الكتب المقررة على الكلية الإكليريكية

 

 محاضرات فى مادة

العلم والدين

 إعداد القس

       صموئيل عزمى         

 

 

المقدمة

إن مادة العلم والدين واللاهوت العلمى ليس هدفها إخضاع الكتاب المقدس للعلم أو إخضاع العلم للكتاب المقدس بل أن الهدف منها باختصار ازالة الفهم الخاطىء عن وجود هوه عميقه بين العلم والدين او مات يسمى التعارض بين العلم والدين ، ليس هذا فحسب بل بمزيد من العقل المتفتح ، ننظر الى العلم بمخترعاته الجبارة ، إنه هبه من الله لآنسان بل وكل شىء بسماح منه لآخل خير الأنسان ورفاهيته ولكن الأنسان هو الذى يوجه العلم والمخترعات الى الشر ، فمثلأ : الأنسان هو الذى إستخدم التفاعلات الذريه لخدمة البشريه ، هو الذى إختراع القنبله الذريه التى تدمر الشعوب وتؤثر على البيئه أى أن الأنسان هو الذى يبعث بما يعطيه له الله بدايه من الطبيعه حتى الأكتشافات متذكرين فى ذلك ما جاء بالقداس الغريغورى ( أنا الذى إختطفت لى قضية الموت ) .

الرب قادر أن يجعل لنا فى دارسة هذه الماده إستفاده روجيه ورياضيه عقليه لمجد إسمه القدوس بصلوات صاحب الغبطه قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث وشريكه فى الخدمه الرسوليه ابينا الآسقف المكرم الأنبا مرقس

 

                                   


 

الله

 أن الاعتقاد فى وجود الله " GOD "  كان منذ القديم وسيظل مثار جدل بين أولئك الذين يعتقدون فى وجود الله وبين الوجود بين أو الملحدين الذين اتخذوا أشكالا شتى وجودهم إلى قوى طبيعية ومنهم من وجد فى نظرية داروين ملجأ لفكره قائلا أن الإنسان ما هو إلا ناتج تطور طبيعى لجنس من الأجناس الحيوانية والغريب أن الإنسان يرفض التمتع بأبوة هذا الإله !! ولا أجدنى إلا مرددا لقول طاغور شاعر الهند العظيم " يارب إنى أعبدك لانك اعطيتنى حرية إنكار وجودك " .

 

اصل المادة وتركيبها

1 – قد كان للعلماء القدامى ولع شديد بمعرفة اصل المادة وكانوا يعتقدون الى ايام ارسطو ان المواد المختلفة جميعها اصلها مادة اولية واحدة وانهم لذلك يستطيعون تحويل المواد المختلفة من نوع الى اخر وقد خالجتهم فكرة تحويل الفلزات كالرصاص الى فلزات نفسيه كالذهب وقد اتفق كثيرون العمر والمال في هذا السبيل ولكن أحبطت جهودهم وقد سمى هذا العلم بالكيمياء الكاذبة ALCHEMY وهى التى بعثت فينا علم الكيمياء الحاضر .

2 – النظرية الجزيئية :

اعتقد " دالتن " ان المادة من جزيئات متناهية في الصغر اصغر ما يوجد من المادة بحيث اذا وضع مليونان من هذه الجزيئات في صف واحد لبلغ طوله ملليمترا واحد لا ترى بالعين المجردة ولا بالمجهر ولا يمكن تقسيم الجزئ الاصغر الى اضغر منه وتدخل الجزيئات في التفاعلات الكيميائية وتنتج مواد جديدة مخالفة لما كانت عليه قبل التفاعل بينما خواص الجزئ هى نفس خواص المادة التى هو جزء صغير منها .

3 – النظرية الذرية : -

استمرت النظرية الجزيئية ردحا من الزمن وكان المعروف ان الجزئ هو اصغر ما يوجد في المادة بمفرده حتى ظهر ان الجزئ مركب من وحدات اصغر منه هى الذرات والذرة اصغر ما يوجد من المادى في التفاعلات الكيميائية وخواص الذرة تخالف خواص الجزئ لان خواص الجزئ هى نفس خواص مادته فجزئ الماء يتالف من ذرتين من الايدروجين وذرة من الأكسجين وخواص كلا من الايدروجين والأكسجين تخالف تماما خواص جزء الماء التى هى خواص الماء نفسه فالأيدروجين يشتعل اذا قربته من لهب آما الأكسجين فإذا صب على لهب وشيك الانطفاء توهج اللهب وليس الماء يلتهب او يساعد على الاشتعال وتمتاز هذه النظرية على سابقتها بان الجزيئات التى قالت عنها السابقة بأنها لا تنقسم هى في الواقع تنقسم الى ابسط منها في التفاعلات الكيميائية الى ذرات فيرجع اصل المادة في هذه الحالة الى عناصر يصل عددها الى المئة والاثنين تقريبا ومثال آخر معروف هو ملح الطعام ويرمز له بالرمز NaCl اى ان الجزئ يتكون من ذرة الصوديوم وذرة من الكلور والصوديوم فلز يفتك بالماء وينتزع منه الأكسجين ويطلق الايدروجين الذى يلتهب فورا فوق سطح الماء اما الكلور فهو غاز اخضر سام اذا استنشق بكميات كبيرة وليس لملح الطعام خواص الصوديوم ولا خواص الكلور .

4 – النظرية الكهربية لأصل المادة : -  

ظلت الذرة حتى فتحها كيميائية القرن العشرين فوجدوها تتالف من دقائق كهربية سموها كهارب وهى منوعة واهمها كهارب موجبه ( بروتونات PROTONS ) وكهارب سالبة ( الكترونات ELECTRONS ) وكهارب متعادلة ( نيوترونات NEUTRONS  ) والنوعان الاولان متساويا العدد تقريبا وهو العدد الذرى للمادة وابسطها الايدروجين وعدده الذرى " 1 " ثم الهيليوم وعدده الذرى " 2 " ثم اليتيوم  وعدده الذرى " 3 " وهكذا حتى تصل الى عنصر اليورانيوم وعدده الذرى " 92 " وتكون الكهارب الموجبة متلاصقة وتلاصقها الكهارب المتعادلة .

( النيوترونات ) ومنها تتكون النواه في الذرة اما الكهارب السالبة فتدور حول النواه في افلاك منظمة بسرعة عشرات الالوف من الاميال في الثانية فالذرة على صغرها تؤلف منظمة باهرة الترتيب رائعة الجمال وبالاختصار فالذرة منظمة هندسية بديعة وقد تمكن العلماء من رسم حركة الكهارب رسما فوتوغرافيا وقد ظهر في الرسم المدارات اى الافلاك التى تدور فيها الكهارب في نظام مذهل وليست هذه الكهارب ولا افلاكها متقاربة وليست الذرة مصممة بل هى جوفاء و تشغل الكهارب اكثر من جز من الف مليون جزء من حجم الذرة ولكى تعرف حجم الفراغ الداخلى للذرة يقول السير / اوليفر لودجر OLIVER LODGER انه لو ضغطت الكهارب التى تتركب منها مادة جسم الانسان البالغ من الوزن " 80 كيلو جراما " حتى صارت متلامسة لا فراغ بينها فانها نشغل فقط جزءا صغيرا من الملليمتر المكعب وباقى الجسم فراغ بينها فانها تشغل فقط جزءا صغيرا من الملليمتر المكعب وباقى الجسم فراغ تتخلله خطوط كهربية ومغناطيسية ولا تحسب ان العين البشرية استطاعت في السنوات الاخيرة رؤية الجزئ فهذا محال الا اذا اصبحت تحس بما هو ادق الف مرة مما يتاثر به عصبنا البصرى الحالى ولكن ما يتعذر على العين رؤياه لا يتعذر على العقل ايتباطه اما حجم الجزئ فان قطره يبلغ جزءا من مليونى جزء من الملليمتر الواحد واما الذرة فهى اصغر بكثير ولو كبرت الذرة حتى صارت كقبة احد المسارح فلست ترى اى لالكترون الا كراس الدبوس فيها واما البروتونات فكالغبار المتطاير فيها ايضا .

5 – كلنا اثير والعالم كله اثير : -

فالكهارب هى المادة الاولية التى بنيت منها الذرات ومن هذه الذرات تكونت الجزيئات في المواد المختلفة اما الكهارب نفسها فتبه عقدا او ضفائر او زوايا في الاثير نفسه فانا وانت والبنات وكل ما فى الارض كهارب سابحة في بحر من الاثير وليس للكيميائى ولا للطبيعى تسلط على الاثير .

** هل المادة تتحول .. ؟

كان المعتقد انها خرافة ان تتحول العناصر حتى عثر العلماء على عناصر مشعة دقيقة كبيرة العدد الذرى تتبعث منها الاشعة مثل اليورانيوم والراديوم والثوريوم واللاكتنيوم  وبقية العناصر المشعة بكثرة وبفحص الاشعة وجد ان الذرة تنفجر كالقنابل وتخرج منها كهارب فينقص عددها الذرى وتتحول الى عناصر خفيفة فعنصر اليورانيوم وعدده الذرى " 92 " يتحول الى راديوم وعدده الذرى " 88 " ويستمر الانقسام حتى يتحول الى رصاص وعدده الذرى " 82 " فيفقد اشعاعه واذا نقص عدده الذرى الى " 80 " صار زئبقا واذا نقص هذا الى " 79 " صار ذهبا ولكن هذا التحول بطئ جدا باهظ التكاليف .

* النظريات وتطورها :

مما سبق نرى تطور العالم كم من نظرية ظهرت ثم اختفت  فمثلا قيل بامكان تحويل الرصاص ذهبا وبعد  زمن  وجهود فاشلة حسبت خرافة ثم مضت مدة طويلة على هذه الخرافة وجاءت النظرية الذرية فاعادت الفكرة القديمة الى الحياة هذا مثال على تغير النظريات وتطور العلوم والنظرية الجزيئية اعتبرت الجزئ في وقت من الاوقات اصغر وحدة يمكن وجودها من المادة ثم ظهر خطا هذه النظرية وظهرت النظرية الذرية فقالت بان الجزئ مركب من ذرات والذرة اصغر وحدة واستمرت هذه النظرية زمنا حتى تحطمت الذرة وظهرت نظرية الكهارب والاثير التى تعيش فيها الان ولا تعلم مما يأتى به الغد .

* النظريات ثم الحقائق :

 كم من نظرية حسبت صحيحة في يومها ثم جاء الغد بنظرية تنقضها وهذا موقف النظريات الطبيعية غالبا اما الحقائق فمنها القضايا ثابتة مثل قولك يوجد ذهب ومنها حقائق مؤقته مثل قولك لا يمكن تحويل الرصاص الى ذهب وليس اجمل مما يظهر على بعض العلماء من التواضع الجميل المقرون بالتحفظ عند اعلان اى نظرية او سرد اى اختبار هذه بلا شك روح العلم الصحيحة .

** الحقائق والكتاب المقدس :

قد دل الاختبار على ان النظريات الثابته لا تقف من الكتاب المقدس موقف المعاند ولا تصطدم معه في شئ  قد ينسب البعض للكتاب المقدس خطا في التعبير عن بعض الآشياء وهذا مما لا يليق به كان يقول عن الحوت سمكة عظيمة مع ان العلم يقرر ان الحوت حيوان بحرى لانه يتنفس برئتين بينما السمك يتنفس بالخياشيم وللريد على هذا يقول ارباب اللغة ان خطا شائع خير من صواب مجهول والناس كلها تعبر عن الحوت بسمكة عظيمة وكذيك ان الشمس طلعت او نزلت او غابت او دارت حول الارض بينما العلم يقرر ان الارض تتحرك حول الشمس ولكن هذه لغة الجميع ربما يفهمها بضع من العلماء وهذا مبدا شديد وحكيم هذا فضلا عن ان الكتاب المقدس لم يوضع ليكون واحدا من كتب الطبيعة ولا يعني  اكثر من امر واحد هو خلاص النفس اما الكشف العلمى فياتى عن طريق المصادفة والاجتهاد ما خفى فهو كثير وسيظل العالم مليئا بلاسرار .

     الأنسان والحاجة إلى الانتماء :

 

     أنها غريزة كامنه فى الإنسان ومرتبطة بغريزة أخرى وهى الخوف ، فالانسان بطبيعته خلوق اجتماعى يشعر بوجوده فى وجود الجماعة ويجدها ( نفسيا ) حماية له بل أن الانسان نجده يندفع غريزيا بالانتماء إلى من هو أقوى منه لكى يستمد منه امنه وطمأنينته .

    وجميع الدراسات الإنسانية تؤكد هذا ففى تاريخ الشعوب نجد أن التاريخ يبدأ بالديانة والتدين وذلك لأن البشر منذ فجر التاريخ مارسوا عبادتهم للأله قبل أن يفكروا لا هوتيا فى هذه العقيدة الدينية بل وقبل أن يحاولوا البرهنة على هذه العقيدة عقليا وفلسفيا .

    وقد كانت للعقيدة الدينية اثرا خلاقا فى حياة الشعوب على مر الزمن وظهر ذلك عمليا وفنيا ووجدانيا ومن الدين والتدين نبعت فنون وآداب كثيرة على مر التاريخ ويكفر النظر إلى بناة الاهرام وفنونهم فى النحت والرسم وكذا الأداب اليونانية والرسوم والصور اليونانية والرومانية والموسيقى عن مختلف الشعوب ، لنرى ان كل هذه العلوم والفنون والآداب كانت من وحى الاديان وفى تاريخ الشعوب ، نجد أن الاختيار الانسانى كان سابقا للفكر الفلسفى أو اللأهوتى ، وايضا نجد أمثلة شتى عن اتحادات تمت بين دول وأخرى لتكوين قوة معادية ويحدثنا الكتاب المقدس عن اتحادات بين شعوب لمقاومة شعب الله ، ولكن كانت 

الغلبة والنصر لشعب الله الذى كان الله قائده وواضع خططه بينما الشعب وقادته البشريين منفذين لخطط الله .. وأن هذا الشعب فى فترات مختلفة تمرد على هذا الأله الذى خصه بعنايته .

     وعلى الجانب الاخر نجد أن الحضارات التى قامت مثل البابلية والاشورية والفينيقية والإغريقية كانت لها ألهتها الخاصة بل والحضارة اليونانية وفلاسفتها كانت أيضا لها الآلهة الخاصة بها أى أن هناك مغناطيسا داخليا فى الانسان يبحث دائما عن وجود آله ويتلذذ فى أن يكون عبدا لهذا الآلة فمن الآله من كان تمثالا ومن كان معبدا بل والآخرون عبدوا الشمس والقمر والآخرون عبدوا حيوانات بل وصل البعض إلى تأليه الإنسان فوجدنا الملك الاله فى الحضارة الفرعونية بل وجدنا أنه فى طريق كرازة بولس الرسول فى اليونان نجد معبد الاله المجهول ومن هنا يبدأ بولس كرازته هو ينادى بذلك الاله المجهول " اع 17 : 23 " وتأثر بنوا إسرائيل بأله المصريين المنظورة وببناة الاهرام ، فنجدهم عند خروجهم للبرية ولطول مدة بقاء موسى النبى لدى الرب على الجبل نجدهم يطالبون هارون بعمل عجل وفعلا عملوا العجل الذهبى ليعبدوه ، بينما كان الله يعد لهم التشريع المنظم لحياتهم " خر 12 : 4 "

وتمضى السنون ويشرق نور المسيح ويتحقق الوعد الالهى ويبدأ الإشراق من اليهود أيضا أى يبدأ الاشراق بالمسيح المولود من مريم ابنة يواقيم وفى بيت لحم تلك كانت لمحه سريعه فى مجال علاقات البشر المختلفة بالله ..

      وتتسع المعرفة لدى الانسان وتظهر طفرة الحياة الحديثة وتتعرض العلاقة بين الله المحب والانسان إلى البحث من جديد وتظهر نظريات الكيمياء والجزىء وتخرج الينا النظريات بدينميكيات التفاعلات المختلفة أى تفسير تفاعل ما ، وطريقة ارتباط الجزئيات وذلك دون أن نرى شئيا من ذلك ، ويفسر لنا العلم النتيجة النهائية وهو المادة الناتجة ( الملموسة ) تؤيد غير المنظور ( وهى الخطوات )

      وبعد ذلك يظهر على النفس ويتطور نظرياته ومعظها لا تعترف بقوى أخرى خارج قوى الحواس ثم تظهر تيارات الالحاد . فنرى :

 

   هيجل  يقول : اعطنى هواء ومواد كيماوية ووقت كاف اصبح لك الانسان وعاش هيجل ومات دون أن يحقق مقولته !؟

   

    كارل ماركس : نبى الالحاد نراه يردد قول الفيلسوف الالمانى فيورباخ أن الله ( هو ذلك المخلوك الذى صنعه الانسان بخياله كى ينسيه الامه وشقائه )    

                                                                            

      ثم تخرج إلينا نظرية المنهج التجريبى ( كل ما لا يخضع للتجربة أو المشاهدة لا يكون له وجود ) ، ويخرج الينا ديكارت بنظرية الشك والتى فيها يقول بايجاز " يمكن أن أشك فى أى شىء واحتمال ان تكون شكوكى صحيحة ولكن شيئا واحدا لا يمكن الشك فيه وهو أننى لا أستطيع أن أشك فى وجودى ومن هنا ظهرت عدة أسئلة :

هل كل ما هو موجود تراه العين ؟ الاجابة هنا لابد و أن تكون (لا ) لأنه أن كان غير ذلك فما الداعى للثورة الدائمة فى عالم الميكرسكوبات ( المجهرات ) حتى رأينا الميكروسكوب الالكترونى والتى قد تصل قوة تكبير احداها 2 مليون مرة وبالرغم من هذا التكبير الهائل نقول :هل كل العيون تتفق فيما تراه ؟ ولعلنا لا نختلف ، أنه حتى فى الاشياء العادية عند النظر إليها وطلب وصف دقيق لها لا تتطابق تماما طرق الوصف معا ، إلا بنسبة ضئيله .

ولا ننسى انه حتى الاشياء العادية يمكن أن تتغير بالمؤثرات الخارجية فمثلا تظل الكرة المطاط محتفظة بشكلها الكروى ما لم تؤثر عليها قوى خارجية ، و أبسط مثال أيضا هو الالوان فانت ترى أن جسما يظهر بلونه الطبيعى إذا سقط عليه لون أبيض فقط ، أما إذا أسقطنا عليه ضوئا بلون آخر فانت لا تراه بلونه الطبيعى لان لونه فى النهاية يكون محصلة اللونين معا ( نظرية امتزاج الالوان ) وعليه :

العلم مجاله نطاق الامور المنظورة ( الطبيعية ) . والدين مجاله ( الميتافيزيقيا ) أي ما  وراء الطبيعة أى عندما يعود التراب إلي  اصله " تك 3 : 19 "

وهنا نورد بعض أقوال علماء مؤمنون :

   

    كيريس موريسون : أن عجز العلم فى مجاله المحدود من الإجابة على

                         بعض الاسئلة الخالدة ينقل الانسان بسرعة إلى

                         مستوى تفكير اعلى ويجعله يتامل ويفتش الكتب  

                         لعله يجد خلاصا .

        فرانسيس بيكون:  قليل من العلم يؤدى بنا إلى الالحاد ولكن التعمق  و التامل فى   

                                  فروع العلم يؤدى بنا إلى التسليم بوجود  الله .

     جون كليفلاند        : إذا فكرت تفكيرا عميقا فان العلوم سوف تضطرك

                         إلى الاعتقاد فى وجود الله وبالنظر إلى الالحاد القديم ( انكار وجود الله )  نجد أن هناك نقطتين فى منهج هؤلاء الملحدون

 

  مصادفة وجود الكون ، أى إمكانية حدوث صدفة ما فى زمن ما أوجدت الكون وهذا م يسمى قانون الصدقة .

 

 الطبيعة حية بذاتها ( حجة ذاتية الخلق ) أى الطبيعة بذاتها    و وهبة مانحة الحياة .

 

 

 

 التحليل العلمى لقانون الصدفة :

   إذا رتبنا عشرة ورفات ورقمناها من واحد إلى عشرة واذا أردنا سحب الورقة رقم 1 علينا أن نحاول عشر مرات وبعدها يمكن أن نسحب الورقة رقم 1 أى الاحتمال 10 مرة .

واذا أردنا سحب الثلاث ورقات الاولى بالترتيب علينا أن نحاول ( 10 3 مرات أى الف محاولة .

وإذا أردنا سحب العشرة ورقات مرتبة فعلينا أن نعمل عدد من المحاولات مقداره ( 10 10 محاوله ) أى عشرة الاف مليون محاوله وتعالوا بنا نرى رأى Fedank Aleeh عالم الطبيعة والبيولوجية يقول :-

      

     البروتينات ( مواد البناء للخلية الحية ) تتكون من العناصر التالية :

الكربون ( C ) والاكسجين (2o) والهيروجين ( 2 H ) والنتروجين 2N  )

( والكبريت ( S  ) وعدد جزيئات البروتين فى الخلية الواحدة فى حدود 40 الف جزىء بروتين (40000 ) وإذا نظرت لعدد العناصر الموجودة فى الطبيعة نجدها اكثر من 103 عنصر الان فى توزيع عشوائى . واستطاع العالم السويسرى تشالتزيوجين حساب عدد المحاولات ، لكى توجد فرصة واحدة لتكوين جزىء بروتين واحد من بين هذه العناصر فوجدها كل 10 160 محاولة نجد فرصة واحدة لتكوين جزىء بروتين واحد تعنى رقم واحد وامامه عدد 160 صفر ) وهو رقم لا يمكن النطق به .

    بل علينا أن نتصور حجم المادة التى تلزم لذلك يقول نفس العالم أن حجمها يتعدى حجم الكرة الارضية بل ويلزم عدد من السنين مقداره 10 243 سنة والجدير بالذكر ان العلم نفسه اثبت أن عمر الكون أقل بكثير من هذا العدد من السنين

       حقا ( ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء ) " رو 11 : 23 ( فاعل عظائم لا تفحص وعجائب لا تعد ) " أى 9 : 10 " )

( الصانع العجائب وحده لان إلى الابد رحمته ) " مز 136 : 4 "

 

 

  الامر الثانى حجة ذاتية الحياة :

 

      ولنبدأ هنا قائلين أن هناك مبدأ هام هو شيوع " النظام الدقيق " إلى أبعد حدود النظام يقول أنه مادام هناك نظاما دقيقا يسير عليه الكون فان أى تغيير يطرأ على النظام كفيل بأن يلاشى هذا الكون فى أقل من ثانية .

    مثال : القنبلة المدارية سميت بذلك لان قوة تفجيرها على سطح كوكب ما كفيل بنقل هذا الكوكب من مدار إلى اخر كما يزعم العلماء وهوه فى نظام المدارات فالكون كفيل أن يعمل كمغناطيس لجذب كواكب أخرى تندفع إلى هذه الهوة ، وبذا سيحدث تلاشى لهذا النظام الكونى

مادام هناك نظام        هناك قصد       هناك عله أولى وهذه العلة الالى أو اليد الخفية أو القوة العلوية هى التى يطلق عليها الدين لفظ الجلالة ( الله )

وسأسرد هنا بعض الآراء المختلفة للعلماء :

 

 رأى علم الفلك :         يقول علماء الفلك أن الأرض محورها يميل بزاوية مقدارها 23 5  ولولا هذا الميل نجد أن :

 

يكون القبطان الشمالى والجنوبى فى حالة غسق دائم ولصار بخار الماء المنبعث من المحيطات يتحرك شمالا وجنوبا مكونا قارات من الجليد فى قاع المحيط . ولان مياه المحيطات عالية الملوحة ، ولذا سيكون بركا من الملاحات ويؤدى ذلك إلى منطقة خط الاستواء أو كان على الاقل يتطلب منطقة استوائية جديدة .

وكذلك يقول علم الفلك أن أى تغيير فى المسافة لبن الارض والشمس سواء بالزيارة أو النقصان ستكون كفيلا بانعدام الحياة على سطح الارض

ملحوظه : المسافه بين الأرض والشمس ( 93 × 10 12) ميل ، فان كان الأمر كذلك ترى من هو السبب ؟ ومن هو الذى وراء هذا كله ؟

 

رأى علم الكيمياء :

غاز O2  الاكسجين ضرورى لحياة الانسان كما  أنه يساعد على الاشتعال ويشكل  1/5 حجم الهواء ، وبالتساؤل لماذا هذه النسبة بالذات ؟

تقول الاجابة بأنه لو كانت النسبة 50% لكانت أى شرارة صغيرة كافية لاشعال الغابات فى لحظة صغيرة و إذا قلت كان معنى ذلك انعدام الحياة .

     كذلك كثافة الهواء المحيط بالكرة الارضية تكون بالدرجة الكافية لمرور اشعة الشمس بما لها من تأثير كيميائى بالقدر اللآزم لاحتياج الزرع لقتل الجراثيم وتكوين الفيتامينات وبالرغم من انبعاث الغازات السامة يبقى الهواء دون تلوث لوجود غاز الاوزون ( O3  ) لتنتفس النباتات و انتاج O2  الاكسجين ، فمن هو ياترى الذى يضبط كل هذا ؟ أنه بلاشك الضابط الكل .

ونستعرض هنا مثال آخر من الفيزياء وهو عن الانسان :

تتم الرؤيا عن طريق الشبكية وهى رقيقةللغاية وسمكها لا يتعدى سمك ورقة شفافة وهى تتكون من تسع طبقات وتتكون من تسعة اعواد وخروطات وعددها 30 مليون عود و 3 مليون مخروط منتظمة فى تناسب محكم ، والعجيب أن الطب يقول انها معكوسة بالنسبة لعدسة العين أن يمين يسار ويسار يمين ، وبدون هذا التصميم المحكم لا يتم الايصار .

 

فهل الصدفة هى التى فعلت ذلك ؟

 

رأى علم الجيولوجيا :

       اكتشف الجيولوجيون أن سمك القشرة الحالى هو الحد الادنى لما يجب أن يكون عليه لانه بزيادته يزداد امتصاص غازى الاكسجين (  O2 ) وثانى اكسيد الكربون (  (  Co2 هما اللازمان لحياة الانسان والحيوان والنبات . و أن كانت القشرة الارضية اقل مما عليه الان لادى ذلك إلى غرق الارض فى بحر الطوفان واعماق المحيطات ( اىى 38 : 8 ) ومن حجز حين اندفق .

ومن علم النبات :

    عملية الانبات الضوئى والتنس عكسيتان نرى أن النبات فى وجود الضوء يخرج اكسجين اما التنفس ليلا يخرج ثانى اكسيد الكربون أى أن النبات أحد العوامل المنتجة للاكسجين فى الكرة الأرضية ، ولكن الانسان ىيعوزه الاكسجين باستمرار ولذا من مراحم الله أنه خلق النبات اولا ( تك 1 : 11 – 13 ) .

 

ومن علم الحيوان :

الطيور المهاجرة هذه الاسراب التى نطير عدة مئات من الاميال مهاجرة فى فصل معين إلى مكان آخر حتى تتكاثر ثم تعود .. فمن علمها هذا

فراخ الغربان " مز 10 : 24 ،28 "

          عندما يفقس بيض الغربان وتخرج افراخا يكون منظرها مفزع لا مهاتها فتتركها وعندما تجوع تفتح افواهما فيرسل لها الرب الهاموش ( اسراب من حشرات دقيقة ) تندفع فى افواهما فتقتات وتعيش إلى أن يظهر ريشها ، تعود أمهاتها قتطعمها !!؟ حقا ما أعظم إسمك يارب .

ملحوظة هامة :

أن تشابه الهيكل العظمى للشمبانزى والغوريلا والانسان ليس لتأكيد وحدة الاصل لان العلم يقول هناك حلقة مفقودة بين الغوريلا والانسان أو بين الشمبانزى والانسان وحتى الان لم يكتشفوا هذه الحلقة المفقودة واننا نقول بكل تأكيد أن هذا التشابه هو تشابه وظيفى فقط وستظل الحلقة مفقودة ؟!

 

 

رأى علم نفس :

     يكفى ملكه التصور فيها يمكن أن الانسان فقط يغمض عينيه للحظات فيمكنه أن يصف بالضبط مكانا قد زاره وعاش فيه واثر فيه وتأثر به فى أحدى بلدان العالم البعيدة وعند المقارنة بما حظى الله به الانسان من هذه الملكة ومااخترعه العلم الحديث لننظر إلى الكمبيوتر بكل تعقيدات اجهزته ودوائره وحساسيتها  هل يستطيع ذلك ؟ لا لانه إذا لم يتم تلقينه وبرمجته لا يمكن له ذلك وأمام هذا سنحاول أن ندرس بعض الشواهد لوجود ذلك المدبر – اجتمال –محاولة نعم انها مجرد محاولات وبعد ذلك نرى أن العلم يتكلم عن أحداث الماضى بهذه الكلمات ولكن حاسمة .

وأيضا نجد ملايين القوانين ( حرارة – ضوء- حركة مدارات - طاقة - .. ) هذه القوانين كلها بعضها يثبت الاخر والبعض الاخر يلغى ما قبله لانه اكثر دقة أى أننا لابد أن نسلم أن هذا الكون الكون تحكمه قوانين محددة ، أذن فمن هو واضع هذه القوانين ؟

علم الوراثة :

توجد جسيمات فى كل خلية حيوانية تسمى جينات وهى مسئولة عن حمل الصفات الوراثية وكل جين يسبب نمو عضو معين بل وعدد الجينات غير خلايا الكائنات عن بعضها فعددها فى الانسان يختلف عن عددها فى القردة وغير ذلك .

قانون بقاء المادة :

المادة لا تفنى ولا تستحدث من عدم ، لقد أثبت أن هذا القانون ينتابه ناحية من القصور أن تتحول الطاقة إلى المادة ، كما أن المادة تتحول إلى طاقة ولقد امكن للعلم الحديث اثبات أن الطاقة تحت ظروف خاصة يمكن أن تتحول إلى نوتون ( أى إلى جسيم له كتلة ) وكما أثبت نيتون ( فى نظرية الطبيعة المزدوجة للضوء ) أن الضوء عبارة عن فوتونات ( جسيمات ) وهذه الفوتونات عندما تصطدم بجسم فانها تتوقف وفى حالة يمتصها الجسم فى صورة طاقة ( هذا يعلل لماذا ترتفع درجة حرارة الاجسام عندما تكون فى مكان فيه تسقط عليها أشعة الشمس ؟ )

المادة ليست ازلية أى ان المادة اتت إلى الوجود فى وقت ما .

أى المادة لها نقطة بداية أى لها خالق لانها صنعت ، وللنظر حتى إلى الكائنات الحية ( اسماك – طيور – نباتات – حيوانات ) .

لم يستطيع العلم الحديث أن يحصى العدد الفعلى لكل صنف فى فصيلة

مثال : عدد الاصناف التى تنتمى إلى الاسماك ، وهكذا المقوبة :

أن العلماء يزدادون مع كل اكتشاف جديد حزنا على مالم يكتشفونه بعد .

 

أنه كون غاية فى التعقيد :

    شروق  – صحارى –  جبال – انهار – بحار – محيطات – براكين – زلازل – غروب . ( انها سيمفونية مجسمة ليس فيها شاذ ما لم تعبث بها يد إنسان ) .

 

+ و مادام هذا الكون تحكمه قوانين بالغة الدقة ( انتشار النظام الدقيق فى كل جنباته ) فلا يمكن إلا أن نسلم باقتناع كامل أن :

" الله موجود وواجب الوجود لأنه بدون وجوده لا يمكن تفسير هذا الوجود "

 

 

الخادم كائن حــى

أهم المظاهر المميزة للكائنات الحية :

1 - الكائن الحى يتحرك .                    2- الكائن الحى يتغذى

3 – الكائن الحى ينمو .                                4 - الكائن الحى له جهاز احساس

5 - الكائن الحى يتكاثر .                   6 - الكائن الحى يخرج ( فضلات )

يمكننا تطبيق هذه المظاهر السته على الخادم ككائن حــى .

 

+  الخادم ككائن حـى لابد ان يتحرك :

-  يتحرك الى أيـــن           الى هدف واضح نقى .

                              ما هى أهدافك يا خادم المسيح ؟

 

-        يعلمنا حق الخدمة أن طول عمر الخادم يتوقف على نقاء أهدافه ....

 

+  الخادم ككائن حـى لابد ان يتغذى :

-        أهم مصادر الغذاء فى حياة الخادم والتى تضمن له النمو الصحيح ..د

1 - الكتاب المقدس       2 – وسائط النعمة ( تناول واعتراف و توبه .. )

3 – سير القديسين              4 – الخدمــــة

 

+  الخادم ككائن حـى لابد ان ينمــو :

-        ينمو النبات نمواً خضرياً ( الجزء الظاهر للناس ) وأيضاً له النمو الجذرى ( الجزء المختفى عن الناس ) .

+ ترى يا خادم المسيح على أى النموين تركز ؟

+ ما هى أهمية أهتمامنا بالنمو الجذرى ( الصعود الى أسفل ) ؟

+ ما هى الدروس المستفاده ؟

 

+  الخادم ككائن حـى لابد ان يحــس:

- احساس الخادم بأخوته الخدام             - احساس الخادم بمخدوميه

- بولس الرسول كخادم ملتهب واحساسه بأولاده .

 

+  الخادم ككائن حـى هو نفس ولوده :

- مفهوم الولاده الروحية ( بولس الرسول كخادم ولود )

- كنيستى أم ولود أنجبت أبطال الايمان

 

+  الخادم ككائن حـى لابد وأن يكون له نفايات ( فضلات ) :

-        كل ما كسبته حسبته نفايه .             

-        مناديل وعصائب تشفى الامراض وتخرج الارواح الشريرة .         

-        الخادم كسيده أثاره تقطر دسماً .

 

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

+++++++++++++++++++++++++++++

+++++++++++++++++

+++++++

+++

+

 


 

الكتاب المقدس

العلم والكتاب المقدس :

     إذا تساءلنا  ما هو العلم ستكون الاجابة أن العلم عبارة عن مجموعة من المعلومات تتراكم على مر الأيام نتيجة لابحاث الانسان حيث تخرج لنا هذه الابحاث والمعلومات فى صورة فروض أو نظريات حتى تثبيت صحتها ثم تمر الأيام وتنمو الابحاث وتتطور ، فاحيانا تثبت خطا نظريات سابقة أو تزداد صحة نظريات أخرى وتخرج لنا بنظريات احدى فتزداد المعروفة تطورا .

 

      أن العلم ينمو مثل طفل صغير ، أما إذا تساءلنا ما هو المتاب المقدس ؟

أنه كلام الله الموحى به للبشر ( 2تى 7 : 16 – 17 )

أنه اعلان الله عن ذاته للبشر لكى يظهر لهم  أن الانسان هو المخلوق الوحيد المعد لكى يكون شريكا للطبيعة الالهية .

أنه شى قديم جدا يمثل شيخا وقورا .

 فهل يمكن لطفل أن ينتقد شيخا ؟

 

كتبة الكتاب المقدس :

       عدد الذين خصهم الرب بوحيه الالهى ليكتبوا كلمته كأعلان للناس مسوقين بالروح القدس يفوق الـ 40 شخصا وكانوا مختلفين فى : الزمان والمكان والثقافة .

الوضع الاجتماعى : منهم من كانوا ملوكا – فلاسفة – حكماء – صيادين – رعاة غنم،والعامل المشترك الوحيد انهم كانوا مسوقين بالروح القدس ، وبالرغم من التباين فى شخصية هؤلاء الذين اوحى إليهم الرب ليكتبوا اعلانه للبشر نجد أن الكتاب المقدس :

اعلان واحد فى نسيج متكامل متماسك يشير إلى خطة واحدة هى خطة الله لخلاص الانسان فى العهد القديم .

وفى العهد الجديد يقدم الله كيفية تنفيذ هذه الخطة وعلى مدى حوالى 16 قرنا يكملون البناء فى تكامل و انسجام عظيمين

 

لغة الكتاب المقدس :

      للعلم لغته الخاصة ومصطلحاته الخاصة كونها لنفسه اما الكتاب المقدس يصف حسب مايراة الناس هو أن الكتاب المقدس لا يضع فروضا أو نظريات ولكنه يعالجا بطريقة بسيطة موضوعية بديهية .

فعندما يعلن اشياء قائلا ط الجالس فوق كرة الأرض " اليس اعلانا بهذه الحقيقة التى اثبتها ماجلان بعد ذلك بمئات السنين

وعندما يقول القديس بولس " تنحل العناصر محترقة " اليس ذلك هو بصورة غاية فى البساطة عمليات الانشطار الذرى والنووى .

فنحن لا نخضع الكتاب المقدس للعلم و لا ندعى اننا نخرج بنظريات علمية  من الكتاب المقدس ، أنها بديهيات يقدمها الكتاب المقدس ويكتشفها العلم بعد ذلك وسيظل يكتشفها ويخرجها فى صورة نظريات وفروض ، والكتاب المقدس لا يحاول أن يقدم لنا ادلة عقلية على وجود الله ولكنه يفترض وجود الله كحقيقة بديهية ولا يحتاج  إلى برهان بل أن اول آية فى الكتاب المقدس تقول " فى البدء خلق الله السموات والارض " تك 1 : 1 "

وحديث الكتاب المقدس عن الله نجده مكتوبا بلهجة اليقين والسلطان مثل ( هكذا قال الرب .. ، ( وامر الرب ... ) ، ( وأرسل الله ... ) ، ( واعد الله ... ) ، ذلك لان تعليم الكتاب المقدس عن الله ليس نتيجة لاسلوب استقرائى أو قياس من الاساليب المنطقية والعقلية ولكنه تعليم يفترض سلطان الله .

أن وجود الله ليس موضوع نقاش وجدل فى الكتاب المقدس وفى بعض المواضع فى الكتاب المقدس نرى محاولات لا ستنتاج بعض صفات الله من النظر إلى مخلوقاته للرد على الذين يتشككون فى صفاته ( متى 4:  6- 9 )  الكتاب المقدس لا يقدم ادلة على وجود الله لكنه يروى تاريخا واقعيا عن عمل الله فى العالم وتعامله مع البشر وكيف أن الانسان لن يجد راحة  لنفسه وروحه دون أن تكون له شركة مع هذا الاله وهذه الشركة ذاتها هى المعرفة الفعلية  لله أو الوعى به وهى الدليل الشخصى المباشر على وجود الله ، وهنا تظهر نقطتان مهمتان :

نسمع عن صراع بين العلم والدين ولكن هذا خطا انما هو صراع بين الفلسفة الطبيعية وبين رجال الدين كا ختلاف حول فروض عملية وليس حول حقائق عملية

الصراع بين المادية والالحادية مراده هنا ( اى سببه ) مخالفات العلم الكاذب

 (1تى 6: 20) وهنا تكمن الخطورة ، نعم خطورة الفهم الصحيح للعلم أو للدين وتظهر هنا حاجة ملحة وهى الحاجة إلى رجالى العلم المتدينون ورجال الدين المتعلمون .

يقول جون ستيوارت :

     العلم هو دراسة المظاهر والاثار الالهية اما الدين هو احساس بالاقداس الالهية .

يقول جورج صاموئيل :

     أن الله هو الخالق ولا يمكن أن يتعارض عمله فى الطبيعة مع كلامه فى الكتاب المقدس ، فعلينا أن تقدم الاحترام اللائق لكل من الكتاب المقدس والعلم

يقول برات :

كتاب الطبيعة وكلمة الله تتبعان من نفس المؤلف المعصوم ولذلك لا يمكن أن يختلف لكن الانسان المفسر غير معصوم من الخطا وبالخطا فى تفسر اى من السجلين الالهين يظهر التعارض غير الطبيعى . اذن فلنعط الاحترام اللأئق للكتاب المقدس العالم .

يقول جون هرشل :

     يبدو أن المكتشفات البشرية انما كانت فقط الهدف منها التوكيد باكثر قوة عن الحقائق الاتية من فوق والتى يحويها الكتاب المقدس .

الزمن فى الكتاب المقدس :

قبل أن يخلق الله الانسان نستطيع أن نقول ان كلمة الزمن كانت كلمة غير واردة أو انها كانت بلا معنى ، ولذا يبدا من تعاقب الليل والنهار وبداية خلقه الخليقه ، بدا الزمن كلمة ذات معنى اللانسان وبذا اقترن الزمن بالانسان والخليقه ، فالانسان مخلوق زمانى .

لكن الزمن بتقسيماته المختلفة تعنى وقت محدد للآنسان مثل : يوم/شهر/ سنة/ ساعة دقيقة/ قرن . وعلى الجانب الاخر بالزمن لدى الله يختلف اختلافا كبيرا فى حسابة ومدلولاته عن الانسان فنثلا لننظر ( 2 بط 3 : 9 )

 

أن يوما واحدا عند الله كالف سنة والف سنة كيوم .

الاستعمال الكتابى لكلمة يوم يدل على زمن طويل وليس بالتحديد اليوم الزمنى للانسان . فقد استخدمت كلمة يوم للدلالة على ستة ايام الخليقة كلها مجلة تك 2 : 4 يوم عمل الرب الاله السموات والارض .

استخدم ليدل على الــ40 سنه التى قضاها بنو إسرائيل فى البرية ( مز 95 : 8 )

حينما يتحدث الكتاب عن ظاهرتى النور والظلام ( تك 1 : 5 )

يكون تفسير الاية : كان ظلام اعقبه نور فهو لم يكن يوما بالمعنى المفهوم حاليا حتى كلمة يوم تختلف  حسب الموقع ؟، فاليوم فى اقطاب الارض يعنى ستة شهور .

 

الخليقة فى الكتاب المقدس

يذكر الكتاب المقدس ترتيبا عجيبا للخلق وما أكثر النقد الذى تعرض له الكتاب المقدس بسبب هذا الترتيب ، ولكن مضت النظريات وسقطت الفروض وبقى الترتيب الذى اوحى الرب به لموسى قديما وشهد العلم الحديث بهذا ، وما هذا إلا دليلا دامغا على صدق أن موسى لم يكتب مطلقا من افتراضاته بل كما اوحى له مرتب هذه الخليقة .

والاصحاح الأول من سفر التكوين من بدايته احتوى على حوادث ترتيب الخلق كالآتى :-

تك     1 : 2 فى البدء خلق الله

تك     1 : 2 وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة

تك      1 :2 وروح الله يرف على وجه المياه

تك     1 : 3 وقال الله ليكن نورا ... وفصلل الله بين النور والظلمة

تك      1 : 7 فعمل الله الجلد

تك       1 : 9 وقال الله لتجتمع المياه .. ولتظهر اليابسة

تك       1 : 11 وقال الله لتثبت الارض

تك       1 : 14 – 18 وقال الله ليكن نورا

تك       1 : 21          وخلق الله التنانين

تك       1 :  27         فخلق الله الانسان على صورته .. 

       كان وما يزال التساؤل متى خلق الله .. يشغل فكر العلماء من اجله الفروض والنظريات منها من هاجم الكتاب المقدس بشك ، ولكن كم من نظريات حاولت تقدير عمر الكون والارض محاولة اللاجابة على كلمة متى ..؟ ولكن لم يتمكن أحد بالجزم فى موضوع عمر الارض وان كان التقدير شبه العادل لعمر الكون من 4 : 5 بليون سنه ( البليون = 1000 مليون )

الافتراض السديمى :

      كانت نظرية السديم التى تفترض أن المجموعة الشمسية كانت قبل زمن سحيق عبارة عن جسم غازى كبير قرص الشكل ، وبمرور الزمن بردت اطرافها وانفصلت عنه وظلت تدور حوله حتى تكوينت المجموعة الشمسية ولكن ظهرت نظرية أخرى قالت أنه لو كان هذا الافتلااض صحيح سنجد أن الجسم عندما ينقسم سينقسم من المركز إلى كتلتين متساويتين وهذا لاينفق مع المجموعة الشمسية التى اكبر ادجرامها وزنه لايزيد عن من الشمس وادت هذه الشخصية إلى رفض نظرية السديم  المشتتة المعتمدة فى تسلسل ( سديم مشتت        نجم خافت خفيف       جسم صلب      كوكب ) ..

وكل النظريات الحديثة التى تنظم كيفية تطور الاجرام السماوية المبتدئة كسديم معتم خطوتين :

كل الدراسات الخاصة بالارض اثبتت انها كانت اكثر حرارة فى الازمنة السحيقة .

انكماش السديم المعتم وتحوله إلى جسم اكثر حرارة وكثافة ثم انخفضت ببطىء حرارته وتحوله إلى جسم صلب مثل كوكب الارض

عندما يذكر لنا الكتاب المقدس أن روح الله يرف على وجه االمياه نتذكر أن روح الله كان يحتضن برفق ويطور ويحمى الحياة المبتدئة فى الماء ، لا حظ ما يقوله العلماء أن الحياة الاولى ( الاولية ) المبكرة ظهرت اولا فى البحر ، لذا يتفق هذا العرض الالهى القديم جدا مع ماقالته النظريات العملية الحديثة )

وقال الرب ليكن نور ..

لقد ذكرنا أن الارض كسديم معتم ولذا فانها لا تستطيع أن تعطى ضمورا فان كان صادرا من الشمس التى كانت تعطى الضوء كسجم مركزى فيكون جانب من الارض مظلم وجانب مضىء

( وفصل الله بين النور والظلمة ... )

عندما يذكرنا الكتاب المقدس عن عمل الجلد التى تفصل أن تترجم فضاء أى أن الارض عليها تجمعات مياه يعلوها فضاء به هواء ثم سحب الهواءوكلما ازدادت الارض برودة ازدادت المياه المتجمعة على سطحها وظل الباقى كبخار معلق وهذه الظروف كانت ضرورية فى بداية الارض شديدة الحرارة

ولتصر اليابسة :

       واتفقت كثيرا من النظريات الجيولوجية أن سطح الأرض فى العصور الاولى كان املسا مستوى ولكن بالانكماشات المتتالية نتيجة لا نخفاض درجة الحرارة تقصلت الارض وارتفعت عن مستوىى سطح المياه وظهرت القارات

وقال الله لتنبت الارض عشبا :

       نظريات الكيمياء الحديثة تقول أنه من الصعب الاحتفاظ بالاوكسجين فى الغلاف الجوى وذلك لسرعة اتحاد الاوكسجين فى الغلاف الجوى ومع معادن القشرة الارضية وبالتالى سيؤدى ذلك إلى نفاذ الاوكسجين وهى انه لابد أن يكون هناك مصدر متجدد يمد جو الأرض بالاوكسجين اللازم لحياة الكائنات على سطح الالارض ، ستكون غذاء رئيسى للحيونات .

وقال الله لتكن انوار :

         وهذا لا يعنى أن الشمس خلقت قبل النبات بل أن الشمس كانت موجودة من قبل ولكن إذا قلنا أنه كانت هنا سحب كثيفة تغطى سطح الارض ومن غير المعقول تواجد حياة نباتية مزروعة فى غياب الضوء تنفيذ من خلالها اشعة الشمس لاستمرار الحياة النباتية باهميتها التى ذكرناها كمصدر متجدد للاكسجين وكغذاء للحيوانات التى خلقت فيما بعد

ثم خلق الله الاسماك والطيور والثديبات .

ثم خلق الله الانسان تاج الخليقة والتساؤل هنا من أى مصدر استطاع موسى أن يرتب هذه الاحداث ؟

-    هل من قدماء المصريين ؟ هل هو ليس بكاتب سفر التكوين ؟ انما كتب السفر فى وقت متزامن مع الحضارة البابلية أو بعدها بقليل ؟

هل حصل موسى عليها من حضارة أخرى ؟ هل كتبها موسى برأيه الشخصى ؟

هل اوصى الله له بها ؟

ونتوقف قليلا عند كل احتمال :

ان احتمال اخذه من الحضارة الفرعونية غير معقول لان فكرة قدماء المصريين عن الخلق لا تتوافق غالبيتها مع ما كتبه موسى .

لايمكن أن تكون مأخوذة عن الحضارة البابلية التى تتخلص فى أنه كان هناك الهان تصلرعا ثم  حزم احدهما الاخر وصنع من لحمه الارض ومن دمه المحيطات ومن اسنانه الصخور .

عند البحث فى كل الحضارات لايوجد شىء شبيه بهذا الذى كتبه موسى

ولايمكن أن يكون تخمين موسى وهو ( انسان ) لانه كان لابد وأن يضع الانسان كبداية لخلائق الله بعد السماء والارض وعند استخدام نظرية الاحتمالات فى ترتيب الثلاثة عشر حدثا بهذا الترتيب الصحيح والعجيب سنجد أنه توجد ارقام لا تنطق .

ومن هنا يثبت استحالة تخمين موسى فى ترتيب هذه الاحداث بهذا الترتيب العجيب إلا أن الاحتمال الوحيد هو أن موسى استقى هذه المعلومات من مصدرها الذى رتبها وخلقها بعلم يفوق كل علم .

ولا يسعنا إلا أن نقول مع داود

" للرب الارض وملؤها المسكونة والساكنين فيها "

 

+++++++

                    الكتاب المقدس والعلوم المختلفة

 

ربما كان من أهم الأدلة التى تستوقف الإنسان ، فيما يختص بعمل الروح القدس فى الكتاب المقدس ، ذلك الكم الهائل من الحقائق العلمية التى بقيت فى الثلاث وسبعين سفرا التى تضمها صفحاته لأكثر من خمسين قرنا من الزمان ، ثم اكتشافها خلال القرون الأخيرة ، وبمعنى أدق خلال النصف الخير من هذا القرن . والى القارىْ بعض هذه الحقائق نذكرها فى إيجاز شديد .

                       اولا : الكتاب المقدس وعلم الفلك :

                                                         

عدد النجوم : فى مجال علم الفلك ، شغل الآلاف من العلماء أنفسهم بحصر عدد النجوم والكواكب . وكان الإعتقاد ، قبل اختراع التلسكوب فى القرن السابع عشر ، أن هذا العدد قد تحد عمليا ، فقد حدد بطليموس العظيم ( فى المدينة الإسكندرية فى القرن الثالث ق . م . ) هذا العدد بـ 1056 ، وبينما صنف العالم تيكو بوراهى 777 نجما ، حدد العالم كبلر النجوم بــ1005 ومنذ ذلك الحين أخذ هذا العدد فى الإزدياد بشكل واضح مما يجعلنا نعتقد الآن أن عدد هذه النجوم إنما هو بغير حدود . ومن المعروف الان أن هناك أكثر من 100 بليون نجم فى مجرتنا فقط مع احتمال وجود بلايين المجرا الاخرى الشبيهة بمجرتنا . ويتفق جميع الفلكيين الان ،بكل يقين على أنه ليس فى وسع الإنسان إحصاء جميع النجوم ، وهذه الحقيقة كان من الصعب أن يقر بها العلماء منذ عدة قرون مضت ولكن الكتاب المقدس يؤكد ذلك مرارا وتكرارا . فعلى سبيل المثال ما جاء فى حديث الله إلى إبراهيم " أنظر إلى السماء وعد النجوم أن استطعت أن تعدها " ( تك 15 : 5 ) مما نستنتج منه ان النجوم غير قابلة للعد .

ب – الجاذبية الأرضية : مثال آخر قول الروح القدس على لسان أيوب " ويعلق الأرض على لا شى ( أيوب 26 : 7 فمن المدهش أن ذلك يتفق تماما مع أحدث ما اكتشفه العلماء فى القرن العشرين ، حيث ان القول بوجود المادة الفرضية للفراغ المسماة بالأثير ( ويقصد بالمادة الفرضية للفراغ المادة التى يفترض انها تمثل الفراغ الذى نطلق عليه كلمة الثير ) هو مرفوض من الفيزيائيين والفلكيين ، كما أن قوة التجاذب بين الأرض والشمس لا تفسر شيئا ، حيث أنه لا يوجد يعلم ما هى الجاذبية وما هى أسبابها ، فالجاذبية هى مجرد تعبير وضع لشرح بعض الظاهر . حقا لا يمكن للعلم الحديث إضافة أو حذف حرف واحد من الآية : ويعلق الأرض على لا شىء .

ج – كروية الأرض : أكد الكتاب المقدس هذه الحقيقة العلمية التى توصل العلم فى القرن الخامس عشر ، وذلك فيما جاء فى سفر أشعياء النبى : الجالس على كرة الأرض " ( أشعياء 40 : 22 ) فإن كلمة كرة هنا نجدها فى الأصل العبرى ,,  Kging ,, والتى تعنى بصورة أدق كروية " أو دائرية " والسؤال الذى يفرض نفسه : من اين علم اشعياء ان الارض كروية ؟ إننا نعلم أن العلماء إنما وصلوا إلى هذه الحقيقة بعد إجراء الكثير منالتجارب والتمعن فيما اسفرت عنه من نتائج ، ولم يتعد هذا اربعمائة سنة فقط ، بينما أشعياء سجل هذه الحقيقة منذ الفى وخمسمائة سنة على الاقل .

د – سفر المزامير وحركة الأجرام السماوية : ما اكثر ماذكرته المزامير عن حركة الأفلاك والنجوم التى تحدث بمجد الله وتخبر بعمل بديه . ففى الإصحاح 19 يقول المزمور : " من أقصى الموات خروجها ومدارها إلى أقاصيها ولا شىء يختفى من حرها " ( مز 19 : 6 ) لقد كان هذا المزمور منذ القدم مرتعا للهجوم على الكتاب المقدس من قبل ناقديه إذ أنهم ادعوا ان كلمات المزمور تعنى أن الشمس هى التى أن الأرض هى التى تدور حول الشمس دورة كل عام ، كما تدور حول نفسهاا مرة كل يوم ؟، نستخدم ألفاظا وعبارات عن نفس النوع ، وببساطة فمن وجهة نظرنا فإن الشمس تشرق فى الصباح وتعبر السماء وتغرب فى السماء وتعتمد كل علوم الملاحة والهندسة الفلكية على افتراض ان الارض هى مركز رصد الإجرام السمائية يمكن أن نشاهد من على سطحها فى ممرات منتظمة ، الشمس والقمر والأفلاك والنجوم . وهو افتراض له اهيمته فى النواحى العلمية ، إذ تأسيسا عليه ، يتم تحديد مسارات الجرام وأماكنها كما تتم الحسابات اللإزمة للتطبيقات المختلفة . أى ان كلمات المزمور صادقة . بل وفى الآونة الخبرة قد ثبت عليما ، بما لا يدعو مجالا للشك ، وقد افرد جميع الفلكيين ، أن الشمس ومعها كل النظام الشمسى تتحرك فعلا خلال الفضاء بسرعة مهولة قدرها 720 ألف ميل فى الساعة . هذا بالإضافة إلى أنه من المحتمل أيضا أن مجرتنا هى الأخرى تتحرك حركة نسبية بالمقارنة بالمجرات الأخرى . فلو علمنا أن هذا المدار الهائل الذى تسير بسرعة 720 الف ميل فى الساعة يتطلب أكثر من مليونى قرن من الزمان لكى تكمل المجموعة دورة واحدة لاستطعنا ، بذلك فقط ، أن نفهم كلمة أقصى السماوات التى وردت فى المزمور ، وبذلك نقر أن كلمات المزمور كانت اكثر عمقا وأوفر دقة وصوابا من الناحية العلمية . فمن ذا الذى يستطيع أن الروح القددس الذى أرشد اناس الله القديسين فى كتابه ( الكتاب القدس ) يجهل علم الفلك ؟ ولعل من دواعى فخرنا أن نخبرك أن الرياضى والفلكى الأعظم الذى خلق السماوات وحدد لجميع النجوم والكواكب مساراتها والذى حسب المزمور : يدعو كلها بأسماء " ( مز 147 : 4 ) هو إلى يدعوك ويدعونى لحياة أبدية فى المسيح يسوع .

ثانيا : الكتاب المقدس وعلم الارصاد الجوية

 

علم الأرصاد الجوية يعمق إيماننا بالكتاب المقدس : والآن دعنا ننظر فى الأرصاد الجوية ، فأن حركة المياه التى تبدأ بسقوط المطر أو الثلج الذى يجرى على هيئة أنهار تصب فى المحيطات ثم ترتفع بالتبخر ثانية إلى السماء لتحملها الرياح مرة أخرى لتسقط على الأرض مرة ثانية ، هذه الدورة هى حقيقة أساسية فى هذا العالم الحديث نسبيا . ومع ذلك فهذه الحقيقة موجودة فى الكتاب المقدس منذ قرون عديدة قبل أن يكتشفها الإنسان . هذا بالإضافة إلى أنه المعروف الان علميا أن تبارات الهواء الرئيسية فى العالم تتبع دورات محدة . وهذه الدورات الرياحية العظيمة هى المسئولة أساسا عن تيارات المحيطات العظيمة وكذا عن تيارات الهواء الهائلة فى العالم . غير أن هذه الحقيقة العظيمة تعتبر اكتشافا حديثا نبيا . فلو رجعنا إلى سفر الجامعه الذى كتبه سليمان الحكيم بارشاد الروح القدس والذى تمت كتباته منذ نحو أكثر من ثلاث آلاف سنة ، لوجدناه يقول " الريح تذهب إلى الجنوب وتدور إلى الشمال تذهب دائرة دورانها و إلى مدارتها ترجع الريح كل الأنهار تجرى إلى البحر والبحر ليس بملآن . إلى المكان الذى جرت منه الأنهار إلى هناك تذهب راجعة
" ( جا 1 : 6 ، 7 ) . ليس بعجب أن نتكلم عن حكمة سليمان ، ولكن أليس لنا أن نسأل فى هذا الصدد كيف علم سليمان بهذه الأمور التى لم يعلم أحد بها حتى من جاء بعده من العلماء المتخصصين بآلاف السنين ؟

حركة الامطار وسفر أيوب : يقول البهو صديق :  " لانه يجذب قطار الماء تسح مطرا من جنابها الذى تهطله السحب ووتفطره على اناس كثيرين فهل بعلل أحد عن شق الغيم أو قصيف مظلته " ( أيوب 36 : 27 – 29 ) ويعتبر هذا الجزء قمة الروعة والإختصار لتلك الأطوار التى تمر بها الدورة المائية والمتصمنة لتلك العمليات الفيزيائية العجيبة من تبخر إلى تكثف إلى سقوط مطر .ويبقى أن نعلم أن الكثير من تفاصيل هذه الدورة المائلة غير معروف للآن فكل طور من الأطوار فى هذه الدورة ضرورى للغاية حتى توجد الحياة وتبقى على الأرض . ولاشك أن هناك العديد من تلك الحقائق العلمية فى مجال الأرصاد الجوية مخبأة بين طيات الكتاب المقدس ، نطلب من الله أن يظهر لنا ، وبذلك نكون قد ألقينا الضوء على بعض الحقائق الفلكية التى وردت فى الكتاب المقدس ، وننتقل إلى عنصر آخر .

 

 

                       ثالثا الكتاب المقدس والقوانين الصحية والطبية

 

أن السبق الكبير للقوانين الطبية والصحية التى وضعها موسى تكشف عن دلالة ومغزى كبيرين ، إنها قرينة أخرى على صدق الكتاب المقدس و أنه موحى به من الله بارشاد الروح القدس . ولكى يتضح لنا ذلك ، تكفينا مقارنة العادات ومعتقدات قدماء المصريين والبابليين بتلك التى للعبرانيين كما وردت فى أسفار موسى فعلى سبيل المثال ، ذكر سفر اللاويين ، الأصحاح الحادى عشر ، قائمة بأسماء حيونات وأسماك وطيور وحشرات اعتبرها الوحى الإلهى طاهرة ونظيفة وصالحة للآكل ، وحدد لبنى إسرائيل ظاهرتى الاجترار وشق الظلف كظاهرتين أساسيتين يجب توافر هما كعلامتين مميزتين للحيوان النظيف ، أما إذا لم تتوافرا ، أعتبر الحيوان غير طاهر وغيرنظيف ، ومازلنا نتبع نفس القاعدة ، التى وضعها الله لبنى إسرائيل ، فيما عدا أن شريعة العهد الجديد لا تحرم أكل الخنزير والأرنب ؟، وهما حيوانات لا يأكلهما اليهود حتى الان تبعا للقاعدة المذكورة . على أنه من المعروف الان أن هذه الحيوانات عريضة للأصابة بسهولة ببعض الديدان الطفيلية ، ولكى تصبح صالحة للأكل ، وجب إطعامها بطريقة نظيفة ، وكذلك لابد من طهيها بطرق معينة . أما بالنسبة للطيور والاسماك التى سمح لبنى إسرائيل بأكلها ، فهى نفسها المعروفةلدينا الآن . وثبت حسب أحدث المعلومات الطبية أنها الأحسن والاكثر أمنا .

أما بالنسبة للطيور ، فقد حدد الله لبنى إسرائيل بعض أنواع يأكلونها كما سمح الله بأكل الجراد والذى أكتشف آخيرا أنه نظيف وصالح اللآستخدام الآدمى ، وأنه لا يزال يؤكل حتى اليوم فى بعض انحاء العالم .

ونقرا فى سفر التثية ، الأصحاح 14 عدد 2 ، أمر الله لموسى بعدم أكل لحم أى حيوان مات ميتة طبيعية ، وذلك بالرغم من أنهم عاشوا فى أماكن صحراوية ، وكانت قطعانهم مصدر اساسيا للغذاء عندهم . ولو دققنا اليوم فى قوانين معظم بلاد العالم ، نجدها تحرم أكل لحوم الحيوانات الميتة . والسؤال الآن

: من أين علم موسى كل هذا إن لم يرشده الروح القدس ؟

                                   رابعا : الكتاب المقدس وتلوث البيئة :

 

يهتم العالم كله فى وقتتا الحاضر بالحافظ على البيئة من التلوث ، ويعطى اهتماما بالغا الشرب بالذات . فكل قوانبن الدول المتحضرة ن تحرم التخلص من الفضلان بالقائها فى مجارى الأنهار لما لها من أثر سىء على الصحة العامة . ولم تتضح أهمية نظافة مصدر المياه فى الوقاية من الأمراض إلا منذ عدة سنوات فقط . لكن موسى ، بارشاد الروح القدس ، منع شرب الماء من البرك الراكدة أو الملوثة نتيجة إلقاء جثث الحيوانات الميتة فيها . بل والأكثر من لك نجد الروح القدس على لسان موسى بأمر بنى إسرائيل بالتخلص من الفضلات بدفنها : " ويكون لك موضع خارج المحلة لتخرج إليه خارجا ويكون لك وتد مع عدتك لتحفر به عندما

تجلس خارجا وترجع وتغطى برازك " ( تثنية 23ك 12ن 13 ) .

                              خامسا : الكتاب المقدس والصحة العامة :

الله يأمر بنى إسرائيل على لسان موسى  " كل إناء مفتوح ليس عليه سداد بعصابة فإنه نجس " ( عدد 19 : 15 ) . بل أمر بنى إسرائيل بالنظافة البدنية ، فنجد أن هذه المبادىء متناغمة تماما مع ما ينادى به علماء الصحة العامة اليوم من أن النظافة خير وسيلة للوقاية من الأمراض ( لأنها تمثل الطريق الأمثل للوقاية ) " كل انسان يأكل ميتة أو فريسة وطنيا كان أو غريبا يغسل ثيابه ويستحم بماء ويبقى نجسا إلى المساء ثم يكون طاهرا وأن لم يغسل ولم يرخص جسده يحمل ذنبه " ( لاويين 17 : 15 ) . بل أيضا نجده قد سبق بزمن طويل تلك الممارسات الصحية التى تطبقها البلاد المتحضرة الآن فى المائة عام الخيرة فقط ، مثل عول وعلاج بعض المرضى بأمراض معدية مثل البرص ، فنجد فى سفر اللاويين : " فإن راى الكاهن واذا نظرها أغمق من الجلد وقد ابيض شعرها يحكم الكاهن بنجاسته . إنها ضربة برص ... ولكن أن رآها الكاهن واذا ليس فيها شعر أبيض وليست أغمق من الجلد وهى كامدة اللون يحجزه الكاهن سبعة أيام ( لاويين 13 : 21 ) .

                                سادسا : الكتاب المقدس والقانون المدنى :

 

من المعروف الآن أن القوانين التى سلمها الله لموسى ، والتى وردت أكثر من مرة فى أسفار موسى الخمسة : ومنها سفر العدد وسفر اللاويين 24 ، تمثل أسس القانون المدنى لكل الدول الديمقراطية العظيمة الموجودة حاليا . فيعلمنا

الوحى فى سفر اللعويين : " اذا أمات أحد انسانا فانه يقتل . ومن أمات بهيمة يعوض عنها نفسا بنفس . واذا أحدث إنسان فى قريبه عيبا فكما فعل ذلك يفعل به . كسرا بكسر وعينا بعين وسنا بسن . كما أحدث عيبا فى الإنسان كذلك يحدث فيه . من قتل بهيمة يعوض عنها ومن قتل إنسانا يقتل . حكم واحد لكم الغريب يكون كالوطنى " ( لاويين 24 : 19 – 22 ) فأسس بذلك مبدأ المساواة امام القانون ، حتى الغريب يطبق عليه نفس القانون كالوطنى ، ولو أن هناك بعض التماثل فى القوانين القديمة للببليين والحيثيين مع أسفار موسى الخمس إلا أن قوانينهم لم تكن فى منطق وتمام وكمال تلك الأسفار الخمسة التى تنتسب إلى نوسى ةالأهم من ذلك أن القانون العبرى ينفرد بأنه يوجه كل شىء لعبادة وخدمة رب واحد ، يهوه ، وهو مفهوم أعتبر غريبا فى تلك الحقبة على البابليين والحيثيين الذين كانوا يعبدون أكثر من إله ويقدسون أكثر من معبود .

 

                                        سابعا والكتاب المقدس وابحاث الدم :

 

    لم تتضح الحقيقة الكبرى المذكورة فى سفر اللاويين ، بل وفى أماكن أخرى من الكتاب المقدس ، والخاصة بالأهمية القصوى للدم فى مكيانيكية العمليات الحيوى ، بدرجة كافية إلا فى السنوات الخيرة . " لأن نفس الجسد هى فى الدم فأنا أعطيكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم لأن الدم يكفر عن النفس " الدم ( لايين 17 : 11 ) ، وفى سفر التثنية : " ولكن احترز أن لا تاكل الدم لأن الدم هو النفس فلا تأكل النفس مع اللحم ( تثنية 12 : 23 ) . وتعتمد استمرارية الحياة على استمرار إمداد خلايا الجسم بالكسجين والماء والغداء وتتم هذه العملية الضروريه بطريقة عجيبةجدا عن طريق الدم أثناء دورته المستمرة فى الجسم على امتداد مراحل عمر الإنسان المتتابعة ، ولربما كانت وظيفة الدمفى مقاومة الأجسام المسببة للأمراض وفى إصلاح وترميم الأنسجة المتهتكة واحدا من أهم الإكتشافات فى علوم الطب الحديث ، كما تعبر عملية نقل الدم واحدة من أنجح طرق العلاج لمعظم الأمراض تقريبا تقريبا وتشهد ضمنا بأهمية الدم للحياة والجسد وكانت كلمة الله عن هذه الحقيقة البيولوجية الكبيرة دقيقة عمليا وذلك منذ الاف السنين قبل أن يكتشفها الإنسان ويحكم إتقانها .

لقد جاء ذكرها اساسا لتعليمنا حقيقة روحية كبرى ، ألا وهى ضرورة سفك الدم لمغفرة الخطايا . فالدم ، الذى هو مصدر الحياة ، يصبح أيضا حاملا للإمراض والعدوى عندما يكون لميكروبات تلك الأمراض الغلبة على مقاومة الجسم . وهناك تشابه بين الحياة المادية والحياة الروحية ، فالموت المادى يرمز إلى الموت الروحى ، والمرض المادى يرمز إلى المرض الروحى بالخطية فعندما تنتشر عدوى الخطية فى الروح ، سوف تؤدى فى النهاية إلى الموت الروحى . فإذا أردنا للحياة الروحية أن تتقدم وأن تصان ، فلابد من إدخال حياة جديدة من الخارج ، حياة غير ملوثة بالخطية وحاوية على القوة اللازمة لمقاتلة الأثر المدمر الذى تسببه الخطية فى النفس الآخذة فى الموت روحيا وبذلك تكون عملية نقل الدم ضرورية . ولكن لابد وأن تكون من مصدر نقى وله الكفاءة اللازمة لخلاص النفس المائتة روحيا ، وقد تحقق هذا كله فى شخص الفادى الحبيب الذى سفك دمه عن خطايانا لكى يمنحنا العتق والغفران هذه لمحة بسيطة لأعماق المعنى الروحى ( ربما المادى أيضا ) فى عقيدة الكتاب المقدس والخاصة بالتضحية البديلة : " بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ( عبرانيين 9 : 22 ) . وكان الرمز للتضحية بالحيوان فى شريعة موسى ، والتى تصل إلى غايتها فى الموت إبن الله الكفارى عن خطايا العالم كله ، ما جاء فى الإنجيل المقدس : وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدى و أخذ الكاس وشكر وأعطاهم قائلا إشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذى الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" ( متى 26 : 26 – 28 ) . وبفضل الموت الكفارى ليسوع المسيح ، فإن كل من يتقبل حياته المنسكبة بالموت على عود الصليب وقيامته من الاموات ، يمنح الغفران والتطهير من كل خطاياه ، اذ أنه فى واقع الأمر يقبل المسيح ذاته ، وكل ذلك إنما يرمز إليه بسفك الدم : " من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه " ( يو 6 : 56 ) .

ولو فتشنا الكتب كما أمرنا السيد المسيح ، والتى تتصل بجمع فروع العلوم الفيزيائية والبيولوجية والإجتماعية ، والتى لايتسع المجال لسردها هنا ( لكننا سوف نكتفى بنقطة أخيرة فى دراستنا لهذا الموضوع ) لما اتسعت كتب كثيرة لتفصيلاتها

ثامنا : الكتاب المقدس وقانون بقاء الطاقة :

 

يقول قانون بقاء الطاقة : عند تحول الطاقة من صور إلى اخرة ، فى اى نظام معزول ، فإن الطاقة الكلية " . ويعتبر هذا القانون هو القاعدة الأساسية التى تقوم عليها مل العلوم الطبيعية . كذلك يوجد قانون آخر مشابه هو قانون بقاء المادة ونصه : " رغم أن شكل أو حجم أو حالة المادة ان تتحول من حالة إلى اخر . فان الكتلة الكلية لاتتغير " . ومن هذين القانونين يمكننا أن نستتج أن المادة تفنى ولا تستحدث ولا تخلق من العدم . وكذلك الطاقة أيضا ولئن كان قد تم إثبات ذلك علميا منذ حوالى مائة عام ، إلا أن السنين إذا علمنا أن عملية الخلق ليست مستمرة ، ولكن الكون الحالى هو نتيجة لعملية خلق إلهى بالفعل ، فى الستة أيام للخلقة ، فمثلا قال الله : ليكن نور فكان نور " ( تك 1 : 3 ) وهذه الأوامر الإلهية لاتخضع طبعا للدراسة العملية الآن . 

ويعلمنا القديس بولس الرسول فى رسالته إلى العبرانيين : " مع كون الأعمال قد أكملت منذ تأسيس العالم " ( عبرانيين 4 :3 ) أى أن عملية الخلق قد أكملت فى الماضى ومانراه الآن هو مجرد تحول من صورة إلى اخرى .

فى سفر التكوين : فاكملت السموات والارض وكل جندها . وفرغ الله فى اليوم السابع من عمله الذى عمل " ( تكوين 2 : 1 ، 2 ) . فنستشف من كل ذلك أن عملية الخلق قد تمت وانتهت . وهنا تثور نقطة خلاف بين الكتاب المقدس والعلماء الذين ينادون بفلسفة الخلق التطورى المستمر ، والتى لاتستند إلى اى سند معلمى ، إذن ما هذا الذى يحدث كل يوم أمامنا فى صورة التقدم والتطور إلا عملية تحول من صورة إلى أخرى للكتلة او الطاقة . ويعرف قانون المادة والطاقة عند علما الفيزياء بالقانون الأول فى علم الديناميكا الحرارية . ويعتبر هذا القانون أهم القوانين الأساسية فى كل العلوم الفيزيائية . وكما رأينا ، فقد تم النتبؤ بهذا القانون فى مواضع كثيرة من الكتاب المقدس ، إذ يؤكد ان السموات والأرض قد أكملت ، أى لم تخلق فقط ، بل وأكملت " " ورأى الله أن كل ما عمله فإذا هو حسن جدا " ( تك 1 : 31 ) .

ويعلن القانون الثانى للديناميكا الحراية أن هناك فناء أو انحلالا للطاقة يظهر فى عدة صور أخرى . ففى أية عملية انتقالية يتم فيها تحول للطاقة من صورة إلى أخرى ، وبالرغم من ان الطاقة الكلية تبقى دون تغيير ، لكن هناك دائما حقيقة ثابتة ، هى أن كفاءة الانتفاع بهذه الطاقة لايمكن أن يصل إلى 100% ، لأنه لابد أن يكون هناك فاقد من الطاقة بسبب الإحتكاك والتى تظهر على صورة حرارة ، وتسمى هذه العملية بقانون زيارة التترويبا . لذلك ففى أى نظام مغلق ، بصرف النظر عن مدى كبره أو صغره فإن طاقة هذا النظام تقل باستمرار . فمثلا لا يمكن ، بل ومن المستحيل ، أن تسير مركبة إلى بفعل دفعة واحدة إذا أنها بعد فترة نتيجة احتكاكها مع الهواء ، سوف تقل سرعتها تدريجيا حتى تتوقف تماما . كذلك أيضا النووية ، أتت من الشمس . إلا أن الجزء الأكبر من هذه الطاقة الهائلة للتعويض . هذا الفاقد المستمر لطاقة الشمس لايمكن أن يستمر إلى الأبد ، فسوف يأتى الوقت الذى تستنفذ الذى الشمس كل طاقتها ، وعندئذ نتوقف كل مظاهر النشاط الانسانى والحياة على الأرض ، مالم يحدث تدخل معجزى خارق من إله الطبيعة وخالقها .

هذه القاعدة عينها تتطبق على النجوم فى الكون كله . ويعنى ذلك أن هذا الكون الذى نعيش فيه أخذ ولاشك فى الهرم والبلى والانهيار . غير أن هناك حقيقة عظمى عملها لنا الكتاب المقدس وتشهد بها طبيعة الكون نفسه ألا وهى أن هناك بداية لهذا الكون . فحيث أن الكون أخذ فى الهرم ، فلابد أنه كان يافعا فى مرحلة زمنية سابقة ، واذا كان آخذا فى البلى فلابد أنه كان يوما ما جديدا واذا كان فى طريقه إلى الانهيار فلابد أنه كان يوما متماسا . وباختصار ، فإن قانون انحلال الطاقة يؤكد لنا حقيقة أساسية هى وجود خالق أعظم لهذا الكون ، كما يؤكد على أن هناك عملية خلق أكيدة تمت فى الماضى ، وأنها تبعا لقانون بقاء المادة والطاقة ، تعتبر عملية غير مستمرة فى الوقت الحاضر .

والآن ، دعنا نرى تعاليم الكتاب المقدس فى هذا الصدد . فعلى سبيل المثال ، قول المزمور : " من قدم أسست الأرض والسموات هى عمل يديك ، وهى تبيد وانت تبقى وكلها كثوب تبلى ، كرداء تغير فتتغير و أنت أنت هو وسنوك لن تنتهى ( مز 102 : 25 – 27 ) . وهناك العديد من الآيات فى الكتاب المقدس لا تقل اهمية أو ووضحا عن الآيات السابقة ومن خلالها يعلمنا الكتاب المقدس أن مااكتشفه العلم فى السنوات المائة الأخيرة ، وبالرغم من اكتمال عناصر الخلقة ، إلا أن الكون آخذ فى الاتجاه نحو فناء مادى نهائى . وبالاضافة إلى ذلك ، فإن الكتاب المقدس كثيرا مايتحدث عن أشياء لم يكتشفها العلم للآن ، مثل تدخل مستقبلى خارق للخلق فى خليقته واندثار النظام الحالى وخلق سموات جديدة وأرض جديدة سوف تيقى وتستمر . وقد ذكرت هذه الحقيقة فى سفر أشعياء النبى فى العهد القديم : " لأنى هأنذا خالق سموات جديدة وأرضا جديدة فلا تذكر الأولى ولاتخطر علىبال " ( أشعياء 65 : 17 ) ، " لأنه كما أن السموات الجديدة والأرض الجديدة التى أنا صانع تثبت أمامى يقول الرب ، هكذا يثبت نسلكم وإسمكم "( أشعياء 66: 22 ) . كذلك أكدها القديس بطرس فى رسالته الثانية : منتظرين وطالبين سرعة مجىء يوم الرب الذى به نتحل السموات ملتهبة والعناصر  مسحوقة تذوب ، ولكننا بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضا جديدة يسكن فيها البر " ( 2بط 3 : 13 ) . وقد وردت هذه الحقيقة أيضا فى سفر الرؤيا فى العهد الجديد : ثم رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة ( رؤيا 21 : 1 ) وهناك حقيقة علمية متوائمة مع تلك ذكرها الكتاب المقدس . ألا وهى التكافؤ بين المادة والطاقة ، وهى أحد أهم الاكتشافات فى القرن العشرين . فمن المعروف الآن أن المادة هى فمن الواقع إحدى صور الطاقة المعروفة بالطاقة الذرية ، فبالرغم من أن الطاقة الهائلة الموجودة فى الذرة غير معروفة حتى الان ، حتى ليعجز العلم اكتشافها ، غير أنه من المؤكد أن عددا هائلا من الطاقة من مصدر ما ، غير معروف ، لازم لبقاء الحركة الرهيبة فى الكون ، وكذلك لتوازن القوى المصاحبة للجسيمات المكونة للذرة . ويمكن تخيل حجم هذه الطاقات من واقع قيمة الطاقة المنطقة من تحطيم ذرة واحدة ( فلو تصورنا أن رأس الدبوس يتكون من ملايين من الذرات لأمكن تقدير ضخامة هذه الطاقات ) والتى لانجد تعبيرا عنها أبلغ من قول القديس بولس الرسول : " حامل كل الأشياء بكلمة قدرته ( عبرانيين 1 : 2ن3 ) هذه الأية تعلمنا أن كل الاشياء ، ومنها العالم المادى ، يزلمها ، كى تبقى طاقة أو قوة ، أن يكون مصدرها هو الخالق نفسه الرب يسوع المسيح فى حين أن العلم عجز ، كما رأينا ، عن تفسيرالمصدر الدائم لحدوث واستمرار الحركة الرهيبة فى الكون . ونفس الحقيقة الهائلة نجدها فى القول القديس بولس : " الذى هو قبل كل شىء وفيه يقوم الكل " (كولوسى 1 : 17 ) . والتى يمكن كتابتها على الصورة الآتية " ... وفيه ( يسوع المسيح ) تتماسك كل الأشياء "

كذلك هناك حقيقة علمية أخرى فى هذا الصدد فى قول القديس بولس :

" بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله حتى بم يتكون مايرى مما هو ظاهر " ( عبرانيينة 11 :3 ) أى أن مادة الكون ليست كلها مادية ( أى ترى بالعين المجردة ) ولكنها تتكون من شىء غير ظاهر ، فجمعع الوحدات غير المرئية ، وان كانت محسوسة بنتائجال ، والغير مادية والتى يتعامل معها العلم مثل الكهرباء والمغناطيسية ، والجاذبية ، وغيرها والتى بالرغم من أننا نستخدمها كل يوم ، غلا أنها فى حد ذاتها أشيا غير ظاهرة . ومع أننا نعرف الكثير عن خوصاها ومساراتها ، لكننا عمليا لا تعلم شيئا عن صفاتها المطلقة ( فمثلا ، لاأحد يستطيع أن يرى الكهرباء ، لكننا جميعا يمكن أن نرى المصباح الكهربائى فنحس بها أما الآن ، فمن الممكن أن نفهم مثل هذه الأمور التى كانت منذ أجيال قليلة مضت غير ممكن قبولها أو حتى تصورها ، ذلك أن الأجيال السابقة تصورتأنه من الممكن وصف جميع الأشياء تماما بالغة . إل أنه ، بعد زيادة المعرفة ، ثبت أن الكتاب المقدس شديد الدقة فى كل التعبيرات العلمية التى استخدمها .

بذلك نكون قد استعرضنا فى الثمانى نقاط البسيطة السابقة عددا من القضايا فى إطار المعرفة الحديثة التى سجلها لنا الكتاب المقدس منذ الاف السنين ، قبل اكتشافها بواسطة العلماء ، ولعلها أن تمثل قدرا كافيا من الأدلة المقنهة ، التى أن دلت على شىء فهى تدل على ارشاد وتوجيه الروح القدس .

وننتقل الآن إلى معالجة بعض الموضوعات التى ورد ذكرها فى الكتاب المقدس والتى يعتبرها بعض العلماء خاطئة او متعارضة مع النظريات العلمية .

من أين حصل قايين على زوجتة ؟هذا السؤال اثاره كثير من المعترضين السطحيين . ونعرف أن قايين هو الإبن الأول الذى انجبه آدم وقد ورد ذكره فى ( تك 4 ) حيث قرر الكتاب المقدس أنه نتيجة لقتله هابيل أخيه ، حكم عليه الرب بأن يكون " تانها وهاربا " . فخرج قايين من لدن الرب وسكن فى أرض نود شرقى عدن ، وجاء فى الآية 17 من الأصحاح نفسه :" ... وعرف قايين امراته فحبلت وولدت حنوك وكان بيبنى مدينة ... فينتظر البعض لهذه الواقعة على أنها تضارب صارخ ، إذ من المفروض أن قايين كان هو الشخص الوحيدالموجود على الارض فى ذلك الوقت مع أبويه آدم وحواء . لكن هل حقاهذا الفرض لايحمل بين طياته الدليل والبرهان على أن آدم لم ينجب أبنا وبنتا آخرى ، لقد ذكر فى موضع آخر ان آدم عاش 800 عام بعد ولادة شبت ( تكون 5 : 4 ) الإبن الثالث لأدم . ومن الواضح أن القاعدة العامة فى تلك الأيام هى طول العمر من ناحية ،والذى وصل 696 عاما هى عمر متوشالح ، وكثرة الأولاد من ناحية أخرى ، إذا كان ذلك أول أمره الله لآدم وحواء : " اثمروا واكثروا واملاوا الأرض ( تك 1 : 28 ) . كذلك ثمه ملاحظة هنا أن القدرة على انجاب لم تكن تتأثر بالتقدم فى السن ، وعلى المثال فإن نوح انجب سام وحام ويافت بعد ان تخطى عمره الـ500 عام ، ولا يمكن افتراض أن السنة فى الماضى تختلف عن السنة فى وقتتا الحاضر لأن كليهما يقاس بنفس القياس وهو نتابع الفصول الأربعة ، فاذا سلمنا يطول العمر للرجال ، فان حياة ادم التى استمرت 930 سنة ( تك 5 : 5 ) لابد وأنها أسفرت عن ميلاد العدد من البنين والبنات ، فذا كانت معدلات الزواج وانجاب هى نفس المعدلات الحالية ، فان 930 سنة كافية لأن يكون على سطح الارض عشرين مليونا من البشر ، وبذلك تكون عناك فرصة كبيرة لقايين لاختيار زوجة ووقت كاف لبناء مدن عديدة ، وبديهيا لم يكن أمام بعض أبناء أدم الاوائل إلا أن يتزوجوا من أخواتهم .

2- قصة يونان والحوت ( سفر يونان )  صعب على البعض تصدق قصة يونان والحوت . فقد قيل إنه لايوجد حوت يمتلك جوفا تصل ضخاكته إلى حد أن يتسع لانسان كامل ، ولكننا الان ، وبعد تقدم علم الحيوان ، نعرف أن هناك نوعا من الحيتان هو الحوت المعروف بالحوت المنوزى يعيش فى مياه البحر المتوسط ويمكنه ابتلاع أشياء اكبر من الانسان . بل أن هناك أنواع من الاسماك لها أجواف بهذه السعة أيضا ، كما أن هناك العديد من الرويات عن أناس فى العصور الحديثة أبتلعهم الحوت المنوى أو احد الوحوش البحرية ثم بعد ذلك انقذوا أحياء بالرغم من ذلك لايزال البعض يشكك فى صحة هذه الرواية ، لكن يكفى أن السيد المسيح له المجد إستشهد بقصة يونان بل واستخدام هذه الرواية كرمز لمجيئه وموته وقيامته من الأموات : "نه كما كان يونان فى بطن الحوت ثلاث أيام وثلاث ليال ، هكذا يكون ان الإنسان فى قلب الأرض ثلاث أيام وثلاث ليالى 0 متى 12 : 40 ) .

يشوع واليوم الطويل : فى فى سفر يشوع يكر الكتاب المقدس هذه القصة فى الايات الاتية

 

    " كلم يشوع الرب يوم أسلم الرب الآموريين امام بنى إسرائيل وقال ياشمس دومى على جبعون وياقمر على وادى ابلون . فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه ... نحو يوم كامل " ( يشوع 10 : 12 ) ، فلم تعجل الشمس للغرب نحو يوم كامل لكى بنى إسرائيل الوقت الكافى لهزيمة الآمورين تماما قبل حلول الظلام . والثانية إرسال عاصفة البرد والتى ربما كان لها هدفان ، الأول تخفف حدة الحرارة على جيش يشوع ، والثانى إبادة أكبر عدد من جنودة الاموريين . فاذا أردنا أن نفسر هذه العاصفة علميا ، فمن المرحج أن هذه العاصفة كانت نتيجة عوامل جوية ناجمة عن بطء حركة دورات الارض ومن الواضح أننا لم نسمع قط عن يوم مثل هذا اليوم حيث يقول الانجيل أنه لم ولن يكون هناك مثل هذا اليوم . فالقول بأن القصة غير حقيقة هو نوع من ضيق الأفق لأننا بذلك نشكك فى قدرة الله على ايقاف حركة دوران الأرض حول محور او استخدام    

قوانين اخرى غير معروفة لدينا حتى الآن . فمثلا قانون الجاذبية الأرضية ، التى تشدنا إلى الأرض ، وقانون الطرد المركزى ، الذى يتولد من دوران الأرض بسرعة فتتشا عن ذلك قوة لطرد كل ما على الكرة الأرضية إلى الفضاء ، هذان القنونان متعادلان تماما بكل دقة ، ونتيجة لذلك نجد أن الحياة على الأرض مستمرة الان بطريقة طبيعة جدا ، يشعر بأثر الجاذبية ولابأثر قوى الطرد المركزى لأن كليهما يلاشى أثر الثنى تماما . ومن ثمفان هذين القنونين سوف يستمران قائمين إلى اليوم الخير الذى فيه سوف تعمل جميع الشياء على الرض بطريقة مغايرة ، فاذا حدثت واقعة كهذه ، فإنه لابد أن يكون جميع البشر على سطح الكرة الارضية قد شعروا بها وتكون آثارهم سجلت شيئا عنها . وعادة فإن مثل هذه التسجيلات تتوارثها الشعوب على صورة آساطير ، وهذا ماحدث بالفعل وعلى سبيل المثال يصف لنا .ر. دون روايات عن يوم طويل مشابه فى تراتيل أورفيس ، وهى من أساطير الهندوس والبوذيين والصينيين وأهالى المكسيك القدامى وغيرهم من شتى أنحاء الارض ، وبعد ذلك ، بدلا من أن يقر بصحة ما كتب عن هذا اليوم الكتاب المقدس إنما هى مستمدة من مثل هذه الأساطير . وايضا يروى لنا م .و. سترلنج أسطورة من بين أكثر الأساطير انتشار ، بين قبائل الهنود الحمر ، هى سرقة الشمس لمدة يوم كامل، بل أن هيرودت المؤرخ اليونانى العظيم يذكر أن بعض الكهنة المصريين أطلعوه على وثائق عن مثل هذا اليوم . فإذا كان اليوم الطويل شيئا خارقا ، وإنه لكذلك دون من الغباء ، القول ، كما زعم البعض ، بأن المعجزات شىء مستحيل ، والدليل على عدم استحالتها أنها تمت وأصبحت حقيقة تاريخة مسلما بها .

لقد نظم الله الكون وكل عناصره وآوجد عالما يعمل بكفاءة مثالية له قوانينه المنتظمة ، ولكن من المعقول جدا إذا كانت أهداف الله يمكن أن تتحقق بطريقة أفضل ، فمن المتوقع أن يتدخل الرب فى بعض المناسبات فى مسار ما يسمى بالقوانين الطبيعية . فالعجزة يسمح الله بحدثوها إذا توفر شرطان ، الأول : وجود اسباب كافية تتمشى مع أهداف اله السامية وتجعله يتدخل فى قوانين الطبيعة التى تعمل بانتظام . والشرط الثانى : إذا وجدت أدلة أو بيئات على حدوثها فعلا ، يمكن اعتبارها كافية لإثبات مسائل واقعية أخرى ليست بالضرورة أن تكون معطية . وقد توافر هذان الشرطان فى معجزة اليوم الطويل ، فنجاح يشوع يتوقف على انتصار فى المعركة . كذلك تحقيق وعود الله العالم من خلال شعب بنى إسرائيل وتمكينه من انتصار بالاضافة إلى ذلك فإن الكنعانين كانوا يعبدون الشمس ، فاراد الله أن تتحقق هزيمتهم من خلال مايعتبرونه إلها لهم كى يبين لهم مدى ضلالهم وبطلان عقائدهم ، وأيضا نلآحظ أن المعجزة حدثت بعد طلبة يشوع مباشرة كاستجابة حتمية للصلاة : " لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل تقولون لهذا الجيل إنتقل من 8هنا إلى هناك فينتقل ولايكون شىء غير لديكم " ( متى 17 : 20 )

وفى هذا الصدد أيضا يمكن ان نشير إلى نظريات فيليكونسكى ، واسعة الإنتشار ، والتى تؤكد أن الأرض قد تعرضت لعدة كوراث طبيعية فى القديم . وهو يعزو هذه الكوارث إلى اقتراب نجم هائل من الأرض تسبب فى ايقاف حركة الأرض ايام يشوع . وقد جمع دكتور فيليكونسكى عددا من الأدلة المقنعة من أساطير عدد من الله الشعغوب ، فظهر أن هذا اليوم الطويل منصوص عليه فى هذه الأساطير بجمع أنحاء العالم ( بل وأشار أيضا إلى عدد كبير من الأدلة التى تدعم حقيقة اليوم الطويل ) كل هذا الاجماع إن دل على شىء فهو يدل على أن هذا اليوم الطويل الذى ورد ذكره بالكتاب المقدس قد حدث فعلا ، وهو حقيقة راسخة .

                                                        

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الافتراض العظيم

لو أن الله صارإنسانا ، فكيف يجب أن يكون ؟ - أو هل كلن ليسوع صفات الله ؟ وقبل إجابة هذا السؤال يلزمنا اجابة سؤال أخر ، هو : لماذا يصير الله إنسانا ؟

وللاجابة نقدم مثلا عن فلاح يحرس حقله ، وتلاحظ عش نمل فى طريق المحراث ، ولنفترض أنك تحب النمل ، فتفكر أن تجرى إليهم لتحذيرهم وتصرخ محذا ، لكمنهم يستمرون فى عملهم ، فتستعمل لغة الاشارة ، وكل وسيلة أخرى تعرفها ، ولكن النمل لا ينتبه . لماذا ؟ لأنك عاجز عن الاتصال بهم فما هى أفضل طريقه لذلك ؟ هى أن تصبر نمله فيفهمون ما تقول .

ولما أراد الله أن يتصل بنا ، وجد أن أفضل طريقة هى أن يصير إنسانا مثلنا . والآن لنجاوب سؤالنا الأصى : لو أن الله صار إنسانا ، فكيف يكون ؟ يملك كل صفات الله ، ويدخل عالمنا بطريقه لم يدخاها بها أحد من قبل ، ويعمل أعمالا معجزيه ، ويكون بلا خطيه ، ويترك أثره العظيم على العالم كله ، مع أِياء أخرى عظيمه كثيرة وأننى أعتقد أن الله جاء الى العالم فى المسيح ، وأن المسيح أظهر كل صفات الله . ولننظر الأن هذا المخلص .

       ***********************************

اولا : لو ان الله صار انسانا لصار دخوله الى العالم بطريقة غير عادية

 وميلاد المسيح من العذراء برهان على هذا ! ونجد القصة فى إنجيلى متى ولوقا ، وقد سبق ورودها كنبوة فى العهد القديم ؟، فقيل ( نسل المرا’ يسحق من نسل امراة ، لا من رجل . وهناك نبوة أصرح فى اشعياء ( 7 : 14 ) " ها العذراء تحبل وتلد ابنا ، وتدعو إسمه عمانوئيل " ولا شك أن هذه العذراء هى المراة المشار إليها فى التكوين ( 3 : 15 )

وقد وردت كلمة ( العذراء ) هذه 6 مرات فى الكتاب المقدس """""، بمعنى الفتاه التى لم تتزوج ، وقد ترجمت الى اليونانية فى الترجمه السبعينية بكلمة ( عذراء ) كما إقتبسها متى ( 1 : 23 ) على أن العذراء مريم ولدت يسوع . ويقول أشعياء أن ولادة العذراء معجزه وآيه من الله وتقسم قصة البشيرين عن الميلاد الذراوى بالصحة التاريخيه ، فلوقا يقول أنها حدثت وقت إحصاء ( إكتتاب أمر به كيرينيوس . وقد ظن البعض ان كيرينيوس حكم سوريا سنة 8 بعد الميلاد ، لكن كيرينيوس حكم مرتين ، أولها من 10- 7

ق . م وهذا يجعل الأحصاء الأول وقت ولادة يسوع ، وقبل موت هيرودس بقليل ، وهو عام 4 ق.م

ومع أن متى ولوقا يرويان قصة ميلاد يسوع من زاويتين مختلفتين ، وقد استقيا المعلومات من مرجعين ، الا انهما يتفقان فى أن يسوع حبل بة بالروح القدس من مريم العذراء المخطوبة ليوسف ، الذى كان يعلم سر ما حدث لحطيبتة .

ونقدم هنا اثنتى عشرة نقطة للتوفيق بين قصتى متى ولوقا :

1-        ولد يسوع فى أواخر أيام هيرودس ( متى 2 : 1 ، 13 ، لوقا 1 : 5 ) .

2-        حبل به من الروح القدس ( متى 1 : 18  ، 20 ، لوقا 1 : 35 ) .

3-        أمه عذراء ( متى 1 : 18 ، 20، 23 ، لوقا 1 : 27 ،34 ) .

4-        كانت مخطوبه ليوسف ( متى 1 : 18 ، لوقا 1 : 27 ، 34 ) .

5-        يوسف من نسل داود ( متى 1 : 16 ، 20 لوقا ، لوقا 1 : 27 ، 2 : 4 ) .

6-        ولد يسوع فى بيت لحم ( متى 2 : 1 ، لوقا 2 : 4 ،6 ) .

7-        دعى يسوع بنوجيه الهى ( متى 1 : 21 ، لوقا 1 : 31 ) .

8-        أعلن أنه المخلص ( متى 1 : 21 ، لوقا 2 : 11 ) .

9-        عرف يسوع مقدمه بما جرى لمريم ، وسببه ( متى 1 : 18 – 20 ، لوقا 2 : 5 )

10-    مع هذا فقد أخذ مريم وتحمل مسؤليته نحو الطفل يسوع ( متى 1 : 20 ، 24 ، 25 ، لوقا 2 : 5 ) .

11-    صاحب إعلان الميلاد رؤى وحى ( متى 1 : 20 ، لوقا 1 : 26 ، 27 )

12-  عاشت مريم ويوسف فى الناصرة بعد ولادة يسوع ( مت 2 : 23 ، لو 2 : 39 ) ويظهر تتاقض واحد فى سلسلة نسب يسوع ، فهناك سلسلتان للنسب تظهر ان متتاقضتين . على أن السلسله التى أوردها متى ليوسف ، والتى أوردها لوقا هى سلسلة نسب مريم .. ولما كان يوسف من نسل يكنيا فليس له الحق فى العرش   ( أنظر ارميا 22 : 30 ، 2ملوك 24 ، ومتى 1 : 11 ) ولكن مريم ليست من نسل يكنيا . ولما بم يكن يوسف أبا ليسوع ، فإن ليسوع الحق فى العرش بإعتبار أنه ( نسل المرأة ) ( لوقا 3 : 23 ) .

 ويعارض البعض قصة ميلاد يسوع العذراوى بحجة أن مرقس ( أقدم البشيرين والمتحدث باسم بطرس ) لم يذكر القصة ، كما ان يوحنا لم يوردها فى انجيلة . ويقدم كلمنت روجرز الرد التالى ( كتب مرقس انجيلة فى وقت مبكر ، كانت مريم أم يسوع حيه وقتها وكانت معروفه لقراء الأنجيل ، ولم تكن القصه تحتاج لروايه ، فوضع مرقس التنبير كله على تعاليم المسيح ومعجزاته ، وخصوصا قصة الصليب )  . اما يوحنا فقد كتب فى وقت متأخر ، كانت فيه قصة الميلاد العذراوى وقد عرفت وزاعت من القصة إنجيلى متى ولوقا . ويهتم يوحنا بتوضيح موعد وليمة الفصح ، ويفترض أن قراءه يعرفون مريم ومرثا . وهو يكتب للمسيحين أو على الاقل للمهتمين بالمسيحيه . ولو أن قصة الميلاد العذراوى كانت موضع جدل او انكار لكتبها يوحنا ليؤكد صحتها ، ولكن عندما يقول ( والكلمه صار حسدا وحل بيننا ) يضمن الفكره وقد أغفل يوحنا قصة المعموديه والعشاء الربانى ، ولكنه يعطى تعليقا عليهما فى روايته لقصة نيقوديموس وفى الحديث عن اشباع الخمسة الاف .

ومن الممكن أن يكون يوحنا قد أشار الى الميلاد العذراوى فى قوله ( إبنه الوحيد ) ( يوحنا 3 : 16 ) ويقل جون رايس : " أشار يسوع الى نفسه الانجاب ، ولكن الأنجيل لا يذكرها عن يسوع . فهو 0 الابن الوحيد )وقد جاء هذا التعبير فى الأنجيل 6 مرات منها مرتان تحدث فيهما يسوع عن نفسه . ولا يقول يسوع أنه أحد أبناء الله ، ولكن ( اربن الوحيد ) . ولم يولد أحد غيره من عزراء . ويمكن أن نقول ( بمعنى روحى ) أن كل مؤمن ولد ثانييه لرجاء حى ( 1بط 1 : 3 )

ولكن أحد لم يولد كما ولد يسوع من مريم العذراء بالروح القدس .

على أن يوحنا يقدم سلسلة نسب يسوع عندما يقول ( فى البدء كان الكلمة .. والكلمة صار جسدا ) ( يوحنا 1 : 1 ،14 ) .

أما بولس فقد آمن بقصة الميلاد العزراوى ، لان لوقا هو المتحدث باسمة وقد قال بولس ان المسيح ولد امراءة ( غلاطيه 4 : 4 ) .

ادلة تاريخية على صحة الميلاد العزراوى :

تمت كتابة آلاناجيل فى وقت قريب من ميلاد المسيح . فلم تمض فترة بين الميلاد وبين تسجيل قصة الميلاد تسمح للآساطير لتحيط بالقصة . ولو أن قصة الميلاد العذراوى لم تكن صحيحة ، فان سؤالين يعترضاننا :

(أ‌)       لو أن قصة الميلاد العذراوى لم تكن مؤسسة على الحقائق ، فكيف كانت تنتشر بمثل السرعة التى انتشرت بها ؟

(ب‌)            لو لم تكن الاناجيل صحيحة تاريخيا ، فكيف حدث قبولها فى العالم كله فى تاريخ مبكر ؟

يقول جريشام مكتشن : ( لو أن العهد الجديد لم يذكر قصة الميلاد العذراوى ، فان الشهادات التى جائتنا من القرن الثانى ونهاية القرن الاول الميلادى تكفى لبرهنة الفكرة ) ولقد كانت هناك طائفة مسيحية اسمها ( الابيونيون ) رفضت تصديق أن العذراء تلد ابنا ( اشعياء 7 : 14 ) وقالو أن ترجمتها هى ( سيدة شابة تلد ابنا ولكن الواضح أن الكنيسة رفضت فكره الابيونيين وقليلين من الغناطسة ( العارفون بالله )

وقد قبلت الكنيسة الاولى هذة العقيدة ، فاغناطيوس (100 م ) يقول فى رسالتة لاهل أفسسر : ( أن الهنا يسوع المسيح حبل به بالروح القدس فى بطن العذراء مريم ) . ويقول ( أن الله هو الذى أجرى عذراويه القديسه مريم والمولود منها ، والعالم كله يتحدث عن ذلك ) . وقد أخذ أغناطيوس هذة النظريه عن معلمه يوحنا الرسول . وكانت هذة العقيده معروفة , وقد هاجمها كيرتنوس عدو الرسول يوحنا ويقول جيروم أن كيرتنوس علم المسيح ابن يوسف ومريم . وقد التقى

الرسول يوحنا بكيرتنوس فى حمام عام ، فصرخ يوحنا : ( لنخرج كلنا من هنا قبل أن ينهدم الحمام على كيرتنوس عو الحق ) .

وقد كتب أرستيدس ( 125م ) عن الميلاد العذراوى ، قال : " انه ابن الله المتعالى ، جاء من الروح القدس من مريم العذراء . أنه حسب الجسد من الجنس العبرانى ، بزرع الله فى مريم العذراء "

  ويقدم جستن مارتر ( 150 م ) برهانا قويا على فكرة الميلاد العذراوى ، فيقول : ( معلمنا يسوع المسيح ، ابن الله الأب الوحيد ، لم يولد ثمرة لأتصال جنسى . ولكن قوة الله نزلت على العذراء وظلتها ، وجعلتها تحبل مع بقائها عذراء ، لأنه بقوة اله حبل به من العذراء ، حسب مشيئة الله . وهكذا ولد يسوع المسيح ، ابن الله من العذراء مريم ) .

وكان ترتليان المحامى أول مسيحى عظيم يتكلم اللغه اللاتينيه وهو لايقول لنا أن عقيدة الميلاد من عزراء كانت معروفه فى عصره ( 200م ) بل يزيد بان يعطى أسم العقيدة ( تيسيرا ) . ونحن نعلم أن العقيده ، وفيها القول ( اكس فيرجين ماريا ( أى من مريم العذراء ) .

 

ثانيا : لو ان الله صار انسانا لكان خاليا من الخطا

 

ولتطالع أولأ شهادة المسيح لنفسه .  أنه يسأل : ( من منكم يبكتنى على خطيه ؟ ) يوحنا 8 : 46 ) . ولم يجاوبه أحد من أعدائه ولو أنه كان خاطئا لما إستطاع أن يوجه مثل هذا السؤال .

وقال أيضا : ( لأنى فى كل حين أفعل ما يرضيه ) ( يوحنا 8 : 29 ) فقد كانت علاقته بالله كامله . وإحساسه بالطهارة الكامله مذهل . وكان مؤمن بالله يعلم انه كلما زاد قربا من الله زاد شعوره بخطئه ، ولكن هذه لم تكن حالة المسيح ، فقد عاش حياة القرب الكامل من الله بدون شائبه

عن الأنجيل يخبرنا ان الشيطان قد جرب المسيح ( لوقا 4 ) لكنه لايقول انه أخطأ ! لم نسمعه يعترف أو يطلب غفران الله ، مع انه علم لاميذه الأعتراف وطلب المغفرة . ومن الواضح أنه لم يكن لديه اى شعور بالذنب

 

أصدقائه يشهدون لكماله :

  لم يقدم الكتاب المقدس أيا من أبطاله بدون عيب ، فكل من موسى وداود أخطأ وفى كل سفر من العهد الجديد نرى أخطاء الرسل .

  ولقد عاش الرسل فى قرب قريب من يسوع نحو ثلاث سنوات وكان يهودا يدركون التعليم  اليهودى من الطبيعه الأنسانيه الخاطئه ، ولكنهم شهدوا لكماله بطريقه غير مباشره ، فلم يحاولوا برهنة كماله ، لكنهم أوضحوها عندما ذكروا ما عرفه عن حياته . لم يذكروا خطيئه فيه مع أنهم خطايا فى أنفسهم .لقد جادلوا وتزمروا لكنهم لم يروا يسوع يفعل شيئا من هذا . ونتيجه لهذا يقول بطرس : ( بدم كريم ، كما من حمل بلا عيب ولا دنس ، دم المسيح )

(1بط 1 : 19 ) . ويقول : ( الذى لم يفعل حطيه ولا وجد فى غمه مكو )

(1بط 2 : 22 ) . ويقل يوحنا : ( وتعلمون أن ذلك أظهر لكى يرفع خطايانا وليس فيه خطيه ) ( 1يو 3 : 5 ) . ( راجع ايو 1 : 8 – 10 ) . إن يوحنا يقول ان البشر ان قالوا انه ليس لهم خطيه يضلون انفسهم وليس الحق فيهم لكن المسيح ليس فيه خطيه !

ويهوذا ، تلميذه الخائن رأى برأة المسيح فقال : ( انى سلمت دمأ بريئا ) ( متى 27 : 3 ،4 )

ويشهد بولس الرسول ان المسيح كان بلا خطيه ( 2 كو 5 : 21 ) .

 

 

أعدائه يشهدون لكماله :  

 واحد من اللصين المصلوبين معه شهد لكماله بالقول : ( اما هذا فلم يفعل شيئا ليس فى محله ) ( لوقا 23 : 41 ).

وببلاطس يشهد لكماله : ( انى لم أجد فيه عله للموت ) ( لو 23 : 22 ) . وقائد المائه يقول : ( كان هذا الأنسان بارا ) ( لوقا 23 : 47 ) . وقد حاول اعائه الشكوى ضده فلم يجدوا فيه عيبأ ( مرقس 14 :55 ،56 ) . ويلخص مرقس الشكاوى التى وجهت ضده ، فيقول اولا انهم اهمواه بالتجديف لأنه غفر خطايا الناس ، مع ان الله وحده هو الذى يغفر . وثانيا اتهموه انه كان يجال الخطاه والسكيرين والزوانى الأمر الذى كان رجال الدين اليهودى يتحاشونه . والحق انه اعلن انه طبيب الخطاه ( مرقس 2 : 17 ) . واتهموه ثالثا انه لم يصم كالفريسين ولو انه كان يتمسك بدينه . واخيرا كانوا متضايقين لأنه نقض لأنه نقض شريعة السبت اليهوديه ، يتحاشونه . والحق انه اعلن انه طبيب الخطاه ( مرقس 2 : 17 ) . واتهمواه ثالثا انه لم يصم كالفريسين ولو انه كان يتمسك بدينه . واخيرا كانوا متضايقين لأنه نقض شريعة السبت اليهوديه ،إذ شفى المرض فى يوم السبت ولكنهم لم ينكروا عليه انه حافظ على الوصايا . والحق انه ( رب السبت ) فاختار ان يكسر التقاليد اليهوديه الخاطئه فى تفسير شريعة الله عن يوم السبت دون ان يكسر الوصيه نفسها .

1-        التاريخ يشهد لكماله :

 

  يقول المؤرخ فيليب شاف : ( هنا قدس الأقداس لبشريه ) لم يعش كما عاش المسيح الذى لم يؤذ احدا ولم يستغل احدا ولم ينطق بكلمه باطله ، ولم يرتكب عملاص خاطئا . الأنطباع الأول الذى يسود علينا عن شخصية المسيح هو البراءه الكامله وسط عالم فاسد . وحده كان بلا عيب فى طفولته وشبابه ورجولته ، ولذلك فالحمل والحمامه رمزان مناسبان لطهارته . هو الكمال المطلق الذى يرفع شخصيته فوق مستوى البشر ويجعله معجزة العالم الأخلاقيه ، وهو التجسد الحى للقضائل والقداسة واسمى صلاح فى نظر الله والناس . هذا هو يسوع الناصرى النسان الكامل فى جسده ونفسه وروحه . ولكنه مختلف عن البشر جميعا" . وتفيض محبته على الناس خالى من كل عيب مكرس لأقدس الأهداف أنه النموذج الوحيد الكامل للصلاح والقداسه .

 

ويقول جفرسون : ان اعظم برهان على كمال المسيح هو انه جعل المحيطين به يعرفون بكماله . فلم يجدوا فيه عيبا" او نقصا . غير انه عملهم انهم خطاه ، وانهم يجب ان يطلبوا الغفران ولكنه لم يطلب الغفران لنفسه ولا نجد اثوا لأحساسه بالخطا .

   

  ويقول كنث لاتوريث : لا يوجد اى اثر لأحساس المسيح بارتكاب الخطا وشخص مثل المسيح يقدم لأتباعه أعلى المبادىء ويعلمهم ضرورة الأعتراف بالخطيه ، لابد أن يكون كاملا . لقد كتب مبادىء الموعظه على الجبل لحياته ، ولم تكن الموعظه إلا اعلانا مسموعا لما عمله ونفذه فى حياته .

 

2-        المتشككون يشهدون لكماله :

 

يقول روسو : عندما يصف أفلاطون الأنسان الخيالى الكامل ، الذى يتحمل عقاب الذنوب كلها يستحق أفضل جوائز الفضيلة فانه يصف بالضبط شخصية يسوع المسيح .

  ةيقول رالف والدو امرسون : يسوع اعظم كمالا من كل الناس الذين ظهروا فى العالم .

 ويقول المؤرخ وليم ليكى : انه ليس فقط النموذج الأسمى للفضيله لكنه أقوى باعث محرك على ممارستها .

وحتى ديفيد ستراوس : أشد من هاجم ما هو معجزى فى الاناجيل والذى أثرت كتاباته لتحطيم الأيمان بالمسيح أكثر مما أثرت كتابات اى كاتب أخر ، اعترف قرب نهاية حياتة ان فى المسيح الكمال الأخلاقى ، وقال : هذا المسيح تاريخى وليس اسطوريا وهو شخص وليس رمز .. انه يبقى أعلى نموذج للدين يمكن ان يصل اليه فكرنا ، ولا يمكن ات تصل انسان الى التقوى بدون حضوره فى القلب .

 

ثالثا : لو ان الله صار انسانا لاجرى المعجزات فوق الطبيعية                                                                                 

 

 إذهبا وإخيرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما .إن العمى يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون ( لوقا 7 : 22 ) .

والمعجزات التى أجراها المسيح تظهر سلطانه فى ميادين كثيرة مثل الطبيعه والامراض والشياطين والموت وكانت هذه المعجزات التى تحقيقا للنبوات عن المسيح فى القهد القديم .

وتحتوى الأناجيل الأربعه على عدد من المعجزات التى صنعها يسوع والتى تمثل سلطتنه على الجسد والطبيعة والموت .

    قال بول لتل : كان المسيح سلطان عظيم على الطبيعه لا يمكن ان يكون إل لله خالق قوى  الطبيعه .

     ويقول فيليب شاف بين قصص المعجزات السحريه المذكورة فى القصص إلسوقيه وبين معجزات الكتاب المقدس فيقول المعجزات السحريه المذكورة فى القصص إلسوقيه وبين معجزات الكتاب المقدس فيقول ان معجزات الكتاب جاءت طبيعيه ببساطه ويسر حتى ندعوها " أعمال الله "

        ويقول جرفس توماس : " أعمال الله " تعنى أنها ثمر طبيعى لوجوده وتعبير طبيعى عن نفسه فلابد أن شخص مثل المسيح يأتى الأعمال الخارقه .

 

شهادات قديمه لمعجزاته :

       يقول اثلبرت ستوفر ( نجد فى كتابات اليهود القديمه الكثير من الأشارات لمعجزات المسيح ، سواء فى كتبهم الدينيه او تواريخهم ، فيقول المعلم اليعازر بن هيرانوس " سكن فى اللد سنة 95م " ان معجزات يسوع فنون سحريه . وفى كتابات السنهدريم ( 95م – 110م ) نفى لمعجزات المسيح اعتبرها من اعمال السحر لتضليل اسرائيل . ونحو سنة 110م نقراء عن جدال بين يهود فلسطين ان كان يجوز اجراء الشفاء بأسم يسوع وهذا بالطبع يعنى انهم يعترفون ان يسوع كان يشفى )  .

ونجد فى كتابات الأمبراطور جوليان المرتد عن المسيحيه ( 361-363 ) واحد أعداء المسيحيه قوله : ( يسوع ، الذى مضى على زمنه 300 سنه ، لم يعمل شيئا فى حياته يستحق الشهرة إلا اذا اظن احد ان شفاء اعرج او اعمى او مجنون فى قرى بيت صيدا وبيت عينيا شىء عظيم ) . وهو بهذا يشهد ان يسوع عمل المعجزات فى بيت صيدا وبيت عينيا .

 

1-        معجزات لا لبس فيها :

أجرى يسوع معجزاته قدام الجمهور . وعندما أقام لعازر من الموت لم ينكر أعداؤه المعجزه ، ولم يحاولوا أن يكذبوها ، لكنهم أرادوا أن يقتلوا لعازر ، البرهان الصادق على حدوث المعجزة ( يوحنا 11 : 48 ) وكان هدفهم من قتل لعازر ان يمنعوا الناس من الايمان بالمسيح !

لقد عرف معاصروا المسيح قدراته على عمل المعجزات ، ولكن اعدائه عزوا هذه القوه إلى الارواح الشريره ، بينما عزها اصحابه الى قوة الله ( متى 12 : 24 ) وقد اجال المسيح على اتهام اعدائه هذا بقوله : ( كل مملكه منقسمه على ذاتها تجرب ، وكل مدينه او بيت منقسم على ذاته لا يثبت . فان كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته ؟ )

 متى 12 : 25 ، 26 ) .

صحيح ان الديانات المختلفه تعزو المعجزات لمؤسسيها ، لكن أكاذيبهم لا يجب ان تجعلنا تكذب المعجزات التى اجراها المسيح . فان بعض الناس يرفضون المعجزات بحجة انها ضد القوانين الطبيعيه ولكن القوانين الطبيعيه ليست سببا فى حدوث عن الاشياء ، بل مجرد او صاف لما يسمح الله بحدوثه ، ولذلك فاننا عندما نتحدث عن معجزات يسوع فاننا نرى تدخل الله ليوجه قوانين الطبيعه والمعجزات هى احدى وسائل الله للأتصال بنا ، وايماننا بها يتوقف على ايماننا به .

ولو اننا قبلنا الفكر العلمى ( اننا لايمكن ان نوقف القوانين الطبيعيه ) فان ايماننا بالمعجزات سيكون مستحيلا . ولكننا لو فعلنا هذا نكون قد قررنا النتيجه قبل ان نفحص الأدله على المعجزات ! ان العلم يقدر ان يقول ان المعجزات لا

تحدث فى النظام الطبيعى العادى ، ولكنه ان يقدر ان يمنع المعجزات ، لان القوانين الطبيعيه لا تحدث الاشياء وبالتالى فهى لا تمنعها .

والمعجزات اشياء فوق الطبيعيه وليست ضدها انها تعبير عن قانون اعلى يخضع له الناموس الادنى .

 

رابعا : لو ان الله صار انسانا لجاء مختلفا عن كل البشر

 

لقد كان تأثير يسوع على الناس عظيما حتى وقفوا معه او ضده ولكنهم لم يملكوا ان يكونوا لا مبالين معه .

ويقول البيضاوى : " وجبها فى الدنيا بالنبوة وفى الآخرة بالشفاعة "

ويقول الرازى : " الوجاهة فى الدنيا هى النبوة او استجابة دعائه ، او براءته من العيوب . وفى الاخره الشفاعة او علو درجته ومنزلته ، او كثرة ثوابه ."

 ويقول مارتن سكوت : ( فى كل زاوية كان يسوع انسانا حقيقيا واعظم من انسان ) . فأن يسوع هو الله الذى ظهر فى الجسد ظروف الزمن ، وهذه فكرة غير عادية . كانت حياته مقدسة ، وكلمته صادقه ، بلا مثيل فى الكمال والطهر والاتزان العاطفى والعقلى ، مما يكسبه النظرة الصافية .

يقول جون يونج فى كتابه " مسيح التاريخ " : كيف يمكن انه فى كل الاجيال لم يقم شخص كامل كيسوع ؟ ان ما عمله الله بالتوى والفضيلة على الارض فى وقت ما وفى حالة ما . يمكن ان تتكرر فى اوقات وحالات أخرى . ولو كان يسوع انسانا فقط لاقام الله فى الاجيال تاليه اشخاصا مثله يكونون نماذج للبشر فى القداسة والتعليم ولكن الله لم يفعل ! .

ويقول كارنيجى سمبسون : ( لا يمكن ان نضع يسوع فى نفس الطبقة مع البشر فعندما نقرأ اسمة فى قائمة العظماء من كونفوشيون الى جوته نشعر اننا اسانا الى اللياقة والذوق . فان يسوع لا يقف بين هؤلاء العظماء . تحدث عن الاسكندر الاكبر ! او نابليون العظيم – ان شئت .. ولكن يسوع الاكبر ! انه " الوحيد انه يسوع الفريد وكفى انه لا يخضع للتحليل . انه يبعث فينا الاحترام الكامل له ) ويقول عنه فيليب شاف : ( لم تتحرف غيرته الى انفعال ولا استمراره الى عناد ولا احسانه الى ضعف ولا رقته الى عاطفه . كان اندماجه فى العالم حرا من اللامبالاة والانعزالية ، وكرامته خاليه من الكبرياء والجراة وتعليقه بالناس بعيدا عن رفع التكليف الذى لا داعى له وانكاره لنفسه بدون كآبه واعتزاله بلا تزمت .. لقد جمع براءة الاطفال بقوه الرجال وحوى التعبد العميق لله مع الاهتمام الكامل بخير البشر جمع بين الحب الرقيق للخطاة والقسوه الشديدة على الخطية وحوى الوقار الآسر مع التواضع الجاذب. جمع بين الشجاعة التى لا تخاف والحكمة الحذرة وحوى الحزم الذى لا يستسلم مع اللطف الحلو )

فى حجيب بين روبرت براوننج ونشارلس لام عن انطباعاتهما لو ان احد الموتى دخل عليهما سئل لام عما يفعله لو ان المسيح دخل الحجرة قالى : " لو ان شكسبير دخل الحجرة لقمنا كلنا لنقابله ولكن لو ان هذا الشخص " يسوع دخل اليها لخررنا محاولين ان نقبل هدب ثوبه ) .

 ويقول شاف : ( لقد علم يسوع اطهر مبادىء الاخلاق التى تلقى بكل النظريات الاخلاقية الاخرى وحكمة احكم الحكماء فى الظلال .

 

وقال نابوليون بونابرت : ( اننى اعرف الناس ولكنى اقول ان يسوع المسيح ليس مجرد انسان فليس بينه وبين الا انسان آخر فى العالم مجال للمقرنة . لقد أسست أنا والاسكندر وقيصر وشرلمان امبراطوريات لكن علام ارسينا قواعدها ؟ على القوه ! ولكن يسوع المسيح اسس امبرطوريته على الحب . وفى هذه اللحظة هناك الملايين المستعدون ليموتوا لأجله )

واليك ما يقوله بعض معارضى المسيح :

يقول العبقرى جوته قرب نهايه حياته وهو يتطلع الى التاريخ : " لو ان كائنا الهيا ظهر فى التاريخ لكان هو المسيح " ويقول : " ان العقل البشرى مهما تقجم فى مختلف الميادين لن يسمو على علو القديم والحضارة المسيحية التى تشرق فى الاناجيل " ويقول : " اننى احترم الاناجيل باعتبارها انها صحيحة فمنها يشرق نور الجلال من شخص يسوع المسيح المساوى الذى لم يظهر له مثيل على الارض "

 وعندما سئل المؤرخ هـ .ج . ويلز عن الشخص الذى ترك اعمق اثر دائم على التاريخ قال انه بمقياس العظمة التاريخية يجىء يسوع اولا .

ويقول ارنست رينان : ( مهما جاءت مفاجآت المستقبل . فلن يعلى عن يسوع ويشير توماس كارلايل الى يسوع بالقول : ( الرمز السماوى اعلى مما يستطيع الفكر البشرى ان يبلغه . الشخصية الخالدة التى تتطلب الدرس الدائم ) ويقول البشرى ان يبلغه . الشخصية الخالدة التى تتطلب الدرس الدائم ) ويقول روسو : 0 هل يمكن ان يكون الشخص الذى تقدمه الاناجيل انسانا ؟ يا للحلاوة ! يا للخلق الطاهر ! ما أعظم الصلاح المؤثر فى تعاليمه ! يالحضور ذهنه فى اجاباته الرائعة المفحمة ! نعم لو كانت حياة سقراط وموته لفيلسوف فان حياة يسوع المسيح وموته لا له .

ونختم باقتباس قول جونستون روس : ( هل فكرت فى المكانة الخاصة التى احتلها يسوع من جهه جنسه ؟ ان النساء والرجال يجدون سعوبة على السوء وهم يحاولون الوصول الى امثاله .. الرجال يرون قوته وعدله وحكمته والنساء يرون احساساته وطهره وبعد نظره . لقد جمع فى شخصه كل كملات الجنسين )

 

خامسا : لو ان الله صار انسانا لكانت اعظم ما قيل

 

قال المسيح :" السماء والارض تزولان ولكن كلامى لا يزول " ( لو 21 :33 ) والناس الذين سمعوا كلامه " بهتوا من تعليمه لان كلامه كان بسلطان " ( لو 4 :32 ).

ومن الضباط اللاحرس نسمع : " لم يتكلم قط انسان هكذا مثل الانسان " ( يو 7 :46 ) .

وترجع عظمة تعاليم المسيح اللا انها عالجت بسلطان ووضوح اكثر مشاكل الناس ارهاقا خصوصا تلك التى تتصل بعلاقاتهم بالرب .

 ان تعاليمه اليوم علامات على الطريق لكل الاجناس والشعوب لانه نور العلم ولنقارن بين المسيح وافلاطون الذى كان سابقا للمسيح بنحو 400 سنه وكان متقدما على المسيح فى الفكر الفلسفى . لكن قارن بين كتاباته فى المحاورات " وبين الاناجيل . " المحاورات " بالاخطاء السخغ المنافى للعقل وبالعيوب الاخلاقية . ولكنها بالرغم من ذلك اسمى ما وصل اليه العقل البشرى فى الروحانية التى لاتساندها الاعلانات المساوية . وتقف عظمة شخصية المسيح خلف عظمة تعليمه ! لم يقتبس او يعلن تعاليم سواه ولكنه اعلن تعاليمه هو . لم يقل " هكذا قال الرب " بل قال " الحق الحق اقول لكم " و " اما انا فاقول " . ويقول جوزيف باركر : ( بعد قراءة افكار افلاطون وسقراط وارسطو نرى الفرق بينهما وبين تعاليم المسيح كالفرق بين تساؤلات والوحى المعلن ) .

ويقول برنارد رام " ( من جهه الاحصاءات تقف الاناجيل كاظم ما كتب يقرأها اكبر عدد من الناس ويقتبسها اكبر عدد من المؤلفين وتترجم الى اكثر اليصور افكارها معظم الفنانيين والموسيقيين والرسامين . انها تقرأ وتقتبس تترجم اكثر لانها اعظم الكلمات . وتكمن عظمتها فى وضوحها وقدسيتها ودقتها وسلطانها فى معالجة مشاكل البشر العظمى الكامنه فى قلوبهم . انها تجيب على تساؤلات : من هو الله ؟ هل يجبنى ؟ هل يهتم بى ؟ ماذا افعل لارضيه ؟ كيف ينظر لخطيتى ؟ كيف اجد الغفران ؟ الى اين اذهب بعد الموت ؟ كيف اعامل الاخرين ؟ ولا يمكن ان كلمات انسان اخر تشد انتباهنا اكثر من كلمات يسوع لان يسوع يجاوب الاسئلة التى نتوقع ان يقدم الله لنا اجاباتها بالطريقة التى تريح قلوبنا لقد صارت تعاليم المسيح قوانين وعقائد وامثالا وصارت سبب عزاء للملايين دون ان تنتهى . فأى معلم بشرى دون ان تستمر كلماته للابد ؟ وسيظل يسوع " الطريق والحق والحياة " . ولم يحدث ان ثورة اثرت فى اى مجتمع بقدر ما اثرت كلمات يسوع ولربما نسمع البعض يقولون ان كل ما قاله يسوع قد قيل من قبل ولنفرض ان هذا صحيح ( مع أنه ليس صحيحا ) ... فلا زالت تعاليم المسيح تجىء فى القمة ففى كل تعليم هناك التوافق مع الاشياء الهامة اما يسوع فقد قدم 

التعاليم الباقية النافعة الخالدة فقط . وقد عاش كل كلمة قالها بسلوكة وآزرها بأفعالة وكيف لهذا النجار الذى يتلق تعليما خاصا الجاهل بالعلوم الاغريقية الذى عاش وسط شعب ضيق الأفق متزمت .. كيف لة ان يجمع أعظم تعاليم العالم ويقدمها معا بدون خطا ولا عيب وبدون تعديل او تصحيح او نسخ . كيف يقف عملاقا معلما للاجيال ؟

يقول جرفت توماس : " مع ان يسوع لم يتلق تعليما لاهوتيا رسميا مع رجال الدين اليهود لكنه لم يظهر الاتردد او خجل فى اعلان ما رأى هو انه حق وبدون حساب للعواقب على نفسه فقد كان كل همه ان يوصل رسالته وقد شعر سامعوة بقوة رسالته

 

( لو 4 : 32 ) وقد كانت قوة شخصيته مع قوة كلمته جاذبتين لسامعيه حتى قالوا انه لم يتكلم قط انسان مثله ( يو 7 : 46 ) لقد ترك عمق حديثه مع بساطته وعموميته ونفاذه أعمق الاثر على سامعيه فيدركوا انهم امام لم يجىء مثله . يقول عنه بولس بعد عدة سنوات " متذكرين كلمات الرب يسوع " ( اع 20 : 35 ) .

 

    **********************************

سادسا : لو ان الله صار انسانا لكان تاثيره شاملا ودائما

 

لا تزل شخصية المسيح تترك تأثيرها على البشر بعد الفى سنه كل يوم يختبر بعض الناس اختبارات ثوريه مع يسوع .

ويقول كنث لا توريث :" الفهم المسيحى للتاريخ لا ينكر التقدم وكلما مضت القرون تجمعت الادله على تأثير المسيح فى التاريخ . ان يسوع هو اعظم من عاشوا على كوكبنا تأثيرا على الناس ويبدو ان هذا التاثير يزيد .

ويضيف فيليب صاف :" بدون مال او اسلحه هزم يسوع الناصرى ملايين اكثر من الاسكندر وقيصر ومحمد ونابليون . وبدون علوم افاض نورا على حياة البشر اكثر من كل الفلاسفة والعلماء مجتمعين وبدون مدرسة بلاغه تحدث بكلمات الحياة كما لم يتحدث احد قبله واثر فى سامعيه كما لم يؤثر شاعر او خطيب وبدون ان يكتب سطرا واحدا دفع اقلاما كثيرة لتكتب وقدم افكار عظات وخطط ومناقشات ومجلدات واعمال فنيه عبر العصور القديمة والحديثة " .

ويقول مارتن سكوت : " تأثير يسوع على الناس قوى كما كان قويا وقت ان كان على الارض "

لقد صرف على الارض ثلاث سنوات ركز فيها اعمق معانى التاريخ والدين ولم تمضى حياة بمثل هذه السرعة والهدوء والتواضع ولكنها اثارت الفكر الانسانى باهتمام دائم .

وعندما ترك يسوع الارض قال لا تباعه انهم سيعملون اعمالا اعظم من تلك الى عملها هو . وقد حققت القرون نبوته تلك ، ولازال يسوع يعمل اليوم فى عالمنا من خلال اتباعه ليفتدى الناس ويغير حياتهم للافضل متقدما بهم فى مختلف الميادين .

ولنا كل الحق ان نشير الى تاثير يسوع العظيم . لا كمساله فى الماضى بل كأمر يلمس الحياه بكل جوانبها اليوم .

ويقول وليم ليكى :" حض الأفلاطونيوس الناس على الأقتداء بالله ، وحضهم الرواقيون على اتباع العقل وحضهم المسيحيون على حب المسيح ، أما الرواقيون المتأخرون فقد جمعوا الصفات الممتازة فى حكيم نموذجى ، وحض أبكتيتوس تلاميذه أن يتمثلوا أمامهم شخصا عظيما يتخيلونه قريبا منهم . على أن حكيم الرواقيين النموذجى كان شخصا يحاولون محاكاته . بدون الحب الذى يدفع . أما المسيحية وحدها فهى التى قدمت للعالم الشخصية النموذجية ، التى – بالرغم من تغيرات ثمانية عشر قرنا – الهمت قلوب الناس بالحب الصادق ، وعملت فى كل العصور والامم والامزجة والحالات لقد قدمت لأسمى نماذج الفضيلة وأعظم الدوافع على ممارستها .

صرفت هذه الشخصية ثلاث سنوات قصيرة عامرة بالحياه أثرت فى ترقيق البشر وتهذيبهم مما فعلت كل بحوث الفلاسفة ومواعظ رجال الأخلاق ، وكانت هذه الشخصية نبع أفضل وأنقى ما فى الحياة المسيحية .

وفى وسط الخطايا والقطات والشعوذات والاضطهادات والتعصبات التى شوهت الكنيسة ، حفظت فى شخص مؤسسها ومثاله مبادىء التجديد المستمرة "

" ان الألاف والملايين اليوم ، وفى كل العصور يشهدون لقوة المسيحية ومجدها فى معالجها للخطية والشر . وهذه الحقائق تقف قوية لتقنع كل من يريد أن يتعلم

.. لقد كتب انجيل خامس اليوم هو اعمال يسوع المسيح فى قلوب الناس والأمم "

وقال نابليون : " يسوع وحده نجح فى رفع فكر الناس الى غير المنظور . فوق حدود الزمن والمسافات . انه يطلب ما يصعب عمله وما لاتقدر الفسلفة على عمله ، وما يفشل الصديق على الحصول عايه من صديقه والأب من اولاده والعريس من عروسه والرجل من أخيه ! أنه يطلب القلب البشرى كله بدون قيد ولاشرط ليكون قوة فى مملكة المسيح . وكل من يؤمنون به باخلاص يختبرون حبا فوق الطبيعى له ، وهى ظاهرة فوق خيال البشر . ولم يقدر الزمن ان يستنزف قوه المحبه أو يضع حدالها "

لكن : هل تناسب المسيحية كل العصور وكل الشعوب ؟ هل تناسب المتعلم والجاهل ؟

" وقد جاءت تسعة عشر قرنا طويله ومضت ، وهو مركز الجنس البشرى وقائد تقدمه ، . ان كل الجيوش التى سارت ، وكل الأساطيل التى بنيت ، وكل البربمانات التى إنعقدت ، وكل الملوك التى حكمت مجتمعين معا ، لم يؤثروا فى حياة الناس بالقوة التى أثرت بها فيهم هذه الحياة الواحدة الفريدة .

أما المقالة الثنية فعنوانه : " المسيح الذى لا يضاهى " وهى تقول

" منذ تسعة عشر قرنا مضت ولد انسان على خلاف قوانين الحياه ، عاش فى فقر ونشىء فى ابهام . لم يسافر بعيدا ، ولم يعبر حدود البلاد التى ولد فيها الا كطفل طريد .

لم يملك ثروة ولا نفوذا ، وكان اهله مغمورين . لم يتلقى تعليما رسميا ولاتدريبا ، غير انه فى طفولته ادهش ملكا ، وفى صبوته ادهش العلماء
، وفى رجولته سيطر على زمام الطبيعه وسار على الأمواج كأنها طريق معبد ، وسكت البحر فهذا . شفى الجماهير بدون دواء ، ولم يتقاض مقابلا لخدماته . ولم يكتب كتابا ولكن كل مكتبات الدولة لا تقدر ان تسع الكتب التى كتبت عنه ، وام تكتب كتابا ولكن كل مكتبات الدولة لا تقدر ان تسع الكتب التى كتبت عنه ، ولم يؤلف اغنيه ولكنه قدم فكرة اغانى اكثر مما فعل كل كتاب الاغانى مجتمعين ! ولم يؤسس كلية لكن كل المدارس مجتمعة معا ليس بها عدد تلاميذة !

" لم يسير جيشا ، ولم يجنديأ ، ولم يطلق بندقية ، ولكن قائداً ما لم يقدر ان يجد مثل عدد المتطوعيين الذين جاءوا تحت امرته ، فقد جعل الثوار يغمدون اسلحتهم فى تسليم ، دون طلقه واحده !

 

" لم يمارس الطب النفسى ولكنه شفى مكورى قلوب اكثر من كل الأطباء القريبين والبعيدين . وتتوقف عجلة التجارة من كل اسبوع لتتمكن الجماهير من ان تجد طريقها لمحال عيادته ، لتقدم له الخشوع والتوقير .

" لقد ظهرت اسماء رجال الدول المشهورين فى اليونان وروما ومضت ، وظهرت اسماء علماء وفلاسفة ولاهوتيين ومضت ، ولكن اسم هذا الرجل يبقى اكثر . ومع انه مضت تسعة عشر قرنا منذ صلبه ، إلا انه لا يزال يحيا . لم يستطيع هيرودس ان يحطمه ، ولم يقدر القبر أن يمسك !

 

وانه يقف على اعلى للمجد السماوى ، يعلنه الله ، وتعترف به الملائكة ويمجدوة القديسون ، وتخافة الأبالسة ، لأن يسوع المسيح الحى ، الرب والمخلص

سابعا : لو ان الله صار انسانا لاشبع جوع الناس الروحى

" طوبى للجياع الى البر لانهم يشبعون " ( متى 5 : 6 )

" من يشرب من الماء اعطيه أنا فلن يعطش الآبد " ( يوحنا 4 : 14 )

" سلاما اترك لكم سلامى اعطيكم . ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا .لا

تضطرب قلوبكم ولا ترهب " ( يوحنا 14 : 27 ) .

" أنا هو خبز الحياة . من يقبل الى فلا يجوع ومن يؤمن بى فلا يعطش ابدا " ( يوحنا 6 :35 )

" تعالوا الى يا جميع المتعبين والثقيليى الآحمال وآنا أريكم " ( متى 11 : 28 )

" أتيت لتكون لهم حياة ، وليكون لهم أفضل " ( يوحنا 10 : 10 )

يقول علماء النفس ان الانسان يحتاج الى الآتصال بشىء اكثر من نفسه ، والديانات الكبرى شاهدة على احتياج الانسان . واهرامات مصر والمكسيك ومعايد الهند نماذج لتفتيش الآنسان الروحى . وقد مارك توين عن فراغ الانسان ، قال : " من المهد والى اللحد لايعمل الانسان شيئا الا بهدف واحد ، وهو ان يحصل على سلام العقل وعلى الراحة الروحية " . وقال المؤرخ فيشر : " هناك صرخة فى النفس ، لا تجد استجابة فى العالم " . وقال توما الآكوينى :" النفس عطشانة للسعادة ، لا تهدا ، وهو عطش لا يرويه الا الله وحدة ! " ويقول رام الآختبار المسيحى وحدة يعطى الانسان تذوق التحرر ... وكل ما هو دون الله يترك روح الانسان عطشى جائعة متعبة فاشلة وناقصة " .ويصف شاف المسيح بالقول : " ارتفع فوق أحقاد الطائفية وفوق تحزبات العصر والامه ، وخاطب قلب الانسان العارى ولمس الضمير الحى " .

قال أحدهم يصف اختباره الروحى فى المسيح :" أستطاع الانسان أن يغير عالمة بطريقة مذهلة ، لكنه لم يقدر أن يغير نفسة . ولما كانت هذه المشكلة فى أساسها روحية ، ولما كان الانسان بطبعه يتجه للشر ( كما يوضح التاريخ ) فان الطريقهة الوحيدة لتغير الانسان تجىء عن طريق الله . وعندما يسلم الانسان نفسه ليسرع المسيح ، ويخضع نفسه لارشاد الروح القدس ، فأنه يتغير . وعلى هذا التغير المعجزى يتوقف رجاء عالمنا المرتعب من انفجارات الرة التى تهدد كل سكانه "

وكتب ماتسون ، رئيس العلاقات العلمية لمعامل " أبوت " الطبية يقول : " مهما كانت حياتى صعبة كعالم ورجال أعمال وكواطن وزوج وأب ، فأنى أرجع آلى المركز لآلتقى بيسوع المسيح الذى يحفظنى ويخلصنى بقوتى "

وقال طالب فى جامعة بتسبرج :" مهما كانت الافراح فى اختبار اتى الماضية مجتمعه معا ، فأنها لن تساوى الفرح الخاص والسلام الذين منحها لى الرب يسوع المسيح . منذ الوقت الذى دخل حياتى ليسودها ويوجهها " .

ويقول الدكتور مكستر أستاذ علم الحيوان فى كلية هويتون :" أن العالم الذى يتبع النظريات العلمية يفعل ذلك لانه يؤمن بالبرهين التى وجدها ولقد صرت مسحيا لانى وجدت فى نفس حاجه لا يمكن أن يسدها غير المسيح . أحتجت للغفران فأعطاه لى . وأحتجت للصحبه فصار هو صديقى ، واحتجت للتشجيع فمنحه لى لقد صنع الله فراغا حاصا فى دو اخلنا ، على صورته هو ، ولن يملآ هذا الفراغ غير الله نفسه . ربما تحاول ملئه بالمال أو العائلة او الغنى أو القوة أو الشهرة أو أى شىء أخر ، ولكنه لن يمتلىء . لن يملآه غير الله ! هو وحده الذى يعطى الحياة الفضلى .

قال رجل أعمال : " طلبت من المسيح أن حياتى ويسك فى ولآول مرة أحياها الى غير رجعة " .

لقد وجد كثيرون السعادة التى نشدوها فى يسوع المسيح .

     **********************************

ثامنا : لو ان الله صار انسانا لكان له سلطان على الموت

لم يكن يسوع مجبرا أن يموت ، فأنجيل متى ( 26 : 53 ، 54 ) يوضح أنه كان يملك القوة ليفعل ما يريد . وفى يوحنا ( 10 : 18 ) نجد السر : " ليس احد يأخذها منى بل أضعها أنا من ذاتى . لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن أخذها أيضا

" ومن هذا نرى أن يسوع مات عن خطايا الناس طوعا .

ويقول جرفت توماس : " لم يكن موت المسيح انتحار ، لكنه كان طواعية . كان علينا نحن أن نقاسى . لكن ليس عليه هو . وكانت كلمه منه كافيه لتخلص حياته . ولم يكن موته صدفة ، فأنه كان قد سبق أن تنبا به وجهز نفسه له بطرق مختلفة . ولم يكن موته موت مجرك ، لآنه لم يتفق اثنان من الشهود فى أى اتهام موجه ضده . وأعلن بيلاطس الوالى أنه لم يجد فيه عله ، كما ان يملك هيرودس لم يجد ما يقوله ضده . فلم يكن موت المسيح اعداما "

       ولم يحدث أن انسانا فى التاريخ وجد القوة ليسلم روحه بارادته كما فعل المسيح ( لوقا 23 : 46 ) فان لوقا ويوحنا يصفان موت المسيح بما يفيد ان موته كان معجزيا فقد اسلم بين يدى الله بعد ان اجره الخطية . لقد حدثت معجزة عند الجلجثة يوم الجمعة ، كما حدثت معجزة فى البستان صباح احد القيامة ! ثم كان دفن يسوع بعد موته . وتقول قصة الأنجيل : " ولما كان المساء جاء رجل غنى من الراما اسمه يوسف ، وكان هو أيا تلميذا ليسوع ، فهذا تقدم الى ببلاطس وطلب جسد يسوع . فأمر بيلاطس حين إذ أن يعطى الجسد ( متى 27 : 57 ، 58 ) – " وجاء أيضا نيقوديموس الذى أولا الى يسوع ليلا ، وهو حامل مزيج مر ومود نحو مئة منا " ( يوحنا 19 : 39 ) – " فأشترى كتابا

فأنزله وكفنه بالكتان ووضعه فى قبر كان منحوتا فى صخرة ، ودحرج حجرا على باب القبر ، وانت مريم المجدلية ومريم ام يوسى تتظران اين وضع " ( مرقس 15 : 46 ، 47 ) – " فرجعن و أعددن حنوطا وأطيابا وفى السبت استرحن حسب الوصية " ( لوقا 23 : 56 ) – فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر " ( متى 27 : 66 )

ثم كانت قيامة المسيح !

ولا توجد حادثة صحيحة باسانيد تاريخية قدر حادثة القيامة ! إنها من أهم حوادث التاريخ . لقد سبق للمسيح أن تتبا بموته وقيامته ، وفى 0 يوحنا 2 : 19 ) قال " أنقض هذا الهيكل وفى ثلاثة ايام اقيمه " . ولم يحدث لأحد من البشر أن هزم الموت بنفسة كما فعل المسيح . ولقد قال : " أنا هو القيامة والحياة .. إنى أنا حى فأنتم ستحيون " ( يوحنا 11 : 25 ،14 ، 19 )

وقيامة المسيح برهان على قيامتنا نحن ، ان شفاءه للمرضى لا يعنى انه سيشفى كل أمراضنا ، وإقاقمته لعازر من الموت لا تعنى خلودنا ، ولكن قيامته هو تجعلنا نتوقع القيامة والجلود ( روميه 8 : 11 ) .

وبعد قيامة المسيح إستطاع التلاميذ أن يقيموا الموتى ( أعمال  9 : 40 ، 41 ) .. وهكذا أعطى المسيح الحياة لأخرين بعد موته وهذا يعنى أنه حى ( عب 13 : 8  )" إن يسوع هذا الذى إرتفع عنكم الى السماء سياتى هكذا كما رأيتموه مطلقا الى السماء " ( أعمال 1 : 11 )

 

         لقد هزم المسيح الموت .

 

    

الطوفان كحـقيقة عملية وكتابية

 

فىالأصحاح السادس من سفر التكوين يسجل الكتاب المقدس أكبر كارثة حلت بالبشرية منذ ظهورها . فجميع الناس وجميع الحيونات ، عدا تلك التى دخلت الفلك . قد هلكت بواسطة طوفان عظيم غطى الأرض كعقاب إلهى :" ذلك أن كل بشر قد افسد طريقه على الأرض " ( تلك 6 : 12 ) . ولقد سجل الكتاب المقدس عن الطوفان مايشير بوضوح الى أنه فيضان كبير عم كرة الارضية كلها ، وقد ادعى بعض الكتاب ، مستتدين الى بعض الصعوبات الجيولوجية ، أن الفيضان كان مسالة محلية شملت فقط العالم المعروف وقتئذ ،بل أن معظم نقاد الكتاب المقدس أهملوا القصة ككل واعتبروا مجرد خرافة محضة .

لكن القارىء المحايد يفهم مما ورد فى الكاب المقدس أن كاتب السفر يعنى طوفانا شمل العالم برمته  . وعلى سبيل المثال ، فالأقوال الآتية من بين كثير غيرها ، لايفهم منها إلا معنى واحدا :" فها أنا آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حيوه من تحت السماء . كل مافى الأرض يموت " ( تك 6 : 17 ) ، وايضا " وأمحو عن وجه الأرض كل قائم عملته " ( تك 7 : 4 ) ، وتعاظمت المياه كثيرا جدا على الارض ، فتغطت جميع الجبال الشامخة التى تحت كل السماء . خمس عشرة ذراعا فى الارتفاع تعاظمت المياه فتغطت الجبال " ( تك 17 : 9 ) ، وأيضا محا الله كل قائم على وجه الأرض : الناس والبهائم والدبابات وطيور السماء فانمحت من الأرض . وتبقى نوح والذى معه فى الفلك فقط " ( تك 7 : 23 ) ، وأيضا : " اقيم ميثاقى معكم فلا ينقرض كل ذى جسد أيضا بمياه الطوفان ولا يكون أيضا طوفان ليخرب الرض " ( تك 9 : 11 ) .

  واذا أمكننا التغاضى عن آية أو أيتين من هذه الآيات على أنها لا تعنى المعنى الحرفى او أنها من نوع من التهويل اللغوى ، إلا أنه عندما يتكرر القول مؤكدا أنه طوفان وخراب ساد العالم ، فليس هناك داع للقول بأن الكاتب إنما كان يقصد

معنى آخرا ، بل من المؤكد أنه يريد أن يوصل للقارىء ، دون لبس ، حدوث كارثة طوفانية شملت العالم كله كنوع من العقاب .

 ومن المحتمل جدا أنه ، نظرا لول عمر الإنسان ، وهى ظاهرة كانت سائدة فى ذلك الوقت ، وقد سجلها الكتاب المقدس ، أن يصل تعداد سكان الأرض بقدر يسمح بتعمير أجزا كثيرة مما يستلزم طوفانا يشمل كل الرض حتى تفنى الحياة من على سطحها .

بالإضافة إلى ماذكر عن كل الجبال القريبة ( والتى تشمل جبل أرارات والذى رسى عليه الفلك ، والتى يرتفع أحدها إلى علو ثلاثة أميال فوق سطح البحر ) أنها غمرت بالماء ، فأنه من المستحيل ألا يصل ارتفاع المياه إلى نفس القدر فى المناطق الخرى خاصة و أن الكتاب المقدس يذكر لنا أن حالة الطوفان استمرت 150 يوما : " وتعاظمت على الأرض مئة وخمسين يوما " ( تك 7 : 24 ) .

والأهم من ذلك انه لو كان الطوفان شيئا محليا لا متلأت القصة بالمتناقضات المنافية للعقل . فلم يكن هناك داع بالمرة لعملية التموين التى وردت بالتفصيل فى الكتاب المقدس ، للحفاظ على الحياة فى الفلك ، وكان يكفى أن يحذر الله نوح ويامره او يطلب منه الرحيل إلى مكان لن يصل اليه الطوفان ، ولكانت هذه العملية قد تمت فى وقت أقصر وبجهد أقل بكثير من الوقت والجهد اللذين بذلا فى بناء الفلك ، وينطبق نفس الشىء على الحيوانات التى يقول الكتاب المقدس ان الله جعلها تدخل الفلك ، خاصة الطيور التى كان بأمكانها الطيران إلى أماكن أخرى بسهولة .

   واخيرا ، فان وعد الله بأنه لن يكون هناك طوفان مدمر آخر بعد هذا الطوفان على الارض ، وذلك فى قوله له المجد : " واقيم ميثاقى معكم فلا ينقرض كل ذى جسد أيضا بمياه الطوفان . ولا يكون أيضا طوفان ليخرب الأرض " ( تك 9 : 11 ) يكون هذا الوعد اذليا حيث أنه وقت نوح حديث فيضانات تضارع على الأقل الفيضان " المحلى " الذى تصور البعض حدوثه أيام نوح .

 

 ويفهم من النصوص الواردة فى الكتاب المقدس أن سبب وشكل الطوفان كانا نتيجة مد بحرى وكذلك نتيجة أمطار عريرة .

ولقد نتجت عن هذه الكارثة الكبيرة نغيرت جغرافية بل وجيولوجية فى طبقات الأرض مما يجعل من المستحيل علينا الان نتبين أو نميز جيولوجيا ألى اى درجة من الثقة كانت الأحوال السائدة فى عصر ما قبل الطوفان . إذن ، إذا كانت مثل هذه الكارثة المائية قد حدثت فعلا كما ذكرها الكتاب المقدس ،

فهذا يعنى ان سجل الحفريات قد فقد كل قيمة له فيما يختص بنظرية التطور . وكما رأينا ، فان تاريخ العالم المستوحى من الحفريات هو الدليل الوحيد ، الذى قد يكون ذا قيمة لسلامة نظرية التطور .

وعلى الرغم من الأدلة الدامغة والقائمة عل أسس علمية للانساب ، بالرغم من أن علم الجيولوجيا يثبت أن فيضانا عالميا قد حدث ، زال علماء التطور يصرون بعناد على أن القصة خرافية . ونورد فيما يلى بعض الأدلة التى تثبت صحة واقعة الطوفان :

 

اولا : قانون الاتساق الجيولوجى يؤيد حدوث الطوفان

 

الاعتقاد الذى ساد بين  الجيولوجيين لحوالى مائة عام ، والمسمى بقانون الاتساق والانتظام ، يفترض أن كل الظواهر الطبيعية فى عالم الكائنات الحية وغير الحية ، يمكن شرحها وتطورها بدلالة القوانين والعمليات الطبيعية . وعند تطبيق هذ القانون فى الجيولوجيا نجد أن كل الجبال والانهار والرسوبيات الضخمة ، وباختصار كل مظاهر أو انكماش ونشاط إشعاعى وتأثير القوى الطبيعية والتى تعالى جمعيا على مدى أزمنه نهائية . ولا تعتمد هذه النظرية على الادلة المنطقية قدر اعتمادها على التبرير ، حيث أنه شى غير منطقى علميا اللجوء إلى أحداث غير طبيعية مثل الخلق والطوفان لشرح ظاهر تخضع الان للقوانين الطبيعية الثابتة .

   وقد أعلن تشارلس ليل عن فكرة الاتساق قبل عدة سنوات ، وقبل ظهور نظرية داروين والتى تأثرت كثيرا بقانون الاتساق ، ووقتها ظاهرة الطوفان

تطل برأسها بين الحين والحين لنفسير غوامض الآثار القديمة ، فبزيادة الإهتمام بكل من العلم والدين فى عصر النهضة الأوربية ( من القرن 11 حتى القرن 15 )

أصبحت نظرية الطوفان هى النظرية المقبوله لدى الجيولوجيين . وقد تبنى هذا الإعتقاد عدد غير قليل من كبار الباحثين ، كما سنوضح ذلك ، ليس عن فلسفة أو حتى عن إيمان بل اعتماد على آلاف الحقائق والادلة التى لاحظوها فى هذا المجال ، ولا يزال ما كتبوه فى هذا الصدد لا يقبل الفحض .

 

  وقد تشكلت طريقة تقسيم الزمن إلى العصور جيولوجية ، والتى تمثل العمود الفقرى لفكرة الإتساق ومن بعيدة ولك بناء على النظام الملاحظ للحفريات المكتشفة فى غرب أوربا ولاية نيويورك . وتبعا لطريقة التقسيم الزمنى هذه فهناك أربعة عصور هى :

 أولا : العصر الأولى أو عصر ما قبل ظهور الحياة على الارض وتمله الصخور التى لا تحتوى على حفريات ، كما تمثله أيضا الصخور التى تحتوى على قدر ضئيل منها ، ومن وثم تعتبر هذه الصخور أقدم الصخور على الإطلاق ن  وينقسم ها العصر إلى عهدين .

 ثانيا : عصر الباليزويك تلك الصخور الحاوية على حفريات لحياء أولية منخفضة الرتبة وخاصة اللافقريات والأسماك والحشرات والبرمائيات ، وينقسم إلى عدة عهود .

ثالثا : عصر الميزوزويك تلك الصخور التى تحتوى على الزواحف ، وهو ينقسم الى ثلاثة عهود .

رابعا : عصر السينوزويك وينقسم الى عهدين رئيسيين ، الاول : عصر الثديات ، والثانى : هو العصر الذى ظهر فيه الانسان ، وذلك بناء على وجود هياكل إنسانية فى رواسب تنسب الى هذا العصر .

وقد يفهم من الكتب التى تعالج هذا الموضوع أن هذا الترتيب لا ينطبق فقط على العصور الجيولوجية ، بل أيضا على النظم والتكوينات الجيولوجية بشكل ما وقد نادى بهذه الفكرة العالم الألمانى فريز والذى قرر ان الرسوبيات تإخذ دائما نفس النظام الراسى تبعا لتكويناتها المعدينة . وقد سميت هذه النظرية بـ " غلاف البصلة ، وقد اعتقنها لمدة طويله عدد كبير من االجيولوجيين الماديين وأدت هذه النظرية إلى نظرية أخرى تسمى " غلاف البصلة البيولوجى " ومضمونها أن تركيب الحفريات واحد لا يتغير . إلا أن هاتين النظريتين الان فى طى النسيان ، ويحدد عمر أى تكوين صخرى بنوع الحفريات الموجودة به ويلاحظ فى هذا المجال أن مسألة العصور الجيولوجية تعتمد بدرجة كبيرة على فكرة التطوير ، حيث تتسلسل هذه الصخور من الصخور  تحتوى على صور بدائية من حفريات قديمة إلى صخور أكثر تقدما ( أكثر تعقيدا ، باعتبارها اكثر حداثه . إن هذا التسلسل العابر دليلا على صحة فكرة التطور . ولا يجب أن نعطى هذه الطريقة لتصنيف الصخور إهتماما أكثر مما تستحق حيث أن الخواص الطبيعية للصخور وترتيبها من ناحية الطبقات ، تحظى بقدر ضئيل من الأهمية عند تقدير عمر هذه الصخور . وتعتمد هذه الطريقة تماما على المحتوى الحفرى . هذا بالاضافة إلى أن القرار الأخير فى هذه المسائل للمتخصصين فى معامل التحاليل ، وربما لم تتح لهم الفرصة لمشاهدة العينه الرسوبية فى موقعها .

 

   وبالرغم من المحاذير السابقة كلها التى وضعت أمام هذه الطريقة لتصنيف الصخور ، إلا أنها طبقت بشكل مرضى على الاقل فى شمال أمريكا وفى أوربا ولكن يبقى هناك قدرا كبيرا من الشك فى مدى نجاح هذه الطريقة فيما يختص بأجزاء العالم الأخرى . ويبدو أن الترتيب الزمنى لترسب الطبقات الجيولوجية يتناغم تماما مع التصنيف الزمنى الجيولوجى لها .

 وجدير بالذكر أن طريقة التصنيف هذه مليئة بالإستثناءات التى يصعب تفسيرها ، كما أنها زاخرة بالعديد من المتناقضات .

  مما تقدم يمكننا الآن بعض هذه المتناقضات والتى يصعب حلها أن لم يسلم العلماء بحدوث الطوفان :

أولا : سمك الطبقات الرسوبية :

 من المفروض أن يكون سمك الطبقات الحاملة للحفريات 100 ميل ، هذا فى الوقت الذى وجد فيه أن اعمق طبقة من هذا النوع لا تتعدى أكثر من 2-3 ميل فقط .

ثانيا : ظاهرة عدم التطابق :

 هناك تكوينات جيولوجية تنتمى إلى عصور متباعدة جدا ، وجدت مستقرة مباشرة على صخور اولية غاية فى القدم .

  فمثلا فى أمريكا وجدت صخور تنتمى إلى العهد الثانى من العصر الرابع ( أى حديثة جدا ) مستقرة فوق صخور أولية دون وجود صخور تنتمى إلى عصور متوسطة بينهما . وفى هذه الحالة يعتبر . الجيولوجيون أن العصور الناقصة هى عصور تأكل ( تعرية ) وليست عصور ترسيب هذه الحالة بظاهرة " عدم التطابق " .

ثالثا ظاهرة الترسيب المقلوب

مما يثير الدهشة أن هناك العديد من الأمثله المعروفة الآن لدى الجيولوجيين لطبقات مترسبة فى نظام عكس المتوقع ، فهناك مساحات شاسعة حاوية على حفائر " قديمة " تركز بشكل تماما على صخور حاوية على حفائر " حديثة " فى الوقت الذى لا يوجد فيه أى على أن هذه الطبقات قد ترسب بطريقة غير عادية . ويستحيل تفسير هذا الحدث لنه يعنى أن الحفائر الأحدث هى أكبر عمرا من الحفائر الأقدم ، مما يتعارض تماما مع نظرية التطور ، وتسمى هذه الظاهرة بــ " الترسيب المقلوب "

وفى محاولة لتفسير هذا الترتيب غير المتوقع ، وضع تفسير يدعى أن كتلا ضخمة من الصخور قد تكويناتها الأصلية ورفعت بطريقة ما واستقرت على سطح مساحات مجاورة ، ثم بفعل عوامل التعرية ، أزيلت الطبقات السطحية تاركة الصخور الأقدم مستقرة على الصخور الحدث . فإذا ما فرضنا جدلا أن مثل هذا الشىء قد حدث ، فلابد وأن يكون قد حدث بفعل قوة أكبر بكير من تلك القوى المعروفة لدى الإنسان . ولا يوجد أساس علمى لتفسير حدوث ظاهرة الترسيب المقلوب خاصة وأن هناك أمثله لهذه الظاهرة فى جميع بقاع العالم بعضها يمتد 500 ميل مربع وبعضها مساحته حوالى 85000 ميل !!!

على النقيض من كل ماسبق ، لوسلم العلماء بظاهرة الطوفان ، لمكنهم تفسير كل الظاهر الجيولوجية المتخالفة على النحو التالى :-             

 

 أولا : عالم ما قبل الطوفان مثله مثل عالمنا الحالى ، كانت تسكنه مختلف أنواع المخلوقات كما هو الحال الان ، فإنها جميعا لم تسكن فى بيئة واحدة بل عاش كل نوع منها فى البيئة التى تلائمه . ومن ثم فلا نتوقع كارثة أعظم من الكارثة التى ذكرت فى الكتاب المقدس . ذلك أن تكدس جميع أنواع المخلوقات التى كانت موجودة فى ذلك الوقتمع بعضها البعض جرى ان يقضى على التجمعات التى كانت تعيش فى بيئة واحدة . ثم يأتى دور التيارات المائية التى حملت هذه التجمعات معا ودفنتها . ومن ثم فمن الممكن ان تترسب طبقتان أو ثلاثة فى نفس الوقت . لكن كلا منها يحوى كائنات مختلفة تماما ( هذه الكائنات سوف تسمى فيما بعد حفريات ) تبعا لمصادرها المختلفة

     وعلى عكس ذلك تماما تدعى جيولوجيا التطور أنه لم يسكن العالم

وقت معين إلا مجموعة واحد من الحياء ، بذلك يمكن تحديد الوقت الذى ترسبت فيه طبقة ما من نوع الحياء الحفرية بها ، ولا يستطعون أن يعطوا تفسيرا علميا لرأيهم الذى لا يعتمد على شىء سوى نظرية التطور التى وضعت هذا الفرض المغلوط والذى لا ينطبق إطلاقا على عالمنا الحديث ، والذى هو " المفتاح الى الماضى "

 

 ثانيا : يعلمنا الكتاب المقدس أن الطوفان كانظاهرة أرضية وجوية ، أى مد بحرى وامطار غزيرة ؟، فقد هطلت كميات هائلة من المياه لمدة أربعين يوما وأربعين ليلة ، وفى نفس الوقت فقد " إنفجرت كل ينابيع الغمر العظيم " ( تك 7 : 11 ) مما ترتبت عليهاضطرابات عظيمة فى جوف الأرض ، مسببة مد بحرى هال إندفعت يسببه كميات ضخمة من المياه الجوفية ، وبذلك تكون هذه التيارات الهائلةوالقوى المتولدة عنها قد أدت ما رسمته لها السماء من غاية هى تقية عالم ما قبل الطوفان .

فإذا نظرنا إلى الترتيب المنطقى لدفن هذه المخلوقات ، وجد أن المخلوقات تسكن أعماق المحيطات تدفن اولا ، ثم تلك التى تنتمى إلى المياه الأقل عمقا ، ثم البرمائيات والكائنات التى تعيش قرب السواحل ، ثم أخيرا الزواحف .

 

  ومن الطبيعى أن الثدييات والانسان ، والذى كان هدف الطوفان ، أخذا فى التقهقر أمام المياه الآخذة فى الارتفاع ، ولكن فى نهاية دفنا معا فى الطبقة التى ترتسبت أخيرا . ويفسر ذلك وجود طبقات حاملة لبقايا حيوانات بحرية فى طبقات علوية نسبيا . وتفسر جميع تلك الظروف ، إلى حد ما ، الإختلافات الموجودة فى الصخور الرسوبية المكونة لسطح الارض .

 

  ثالثا : هناك عامل آخر يسبب ترسيب الطبقات على الشكل الموجود عليه ، وهو قدرة الماء المتحرك على فرز وتصنيف الجسام الععضوية وغير العضوية إلى مجموعات متشابهة الشكل والحجم ، وكذلك سرعة ترسيب الحفريات تتوقف على كثافتها ( ومنها النوعى ) ، وتزيد هذه السرعة كلما زادت الكثافة ، ثم تترسب الأحياء البحرية الكثيفة اولا تليها البرمائيات ثم الثدييات ، وهكذا .

يتضح مما سبق أن نظرية الطوفان تعطى إطارا مقبولا يمكن من خلالهتغير العديد من الظواهر التى عجز عن تفسيرها علماء الجيولوجيا .

وواضح أن هذا الكتاب الذى بين أيدينا ، هدفه الأساسى النواحى الروحية وتثبيت إيمان المتشككين من المثقفين الذين ربما تشككوا بسبب بعض النظريات الخاظئة علميا لايمكن مناقشة جميع اطوار علم الجولوجيا وانسجامها مع نظرية الطوفان ، أو شرح جميع الظاهرة والتكوينات التى تبدو لأول وهلة متعارضة مع هذه النظرية . ولكن مؤلف هذا الكتاب على يقين من أنه ، ومع الوقت ومع مزيد الأبحاث ، فإننا سوف نرى أن العلماء سيتقبلون الطوفان كحقيقة قائمة على أسس علمية أكثر من تقلبهم لنظرية الاتساق .

 

   الطوفان كحقيقة يقدم إطار مقبولا يمكن من خلاله شرح الظاهرة المتعددة التى سيتعامل علم الجيولوجيا . ولعل النقد الوحيد لحدوث الطوفان يرتكز على عنصر الوقت ، إذ يدعى بعض الجيولوجيين أن الكميات الهائله من الصخور الرسوبية فى القشرة الأرضية وما تحويه من حفريات ، صعب تصور تكوينها بسبب طوفان واحد ، وأن تكوينها لابد قد استغرق أحقاب طويلة من الزمن ، اذا تأملنا نظريتى مع التفسير العلمى للعديد من الظواهر الجيولوجية ىبقدر يفوق كثيرا نظرية الاتساق الجيولوجى . وفى السنوات الأخيرة فقط ، أيقن العديد من الجيولوجيين بمدى عجز نظرية الاتساق الجيولوجى عن تفسير الكثير من التكوينات الجيولوجية غير العادية ، ولايمكن تفسيرها إلا على اساس حدث غير مألوف كالطوفان .

   

رابعا : من اقوى الأدلة على حدوث الطوفان تلك المقابرالعديدة لحفريات الموزعة على كل انحاء العالم . ودون استثناء فمظهر تلك الحفريات يدل عل أنها دفنت حية بكاملها فى تلك المقابر وبطريقة سريعة ( اى أنها لم تتحلل ) . فمن المعروف أن اى سمكة تموت موتا طبيعيا ، فإن الأسماك الأخرى تأكلها كاملة أو بعض أجزائها ، وعلى أى حال فإن السمكة الميتة لا تترسب إلى قاع البحر بل تطفو على سطحه حيث تتعرض إما للأكل أو النحلل كذلك أى حيوان من الحيوانات التى تعيش على سطح الارض ، فإن بقاياه تتحلل بسرعة  . ويؤكد ذلك استحالة العثور على عظام حيوانات حديثة على صورة حفرية .

 

 والسؤال الذى يطرح نفسه ، كيف تفسر نظرية الاتساق الجيولوجى وجود  هذه الحفريات ؟ خاصة وأن الحفائر السمكية تظهر بوضوح أن هذه الاسماك قد دفنت حية وبصورة فجائية . نفس الكلام ينطبق على حفائر الزواحف بجبال روكى والتلال السوداء على الساحل الغربى لأمريكا الجنوية وفى أماكن عديدة أخرى فى كل أنحاء العالم ن منها مقابر الأقيال بسيبيريا وفرس النهر بجزيرة صقلية والخيل بفرنسا وأجزاء أخرى بأوربا ، وتاهيك عن أصداف الحيوانات البحرية التى تكون معظم الطبقات الرسوبية فى أنحاء العالم المختلفة والتى تشير إلى كارثة حلت بكل العالم حيث :" العالم الكائن حينئذ فاض عليه الماء فهلك ( تك 7 : 21 – 23 ) ولا يمكن بغير ظاهرة الطوفان تفسير أختفاء الديناصورات والثدييات الكبيرة التى كانت موجودة فى الماضى ، ومن المؤكد أنها لن تتفرض بواسطة حيوانات اقل منها قوة .

 

 كذلك فأن بقايا سيبيريا والتى تقدر بالملايين لاتزال مدفونه فى تلك البرارى حيث يصف المكتشفين اراضى بعض الجزر الشمالية بأنها تتكون تقريبا من عظام هذه الحيوانات

ثانيا : عمر الأرض :

 

 يقدر الكتاب المقدس عمر الأرض ببضعة آلاف من السنين فى حين أن الجيولوجين يقدرون عمر الأرض ببضعة ملايين من السنين . وقد استخدم الجيولوجيون عدة وسائل لتقدير عمر الأرض نذكر منها :

 

1-        معدل انخفاض درجة حرارة الارض

2-        مقارنه الترسيب عند دلتا بالترسيب على سطح الأرض

3-        معدل تآكل سطح الأرض .

4-        كمية الأملاح فى مياه المحيطات

5-        النشاط الإشعاعى

ولكن العلماء أنفسهم يشككون فى دقة هذه الطرق الان . ومن ثم فمن الواضح انه لا يمكن ان يتفق العلماء على عمر محدد للأرض ، بل إن هناك طريقة حد\يثة جدا ، أكثر دقة ، وهى تستخدم كمية غاز الهليوم الذى فى الجو كأساس لتقدير عمر الأرض . وبهذه الطريقة قدر عمر الارض أقل كثيرا جدا من تلك الملايين التى قدر بها عمر الأرض بالطرق السابقة . مما نستنتج منه أن كلمات الكتاب المقدس هى الصادقة والنظريات العلمية تتغير وتتبدل كل يوم ، بل ويناقض بعضها البعض .

 

 من كل ما تقدم نلاحظ أن اساس العلمى لمبدا الأتساق ينكر حقيقتين تاريخيتين هما الخليقة والطوفان ، ومن الواضح أنه من خلال تأملاتنا المتواضعة يمكن بسهولة أن نحكم أن مبدا الإتساق غير صحيح وأن كتابنا المقدس فوق كل النظريات العلمية ، وهو الصخرة العاتية التى تحطمت عليها كل محاولات المشككين . ولهذا فقد فشلت كل محاولات النقاد والمهاجمين ، وبقى الكتاب بعهديه راسخا جبارا .  

 

الكتاب المقدس والاكتشافات الحديثة

 

 ربما كانت أكثر لبنبوءات التى تحققت فى الكتاب المقدس من خلال الإكتشافات الحديثة ، هى تلك الخاصة بتاريخ الشعب اليهودى وتاريخ الأمم التى كانت على صلة بهذا الشعب . اعتاد كبار الهجوم على الكتاب المقدس مدعين أن الأحداث التى وردت فى الكتاب المقدس كتبت بعد زمن طويل من حدوثها ، ذلك نظرا لدقة النبوءة ومطابقتها للأحداث تماما بل وأيضا دقة تحقيق النبوءة ، أو كان قد سبق تأليفها بواسطة بعض الكتاب فى أوقات لاحقة ، ونتيجة لمعظم اكتشافات الآثار التى  تمت خلال المائة عام الماضية عن الكتاب المقدس يعتبر ، حتى من قبل أوائك الذين لا يؤمنون بانه كتب بأرشاد الروح القدس ، أكثر المراجع ثقة حتى من وجهة نظر علماء التاريخ .

    ومن المعروف أن قدم الحضارات هى حضارات سامراء ومصر وبابل  وأشور والبلدان الأخرى الواقعة قرب الشواطىء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط . وقد تم إجراء قدر كبير من البحوث على تاريخ هذه المنطقة عن طريق علماء الآثار وعلماء المعاصرين ولما كانت نتائج دراساتهم تقع فى مئات المجلدات ، فسوف نكتفى هنا بسرد خلاصة لبعض هذه البحوث :

أولا : كانت أهم الإكتشافات البابلية والمصرية ذات علاقة وثيقة بفترة ما قبل الطوفان . فقد تم فى هذين القطرين ، بل وفى بعض الأقطار الأخرى ، إكتشاف آثار تشرح قصة الخليقة والسقوط والخروج من الجنة وأنبياء ما قبل الطوفان ، بل وعن الطوفان ذاته . وتحمل العديد من هذه الآثار شبها كبيرا لتلك المذكورة فى الكتاب المقدس ، ولما كانت معظم هذه القصص ترجع ، حسب تقدير علماء التاريخ ، إلى أزمنه تسبق كتابة سفر التكوين ، فقد ادعى بعضهم ان موسى استمد مادة سفر التكوين من هذه القصص ولكن المقارنه بين النص المهيب سفر التكوين والنصوص المشوهة لتلك القصص يعتبر دليلا كافيا على أن وصف تلك الأحداث كما ورد الكتاب المقدس لا يمكن إدخاله فى المقارنه مع هذه القصص . وتلك حقيقة لا يمكن تفسيرها إلا إذا آمنا بأن سفرالتكوين موحى به من الله ، وأن هذه القصص قد انتقلت من السلف إلى الخلف من أيام آدم ،مما يؤكد أن لها أساسا حقيقيا .

وقد كان من الصعب العثور على أدلة لها علاقة باباء إسرائيل قبل زمن يشوع حيث لم يكن لإسرائيل أمه بعد ، ومن ثم فالعثور على آثار لشخصيات مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب ويوسف وموسى يعتبر شيئا صعب التحقق إلا أن هناك من الأدلة الكتاب المقدس التى تلقى الضوء على القصص هؤلاء الاباء وتؤكد أن وصف البلدان والأشخاص والحالات المعيشة السائدة فى تلك الأوقات كما وردت فى الكتاب المقدس هى من الدقة بحيث إما أن تكون قد سجلها أو كتبها شهود عيان أو بإرشاد الروح القدس .

 

  فعلى سبيل المثال يذكر الكتاب المقدس أن طفولة إبراهيم كانت فى أور الكلدانيين ولفترة ما لم يعثر على هذذا المكان ، إلى أن تم اكتشافها فى العصر الحديث .

 

وقد ادعى النقاد فى وقت ما أن الخمسة أسفار الأولى فى الكتاب المقدس لا يمكن أن يكون كاتبها موسى النبى مدعين أن فن الكتاب أن فن الكتابة لم يكن معروفة فى أيامه ، ولكن الاكتشافات الحديثة التى عثر عليها فى أور الكلدانيين وفى غيرها من الأماكن قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنى فن الكتابة كان معروفا حتى قبل أيام إبراهيم بمئات السنين . كذلك فقد اوضحت الإكتشافات الحديثة فى العديد من هذه الأماكن أن الحضارة الأقدم كانت هى الأرقى ، وقد انتابها التحلل بمضى الأيام كذلك أيضا أوضحت هذه الإكتشافات أن أولى العقائد كانت تؤمن بالتوحيد وأنها ، بمضى الوقت ، نحو لن إلى تعدد الآلهة وليس العكس .

ثانيا : كذلك فان خراب سدوم وعمورة بسقوط أمطار من النار والكبريت عليها يبدو وانه بركانية . ومما يعزز هذا الفرض أن فحص المنطقة التى كانت تحتلها هاتان المدينتان على شواطىء البحر الميت ، يوضح وجود كميات هائلة من الكبريت والنار والصخور البركانية التى تدل على حوث حريق هائل فى الماضى

كذلك قصة زوجة لوط تصبح أكثر وضوحا فى ظل هذا الحقائق ، فمن المعروف أنها تلكات ونظرت خلتها ، فذهبت ضحية الكارثة نتيجة لسقوط كتله من الحمم ، المكونه من مختلف الأملاح ، عليها والتى دفننها ، وبمضى الوقت حولتها

إلى عمود من الملح ، ليس بالضرورة ملح طعام ، ومن المعروف أن هذا ملحدث تماما لعدد كبير من الناس خلال خراب المدينة الرومانية " بومبى " نتيجة لثورة بركانية .

 

ثالثا : كلك أيضا الإكتشافات على شاطىء البحر الميت ، حيث كانت سدوم وعمورة ، تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن هذه المنطقة كانت مأهولة بالسكان أيام إبراهيم ، ولكنها أصبحت مهجورة بعد ذلك لما يقرب من ألفى عام .

وقصة دخول اليهود فى مصر وخروجهم والتى اعتبرها البعض قصة خرافية ، فى وقت ما ، أصبح لها الان سند تاريخى وذلك على أسس علمية تعتمد بالدرجة الأولى على الاثار المكتشفة .

رابعا : يعلمنا الكتاب المقدس ان الحيثيين كانوا من أقوى الشعوب التى كان على العبرانيين مواحهتهم فى ارض المعياد ، وقد كرر الكتاب المقدس ذلك أكثر من مرة ، ولكن حتى نهاية القرن التاسع عشر لم يكن هناك أى دليل مادى على وجودهم . فلعدة أعوام استخدم العديد من الناقدين " خرافه الحيثيين كما يسمونها لنقض الكتاب المقدس وإثيات انه لم يوحى به من الروح القدس .

 ولكن الآثار التى اكتشفت حديثا فى تلك المنطقة ، تثبت أن هؤلاء القوم كانوا يؤلفون واحدة من أشد الأمم قوة واعظمها تأثيرا فى وقت من الأوقات ، وبذلك تضنيف دليلا جديدا على صحة ما ورد بالكتاب المقدس مما سقطت به حجة المتشككين فيه .

نفس القصة يمكن أن تقال عن " آدوم والآدوميين " الذين ذكروا فى الكتاب المقدس ، ولكنهم راحوا فى طيات النسيان عبر التاريخ ، جاء القرن التاسع عشر حين عثر على آثار مصرية واشورية لهم . بل وفى السنوات القليلة الماضية ، تم اكتشاف عاصمتهم " بترا" فى حالة ممتازة ، وكان ذلك بمثابة هزيمة جديدة للنقاد الذين نظروا إلى قصة الآدوميين على أنها خرافة .

خامسا : هناك أيضا العديد من الاكتشافات التى تلقى الضوء على قضاة وملوك إسرائيل ، وكلها تزيد وبقوة ، ما ورد فى الكتاب المقدس .

 فقد تم اكشاف الإسطبلات العظيمة التى للملك سليمان فى أورشليم وكذلك فرنه الضخم لصهر النحاس الذى استخدم فى بناء الهيكل . وايضا فشل الملك سنحريب فى الإستيلاء على أورشليم ، أيام الملك حزقيا ، رغم جيشة الذى لا يقهر ، وكان ذلك نحو سنه 709 قبل الميلاد ، فقد وجدت تلك القصة مذكورة على أحد الأعمدة الأشورية المكتشفة فى عاصمتها القديمة نينوى ( 2مل 19 : 35 )

 سادسا : أما بخصوص ادعاء بعض النقاد بأن اسفار الكتاب المقدس لم تكتب فى اوقاتها ، بل بعد ذلك بأزمنه مختلفة ، فسوف نكتفى بالرد على هذا الاعتراض فيما يختص بسفر دانيال ، أكثر اسفار الكتاب المقدس تعرضنا للهجوم ، فقد أثبتت العديد من الحفائر بطرق غير مباشرة ، إن هذا السفر كتب فى بابل " نبو خذنصر " ، فالفحفائر فى بابل كشف عن مبنى عليه نقوش تشير إلى أنه كان يستعمل لتعليم الأسرى من الأمراء والنبلاء . كذلك تم اكتشاف حجرة كبيرة كانت تستخدم لتقديم الرافضين لآوامر المك كطعام للحيوانات المفترسة . حتى اسماء أولئك الذين تم إعدامهم بهذه الطريقة قد اكتشفت ، ولم يكن إسم دانيال بينهم فى القائمة التى تم العثور عليها ، ويؤكد ذلك أن قصة دانيال قصة حقيقية .

 

سابعا : أن التطابق التام بين النسخ المتداوبة من أسفار العهد القديم ولفائف البحر الميت التى عثر عليها أخيرا ، مما يدل على مدى العبر العبرانيين فى نقل وتدوين ما كان بين أيديهم من نصوص لتلك الاسفار .

  سنكتفى بهذا القدر عن العهد القديم ، وسوف نناقش فيما الاكتشافات التى تم العثور عليها حديثا والتى علاقة بحقيقة العهد الجديد التاريخية ، ومدى جدارته بالثقة .