدعى انك تعرف شئيا بينما فى الحقيقة انت لا تعرف وحذارى ان تخفى عدم معرفتك او اخطاتك فمن الضرورى ان تعترف باخطائك وتعتذر عنها ، فسريعا سيعرف زملائك حدود قدراتك والمبالغة فى قدراتك سوف تضعك فى مأزق لا نهاية له .

3-كن مسئولا عن تقصيراتك وتقصرات من انت مسئول عنهم واحذر من أن تلقىمسئولية فشلك على الاخرين او على الظروف لأن هذا سوف يلصق بك صفة الشاكى المدلل ويؤول بك الى فقدانك احترام الاخرين

4-لا تسرع بنسب اى نجاح لك لوحدك وهو فى الحقيقة جاء نتيجة مجهودات عمل جماعى امداح الاخرين فى تحقيق النجاح حتى لو كانلك دور جوهرى فى هذا العمل فاذا فعلت هذا فسوف تدلل اعجاب وتقدير الاخرين

5-قدم ذاتك مثالا يحتذى به وكن اول من تقدم المساعدة والمعروف خاصة لهؤلاء اللذين فى حاجة شديدة ان تراكمات هذه الاعمال الصغيرة هى التى تكسبك حب واحترام الاخرين فى علاقاتك مع زملاء العمل ، لا تصل الى درجة الارتياح الكامل او الاتهتار ولا تسمح لنفسك ان تشترك فى كلمات النميمة او ترويج الاشاعات على الاخرين لأن مثل هذه الاعمال سوف تحطم علاقاتك مع الاخرين وتعطى فرصه لاعدائك للانتصار عليك

6-كن مواظبا على مواعيدك وحقق وعودك ولا تختلق قصصا لشرح كيف فشلت فى المحافظة على موعد ولكن اذا حدث وانه حقيقة كانلابد ان يحدث اعتذر وتاكد ان كان تكرر هذا فالناس قد يسامحون مره ولكن الاستمرار فى الاخفاق فى الوفاء بوعوتك هو وثيقة لفقدانك الثقة والاحترام والتقدير.

7-اعرف حدودك ، فواحده من اكبر المشاكل التى تواجه المتحمسين فى اعمالهم هى ميلهم لان يتخطوا حدود اعمالهم ، وهذه اذا اصبحت عادة تنتج عنها مضايقة الاخرين وتحطيم روح الجماعة ولا تتوقع من الاخرين ان يتحملوا هؤلاء الذين يتدخلون دائما فى اختصاصاتهم ، كن دائما حساسا لاختصاصات الاخرين واعطها قدرها من الاحترام .

8-تعلم ان تصغى جيدا لا تقاطع زميلا او زميله يشرح او تشرح وجهه نظر ، بل استمع جيدا ، وافحص بعمق ماتسمع وفكر موضوعيا قبل ان تجيب ، فى حسن الاصغاء يتعلم الانسان من الاخرين والكلام الذى لن تقوله لن يضرك والمستمع الجيد يكسب ثقة واحترام الاخرين

9-احترام اراء الاخرين ، فكما يوجد اشخاص كثيرون كذلك توجد اراء كثيره والناس ترى القضايا من وجهات نظر متباينه لذلك لا يجب ان تلقى جانبا دائما رايا قاله صديق او زميل فى العمل فى الوقت نفسه لاتعبا كثيرا بنفد فى غير موضعه لانه عندما يرافقك النجاح فى حديث مستجد الكثيرين قد اقامو انفسهم اعداء لك يشهرون ويطغون فى شخصيتك فلا تضيع طاقتك معهم ، بل استخدام طاقتك لدراسة اراء الاصدقاء و الزملاء و منهم مسئولون منك

10-لا تخلط العاطفة مع التفكير فقرارات العمل تحتاج للفكر و النطق و ليس للعاطفة ، وتذكر ان كثيرا من العقلاء  قد يختلفون ولكنهم لا يصبحون مخالفين على طول الطريق ، فلو اصبحت انسانا غضوبا سوف يتفادك الاخرون وينفرون منك و الوصول الى الاتفاق يأتى عن قوة الحجة ولكن رفع الصوت هو احلال مبتور للمناقشة الموضوعية

اخيرا اجتهد دائما فى ان تكون افضل ما تستطيع ثقافيا ووجدانيا و مهنيا واجتماعيا وتحلى بأحلى ما تملك من الصفات الشخصية و الفضائل الفعلية و اذا فعلت ذلك فحين اذا فقط سوف تستطيع تجيب الاخرين فى شخصك وتكسب احترامهم و تقديرهم

 

الشخصية المسيحية

 

 

قيمة الشخصية عند الله

 

+خلق الله الانسان على صورته فى الحرية – و الاراده و العقل و القداسة و الجمال ويجمع بين متطلبات الحياه السماوية و الارضية عب 2 – 7 " وضعته قليلا عن الملائكة بمجد و كرامه كللته و اقمته على اعمال يديك اضخعت كل شئ تحت قدميه "

+بالتجسد و الفداء بارك الله الطبيعة البشريه" وباركت طبيعتى فيك – وشابهتنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها " كما ذكر فى القداس الالهى .

+احتفظ الرب بجسده بعد القيامة ليكون شفيعا ووسيطا وحيدا لجنس البشرية و صار الانسان حاملا المسيح و هيكلا للروح القدس . 

+اعطى الله للانسان ان يشاركه فى عملية الخلق اذ امر ادم وحواء ان يكثرا ويملاء الارض . 

+العلاقة بين الانسان والله هى علاقة الابوه والبنوه يوة 10 – 8 " انى أنا الراعى الصالح واعرف خاصتى تعرفنى " 

 

 

النظرة المتكاملة للشخصية

اولا: : يسوع كنموذج للانسان

لو 2 _ 5 " واما يسوع فكان يتقدم فى الحكمة و القامة و النعمة عندالله و الناس " و لذا كان يسوع اول من اشار الى النظرة التكاملية للانسان كما يلى : -

1-النمو العقلى يتضح فى انه كان ينمو فى الحكمة .

2-النمو الجسمى يتضح فى انه كان ينمو فى القامة .

3-النمو النفسى يتضح فى انه كان ينمو فى النعمة

4-النمو الروحى فى عبارة عندالله

5-النمو الاجتماعى فى عبارة و عند الناس .

 

ثانيا : المفهوم المسيحى للنمو

+فالمسيحية تهتم بتنمية الطقات و القدرات العقلية كى تستخدم فى مجالها لاجل سيطرة الانسان على الطبيعة واداء رسالته فى الحياة فى الحياة فى الحياة . ولكنها تعطى للعقل لستناره و حكمه خاضع لكلمة الله بعيدا عن الشر .

المسيحية تهتم بتنمية الطقات النفسية فيحيا المسيحى سعيدا مبتهجا له نفسية سوية ايجابية خاليه من الكبت و الشعور بالنقص و الحرمان و كل ما يعطل النمو النفسى السليم الخالى من العقد و الانفعالات . 

+المسيحية تهتم بالنمو الاجتماعى وتقدر العلاقات الانسانية و التفاعل الاجتماعى و اهمية الدور الذى يؤديه المؤمن فى حياته مع الناس و الاخرين ومختلف انواع الجماعات و هذا دليل على الايمان الصادق والمحبه و السلام الداخلى .

+و المسيحية تهتم بالنمو الروحى السليم لا نه قمه النمو المتكامل فالروح هى التى تقود كل نمو داخلى و هى التى توجه كل الطاقات نحو السماء و هى التى تعطى القدرة على البذل و تهون المعاناه .

و هذه للروح لها عين بسيطة نقيه تعاين الله وترى ما لايرى

و هذه للروح لها اذن محتومه تسمع اصوات السماء وليس ضجيج العالم .

و هذه للروح لها قلب بأمور لا يحسها الا الغير مؤمن . 

 

كيف يتحقق نمو الشخصية

+لابد ان يثق الانسان المسيحى انه ليس انه ليس ترس أو اله أو نقطه فى محيط او ريشة فى مهب الريح بل هو كاهن و تاج الخليقة وصورة الله الارض . 

+يتحقق النمو المتكامل من خلال الارشاد و التوجيه السليم و الطاعة الحقيقية للروح فى كتابه المقدس و حفظ الوصيه و الامانه و ممارسة سر الاعتراف

+الشخصية كفاح مستمر وجهاد دائم و انتصار على استعباد الذات والاهواء حتى يستطيع الانسان تحقيق امكاناته ويعيش حياة النصره . 

+الفيلسوف برد يايف يرى أن نمو الشخصية يكمن فى التخلص من الانفراديه و الذاتيه و التلاحم مع الاخرين ويقول ( ان اشر انواع العبودية هى استعباد الانسان لنفسه تقوقعه فى الانا المغلقه ودورانه حول ذاته الميته ) .

+الشخصية السليمة تنمو من خلال الحب و العطف و العمل الخلاق الموجه الى الخير الشامل و  و المواهب الشخصية تكون لبنيان جسد المسيح .  

 

ماذا تقدم المسيحية لبناء الشخصية

1-طبيعة جديدة :

+المسيحية لاتضع وقعه جديدة على ثوب عتيق و لاخمرا جديدة فى زقاق جديد و انما تصنع حياه جديدة وطبيعه جديدة . 

+2كو 5 – 17 " أن كان احد فى المسيح فهو خليقه جديدة الاشياء العتيقه قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا "

تبدا بذرة الطبيعة الجديدة فى المعمودية كولاده ثانية ثم تنمو من خلال وسائط النعمة كاتناول و الصلاة و التوبة المستمرة من خلال سر الاعتراف . 

+غل 2-3 " فاحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى " . 

+و أهم امكانيات الطبيعة الجديدة التى يكتسبها الانسان هى : -

1-القدرة على المحبة و غلبة الذات الى حد محبه الاعداء

2-القدرة على القداسة و غلبة الاهواء الى حد الكمال المسيحى .

3-القدره على الاتضاع والوداعه و الاحتمال الى حد التشبه بالمسيح ذاته . 

4-القدره على غلبه الزمان يتحدياته المختلفه الى حد رؤيه الامور الغير مرئية . 

5-القدره على خدمه الاخرين الى حد تجاوز التعصب و التحيزو الانغلاقيه

6-القدره على قبول نفسه بضعفاتها الى حد قبول الاخرين و احتمال ضعف الضعفاء . 

 

 

2-سمو الدوافع :

+الدوافع البيولوجيه تتقدس بعمل الروح القدس والجهاد النسكى و لا يستعبد الانسان المسيحى للغريزه بل لديه الاراده لاواعيه .

+ لاتمام مقاصد الله فى الحياة الجسدية .

+ الدوافع النفسية تسامى بعمل النعمه لان الحق يقدس العواطف ويعطى منظار جديد للحياة والمشاعر والانفعاليه المختلفة فى الحياة .

+ الدوافع الاجتماعية تتطهر بقوة الصليب المحى الى الحد الذى يقول فيه الانسان المسيحى مع بولس الرسول " عزمت الا اعرض بينكم شيئا الا يسوع وباناه مصلوبا "

+ من خلال تقديس الغرائز والحاجات النفسية والعواطف يعود الجهاز الداخلى الى انسجامه الاصيل وتصبح قوى الانسان فى تناسق عجيب من خلال حياة الشركة بينه وبين الله .

+ هذا النوع من الحياة يلغى الكبت والصراع ويمنع المجالات التى تسبب العقد النفسية كالقلق والخوف والشعور بالنقص والشعور بالذنب والامتلاء بالفرح والايجابية كما قال الرسول بولس 2 تى 1-7 " لم يعطنا روح الفشل بل روح القوه والمحبة والنصح "

+ لما كانت الشخصية هى تفاعلا بين القوى الداخلية والخارجية فان المسيحية تقدس الداخل وتطلق الطاقات الايجابية وتبنى اسوار اورشليم الداخلية وتملاء الاوديه المنخفضه وتكسر الاكمه والجهال العاليه المتعاليه وتصلح الشعاب المفتونه وكل هذا يكون متضمنا فى السلوك المسيحى الذى يتسم بالمسمات الاتية : -

-        وداعه دون ضعف أو جبن .

-        تعفف دون وسوسه أو تشكك .

-        بساطه دون جهاله أو عناوه .

-        حيويه دون قلق أو ارتجاليه .

-        مرح دون هزل أو استهتار .

-        وقار دون غم أو تكلف .

+ هذه السيكولوجيه المسيحية هى ثمرة عمل النعمه وسرياتها شخصية

 ( غلا 5-22 ) "واما تمر الروح فهو محبة" فرح " سلام ، طول اناه ، لطف ، صلاح ، ايمان ، وداعه ، تعفف "

ومن هنا تسوى النعمه من خلال الروح الى النقص الى الجسد فيعد الجسد عما فى الداخل بالعين المتعففه والنظره البسيطة والفم الطاهر المتسم والوجه المشرق الفياض والرقبه المنحنية فى الصلاة والطاعة والصوت الهادئ والحزم الصادق .

 

3- الاستقرار والراحه : 

+ ان السعادة والاستقرار الحقيقى هو فى الاتجاه نحو الله كما قال اغسطينوس " يا رب لقد خلقنا متجهين اليك ولذلك لن تجد قلوبنا راحه الا اذا استقرت فيك " ومشكلة العزله والفراغ لدى الشباب مرجعها المسيحية السطحيه التى لم تدخل الى الاعماق وطاعة الله والوصية التى جعلت بطرس يؤكد انه ينبغى أن يطاع الله اكثر من الناس مهما كانت هذه الطاعة مكلفه .

+ الاستقرار والسعاده الحقه تذكر فى حياة التسليم وشعارها ( أن عشنا فللرب نعيش أن متنا فللرب نموت أن عشنا وأن متنا فللرب نحن ) .

وكما أكد سليمان الحكيم بعد تجاربه الكثيره ( اتقى الله واحفظ وصاياه لان هذا هو الانسان كله ) وهذا هو ختام الامر كله فالاتكال على الله هو مصدر كل راحه وسلام واستقرار داخلى .

+ المسيحية ليست تواكل وتراخى ويأس بل هى اتكال على يد الله القوية ( استطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى ) وهى التزام بقضايا الانسان وحمل مسئولياته حتى النهاية وهى شهاده للحق ودافع للخير .

-        سر القيامة هو الذى يزيل الجزع

-        سر الرجاء هو الذى يطرد القلق .

-        سر الحب هو الذى يعطى الغلبه على العالم .

 

4- خدمة المصالحة : 

+ ان الله صالحنا لنفسه بيسوع المسيح اعطانا خدمه المصالحه غير حاسب خطايانا 2كو5 – 18 اذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن انه يحفظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله ) و تتضح فى :

-صلح بين الانسان و السماء

-صلح بين الانسان ونفسه

-صلح بين الانسان و الاخرين

و الصلح مع السماء من خلالالصليب كقول الرسول بولس كو 1 _ 20 " لانه فيه سر أن كل الملئ و ان صالح به الكل لنفسه عاملا الصلح بدم صليبه بواسطه سواء كان ما على الارض ام فى السموات . 

-كانت عداوه الانسان و تمرده و تالهه ورغبته فى الاستقلال عن الله سببا فى الحجاب بين السمائيين و الارضيين وكسر الرب هذا الحجاب بالصليب و الفداء وصيرنا اولادا له . وتمتد المصالحه بين الانسان والله من خلال حياة التوبة المستمرة . 

+المصالحه بين الانسان ونفسه هى العوده حالة السعاده والانسجام الاولى فى الجنية قبل سقوط ادم . وقد نادى بولس الرسول بالمصالحة بين النفس

الشاعره " الذات " أوالانا و بين العقل الباطن الهو        و بين الضمير

الفاصل بين الاثنين و هو الانا الاعلى                و ذلك قبل علماء التحليل النفسى بمئات السنين اذ كان يصلى لاجل المؤمنين ان يتأيدوا بالقوة فى الانسان الباطن .

و ان يتطهر الضمير و يحل المسيح فى كل مؤمن ليدرك ابعاد المحبه الفائقة المعرفة فى طولها و عوضها وعمقها و علوها . و اذ يعمل الروح القدس فى الباطنعمله الالهى " وهنا لا يصبح هناك صراع أو كبت أو تضارب بين مكونات الجهاز الانسانى .

+المصالحه مع الاخرين تظهر فى قول الكتاب ( بقدر طاقتكم سالموا جميع الناس فتكون علاقاتنا بالاخرين طاهرة نقية بدءا من الاسرة و تشمل كل المنبع الخارجى و يكون شعار المحبة العملية البازلة للاخرين و للاعداء قبل الاصدقاء هى سبب السعاده و السلام الخرجى . و من هنا ترفى المسيحية شعار وقول الفيلسوف هوز ( ان الانسان ذئب الارض )

و الرسول بولس يلخص فى رسالة المحبة تظر المحبة فى اسمى معانيها مع كل

مقومات الشخصية المسيحية

 

 

 

الايجابية : -

1-العمل المتواصل ( ام لا تعط نوما لعينك و لا اجفانك نعاسا )

                        ( يو 5 – 17 ابى بعمل حتى الان و انا اعمل ) . 

2-الحرارة فى العمل  رؤ 3- 16 لانك لست باردا و لا حارا هكذا لانك فاتر انا مزمع ان

            اتقتاك من فمى

3-العمل من اجل الله  غل 1 – 10 لو كنت بعد ارضى الناس لم اكن عبد للمسيح

4-الخدمة و النشاط    ار 48 – 10 ملعون كل من يعمل عمل الرب بيد مرتخيه

                          يع 4- 15 من يعرف ان يعمل عملا حسنا و لا يعمل فذلك خطية له .

5-فى الحياة الروحية 

1-يقظه وسهو – ابط 5- 8 اصحوا واسهروا لا ابليس خصكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه .

2-بذل بلا حدود – مت 1 – 39 من اضاع حياته من اجلى يجدها

3-نشاط فى الكرازة  ابط 5 – 2 ارعوا رعية الله التى بينكم نظارا الاعن اضطرارا بل بالاختيار

 4-عدم الاشتراك فى اعمال الظلمة اف 5 – 11 و لا تشتركوا فى اعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحرى و وبخوها . 

5-التفكير الايجابى : فى 4 – 8 كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر مسر كل ما صيته حسن ان كانت فضيله و ان كان مدح و فى هذا افتكروا

6-تشجيع الاخرين   عب 12 – 12 لذلك قوموا الايادى المرتخية و الركب المخلعة و اصنعوا لارجلكم مسالك مستقيمة . 

أش 35 شددوا الايادى المسترخية و الركب المرتعشة ثبتوها قولوا لخائفى القلوب تشددوا لا تخافوا هوذا الهكم يأتى و يخلصكم . 

 

 

فى الحياة الدراسية الوظيفية

1-الجدية رو 13 – 11 انها ساعة الان لنستيقط من النوم

رو 13 – 11 بل البسوا الرب يسوع و لاتصنعوا تبريرا للجسد لاجل الشهوات

2-احتمال الاخرين اف 4-1 محتملين بعضكم البعض فى المحبة

رو 15 –1 فيجب علينا نحن الاقوياء ان نحتما ضعف الضعفاء و لا نرضى انفسنا فليرض كل واحد منا قريبه للخير لاجل البنيان .

السلام : مت 5 – 9 طوبى لصانعى السلام لانهم ابناء الله يدعون

يع 3 – 18 ثمر البر يزرع السلام من الذين يفعلون السلام

خدمة بلا تحزب او تشويش : يع 3 – 15 وكل امر ردئ

يع 3 – 12 الحكمة التى من فوق فهى اولا طاهرة ثم مسامه مترفقه مزعنه مملؤه رحمه واثمارا صالحه عديمة الريب و الرباء

الحساب مجد الله ابط 4 – 10 ليكن كل واحد بحسب ما اخذ من موهبه يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعه .

الوجدان : لا يواجه المواقف بانفعال جاد – فى الخدمة أو الفرح أو الغضب – اخضاع الوجدان للتفكير .

السلوك : علاقاته بالاخرين – اجتماعى بطبعه – يؤثر فى الاخرين – لا يتوقع من الاخرين اكثر من طاقاتهم .

وليم جيمس : العقل فى الانسان كاليد باقى الكيان واذا لم يؤدى هذا الدور يترك الانسان وضياع

المعيار الروحى : يحيا ويعلم أن له جانب روحى – فهو مكمل للعناصر الثلاثة السابقة .

الروحانية هى عدم الحقد والتسامح وعدم الاضرار بالاخرين روح الله يحدد ابعاد علاقتنا بالله وبالناس .

معايير الشخصية القوية : الناضجة المتكاملة ؟

1-       القدرة على ضبط النفس

التحكم فى الاعصاب وعدم الخطا فى الكلام

يغ 3 – 2 " ان كان احدلا يعثر فى الكلام فذاك رجل كامل قادر ان يلجم كل الجسد أيضا "

التضحية بلذه وقتيه فى سبيل سعادته اكثر دواما تجعل الم وقتى فى سبيل تجنب الم اكثر دواما

مثال " التلميذ الناجح : يضحى بلذه وقتيه بمشاهد بارة او حفله فى سبيل المذاكرة والشباب الناجح لا ينساق وراء شهواته ليحقق احترامه لذاته .

2 كو 4 – 18 : " ونحن غيرنا طريق الى الاشياء التى ترى بل التى لا ترى لان التى ترى وقتيه اما التى لاترى قاديه "

عب 11 – 24 : " ابى انيدعى ابن ابنة فرعون مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب بل على ان يكون له تمتع وقتى بالخطية .

حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لانه كان ينظر الى المجازاة .

2-       القدره على اتضاع الفكر والحكمه : -

الخطيه الاولى التأله والاستقلال عن الله .

تك 11 – 3  " هلم نبتى لانفسنا مدينة وبرجا رأسه بالسماء وتضع لانفسنا اسما لئلا نتبدد على وجه الارض "

العناد ورخصة الحوار ومحاولة فرض الرأى هى من علامات ضعف الشخصيه .

1كو 2 – 16 واما نحن فلنا فكر المسيح .

2كو 10 – 5 " هادين كل فانونا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ومستاثرين كل فكر الى طاعة المسيح "

أم 24 – 5 " الرجل الحكيم فى مزدود المعرفة متشدد القوه " – يكون الرأى الصحيح من خلال اراء كل المجموعه .

3-       القدرة على المثابره وتجاوز الفشل :

2 فى 1 – 7 " لان الله لم يعطينا روح الفشل بل روح القوه والمحبة والفصح "

فى 4 – 13 " استطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى "

تحول الفشل الى نجاح والضعف الى قوه .

 

 

أمثلة : الضرير – الاعمى فى نجاحهم هيلين كيلر

موسى النبى لم يقاس – غلاظة الشعب .

لا تشمتى بى يا عدوتى فانى ولو سقطت اقوم .

المسيحية ليست ديانه الهروب بل تعلمنا ان الله دخل العالم بتجمده المبارك . سر الغلبة والمثابرة : نسأل الله فنعطى ونقرع فيفتح لنا ونطلب من الله القوه فنأخذ .

 

4-       تقليب النظره الواقعية على الخياليه .

لا ينسحب من المجتمعات لانها لا ترضينا .

لا نلوم الغير على اخطائهم الشخصية .

لا يكثر من احلام اليقظة – يستغل وقت الفراغ .

نواجه انفسنا بحقيقتها من الداخل .

نقبل انفسنا حتى يمكن ان نقبل الاخرين .

رو 15 – 7 " اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبلنا " المجد لله

 

5-       النظر للامور نظرة موضوعيه وليست ذاتيه :

-        البعد عن التعصب والانانية

-        عدم القاء التبعية على الاخرين .

-        شيطان الذاتية والانا .

6-       الشعور بالارتياح فى العطاء اكثر من الاخذ :

-        مغبوط هو العطاء أكثر من الاخذ .

-        ببر المال فقط بل كل شئ

-        التضحية بالذات لاجل الاحياء .

7-       القدره على السمو بالدوافع والغرائز الجسدية .

-        يتعامل مع الجسد لهيكل الروح القدس

رو 14 – 6 " ان عشنا فللرب نعيش ان متنا فللرب نموت فان عشنا وان متنا فللرب نحن "

2 كو 12 – 9 " تكفيك نعمتى لان قوتى فى الضعف تكمل "

 

8-       التحرر من المخاوف والقلق والتوتر النفسى : 

-        المبادئ الساميه والعشره مع المسيح تبدد الصراع النفسى .

-        البعد عن الخرافات

الكتاب المقدس هو المرشد .

الكنيسه هى المجال .

المسيح هو الملجا والهدف     - الروح القدس هو القوة التى تنصرنا على الصراع

 

كتاب اسس الصحة النفسية ( القوض )

يكون الانسان : حرا غير فوضوى- شجاعا غير مندفع – يضبط نفسه فى غير تزمت – يفهم نفسه ويحترمها فى غير غرور – اجتماعيا غير ان يفقد احترامه لنفسه – سليما غير سلبى شاعرا بالطمأنينة غير خامل او كسلان – مهذبا غير مائع ومؤدب فى غير ضعف – متواضع غير خانع – حساس غير متقزز – سعيد مرح فى غير اباحية – كريم غير مسمع حذر فى غير تردد – متسامح فى غير ضعف – متحمس فى غير تحيز – متدين فى غير يعطى دون ان يفقد ويأخذ دون أن ينهب .

يؤدى واجهه دون ينس حقوقه ويتمسك بحقوقه دون ان يهمل واجباته .

ذا عقل نشط مبدع وقلب كبير ولسان معبر – باراباسرته – مخلصا لجماعته ومجتمعه

 

يارب

***

-        لا تدعنى أصاب بالغرور اذا نجحت ولا بالياس اذا فشلت ، بل ذكرنى دائما ان الفشل هو أول الخطوات التى تسبق النجاح .

-        علمنى أن التسامح هو اكبر مراتب القوه وان حب الانتقام هو أول مظاهر الضعف .

-        اذا جردتنى من الصحه اترك نعمة الايمان واذا جردتنى من المال اترك لى الامل .

-        اذا اماك الى الناس اعطنى شجاعة الافكار واترك اساء الناس الى اعطنى مقدرة العفو .

-        اذا نسبك لا تنسانى .

 

الصحة النفسية :

هى حالة من التوافق بين الانسان ونفسه وبين الانسان والمجتمع للوصول الى التوازن النفسى والاجتماعى .

موشرات الصحه النفسية :

1 – الاحساس بالسعاده – لابد أن تخلو النفس من الاحساس بالفشل والحزن والاحباط والصراع مع الذات والمجتمع ، واغلب المشاكل تنشأ بسبب الاحباطات نتيجة الفشل فى النصره على الخطايا والعادات السيئه .

- المسيح هو سبيلنا الى النجاح الشخصى والاجتماعى فى الحياة كما قال الكتاب ( استطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى )   ( يو 1 – 2 يعظم انتصارنا بالذى احبنا ) .

( يو 1 – 2 اروم أن ناجحا فى كل شئ )  - ( اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقدوم ونبنى  غ 2 – 2 ) ( مز 4 – 4 افرحوا كل حين واقول ايضا افرحوا ) .

 

ب – الاتزان : عنصر اساسى فى الصحه النفسيه – هو نقطة وسط بين نقطتين متطرفين – ما بين السلبية واللامبالاه وما بين التطرف والتعصب .

 

            ج‌-        قبول الذات :الرضا بما وهبنا الله من وزنات ومواهب وعناصر قوه بجانب مابنا من سلبيات وضعفات .

( 2 كو 12 – 1 حينما انا ضعيف فحينئذ أنا قوى )

( 1 كو 15 – 10 أنا ما أنا بل نعمة الله التى معى )

د – قبول الاخرين :- الانسان المسيحى قلوبه مفتوح للجميع ( بقدر طاقتكم سالموا جميع الناس .- البعد عن الاداته ( لا تدينوا لكى لا تدانوا – لانك فيماتدين غيرك تفعل تلك الامور بعينها )

 

ه- الكفاءه الاجتماعية : - وهى استغلال قدرات فى الانسان فى اقامة علاقاتناجحه مع الاخرين فى مختلف نواحى الحياه .