الكتب المقررة على الكلية الإكليريكية

لاهوت عقيدى

الصف الثانى

 الله فى حقيقة وجوده 

 مدرس المادة :

القمص : تادرس شحاته

 

وجود الله حقيقة أولية :فهى اصل الديانة ولولاها لبطل أى اعتقاد وبدونها لما      طولبنا بواجبات

العقل يستطيع أن يدرك وجود الله : يقول الملحدون أنه يمكننا بالعقل ان تثبيت عدم وجود الله فكانهم يعترفون معنا بسلطان العقل فى البحث ولذا يمكن بالعقل نفسة إقتحامهم و التغلب عليهم .

رأى اللادرين : أما اللادريون فيقولون بعدم امكان معرفة الله ليس فى طبيعة فقط بل وفى وجوده أيضا .

أقسام اللادريين : ينقسم اللادريون إلى قسمين :

                   ( 1 ) ضد الدين                   ( 2 ) أنصار الدين

فيقول الأولون أنه ليس للعقل أن يبحث عن العلل وكل مايستفيده من العلم فى الظواهر فقط والظاهرة الأخرى هلم جرا. فيحدثك عن ضرورة الحبة تنبنه وتطور شيئا فشيئا حتى تكمل شجرة .

بعد وللرد على اعتراضهم . نقول إذا عجزت العلوم الطبيعية عن اظهار العلل فالفلسفة تؤدى هذا الواجب .

وفضلا عن هذا فان الذين ينكرون وجود عله لكل معلول هم فى الواقع يرونها وهم لا يدرون .

فإذا صاح ولد فى حضرة أبيه متوجها أسرع إليه الوالد واجهد نفسة فى البحث عن سبب هذا الهياج .

وهو فى هذه الحالة أقر بان لكل معلول علة حقيقة .

والآخرون : وهو التقليديون : الذين يدعون بأنهم أنصار الديانة فهؤلاء يقولون إننا بالتقليدى نتمسك بالله . أما العقل فلا يمكننا من ذلك فهو أيضا خطأ عظيم . فدين لا يقوى العقل هو دين مزعوم . وموقف الكنيسة فى هذا الموضوع هو أننا نحيا فى إيمان سلم ألينا وأقرئه عقولنا ويوجد غير هؤلاء قوم هم أصحاب الشعور الباطنى  الذين يقولون بأنه لا يمكن معرفة الله بشى آخر سوى شعورنا الطبيعى . وهذا خطأ أيضا لانه يصبح الإيمان متوقفا على إحساسهم فقط . فإذا ضعف هذا الإحساس يوما من الأيام حكموا بعدم وجود ( الله )

إثبات وجود الله تعالى

يمكن ذلك بخمسة براهين عقلية :

(1) نظرية       (2) طبيعية         (3) أدبية      (4) من الاعتقاد العام    

(5) من طموح النفس البشرية

الأول :   وهو ( وجوب وجود علة أولى )

ويمكن إثبات ذلك إذا تأملنا حوادث أربع.

(1)      نشوء المادة: ونحن نقول أنه لايمكن وجودها بدون الله

أ – المادة موجودة ولا جدال فى ذلك

  ب – لو مرت لحظة فى الماضى وخلت من كائن ما لما وجد شئ من الكائنات وإلا فمن صنع الكائن الأول ؟ أصنع نفسه؟

وهذا مستحيل فالملوم لا قدرة له .

  ج – الواقع أنه بين الكائنات واحد كان بالضرورة موجودا منذ الأزل ولولا ذلك لما وجد شئ وهذا الكائن لم يخلق نفسه

فمن هو هذا الكائن .

  د – أهذا الكائن الضرورى هو هذا العالم المنظور أما هو خارج عنه . ونحن نقول انه ليس هو العلم أولا

ثانيا- لان العالم أينما سرت ترى فيه حدودا وأنواعا من النقص وليس هذا هو الكمال الذى يلزم للكائن الضرورى الأزلى .

ثالثا- الكائن الضرورى كل ما فيه ضرورى أما العالم فتغير ويمكن أن تنتقل الورقة من عالم النبات إلى عالم . الحماد إذا أحرقتها والتغير دليل الضعف لا يدل على الأزلية

ذ- الكائن الضرورى أذن خارج عن هذا العالم وهو الله

(2)      نشوء الحركة

لا يمكن تفسير وجود الحركة بدون الله .

(1)              نشاهد الحركة فى المادة .

(2)              الحركة فى المادة ليس اختيارية .

(3)              الحركة أذن ليست من أصل المادة . ولا هى أزلية أيضا . لأن العلماء يقولون بأن القوة تظهر بعاملى الحركة والحرارة . وهم يقولون فى نفس الوقت أنه كلما علت الحرارة نقصت الحركة و يقولون بأن الحرارة آخذة فى الازدياد شيئا فشيئا . وعليه فلو أن الحركة أزلية مع قانون الضعف المتملك عليها لكانت الأزلية كافية لملا شاتها. و حيث أنها ليست من المادة لا هى أزلية . أذن فهو من مصدر آخر وهو الله

(4)              نشوء الحياة : لا يمكن تفسير الحياة بدون الله . لا شك فى أن الطبيعة كانت أولا خالية من الحياة بخلاف ما هى عليها اليوم . فمن أين هذه الحياة إلى الطبيعة . وبديهى أنها ليست من المادة غير الحياة . فالكائن الحى يختلف اختلافا جوهريا من غير الحى .

(1)              الكائن الحى شخص غير الحى مجموع خلايا يمكن إنقاصها أوتقسيمها من دون حدوث ضرر ما لذلك ترى أجزاء الحى متضامنة يعمل كل لخير المجموع فهى أجزاء منظمة . فأوعية الجلد تتعاقد فما بينما لتوقف التبخر لارتفاع الحرارة فى حالة برودة الجو .

كما تتعدد الإفراز العرق ليرطب هذا العرق الجسم فى حالة الحرارة .

(ب) الكائن الحى يتغذى ليصون حياته . وغير الحى لا يعمل ذلك .

(ج) الكائن الحى ينمو بهذه التغذية وهذا لا تشاهده فى غير الحى .

(د) الكائن الحى ينطوى داخله على أصل الفعل يتحرك من ذاته بخلاف غير الحى الذى لا يعمل إلا بمحرك آخر . مثلا ...

(ذ) الحى يولد من أبوين . وله ذرية وهذه لا وجود لها فى نواحى الطبيعة غير الحياة

(2)              أن الحياة فى العالم لها بداية فقد . اثبت العلم أن المادة كانت ملهبة و كانت حرارة الأرض الذى يقول أنه لم يوجد

فى الصخور التى تكونت فى العصور التى تكونت فى العصور الأولى أى أثر للكائنات ذات الحياة

فى حين وجد من هذه الكائنات الحية فى الطبقات الجيولوجية التى تكونت بعد ذلك .

(3)              أن أول كائن حى ليس فى الواقع معلولا للمادة غير الحياة كما قلنا ويلزم أذن يكون مصدر آخر هو الله .

مصدر آخر هو الله .

اعتراض : يقولون أن بعض العلماء تمكن من إخراج كائنات حية من المادة غير الحية ونحن 

نرد على ذلك  :

أنه لو صح ذلك – فلا يد حض قوانا . لأنه يوجد فرق بين خروج كائن حى من كائن غير حى والقول أن الكائن غير الحى هو علة وجود الحى . وزيادة على ذلك فأن جميع محاولات التوليد الاختيارى قد حبطت حتى الآن . وكم من مرة

حاولوا أن يخلقوا

      إنسانا فلم يعلموا إلا تمثالا . وبالأجمال مادام من المسلم به أن الجرثومة هى أصل وجود كل كائن حى فنشأ الحياة

على الكرة الأرضية بعد أن بيناه يستلزم وجود علة أولى غير المادة وهذه العلة هى الله

(4)              نشوء الإنسان :

      بعد أن أثبتنا أن المادة كانت خالية من الحياة يلزم أن نثبت أن الإنسان لم يكن ثمرة الحيوان فالفرق الجوهرى بين الإنسان وأرقى الحيوانات ظاهر فالإنسان يمتاز عن

الحيوان فيما يلى :

(1)              الفكر: فالحيوان تتعلق معرفته بالمحسوسات . أما الفضيلة والآداب فأنه يجهلها

(2)              التمييز: فالإنسان يقابل الأشياء ببعضها ثم يفضل بعضها على الآخر أما الحيوان فلا يقدر .

(3)              التعليل: وهو الإنتاج المنطقى . فيحكم مثلا بأن الله عادل ثم يحكم بأن العدل من الكمال ونستنتج من

ذلك أن الله كامل . فهل للحيوان قدرة على ذلك

    لا ننكر أن بين الحيوانات ماله الجهاز الصوتى ولكن شتان بين هذه                        الحيوانات أينما و الإنسان الأخرى فالببغاء تكرر الكلمات دون فهم أما الخرس فيتفاهمون ولو بالإشارة .

(د) الترقى : الإنسان المتكلم الناطق بالضرورة يترك أفكاره لمن بعده ومن مجموعها تترقى الحياة أما الحيوان فمع ما يراه من تقدم الإنسان فأنه لا يرقى وما نراه فى الحيوان من ترقية ظاهرة فترجع ألى نباهة الإنسان الذى عمله .

(و) الأخلاق: فى الإنسان شعور أدبى . وعنده فكرة عن الخير والشر وعن الثواب والعقاب . أما الحيوان فليس عنده شئ من ذلك . ومن نريده من الحيوان أن يعمله لا نجعله عليه كواجب كلا فهو لا يقدر ولا يفهم ذلك إذا عاقبناه فلا نعمل ذلك على سبيل لفت نظرة الى تقصيره . ولكن لكى نترك فى حافظته فقط . ذكرى فعلته مصحوبة بالألم وهذا يكفى لروعه .

(ز) الشعور الدينى : أى الميل إلى الديانة .

نجد أناسا لم يكن لهم دين خاص قد اصبحوا متدينين فلو لم يكن لهم استعداد طبيعى تدينوا . آما الحيوان فلا يحدث له شئ من هذا

نرى من هذه الفروق أن كلا من الإنسان و الحيوان له طبع مختلف عن الآخر . ولا يمكن أن يصبح الحيوان إنسان و بالعكس .

قد يمكن أن يتطور اللون الأبيض ألى الأسود بتغيرات غير محسوسة ولكن لا يمكن مهما طال الأمد

 أن يصبح اللون صوتا . وهكذا قد يتصور المرء حدوث تحول من الكنغو إلى القرد ولكن لا يمكن من القرد إلى الإنسان

 

 

 

( إذا لم يكن الإنسان ثمرة ما قبله ولكنه من الله )

 

 

البرهان الثانى وهو الطبيعى :

نظام العالم : يمكن من نظام العلم أن نثبت وجود الله . ونضع فى قضية منطقية تشمل مقدمتين ونتيجة .

المقدمة الكبرى : أن العالم منظم لغاية يراد بلوغه .

المقدمة الصغرى : أن تنظما كهذا لابد أن يكون من صنع صانع ماهر .

النتيجة : أذن يوجد صانع ماهر الذى نظم العالم .

المقدمة الكبرى : أن العالم منظم لغاية ونعرف ذلك من دقة النظام وكونه يودى حتما إلى غاية ظاهرة فى نظام النبات والجماد والحيوان والإنسان والأوقات . ويوجد فرق بين ولد يصنع أجزاء ساعة بعضها بجوار بعض بلا تمييز وصانع ماهر يضعها بترتيب لتؤدى غاية هى معرفة الوقت . وبمجرد النظر إلى الترتيب الأخير تشعر بأن النظام رتب لغاية ومقصد هو معرفة الوقت .

مثال : جسم الإنسان مثلا نراه منظما على طريقة عجيبة فهو يتغذى وفيه آلة تحول الغذاء ألى عناصر نافعة آلة تطرد الفضلات ثم يحمل الدم الحياة إلى جميع الأعضاء بواسطة الشرايين ويعود بعد ما يفسد بالأوردة ثم يصير الدم ثانيا نقيا وهكذا تسترد دورة الدم . البعد بأن نظام العالم ليدل على غاية بدليل أن هناك كائنات لا تقع لها ولا غاية كما توجد كائنات أخرى ضارة . فهل يعقل أن يكون هذا النظام قد وضع عن طريق الصدقة ؟ يدل هذا على منظم قدير .

اعتراض :

(أ‌)                بأن جهلنا بفائدة كائن مالا يمنع وجود فائدة له وجهلنا هذا دليل على أن علمنا ناقص

(ب‌)            أما الكائنات التى يقولون عنها أنها ضارة فقد يكون لها خصيات مفيدة فالكائنات السامة مثلا تستعمل فى الصيدلة كأدوية شافية والحيوانات المفترسة تقى النبات شر الحيوانات التى تأكله .

(2) المقدمة الصغرى :

من هذا النظام تستدل على وجود صانع ما هو حين نظرنا إلى الساعة وهى بنظمها غاية هى معرفة ( تعيين الوقت ) يدور فى خلدنا أن هناك صانعا وضعها على هذا النمط وعلى هذا النحو

نحكم أيضا بنظام البيعة على وجود صانع ماهر نظمها .

اعتراض :

يقولون أن نظام الكون جاء بالصدفة وهو نتيجة النواميس الطبيعية . ونرد على ذلك :

(1)              أن الصدقة لا توجد نظاما بل خللا فما بذلك بنظام الكون وهل يمكن حين ننظر طيارة فى الجو أن نقول أنها من عمل الصدفة أم تدل على صانع ماهر صنعها .

(ب)   وليس النظام أيضا نتيجة النواميس الطبيعية لكنه خاضع لهذه النواميس التى وضعها الله فكل قانون مشروع .

 

اعتراض :

 

       ** يقولون أن النواميس وجدت بالضرورة **

وهذا غلط فقد أثبتنا أن العالم كائن غير ضرورى الوجود ولو كان كل شئ فى العالم ضرورى الوجود لكان كل ما يصدر منا من الانفعال ضرورى أيضا وينتج من هذا أنه لا فرق بين القديس والشرير .

**   النتيجة **

مادام العالم منظما وما دام هذا النظام لا يصدر إلا عن صانع ماهر . أذن يوجد صانع ماهر للعالم 000 هو الله 000

 

البرهان الثالث : الشريعة الأدبية :

أن كان الله أعلن نفسه فى الكون فقد أعلن أيضا فى ضمائرنا 00

( 1 ) للإنسان شريعة أدبية يطالب بها .

     فالإنسان يشعر دائما بأنه حر فيفعل ما يريده ولكنه متى فعل شيئا غير مرئى فأنه بشعوره الداخلى " الضمير " يحس بأنه مذنب ورجوا أن يعدل عن هذا الفعل غير المرئى .

وصوت الضمير هذا غير متوقف على رضانا بل هو مستقبل عن رأينا ولو كان منا لأمكن إسكاته .

اعتراض :

     يقولون أن يوجد أشخاص لا تزعجهم ضمائرهم فيعملون ما يشاؤه .

الرد :

يسلم بوجود هذا النوع .. فنقول :

هل وجود بعض المجانين يحكم على الناس بأنه غير عاقل . فكما أنه لا توجد أيضا أبصار مصابة بالمرض . وهذا ناتج من سوء التربية .

( 2) الشريعة تتطلب مضمونا لها ( لا معلول بلا علة )

اعتراض :

يقولون لا داعى للبحث عن هذه العلة لأن العلم الطبيعى ينبعى أن يبحث النواميس فى ذاتها دون يتعرض لمآتيها أو عللها .

الرد :

إذا العلم يبحث فى علة النواميس الطبيعية . فالفلسفة تبحث عنها ثم أن النواميس تجير الإنسان على إطاعتها أما الشريعة الأدبية فلا تركز إلا على إرادته الحرة وتحاول إقناعه بإطاعتها .

( 3 ) من هو هذا المشروع :

الصوت الذى يتكلم فينا ليس منه لأنه لا يمكن للإنسان أن يكون مشرعا نفسه لأنه لو كان هذا الصوت منا ولا يمكننا إسكاته متى وأمكننا أن نفعل ما نريد بدون خوف من عقاب مع أن الواقع عكس ذلك وحيث أن هذا الصوت ليس منا فهذا أذن ( صوت الله ) .

( 4 ) ليس هذا الصوت صوت إنسان آخر نقلناه عنه كالوالدين أو البيئة . ونحن نقول أن للبيئة تأثيرا . ولكن هذا لا يمنع وجود الشريعة فينا فالطفل الصغير بطبعه كلما تقدم سنة يميز بين الصواب والخطأ فأذا قلت له أن الذب حرام فهم مرادك لأنه يشعر حين يكذب أنه عمل عملا غير لائق وبالعكس إذا قلت الكذب حلال والصدق حرام حسبك مازحا .

والشريعة الأدبية ليست وليدة الشريعة الوضعية لأن الأدبية أوسع منها فربما تعمل شرا وتعديا ولا تقع فيه تحت طائلة القانون الوضعى . ومع ذلك تشعر بأنك مخطئ ضد القانون الأدبى . وتوجد أعمال تشعر بأنها غير جائزة . ولو لم يكن احدا من الناس قد رآها أذن الصوت الذى فينا ليس منا أصلا . ولا من غيرنا من الناس . 

( 5 ) فالصوت أذن هو صوت الله . وهذه نتيجة لا مفر منها لأنه إذا كان فينا صوت يتكلم فلابد من متكلم . وإذا كنا محكومين بشريعة أدبية . فلابد من مشروع . وإذا كان المشروع ليس هو الإنسان نفسه أو إنسان آخر . فهو أذن كائن أعلى منا . ويرى ما فينا ويريدنا أن نفعل الخير ويفرض علينا شريعته بسلطانه ويثبت هذه الشريعة بعد الته وهذا هو الله

البرهان الرابع : الاعتقال العام بوجود الله :

لا يمكن أن يكون إجماعا على ضلال . فالأمم مع اختلافها فى الجنس والعادات لم تختلف فى عقيدة وجود الله . وها هو التاريخ يدلنا على أن جميع الأمم كانت تعبد ألها ولو أنهم اختلفوا فى معرفة طبيعته . فالبوذية التى تجهل طبيعة الله تقر بوجود الله .

وكذلك الذبوح الذين قال البعض عنهم أنهم بلا آله ثبت أنهم مؤمنون بوجود كائن أعلا . فهم يؤدون له واجبات . وهب أن هؤلاء لا يعرف آلها . فهل يقدم هذا حجة على عدم وجوده . وهل مخالفة الجهلاء الفكرة عالم تبطلها فوجود الملاحدة إذ صح وجودهم لا يبطل حقيقة الأيمان .

والأهل هل ننكر حواسنا لأن فى العالم خرسا . وعميانا . وعرجا . وبالجملة فالدليل على وجود الله لا يطلب من إجماع أفراد بل من إجماع الأمم .

اعتراض :

أن الإجماع وحده لا يمكن أن تكون دليلا على وجود الله . فلقد جمع الناس مرة على خطأ .. نعم . اجمع الناس مرة على خطأ . ولكن سرعان مازال هذا الخطأ وظهرا لحق وجود الله أمر معروف منذ ابتداء الكون فلو أنه ضلال لانقشعت هذه الفكرة . ولكن هذه الحقيقة تزداد كل يوم رسوخا والعلم يؤيد ذلك وكذا المنطق لأنها ليست وليدة . الشهوات فالنظر يرى الكون والعقل يحكم بأن هذا النظام لابد له من منظم .

اعتراض :

يقولون أن الناس تأثروا من الزوابع . وتحت هذا الشعور المخيف وأمام هذه الظواهر التى لم يستطيعوا تعليلها ولكى يستريحوا اخترعوا وجود الله . 

 

 الجواب :

لو أن الناس سلموا بوجود الله نظرا للمخاوف لكانت عقبدتهم فيه دائما أنه مخيف جبار فقط ولكن الناس يعرفونه صالحا

محبا رحيما . وزد على ذلك كيف يكون الجهل هو سبب اعتقاده به فى حين أن العلماء يؤمنون بوجوده أيضا .

 

اعتراض :

                

                                يقولون أن العلماء القدماء اخترعوا الله لردع الأشرار .

 

الجواب :

            أن القول من قبيل التخمين فقط . فأن القدماء لم يخترعوا الله لكنهم تسلموا الأيمان ممن قبلهم ثم إستخدموه و لا يمكن أن تستخدم غير الموجود .

 

اعتراض :  يقولون أن هذا من اختراع الكهنة .

الجواب :

          لست أدرى كيف يوجد الكاهن قبل وجود الله . فقد أقيم الكهنة على أساس وجود الله .

البرهان الخامس :

                             طموح النفس يثبت وجود الله .

هذا البرهان نفسى بحت تظهر منه أشواق الناس إلى وجود الله وبالتاكد أننا لا نكتفى بهذا البرهان للإثبات ولذا قدمنا البراهين العقلية أولا لأن العقل أولا لأن العقل مهمة عظيمة فهو مركز المعرفة والآن نقدم البرهان القلبى العاطفى .

 

ولا شك أن نفسنا تطمح إلى غير المتناهى :

 

(1)              فمط محنا لا تحد .

(2)              أننا محدودين .

(3)              عدم التناسب بين الحالتين السابقتين ظاهر وواضح لا يحتاج إلى تدليل فأننا لا نشبع من الغنى و كذلك لا نشبع من الحب فقد ينشأ الحب الصادق سعادة ولكننا أحيانا إغراض المحبوب

(4)              ونحن لا نطيح فى غير المتناهى فى المدى فقط بل وفى المتناهى فى الأمد أيضا . فنحن نبغى الحياة كلها ثم نرجو أن لا تنتهى أمامنا لنشيع مطمحنا أذن لا سعادة كاملة فى العالم وأننا ننشد هذا الكمال فمن أوعنا هذا الشعور لاشك أنه الله

 

الخاتمة

يخطر علينا هذا السؤال " إذا كانت هذه أدلة كافية للإقناع فلم يوجد ملا حدة والجواب لا يوجد ملا حدة يطمئنون إلى إلحادهم . ولو كانوا كذلك .

(1)              لما أبغضوا الله لأنه كيف يبغضون غير الموجود .

(2)              لما حاولوا دائما إثبات عدم وجوده .

(3)              لم يحاولوا دائما إقناع الآخرين بعدم وجوده . وهذا دليل على عدم ارتياحهم إلى فكرهم وهم يريدون أن يثبتوا منها . لذلك يكثرون من المناقشة فيها . نعم أن المؤمن يحاول إقناع الغير لعلمه أن فى ذلك خيرا . أما الملحدون فلا يمكنهم أن يقولون أن أثر الكفر كأثر الإيمان.

 

اثر الكفر لوضع ذلك

 

(1)              الاستهانة بالآداب .

(2)              زيادة الشر فى الدنيا .

(3)              جعل القوة موضع ثقة .

(4)              يكثر الانتحار إذ لا رجاء .

 

 

 

 

ومن هذه النتائج أيضا ومن الناس يعلمون عكسها يستدل على وجود الله

 

الله فى أسمائه وصفاته

أولا فى أسمائه

 

 

 

+ موسى طلب أسما الله ( خر 3 : 13 )

وقال أرنى مجدك والله ساكن فى نور لايدنى منه (1تى 6 : 16 ) وله ظهر الرب فى الجسد قال المسيح الذى رآنى فقد

  رأى الأب ( يو 14 : 9 ) فكل الأسماء والصفات ظهرت فى المسيح الله المتجسد ( والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجد كما لوحيد من الأب

( بو 1 : 14 ) لأنه ( صورة الله الغير المنظورة ) ( عب 1 : 3 ) ( الله لم يره أحدا قط الابن الوحيد الذى فى حضن الأب هو خير ( يو 1 : 18 ) .

 

 اسماء الله فى العهد القديم

 

 

1- يهـــوة :

  ( مذكور 3386 مره ) ترجم بمعنى الرب – او مختصرا ( هللويا ) ( سبحواياه او سبحوا الرب )

موسى ( قال له الرب الحى اهيه الذى اهيه ) ثم قال له اسمى يهوه ( خر 2 ، 3 – 15 ) ومعناه الكائن الذى كان الدائم الى الابد

2- اييل :

( 250 مره فى الكتاب كله ( انا الله القدير سر امامى ( تك 17 : 1 ) قال يعقوب ( أنا الله القدير اثمروا كثيرا ( تك 25 : 11 ) .. إلها قديرا ابا أبديا ..

( 1ش 9 ، 6 – 7 ) فمعناه ( القدير – العزيز المرتفع )

3- ايلوهيم :

ذكر 2555 مرة فى الكتاب كله (32 مرة فى تك 1 ) وجمع آيل – المقتدرون ( الثالوث ) آله العهد ( من الأ ، فعل بمعنى حلف او عاهد ) ويدل على علاقة الشعب مع الله علاقة عهد . ( عهد نوح – وعهد إبراهيم .. )

قال سليمان ( حافظ العهد والرحمة ( 1 مل 8 ) الجمع تعظيم ولكن إشارة للثالوث ) .

4- يهوة نسء :

( الرب رايتى ) ( بنى موسى مذبحا ودعاه يهوة نسىء       ( خر 17 : 15 – 16 ) تشير إليه عصى موسى المرتفعة والحية النحاسية ( خروج 17 : 9 ) ( عدد 2 : 1 ) ( خر 4 : 20 ) الرب رايتى يدعونا للجهاد – الرب رايتى يحارب عنا – الرب رايتى يضمن لنا النصر

5- يهوة رافا :

                  ( الرب الشافى ) ( خر 15 : 26 ) إظهار ذاته للمطروحين على فراش المرض .

 

6- يهوة شالوم :

( الرب سلامنا ) ( قض 6 : 24 ) ( بنى جدعون مذبحا وسماه يهوة شللوم ) وهذا يشير الى الله

هو سلامنا ( 1ش 53 : 5 )

7- يهوة رعا :

( الرب راعى ) ( مذ 23 : 1 ) فهو راعى النفوس إلى الخلاص .

8- يهوة تصدقينو :

( الرب برنا ) ( 1 ر 23 : 6 ) فهو برنا لأن الخاطى لا يتبرر أمام الله لكن ببر المسيح ينجو .

9- يهوة يرأه :

( الرب يرى ) ( تك 22 ) ( جبل المريا ) ريا ( يرى ) الرب يرى ( الأله الذى يرى ) (الأله المدبر )

10- يهوة شمة :

( الرب هناك ) ( خر 48 : 35 ) ( حين يأتى ملكوت الله ونطير فى الأرض ) وهناك اسم المدينة يهوة شمة ( خر 48 : 35 ) دلالة على وجود الله معنا أو تجسده ( الكلمة صار جسدا وحل بيننا ) ( يو 1 : 14 )

11- أيل أيلون :

( الله العلى ) ( تك 14 14 : 18 ) الله قدوس وعال فوق السموات

12- أيل شدآى :

( الأله القدير ) – القدرة وتحبت بمعنى ( ثدى ) للدلاله على الامانة و التغذية والشبع فى الأكتفاء ( خر 6 : 3 )

13- أيل أولام :

( الأله السرمدى ) ( تك 21 : 33 ) الذى لا بداية له ولا نهاية ( الأزلى الأبدى )

14- أدوناى :

( السيد ) ( ذكر 300 مرة تقريبا ) ( خر 23 : 17 ) ( أدون مفرد – أدوناى الجمع ) ( أش 10 : 16 – 33 )

1- أدوناى صاحب السلطان .                   2- السيد المطاع

( استمع أيها السيد ( أدوناى ) لست أنا صاحب كلام ) ( خر 4 : 14) والجمع هنا ليس للتعظيم لان اللغة العبريه ليس فيها قاعدة الجمع للتعظيم وإنما ذكر بصيغة الجمع للدلالة على الثالوث القدوس .

 

 

لايكفى ان نعرف أنه يوجد أله بل أيضا ما هية طبيعته لفائدتى ولتحقيق مقصد الديانة

 

 

ثانيا : الله فى صفاته

وجوب البحث

 

 

يوجد لا ادريون يقولون : لا تدرى هل الله موجود ويوجد نوع آخر يقول أنه موجود ( ولكن لا نعرف طبيعتة ) – لأن العقل محدود فكيف يعرف غير محدود . ونحن نقول أن هؤلاء نسوا أن الذى لا يفهم كل شىء يمكن أن يعرف غير محدود . ونحن نقول أن هؤلاء نسوا أن الذى لا يفهم كل شىء يمكن أن يعرف بعضه وهذا البعض يكفى لا قناعنا . ثم أن معرفة الله تأتى دائما من معرفتنا شيئا عن طبيعته وكما لاته فمن عمله وسياستة أثيتنا وجوده واستنجنا من صفات المعلول كالأنسان وأنه لهذه الصفات من أصل فى العلة بنوع أسمى ونحن نقول مع أننا لا نعرف جوهر الله فى ذاتهة ولكن نعرفه من صفاته أن ما فينا من عيوب فالله منزه عنها . وما فينا من كمال فالله أعظم منا فيها بما لا يقاس وكا ملاتنا ناقصه بالنسبة اليه جل شأنه .

 

 

 

 

الفصل الأول

صفات الله الطبيعية

 

 

 

جوهرة يستلزمها :

 

1-واجب الوجود – العالم متغير فلا يمكن ان يكون أزليا ولم يخلق نفسه فالله خلقه أما الله فلم يخلق نفسه ولا غيره أوجده – فهو واجب الوجود أذن .

2- غير متناه – فلا حدود لكماته أبدا ما نعرفه عنه أنما هو نقطة من بحر وهو كذلك غير منتاه فى جوهره .

3- واحد أحد – لو أمكن هناك الهان متساويان فى كل شى يظهر بكل تأكيد منها على أن أحدهما قاصر عن أن يقاوم تلآخر زد على ذلك لأنه عندما نرى العالم كله واحدا . والناموس الطبيعى واحدا تحكم بأن ذلك يرجع حتما إلى عقل واحد .

اعتراف :

إذا كانت الوحدانية امرا معقولا فلم وجد المشركون ؟

والرد على ذلك نقول :

(1)              أن العتقاد بوجود الله واحد عقيدة عامة

(2)              والذين اشركواهم الذين تأثروا بنقص فى آدابهم .

(3)              أن اختلف انظمة العبادة بين المؤمنين والشركين فالفكرة غالبا ترجع إلى الأعتقاد بآله واحد فتعدد الأوثان كثيرا ما

تكون مظاهرا واشكالا محسوسة لاله واحد . وفكرة الأثنانية نشأت من وجود خير وشر فنسب كل من هذين إلى اله المستقبل لأن العقل البشرى لم يستطيع أن ينسب الشر لاله قدوس . مع ان الأنسان الحر هو الأصل لكل عمل خيرا كأن أم شرا

(4)              الله منفرد بالذاتية : مستقل عن العالم ولكنه يدرك العالم وليس كما يدعى البعض بأن كل الموجودات فى الله بالذات

س – يزعم البعض ان العالم مشتق من الله وأن الأرواح جزء منه وقال الأخرون انه كما ينسج العنكبوت عشه هكذا صدر العالم من الله . وقال آخرون أن الله بأرادته تحول بذاته إلى العالم الذى يتطور إلى مالا نهاية وبديهى ان هذه كلها احتمالات فالله غير منتاه وكامل وبسيط أما العالم فطبيعته مخالف بهذه الصفات والخواص فينتج من ذلك ان العالم ليس هو الله

 

صفات الله المطلقة

الصفات المطلقة هى التى يختص بها الله وليست فى مخلوقاته ونخص منها بالذكر سبعة :

1-        البساطة : وهى ضد التركيب – ولا يخفى عليك أن الأرواح مركبة على منوال غير تركيب الجسام فيوجد فرق بين القدرة على الفعل و الفعل نفسه . فانت تقدر أن تعمل ولكن لا بد لك ان تجاهد أما الله فهو قادر أن

   يعمل وبجرد مسرته يكون كل شىء بلا أحتياج إلى جهاد وبساطته مصدر قوته

2-        عدم تغير الله : لا فيه جوهرة ولا فيه صفاته فقط بل فى ارادته أيضا وهذا يرجع إلى فهمه غير المحدود وقدرته فكلما يحدث يكون قد اراد منذ أذل فذا قرانا انه غضب على نينوى ثم عفى فالتغيير لبظاهر كان من الناس و أن الله منذ الأذل سمع صراخ المدينة وأستجاب لاهله وغفر لهم وعليه ترى ما حدث لاهل نينوى لم يكن جديدا على الله

3-        ازلى ابدى نحن نملك الماضى لا المستقبل أو الحاضر أيضا بسرعة يزوا أما الله فله سلطان على الأزمنة و المهم أنه تعالى واجب الوجود . ومعنى ذلك أن لا أول له نهاية فالأزلية بلا بداية و العقل البشرى لا يصل إلى حدودها غير أنه لا يجوز أن نرفض هذه الحقيقة لضعف عقولنا ففى الحياة حقائق لم يدرك العقل البشرى بدايتها إلى الآن مثلا 5+5=10 حقيقة أزلية . ( ليس حركة وجود وليس لعده عدم ) الاسبق نور ليس ايدى )

4-        سعة الله غير المتناهية : فلا زمان ولا مكان يخلو من الله حتى جهنم أيضا ولو أنه لا سلطان لها عليه وزيادة على ذلك فهو أوسع من هذه جمعيا والله بكلمته موجود فى كل نقطة من نقط الكون كما أن النفس البشضرية موجودة بكلمتها فى جزء من أجزاء الجسم وهذه الصفات الأربع الماضية تعتبر سلبية .

5-        فهم الله غير المحدود :أننا لنا فهما لكنه فهما محدود بالنسبة إلى فهم اللهغير المحدود وهذا الفهم الآلهى هو (1) عام : نحن نفهم شيئا وتختفى علينا أشياء أما الله فيعرف الماضى والحاضر والمسقبل وقد يفهم الأنسان الهندسة ولا يعرف فى الطب

(2)              الفهم يقع فى كل الامور والظروف فى وقت واحد ويفهم كل المسائل فى لحظة واحدة .

(3)              انه مستقل فتحن نعرف بالحواس والبحث أما هو فلا حاجة إلى هذه بل يعرف بذاته كل شىء

(4)              فهمه عيانى أننا نفهم حكنا على حيثيثات ونستنتج الحكم أما الله فلا حاجة به إلى تفكير وأستنتاج فالحقائق يراها بلا واسطة .

6-        أرادة الله : ومظهرها الحب فحاشا له أن الخلق شيئا يكرهه وهذه الأرادة خالدة وحرة وقدرة ولو تكن قادرة لما ظهرت مطلقا فى خلائقى – وكانت فى حكم العدم .

7-        قدرة على كل شىء :وهنا يجول فى خاطر البعض هذا السؤال هل يقدر الله أن يخلق الشر أو يخلق غير المعقول :

ونجيب بأنه ما دام الشىء غير معقول أو أنه شر فهو من العدم فكأنك تقول أن يقدر الله أن يخلق العدم ويكون السؤال أذن متناقضا لأنك تسميه عدما ثم تطلب أن يكون العدم وجودا فى ذات الوقت أن السقوط ليس من القوة . من عمل الضعف قلو عمل الله الشر لما كان قادر على كل شىء

 

 

 

صفات الله النسبية

 

الأولى  : خلق الله العالم – أنه تعالى يخلق بدون أحتياج إلى واسطة وليس كما يحتاج الرسام فى رسم الصورة من أدوات وقد خلق الله العالم مع أنه لم يكن وجعله له ( العالم ) كليتوته بعدم العدم ولما كان الوجود أفضل من العدم واله هو الخير الأعظم لذلك خلقنا لمجده لأنه عادل ولخيرنا لأنه محب وهذه الحالة تنشأ بلا شك صلة حب عظيمةبين الله ( خلائقة )

 

اعتراض

 

 

س- يقولون أن الله قبل الخلق لم يكن علة وأما بعده فقد صار علة وهذا معناه أن الله تغير

ج – أن الله كان قادرا منذ الأزل على خلق كل ما ظهر هو قدرته وعمله فلا تغيير أذن فى الله ولا تغيير فى مقاصده .

س- الله كلى السعادة فلم خلق العالم وهو غنى عنه .

ج – ونجيب بلأنه حقا كلى السعادة ولكنه خلق العالم لا ليستفيد هو من العالم بل يستفيد العالم منه وهذا خير عظيم .

س- يقولون أن الله منقسم إلى شطرين وصار إلى حالتين قبل الخلق وحالة بعد الخلق فهو أذن ليس أذليا منتاه .

ج – أن عمل الله أزلى فى عمله ونتائجه هى التى تظهر فى زمن من الأزمان فلا تغيير أذن فى الله .

س – كيف يمكن أن يخلق شيئا من العدم فهذا لا يمكن إدراكه .

ج  - نعم أنه لا يمكن إدراك لأنه ليس من عملنا وليس من اختصصنا ولو أذركنا لخلقنا مثله والذى فوق العقل شىء والمتناقص شىء والمتناقص بالعقل شىء آخر ففى الحياة أشياء لا ندركها كالكهرباء مع ذلك نسلم بها ولا نرى فيها مناقضة للعقل . 

                                                        

 

الثانية : حفظ الله العالم .

 

وجد الله العالم ولا يزال موجود بعنايته تعالى وبدونه يتهدم الكون ويختل نظامه لأن تعالى يتداخل فى نظامنا وأعمالنا ليساعدنا أن طلبنا ذلك أما الشر فينشئ من جموحنا وتطرفنا وليس ذلك من الله فاذا رأيت إنسانا أعرجا فأعلم أن هذا العيب ليس م الروح تساعده على المشى بل من الجسد .

 

الثالثة : بحكمة الله

والمراد بها عمل الله لغاية لائقة ورسم الخطة لذلك وسنوضح هذا عند الكلام عن العناية الألهية .

 

 

 

الرابعة : القداسة

هى الأنسان كره الشر والله فيه أذن يكره الشر فى المخلوقات أما قداسته تعالى فهى ينبوع كل الفضائل والآداب .

 

 

 

 

الخامسة : حقانية الله

 

هى حبة للحق وهو تعالى لا ينخدع نحن فهو محب للحق معروف بالضبط عنده.

 

6+ " لا تكن شريرا بزيادة ، لا تكن جاهلأ بزيادة ، لماذا تخرب نسك لماذا تموت فى عزا أوانك "

 

السادسة : عدالته

 

هو إعطاء كل زى حق حقه على أن عدالته لا تنافس رحمته بل عندما يعدل يكون رحيما فى عدله يرحم يكون عادلا فى رحمته .

 

 

السابعة : صلاحه

 

كل أعماله مراحم وخيرات حتى مع الخطاة يتخلى صلاحه فى مغفرة والعفو عنهم قال فكتور هوجو ( يامن يدعوك سفر الحكمه ) " القادر على كل شىء "

وسفر الكابيين " الخالق " وتسميك الرسالة إلى أفسس ( الحرية ) وباروخ ( الذى يسع كل شىء ولا يسعه شىء والمزامير ( الحكمة الحق ) ويوحنا ( النور ) وسفر الملوك يدعوك ( السيد ) والخروج (  العناية ) واللاويين ( القداسة وعزرا ( العدل ) والتكوين ( الله ) والإنسان ( الأب )

ولكن سليمان يدعوك ( الرحمة والمغفرة ... ألا ما أجمل هذا الاسم بين جميع أسمائك

 

العناية الإلهية

 

الله حكيم يعمل كل شىء لغايته وهو كلى الفهم يعرف احتياجنا وهو عادل يحاسبنا عن تصرفاتنا فبكافىء المستقيم المجرم هذه العناية . ومعلوم أن العالم يسير على نظام وهذا النظام الرائع يحتاج إلى عناية تحفظه ولما كان الإنسان من العالم فهو يشعر بحاجته إلى هذه العناية ولذا نصلى إليه . ولا يعقل أن الإنسان يخدع نفسه بشىء لا يشعر به ولا يثق بوجوده .

 

اعتراضات

 

 

توجد اعتراضات ويجب قبل الخوض فى العناية أن نلاحظ هذه الأمور:

(1)              يجب علينا عند أى مشكلة أن نقبلها على عدة وجه لنرى على أى وجه منها تنطبق هذه المشكلة .

(2)              ليس شرطا أن نعرف سر كل شىء بالضبط ولكن يكفى أن يكون لنا ما يقنعنا

(3)      كثيرا ما تقع أضرار وليس العيب فى ذلك راجعا إلى عمل الله ولكنه راجع إلى نقص البشرية وعدم كمال العلل والوسائط التى تستخدمها .

(4)      نحن لا نرى إلا على قدر نظرنا فقد نرى عملا ناقصا حسب رأينا لأننا نرى إلا ناحية واحدة منه ولكن لو الممقا بكل النوحى لتجلى لنا الحق كله . ولذا وجب أن لا نتسرع اللوم والانعقاد .

(5)      يشعر الإنسان غالبا عند التجارب بأنه كان خيرا للعالم لو لم يوجد وهذا ناشىء عن ضعفنا وعدم انتباهنا لأن التجربة قد تخدمنا . ولو وازنا بين الخيرات وما نصاب به من التجارب لعرفنا أن المصائب عرض زائل والوجود دائما خير من العدم . والخلاصة لا تكن قاضيا تحاكم الله بل عندما تبحث الأمور كن كالولد الذى يسأل والده بأدب وخضوع ليتعلم منه .

 

 

معضلة الألم

 

 

الألم لابد منه لأسباب أهمها :

(1)      لان طبعنا حساس يتألم ولسنا جمادات حتى تنجو من الألم والطبع الحساس أرقى من الطبع غير حساس.

(2)              الألم غالبا نتيجة غلطنا فالسكير الذى يصاب كبده من شرب الخمر هو المسئول عن تجربته .

(3)      الألم أحيانا ينفعنا فلولا ألم الجوع لسقطنا فى الطريق فجأة . ولكن الجوع يحثنى على الأكل ويشعرنى بالخطر فهو يخدمنى .

(4)      قد ينتج الألم نفعا ولو أضرنا عرضا ، فالنار بكل تأكيد لا غنى عنها ولو انها أحيانا تحرق . والسكة الحديد نافعة . بغير شك ولو أن الكثير يذهبون ضحيتها . وفوق هذا

(5)      كله فالألم الذى هو محتم علينا قد جعله الله مذكرا لنا ببشاعة الخطية ومقللا من غلوائنا فى التمسك بالحياة الفانية لنشتاق ألى الحياة الأبدية .

(6)      وبذلك قد يتحول الألم إلى خيرنا ففطام الولد مؤلم ولكنه لخير ( والنفس كالطفل ان ترضعه شب على حب الرضاعة وان تفطمه ينفطم .)

 

 

معضلة التفاوت

 

 

يقولون أم المواهب كالغذى والجمال والجهاد ليست موزعة بين الناس بالتساوى وعليه فلا عدالة :

أ‌-   ونجيب بأن التفاوت فى ذاته ليس شرا ولكن الناس حينما يتطرفون فيه ينقلب إلى شرفينا الغنى كان مقدورة أن يشبع لعازر ولكنه لم يعمل . فليس التفاوت إذا هو الذى أضر المسكين بكل قساوة قلب الغنى زد على ذلك أن كل ما نناله هو من فضل الله قليلا كان أم كثيرا – ومع القناعة يسعد حالنا لكننا للأسف ننتظر دائما إلى المواهب من هم أعلى منا فتغير مواهبنا فى نظرنا وتضيق فى وجوهنا الحياة لحسدنا فتنؤ حالتنا وقيل فى المثل الدارج .

            " من نظر إلى معيشة غيره حرمت عليه معيشته "

ب‌- التفاوت مكمل للالفة يبين الناس – ولو أصبح الناس ملوكا لتعطلت الأعمال فمن كان يمد لك السكك الحديدية ويحفر الترع ويدفن الموتى : وهل كان يمكن للأنسان الواحد أن يصير حدادا ونجارا وحاصدا وخبازا فى آن واحد . أما كانت الدينا تسؤ الحياة تتعس وينهدم العمران وهل يمكن للأنسان أن يبنى بيت بنوع واحد من المادة كالحجر مثلا أو الحديد فقط .

ج- التفاوت ينشىء الإخاء . ولذلك حينما يشعر كل بحاجته إلى إلية والى مواهب غيره . فلولا التفاوت لما تمت فضيلة الإحساس . على أن الإفراط الذى يقع فى التفاوت ينشأ من سوء تصرف الإنسان . فلم يقل الله للغنى أترك لعازر حتى يموت جوعا ويعزى هذا الافراط غالبا إلى :

(1)              لضعفه : وهذا يكره الله .  

(2)              لاهماله : فكثيرا ما يكون كسلنا شفائنا

 

 

 

 

معضلة الموت

(1)      الموت حد طبيعى للوجود ولوله وجودك لما كانت تموت فهل تنقى لو توجد حتى لا تتذوق الموت وكأنك باعتراضك هذا تستنكر الخير لأن الحياة خير لأنها من الوجود والموت حد لهذه الحياة ومع ذلك مادامت الحياه خيرا والموت حدها فالموت أذن خيرا وهل لك أن تحزن إذا وصلت إلى حد حقلك ومز روعك لأن الحق لو المزرعة انتهيا إلى هذا الحد وهل تحزن أيضا إذا بلغت نهاية كتاب مهما كان موضوعه لذيذا لا يقول أحد بذلك

(2)      وإذا قيل أن الموت يسبب ألما نظرا للفراق ( نقول معا ) أننا نتألم لفراق الأحباب ولكن هذا راجع إلى عدم الرجاء فى القيامة وعدم أكثر اننا بما فى الكتب اللاهية ومع ذلك فأننا نتألم ونستريح والعملية الجراحية صعبة ولكن العبرة بفائدتها وألم الموت وقتى فى هذه الحياة ولكنه يؤل بنا إلى سعادة لا تجعل للأوحاع أثرا فنموت فى الفساد لنكون بغير فساد نموت فى الضعف لنكون فى القوة فياله من تطور عظيم لخيرنا ولو تحملنا فى ذلك بعض الآلآم .

س- يقول البعض لم تمت الأحباب دفعة واحدة

ج – الجواب لو عمل الله ذلك لزم عند موت الوالد مثلا تموت الأم وأولدها أيضا وتنقطع العائلة بأثرها . ومعنى هذا انتهاء العالم .

س – يقولون أن الموت يحدث هما فى القلب .

ج – نحن نجيبهم أن الرجاء بالقامة يزيل هذا الهم والسلوك الحسن والأمانة واطاعة الله لا تجعل أثر للخوف . والواقع أن همومنا من الموت هى من الحساب مع أننا نحن المسؤولون

 

 

 

العناية والشر الأدبى

هنا سؤلان يجب أن نرد عليها وهما :

س – لم يتألم الحيوان مع أنه لم يخطىء ؟

ج  - الألم لازم للطبع الحساس والحيونات وما يصيبه من ألم كما سبق هو لخير وقلنا أن الجوع يشعره باتخاذ الحيطة فيأكل لئلا بخور ومع ذلك فألم الحيون طبيعى فقط وليس ألما أدبيا والألم الطبيعى أقل بكثير من ألم الإنسان زد على هذا ألم الحيوان وقتى أما الإنسان فيعمل حسابا لآلام أخرته .

س – لم تحدث زلازل وبراكين وأخطار فى الطبيعة ؟

ج  - يحدث ذلك لأن الطبيعة تخضع لنواميس تعمل للمصلحة العامة . فلو تأثر فرد فى سبيل خير المجموع – فلا غرابة فى ذلك وإلا فهل تبطل الكهرباء أو النار لأن بعضا يقتلون بسببها وزيادة على ذلك فكثيرون يطرحون بأنفسهم بالخطر ويسكنون الأماكن المعرضة للزلازل وفى هذه الحالة المسؤول عن أختارهم أنفسهم . وهب أن حادثة وقعت لا تعتبر شيئا اذا قسنا بمجموع حوادث العالم . فقد قتل فى كارثة مسينا 200 ألف شخص . و هذا أمر مخيف ولكن إذا قسمناه بما يموت فى العالم كله كل سنة فأننا لا نعتبره شيئا لأنه فى اليوم الواحد من السنة قدر هذا العدد فأحسب هذه السنة التى وقعت فيها هذه الحادثة كبيسة .

 

اعتراضات

س – يقولون لم يسمح الله بالخطية ولم يوافق الخاطىء ويسقى البار ولم خلق الله كائنات

ج  - أن السماح شىء والأذن شىء آخر ولما كان الإنسان مخلوقا حرا فلا يتدخل الله ويجبره على الخير حتى لا يسلبه أعظم هدية وهى الحرية ولكن ولكن حينما يستخدم الإنسان هذه الحرية فى غير وضعها ويخرج الفضيلة عن حدها ينشأ الشر . فالا قتصاد خير ولكن بالمغالاة والتطرف يصبح الاقتصاد بخلا .

أعلم أن الله لا يمها الخير لأننى شرير . فقد يحسن إلى المجرمين لعلهم يرجعون إلى الخلاص ولكن إذا قست قلوب الخطاة كما جرى لفرعون فأنه يهلكهم أما البار فأنه يتنعم غالبا يعيش فى سلام . فأذا جرب أحدهم فذلك لكى يتمجد الله به كما حدث بأيوب وكذا ليتمجد البار كما صار إبراهيم آبا المومنين ورفع شأن دانيال ويوسف بعد تجاربهم و اذا قلت

6+ واذا سمح بتجربة أخذ فذلك ليتمجد الله

7+ واذا سمح بألامه على الأرض ملكى يتمتع بالراحة فى السماء (لعازر المسكين )

8+ بعض الائنات التى نطن أنها لاتفيد وضارة ، تؤخذ الأدوية من سمومها

لى ما رأيك فى لعازر لمسكين أقوال ذلك لأنه قد تألم قليل لكنه يتمتع كثيرا إلى الأبد وإلى أبد الآبدين وهل تقاس الأمه الأرضية بأفراحه الخالدة . ولو لم تكن هناك آخرة يتغذى فيها المجرمين لصح الاعتراض .

- اما أن الله يخلق كائنات تنمو ولا تفيد . فهذا مستحيل لأن ما يقع من بعض الكائنات كالعقرب مثل النسور لا يساوى ما يؤخذ من سمه من الفوائد فبعض الأمراض لا تبرأ ألا بمثل هذه السموم وقس على ذلك .

س- وإذا قيل لم لا يفيد هذه الأضرار ويضع لها حدا .

ج – أنه تعالى وضع هذا الحد ولكنه لضعفك وأنكارك لا تذكر فضل هذا الحسن العظيم ألا تذكر أنك كنت فى خطر وقد هيىء الله سبيل النجاة فقيل أن تضع يدك على العقرب هيىء لك ما يلفت نظرك وأبعد أذى العقرب عنك ولا تنسى أنه جعل لك من هذه الكائنات المؤذية عصا للتأديب يعاقب بها الأشرار كما عمل مع بنى إسرائيل فى البرية إذ سلط عليهم الحيات والعقارب أما اولاد الله فعناية بهم فى نومهم وصحوتهمولا خوف عليهم لأنهم برعايتهم يحتمون ط و إذا العناية لا حظتك عيونها .. ثم فالمخاوف كلهم آمان "

 

 

التجسد والفداء

 

حالة البشرية قبل الخلاص : لاشك أن الله جعل الإنسان على غير فساد ولكن بغوايه الحيه سقط الانسان وفسدت طبيعة واحتاج لمخلص من تلك الخطية .

 

ما هى الخطية ؟

 

 

ان كلمه الخطية من الناحية اللغوية تعنى من أخطا الغرض أو الهدف وجاءت بمعانى كثيرة

الكتاب المقدس منها فى الك .

 1-التعدى : تجاوز الحد المعين سواء بالنسبة لله أو للآخر أولنف

 كل من يفعل الخطية يفعل التعدى ( 1 يو 2 : 4 ) اى ان الخطيه هى التعدى او ان الانسان قد تجاوز الحد المعين .

2- المعصية : وكل تعدى ومعصيه نال مجازاة عادله ( عب 2 ، 2 ) والمعصية هى العناد فى أى عدم الوصول

3- الزلة ، فان كانت زلتهم فى للعالم ذونقصاتهم غنى للامم فكم بالأحرى ملوئهم (رو11 ، 12 ) والزله هى انزلاق القدم فى الهو.

4- الذنب ، وان كنتم اموات بالزنوب والخطايا ( اف 2، 1 ) اغفر لنا زنزبنا ( مت 6 ، 12 ) والذنب هو مخالفه الشريعه .

5- الدين ، لا تخرج من هناك حتى توفى الفلس الاخير ( مت 5 ، 26 ) ( ومثل المديونين لو 7 ) وال إنسان المديون هو من عليه دين اى مثل بمطالب وعليه بموافاتها 0 فاذا ايها الاخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد ( رو 18 ، 12 )

6- النجاسة والدنس ، اما الاقوال الباطله الدنسه فاجتثها ( 2تى 2 ،16 ) والنجاسة او الدنس معناها تلوث الفكر او القلب او الجسد .  

8-    الفجور ، : ( لان غضب الله معلق من السماء على كل نجور العالم واثمهم ( رو 1 ، 8 ) والفجور هو عدم احترام القدسات . 

     

الله خلق الانسان مستقيما (جامعه 7 ) فمن اين جاء الشر هل جاء من الشيطان بهذا يكون الشيطان قادرا على الخلق هل من اله اخر غير الله فهل هذاك الها واحد للخير والاخر للشر كما تعلم ديانه الفرس كل هذه الافكار شغلت فكر القديس

6- وغسطينوس واخيرا عرف من الحياه المسيحيه والتعاليم اللاهوتيه بان الشر عدم اى ان الشر هو سلب الخير كما نقول ان الظلمه على سلبيه النور ..

مسببات الخطيه رغم ان الشر عدم الا ان هناك عوامل مسببه له ومشجعه لدخوله لقلب الانسان وهذه المسببات هى .

1- حرية الاراده : ( انظر قد جعلت اليوم قدامك الحياه والخير والموت والشر ( تث ، 3 " 15 ) قال المسيح لاورشليم 0 كم مره اردت ان اجمع بنيك كما تجمع الدجاجة فرخها للناس ( يو 8 : 44 )

ويقال ان إبليس رأى أن الإنسان اعظم منة فى امور كثيرة .

الانسان له صلة مباشرة بالله ( مع أن الملائكة صلتهم بالله بقوانين ورئاسات .

الإنسان يختلف فى خلقته الكائنات لأن الله نفخ فيه نسمة حياة .

الإنسان يسير معتدل القامة وليس على أربع كالحيوانات .

الإنسان ينظر إلى فوق يتطلع إلى السماء التى سقط منها الشيطان .

لذلك حسده الشيطان ولذلك دعى هكذا الشيطان ( أى مقاوم الله ) ودعى إبليس المضلل أو المحتال )

3- الجسد : جسد الإنسان ضعيف فى قدرته وفى حواسه وكل إمكانياته وأما أما الجسد فضعيف ( مت 26 : 41 )

وقال القديس بولس الرسول " فأنى عالم أنه ليس لساكن فى " أى فى جسدى شىء ( 7 : 18 ) فالجسد هو الجانب الضعيف فى الإنسان وعن طريقه يستطيع الشيطان يستميل الإنسان إلى الخطية .

ليس الجسد عدوا للإنسان وأنما لابد له أن يكون مطيعا وخاضعا للروح فى إنسجابى وهارمونى معا والذى حدث ساعة خطية الإنسان الأولى . ان الروح شفت عصا الله وبالتالى شق الجسد

عصا الطاعة على الروح وفسدت طبيعة الدنيا .

4- العالم :العالم هو الصورة التى تظهر من خلالها الخطية من الأغرائات وجذب حواس ومشاعر الانسان إلى الخطية لأن العالم كله وضا ( ايو5 : 19 ) ودعى إبليس ( رئيس هذا العالم ( يو 14 : 30 ) ورئيس من

( أف 2 : 2 ) ولذلك يقول القديس يوحنا " لا تحبوا العالم ولا الأشياء التى فى العالم " ( ا يو 2 : 15 ) وليس المقصود بالعالم المخلوقات الجيدة التى خلقها الله ولكن المقصود بالعالم المظاهر الخادعة المشجعة للخطية – كما كانت الشجرة امام الانسان جيدة للاكل بهيجة للعيون شهية للنظر ( تك 3 : 6 )

     

 

نتائج الخطية

أولا : الموت

 

 

 

 

1-    الموت الروحى : أصبح الانسان أبنا لابليس وعبدا للخطية و أنفصل عن الله وعن الحياة الروحية .

2-    الموت الجسدى : وهو الصورة الظاهرة للموت الروحى – ويحدث بأنفصال الروح عن الجسد ( وبالخطية الموت رو 5 ك 12 )

3-    الموت الأدبى : فقد الأنسان بالخطية امتيازاته الأدبية كسلطة على العالم وإرتباطه بكل كائن حى .

4-    الموت الأبدى : ( بخطية واحدة صار الحكم الى جميع الناس للدينونة وسمى الموت الثانى ( رؤ 20 ) وهو العذاب الأبدى فى جهنم النار .

 

 

ثانا فساد الطبيعة البشرية كلها

حدث أنقلاب فى الانسان ونشأ نزاع بين الروح والجسد . والجسد يشتهى ضد طبيعة الروح والروح ضد الجسد ( غلا 5 : 17 ) وبهذا أصبحت الروح لها ميول حسدانية وفقدت الهدف الذى من أجله قد خلقت على الجسد وفائدة له لطريق الأبد.

 

 

ثالثا : فقدان ميزات فوق الطبيعة ( عمل النعمة )

فقد الانسان بالخطية ما أخذة بالنعمة مثلا لبرء الأصلى وكذلك فقدان صورة الله فى الانسان خلق على صورة الله ليس بمعنى الصورة الظاهرية فالله ليس له شبه ولا مثال وأنما خلق على صورة الله فى الروحانية ( فيه روح- فى العقل والحكمة – فى القداسة ومحبة الحق – فى عمل الخير – الحرية – فى عدم الموت والفناء – فى العمل الدائم بروحه ( الروح لا تنام – فى سادة فى على كل المخلوقات .

 

رابعا : فقدان البنوة لله .

 

 

الأنسان مخلوق من الله وكذلك ودعى أبناء لله ( لو 3 : 38 ) ولكن عندما أخطأ انتمى الى أبليس وصار ابنا له كما قال المسيح له الجد لليهود " أنتم أولاد أبليس وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا (يو 8 : 44 )

 

خامسا : فقدان الأمن والسلام

سمعت صوتك فى الجنة فخشيت لانى عريان فاختبات ( تك 3 : 10 )

بالخطية فقد الانسان السلام والطمائنينة دوفع فى بؤر الخوف والياس والاضطراب والخزى والعار

 

سادسا : فقدان العلم والمعرفة ( التمييز والإفراز )

صار الخاطى جاهلا ومعرفتة محدودة – قبل الخطية استطاع ان يسمى كل الحيوانات ( ملايين الانواع ) . وسمى زوجتة امراة ( من امرى اخذت ) وسماها حواء ( ام كل حى ) بعد ولا داتها لا بنائها

 

سابعا : فقدان الطهارة والنقاوة .

 

اصبحت الغرائز والميول والشهوات هى المتحكمة فى الللانسان وفقد الانسان بساطة الفكر والنظر وعرف انه عريان فخجل واراد ان يستر جسدة باوراق الاشجار.

 

ثامنا : فقدان القوة والراحة الجسدية .

اصبح الانسان عرضة للالم والتعب والمرض والمشقة والموت

 

 

 

وراثة الخطية

 

 

من كل النتائج التى ترتبت نتيجة للخطية فى طبيعه الانسان يتبين لنا أن البشرية كلها ورثت خطية ادم وذلك تبعا للقواعد الاتية :

1-        نحن جميعا من دم ادم وقد انتقلت الخطية عن طريق الدم لان الخطية دخلت الى الانسان كله روحا ونفسا وجسدا .

2-        حسب القاعدة الاجتماعية المعروفة ان أولاد الفقير فقراء ولا يمكن ان يولدوا أغنياء ، وكذلك نحن أبناء ادم الذى افتقر بالخطية وتعرى فجأه ، نسلة جميعأ فقراء من النعمة وعرايا من الفضيلة .

3-        يوم ان أخطأ أدم لاشك أننا كنا موجودين فى ضلوع أدم و فى ضلوع أدم و فى أحشائه – كنا موجودين بالقوة لا بالفعل أى أن إمكانيات وجودنا كانت موجودة فى ادم ولم يكن قد حان الوقت لخروجنا ألى العالم . مثل الشجرة التى تخرج من الحبة . فالشجرة كانت فى الحبة بالقوة لا بالفعل

4-        عندما يكون أحد العظماء له عبد و جارية هو يملك ذلك العبد وتلك الجارية يتصرف فيهما كما يشاء فإذا تزوج هذا العبد بتلك الجارية فمن يملك أولادهما ؟ انه ذلك السيد العظيم أيضا ويصير كل الأولاد المولودين عبيدا له بالتبعية للأب والام .

وهكذا أيضا عندما اخطأ ادم وحواء صارا ملكا للشيطان وبالتبعية أيضا صار كل نسلهما ملكا للشيطان

                   5- ومن الناحية القانونية إذا تم أغلام تشميع بيت من البيوت                   ننا كنا موجودين فى ضلوع أدم و فى وووووتىتناعلالاتل

                       يكون مغلقا على كل ما فيه ولا يتصرف فية أحد ألاالماللك

                       ، هكذا أيضا استلم الشيطان كل ادم و حواء بكل ما      

                     تحتويه أحشاؤهم من إمكانيات الحياة والزرع البشرى .

لهذه الأسباب وبحسب هذه القواعد صارت البشرية كلها وارثة للخطية لهذا قال داود النبى فى المزمور " بالآثام حبل بى وبالخطايا اشتهتنى امى " ( المزمور الخمسون )

وقال بولس الرسول بانسان ولحد صارت الخطية وبالخطية الموت وهكذا أجتاز الموت الى جميع الناس اذا اخطأ الجميع ( رو 5 ) او على حد تعبير ترجمة روحية ( أجتاز الموت الى جميع الناس بالذى جمعيهم اخطاوا فيه )

 

 

 

الإنسان والخلاص

 

 

لابد من خلاص الانسان لان الله يريد الجميع يخلصون هو الى معرفة الحق يقبلون ولانة لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا .

كيف يخلص الانسان : سؤال سالة ايوب البار ( ايوب 9 ) : فهل يخلص الانسان بالصلوات ؟ ام بالاصوام ؟ ام بالتوبة ؟ ام بتقديم الذبائح الحيوانية .

أن كل هذه الأمور غير مقبولة امام الله لآن طبيعة الانسان فسدت وتغيرت وبالتالى فلا يقبل الله من الانسان توبة ولا ذبيحة أو صلوات واصوام الا بعد خلاص أولا ، اذا تحتاج البشرية ألى مخلص يجدد طبيعتها ويخلقها من جديد (لبا نقيا اخلق فى يا الله وروحا مستقيما جدد فى أحشائى     ( مز 50 )

والمخلص الذى يخلص البشرة سيئوب عنهم ويموت بدلا منهم لكى يكون دمه كفارة لكل خطايا البشرية ( وكلمة كفارة معناها تغطية – أى تغطية الخطية )

شروط الفادى :-

1-        أن يكون أنسانا : لأنة نائب عن البشرية فلا ينفع أن يكون ملاكا لأنة لا يخلص الملائكة بل البشر .

2-        بلا خطية وبار : لأنة اذا كان خاطئا فكيف يخلص غيرة – اذا كان لا يستطيع أن يوفى فكيف يستطيع

     أن يوفى دين غيرة .

3-        غير محدود : الخطية غير محدودة لأنها وجهت ضد الله غير المحدود وبالتالى تحتاج ألى كفارة غير محدودة ،

وهذه لا يستطيع أن يقوم بها سوى شخص غير محدود .

4-        أن يكون مساويا لله : لأنه بصالح الانسان مع الله فان كان اقل من الله  لا يستطيع أن يواجه الله و يصالحة مع

     البشرية .

وكل هذه الشروط لا تنطبق الا على شخص يعادل الله – ولا يعادل الله سوى الله ذاته وفى نفس الامر يكون انسانا –

فهذه الشروط استلزمت أن يتجسد ويصير انسانا متخذا جسدا مثل البشرية ويشابهم فى كل شيىء ما خلا الخطية

 

بركات التجسد

  

1-        أتمام الفداء لخلاص البشرية .

2-        تكريم جنسنا البشرى اذا شاركنا الله فى الدم واللحم فبارك انسانيتنا .

3-        تقديم النموزج الانسانى فى التكامل لكى مثالا نتبع أثاره فى التصرف والسلوك والاقوال

4-        لكى تتعرف البشرية على الله ونستطيع أن نتفهم طبيعته ونتقارب منه .

5-        لكى يبارك الطبيعة والجسد تعرف البشرية أن الجسد مقدس وليس للشهوات والنزوات وبكم لمجد الله

6-        لكى يبارك المادة فى الجسد وأستخدماته لها كالتراب والماء والهواء والطعام والحيوان والعملة وكل استخدمات                               الانسان

7-        لكى يعدنا للابديه والسماء اذ أنه صعد للسماء بالجسد لكى نكون وارثين ناجسادنا المجد

                  

 

بركات الفداء

 

1-        المبادلة : الخطية رفعت من ألخاطى وأصبح بارا ووضعت على اخر وهو المسيح " البار تقرب من الاثمه حتى يقربنا من الله "

افتدانا من لعنه الناموس اذا صار لعنه لا جلنا ( تملا 3، 3 ) – الذى بلا خطيه لاجلنا ( 2 كو 5 )

وكما نقول صلوات الطرح فى يوم الجمعة العظيمة ( أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له ) ، فالمسيح مات ليحينا وعطش ليروينا وجاع ليشبعنا وصار انسانا لكى نصير ابناء الله . كتب اسمه على الارض ليكتب اسماءنا فى سفر الحياة

2-        الفكاك :- وهذا كان يحدث فى العهد القديم ( لا 25 ) عندما يريدون ان يعتقوا عبدا من العبيد لكى يصير حرا فيأتى الشخص الذى يريد أن يعتق العبد ويتبع الشروط الاتية :- 

1-        ان يكون قريبة .

2-        لة اراة حرة فى عتق العبد .

3-        يكون الثمن بيدة .

وهكذا ما حدث مع المسيح لكى يعتقنا من العبودية واسر أبليس . 

1-        قد صار قريبا لنا اذا شاركنا فى اللحم والدم ( عب 2 ، 14 ) وجعل نفسه مع المقدسين كأنهم واحد لذلك لا يتجى

أن يدعوهم أخوة ( عب 2 ، 11 )

2-        جاء ألى العالم بارادتة اذ قال " من اجل هذه الساعة قد اتيت وقيل أيضا

" من اجل السرور الموضوع امامه

أحتمل الصليب مستهينا بالخزى والعار . ( عب 12 ، 2 ) 

3-        كان يسوع بيده الثمن لخلاصنا وعتقنا من الخطية وهو الدم الطاهر             الذى سفكه على عود الصلب 

لذلك اشتريتم لا بذهب ولا فضة ولكن بدم كريم بلا عيب دم يسوع المسيح ( ابط 1 ، 19 )

3-مصالالحة :- ثم على الصليب المصالحة بين الله الاب والبشرية التى أخطأت ( الذى صالحنا لنفسه )

 2 كوه ( عاملا الصلح بدم صليبه )

4-        الكنيسة :-  من جنب المسيح المطعون تكونت الكنيسة و أخذت قوتها من قوه الصلب لأن الصليب هو قوة الله ( 1 كو 1 ) وكذا كل الاسرار الكنيسة والبركات الخلاصية التى تأخذها من الكنيسة المقدسة أستمدت قوتها من الصليب المقدس .

لماذا الفداء بالدم ؟

1-        كانت الخطية التى أخطأ بها ادم هى الاكل من الشجرة المحرومة الثمرة المحرمة مست دم الانسان قد نسته فلذلك اتوجت تجديد دم الانسان بدم طاهر اخر هو دم المسيح

2-        كان الحكم على ادم بالموت فلا بد أن الذى يخلصة يتذوق نفس الحكم وهو الموت

3-        لأن الموت أشارة للحب والتضحية والبذل والعطاء .

لماذا الموت بالصلب ؟

1-        لنه كان اداة حكم الاعدام عند الرومان .

2-        لأن شكل الصليب يمثل العدل والرحمة لأن الصليب يتكون من خشبتين متعارضين ، الرأسية تمثل العدل الالهى المسلط على رقاب البشرية التى أخطات معلنا العقاب كالسيف والخشبة الاخرى الافقية تمثل الرحمة التى وفت للعدل حقة دون الماس أذ خلص بدم المسيح

 

 

حقيقة الصلب

 

هناك من بكرة صلب المسيح متجاهلا تلك الحادثة التاريخية الشهيرة ولكن هناك حقائق كثيرة تثبتها :

الحقائق العقلية :

1- قبل المسيحية كان الصليب مكروها وصار بعد المسيحية مكرما وهذا يدل على أن حادثة حدثت على الصليب       غيرت هذا التغير الجذرى

3-        على مدى التاريخ والازمان يقابل المسحيون بالهزء الغرب على انهم أتباع المصلوب فكيف يرضون ذلك أن لم

4-        يموت الشهداء والقدسون مستهنين بالعذاب من أجل المسيح المصلوب وذلك منذ العصر الاول المسيحى ، فكيف

يموتون من أجل قضية خاسرة .

5-        رغم أنقمات الكنيسة فى امور عديدة لم يختلف أثنان على صلب المسيح

 

أدلة أثرية وتاريخية :

1-        صوم الأربعاء والجمعة منذ القرن الثانى المسيحى كتذكار للتشاور على قتل المسيح وكذلك وقت ويم صلبه

2-        الاحتفالات العظيمة والطقوس والصلوات يوم الجمعة تذكار صلب المسيح

3-        نسخ الكتب المقدسة الاشريه القديمة التى تحدثت عن الصلب كما هو مدون فى أيدينا تماما

4-        الكفن المقدس المحفوظ فى تورينو بايطاليا والذى يبين بوضوح مراحل الام وصلب المسيح

5-        الرسومات التى وجدوها على المنازل والمقابر بجوار الموتى منذ القرون الاولى تعبر عن المسيح مصلوبا

6-        صورة الحكم على المسيح بالصلب وجدها الجيش الفرنسى وقت زحفه على ايطاليا سنة 1280م وكان معهم علماء اكتشفوها وهم يبحثون عن الاثار اليونانية فى مدينة نابولى

7-        الرسالة التى أرسلها بيلاطس الى طيباريوس قيصر معلنا فيها صلب المسيح عثر عليها الالمان فى روما و هى   موجودة الان فى مكتبة الفاتيكان

8-        تكلم يوسفوس المؤرخ عن شخصية المسيح واعمالة والحكم عليه بلصلب وهو مؤرخ يهودى عاصر وجود المسيح على الارض

 

الإسلام وصلب المسيح

1- مذكور فى القرآن ان الله قال للمسيح ( ياعيسى انى متوفيك ورافعك الى )   ( سورة الالعمران 55 )

2- السلام على يوم ولدت ، ويوم اموت ، يوم ابعث حيا  ( سورة مريم 33 )

4-        وان كانت الآياتان السابقتان تعبران عن موت المسيح فقط دون التعرض لطريقة الموت لكننا امام اية واضحة تعبر عن موت المسيح بطريقة غير طبيعية . مذكور عن المسيح انه قال لله

وكنت عليهم شهيدا مادمت منهم فلما توقتنى كنت اتت الرقيب عليهم وانت على كل شيى شهيد   ( سورة المائدة 177 )

الاية الوحيدة :

والاية الوحيدة التى تنكر صلب المسيح تلك التى تقول

}  وتحولهم مثلتا المسيح عيسى بن مريم رسول الله واقتلوه ولكن شبه لهم {  ( سورة النساء 157 )

وبسبب هذة الايه فسرها أئمة المفسرين بتفسيرات مختلفة :

1-        قال البعض لم يصلب المسيح

2-        قال اخرون بعد الموت اقامة الله ثانية فكائنة لم يصلب ولم يمت

3-        الشهداء لم يموتون لانهم ماتوا فى سبيل الله

} ولا تحسين الذين ماتوا فى سبيل الله امواتا بل هم احياء عند ربهم يرزقون {

4-        ان اللاهوت لا يموت فقد قال الامام البيضاوى  ( قال قوم صلب الناسوت صعد اللاهوت )

من الذى صلب :

وقد فسر البعض عبارة ( شبه لهم ) قائلين أن الله القى شبه المسيح على واحد من التلاميذ ( قد يكون يهوذا ) او على واحد من أعدائه او على سمعان القيراوانى الذى حمل الصليب على الشبة صلب هذا الشخص بدلا من المسيح ظنا منهم انه المسيح .

الرد على هذا الرأى :-

1- ما الداعى لالقاء الشبة على غير المسيح والمسيح قد جاء لكى يموت عن العالم ومذكور عنه كثيرا جدا فى    الانجيل أنه من اجل الصليب

2-اذا كان المسيح سيرفع الى السماء دون الصلب فما الداعى لالقاء شبهة على آخر وصلب هذا الانسان

3-        وهل يستخدم طريقة الناس فى الخداع والمكر و هذه الخطية عظيمة .

4-        وهل الله عاجز عن عمل آى شىء لا نقاذ المسيح وبهذه الطريقة الخلطئة . وأيهما اعظم أن ينقذ رسوله واضحة

عظيمة يتمجد فيها الله اما أن ينقذه بطريقة خفية فيها ضعف ومهانة

5-        فى نظر اليهود أنهم صلبوا المسيح وقد روا علية فلناذا لم يرد عليهم الله على اعمالهم الشريرة ويظهر لهم عجزهم عن ايذاء رسول الله .

6-        ما ذنب الذى يصلب بدلا من المسيح اذا كان الذى صلب سمعان القيروانى أو واحد من التلاميذ فأى دنب         لكى يموت مصلوبا

7-        لماذا يكرس ناكر الصليب ووقتهم وجهودهم فى رفض حادثة الصلب مع أن المسيحين يقبلون المسيح المصلوب

ويكرمونه فهل هم يغيرون غلى على كرامه المسيح اكثر من المسيحين أنفسهم ؟ أم أنهم يريدون انكار الفداء

العظيم الذى صنعة الله للعالم كله .

8-        ما منفعة النلس فى الموضوع القاء الشبة هذا ؟ الاقلب اوضاع الحقائق كما قال الامام الرازى :

" لو حدث هذا الحدث سفسطة فى كل رؤيتنا للناس هل فلان أم أنة غيرة شبهة فقط فى المواثيق على العقود

الزواج والطلاق وفى كل الاوراق الرسمية من ادرانا أنهما صحيحة ربما تكون شبيهة فقط وليست حقيقية

 

التثليث والتوحيد

محاضرة القاها قداسة

البابا شنودة الثالث

فى لقاء الشباب المسكونى

يوم 26/3/1977

أن مشكلة الذين يعارفون التثليث ، انهم يفصلونه عن الوحيد ، ويظنونه لونا من الشرك أو تعدد الألهة ، ولكننا كمسيحيين نقول أننا نؤمن باله واحد لا شريك له ولا نؤمن آطلاقا بثلاثه الهة ، وكل الاتهامات التى توجه الى المؤمنين بتعدد الآلهة لا علاقة لها بالمسيحية أطلاقا فنحن نرى أن هذا أمر يتنزه عنه حتى الشيطان .

أنت تؤمن بأن الله واحد .. حسنا تفعل والشياطين

يؤمنون ويقشعرون ، ( يع 2 : 19 )

فالشياطين فى أعماقهم يؤمنون باله واحد  .

ومن أيات العهد الجديد التى تبين الايمان المسيحى باله واحد ما قاله السيد المسيح حينما أرسل تلاميذه للبشير , اذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس , ( مت 28 : 19 ) قال ( باسم ) ولم يقل ( بأسماء )

وهذا الأمر وضحه يوحنا الرسول فى رسالته الأولى ، فأن الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد ( 1 يو 5 : 7 ) وقانون الايمان المسيحى الذى يؤمن به جميع المسيحيين يبدا بألأتى : بالحقيقة نؤمن باله أحد "

فنحن نؤمن باله واحد وليس أكثر ، ونعتبر أن من يجعل لله شريكا هو أنسان كافر المشكلة كلها كيف أن الله – الذى نؤمن به جميعا – واحد فى ثلاثة ؟ وما معنى كلمة أبن ؟ وما معنى كلمة روح قدس ؟ هل هذا يتنافى مع وحدانية الله ؟

فلنبدأ المناقشة بأسلوب هادىء أسمى من الغضب والتجريح لأن اخواننا المسلمين يقول لهم القران :

  • فى سورة العنكبوت (45 ) : ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتى هى أحسن الا الذين ظلموا منهم وقالوا امنا بالذى أنزل الينا وأنزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون ,
  • وفى سورة ال عمران (112) : ... من أهل الكتاب أمه قائمة يتلون أيات الله اناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الأخر ...
  • وفى سورة البقرة (61) : وان الذين أمنوا والذين هادوا ( أى اليهود ) والنصارى والصابئين من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم  عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ,
  • فى سورة الحج (16) : ان الذين أمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شىء شهيد ,

واضح من الاية السابقة الفصل بين المسيحيين والمشركيين

كذلك فرق الاسلام بين المسيحيين والمشركين , فجرم على المسلمين الزواج من المشركات ولم يحرم عليهم الزواج من المسيحيات . كذلك أهدر دم المشركين ولم يهدر دم المسيحيين ولكن فرض . علهم الجزية .

النصارى قوم يعرفون الله ولا يشركون به أحد . ونحن نؤمن بذلك حتى منطقيا . فاذا كان لله شريك فلا يكون قادرا على كل شىء لأن اذا كان قادرا على كل شىء فهو قادر على الكل بما فيه هذا الاله الآخر وكذلك الله خالق الكل واذا كان هناك اله أخر , فهل ربنا خلقه أولا ؟ اذ كان خلقه فالاله الآخر ليس اله لأنه ليس قادر على الخلق اذن .

  • ثالوث فى واحد وواحد فى ثالوث :

سؤال : توجد فى سورة المائدة (72) : ولقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد , نحن لا نؤمن بان الله ثالث ثلاثة ونحن لا نقول ذلك كما فى سورة المائدة ، نحن نقول ان الله واحد ونحارب من يقول ان الله ثلاثة . ومن أحسن التشبيهات التى أسرقها للثالوث والوحدانية الانسان نفسه . فهو خلق على صورة الله فهو ذات انسانية واحدة لها عقل ولها روح الذات والعقل والروح يكونون انسانا واحدا وهم ذات انسانية واحدة وكذلك الآب والابن والروح القدس ذات واحدة ولا يتطيع أحد أن يقول ان الله ليس له عقل أو ليس له روح .الله بعقله وروحه الله واحد وليس ثالث ثلاثة تمام زى مابنقول ان النار يتولد منها حرارة وينبعث منها نور فالنار بنورها وحرارتها شىء واحد وما يقال عن النار يقال عن الشمس .

الله ذات الهيئة عاقلة حية فبها العقل والحياة والذات والعقل والحياة كائن واحد لا نفصل بينهم . الأب فى الابن فى الروح القدس , وما نقوله على هذه الذات الالهية العاقلة الحية أنها الثالوث فهذا من باب

التفصيل وليس من باب الفصل

·        وفى سورة المائدة (81) : " لجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا . وأكثرهم مودة الذين قالوا أنا نصارى ذلك لأن منهم قسيسين رهبانا وهم لا يستكبرون .

·        عقل الله ( اللوغوس ) :

واضح أن الروح القدس هو روح الله ولا مشكلة فى ذلك . أما الكلمة ( اللوغوس ) فكيف أنه عقل الله ؟ العقل – ويسمى أيضا الكلمة – كلاهما أحد معانى الأصل اليونانى Logos ففى الأصل اليونانى لا نجيل القديس يوحنا فى البدء كان الـ Logos   والـ Logos  وكان عند الله " ( يو 1 : 1 )

وكلمة Logos   لها فى القاموس معان كثيرة : أحدها Logos  باليونانى ومنها كلمة Logic  بالإنجليزية ومعناها المنطق وليس النطق Fronounce أو الكلام العادى . أى أنها المنطق أو العقل المنطوق أو النطق العاقل الله خلق العالم . يعقله خلق العالم . والله وعقله كائن واحد . زى ما تقول أنا حليت المسالة دى بمخى . فهل أنت اللى حليتها واللا مخك اللى حلها ؟ أنت فى الواقع الذى حليت المسألة وكذلك مخك حلها وأنت ومخك حاجة واحدة .

هذا التمييز بينك وبين مخك , فكرى فقط ولا يعنى الانفصال كذلك نحن بين الآب والآبن لا نفصل وانما نقول أب وابن من جهة التفاصيل وليس من جهة الفصل , لأنه لو كان الله بدون عقل لما كان اله , اذن فلا بد أن يكون الله وعقله وروحه والثلاثة واحد .

·        الآب والابن :

نحن نؤمن باله واحد الله الآب فما هى حكاية الابن اذن ؟

الابن بنوتقه ليست جسدية وليست بنوة تناسلية وليست بنوة من صاحبه , أنما هى نوع أخر من البنوة الذاتية الفعلية الروحانية التى لا علاقة لها بالجسد والتناسل . مثال ذلك عندما نقول أن العقل يلد الأفكار . صحيح العقل يلد الفكر ولكن هل هذه الولادة تناسلية ؟ . طبعا لا ..

مثلما يولد الفكر من العقل هكذا ولادة المسيح الابن من الآب فى الولادة الجسدية يوجد انفصال ولكن الولادة : من الثالوث الأقدس 

 

وكلمة ابن لازم نفهمها على معانى كثيرة . كلمة ابن نقولها منسوبة للزمان والمكان فنقول مثلا : ( فلان ) ذهب  إلى الجيش وهو ابن عشرين سنة  ( زمان ) . ونقول : أبناء النيل – أولاد بلدنا – أولاد حتتنا – أبناء مصر .. الخ ( مكان ) .. وكلمة البنوة تطلق حتى فى النواحى العقلية , فنحن نقول العقل يلد فكرة .. ونقول : فلان لم ينطق ببنت شفة . وتوجد البنوة الروحية بين المدرس وتلاميذه عندما يناديهم : أبنائى الطلبة ونقول فى علم الطبيعة أن الحرارة تتولد من الاحتكاك وفى الإنجيل يقول القديس يوحنا الحبيب :

" يا أولادى اكتب إليكم هذا لكى لا تخطئوا "

الابن سمى أيضا الحكمة فى الامثال سليمان فى العهد القديم ( قبل تجسد المسيح ) . وهو العقل والمعرفة . وقال الكتاب " مخبنا فيه كل كنوز العلم والمعرفة " فنحن عندما نقول أن الآب خلق العالم بالابن يعنى خلق العالم بعقله وحكمته بفكره ومعرفته فالآب خلق والابن خلق وهما الاثنان واحد .

 

  • التثليث الوثنى :

التثليث الذى يحابه الإسلام ليس هو التثليث المسيحى واضح أن ما يحاربه الإسلام فى قول القرأن فى سورة الانعام ( 100 ) : " بديع السموات والأرض أن يكون له ولد ولم تكن له صاحبه وخلق كل شى وهو بكل شىء عليم " دى حاجة يحاربها الإسلام وأيضا نحاربها نحن المسيحيين . وأن يقول ان الله واحد من صاحبه فهو كافر فى الشرع الاسلامى والمسيحى أيضا : التثليث الذى يحاربه الاسلام والمسيحية هو التثليث " الوثنى " مثل الديانة الفرعونية التى فيها أيزيس وأزوريس وأينهما حورس هذا الثالوث الذى حاربته المسيحية قبل الاسلام . ولكن الاسلام اتهم المسيحيين الذين يعرفون الثالوث المسيحى بأنه : الله والمسيح والعذراء  . اذ قال فى سورة المائدة .. واذ قال الله يا عيسى ابن مريم أنت قلت للناس اتخذونى أمى الهين من دون الله ؟ قال حاشا " نحن أيضا نقول حاشا " ولا نؤمن بثالوث . الله والمسيح والعذراء بل نحاربه مع المسلمين .

الاقالنيم الثلاثة فى التثليث المسيحى متساوية فى كل شىء " فالاب يساوى الابن يساوى الروح القدس لا يوجد فارق أو انفصال وهى متساوية فى الأزلية وهنا يبدو الفرق واضحا بين الثالوث المسيحى والثالوث الوثنى

  • فى التثليث الوثنى الثلاثة – ايزيس وأوزوريس وحورس

لا يوجد فيها انفصال . وكما يقول المسيح فى إنجيل يوحنا " أنا والآب واحد " ( يو 10 : 30 ) الابن يخرج من الآب

دون أن ينفصل منه . يخرج منه ويظل فيه  ها تسال ازاى ؟

ما أفهمك بهذا المثال .

لما أنت يتفكر وتخرج من عقلك فكرة وتروح لأذان الناس وهى لا تزال فى عقلك الفكرة . الفكرة ممكن تخرج من عقلك وتدخل فى كتاب ويوزع الكتاب فى أمريكا وبقرأه كل الناس هناك . تبقى الفكرة خرجت منك ولكنها لا تزال فيك .

·        التثليث الوثنى فيه تناسل وهذا غير موجود فى التثليث المسيحى .

·        التثليث الوثنى مختلف فى الزمن . يعنى فى زمن كان أزوريس موجودا لوحده وكانت أيزيس لوحدها قبل زوجها وبعد الزواج وجه حورس وكان عهده أقل منها طبعا .. أما فى المسيحية فلا يوجد فارق زمنى بين الأقاليم الثلاثة لأن الله موجود منذ الأزل وفيه عقله (الابن) وروحه ( الروح القدس )

 فكرة الثالوث المسيحى ليست بنت اليوم ولا أمس , ولا هى أيضا بنت المسيحية فهى موجودة منذ دهر الدهور .


* التثليث المسيحى والهرطقات :

فى بدعة ( أريوس ) عندما قال ان الابن مخلوق , لم يفهم معنى الثالوث الاقدس لانه لو كان يفهم أن الابن هو عقل الله فلا يمكن أن يخلق الله لنفسة عقلا . لأن هذا المخلوق معناه أنه لم يكن موجودا قبل خلقه . وحاشا لله أنه كان بدون عقل فى أى لحظة . أذن فلا يمكن أن يكون الابن مخلوقا . الله عقله موجود منذ الازل . صحيح أن التجسد كان له وقت لكن الابن كان موجودا قبل التجسد .

بالنسبة للروح القدس . الذين مالوا ان الروح القدس مخلوق لم يفهموا الثالوث الاقدس . لانه كيف يكون الله حينا قبل خلق هذه الروح ؟.. اذن الله موجود بعقله وروحه منذ الأزل

وحورس – ليسوا واحدا بعكس الثالوث المسيحى الذى يقول الأب والابن والروح القدس واحد .

ويمكن بالتالى اطلقى كلمة (الله ) على أقننوم من الاقاليم الثلاثة فنقول : الله الآب والله لابن والله الروح القدس .

فى الفلسفات الأفلاطونية الحديثة أعتقد مؤسسوها أن الله مش ممكن يكون بينه وبين المادة اتصال مباشر . لذلك  هو خلق اله متوسط له اتصال بالمادة اتصال بالمادة وهذا الإله الوسيط يتوسط بين الذات الالهية ( الله ) وبين المادة ( الانسان ) ورد المسيحية على هذه الفلسفات هو  أننا لا نرى فى خلق الله للمادة أى نقص أبدا وفى حالة وجود الاله المخلوق ( الوسيط ) فهو لا يمكن أن يحمل المعنى المعلق لكلة ( اله ) ذلك لأنه مر وقت لم يكن فيه هذا الاله موجودا ومن هنا فيمكن الاستغناء عنه لأن الكون كان موجودا بغيره . اذن الأب والابن ( الاله المتجسد ) شىء واحد .

" الله الروح وهو الحكمة أو العقل وهو الذات الالهية "

لذلك نحن نتكلم عن لاهوت الابن والروح القدس والأب والكل لا هوت واحد .. ولا فرق بين أقنوم وأخر .

ولا لهنا الواحد المجد الى الأبد أمين