الكتب المقررة على الكلية الإكليريكية

 

لاهوت طقسى

الصف الثانى

 

 علم اللاهوت الطقسى

 

مقدمة

لم يكن الهدف من أعياد العهد القديم إيجاد مجالات عطلة من العمل أو فسحة من الوقت للراحة . و لكن العيد كان تذكار عهود الله مع شعبه و تجديد عهود الشعب مع الله و فى العهد الجديد أضفى الرب يسوع على الأعياد جلالا و معنى و بهاء .

لقد حضر الرب جميع الأعياد عندما كان على الأرض بالجسد ، و ساهم فيها و احتفل مع الناس فى الهيكل بأعياد الفصح و المظال و التجديد ... الخ

و لكنه كان حريصاً على أن يتجاوز الرمز إلى المزمور ، و أن ينقل الذهن من الظلال إلى الحقيقة ... و لنعط بعض الأمثلة من بشارة معلمنا يوحنا :

فى الإصحاح الثانى يقول " و كان فصح اليهود قريباً فصعد يسوع إلى أورشليم ، و طرد باعة الحمام ، و عندما سئل آيه أية ترينا حتى تفعل هذا قال لهم انقضوا هذا الهيكل و فى ثلاثة أيام اقيمة ... أن جسده هو الفصح الحقيقى و الهيكل الحقيقى و الخلاص الحقيقى .

 و فى الإصحاح الخامس " و بعد هذا كان عيد لليهود فصعد يسوع إلى أورشليم ، و فى أورشليم عند باب الضأن بركة يقال لها بالعبرانية بيت حسدا لها خمسة أروقة ... لم يكن الضأن و لا الملاك قادراً على خلاص الإنسان المقعد ، و لكن يسوع حمل الله الذى يحمل خطيئة العالم هو القادر أن يبرئ الإنسان من خطيئته و يطلقه حاملاً سريره ظافراً .

و كان سبت و لكن يسوع كان يشفى يوم السبت ، لأنه أعاد للبشرية المفهوم الحقيقى للسبت ... " أن السبت للإنسان و ليس الإنسان للسبت " .

و فى الإصحاح السادس يقول " و كان الفصح عيد لليهود قريباً ، و يشرح لنا البشير كيف اشبع الرب الجموع من خمسة خبزات و سمكتين ، ثم تحدث عن نفسه كفصح حقيقى و من سماوى " ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء ... أنا هو خبز الحياة ... من يأكل جسدى و يشرب دمى يثبت فى و أنا فيه ... "

و فى الإصحاح السابع " و كان عيد اليهود عيد المظال قريباً و لم انتصف العيد صعد يسوع إلى الهيكل و كان يعلم ، ... أن عطش أحد فليقبل إلى و يشرب من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه انهار ماء حى ، ...

و فى الإصحاح الثانى عشر " قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا و سكبت مريم طيباً ناردين كثير الثمن ... قال يسوع اتركوها أنها عملت هذا لأجل تكفينى "

و هكذا طيلة البشارة نجد معلمنا حريصاً على إبراز المعنى الروحى الحقيقى للعيد .

لقد كان العيد قبل المسيح إشارة و تمهيداً لقدومه ... و صار العيد بعد تجسده و دخوله الزمن تجديدا و تذكارا حياتنا لشخصه المبارك .

ليعطينا الرب بركة هذه الأعياد لنفهم المعانى الروحية و كيفية ممارسة الطقس لمعرفة هدف العيد الحقيقى .

ببركة صلوات و شفاعات أم النور الطاهرة مريم العذراء و صلوات قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث و شريكة فى الخدمة الرسولية اسقفنا المكرم الأنبا مرقس أسقف المدينة المحبة للمسيح شبرا الخيمة و توابعها الذى اعتنى بهذا المعهد آمين .

 

                                                                                                القس : اشعياء عبد السيد

الباب الأول

 

الأعياد هى حفلات عمومية تقام بطرق مختلفة فى أيام معينة من كل سنة و تسمى تلك الأيام الأعياد .

و من يطالع الكتاب المقدس يجد أن الله فرض أعيادا على شعبه فى العهد القديم ليحفظوا بها بإقامة الشعائر الدينية و الانعكاف على الأعمال الصالحة المرضية و الاعتكاف عن كل عمل دنيوى و أول تلك الأعياد التى أمر الله بحفظها و تقديسها و الاحتفال بها هو العيد الأسبوعي " .

1-  السبت : أما اليوم السابع ففيه سبت للرب ألهك لا تضع عملاً ما أنت و ابنك و ابنتك و عبدك و أمتك و بهيمتك و نزيلك الذى دخل أبوابك " خر 20 : 10 "

2-  عيد الفصح : ( خر 7 – 12 ) من 7 – 10 خاصة بالقربان ، 11 – 12 ضربة الأبكار و خروف الفصح فى إصحاح 12 : 12 – 15 .

لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا ( 1كو 5 : 7 ) مصر حيث صلب ربنا أيضا

( رؤ8:11) .

 

شريعة خروف الفصح :

1-     يحضر كل بيت خروف ( شاه ) ذكر حولياً ابن سنة يوم 10نيسان .

2-     يبقى تحت الحفظ إلى يوم 14 ثم يذبح فى العشية .

3-     يأخذ بنو إسرائيل من دمه و يجعلونه على القائمتين و العتبة فى البيوت التى يأكلونه فيها .

طريقة أكله :

أمرهم الله أن يأكلوا لحمه مشويا بالنار مع فطير على أعشاب مرة ، و حذرهم الرب أن يأكلوا منه شيئاً نيئاً أو مطبوخاً و لا يبقون منه شيئاً للصباح . و أن تبقى منه شئ يحرقونه بالنار يأكلونه و احقاؤهم مشدودة أو أحذيتهم فى أرجلهم ، و عصيهم فى أيديهم بعجلة ... خر 12 : 12 – 15 .

 

ملاحظات :

1-     دم الخروف يرش على القائمتين و العتبة العليا . المسيح دمه يطهرنا من كل خطية .

2-  كان الخروف بعد ذبحه يشوى على سفودين متقاطعين أي سيخين متعامدين على هيئة طيب مع انه كان يمكن شيه بمرور اكثر من سيخ طولى فى الخروف .

3-     يؤكل صحيحاً و لا تكسر عظامه . يحفظ جميع عظامه واحد منها لا ينكسر " مز20:34"

4-  يشوى على النار و حذرهم الرب من أن يأكلوه نيئاً أو مطبوخاً " أى الشى هى الطريقة الوحيدة المسموح بها و السيد المسيح له المجد احتمل الاما مريرة فى نفسه و جسده صار قلبه كالشمع قد ذاب وسط امعائى "مز14:22" . و الشمع لا يذيبه ألا النار .

5-  كان آكل الخروف يجب أن يتم على أعشاب مرة ... و الأعشاب المرة تشير إلى مرارة الخطية و الضيقة التى حملها ابن الله عن البشر جميعاً ... أنها خطايا العالم كله .

6-  كان لا يبقى منه شئ حتى الصباح بل يؤكل كله فى عشية هكذا انزل المسيح عن الصليب فى مساء يوم صلبه و موته .

7-  المشتركون فى الخروف : لا يأكله إلا المختونون و لا يأكله الغرباء و إلا فإنه موتاً يموت ... و هذا إشارة لقدسية ذبيحة المسيح الكفارية و نصيب كل من يستهين بها الموت الأبدي " من خالف ناموس موسى فعلى فم شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة . فكم عقاباً اشر تظنون انه يحسب مستحقاً من داس ابن الله و حسب دم العهد الذى قدس به دنساً و اذدرى بروح النعمة (عب1 : 28 ، 29 ) .

لذا :-

فى سر الافخارستيا نتناول جسد الرب و دمه الاقدسين حقيقة لا رمزا و لا مجازا ، و ان هذه الذبيحة غير الدموية هى امتداد لذبيحة الطيب ... لذا من يتناول بدون استحقاق بحسب تعبير القديس بولس الرسول " يكون مجرماً فى جسد الرب و دمه " و يحذر بولس الرسول من يتجرأ على التناول بدون استحقاق بأنه " يأكل و يشرب دينونه لنفسه غير مميز جسد الرب " و يختم ذلك بقوله " من أجل ذلك فيكم كثيرون ضعفاء و مرقى و كثيرون يرقدون " ( 1 كو 27 – 30 ) .

نفس التحذير نجده فى خروف الفصح .

8-  أيام الفطير : فى شريعة خروف الفصح أمر الله بنى إسرائيل أن يأكلوا فطيراً دون الخبز المختمر مدة سبعة أيام لأن الخمير دائماً يشير إلى الخطية و الشر ... و السبعة أيام ترمز إلى كمال الشيء . و هذا يعنى الحياة كلها .

... و الإنسان المسيحى الذى تقدس بدم الحمل الجديد دم ربنا يسوع المسيح يجب أن يمتنع عن الخطية و إتيانها كل أيام حياته المزمور لها بسبعة أيام .

9- أخيرا رتب طقس خروف الفصح إشارة دائمة إلى خروج بنى إسرائيل من مصر التى تمثل العبودية . و ليذكروا خلاص الله العجيب ... و ترتيب التناول المقدس فى العهد الجديد ذبيحة غير دموية دائماً لتذكار خلاصنا من عبودية إبليس . و لنذكر حسن صنيع الله معنا .

 

تأملات فى ظروف الفصح

أهمية دور الإنسان فى عملية الخلاص :

فى الضربات التسع الأولى لم يطلب الله من الشعب الإسرائيلي أن يفعلوا شيئاً . كان موسى و هارون هما اللذان يقومان بالضربات و الاتصال بفرعون مصر ...

... فى الضربة العاشرة كان للشعب دور ... اختيار الخروف و حفظه أربعة أيام – ثم ذبحه و رش دمه و أكله مشوياً و هنا يظهر دور الأيمان و أهمية دور الإنسان فى عملية الخلاص كما يقول القديس اغسطينوس " الله الذى خلقك بدونك لن يخلصك بدونك " و هنا تبرز أهمية دور كل إنسان فى خلاص نفسه " أن كان أحد يجاهد لا يكلل أن لم يجاهد قانونياً " 2 تيمو 2 : 5 " " لم تقاموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية " عب 12 : 4 " .

الضربة العاشرة كانت رمزا لدينونة الأخيرة عندما يظهر الخروف المذبوح ( رؤ 13 :  8 ) أتيا بمجد عظيم ... كانت الضربة فى منتصف الليل و كثيرا ما أشار السيد المسيح إلى هذا الوقت كموعد لمجيئه.  مثل العشر عذارى فى نصف الليل صار صراخ هوذا العريس قد أقبل مت 25 :6

كان خروف الفصح ذكراً و ذلك لأنه فدية بديلاً عن الأبكار الذكور آكله على أعشاب مرة من مؤهلات اتحادنا بالفصح الحقيقى بالتوبة و الندم و الاعتراف ... و الأعشاب المرة تشير إلى شركة آلامنا مع الحمل الإلهي .

" لاعرفه و قوة قيامته و شركة آلامه متشبها بموته " فى 3 : 10 "

لابد أن يأكل كل فرد من الجماعة منه " أن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان و تشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم " يو 6 : 53 " .

لا يأكله غير مختتن و أيضاً جسد الرب لا يأكله غير المعمد .

 

 

العيد الشهرى:-

و يعرف أيضاً برؤوس الشهور أو الاهله ، و كان ينبه على أول كل شهر بالتبويق بأبواق الفضة " عد 10 : 11 ، 12 " .

و فى العصور المتأخرة زادت أهمية رؤوس الشهور فكانوا يتوقفون فيها عن التجارة (هو11:2)

 

عيد باكورة الحصاد:-

كان اليوم التالى من أيام الفطير هو عيد باكورة الحصاد و فيه يأتون بحزمة أول حصاد من الشعير لترديدها أمام الرب فى غد السبت بمعرفة الكاهن و السبت هو أول أيام الفطير أى كان من أيام الأسبوع ( لأن السبت معناه راحة ) فعند غروب الشمس فى اليوم الأول من الفطير يخرج الحصادون إلى أحد الحقول و يتساءلون هل غربت الشمس فيجيب البعض منهم نعم . فيحضرون كمية من الشعير و يؤتى بها إلى الهيكل و يطحنونه عدة مرات و يؤخذ منها و يمزج بالزيت و اللبان و توضع على المذبح مع المحرقات .

عيد الأسابيع و الخماسين

 

بعد الاحتفال بعيد باكورة الحصاد يستمرون فى حصاد الأرض فيحصدون سبعة أسابيع كاملة و فى نهايتها يكون عيد الحصاد و يسمى عيد الأسابيع أو عيد الخماسين و فيه تقدم باكورة القمح رغيفين من أنقى أنواع الدقيق مع ذبائح سرور و شكر لله ، و ذبائح هذا العيد سبعة حملان و عجل و كبشين و خروفين ذبيحة سلامة و ماعز ذبيحة خطية ، ثم بعد ذلك ذبائح اختيارية من الشعب و كان هذا العيد محفل عام مقدس للرب لا يعمل فيه عمل ما يلتزم كل ذكر من إسرائيل فوق الثانية عشرة من عمره أن يحضره فى أورشليم . و لابد لنا أن نعرف انه فى السنى التى طب فيها السيد المسيح له المجد ، احتفل اليهود بيوم الفصح فى يوم الجمعة و كان أول أيام الفطير يوم السبت و لذلك كتب يوحنا عن ذلك السبت انه كان يوم ( سبتا ) عظيماً ( يو 19 : 31 ) لأنه كان علاوة على انه سبت كان أول أيام الفطير و كان غير ذلك السبت و هو ثانى أيام الفطير هو يوم باكورة الحصاد و هو بعينه يوم قيامة الرب و بعد خمسين يوما من قيامته كان عيد الخمسين لليهود و فيه اجتمعت جماهير غفيرة من اليهود لتحتفل بالعيد فحل الروح القدس على التلاميذ و تكلموا بألسنة و لذلك اصبح يوم الخمسين من الأعياد المسيحية .

 

عيد الأبواق

فى اليوم الأول من الشهر السابع المسمى أيثنيم يعتبر بداية السنة المدينة و كان فى هذا اليوم يوم استعداد لعيد الكفارة الذى يقع فى اليوم العاشر من هذا الشهر و كانوا يبوقون بالأبواق المصنوعة من قرون الكباش تذكارا للكبش الذى ذبحه إبراهيم بدلا من اسحق و كان صوت الأبواق هو عادة الإسرائيليين ليستعدوا للحضور أمام الرب لمعرفة خطاياهم و فى هذا العيد كانوا يعتكفون عن كافة الأعمال الدنيوية و يتفرغون للعبادة و تقديم الذبائح ( لا23 ) .

 

عيد الكفارة

 

يقع فى اليوم العاشر من الشهر السابع المسمى ايثانيم ... يعتبر أهم الطقوس التى ذكرت فى سفر اللاويين و تشير هذه الطقوس بصراحة و وضوح إلى أسرار العهد الجديد كانت مراسيم يوم الكفارة رمزا لدخول المسيح رئيس الكهنة الأعظم إلى السماء مرة واحدة بعد أن اكمل خلاص البشرية بدم نفسه ( عب 9 : 1 – 12 ، 24 – 28 ) .

و سنتكلم عن هذا العيد من ثلاث زوايا

الشعب ، و رئيس الكهنة ، ثم الذبائح التى كانت تقدم فى ذلك اليوم .

 

من جهة الشعب :

 

كان يحتفل بالفصح فى الشهر الأول و الكفارة فى الشهر السابع كان على اليهود – عدا المرضى و الشيوخ و الأولاد – أن يصوموا ذلك اليوم من المساء  إلى المساء أى من الغروب إلى الغروب . كان عليهم أن يمتنعوا عن الطعام و الشراب و الاغتسال ، و دهن الرأس و لبس الأحذية و العلاقات الزوجية . و كل نفس لا تنقطع فيه للعبادة و التذلل و الصوم تقطع من الشعب و كل نفس تعمل عملا تباد تلك النفس ( لا 23 : 29 ، 30 ) و كل من آكل أو شرب سهوا يقدم ذبيحة خطية ، أما من فعل ذلك عمداً فيقطع .. يوم الكفارة يرمز ليوم الجمعة العظيمة عندنا .. و هكذا نجد أن الكنيسة فرضت على أبنائها الصوم و التقشف يوم جمعة الصلبوت ، إذ هو يوم الكفارة الحقيقى . يوم الكفارة هو اليوم الوحيد فى السنة الذى يدخل فيه رئيس الكهنة إلى قدس الاقداس للتكفير عن خطاياه و عن خطايا الشعب ... و قدس الاقداس كان لا يدخله إلا رئيس الكهنة مرة واحدة فى السنة و هذه المرة هى يوم الكفارة و يستعد لها استعدادات غير عادية .

 

من جهة رئيس الكهنة :-

 

كان على رئيس الأحبار الذى يقوم بخدمة الكفارة أن يعتزل زوجته سبعة أيام قبل يوم الكفارة و يقيم تلك المدة بمخدع فى الهيكل لئلا يمس شيئاً دنساً ، أو ما يمنعه عن القيام بخدمته ... و الليلة السابقة للكفارة كان يقضيها ساهراً فى قراءة الأسفار المقدسة خوفاً من التدنس بشيء من الأحلام إذا نام . و كانت هذه الأسفار هى أسفار أيوب و دانيال و عذرا و أخبار الأيام الأول و الثانى و إذا لم يستطع قراءتها لشيخوخته مثلا قرأها له الشيوخ الجالسون معه ... و كان الكهنة ينبهونه إذا رأوه مائلاً للنوم . و فى الصباح كان يغتسل جسمه كله بالماء النظيف و يرتدى قميصاً و سروالا و يتمنطق بمنطقة و يضع على رأسه العمامة و كلها مصنوعة من الكتان الأبيض النقى (لا 16 : 4 ) .. و تلاحظ  أن رئيس الكهنة فى يوم الكفارة لا يلبس شيئاً من ثيابه الفخمة الثمينة سوى القميص الكتان الذى يرمز إلى تجسد ربنا يسوع المسيح رئيس كهنة الخيرات العتيدة الذى لما أخذ جسداً و جاء ليكفر عن خطايا البشر . لم يظهر فى بهاء مجده بل وضع عليه فقط حلة طبيعتنا البشرية ( أى تجسد ) تلك التى يرمز لها بالقميص الكتان الأبيض ... قبل يوم الكفارة كان شيوخ الكهنة " نواب مجمع السنهدرين " يقرءون  لرئيس الكهنة الطقوس الخاصة بهذا اليوم مدونة فى أسفار التوراة ثم يمثلها أمامهم ليتأكدوا انه أتقن معرفتها بكل تدقيق ... و كان رئيس الكهنة يبتدئ فى خدمة الكفارة بعد أن يكون قد أقسم أمام أعضاء مجلس السنهدرين على أن يكون أميناً فى إتمام كل الطقوس لأنه لم يكن مأذونا لغيره بالتواجد معه ... و ذلك رمز إلى أن الكفارة الحقيقة يقوم بها ربنا يسوع المسيح وحده دون أن يشترك معه آخر آيا كان .

 

من جهة الذبائح التى كانت تقدم فى ذلك اليوم :

 

كان رئيس الكهنة الذى يقدم الكفارة محتاجا أن يكفر عن نفسه أولا ، لأنه يخطئ كسائر البشر و بالتالى يحتاج إلى مغفرة خطاياه و رحمة الله ... كان يقدم عن نفسه كبش محرقة و ثور ابن بقر لذبيحة خطية .

كان يقدم عن الشعب كبش لمحرقة و تيسين من الماعز أحدهما لذبيحة خطية ، و الأخر لعزازيل . و نلاحظ أن ذبائح رئيس الكهنة عن خطاياه اكثر من التى عن خطايا الشعب . و نحن نعلم أن الكاهن عندما يصلى فى القداس يقول " عن خطاياى و جهالات شعبك " لأن الذى يعرف اكثر يطالب اكثر ...

كانت التقدمة التى يقدمها عن الشعب يشتريها الشعب من مال جماعة إسرائيل ... و كانت ذبيحة الخطية أى الثور الذى هو عن خطية رئيس الكهنة ، و التيس الذى هو عن خطايا الشعب كانت تحرق بلحمها و عظمها و جلدها حرقا كاملاً خارج المحلة ، و ليس على مذبح المحرقة داخل خيمة الاجتماع أما السبب فى ذلك فيرجع إلى أن :

1-     الخطية مكروهة جداً لدى الله لذا لا تقدم على مذبح الله .

2-     ليعلم الشعب أن جزاء الخطية هو الحرق بالنار فالحيوان حرق عوضاً عن الإنسان .

3-  حرقها بعيداً عن المحلة أو المدينة كان إشارة إلى إزالة الخطية بعيداً " كبعد المشرق عن المغرب " ابعد عنا معاصينا " ( مز 3 : 1 : 12 )

4-  هذا جميعه تم فى المسيح الذى قدم ذاته عنا ذبيحة خطية ... خارج أورشليم . الحيوانات التى يدخل بدمها عن الخطية إلى الاقداس بيد رئيس الكهنة تحرق أجسامها خارج المحلة . لذلك يسوع أيضا لكى يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب ... ( عب 13 : 11 ، 12 ) .

بعد أن يقدم رئيس الكهنة الثور عن خطيته يلقى قرعة على التيسين و كانت القرعة تلقى بلوحين من الذهب مكتوباً على أحدهما واحد للرب و على الآخر لعزازيل .

" عزازيل "  اسم عبرى معناه عزل و هو يشير إلى عزل الخطية أو الفصل و يشير أيضا إلى المكان الصحراوى النائى الذى كان التيس يعزل فيه و يشير إلى الشيطان أو ملاك ساقط ... على أية حال كان تيس عزازيل رمز إلى عزل الخطية و ابتعادها عن البشر ... " التيس الأول " يذبح ... أما الثانى لعزازيل فكان رئيس الكهنة يضع يده على رأسه و يقر بجميع ذنوب بنى إسرائيل وجهالاتهم و هنا نتذكر ما قاله اشعياء بروح النبوة عن المسيح " الرب وضع عليه إثم جميعنا "

(  أش 53 : 6 ) .

و كان هذا التيس يرسل إلى البرية القفر يبعد بيد شخص مستعد ... أن ذهاب التيس حامل خطايا الشعب إلى البرية و القفر الموحش بكل أهواله إنما يذكرنا بنبؤة اشعياء عن السيد المسيح

" انه قطع من ارض الأحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبى " ( أش 53 : 8 ) .

فى يوم الكفارة كان رئيس الكهنة يدخل إلى قدس الاقداس ثلاث مرات بمفرده .

 

المرة الأولى :- 

يدخل بمجمرة البخور التى من ذهب خالص بعد أن يملأها جمر نار من على المذبح أى من النار الدائمة على مذبح النحاس . و يبخر و يبقى فيه حتى يمتلئ المكان بالبخور ثم يترك المجمرة عند التابوت و يخرج بظهره " وجهه جهة قدس الاقداس " كان فى قدس الاقداس لا يوجد إلا تابوت العهد و يظل عليه كروبا المجد ... و تابوت العهد كان به لوحا الشريعة و قسط المن و عصى هارون التى أفرخت و يخرج بظهره و وجهه لقدس الاقداس .

 

المرة الثانية :- 

يأخذ دم الثور فى وعاء الدم و يدخل به و ينضح بإصبعه من الدم سبع مرات على الغطاء و التابوت و يخرج و وجهه نحو قدس الاقداس .

 

المرة الثالثة :- 

يدخل بدم التيس و ينضح على الغطاء و التابوت و بهذه الطريقة يكفر عن آثامه و آثام بنى إسرائيل لمدة سنة ، ثم يدخل بعد ذلك لأحضار المجمرة .

 

كفارة العهد القديم و كفارة المسيح :

كان يوم الكفارة يتكرر كل سنة ... دليلاً على أن المشكلة قائمة و باقية ، أما السبب فيذكره بولس الرسول لأنه لا يمكن أن دم ثيران و تيوس يرفع الخطايا " عب 10 : 4 " و تبعا لذلك فإن طريق الاقداس لم يظهر بعد ( عب 9 : 8 ) ... كل ذلك كان نبوءة على أن الحل الكامل و النهائى للكفارة عن الخطايا هو فى المسيح و ذبيحة نفسه ( عب 9 : 26 ) و يبين أن المؤمنين مقدسون بتقديم جسم يسوع المسيح مرة واحدة ( عب 10 : 10 ) و أن المسيح بعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله ( عب 10 : 12 ) و انه بقربان واحد قد اكمل إلى الأبد المقدسين ( عب 10 : 14 ) و انه بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء اً ابدياً ( عب 9 : 12 ) .

وتلاحظ في الكفارة :

1- كان الرب يترامي بمجده فوق غطاء التابوت الذي يسمي كرسي الرحمة كما قال لموسي " لأني في المحارب اتراءي علي الغطاء ( لا 16 : 2 ) .. علي أي أساس كان الرب يتراءى بمجده فوق غطاء التابوت ، علي أي اساس دم الكفارة الذي دخل به رئيس الكهنة ونضح منه سبع مرات علي غطاء التابوت .. ويوم الكفارة وأن كان مذكوراً بين الأعياد لكنه كان يوم تزلل كما رأينا ... وأن تصالح الإنسان مع الله مازال علي هذا الأساس دم المسيح و التزلل و التوبة .

2- كانت بركات يوم الكفارة لا تقتصر علي اليهود وحدهم بل كانت تشمل الغريب أيضاً و النازل في وسطهم ( لو 16 : 29 ) .. دبر الله بالإيمان بيسوع المسيح هو إلي كل وعلي كل الذين يؤمنون لأنه لا فرق .. متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه ( رو 3 : 22- 25 ) .. أن كفارة المسيح للخليقة كلها ( كلها 1 : 0 2 )

منه اليوبيل

ويتصل بموضوع عيد الكفارة سنة اليوبيل و المعني في العبرية قرن الخروف أو البوق . ويطلق مجازا علي الصوت الخارج نتيجه نفخ البوق . سنة اليوبيل تأتي كل خمسين سنة ، أي كل سبعة أسابيع سنين أي 49 سنة لكن سنة اليوبيل لا تبدأ بالشهر الأول من السنة بل بالشهر السابع الذي فيه الكفارة بل أنها تبدأ في يوم الكفارة ثم يعبر بوق الهتاف في الشهر السابع من عاشر الشهر في يوم الكفارة تعبرون البوق في جميع أرضكم ، وتقدسون السنة الخمسين وتنادون بالعتق غي الأرض لجميع سكانيا . تكون لكم يوبيلا وترجعون كل إلي ملكه . وتعودون كل إلي عشيرته ( لا 25: 8-  11 ) .. لقد كانت سنة اليوبيل هي سنة عتق العبير ورد كل شئ . كان يعفي المدينون من ديونهم ، ويعتق العبيد ويعتبرون احرار ، وترجع الأرض إلي من سبق أ باعها عن فقر وعوز . أما السبب في ذلك فهو أن الكفارة هو الأساس الذي عليه تأتي أزمنه رد كل شئ التي تكلم عنها الله بفم جميع انبيائه القديسين منذ الدهر ( أع 3 : 21 ) .. وكما أن الفصح هو نقطة البداءة للمؤمنين بموت المسيح ، وهكذا كان يوم الكفارة هو بداءه جديدة لذلك الشعب حينما تمحي خطاياهم بالتوبة
ألا تعود أنت فتحيينا فيفرح بك شعبك مز 85 : 6 )

 

الباب الثانى

الأعياد السيدية في العهد الجديد

كانت الأعياد في العهد القديم ضلاً للأعياد القادمة كما أن بقية الفرائض و الطقوس القديمة كانت رموزاً للخيرات الأتية التي أسبغها علينا ربنا يسوع المسيح بموته ، أى أن الواجب علينا أن نعيد ونحتفل بالبركات التي نلناها في عهد النعمة كالأمثلة الأتية :

أولاً : أن الرب يسوع المسيح نفسه قد أظهر اعتباره للأعياد وقدسها بحضوره فيها وممارسته إياها مثل ( الفصح مت 26 : 9 ) ( يو 2: 13 ) ( عيد المظال يو 7 : 2 ) ( عيد التجديد في أورشليم يو 10 : 22 ، 23 ) ( عيد لليهود يو 5 : 1 ) ( تطهير العذراء لو 2 : 24 )

ثانيا : أن الرسل القديسين كانوا يحتفلون بهذه الأعياد وباركوها وأمروا بها قولاً وعملاً وهم كانوا من لم ينطقوا بألسنتهم بل كانوا تراجماً ناطقين بالروح القدس فالرسول بولس أمر بتعييد عيد الفصح المجيد بقوله " أن فحصنا أيضاً المسيح ذبح لأجلنا أذاً لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر و الخبس بل بفطير الإخلاص و الحق " ( 1 كو 5 : 7 ، 8 ) عادا ذلك فأنا الرسول نفسه كان يعيد مع المؤمنين . لما كان في أفسس إلي أورشليم ليحتفل بعيد العنصرة ( 1 ع 18 : 21 ) وكذلك لما كان في أسيا وعد مؤمني كورنثوس بالذهاب إليهم بعد أن يعيد عيد العنصرة (1 كو 16 : 18 )

من هذا يستدل صريحاً أن الأعياد مأمور بها في العهد الجديد ومصرح بممارستها وأن الاحتفال بها كان في أوقات معلومة معينه .. غير أن قوماً ادعوا أن الرسول نها عن الأعياد بقوله " فلا يحكم عليكم أحد فى آكل و شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت ( كو 2 : 16 ) . و هو إدعاء غريب فإن الرسول لا يريد بنهيه هذا إلا عدم مجازاة اليهود فى أعيادهم القديمة من سنوية و شهرية و أسبوعية و اعتبارها فريضة ثابتة و واجبة على المؤمنين بدليل قوله التى هى ظلا للأمور العتيدة فقد أبدلت بما هو افضل و أتم و اكمل .

فكلام الرسول بولس إذا لا ينفى الأعياد المسيحية التى تمتاز عن تلك فى الغاية و الكيفية و ألا لزم بطلان حفظ يوم الأحد لأنه ذكره ضمن الأعياد التى نهى المؤمنين عن استعمالها .

و هذا لا يقوله مسيحى ثم أن الرسول نهى المؤمنين من اليهود أنفسهم أن يحفظوا الناموس حسب شريعة موسى (1ع 15 : 1 ) و ليس حسب تعاليم المسيح ( كو 2 : 8 )كما حصل فى أمور الختان إذ كان قوم من اليهود أزعجوا المؤمنين قائلين انه أن لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم أن تخلصوا ( 1ع 15 : 1 ، 24 ) و البروتستانت يسلمون و يعترفون بهذه الحقيقة . و مما يحسن ملاحظته أن جميع الكنائس الرسولية فى العالم تعتقد بالأعياد و تحتفل بها و قد شهد البروتستانت بأن هكذا كان اعتقاد الكنيسة الجامعة . فقد جاء فى تاريخ الكنيسة المطبوعة بمعرفتهم عام 1839 وجه 100 و أما الأعياد التى كانوا يعيدونها فهى الفصح و العنصرة و التجلى و الميلاد . فالفصح لتذكار قيامة مخلصنا ، و العنصرة لتذكار مواهب الروح القدس و حلوله على التلاميذ ، و التجلى لتذكار ظهور سيدنا المسيح . ثم لظهور النجم للحكماء ... و لظهور الثالوث القدوس عند معمودية ربنا و لا ول أعجوبة آجراها فى قانا الجليل و اظهر بها مجده ... و الميلاد لتذكار ميلاد المبارك ... الخ و لقد شهد موسيمهم المؤرخ البروتستانتى بأن الأعياد كانت و لا تزال تمارس فى الكنيسة منذ العصر الرسولى بقوله أن مسيحى القرن الأول اجتمعوا للعبادة فى اليوم الأول من الأسبوع اليوم الذى استرجع به المسيح حياته و يظهر انهم كانوا يحفظون يومين سنويين دينيين للواحد تذكارا لقيامة المسيح و الثانى تذكارا لحلول الروح القدس على الرسل ( وجه 42 كتا ايسوس ك 4 ص 15 ) و قال أيضا أن الأعياد السنوية المحفوظة عند مسيحى هذا القرن ( الثانى هو تذكار موت المخلص و قيامته و حلول الروح القدس على الرسل ( فرن 2 قسم ف 4 ) و قال أيضا فى اكثر جماعات المسيحين كان يحفظ خمسة أعياد أي تذكار ميلاد المسيح و تذكار آلامه و موته لاجل خطايا البشر و تذكار قيامته و تذكار صعوده إلى السماء و تذكر حلول الروح القدس على خادميه ( ك 2 قرن 4 قسم 2 ق 2 ) يظهر من هذا أن البروتستانت يشهدون بأن منشأ الأعياد قديم فى الكنيسة و بالتالى من عصر الرسل على انه ليست الكنيسة الأسقفية تعتد بها أيضا السيديه و الخاصة بالشهداء ما زيد عن 33 عيداً ( راجع مقدمة الصلاة العمة ) .. و كذلك الكنيسة المسيحية تعترف بوجوب ممارسة الأعياد و الاحتفال بها قد قال مؤلف كتاب اللاهوت البروتستانتى ( أن بعض الكنائس البروتستانتية تعتبر بعض العوائد الكنائسية التى تسلسلت منذ القديم فى الكنيسة المسيحية مما لا يضاد مطلقاً الكتاب المقدس كاعتبار عيد الفصح و عيد الميلاد و غيرهما باب 5 ف 3 وجه 47 هذا و غيره كثير .

 

الغاية من الأعياد :

 

1-     إحياء ذكرى نعمة و عجائبه ( خر 12 : 14 ) .

2-     تذكير الخلق بإحسانات الله و غايته بشعبه ( خر 12 : 22 – 27 ) ، 13 : 8 ، 14

، ( تث 32 : 7 ) .

3-     جعلها واسطة فى حفظ شريعة الرب ( خر 13 : 8 – 16 ) .

هذا هو غرض الكنيسة من إقامة الأعياد فهى تحتفل بها تذكارا لمنح الله و بركاته الإلهية التى أفاضها على الكنيسة بغنى رحمته فى ابنه المحبوب يسوع و تنبيها وعظة للمتأخرين بما جرى من الحوادث الخطيرة فى الأيام الغابرة مهما قدم عهدها و طال زمنها ... و لولا الأعياد لاندثرت تلك الحوادث العجيبة التى تذكرنا دائماً بنعمة الله بنوع حس يرسم فى الذهن صورة محببة ، بل لأصبحت آثرا بعد حين لا يفرقها واحد من المسيحين و لا وصل خبرها للمتأخرين من المؤمنين جيلاً بعد جيل . و فضلاً عن ذلك فإن الأعياد تثبت روح الدين و تربى عاطفة التقوى و حب الفضيلة فى قلوب الصغار و الكبار و تجعل شريعة الرب فى فهم ( خر 13 : 8 – 16 ) .

قال أحد الآباء : قد وضعت الأعياد لغاية نبيلة معروفة أى لكى يتمكن المؤمنين من عبادة الله . إكرامه و تذكر أسرار التجسد و الفداء و أعمال قديس الله العظام و حياتهم اللامعة بالقداسة و الورع فيجنوا من هذه العبادة و ذلك التذكر أثمار لذيذة تطيب بها قلوبهم و تخشع نفوسهم و يشتدد آزرهم بتأملهم صلاح إلهه و نبالة قديسيه و بسالتهم فى مصارعة الشهوات و استماتتهم فى طلب رضا البار العزيز و احتقارهم كل الدنيوات حباً به ( رفيق العابد 333 ) .

و قد شهد البروتستانت أيضا بالفرض الذى ترمى له الكنيسة من هذه الأعياد ... فقد قال صاحب ريحانة النفوس أن الأعياد التى كانت عند المسيحيين الأولين كانت تحتفظ باعتبار و احترام عظيمين و كان المقصود بها انتشار روح التقوى بواسطة مراجعة الحوادث و التعاليم العظيمة المدلول عليها بهذه الأعياد ، و لا ريب انه قد حصل من ذلك منفعة فى تلك الأعصار الأولى ... و كذلك من عيد الميلاد قبل أن صار حفظه عموماً ( وجه 18 : 19 ) فكأن الأعياد تاريخ فعلى منظور محسوس ناطق يساعد التاريخ المكتوب المطوى فى سطور الكتب المجهولة من العمة و قليل العلم من بنى الإنسان ... بل هو تاريخ يقرأه الجهلاء و العامة بما يرونه ممثلاً أمامهم فى تلك الحفلات المقدسة التى تقام فى أوقاتها المعينة من كل عام ... و لا نظن أن واحدا من العقلاء أو الجهلاء من المؤمنين ينكر فائدة هذه الأعياد ما دام الرب أمر بها و باركها و الرسل ما رسوها ... و ما دام هذا غرضها و مازالت ترمى إلى هذا القصد من التعليم و أحياء ذكرى تلك النعم و البركات هطلت من عند أبى الأنوار .

و هذه الأعياد نوعان :

1-       سيدية و هى الخاصة بالسيد المسيح و هى ( أعياد سيدية صغرى ، و أعياد سيدية كبرى )

2-       غير سيدية و هى الخاصة بالسيدة العذراء و الملائكة و الرسل و الشهداء و القديسين .

 

الأعياد السيدية

 

الأعياد السيدية الكبرى :-

1-     البشارة 29 برمهات .

2-     الميلاد 29 كيهك .

3-     الغطاس 11 طوبة .

4-     الشعانين الأحد السابع من الصوم الكبير .

5-     القيامة الأحد الثامن من الصوم الكبير .

6-     الصعود اليوم الأربعين من القيامة .

7-     العنصرة اليوم الخمسين من القيامة .

الأعياد السيدية الصغرى :-

1-     الختان 6 طوبة .

2-     دخول السيد المسيح الهيكل 8 أمشير .

3-     دخول السيد المسيح ارض مصر 24 بشنس .

4-     عرس قانا الجليل 12 طوبة .

5-     التجلى 13 مسرى .

6-     خميس العهد الخامس من الشعانين .

7-     أحد توما الثامن من القيامة .

ملاحظات طقسية للأعياد السيدية :-

1-     التسبحة و المردات و الألحان بالطريقة الفرايحى .

2-  إذا جاء عيد الميلاد أو الغطاس يوم أحد يكون البرمون يومان و إذا جاء الاثنين يكون البرمون ثلاثة أيام خلا ذلك فالبرامون يوم واحد .

3-  البرمون و عشية طريقته سنوية و يراعى إذا كان هناك اى ابصاليات أو ذكصولوجيات أو الحان أن تقال كل فى مكانها

4-     تسبحة عشية العيد بالطقس الفرايحى و رفع بخور عشية المردات فرايحى و كذا العيد .

5-  فى رفع بخور باكر بعد صلاة الشكر تقال أرباع الناقوس ( ذكصولوجية) باكر القطعة الأولى حتى " هيتين نوافيش " ثم الأرباع الخاصة بالعيد ثم شفيع الكنيسة ثم اوشية المرضى ثم القطعة الثانية ... الخ من السبع طرق يقال الـ20 ربع كل أربعة بطريقة أو ربعين بطريقة ثم بقية الذكصولوجيات بطريقتها العادية و يختم بلحن ابؤروا ثم القرابين ثم الذكصولوجيات مبتدئين بذكصولوجية العيد أولاً قيل العذراء مريم ثم يكمل مع مراعاة الطريقة الفرايحى .

6-  فى أعياد الميلاد و الغطاس و القيامة لا تصلى المزامير حيث أن الاحتفال بالعيد ليلا فلا يكون مناسباً و لا ملائما للنظام أن تصلى فى هذا الوقت المزامير الخاصة بالساعتين الثالثة و السادسة . اللتين تصليهما عادة نهاراً قبل القداس .

7-  يقال الليلويا فاى بى بى ......... و الهتنيات الخاصة بالعيد ، مرد الابركسيس الخاص بالعيد أيضا ... المزمور باللحن السنجارى مرد المزمور و الإنجيل الخاص بالعيد الاسبسمين الادام و الواطس الخاصين بالعيد .

8-  إذا وقع عيد سيدى فى يوم أحد تقرأ الفصول الخاصة بالعيد و يعامل عيد الصليب كالأعياد السيدية لكن طقسه شعانين .

9-  يصلى بالطقس الفرايحى كل يوم 29 من الشهر القبطى تذكار البشارة و الميلاد و القيامة ما عدا شهرى طوبة و أمشير لأنهما يرمزان إلى الناموس و الأنبياء الذين تنبأوا عن السيد المسيح لانهما سابقان للبشارة بالحمل الإلهي و يكون مرد التوزيع للأعياد الثلاثة .

10-تصلى الأعياد السيدية الصغرى فرايحى خلا عيد خميس العهد لأنه يقع فى أسبوع البصخة.

11- تصلى الأعياد السيدية تكسر الانقطاع فقط إذا جاءت يوم الأربعاء أو الجمعة و لكن يكون الآكل بأطعمة صيامى خلا الميلاد و الغطاس فهما يفطران تماماً .

12- فى أيام الفرح و الأعياد السيدية يصلى الكاهن قسمة الأعياد السيدية نسبح و نمجد اله الآلهة خلا خميس العهد فيقال ذبح اسحق .

13- فى أيام الفرح و الأعياد السيدية يصلى  فى تقديم الحمل الثالثة و السادسة فقط .

14- الفترة من الميلاد إلى الختان و من الغطاس إلى عرس قانا الجليل تصلى فرايحى و لا يصام فيها انقطاعى و لكن الأربعاء و الجمعة يؤكلان بأكل صيامى عقب القداس مباشرة .

15- يحتفل بعيد الصليب فى 17 توت ثلاثة أيام و يعامل معاملة الأعياد السيدية الصغرى و طريقته فرايحى و طقسه شعانينى كذلك يحتفل به فى 10 برمهات على ان يكون قبل جمعة ختام الصوم .

16- فترة الخماسين المقدسة بها طقوس خاصة و هى : -

أ- الطقس فرايحى دائماً حتى طقس التجنيز يقال فرايحى .

ب- لا يجوز صوم يومى الأربعاء و الجمعة و كذلك تخلو من المطانيات .

ج- لا يقرأ السنكسار لأن أشراق القيامة تحتجب فيه الكواكب و النجوم حيث اشرق القيامة شمس البر .

د- لا يقال الترحيم و لكن تذكر الأسماء على البخور فقط بعد المجمع .

 

 

 

الفصل الأول

الأعياد السيدية الكبرى

(1) عيد البشارة

 

كان العالم قبل مجئ الرب سالكاً فى الظلمة جالساً فى أرض ظلال الموت ( أفس 9 : 2 ) ( لو 1 : 78 ) و طالما اشتهت الآباء أو الأنبياء أن يروا الرب متجسداً ( لو 7 : 24 ) و لكن لما جاء ملء الزمان ( غل 4 : 4 ) أرسل الله ملاكه إلى العذراء حاملاً إليها بشرى تجسد ابنه الوحيد من أحشائها النقية ( لو 1 : 26 ) فانتعشت القلوب و اطمأنت النفوس لأن إعلان مجئ الرب أفضل البشائر و أكثرها نفعاً و فائدة للجنس البشرى اجمع و أبهى الأخبار السارة و أجملها وقعاً على القلوب الظمأنه و النفس البائسة بل هى البشرى التى لم يسبق لها نظير و لن يكون لها مثيل على الأرض مرة ثانية .

لا يخفى أن الكنيسة هى القطع الصغير الوحيد بين كل قطعان العالم بأسره الذى انتفع و أسرع بقبول تلك النعمة المبشرة بها و لذلك كان من الواجب عليهما أن تحتفل كل عام بذكرى هذه البشرى المفرحة تمجيداً للرب و إكراما لتنازله و إعلان بشرى خلاصنا بواسطة ملائكة و قد رتبت الكنيسة الاحتفال بهذا العيد :

 

أولاً – تنفيذاً لصوت الوحى بلسان النبى اشعياء ( ها العذراء تحبل و تلد ابناً و يدعى اسمه عمانوئيل ) .

ثانياً – لأن هذه البشارة كانت فاتحة الخلاص لأن بعد البشارة الولادة و بعد الولادة الكرازة و بعد الكرازة الفداء و بالفداء خلاص الجنس البشرى .

ثالثاً – تمثلاً بالعذراء التى لما زفت إليها تلك البشرى الخلاصيه و أذعنت لقبول السر الأعظم تهللت بالرب و مجدت الله قائلة ( تعظم نفسى الرب و تبتهج روحى بالله مخلصى ) ( لو 1 : 46 ، 47 ) فهى بذلك أعطت نموذجاً لشعب الله ليحذو حذوها ، و إذا كنا نرى الآباء فرحوا و تهللوا بمجرد إعلان ذلك بالنبوة ( و العذراء فرحت و استبشرت فكيف لا تفرح الكنيسة و المسيح لم يولد إلا لخلاصها .. !! ) و كيف لا يفرح السجين المحكوم عليه بالإعدام و قد بشر بمجئ ابن الملك ليخرجه من السجن و يخلص نفسه من الموت بموته فداء عنه .. ؟! ليكون ذلك اليوم لديه من اعظم الأيام و يجعله تاريخاً و تذكاراً يترنم بذكراه على مر الدهور و الأيام ؟.

قال القديس كيرلس عمود الدين ( بالحقيقة أن هذا اليوم هو بدء خلاصنا لأن فيه تجسد كلمة الله فى أحشاء العذراء الطاهرة إذ بشرها جبرائيل الملاك قائلاً : ها أنت تحبلين و تلدين ابنا و تدعين اسمه يسوع ... الخ فنحن إذ نعيد اليوم لورود عمانوئيل الذى يخلص الطبيعة البشرية و يرفعها إلى الرتبة السامية التى خسرتها بأدام ، نعيد لتقديس طبيعتنا باتحادها بأقنوم الكلمة الأزلي فيالها من نعمة لا يحيط بها وصف و لا يدرك سموها عقل بشرى ... ) .

على أن الكنيسة قد تسلمت الاحتفال به من الرسل أنفسهم فقد جاءت فى أوامرهم ما نصه ( و أول الأعياد السيدية عيد البشارة من الله سبحانه على لسان جبرائيل الملاك للسيدة مريم البتول والدة الإله و المخلص ) فى 29 برمهات ( دستى 31 المجموع وجه 97 ) و قد شهد البروتستانت انه كان فى الكنيسة فى القرن الأول الذى فيه صار عمومياً ( راجع ريحانة النفوس وجه 15 ، 40 ، 41 ) و إذ تقرر ذلك ... فلنلاحظ هنا أن الكنيسة :-

أولا : عينت يوم 29 برمهات للاحتفال به و هو اليوم الذى اتفق فيه إعلان البشرى .

ثانياً قررت الاحتفال به دائماً فى الصوم الكبير و ذلك حسب القاعدة الحسابية التى لا يمكن أحداث اقل تغيير أو تبديل فيها نظراً لمدة الحمل 9 شهور فإننا لو حسبنا المدة من 29 برمهات التى هى بدء الحمل به إلى 29 كيهك يوم ميلاده لوجدناها 9 شهور تماماً .

ثالثاً : منعت الاحتفال به إذا جاء فى جمعة البصخة لاحتفالها بتذكار آلام رب المجد .

رابعاً : نهت عن أكل الزهومات و غيرها فيه و أن يكون عيداً سيدياً إلا انه داخل ضمن أيام الصوم المقدس التى لا يجب الفطر فيها كما لا يجوز الفطر فى يومى السبت و الأحد لأنهما دخلان فيه دلالة على احترامنا له و زهونا فيه .

 

طقس العيد :

يراعى فيه الملاحظات التى وردت فى طقس الأعياد السيدية أن هناك ابصاليتين ( واطس ، أدام ) حسب اليوم الذى فيه العشية ( توجد الابصاليتين فى كتاب الابصلمودية السنوية ذات الحجم الصغير – طبعة كنيسة العذراء بالفجالة ) بالنسبة لرفع بخور باكر لا يوجد تغيير إلا فى أرباع الناقوس و الذكصولوجيات خاصة بالعيد ... أما فى القداس : فيبدأ بمزامير الساعتين الثالثة و السادسة و تقال هيتنيه للملاك غبريال ، مرد ابركسيس ، مرد مزمور و إنجيل و اسبسمين ( أدام و واطس ) .. و يراعى الجملة فى الخاتمة .

 

( 2) عيد الميلاد المجيد

عيد الميلاد المجيد هو ثانى الأعياد السيدية الكبرى و هو ينبوع النعم و البركات الخلاصية .. عيد ميلاد الكلمة الأزلى الذى طربت له السموات و ابتهجت له الأرض إذا فيه تبدلت وحشة العدل بأنس الرحمة ... و مسح نور النعمة ظلام الناموس . و تمت النبوات و أنجزت المواعيد الإلهية و تجلت الحقائق الروحية تمحو بضيائها الظلال الطقسية ... و فيه أعلنت محبة الله للإنسان فاطمأن جميع المنتظرين تعزية إسرائيل ( لو 2 : 25 ) و فيه ساوت الأرض السماء و شاركت السماء الأرض فسبحت الله الجنود العلوية هاتفة ( المجد لله فى الأعالي و على الأرض السلام و بالناس المسرة ) ( لو 2 : 14 ) . يوم عجيب سماه الوحى الإلهي ( ملء الزمان ) إذ أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى  ( غل 4 : 4 ، 5 ) و رتبت الكنيسة الاحتفال بهذا العيد لتذكير بنيها بمحبة الله و تنازل ابنه الوحيد لخلاصهم ( مت 1 : 21 ) ، و أول من قدس هذا العيد و احتفل به هم الملائكة فى السماء الذين زفوا للعالم بشرى الفرح العام بولادة المخلص المسيح الرب ( لو 2 : 15 ) و احتفال الملائكة بهذا العيد و فرحهم به كان تنفيذاً لأمر الله الذى سر به أيضا . و هذا يدلنا على فضلة و امتيازه عن بقية الأعياد .. و قد صار حقاً على الكنيسة المنشدة به أن تشترك معهم فى الأفراح السماوية ممجدة الله الذى افتقد شعبه و أقام لنا قرن خلاص فى بيت داود فتاه ليضئ للجالسين فى الظلمة و ظلال الموت ( لو 1 : 68 – 79 ) .

هذا و قد تسلمت الكنيسة حفظه و الاحتفال به من الرسل أنفسهم بدليل ما جاء فى أوامرهم ( يا أخواتنا تحفظوا فى أيام الأعياد التى فيها عيد ميلاد الرب و كلموه فى اليوم الـ25 من الشهر أل 9 للعبرانين الموافق 29 من الشهر الرابع للمصريين ( كيهك ) و لا تشتغلوا فى يوم ميلاد المسيح لأن النعمة أعطيت للبشر فى  ذلك اليوم (المجموع الصفوى ب 19 وجه 197 ، 199)

و تدل أقوال القديسين و شهادات الطوائف الأخرى على انه كان و لا يزال محفوظاً فى الكنيسة منذ الأزمنة الرسولية ... فالقديس باسيليوس يتكلم عن تقديسه و حفظه ( ف 30 راجع المجموع الصفوى وجه 198 ) و الذهبى فمه يتكلم عن وجود هذا العيد فى الكنيسة و يعد فوائد الاحتفال به بقوله ( انه و أن كانت لم تنقص السنة العاشرة منذ ظهر هذا اليوم و صار معروفاً فهو قد عرف للساكنين فى الغرب و نقل إلينا قبل سنوات كثيرة و مع ذلك تعاظم بسرعة و أتى بثمار يانعة و عزيزة بمقدار ما ترى ألان الكنائس ملآنة تكاد تضيق بجماهير المحتشدين ( عظة 31 عن الميلاد ) أما البروتستانت فهم يسلمون بوجوب تعييده ( راجع شهاداتهم السابقة ) و قال صاحب ريحانة النفوس انه كان موجوداً فى الجيل الثالث إلى أن قال : ( هذه الأعياد الأربعة : القيامة و العنصرة و جمعة الآلام و عيد الميلاد كانت موجودة فى الأربعة الأجيال الأولى       ( وجه 19 – 23 ) .. و ليس هذا فقط بل أن أهالى أمريكا و ألمانيا و إنجلترا و الدنمارك الذين معظمهم تابع للمذهب البروتستانتى يمارسونه سنوياً و يقيمون الاحتفالات و يعطلون المصالح و يقفلون المدارس إجلالاً له بل أن احتفالاتنا لا تذكر بجانب احتفالاتهم الجامعة لكل مظاهر الإجلال و البهاء .

على انه إذا كانت شعوب الأرض و روءسائها يحتفلون بوملد ملوكهم سنوياً و يرون ذلك واجباً عليهم أفلا يجب على المسيحين أن يحتفلوا بميلاد من احتفلت بمولده ملائكة السماء – ملك الملوك و رب الأرباب و إذا تقرر ذلك بقى علينا أن نلاحظ :-

أولا : أن الكنيسة كما تسلمت – تحتفل بإقامة تذكار هذا العيد ( و الغطاس أيضا ) ليلاً لأن ولادة المخلص كانت فى منتصف ليلة 25 كانون الأول – 29 كيهك ، و فى الكتاب المقدس إشارة إلى ذلك ( لو 2 : 8 – 10 ) فمن قوله ( و كان رعاة مبتدين يحرسون حراسات الليل . و إذا ملاك الرب وقف بهم و بشرهم ... ) نستنتج أن ولادة المخلص كانت ليلاً ، و قد أيد ذلك القديس باسيليوس بقوله ( و أما يوما الميلاد و الغطاس فإن أباء مجمع نيقيه قروا أن يتقرب فيهما ليلاً و ذلك لا لكراهية الصوم بل لتمجيد العيد

( ق 30 راجع المجموع الصفوى وجه 176 ، 198 )

ثانيا : أن الكنيسة تحتفل بهذا العيد فى ليلة 29 كيهك من كل سنة و ذلك لأنه اليوم الذى ولد فيه المخلص إلا انه قد يقع العيد أحيانا فى 28 منه و ذلك فى الكنيسة و هذا لأسباب أوضحها الأباء و العلماء و هى ( أن البشارة بتجسد المخلص كانت فى 29 برمهات و بما أن السنة الكبيسة يزيد عليها يوم واحد و لا يصح امتداد مدة إقامة سيدنا فى أحشاء عن 9 شهور التى أقامها مدة الحمل به و لا يمكن تغيير الختان من 6 طوبة و لا دخول السيد المسيح الهيكل عن 8 أمشير و لا تحويل الميلاد عن 29 كيهك كما اتفق سنة ميلاده لئلا يتغير الختان و دخوله الهيكل عن ميعادهما و ان بقى العيد فى يومه يزيد مدة إقامته فى الأحشاء كميتها و لا يمكن إبطال اليوم الزائد فى السنة الكبيسة لئلا تتحول السنين عن أوقاتها ... انتخبوا طريقة لطيفة و هى أما أن يضموا يوم 28 كيهك إلى 29 منه و يجعلوها يوماً واحداً و أما أن يعتبروا يوم 28 بدل من 29 و يصير الأول و هو الـ29 بذاته ، و بهذا الفن صارت السنين متساوية العدد و استمرت الروابط المتقدمة و المتأخرة فى مواعيدها المقررة و قالوا أن السبب فى جواز التعييد فى 28 بدل من 29 فى السنة الكبيسة و هو أن ولادة السيد المسيح كانت ما بين العشائين فمن ضم اليومين إلى بعضهما و اعتبارهما يوم واحداً يقول أن 28 يشبه المساء و يوم 29 يشبه بالصباح و الذى يقول أن 28 يشبه المساء و يوم 29 يشبه بالصباح و الذى يقول أن 28 حل محل 29 يقول أننا عيدنا فى الميعاد عينه ( راجع الحق سنة 10 : 317 ) .

 

 

 

 

طقس العيد :-

 

أ- برمون العيد :-

إذا كان البرمون يوم السبت فيستعاض عنه بالحقيقة ... و ما يقال السبت يقال الجمعة أيضا      ( فتعاد الألحان و القراءات يومين ) ... أما إذا كان البرامون أصلا الأحد فيستعاض عنه بالسبت و لما كان لا يصح الانقطاع يومى الأحد و السبت فيستعاض عنه بالجمعة و بذلك يكون البرمون يوم الجمعة ... و تكرر الألحان و القراءات لمدة ثلاثة أيام و طقس هذا البرامون من ناحية الصوم و المزامير مثل طقس الصوم الكبير فقداسة متأخرة ( ينتهى الساعة الثالثة افرنجياً ... التاسعة فى النهار ) و مزاميره حتى النوم ( و يزاد عليها فى الأديرة الستار أيضا ).

 

ب- تسبحة نصف الليل ( الخاصة بالبرامون ) :-

توجد سبع ابصاليات كانت مرتبه أصلا على ثيؤطوكيات الأسبوع أما الآن فتقال بالترتيب الأتى :-

على الهوس الأول ، شيرى نى ماريا ، الهوس الثانى ، الهوس الثالث المجمع ، الهوس الرابع و الثئوطوكية ... و طبعاً تقال الابصالية قبل الهوس ... و بعد نهاية الهوس أو المجمع أو الثيئوطوكية ... يقال طرح و هو الموجود عقب الابصالية التى قرئت قبل الهوس أو ... و ذلك فى كتاب طروحات و ابصاليات برمونى و عيدى الميلاد و الغطاس ( طبعة بنى سويف ) مع ملاحظة الأتى :-

1-  لو كان البرامون يوماً واحداً تقال هذه الابصاليات السبعة حسب الترتيب المراعى و الذى سيرد ذكره فى شرح تسبحة نصف الليل لعيدى الميلاد و الغطاس .

2-  إذا كان البرامون يومين يقال فى أول يوم ابصالية البرامون الموافقة لهذا اليوم ... و فى اليوم الثانى تقال السبعة ابصاليات حسب الترتيب المراعى . و إذا كان البرمون ثلاثة أيام يتبع نفس النظام اى يقال فى اليومين الأولين ثم فى يوم البرامون التى توافق اليوم ثم فى يوم البرامون الأصلي تقال السبعة ابصاليات حسب الترتيب المراعى .

 

ج- قداس البرامون :-

إذا اكتفوا بصلاة المزامير فى القداس حتى الساعة التاسعة فينبغى أن تكمل قبل تسبحة عشية العيد يوجد مرد ابركسيس ، مرد إنجيل ، اسبسمس واحد ( أدام ) .

 

د- عشية عيد الميلاد المجيد :-

تقال ابصالية اليوم السابق للعيد فمثلاً إذا كان العيد الخميس فتصلى ابصالية الأربعاء هكذا و هذه الابصالية ( التى تقال ) واحدة من الابصاليات السبعة الخاصة بالعيد نفسه . ثم تقال ثيئوطوكية اليوم ... و يكمل كالمعتاد مع مراعاة قراءة الطرح و الميمر الخاص بالعيد بعد الثيئوطوكية .

 

 

 

( 3 ) عيد الغطاس المجيد

 

تحتفل الكنيسة بهذا العيد سنوياً تذكاراً لعماد الرب و لظهور سر مكتوماً منذ الدهور ، و اظهر بعماد المخلص .. و هذا السر هو سر الثالوث الأقدس الذى هو قاعدة إيماننا القديم و أساس الدين المسيحى المستقيم ... ذلك فإن الابن الكلمة ظهر فى الأردن متجسداً و تعمد فى الماء ، و الروح القدس ظهر بهيئة حمامة و استقر عليه ، و صوت الأب نادى من السماء ( هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت ) ( مت 3 : 17 ) و لهذا يسمى عيد الظهور الإلهي اى ظهور هذا السر العظيم فيه ... كما يسمى بالغطاس لأنه الرب اقتبل فيه العماد بالتغطيس بالإجماع .

و قد اتخذت الكنيسة الاحتفال به من الرسل أنفسهم بدليل ما جاء فى أوامرهم و هو بنصه ( فليكن عندكم جليلاً عيد الظهور الذى هو عيد الغطاس لأن الرب بدأ يظهر فيه لاهوته فى المعمودية فى الأردن من يوحنا و اعملوه فى يوم 6 ( من الشهر العاشر العبرانيين 11 من الشهر الخامس        ( طوبة ) للمصريين ( دمشق 18 ) )  ( و لا تشتغلوا فى عيد الحميم لأن فيه ظهرت لاهوتية المسيح و شهد له الأب فى العماد و نزل عليه الروح القدس بشبه حمامة و ظهر الذى شهد له للقيام أن هذا هو الله الحقيقى و ابن الله ( رسطب 66 المجموع الصفوى صحيفة 197 ، 198 ) و أقول الأباء تؤيد ذلك .. فالذهبى فمه يقول ( أن عيد الظهور الإلهي هو من الأعياد الأولية عندنا و قد تعين تذكاراً لظهور الإله على الأرض و معاشرته للبشر ( عظته العنصرة راجع 152 على الظهور الإلهي ) و مثله القديس اغريغوريوس الكبير فى مقالته على عيد الظهور الإلهي ... و القديس ايبفانيوس ( راجع اتحاد الكنائس وجه 96) .

هذا و نلاحظ هنا مع أحد العلماء أن مسيحى الشرق فى الثلاثة أجيال الأولى كانوا يحتفلون بعيدى الميلاد و الغطاس معاً تذكاراً لظهور سر التثليث ... و لكن لما تعين اليوم الذى ولد فيه المخلص و كذلك يوم عماده من مؤلفات اليهود التى جمعها يسطس الرومانى و نقلها من أورشليم إلى رومية جعلوهما عيدين يحتفلون بهما فى وقتين مختلفين و من ثم نقلوا هذه الفريضة إلى الغرب بواسطة المواصلات التى كانت بين مدن أسيا الصغرى و بلاد فرنسا .. كما شهد كاتبونوس ( راجع اتحاد الكنائس وجه 96 ) ... و كان الغربيون و لا يزالون يقيمون فى هذا اليوم ( العيد ) سجود المجوس الذين بواسطتهم أعلن المسيح ذاته للأمم ( عظات القديس اغسطينوس 202 ) ، و لا يزال بعض المؤمنين يعمدون أولادهم فيه أيضا .

طقس العيد :

أ- برامون عيد الغطاس المجيد :

توجد ابصاليتين ( واطس ، أدام ) تقال واحدة فقط حسب يوم البرامون .. و هما موجودتان فى كتاب الابصاليات و الطروحات له مرد إنجيل خاص به .. فيما عدا ذلك لا يوجد أى تغيير .

ب- عشية عيد الغطاس المجيد :

راجع عشية عيد الميلاد المجيد .

ج- تسبحة نصف الليل لعيد الغطاس المجيد :

بعد الانتهاء من رفع بخور عشية لا يخرجون من الكنيسة بل يبدأون بعمل تمجيد أمام أيقونة القديس يوحنا المعمدان بينما يعد اللقان فى الخورس الثالث من الكنيسة بغسله جيداً و ملئه ماء عذباً اذ يجب ان يحضر ماء اللقان تسبحة نصف الليل من أولها ( إذ لم يكن بالكنيسة لقان .. فيوضع الماء فى طبق كبير على منضدة و عن يمينه و يساره شمعتان .. كالمذبح ) بعد انتهاء التمجيد يسير الكهنة مع الشمامسة و المرتلين و الشموع موقدة إلى حيث اللقان مرتلين بدء صلاة نصف الليل    ( قوموا يا بنى النور ) ( أو لحن تين ثينو آابيشوى ) و هو مقدمة للهوس الكبير المختص بالعيد .. تقرأ التسبحة فى الماء كترتيب عيد الميلاد المجيد .. السابق شرحه حيث يرشم ملابس الخدمة و يلبسونها ثم يعودون مرة أخرى إلى الخورس الثالث حيث يوجد اللقان ... ثم تبدأ صلاة اللقان و هى باختصار بالترتيب الأتى :

 

 

ترتيب صلاة اللقان :

اليسون ايماس ... الشكر ... يرتلون أيام الادام ( الأحد و الاثنين و الثلاثاء ) اموينى مارين أو اوشت .. تعالوا نسجد ... )

أما فى أيام الواطس فيرتلون تين أو اوشت أم افيوت نيم ابشيرى .. ( نسجد للأب و الابن .. ) ثم يقال ربع للبابا أو المطران أو الأسقف ( فى حالة حضور أحدهم ) ثم ابؤرو انتى تى هيرينى ( يا ملك السلام ... ) ثم يقولون ذوكسابترى .. كى نين .. ( المجد للأب .. الأن و كل ... و أبانا الذى ... و ارحمنى يا الله و المزمور الخمسين ) ثم الليلويا : ذوكصاصى أو ثيئوس ايمون ( هللويا المجد لك يا الهنا ) يبدأ رئيس الكهنة أو الكاهن بقراءة النبوات قبطياً ثم تفسيرها عربياً و هى :

1-     من صلاة حبقوق النبى ( حب 3 : 2 – 19 ) .

2-     من اشعياء النبى (أش 35 : 1 ، 2 ) .

3-     و أيضا من اشعياء النبى (أش 40 : 1 – 5 ) .

4-     و أيضا من اشعياء النبى ( أش 9 : 1 ، 2 ) .

5-     من باروخ النبى ( 3 : 36 – 4 : 4 ) .

6-     من حزقيال النبى ( 26 : 25 – 29 ) .

7-     و أيضا من حزقيال النبى ( حز 47 : 1 – 9 ) .

ثم يرتلون ( طاى شورى .. تين أو اوشت ) و يبخر الكاهن للبولس و يقرأ البولس و هو من ( 1كو 10 : 1 – 13 ) ثم لحن يوحنا المعمدان ( اوران أنشونشو ... اسم فخر هو اسمك يا نسيب عمانوئيل .. ) ثم اجيوس ثم لحن ( باشويس ايسوس بى اخرستوس ) ثم أوشية الإنجيل ثم المزمور و الإنجيل ( مز 114 : 3 – 5 ) ( مت 3 : 1 – 17 ) ثم يرفع الكاهن الصليب بالشموع و يصلى ( افنوتى ناى نان ... ) و يجابون كيريا ليسون بالكبير 12 مرة و يرشم الكاهن الماء بالصليب 3 مرات ثم ... مرد الإنجيل ( اى ناف ابنفما اثؤاب .. رأيت الروح القدس .. ) ثم يصلى الكاهن السبع أواشى الكبار و هى : 1- المرضى 2- المسافرين 3- أهوية السماء 4- الملك 5- الراقدين          6- الصعائد و القرابين  7- الموعوظين ثم يصلى الكاهن قطع يرد عليه الشعب فيها ( يا رب ارحم ) .. ثم يرفع الكاهن الصليب ثلاث شمعات و الشعب يرفع صوته قائلين كيرليسون 100 مرة .. ثم يصلى الكاهن الثلاث اواشى الكبار . السلامة و الآباء و الاجتماعات .. ثم يقولون قانون الإيمان .. و يرتلون الاسبسمس ( هيبى أف اريئرى انجيى يؤانس .. ها قد شهد يوحنا الصابغ .. ) ثم يرتلون ( هى تين ابرسفيا انتى تى ثيئوطوكوس ) ثم يقول اكبر الكهنة القداس الخاص باللقان و هى مثل قطع ( مستحق و عادل ) بالقداس الباسيلى .. و لكن بكلمات مختلفة .. و عندما يقول الشعب         ( الشاروبيم يسجدون لك ) و يرشم الكاهن الماء بالصليب ثلاث رشوم .. و يقول قطع مباركاً للماء ... يرد عليه الشعب ( أمين ) ثم يرشم الكاهن الماء بالصليب ثلاث رشوم و يقول ( أنت ألان أيضا يا سيدنا ) أبانا الذى فى السموات ... التحاليل و البركة ( القداسات للقديسين .. ) يقول الشماس : خلصت حقاً و مع روحك يرشم الكاهن الماء بالصليب ثلاث رشوم و هو يقول                         ( افلوجيتوس كيريوس .. ) يقول الشعب ( واحد هو الأب القدوس ) ثم يبل الكاهن الخادم بشمله من ماء اللقان و يرشم رئيس الكهنة ثلاث رشوم فى جبهته تذكارا لما فعله يوحنا المعمدان بالسيد المسيح ... ثم يأخذ رئيس الكهنة ( أو اكبر الكهنة ) الشملة و يرشم الكهنة و الشمامسة و الشعب فى جناههم . و فى أثناء ذلك يرتل الشعب ( ازمو افنوتى ... سبحوا الله – مزمور التوزيع ) ثم يرتلون الابصالية      ( افنوتى أوناف .. الله الممجد فى مشورة القديسين ) ثم يصلى الكاهن صلاة الشكر بعد اللقان       ( نشكرك أيها الرب الإله .. ) أمين .

 

هـ- رفع بخور باكر عيد الغطاس المجيد :-

بعد انتهاء صلاة اللقان و رشم جميع الحاضرين فى جباههم يتوجه الكاهن إلى الهيكل ليبدأ رفع بخور باكر ... و هو نفس نظام رفع باكر عيد الميلاد المجيد ... و يوجد مرد إنجيل خاص .

 

و- القداس الإلهي :-

يصلى القداس مع ملاحظة دخول الحمل بدوره من خارج الكنيسة حيث يحمل اكبر الكهنة الحمل ... و يدخل الشمامسة بالشموع قائلين ( ابؤرو .. ) ثم كير يا ليسون الحمل .. ( و هذا النظام فى عيدى الميلاد و الغطاس .

 

ملاحظات :-

1-  تحتفل الكنيسة بعيد الغطاس المجيد لثلاث أيام من 11 – 13 طوبة ( عيد عرس قانا الجليل ) .. و تؤدى فيها الصلوات بالطقس الفرايحى و يمنع فيها الصوم الانقطاعى .

2-     فى الأديرة يصلى مساء يوم العيد ( الميلاد و الغطاس ) المزامير من باكر إلى الستار .

3-  القداس به : هيتنية ليوحنا بن زكريا ، و مرد ابركسيس و بعد الابراكسيس يقال لحن يوحنا المعمدان ( اوران انشوش ) و به نغمة من بى ابنفما و يا أم النور ) و هناك مرد للمزمور و الإنجيل و اسبسمسنى .

 

( 4 ) عيد دخول السيد المسيح أورشليم كملك

" احد الشعانين "

 

شعانين : كلمة عبرانية من ( هوشعنا ) أوصنا .. معناها ( يا رب خلص ) ( مت 21 : 9 ) و منها أخذت لفظة أوصنا اليونانية ( مت 21 : 9 ) التى ترتلها الكنيسة فى هذا العيد ... و هو يأتى قبل الفصح بأسبوع و هو الأحد الأخير من الصوم و اليوم الأول من أسبوع الآلام ... و فيه يبارك الكاهن أغصان الشجر من الزيتون و سعف النخيل و يجرى الطواف بالبيعة بطريقة رمزية تذكاراً لدخول السيد المسيح الاحتفالى إلى أورشليم . و ذلك أن المسيح غادر بيت عنيا قبل الفصح بستة أيام و سار إلى الهيكل فكان الجمع الغفير من الشعب يفرشون ثيابهم أمامه و آخرون يقطعون أغصان الشجر و يطرحونها فى طريقة احتفاء به و هم يصرخون ( هوشعنا لابن داود مبارك الآتي باسم الرب هوشعنا فى الأعالى ( مت 21 : 9 ) .. و قد كانوا يدعون هذا اليوم قديماً بأسماء مختلفة منها ( أحد المستحقين ) و هم طلاب العماد الذين عرفوا الدين المسيحى و أرادوا اعتناقه فكانوا يذهبون و يطلبون التنصير يوم سبت النور ( سبت لعازر ) طبقاً لاصطلاحات الكنيسة فى أول عهدها .. كذلك كانوا يدعونه ( أحد غسل الرأس ) و هى عادة كانت لهم فى ذلك الزمان إشارة للتطهير و استعداد للتنصير ... كذلك يدعون ( أحد الأغصان ) ، أحد السعف ، أحد أوصنا ) انظر دائرة المعارف مجلد 10 وجه 468 ) .

و لأهمية هذا الحدث الجليل رتبت الكنيسة الاحتفال بذكراه كل سنه و جعلته عيداً عمومياً من أعيادها الكبرى منذ القديم لأسباب منها :-

أولاً :- لتذكير بنيها بذلك الاحتفال العظيم الذى استقبل به يسوع حتى كلما حضروا يوم الشعانين حاملين بأيديهم سعف النخيل و أغصان الزيتون يمثلون فى الحال ذلك الموكب البهيج و الاحتفال المهيب و تلك الجماهير المحتشدة احتفاء بقدوم يسوع فترتقى عقولهم إلى تلك الأيام التى تمت فيها أمور خلاصهم .

ثانياً :- لترسم فى أذهانهم وجوب الاستعداد القلبى الدائم لاستقبال يسوع فى هيكل قلوبهم بمناولة جسده و دمه الاقدسين ببساطة ضمير و طهارة قلب كأطفال أورشليم .

ثالثاً :- لكى تعلمهم بهذا الاحتفال مطابقة الحقيقة المثال فإن خروف الفصح كان يجب أن يؤتى به فى اليوم العاشر من الهلال و يبقى محفوظاً إلى الرابع عشر منه .. و فى مثل هذا اليوم نفسه        ( العاشر ) داخل يسوع أورشليم بصفته حمل الله الرافع خطايا العالم ( يو 1 : 44 ) و فى الرابع عشر منه ذبح لأجلنا ( 1كو 5 : 7 ) .

هذا و مع أن سعف النخيل و أغصان الزيتون استعملت فى الاحتفال الذى نعيد لذكراه .. و استعمالها إياها يكون تشبها بمن سبقونا إلى نفس العمل .. و لكننا ننظر إليها نظرة روحية فإن سعف النخل يشير إلى الظفر و إلى الإكليل الذى يهبه الله للمجاهدين المنتصرين فيوحنا الحبيب رأى جمعاً كبيراً منتصراً فى أيدهم سعف النخيل ( رؤ 7 : 9 ) و إلى وجوب الجهاد الحسن ( اى 6 : 2 ) لينل إكليل الحياة الذى وعد به الرب الذين يحبونه ( 1كو 9 : 25 ) ( 2تى 4 : 7 ، يع 1 : 12 ، بط 5 : 4 ، رؤ 2 : 10 ) أما أغصان الزيتون فتشير إلى السلام كما أن عصيره يشير إلى القداسة لهذا لما أرسل نوح الحمامة عادت و فى فمها غصن الزيتون اخضر ( تك 8 : 11 ) إشارة إلى حلول السلام على الأرض .. و لذا فالكنيسة تحثنا على أن تتبع السلام مع الجميع و القداسة و التى بدونها لن يرى أحد الرب ( عب 12 : 14 ) فإن ثمر البر يزرع فى السلام من الذين يفعلون السلام ( يع 3 : 18 ) .

أما ترتيل ( أوصانا ) فى أثناء الطواف ( الدورة التى تعمل فى باكر العيد ) فلأنها الترنيمة النبوية الوحيدة ( مز 118 : 25 ، 26 ) التى لاقى بها الشعب العبرانى رب المجد يوم دخوله أورشليم    ( مت 21 : 9 ) .

أما أن الكنيسة تقرأ فصلاً من الإنجيل فى كل زاوية من الزوايا الكنيسة فذلك لسببين :

الأول : للدلالة على وجوب انتشار الإنجيل فى كل أقطار الأرض الأربعة .

الثاني : لأن كلا من الأناجيل الأربعة روى خبر دخول الرب يسوع أورشليم فهى تقرأ فى كل جهة فصلاً منها إشارة إلى أن بناء المسيحية يشيد على هذه الأعمدة الأربعة و بلتالى على يسوع نفسه حجر الزاوية ( اف 2 : 20 ) الذى نادى به الرسل فى كل مكان ( رو 10 : 8 ) ( كو 1 : 23 ) و تنشد به الكنيسة الأن و إلى نهاية الزمان .

 

طقس العيد :

 

أ- عشية عيد أحد الشعانين :-

توجد ابصالية خاصة بالعيد ( موجودة بكتاب دلال أسبوع الآلام ) و تقال بلحن الفرح .. ( حيث لا توجد طريقة شعانين للأبصاليات فللأبصاليات ثلاث طرق فقط و ليس خمسة ( سنوى – كيهكى – فرايحى ) أما فى الصوم الكبير فتقال الابصاليات بالطريقة السنوى و فى عيد الشعانين و عيدى الصليب تقال الابصالية بالطريقة الفرايحى حيث لا توجد للأبصاليات طريقة شعانين أو صيامى ) و لكن الشيرات الأولى و الثانية و ختام الثيئوطوكيات الواطس بلحن شعانين .. و بعد الشيرات يوجد بكتاب دلال أسبوع الآلام و كتاب دورة عيدى الصليب و الشعانين و طروحات الصوم الكبير و الخماسين .. يوجد طرح يقال خاص بالشعانين .

 

 

 

ب- ترتيب رفع بخور عشية لعيد أحد الشعانين :

يرفع الكاهن بخور عشية و بعد ما يقول الكاهن افنوتى ناى نان يرتل الشعب كيرياليسون بالكبير ثم لحن الشعانين ( افلوجى مينوس ) ثم طرح ثم اوشية الإنجيل و يطرح المزمور سنوياً و يفسر الإنجيل عربيا و يرد بهذا المرد ( شيرى لازاروس ) و يكمل الصلاة كالمعتاد .. و أن كان يوجد أيقونة للشعانين فيوقدون الشموع و يمضون نحوها و هم يرتلون لحن الشعانين ( افلوجى مينوس ) ثم الطرح .. و هذا القانون ( راشى اونوف سيون تى فاكى – أفرحي و تهللى يا صهيون المدينة ) و بعد ذلك يختم الصلاة بلحن البركة كالمعتاد .. و يصرف الشعب إلى منزلهم بسلام ليستريحوا قليلاً .

ج- تسبحة نصف الليل لعيد أحد الشعانين :

تقال ستة ابصاليات موجودة بكتاب دلال أسبوع الآلام و يلاحظ الأتى :

1-  أن هناك ثلاث ذكصولوجيات خاصة بالشعانين ( موجودة بكتاب دلال أسبوع الآلام ، الابصلمودية السنوية .. طبعة نهضة الكنائس ) .

2-     ابصالية ايكوتى تقال باللحن الفريحى .

3-     يوجد طرح ( موجود بكتاب دلال أسبوع الآلام ) .

4-     اللحن هنا لحن شعانينى ، ثم يكمل كالمعتاد .

رفع بخور باكر عيد أحد الشعانين :

كالمعتاد مثل اى باكر فيما عدا الطريقة الفريحى و أوشية القرابين ، حتى يقول الكاهن افنوتى ناى نان ( و هو رافع صليباً من سعف النخيل و أغصان الزيتون – كذلك فى عشية ) بالكبير فيرتل الشعب بالناقوس ( أمين كيرياليسون كيرياليسون كيرياليسون ) ثم يطوفون الهيكل و يقولون لحن الشعانين ( افلوجى مينوس ) ثم يطرح الشعانين ( اصعد على الجبال العالية ) ثم يطوفون البيعة و يرفع الكهنة البخور أمام الهيكل و الأيقونات و هم يقرأون الفصول الخاصة بالدورة و ترتيبها كالأتى :

1-  يقول الكاهن اوشية الإنجيل و يطرح المزمور دمجاً أمام الهيكل الكبير ثم يقرأ الإنجيل من (يوحنا 1 : 44 – 51 ) ثم يردد المرتلون بهذا الربع ( بى افنو ان زو اون ... ) ثم يرددون بالمرد الثابت وراء كل ربع و هو ( أوصنا خين نى انتشوسى ) .

2-  يتجهون نحو بحرى و يقفون أمام أيقونة السيدة العذراء و بعد اوشية الإنجيل و طرح المزمور دمجاً يقال الإنجيل من ( لوقا 1 : 39 – 56 ) ثم يردون بهذا المرد ( تين تشيسى أممو .... ) و المرد الثابت .

3-  ثم يقفون أما أيقونة غبريال و بعد الاوشية و طرح المزمور يقال الإنجيل من ( لو 1 : 26 – 38 ) و يردون بهذا الربع ( غبريال بى انجيلوس .. و المرد الثابت ..

4-  يقفون أمام أيقونة ميخائيل و بعد الاوشية و طرح المزمور دمجاً و يقرأ الإنجيل من ( متى 13 : 44-52) ثم يردون بهذا الربع ( ميخائيل أب أرخون .. ) و المرد الثابت ..

5-  يقفون أمام أيقونة مار مرقس الإنجيلي و تقال الاوشية و يطرح المزمور دمجاً .. يقرأ الإنجيل من ( لو 10 : 1 – 12 ) و يرددون بهذا الربع ( ماركوس بى ابوسطولوس و المراد الثابت .

6-  يقفون أمام أيقونة الرسل بعد الاوشية و طرح المزمور دمجاً يقرأ الإنجيل من ( متى 10 : 1 – 8 ) و يرون بهذا الربع ( ايسوس بى اخرستوس .. ) و المراد الثابت ..

7-  يقفون أمام أيقونة الشهيد العظيم مار جرجس ( أو أى شهيد آخر ) و بعد الاوشية و طرح المزمور دمجاً يقرأ الإنجيل من ( لوقا 21 : 12 – 19 ) و يردون بهذا الربع ( شاشف ان رومبى .. ) و المرد الثابت ..

8-  يقفون أمام أيقونة الأنبا انطونيوس أو اى قديس آخر .. و بعد الاوشية و المزمور يقرأ الإنجيل من ( متى 16 : 24 – 28 ) . و يقولون هذا الربع ( فول ايفول خين نى نين هيت .. ) و المراد الثابت .

9-  يطوفون فى الكنيسة متجهين إلى الغرب و يقفون أمام بابها البحرى .. و بعد الاوشية و المزمور يقرأ الإنجيل من ( لو 13 : 22 – 30 ) و يردون بهذا الربع ( اكشان اى خين تيك ماه اسنوتى ) و المرد الثابت .

10-يسيرون إلى الغرب و يتوجهون إلى المغطس ( اى موضوع اللقان ) و بعد الاوشية و المزمور يقرأ الإنجيل من ( متى 3 : 13 – 17 ) .. و يردون بهذا الربع ( اف مثيرى انجى يؤانس ) و المرد الثابت .

11-يسيرون إلى باب الكنيسة القبلى .. و بعد الاوشية و المزمور يقرأ الإنجيل من ( متى 21 : 1 – 11 ) و يردون بهذا الربع ( ف ايت هيمس هيجين نشيروبيم ) و المرد الثابت .

12-يقفون أمام أيقونة القديس يوحنا المعمدان سابق السيد المسيح .. و بعد الاوشية و المزمور يقرأ الإنجيل من ( لوقا 7 : 28 – 35 ) و يردون بهذا الربع ( امبى أو اوت تونف هين نى جين ميس ) و المرد الثابت .

و بعد انتهاء الدورة يقول الكاهن اوشية الإنجيل و يطرح المزمور قبطياً ثم يقرأ الإنجيل قبطياً و عربياً ( و هو إنجيل باكر الموجود فى القطمارس ) و فى نهايته يقول المرتلون مرد إنجيل باكر   ( اتفاش .. ) ثم يختمون الصلاة كالمعتاد و يقرأون القانون و الميمر .

 

هـ- قداس عيد أحد الشعانين :

تقال مزامير الثالثة و السادسة و بعد الابراكسيس يقال لحن الشعانين ( افلوجى مينوس ) ثم الأرباع آلاتية بالناقوس ( فى ان هيمس ) و هى موجودة بكتاب خدمة الشماس قبطى و يلاحظ ان هناك أربعة أناجيل .. يقال قبل الأول و الرابع اوشية الإنجيل يطرح المزمور الأول باللحن السنجارى و لكن المزمور الرابع ( قبل الإنجيل الرابع ) باللحن السنوى .. و هذه الأربعة أناجيل يقرأها قبطياً البطريرك أو المطران أو الأسقف أو كبير الكهنة .. و بعد كل إنجيل يوجد مرد إنجيل خاص

( انظر خدمة الشماس القبطى ) .. و يوجد اسبسمسينى و يكمل القداس إلى آخره و يقال المزمور 150 و بعده يقال ربع واحد بلحن الشعانين ( اجى اف سمارؤوت ) ثم تبدأ صلاة التجنيز العام دون ان تقال ثوك تى تى جوم .

و الغرض من عمل التجنيز العام فى هذا اليوم هو خشية ان يموت أحد من الشعب فى أسبوع الآلام فلا يجب رفع بخور إلا فى يومى الخميس و السبت .. فهذا التجنيز فى الأربعة أيام التى لا يجب رفع بخور فيها .. بل إذا انتقل أحد من الشعب يحضرون به إلى البيعة و تقرأ عليه الفصول التى تناسب التجنيز من غير رفع بخور .

 

و- ترتيب صلاة التجنيز العام :

عندما ينتهى الكاهن من صلاة القداس و يبدأ توزيع الأسرار المقدسة يقول الشعب المزمور 150 و أول ربع منه بلحن الشعانين و باقية دمجا يتم الرسم الكنسى فى هذا اليوم إلى ما بعد التوزيع بالحان الفرح لأنه عيد سيدى .. و بعد ذلك يعمل التجنيز العام .. أو بعد ان يغسل الكاهن الاوانى و يديه لا يعطى تسريحاً للشعب بل ينزل من الهيكل و يسدل عليه الستر و يبدأ فى صلاة التجنيز العام و بدايته يقول مقدمة البولس بلحن التجنيز ( أثفيتى أناستاسيس ) ثم المقدمة المعتادة ( بافلوس أفوك امبين شويس ) ثم البولس نفسه ( انظر كتاب خدمة الشماس قبطى ) .

ثم يقول الكاهن اوشية الإنجيل ثم يقرأ المزمور و الإنجيل قبطياً بلحن الحزن ثم يفسر عربياً و يصلى الكاهن الثلاث اواسى الكبار السلامة و الآباء و الاجتماعات ... ثم يقولون قانون الأيمان ثم يقول الكاهن اوشية الراقدين .. و أبانا الذى فى السموات .. ثم التحاليل الثلاثة و بعدها يرفع الكاهن الصليب و يقول بطريقة البصخة ( افنوتى ناى نان ) و يجاوبه الشعب ( كيرياليسون ) اثنتى عشرة دفعة على الصفين و يختم الكاهن بالبركة المستخدمة فى جمعة الآلام ثم يصرف الشعب .. و أمرت الكنيسة أن تصلى صلاة التجنيز على إناء عادى به ماء و يرش منه على المصلين غير ان العامة لجهلهم السبب الذى لأجله تصلى الكنيسة على هذا الماء يظنون انه لتكريس السعف و يحدثون ضوضاء عظيمة و الواقع انه لا يوجد فى طقس الكنيسة نظام لتكريس السعف برشه بالماء إذ ان الماء الذى يرش هو كما ذكرناه ماء الجناز العام فحسب ...! .

و قد أوضحت بعض الكتب الطقسية انه يجب على كل الشعب المسيحى من رجال و نساء و شباب و شابات ان يحضر هذا التجنيز العام لإنذارهم بأن أسبوع الآلام لا يحصل فيه تجنيز أخر لأن هذا الأسبوع خاص بتذكار آلام رب المجد و موته .. و كذلك لأنه كابد فيه الاما مرة فقد رتبت الكنيسة ألا تشترك فى حزن أخر غير حزنه .. و أيضا .. لأنها خصصت هذا الأسبوع لصرفه فى الصلاة و التسبيح و الصوم و هى حزينة على خطايانا مشتركة فى آلام الرب و قائلة لبنيها على لسان بولس ( لأن الحزن الذى بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة و أما حزن العالم فينشئ موتاً ... (2كو 7 : 10 ) .

(5) عيد القيامة المجيد

 

ان النهار إذا قيس بالليل بينهما فرق شاسع و إذا كان كل يوم يبعث فى قلوبنا فرحاً بسر من الأسرار فعيد القيامة يبشرنا بكمال جميع الأسرار و تمامها و أى يوم مثل هذا اليوم .. !! عيد باهر فيه أشرقت فيه أنوار القيامة و سطعت على جميع شعب الله و جلت بأشعتها دجى الظلومات .. فيه سحق يسوع رأس الحية و حطم متاريس الجحيم و قام منتصراً على الهاوية ناقضاً أوجاع الموت   ( أع 2 : 24 ) فلا شوكة للموت و لا غلبة و تهليل نفوس الآباء و الأنبياء و الصديقين و إتمام أمانتهم ( راجع 1ش 60 ، 61 ، 62 مز 118 : 24 ) و لهذا يدعوه أباء الكنيسة بأسماء تدل على سمو منزلته .. فالذهبى فمه يدعوه إكليل الأعياد التيزينزى يسميه ملك الأعياد و عيد الأعياد        ( خطبة 19 ) و القديس يوستينوس يدعوه عيد الفصح المجيد لأن خروج الفصح اليهودى كان رمزاً إلى المسيح فصحنا أيضا الذى ذبح لأجلنا و فيه يجب ان نسر و فرح ( مز 118 : 24 ) فلا عجب ان كان عيد القيامة يفوق سائر الأعياد و يسمو عليها كما تفوق الشمس سائر النجوم .. كيف لا و هو تأكيد و تحقيق لإيماننا و عربون لقيامتنا (1كو 15 : 14 – الخ ) .

و لا يخفى ان كلمة الفصح بالسريانية معناها السرور و الابتهاج و قد كان عيد الفصح و لا يزال فى الكنيسة هو عيد الفرح و البهجة و المسرة قال صاحب تاريخ الانشقاق ( لعيد الفصح المقدس المنزلة الأولى فى أعياد المسيحين من الأزمنة الرسولية عينها بحسب شهادات الرسول برنابا     ق 15 و اغناطيوس 9 و يوستينوس احتجاج 1/67 و يلينوس رسالة 1 : 97 و غيرهم ) و لم يكن بعيد ألف لتذكار الخلاص كل أحد فكان يوم الأحد يعيد أيضا من جميع المسيحين كيوم الفرح و بهجة الصلاة وقوفاً و بلا صوم ( ترتليانوس فى الإكليل 1 : 3 ) و ايريناوس و غيرهما غير ان عيد الفصح كانت له شعائر خصوصية فى قلوب المؤمنين ( جزء وجه 31 ) .

تحتفل الكنيسة بهذا العيد تذكاراً لقيامة الرب من بين الأموات بمجد عظيم لأجل تبريرنا ( رو 4 : 25 ) و تخص بنيها على شكر الله الذى حسب رحمته الكثيرة و لدنا لرجاء حى بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى و لا يتدنس و لا يضمحل محفوظ فى السموات لأجلنا ( 1بط 3 ، 4 ) .. و يرجع وضع هذا العيد فى الكنيسة إلى الرسل أنفسهم بدليل أمر الرسول للمؤمنين بقوله ( ان فصحنا أيضا المسيح ذبح لأجلنا إذا لنعيد بفطير الإخلاص و الحق ( 1كو 5 : 7 ، 8 ) و الكنيسة تمارس و تحتفل به من العصر الرسولى بدليل :

أولا : ما جاء فى أوامر و قوانين الرسل و هو : يجب عليكن يا اخوتنا الذين اشتريتم بالدم الكريم دم المسيح ان تعملوا يوم الفصح بكل استقصاء و اهتمام عظيم من بعد طعام الفطير ( بعد عيد اليهود ) و لا تصنعوا عيد قيامة ربنا يسوع المسيح آلا فى يوم الأحد لا غير و انتم مسرورون بأن يسوع قام من الموت و هو عربون لقيامتنا و يكون لكم هذا ناموساً أبديا إلى أن يأتى الرب .. الخ   ( دسق 31 المجموع الصفوى ب 19 وجه 198 ) .. و جاء فى ق 7 للرسل ما نصه ( كل أسقف أو قس أو شماس يعيد الفصح مع اليهود .. الخ ) .

ثانياً : من أقوال آباء و علماء الكنيسة فى الأجيال الأولى و قد ذكر شهاداتهم .. و نزيد عليها شهادة العلامة اوريجانوس إذ قال أم عيد القيامة كان محفوظاً فى الكنيسة و يحتفل به كغيره من الأعياد   ( ضد ملينوس ك 8 صحيفة 392 ) .. و الذهبى فمه يقول ( ان القيامة لسر محقق و عيدها اعظم الأعياد فلنكرمه بأعمال صالحة ترضى الله ) .

ثالثاً : من أقوال البروتستانت ،، و قد مر ذكر بعضها ،، و نزيد عليها هنا ما قاله صاحب كتاب ريحانه النفوس عن هذا العيد و هو نصه ( و بسبب الفوائد العظيمة التى حصلت للجنس البشرى بموت المسيح كانوا فى هذا العيد يظهرون كل نوع من الفرح و يمتنعون فيه عن الصوم و عن جميع علامات الحزن و كانوا يصرفون هذا اليوم بالمسرات الروحية و على هذا المنوال كانوا يحفظون عيد العنصرة ( صحيفة 15 ) .. ( و فى وجه 13 ) قال : و قد جمعنا هذين العيدين        ( القيامة و العنصرة ) لأن الظاهر ابتداءهما كان فى زمن واحد فالأول منهما كان تذكاراً لموت السيد المسيح و قيامته و الثانى لحلول الروح القدس على التلاميذ و بيان انهما حفظا قديماً جداً حتى انه :

أولا : ان يحتفل بهذا العيد المجيد يوم الأحد لا غير .

ثانياً : ان يكون العيد فى الأحد الذى بعد فصح اليهود لا معهم و لا قبلهم ( دستى 31 ، المجموع الصفوى وجه 198 ) ( و القانون السابع الرسولى يحكم بفرز و قطع من يعيد الفصح مع اليهود قبل استواء الليل و النهار الربيعى ) .. و قد يتأخر العيد عن فصح اليهود أسبوعا أو اثنين تبعاً للقاعدة الحسابية المتبعة فى تعيين يوم الصوم الأربعين و اليوم الذى يقع فيه العيد .

ثالثاً : ان الكنيسة تحتفل بهذا العيد ليلاً منذ القديم و تنتهى من القداس بعد منتصف الليل مراعاة للوقت الذى قام فيه المسيح لأنه قام باكراً و الظلام باق ( يو 20 : 1 ) و طبقاً لهذا أمر الرسل باحتفال به ليلا حتى تنتهى الكنيسة من الاحتفال واقامة الشعائر الدينية ) فى الوقت المناسب والموافق لقيامة المسيح عند صياح الديك ( دمشق 18 والمجموع المصغوى وجه 197 ) ومعلوم ان صياح الدين يكون فى الفجر باكرا والظلام باق وبعبارة اخرى يكون فى نهاية الهزيع او البهجة الثالثة من الليل باعتبار تقسيم اليهود الليل الى اربعة هجعات ( راجع مز 13: 35 , لو 12 : 38 ) .

          أن الكنيسة الغربية كانت متفقا معنا على اعتماد يوجد برهان على انهما كانا فى الجيل الاول وربما فى ايام الرسل )... وقال ايضا ... ( أن المسيحين الاولين كانوا يعيدون عيد الفصح باحتفال عظيم بسبب اعتبارها الكلى لقيامة المسيح فقد كانت القيامة حسب رأيهم وحسب تعليم بولس ايضا بمنزله حجر الزاوية فى الديانه المسيحية المقدسة لآن ايمانهم ورجاءهم كان مؤسسا على صحة هذا الحادث وبه ظهر المسيح منتصرا على الموت والجحيم والشيطان وجميع جنود الظلمة وبه ايضا تم عمل الفداء العظيم حتى اغريغوريوس النيزنيزى يسميه ملك الاعياد وعيد الاعياد .. وفم الذهب يدعوه اكليل الاعياد واعظم جميع الاعياد ويوم ارب العظيم الى ان قال .. ربما ان المسيح هو المزمور اليه بواسطة خيروف الفصح الذى كان يذبح ويوءكل فى فصح اليهود كان موافقا للطبيعة ان موت المسيح الذى كما يقول الرسول ( لآن فصحنا ايضا المسيح قد ذبح لاجلنا ) يحفظ له عيد عوض الفصح ( وجه 14 ) .

          ثبت مما تقدم جميعه أن الكنيسة الجامعة كانت ولا تزال تمارس الاحتفال لهذا العيد السنوى من أول نشأتها ... ومما يجب ملاحظته أن القوانين الرسولية أمرت :

الحساب الابقطى فى تعييد الفصح واستمرت هكذا حتى قام البابا أغريغوريوس 13 بابا رومية وأدخل الاصلاح الغريغورى فى حساب السنة 1582 وفى هذا التاريخ انقسمت الكنيسة فى التعييد الى قسمين :-

1-     الشرقيون ويعيدون معنا على حسابنا الاصلى ( الذى عينية مجمع نيقية ) .

2-     الغربيون يعيدون على حسابهم الجديد المسمى بالحساب الافرنكى وعيدهم يتقدم غالبا عن الشرقيين أسبوعيا أو أكثر ذلك أنهم لما أصلحوا سننهم بأن آسقطوا من الحساب بعض أيام صارت 13 يوما سبقت شهور الروم كما فى كتاب مرشد الطالبين ( وجه 575 وكما سبقت ورد فى الحق برمهات سنة 1616 للشهداء ....) عملوا لهم قاعدة حساب جديدة للعيد أيضا فبسبب الايام التى سبقت شهور الروم ثم بسبب القاعدة الجديدة التى لهم صار عيدهم يسبق عيد غيرهم أسبوعا أو أكثر الى خمسة أسابيع وأحيانا يكون مع فصح اليهود مع أن القوانين نهت عن ذلك كما رأينا ( راجع الحق سنة 12 ) .

طقس العيد :

أ- تسبحة نصف الليل

          يجتمع الكهنة والشعب فى الكنيسة وينبرئون بقراءة انجيل يوحنا , يقرأون النبوات قبطيا  وعربيا ان لم تكن قد قرئت وقت التناول يوم السبت ... يبدئون بصلاة نصف الليل ( راجع كتاب خدمة الشماس قبطى , دلال أسبوع الالام ) . وفى أثناء ذلك توقد الشموع ويلف الانجيل فى ستر ابيض ويحمله كبير الكهنة ويطوفون بها الكنيسة وهم يرتلون بالناقوس لحن ( تين ثينو ) ( الى أن ينتهوا الى الخورس الاول ويكملون باقيها دمجا .. وبعدها المزمور ال 50 الى اخره . وبعدها يقولون مديح القيامة المقدسة ( تين ناف ) وهو يقال طوال الخماسين ثم فى الاحاد فقط من بعد الخماسين حتى نهاية شهر هاتور ... مع ملاحظة أن ثيئوطوكية الاحد تقال كلها بما فيها ( نيم غارخين نى انوتى ) ثم طرح عيد القيامة ( بكتاب دلال أسبوع الالام وطروحات الصوم الكبير والخماسين ) .

ب- رفع بخور باكر

          المزمور باللحن السنوى ويقال بعده الطواف ( ماريف ترنف ) بخدمة الشماس ويرد للانجيل بهذا المرد ( اكؤاب ابشويس ) بكتاب دلال أسبوع الالام ... ويكمل الصلاة كالمعتاد ويقولون هذا القانون ( ابشويس ابشويس ابشويس ... ) موجودة بخدمة الشماس .. وهى على نغمة سوماتوس ( ختام الصلاة فى الصوم الكبير ) ثم يقول الكاهن البركة ويختم الصلاة كالمعتاد .

ج- قداس عيد القيامة المجيد

          توجد بعض الملاحظات والايضاحات نورها هنا :

اولا : أن الكنيسة لا تصلى المزامير ليلة عيد القيامة قبل تقديم الحمل وذلك لما يأتى :

1-     لأنها رتبت ساعات معينة وخصصت لكل منها مزامير معينة ايضا للصلاة . والوقت الذى يحتفل فيه بقداس العيد ليس له مزامير خاصة به وبما انها تسير فى عباداتها حسب النظام الرسولى فهى تؤدى صلواتها فى أوقاتها المعينة .

2-     لأنها كما تسلمت من الرسل تحتفل بالقداس فى الاحاد نهارا نحو الساعة الثالثة التى حل فيها الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين ( 1 ع 2 : 14 , 15 ) وفى الاعياد الكبيرة الثلاثة ( الميلاد .. الغطاس .. والقيامة ) ليلا ..ربما أن الاحتفال بالعيد يكون ليلا لم يكن مناسبا ولاملائما للنظام أن تصلى فى هذا الوقت المزامير الخاصة بالساعتين ال 3 , ال 6  اللتين تصليهما عادة نهارا قبل القداس .

3-     لأنها تحتفل فى هذا العيد بقيامة فاديها وهى ترتل آناشيد المجد وترانيم البهجة فهى فى مقام فرح وتهليل والمزامير كما لا يخفى تحتوى على كثيرا من النبوات والرموز والعبادات التى لا تلائم روح العيد ولذا رأت الكنيسة أن تترك استعمال المزامير لأوقاتها الخاصة بها واكتفت منها بما ينبئ ويشير الى قيامة الرب كالمزامير ( 24 : 107 , 78 : 65 , 118 : 22 – 25 )

ثانيا : تمثيلية القيامة وهى لا تعمل الا ليلة هذا العيد المجيد حيث يغلق باب الهيكل وتطفأ أنوار الكنيسة ويدور حوار بين الكاهن ( أو كبير الشمامسة " المرتل " ) ورئيس الكهنة بداخل الهيكل .. ثم تضاء الانوار وتزف ايقونة القيامة فى الكنيسة ... والكنيسة تعلق ابواب الهيكل قبل عمل تذكار القيامة وذلك اشارة الى غلق ابواب الفردوس بواسطة ادم كما أن فتحه يذكرنا بفتحه بواسطة المسيح وزوال العداوة التى تسببت لادم وذريته بغواية ابليس واتمام الصلح بين الله الاب والانسان كما فى قول المخلص للص اليمين ( اليوم تكون معى فى افردوس ( لو 23 : 43 ) وفيه تعليم روحى لكل مؤمن أن يقترب من الله لأن قدس الاقداس السماوى قد فتح ( عب 9 : 12 , 24 , 10 : 19 ) ... وكما قلنا أنه بعد غلق الابواب ترتل الكنيسة بلسان الكاهن أو رئيس الشمامسة من خارج الهيكل بصوت جهورى ( المسيح قام – اخرستوس آنيستى ) فيجاوبه كاهن اخر او رئيس الكهنة من الداخل ( حقا قام – اليثوس انيستى ) ثلاثة مرات بالقبطى ثم بالعربى ... وذلك اشارة الى اذاعة بشرى القيامة بواسطة الملاك للنسوة اللاتى لما ذهبن الى لاقبر ليطيبن جسد المخلص وسألن الملاك عنه جاء هن قائلا قد قام ( مر 16 : 6 , لو 24 : 6 ) , ثم بعد ذلك يتلى ( مز 24 : 7 الخ ) فيهتف الكاهن من الخارج ( ارفعوا ايها الملوك ابوابكم وارتفعى ايتها الابواب الدهرية ) ثلاث مرات وبعد المرة الثالثة يضيف عليها عبارة ليدخل ملك المجد فيجاوبة الكاهن من الداخل ( من هو ملك المجد ؟ ) فيقول : ( الرب العزيز القوى الجبار القاهر فى الحروب هو ملك المجد ) ثم يفتح باب الهيكل وتبدأ الدورة . وذلك على ما قاله أحد العلماء : ان رئيس الكهنة رمز للمسيح والهيكل رمز للسماء وهذه الترنيمة النبوية هى التى أنشدتها الملائكة عند صعود المسيح وذلك أن الملائكة التى نزلت لخدمة الرب صرخت الى الرؤساء العلويين للتهيئ والاستعداد لاستقبال الرب ) وقد أجاب بعضهم على ذلك أيضا ( ان النبى ضمن نبوته هذه جهاد المسيح فى الصليب ومكافحته الخطية والالام وأنتصاره على الموت بموته الاختيارى وفوزه بالغلبة والظفر والفوز بالقيامة لامجيدة وقد أقامة النبى مقام ملك ذهب لاخضاع ودية شقت عصا الطاعة عليه فحارب الرجال وكافح الابطال واقتحم الاخطار وهزم الاعداء شر هزيمة وعاد رايات النصر تخفق امامه فجاءت العشائر وعلت أصوات الفرح ويؤدى فى عاصمة مملكته لتستعد لاستقباله والاحتفال بقدومة الامراء والعظماء وجميع أركان المملكة وتزين البلاط الملوكى وتهيئ الطرق وجميع الاماكن المزمع ان يمر فيها هذا الملك اجلالا له واكراما فشاءت الاخبار وأنتشرت فى أنحاء المدينة وأخذ الذين يجهلون عظمة هذا الفاتح وقوته يسألون الذين يعرفونه حق لامعرفة وقد حضروا له مواقع كثيرة ورأوا بطشة وشدة بأسه فأخبروهم عن حروبه الكثيرة وانتصاراته السعيدة وما زالوا فى قيام وقعود وفرح ومرح حتى دخل الملك بموكبة العظيم وتبوأ عرشه .. فكان هذا المثال يطابق كل المطابقة لصفات آدم الرب وموته وقيامته اذ جاهد وغلب وحارب وانتصر على قوات الجحيم ففرحت بذلك الجنود السماوية ومصاف الرسل الحوريين عرفوا مقداره وسمو منزلته وعظمة مقامة وجليلأعماله فوجب أن يقابل بهذا النشيد وقت القيامة لأنه يتضمن الامجاد والكرامات التى نالها من الارض والسماء لما انتصر على الاعداء وغلب الموت والشيطان والخطية والعالم اذا ابتهجت الرسل وتهللت الملائكة وبدا هؤلاء يبشر بعضهم بعضا بهذا النصر العظيم وبحث كل منهم الاخر على الاستعداد والتأهب لملاقاته واستقباله بما يلقيق من الاكرام حين صعود الى السماء وتبوئه آريكة مجده الابدية .

ثالثا : أما الطواف بالايقونة ليلة عيد القيامة اشارة الى ظهور الرب لتلاميذه وللنسوة بعد قيامته فى اليوم ذاته ولكثير من التلاميذ ولاكثر من 500 أخ ( راجع مت 28 : 16 , 17 , مر 16 : 14 , لو 24 : 34 – 36 , يو 20 : 19 , 26 , اع 1 : 3 , 1 كو 15 : 5 , 6 ) ثم أن الكنيسة تجرى هذا الطواف من أول الخماسين الى يوم الصعود وهى تتلو الاناشيد الكنسية والاغانى الروحية بصوت الفرح والات الحصد والتسبيح وذلك اشارة الى تردد الرب على تلاميذه بعد قيامته أربعين يوم ( أح 1 : 3 ) أما ابطاله من بعد عيد الصعود فهو لتذكير المؤمنين وتعليم غير العارفين أن الرب يسوع صعد الى السماء بعد الاربعين من قيامته ( لو 24 : 51 , أع 1 : 9 ) .. وأما غرض الكنيسة من الطواف بالايقونة بالترتيل وبصوت التهليل فهو لاعلان فرحها واظهار بهجتها بقيامة الرب بصورة فعلية تحرك قلوب المؤمنين على حمد الرب تمجيده . ثم اشارة الى قوله لتلاميذه ( سأراكم وتفرح قلوبكم ولأحد ينزع فرحكم منكم . أنتم ستحزنزن ولكن حزنكم يتحول الى فرح ( يو 16 : 20 – 22 ) وهكذا صار فان التلاميذ لما رأوا الرب فرحوا ( يو 20 : 20 ) .

يعد المزمور 150 فى التوزيع الذى يقال بلحن الفرح ... بعده يقال برلكس بطريقة الفرح الى الصعود ( كاطانى خورس ) وبعد التوزيع يقول الكاهن البركة ويصرف الشعب بسلام فرحين مبتهجين بقيامة الرب الذى له المجد الى الابد آمين .

-------------------------

6- عيد الصعود المجيد

هذا اليوم مجد بقية الاعياد وشرفها كما يقول الاباء لأن فيه صعد الرب الى السماء بعد أن أتم عمل الفداء أو اكمل كل التدبير الخلاص من بعد أربعين يوما من قيامته ( لو 24 : 51 , أع 1 : 1 – 11 ) وتحتفل الكنيسة تذكارا لصعود الرب :

          اولا : تمثلا بالملائكة التى فرحت به واستعدت لاستقباله استعدادا لائقا بمقامه العظيم وجلاله المرهوب وأخذت كل منها تبشر الاخرى بقدومه ( راجع مز 24 : 007 الخ ) .

          ثانيا : تنفيذا لنبوة داود النبى والتى دعا بها جميع الامم للترنم لاسمه والاحتفال بذكرى صعود بفرح وابتهاج ( مز 47 : 8 )

          ثالثا : طبقا لما جاء فى أوامر الرسل وهو : ( من أول اليوم من الجمعه الاولى احصوا أربعين يوما الى خامس السبوت ( أى يوم الخمسين ) ثم أضعوا عيد لصعود الرب الذى اكمل فيه كل التدبيرات وكل الترتب وصعد الى الله الاب الذى أرسله وجلس عن يمين القوة ( دسق 31 ) ولا تشتغلوا فى يوم الصعود لأن تدبير المسيح اكمل فيه ( المجموع الصفوى 198 , 199 ) .

          أما أقوال الاباء فتدل على سمو منزلته فى الكنيسة منذ القديم .. فالقديس كبريانوس يقول ( لا من لسان بشر ولا ملائكى يستطيع أن يصف بحسب الواجب عظيم الاحتفال والاكرام الذى صار للاله المتجسد بصعوده فى هذا اليوم ولانه لا يوصف ولا يدرك ) . والقديس أبينانيوس يقول : ( أن هذا اليوم هو مجد بقية الاعياد وشرفها لأنه يتضح أن الرب اكمل فى هذا العيد عمل الراعى العظيم الذى أخبرنا عنه ( لو 15 : 4 – 7 ) والذهبى فمه يقول ( أن داود النبى تنبأ ساطعة ومجد عظيم لا يوصف وحينئذ هتف الروح القدس آمرا القوات العلوية ( أرفعوا أيها الرؤساء أبوابكم ) .

وغرض الكنيسة من الاحتفال بهذا العيد ظاهر فأنه يقصد :

1-     حث بنيها على شكر وتمجيد الرب الذى أنهض طبيعتنا الساقطة وأصعدنا وأجلسنا معه فى السماويات ( أف 2 : 6 ) .

2-     تعليمهم بأن الذى انحدر لأجل خلاصنا هوالذى صعد ايضا فوق جميع السموات لكى يملأ الكل ( أف 4 : 9 , 10 ) فيجب أن يفرحوا لأن الرب ملك على الامم . الله جلس على كرسى مجده ( مز 47 : 8 ) .

3-     تفهيمهم أن يسوع هذا الذى ارتفع عنكم الى السماء سيأتى هكذا ( 1 ع 1 : 11 ) للدينونة ( مت 16 : 27 ) .

طقس العيد :

          توجد ابصالية واطس خاصة موجودة بكتاب اللغات والسجدة , وأرباع الناقوس وذكصولوجية خاصة ( بالابصلمودية السنوية طبعه نهضة الكنائس ) .. وكما أن للعيد ابصالية خاصة .. فتوجد ابصاليتان ( واطس وأدام ) لفترة العشرة ايام الواقعة بين عيدى الصعود والعنصرة ( موجودتين بكتاب اللغات والسجدة وبالابصلمودية السنوية طبعة نهضة الكنائس ) . باقى السبحة عادية .. ولكن هناك مزامير الساعتين الثالثة والسادسة .. ومر ابركسيس خاص يقال حتى العنصرة .. وهناك لمن يقال يوم خميس الصعود نفسه والاحد السادس من الخماسين بعد الابركسيس ويقال أيضا فى التوزيع اذا كان المتناولون كثيرين ( أفريك اتفى .. طاطا السماء ) وله برلكس ومرد . وهناك دورة مثل القيامة بصورتى القيامة والصعود .. ويقال فى هذه الدورة ( وكذلك فى الاحد السادس ) اخرستوس آنيستى ( القيامة ) ثم ( أبى أخرستوس أنيليم ابسيس .. ) ويعاد الاثنين حتى آخر لادورة . وفى نهايتها يقال ( بى اخرستوس افتوئف .. ) وهذه الدورة نفسها فىى العنصرة مع اضافة ربع اللحن السابق كذلك يوجد مرد مزمور وانجيل وأسبسمات ( واطس وآدام ) للفترة ما بين الصعود والعنصرة .

----------------------------

7- عيد حلول الروح القدس

          هو عيد عظيم يحوى فى ذاته أسرار عظيمة من العهدين وقد كان من أعياد اليهود الثلاثة الكبيرة ( الفصح والحصاد والمظال ) حيث كان يسمى عيد الحصاد عيد الاسابيع ( خر 34 : 22 ) وسمى فى العهد الجديد : يوم الخمسين ( أع 2 : 1 , 20 : 16 , 1كو 16 : 8 ) وهو آخر سبعة أسابيع بعد اليوم الاول من أيام الفطير ( خر 23 : 16 .. راجع لا 23 : 35 ) ( خر 23 : 14 – 17 ) .. وسمى عندهم عيد الجمع ( خر 24 : 22 راجع لا 23 : 34 ) صنع تذكارا لقبول موسى الشريعة التى وضعت أساسا لسياسة الشعب الدينية والمدينة عند مدخل أرض الميعاد وتخلص من العبودية ... وكانوا يكرسون هذا التذكار شاكرين الله لانتهاء الحصاد الذى يبتدئ فى جمع أبكار غلات لاحقل ( خر 23 : 16 , لا 23 : 10 –11 ) وفيه كان يقربون فى الهيكل النقد ملات العديدة عن الخطية بخبز ترديد ( لا 23 : 17 , 20 ) .. كما أنهم كانوا يعيدونه بفرح عظيم اذ كان يذهب للاحتفال به فى أورشليم اليهود المشتتة فى جميع أقطار الأرض ( 1 ع 2 : 5 ) .

          كان هذا العيد فى العهد القديم رمزا لما صنعه السيد للجنس البشرى والكنيسة تحتفل به تذكارا لتلك الاعجوبة لاعظيمة التى قدست العالم وفتحت طريق الايمان وقدست الرسل بنوع خاص وهى حلول الروح القدس على جمهور التلاميذ يشبه السنة نار منقسمة كأنها من نار استقرت على كل واحد منهم بينما كانوا مجتمعين للصلاة بنفس واحدة فى العلية فى يوم لاخمسين ( أع 2 : 1 – 4 ) .

          أن أصل وضع هذا العيد فى الكنيسة يرجع الى الرسل أنفسهم وتدل شهادات الكتاب وأقوال الاباء والتاريخ على أن الرسل وضعوه واحتفلوا به ... كما سنرى :

اولا : ان الرسول بولس  بعد أن مكث فى أفسس أياميا ودع المؤمنين وأسرع بالذهاب الى أورشليم قائلا لهم : على كل حال ينبغى أن اعمل العيد القادم فى أورشليم ( اع 18 : 31 ) .. وكاتب الاعمال قال ( انهم لما جاءوا الى ميليتس عزم بولس أن يتجاوز الى أفسس فى البحر لئلا يعرض له أن يصرف وقتا فى آسيا لأنه كان يسرع حتى اذا أمكنه يكون فى أورشليم فى يوم الخمسين ( اع 20 : 16 ) ثم أنه لما كان فى اسيا وعد مؤمنى كورنثوس بالحضور عندهم بعد أن يعيد عيد العنصرة ( 1 كو 16 : 7 , 8 ) .

ثانيا : قد امر الرسل بالاحتفال به كما يتضح من أقوالهم وهى : ( ومن بعد عشرة أيام بعد الصعود : فليكن لكم عيد عظيم لانه فى هذا اليوم فى الساعة الثالثة أرسل الينا يسوع المسيح البار اقليط ( لفظة يونانية ) أصلها باراكليطون ومعناها المعزى ( يو 16 : 26 ) الروح المعزى امتلانا من موهبته وكلمنا بألسنه ولغات جديدة كما كان يحركنا وقد بشرنا اليهود والامم بأن المسيح هو الله ( دستى 31 ) .. ولا تشتغلوا يوم الخميس لان فيه حل الروح القدس على المؤمنين بالمسيح ( رسط 66 و 199) .

ثالثا : أما أقوال الاباء والتاريخ فهى تثبت أنه تسليم رسولى .. فاورجانوس قال أنه تسليم من الرسل أنفسهم ( ضد مليتوس ك 8 وجه 19 ) ويوستيوس اشهيد ( راجع تاريخ آوسابيوس 4 ف 5 ) وآغريغوريوس فى مقالته على العنصرة .. وعليه أجمعت سائر الكنائس الرسولية فى العالم . والبروتستانت أيضا يشهدون بمناقلناه كما اتضح من أقوالهم التى ذكرناها عند التكلم عن عيد القيامة المجيد ونزيد عليه هنا ما قاله صاحب ريحانه النفوس وهو : ( بما أن تاسيس الكنيسة المسيحية من وقت أن فاض الروح القدس وآمن به 3 الاف نفس فى يوم واحد يستحق هذا الحادث العظيم أن يذكر عوض القصد الاصلى الذى رتب لاجله عيد الفصح اليهودى ( صحيفة 14 , 15 ) .. الى أن قال : ود جمعنا هذين العيدين ( القيامة والعنصرة ) لانهما رتبا فى زمان واحد فى القرن الاول ( صحيفة 15 ) .

طقس العيد :

أ- تسبحة عشية أحد العنصرة :

توجد ابصاليه واطس بكتاب اللقان والسجدة وكذلك بالابصلمودية السنوية طبعة نهضة الكنائس . باقى التسبحة فرايحى عادى .

ب- رفع بخور عشية :

توجد أرباع الناقوس وذكصولوجية خاصة بالعيد .

ج- تسبحة نصف الليل :

توجد أبصالية آدام خاصة بالعيد بكتاب اللقان والسجدة وكذلك الابصلمودية السنوية طبعة نهضة الكنائس .. يوجد طرح خاص بعيد العنصرة يقال بعد الثيئوطوكية ( موجود بكتاب دورة عيدى باقى تسبحة العيد فرايحى عادية كطقس الاعياد السنوية .

د- رفع بخور باكر :

          يصلون رفع بخور كالمعتاد .. وبعد ( أفنوتى ناى نان .. ) يرد الشعب كيرياليسون بالناقوس ثلاث مرات ثم لحن القيامة ( كاطانى خوروس ) ثم يرتلون البرلكس ( ياكل الصفوف السمائيين ) وبعده يصعد الكهنة بالمجامر والصلبان والشمامسة بأيديهم الشموع وامامهم أيقونة القيامة المقدسة .. ثم تبدأ الدورة (راجع عيد الصعود المجيد ) ونكمل صلاة رفع بخور باكر كالمعتاد .

ه- القداس :

          عند تقديم الحمل يصلون مزامير الساعة الثالثة فقط ويقرأ أنجيلها ولكن لاتقال القطع هنا بل يصلون قدوس الله قدوس القوى .. ثم يقدم لاحمل مع ( كيرياليسون 41 مرة ) .. وتكمل الصلاة كالعادة الى نهاية قراءة الابركسيس فلا يقرا السنكسار بل يصلى الكاهن قطع الساعة الثالثة قبطيا ثم عربيا ( راجع كتاب خدمة الشماس قبطى ) . ثم يقولون لحن حلول الروح القدس ( بى انبفما امباراكليطون .. الروح المعزى ) وهو يقال فى عيد العنصرة وفى رسم الاساقفة والمطارنة وفى الاكاليل وحل زنانير الشمامسة والعرسان .. وبعد ذلك مرد المزمور الذى يقال ايضا فى عشية وباكر والقداس .. ثم المزمور يطرح بالسنجارى ثم الانجيل ثم هذا الطرح ( الاثنى عشر رسولا ...) موجود بكتاب دورة عيدى الصليب والشعانين وطروحات الصوم الكبير والخماسين ) .. وهناك مرد انجيل .. يوجد أسبسمسين آدام وواطس ... وفى وقت التوزيع يصلى المرتلون لحن ( آسومين توكيريو ..) وهى قطعة رومى تقال فى صوم أبائنا الرسل .

و- صلوات السجدة :

          كانت العادة قديما فى عهد الرسل أن يقرأ المصلون صلوات السجدة وهم وقوف ويقال أن السبب فى اتخاذ السجود عند قراءتها كما  هو متبع الان يرجع الى ما حدث مرة من أنه بينما كان الانبا مكاريوس البطريرك الانطاكى يتلو الطلبات اذ هبت ريح عاتية كما حدث فى علية صهيون يوم عيد الخمسين فخر المصلون ساجدين من فهبت الريح ثانية فسجدوا فهبطت الريح ثم قاموا ليكملوا الصلاة وقوفا فهبت الريح الثانية فسجدوا فهبطت ثم عادوا للوقوف فعادت فسجدوا فهدأت فعلموا أن مشيئة الله تريد أن تؤدى هذه الصلوات فى حالة سجود وخشوع ومن ذلك الحين أخذت الكنيسة هذه العادة الى يومنا هذا .. ولا يخفى أن هذه الامور ظاهرة فى الكتاب المقدس اذ كان كلما حل الله فى مكان تهب الريح العاصفة وقد حدث ذلك مرات عديدة ( 1 مل 19 : 11 ) والسجود ملازم لصلوات استدعاء الروح القدس فى الكنيسة سواء فى المعمودية أو فى سر الافخارستيا وفى سر التوبة والاعتراف والزيجة والكهنوت .. وعلى هذا الرسم تستقبل الكنيسة فعل الروح القدس وهى ساجدة .

وتشير ايضا أنه فى صلوات السجدة تحرق البخور وهذا لأنه فى يوم الخمسين انتشرت رائحة الروح القدس الذكية بين التلاميذ وملأت العالم كله بواسطة عملهم الكرازى .. والروح القدس هو الله , والبخور اشارة على وجود الله فى المكان فبمجرد فى حضرة الله وكانما رائحة البخور الذكية هى رائحة الرب كما يقول سفر النشيد ( ما دام الملك فى مجلسة أفاح ناردين رائحته ) .. وفى رفع البخور اشارة للاشتراك مع السمائيين فى رفع الصلوات كما ذكر سفر الرؤيا ( ملاك وقف عند المذبح ومعه مجمرة من ذهب وأعطى بخورا كثيرا لكى يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذى أمام العرش ( رؤ 8 : 3 ) . فالكنيسة تصلى وملاك يرفع الصلوات مع تلك التى تخرج من أفواه القديسين المنتقلين كرائحة ذكية أمام عرش الله .

          وفى صلوات الشجدة تطلب الكنيسة راحة ونياحا لانفس الراقدين رافعة صلواتم مزوجة لانها لا تغفل فى عيدها هذا أن تصلى مع الكنيسة المنتصرة التى فى السماء فترفع فى هذا اليوم بخورا كثيرا جدا مع صلوات متواترة على ارواح المنتقلين كنوع من الشركة المتصلة وتبادل الشفاعة لانها ترى فى ذلك كمال التعبير .

          آما السجدات الثلاثة فتحدثنا عن موضوع الروح القدس .

          ففى السجدة الاولى . نرى فى صلاة السيد المسيح الشفاعية من أجل التلاميذ والمؤمنين به مجد الروح القدس فيقول الرب ( يكونون معى حيث اكون أنا لينظروا مجدى ( يو 17 : 24 ) . أما فى السجدة الثانية نلمس وعد الله لنا بارسال الروح القدس بقوله ( وها أنا أرسل لكم موعد أبى ( لو 24 : 49 ) والسجدة الثالثة ترى فيها بركات الروح القدس المشبهة بالماء الذى يعطيه الرب يسوع يطلب فينبع فيه ويجرى من بطنه أنهار ماء حى ( ي 4 : 14 ) .

          ونرى ايضا اشارة صريحة لطقس السجدة ( ولكن تأتى ساعة وهى الان حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق ..  الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا ( يو : 23 : 24 )

          ومن أقول القديسين الجميلة عن السجود قال القديس باسيليوس الكبير : ( كل مرة نسجد فيها الى الارض نشير الى كيف احدرتنا الخطية الى الارض وحينما نقوم منتصبين نعترف بنعمة الله ورحمته التى رفعتنا من الارض وجعلت لنا نصيبا فى السماء ) وقال الشيخ الروحانى : ( محبة دوام لاسجود أمام الله فى الصلاة دلالة على موت النفس عن العالم وادراكها سر الحياة الجسدية ) .

ترتيب صلوات السجدة :

السجدة الاولى :

          يحضر الشعب الى البيعة وقت لاساعة التاسعة من مساء يوم أحد العنصرة .. ولعل هذه تذكيرا لنا بيسوع له المجد الذى كان معلقا على الصليب فى مثل هذه الساعة وفاضت روحه المقدسة فى هذه الساعة وتذكرنا بشريعة موسى التى أعطاه الله اياها فى يوم عيد الخمسين الذى يقع بعد عيد الفصح وكانت وسط البروق والرعود والدخان والزلازل وسجود الشعب ... وتذكرنا بصعود يسوع الى السماء اذ أخذته سحابة عن اعينهم بعدما وعدهم بحلول الروح القدس عليهم ... تعمل السجدتين الاولى والثانية فى الخورس الثالث مكان البصخة أما السجدة الثالثة وهى التى تذكرنا بحلول الروح القدس فتعمل فى الخورس الاول أمام الهيكل .

          يبتدئون بصلاة الساعة السادسة والتاسعة والغروب والنوم . ( ويضاف الستار فى الاديرة ) ثم يقال لحن ( نى اثنوس تيرو .. ) ثم الهوس الرابع ثم الابصالية ( وهى خاصة بالعنصرة .. موجودة بكتاب اللقان والسجدة ) اى ناهوس ناك ابشويس .. ثم ابصاليه الاحد الادام ( اى كوتى انثوك .. ) ثم لحن ليبون .. ثم ثيؤطوكية الاحد كلها ثم ختام الثييئوطوكيات الادام ( نكناى أو بانوتى .. ) ثم يبدأ الكاهن برفع بخور : اليسون ايماس , صلاة الشكر ثم ارباع الناقوس آبى اخرستوس بين نوتى .. ثم يقال ما يلائم ويختم ( ابؤرو انتى تى هيرنى .. ) وفى هذه الاثناء يضع الكاهن خمس أيادى بخور فى المجمرة المختصة بخدمة المذبح بمشاركة اخوته الكهنة وقبل وضع اليد الخامسة يقول ( مجدا واكراما .. نياحا وبرودة لانفس عبيدك .. ) ثم يقول الكاهن سر بخور باكر .. ثم يقرأ رئيس الكهنة هذه النبوة وهى من سفر لاتثنية لموسى النبى ( 51 : 22 – 6 : 3 ) يرد الشعب ( تين أو أوشت أمموك أوبى أخرستوس .. ) يبخر الكاهن ويصلى سر البولس وهو فى مكانة .. ويقرأ البولس وهو من ( 1 كو 12 : 28 – 13 : 12 ) ثم يصلون أجيوس . ثم آوشية الانجيل ثم المزمور ثم الانجيل ( مز 97 : 7 , 8 , 1 ) .. الانجيل ( يو 17 : 1 – 26 ) ... ثم يقال الطرح الادام ( كان الرسل يبشرون بالتعليم المقدس الانجلى ) ثم يقال مرد الانجيل صعد الى سماء السماء ناحية المشرق .. ) ثم يصلى الكاهن الاواشى الاتية .

1- المرضى                                 2- المسافرين

3- أهوية السماء                           4- خلاص المسكن

          ثم يصرخ الشماس قائلا : اسجدوا الله بخوف ورعدة .. ثم يقول الكاهن هذه الطلبة والشعب كله ساجد ( الذى بلا عيب غير الدنس .. ) .

السجدة الثانية :

          قال القديس مار اسحق : (كلما استنار الانسان فى الصلاة كلما شعر بضرورة وأهمية ضرب المطانيات ويحلو له الثبات .. كل ما يرفع رأسه ينجذب من فرط حرارة قلبه للسجود لأنه يحس بمعونة قوية فى هذه الاوقات ويزداد فرحة وتنعمه ... )

          يبتدئ الكاهن مثل الاول : أليسون ايماس .. ثم صلاة الشكر ثم يرفع البخور ويصلى سر بخور الابركسيس وهو واقف مكانه ثم يتوجه الى موقد جفن النار ويضع فيه بخور واحدة ويقول ( نياحا وبرودة لانفس عبيدك الذين رقدوا ...) وفى أثناء ذلك يرتل الشمامسة ( أموينى مارين أو أوشت ... شيرى نى ماريا ... ) وما يلائم ويختم :

ذوكصابترى " كيرياليصون كيرى أفلو جيسون ناى نى أفنوندتى بين يوت : أو أوشت ... شيرى نى ماريا ... ) وميلائم ويختم : ذوكصابترى : كيرياليسون كيرى أفلوجيسون ناى نى أفنوتى : بين يوت : كى نين .. ذوكصابترى آوثيئون ايمون مز 50 .. ثم يقرأ كبير الكهنة هذه البنوة وهى من سفر التثينية لموس الينى ( 6 : 17 – 25 ) يرد الشعب قائلا : تين أو أوشت امموك آوبى أخرستوس .. يقرأ البولس من ( 1 كو 13 : 13 – 14 – 17 ) ثم أجيوس آوثيئوس .. آوشية الانجيل – المزمور الانجيل ( مز 13 : 17 ) ( لو 24 : 36 – 53 ) ثم يقال الطرح الواطس ( كان الاثنى عشر رسولا فى أورشليم ) ثم يردون الانجيل بالطريقة السنوية ( أف اى انجى ابشويس ) ثم يقول الكاهن :

1- أوشية الملك                                     2- الراقدين .

3- القرابين                                            4- الموعوظين .

ثم يصرخ الشماس قائلا : اسجدوا لله بخوف ورعدة .. هنا يسجد الشعب ويقول الكاهن الطلبة ( أيها لارب الهنا الذى أعطى السلام للناس )

السجدة الثالثة :

          يصعد الكهنة والشمامسة والمرتلون الى الخورس الداخلى ( الاول ) لصلاة السجدة الثالثة ويفتح الكاهن ستر الهيكل ويصلى أليسون ايماس .. ثم صلاة الشكر .. ثم يصعد الى الهيكل ويضع خمس أيادى بخور ويصلى سر بخور عشية ويطوف حول المذبح ثلاث دورات ثم يخر أمام باب الهيكل كنظام بخور عشية .. وفى هذه الاثناء يرتل الشمامسة والشعب بالناقوس ( شيرى تى أككليسيا ... تين أو أوشت .. شيرى ناشويس ان يوتى ... شيرى تى ماريا .. ثم ربع لصاحب البيعة ثم يختمون ب هيتين تى ابريسفيا .. مز 50

وذكصاصى أوثئوس ايمون ) .. يقرأ الكاهن النبوة وهى من سفر أخرستوس .. ثم البولس وهو من ( 1 كو 14 : 18 – 40 ) ثم لحن الروح القدس ( بى ابنفما امبراكليطون ..) ثم يصلى لاشعب آجيوس أوثيئوس ثم أوشية الانجيل ويطرح المزمور بالطريقة السنوية ويقرا الانجيل ( مز 66 : 4 , مز 72 : 11 ) ( يشوع 1 – 14 ) ثم الطرح الواطس ( روح الله هو الاب .. ) ثم يرد مرد الانجيل بلحن الواطس ( ابسيكى انتى اسهيمى .. ) ثم يصلى الكاهن الاواشى الكبار :

1- السلامة              2- الاباء                   3- الذين أوصونا أن نذكرهم

4-     الاجتماعات  ( ويكمل عبادة الاوثان بالكمال .. ) ثم تفضل يا رب قدوس الله .. أبانا الذى .. ثم آمين الليويا تين تى هو ارو .. والذكصولوجيات بالطريقة السنوية .. وفى اثناء ذلك يصعد الكاهن الى المذبح ويدور دورة واحدة ثم ينزل ويبخر أمام باب الهيكل لسائر الجهات وللكهنة والشعب مثل رفع بخور عشية تماما ... بعد انتهاء الذكصولوجيات يقال قانون الايمان .. ثم افنوتى ناى نان .. كيريا ليسون بالكبير ثلاث مرات .. وهنا ينبه الشماس : ( اسجدوا لله الاب ضابط الكل ... فيسجد جميع الشعب ويصلى الكاهن هذه الطلبة ( الينبوع الفائض كل حين .. ) ثم يقول الكاهن أبانا الذى فى السموات ... ويرفع الصليب ويقول الثلاثة تحاليل .. ثم يقرا هذا التحليل ( الروح المعزى لاذى نزل من السماء .. ) ثم يقول الكاهن هذه البركة ويصرف الشعب بسلام من الرب آمين .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثانى

الاعياد السيدية الصغرى

(1)عيد الختان ( 6 طوبة )

          كان عيد الختان فى العهد القديم أحد علامات العهد بين الله وشعبه فهو علامة التطهير أو ختم عهد الله مع شعب اذ قال الله لابراهيم ( هذا هو عهدى الذى تحفظونه بينى وبينكم وبين نسلكم من بعدكم يختن منكم كل ذكر .. ( تك 17 : 9 – 5 ) . أنه علامة عهد بين الله وابراهيم  الذى اختتن هو وأهل بيته ثم تجد ذلك فى عهد موسى ( لا 12 : 3 ) وكان يتم بختان كل طفل ذكر فى اليوم الثامن من ولادته الختان كطقس دينى يجب الا يقتصر على الختان الجسدى بل ليمتد روحيا الى القلب والضمير فيقول موسى النبى ( ويختن الرب الهك قلبك وقلب نسلك لكى تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك فتحيا ( تث 30 : 6 ) و ( ختان القلب بالروح هو الختان الذى مدحه ليس من الناس بل من الله ( رو 2 : 29 ) .. ويقول القديس اتفانوس أول الشهداء لليهود الذين اجتمعوا فى المجمع ( يا قاة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والاذان أنتم دائما تقاومون الروح القدس ( أع 7 : 51 ) .

ويشير روحيا الى قطع شهوة النجاسة ليس من العضو المختون فقط بل ومن القلب والاذن والفم ومن الاعضاءجميعها ليكون طاهر آمن خارج ومن داخل وبذا يصبح على عهد قداسة تامة مع الله .. ويشير أيضا الى الطاعة لوصايا الله .. كما يقول معلمنا بولس الرسول ( ان كنت متعديا الناموس فقد صار ختانك غرله ( رو 2 : 25 ) ( أشهد أيضا لكل انسان مختن أنه ملتزم أن يعملبكل لاناموس ( غلا 5 : 3 ) كان رمزا للمعمودية .. فيشير القديس كيرلس الاول بطريرك الاسكندرية الى أن الختان الروحى يتم أساسا فى المعمودية ...... ويوضح لنا ذلك معلمنا بولس الرسول بقوله ( وبه أيضا ختنتم خشانا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح .. مدفونين معه فى المعمودية ) ( كو 2 : 11 – 12 )

ان السيد المسيح أول من تمم الختان فى العهد الجديد علما بأنه ليس بحاجة الى الختان لكن شابهنا فى كل شئ ما خلا لاخطية وحدها .. وفى اتضاع تام تمم ذلك ليكون لنا مثالا حيا نقتفى آثاره اذ :

1-     أطاع الشريعة لاتى تأمر بالختان ( لا 12 : 3 ) ليعلمنا حفظ الوصايا .

2-     ليتهم كل بر ولولا أنه اختتن لما قبله اليهود أو سمعوا كلامه كمعلم .

3-     ليتشبه باخوته فى كل شئ ( عب 2 : 17 )

4-     سيرا على عادته فى تواضعه اذ بولادته أخذ صورة انسان أما بختانه أخذ صورة الخاطئ . وهو وحده الذى بلا خطية .. لقد قدموا عن السيد عند ختانه ذبيحة متضعه حسب الشريعة ( فرخى حمام ) اذكان أبواه فقيرين .. أما ذبائحنا التى نقدمها لله فهى ذبائح روحية نلتزم ما دمنا فى غربة هذا العالم وأهمها

1-     ذبيحة الشكر : ( اللهم على نذورك أو فى ذبائح شكر لك ) ( مز 56 : 12 ) .

2-     ذبيحة الحمد : ( فلك أذبح ذبيحة حمد وباسم الرب وأدعو ) ( مز 116 : 17 )

3-     ذبيحة التسبيح : ( فلنتقدم به فى كل حين لله ذبيحة التسبيح اى ثمر ثقاه معترفة باسمه ) ( عب 13 : 15 ) .

4-     ذبيحة الصلاة : ( فأطلب اليكم أيها الاخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية ) ( رو 2 : 1 ) .

5-     ذبيحة رفع الايدى فى الصلاة : ( لتستقم صلاتى كالبخور قد امسك ليكن رفع يدى كذبيحة مسائية ) . ( مز 141 : 2 )

6-     ذبيحة الايمان : ( لكننى وأن كنت أنسكب أيضا على ذبيحة ايمانكم وخدمته أسر وأفرح معكم أجمعين ) ( فى 2 : 17 )

7-     ذبيحة المحبة : ( واسلكوا فى المحبة كما أحبنا المسيح أيضا واسلم نفسه لأجلنا قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة ) ( أف 5 : 2 ) .

8-     ذبيحة الصدقة : صلواتك وصدقاتك صعدت تذكارا أمام الله ( اع 10 : 4 )

9-     ذبيحة الانسحاق : ( ذبائح الله هى روح منكسرة القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره ) ( مز 51 : 17 ) .

10-ذبيحة الطاعة : ( وان وجد فى الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب ) ( فى 2 : 8 ) .. يعطنا الربأن نقدم له تلك الذبائح كل حين وأن نتمم ختان قلوبنا وأفكارنا وحواسنا لتكون جديدة فى المسيح يسوع الهنا الذى له المجد الدائم الى الابد أمين .

 

طقس العيد :

          يوجد ابصاليتين للعيد ( اطس وآدام ) موجودتان بكتاب الابصاليات والطروحات الواطس والادام .. . وكذلك له ذكصولوجية بالابصلمودية السنوية طبعة نهضه الكنائس . لا يوجد للعيد الحان خاصة سوى مرد مزمور ومرد انجيل وجملة فى التوزيع والختام .

          وقد ورد فى كتاب ترتيب البيعة المخطوط عن طقسعن الختان ما يلى : بعد قراءة انجيل القداس قبطيا وعربيا يلف الانجيل المقدس فى ستر حرير ويحمله الكاهن كمثل ما حمل سمعان الكاهن .. المخلص على يديه ثم يطوف موكب الكهنة والشمامسة ارجاء الهيكل والكنيسة وهم يرددون لحن ( جليل الامم ) وبعدها يقف الكاهن أمام باب الهيكل ويسجد كل واحد ويتبارك من الانجيل المقدس .

 

( 2 ) عيد عرس قانا الجليل ( 11 طوبة )

          كانت هذه الاية بداية الايات التى فعلها السيد المسيح له المجد فى بدء خدمته , وحضوره العربى كان ممارسة لمباركة سر الزواج وجعله شركة مقدسة كما هو واضح من صلوات الاكليل المقدس .

          قوله فى اليوم الثالث كان عرس فى قانا الجليل ( يو 2 : 1 ) يشير الى قيامته التى صارت فى اليوم الثالث من الامه وبها صار لنا الفرح السمائى ... لقد حضر السيد هذا العربى مع أمه العذراء وبعض تلاميذه فى قانا الجليل التى كانت تبعد 6 أميال شرق الناصرة والتى فيها تمت الاية الثانية وهى شفاء ابن خادم الملك ( يو 4 : 46 – 54 ) وقيل أنه بنيت فى موضع العرس كنيسة آثارها باقية حتى الان . آما التلاميذ ذهبوا مع المخلص الى العرس كانوا على الارجح ستة وهم : اندراوس وبطرس وفيلبس ونثنائيل ويوحنا الانجيلى , وأخوة يعقوب اذ بقية التلاميذ الاثنى عشر لم يكونوا تتلمذوا بعد .

          قيل ان العروسين كانا فقيرين ومع هذا حضر اليهما ملك الملوك ومازال يلبى دعوة الجميع ... كان الفرح والسرور بحضوره هذا الحفل البسيط واستجاب لطلب والدته السيدة العذراء , فما أن طلبت منه قائله ليس لهم خمر .. الا بعد برهة قد تحولت الاجرات التى ملأوها الى خمر جديدة ... استجاب لها فى اتضاع وتقدير للأمومة التى لم ينسها حتى النهاية فى أشد الامه وهو على الصليب ( يو 19 : 26 ) بل ومازال يستجيب شفاعتها وتوسلاتها عن ضعفنا كل حين .

          كان سمعان القانوى ( مت 10 : 4 )  من قانا الجليل وهو صاحب العرس الذى حول فيه السيد الماء خمرا .. كما قيل انه بعد تلك الاية قام وترك كل شئ وتبعه فكان من تلاميذه الاثنى عشر لذا لقب بسمعان الغيور ( لو 6 : 15 ) اذ قد صار عروسا للعريس الحقيقى الرب يسوع المسيح ( 1 كو 11 : 20 ) وتعيد الكنيسة بتذكار استشهاده فى 15 بشنس ..

          السيد المسيح يشارك الجميع ( فرحا مع الفرحين بكاء مع الباكين ) ( رو 12 : 15 ) . فبحضوره العرس شارك الافراح كما أنه فى ذهابه الى بيت عينا بعد أن مات لعازر كان مشاركا لاحزانهم ( يو 111 – 45 ) .

          الخمر الجديدة التى حولها الرب يسوع تشير الى سر الافخارستيا اذ نشرب خمرا جديدة قدسها الرب يسوع وأعطاه لنا دما كريما للعهد الجديد الذى له ( من الان لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدا فى ملكوت ابى ( مت 26 : 29 ) . الخمر التى صيرها الرب فى عرس قانا الجليل لابد أنها انتهت أخيرا .. أما الخمر الجديد الذى يعطيه لنا ( دمه الكريم ) فهو حياة ابدية .. ايضا ذلك العرس انتهى اما عرسه السمائى وفرح قلوبنا فهو بلا نهاية ولا انقضاء الى دهر الدهور كلها .. الخمر التى صيرها الرب فى عرس قانا الجليل لابد وأنها انتهت اخيرا .. أما الخمر الجديد الذى يعطيه لنا ( دمهالكريم ) بالنسبة لحياتنا الروحية هى أصلح ومذاقتها جيدة تناسب الجميع عن وصايا العهد القديم اذ الناموس بموسى أعطى أما النعمة والحق فيسوع المسيح صار ( يو 1 : 17 ) .. وهنا ليتنا نسأل أنفسنا هل  لنا لباس العرس للاشتراك فى عرسه الدائم ( مت 22 : 1 – 14 ) .. فالعريس والعروس يجب أن يكونا على حب واخلاص متبادل حينئذ تتوفر لهما السعادة فى حياتهما , واننى كعروس للمسيح هل كونت علاقة وطيدة معه ؟ هل أحببته كما احبنى ؟ هل أجلس اليه واحدثه عن كل ما يجيش بصدرى .

          ربى .. أعطنى أن احبك كما أحببتنى , وأن أعرفك حق المعرفة كما عرفتنى أنت أولا .. وليكن لنا مشاركة عرسك الدائم الى الابد حيث ( ما لم ترعين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال انسان ما أعده الله للذين يحبونه ) ( 1 كو 2 : 9 ) .

          لقد دعى السيد المسيح الى عرس قانا الجليل أما الآن فانه يدعونا الى شركته المقدسة كل يوم .. بل هو صاحب العرس الذى مازال يدعو الجميع للفرح منه كل حين .

طقس العيد :

          يوجد ابصاليتان ( واطس وآدام ) موجودتان بكتاب الابصاليات والطروحات الواطس والادام .. وله ربع من أرباع الناقوس وذكصولوجية خاصة بكتاب الابصلمودية السنوية طبعه نهضة الكنائس . كذلك له مرد ابركسيس .. ويعد الابركسيس يوجد لحن يقال فى عيد عرس قانا الجليل وفى الاكليل وحل زنار العروسين ( فى خورا تبرو .. يا كل كور .. ) وله برلكس .. وله مرد مزمور وانجيل واسبمسينى ( واطس وآدام ) .. وفى نفس اليوم تذكار استشهاد القديسة دميانة ولها هيتنية وربع بعد اللحن .

 

 

 

 

 

( 2 ) عيد دخول السيد المسيح الهيكل

( 8 أمشير )

          يذكر تاريخ الكنيسة أن سمعان الشيخ الذى حمل السيد لامسيح هو أحد السبعين شيخا الذين ترجموا التوراء من اللغة العبرية الى اللغة اليونانية فى مصر بأمر ملكها بطليموس . فلما وصل الى قوله ( هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ) داخله الشك قائلا : أنه لآمر ممتنع أن تلد عذراء , فألقى الله عليه سباتا فرأى فى رؤيا يقول له أنك لن تموت حتى ترى المسيح الرب مولودا من عذراء . وعاش نحو ثلاثمائة سنة حتى حمل السيد على ذراعيه اذا أعلمه الروح القدس به فبارك الله قائلا ( الان يا سيد تطلق عبدك بسلام .. لو 2 : 29 ) لقد فرح به سمعان لاشيخ وحنه البنية التى كانت ايضا تتعبد فى الهيكل منتظرة خلاص الرب .. وقيل ( هذا وضع لسقوط وقيام كثيرين ) ( لو 2 : 32 ) فالذين يؤمنون به ينهضون من الخطية والذين يرفضون يسقطون .. أيضا تنبأ سمعان الشيخ عن مشاركة السيدة العذراء الآم ابنها ( وانت يجوز فى نفسك سيف .. ( لو 2 : 25 ) قبل هذا أتم لاسيد الختان حسب الشريعة حتى يمكنه دخول الهيكل واندماجه معهم لتعليمهم وأن نحفظ وصاياه ونتممها .. كان دخول السيد المسيح الها مع أمه فى اليوم الاربعين وذلك اتماما للناموس ( لا 12 : 2 -)

          بدخول السيد المسيح الهيكل تحققت آمنية سمعان الشيخ اذ كان متوقعا تعزية اسرائيل وتوقف ما يقرب من ثلاثمائة عام لذا حمله على ذراعيه وبارك الله قائلا : الان يا سيدى تطلق عبدك بسلام حسب قولك لأن عينى قد أبصرتا خلاصك ( لو 2 : 29 – 20 ) ويردد الكاهن تسبحة سمعان الشيخ عند دورته حول المذبح بعد أوشية الانجيل حاملا البشارة ( الانجيل ) الذى هو الخلاص كما حمله سمعان على ذراعية . كما تقال يوميا فى التسبحة قبل القطعة السابعة من ثئوطوكية الاحد .

          هنا ليتنى أسال نفسى .. ؟ ! لقد كان سمعان الشيخ بارا نقيا متوقعا ( راجيا ) تعزية اسرائيل فاستمع أن يحمل السيد المسيح على ذراعيه .

          فهل لى هذه الفضائل حتى أحمل السيد المسيد ؟! بل وأكثر من هذا حمله على ذراعية أما أنا فانه داخلى ! .. لقد أقبل بالروح الى الهيكل وكان على استعداد تام لاستقبال السيد المسيح بالهيكل اذ تحمله أمه العذراء فهل قبل الى الكنيسة بالروح لاقدس الساكن داخلى وهل أنا على استعداد تام لاستقبال وتناول جسد ودم السيد المسيح من أبى الكاهن ؟!

          فى تواضع تام سمع الرب يسوع لسمعان ان يحمله بينما هو محمول على مركبة الشاروبيم بل وسمح أن يباركه ( لو 2 : 34 ) مع أنه هو وحده الذى يبارك الجميع وهكذا يسمح الان لكل كاهن أن يقدمه على المذبح ذبيحة غير دموية وحياة امنة لكل من يتناول منه بأستحقاق .. لقد قدم فرخى حمام ذبيحة بينما هو الذى تقدم له الذبائح . ان فرخى الحمام تقدمة اثنان الفقير بينما هو معطى الكل ! .. ان سمعان الشيخ بعد ان حمل السيد انفتحت عيناه وأبصر المخلص الاتى لخلاص العالم فهتف قائلا : ( عينى قد أبصرتا خلاصك .. ) فطلب لوقته الانحلال من الجسد ومتاعبه لتمتع بحياة أفضل مرددا مع معلمنا بولس ( لى أشتهاء أن أنطلق واكون مع المسيح ذاك أفضل جدا ( فى 1 : 23 ) فأعطى يا الهى تلك البصيرة الروحية التى بها أستطيع أن أنطلق معك كل حين فأنطلق بقلبى حيث النقاوة , وأسبح بفكرى حيث السماء مع حبيبها الرب يسوع المسيح .

          ليعطنا الرب طهارة السيدة العذراء التى استحقت أن تحمل السيد المسيح فى أحشائها , وتقوى سمعان الشيخ الذى أستحق أن يحمله على ذراعية , ورجاء حنه البنية التى تنبآت بايمان عن مجيئه ... آمين .

طقس العيد :

          لا توجد له ابصاليات بل تقال الابصاليات الموافقة ( واطس وآدام ) من ابصالتى عيد الختان السابق الاشارة اليهما .. له ربع من أرباع الناقوس وذكصولوجية خلاص بالابصلمودية السنوية طبعة نهضة الكنائس .. كذلك له مرد مزمور ومرد انجيل .

 

( 4 ) عيد خميس العهد

لقد عمل رب المجد الفصح يوم الخميس 13 نيسان وكان هذا قبل موعد الفصح العام بيوم كامل وذلك لأنه حسب الواقع لم يكن لهذا العام فصح لأنه الحقيقى هو يسوع ذاته الذى سيعلق على خشبة الصليب فى ذات الميعاد والذى يذبح فيه خروف الفصح .

          لقد تكرر الرمز مدة 1500 سنة منذ أيام موسى ولقد كان خروف الفصح باستمرار يرمز الى حمل الله الذى بلا عيب فتمم ربنا الرمز يوم خميس العهد بتقديمة حمل الفصح ثم كان هو المرموز اليه فقدم ذاته على خشبة الصليب يوم الجمعة العظيمة وهو حمل الله الذى يرفع خطية العالم ( يو 1 : 29 ) !! .. وهناك أدله كثيرة تثبت أنه يوم الخميس لم يكن يوم الفصح أو يوم الفطير ( أنظر كتاب أسرار الكنيسة لحبيب جرجس , ومنارة الاقداس الكتاب الثانى ) ونكتفى هنا بهذه الايه القاطعة للقديس يوحنا الانجيلى اذ قال فى هذا الصدد ( وكان استعداد الفصح ونحو الساعة السادسة فقال ( بيلاطس ) لليهود هوذا ملككم .. فصرخوا خذه خذه أطلبه ( يو 19 : 14 , 15 ) ومن هذا أن يوم الجمعه الذى صلب فيه يسوع كان يوم استعداد الفصح وأن الفصح كان فى مساء هذا اليوم وهو يوافق 14 نيسان وكان يوم السبت هو أول أيام الفصح .

          وفى مساء يوم الخميس أتى يسوع الى أورشليم الى بيت مريم ام مرقس حيث عمل الفصح لكى يتمم العتيقة ثم يبدأ الجديدة وقال فى هذا القديس يعقوب السروجى . ( تعال الى هنا يا موسى . وأنظر حمل اللاهوت ماسكا وآكلا خروف الفصح مع تلاميذه . تعال يا مصدر الاسرار العظيمة وأنظر صورك التى تممها ابن الله الذى ملئته . وشرعوا يسلكون الطريق الجديدة لامملوءة نورا . لم يدع جسد الخروف جسدا ولكن فصحا واسم جسد حفظه موسى النبى وعملها ليعلم العالم أنه سيد موسى العظيم ) .

          وكان من عوائد اليهود أن يأكلوا الخروف جماعات بحيث لا تقل عن 10 أشخاص ولا تتجاوز 16 شخصا وكانوا يرشون من دم الخروف على قائمتى الباب والعتبة العليا وكانوا يرشونه على أعشاب مرة ولا يكسرون عظامه , ولا يبقون منه شيئا للصباح .

          وكان لليهود عادة أن يشربوا فى هذا العشاء اربع كؤوس من الخمر الممزوج بقليل من الماء . فيشربون الكأس الأولى التى يسمونها كأس المرارة اشارة الى أيام العبودية , كان رئيس الجماعة يقول : مبارك الذى أبدع ثمر الكرمة ( وفى الغالب أن هذه الكأس هى التى ذكرها القديس لوقا الانجيلى ) ( لو 22 : 17 ) وكانت قبل تقديس الخبز , أما كأس دم المسيح فذكرها فى ( لو 22 : 20 ) .. وبعدها كانوا يغتسلون اشارة الى عبورهم مياه البحر الاحمر ثم يرجعون الى المائدة ليأكلوا مما عليها من أعشاب مرة فطير الخروف المشوى ونقيع من البلح واللوز والتين والزبيب والخل والقرفة وغيرها . فيأخذ رئيس الجماعة جزءا من الاعشاب وليمة من المرق ويأكله ويشكر الله الذى ابدع خيرات الارض فيجاوبة المنكئون قائلين : آمين . ثم يتقدم ولد ليسأل أباه عن سبب حفظ هذا الطقس فيجيبه عن حادثة ذبح الخروف وعبور الملاك المهلك وخروجهم من أرض مصر ( خر 13 : 14 ) ثم يسبحون من مزمور 113 و 114 ثم يشربون الكأس الثانية ويسمونها كأس الفرح ويأخذ رئيس المتكأ الفطير ويكسره ويوزعه على المتكئين فيغمسونه مع الاعشاب فى المرق ويأكلون خروف الفصح . ثم يرفعون الشكر لله ثم يشربون الكأس الثالثة وتسمى كأس البركة ثم يسبحون ( ليس لنا يا رب ليس لنا لكن لاسمك اعط بركة ( مجدا ) ( مز 115 : 1 ) ثم يشربون الكأس الرابعة ويختمون الاحتفال وأحيانا كانوا يشربون كأسا خامسا بعد ترنيمة التسبحة العظيمة من مزمور 120 الى مزمور 136 .

          ولقد حدثت أثناء العشاء مناقشة بين التلاميذ من هو الاعظم فيهم فوبخهم رب المجد على هذه الافكار الباطلة وقال لهم ( أما أنتم فليس هكذا بل الكبير فيكم فليكن كالاصغر والمتقدم كالخادم ( لو 22 : 26 ) وقام له المجد وغسل أرجلهم ليعلمهم معنى التواضع .

           ثم عاد له المجد الى المائدة واخذ خبزا وشكر وبارك وأعطى التلاميذ قائلا ( خذوا كلوا هذا هو جسدى ) ( مت 26 : 26 ) ثم آخذ الكأسوشكر وبارك وقدس وذاق وآعطاهم قائلا ( اشربوا منها كلكم لان هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا ) ( مت 26 : 27 , 28 ) .

          ثم آخبرهم وهو مضطرب بالروح وقال لهم أن واحد منكم سيلمنى ( يو 13 : 21 ) ثم قال ليهوذا ( الذى دخله الشيطان ) ( ما انت تعلمه فأعمله بأكثر سرعة ) ( يو 13 : 27 ) . فذهب يهوذا الى اليهود ليرشدهم عن يسوع ليقبضوا عليه وليسلموه للموت . وبعد العشاء سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون ( مر 14 : 26 ) الى عبر وادى قد رون وهو وادى يهو شافاط. ويقع هذا الوادى بين أورشليم وجبل الوادى منحدرا الى مارسابا حيث يسمح وادى الراهب ثم يمتد الى بحر لوط حيث يسمى وادى النار .

          وقديما عبر هذا الوادى داود النبى هاربا من وجه أبنه أبشالوم , كما عبر فيه رب المجد ذاهبا الى جيثمانى حيث كان بستان حيثمانى ... وفى هذا البستان انتحى رب المجد ناحية وترك تلاميذه وآخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدا يدهش ويكتئب وقال : نفس حزينة جدا حتى الموت . وقال لهم امكثوا هنا واسهروا ( مر 14 : 34 ) ثم تقدم قليلا نحو رمية حجر وخر على ركبتيه وصلى وقال أيها الاب ان شئت أن فأجزعنى هذه الكأس . وقد بقى يصلى هكذا نحو ساعة ثم عاد الى الثلاثة فوجدهم نياما من فرط الحزن فقال لهم أهكذا لم تقدروا أن تسهروا معى ساعة واحدة . اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة . أما الروح فنشيط أما الجسد فضعيف . ثم تركهم وعاد الى حيث كان يصلى وصلى ثانية ذلك الكلام بعينه ثم عاد فوجدهم أيضانياما ولكن هذه المرة لم يعاتيهم فخجلوا من أنفسهم وتركهم أيضا ومضى يصلى ثالثة نفس الكلام ولكن زادت عليه الاحزان أحزانه بسببخطايا البشر ولا غرابة فقد حمل أحزاننا وتحمل أوجاعنا وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا ( 1 ش 53 : 4 ) وكان له المجد يطيل الصلاة فى هذا الوقت العصيب حتى حل به الاجهاد ما يقارب الموت وكان عرقه ينزل كقطرات الدم على الارض وهذا سبب قوله أن شئت أن تعبر عنى هذه الكأس وليس المقصود بها كأس الطيب بل كأس هذا الموقف المميت . حينئذ تراءى له ملاك من السماء يشدده لا لانه له المجد كان فى حاجة الى ذلك بل ليدلل على أنه أخذ كل ما لنا ماخلا لاخطية وحدها وليعبر عن مقدار الامه . ثم عاد الى تلاميذه وقال لهم ناموا الان وأستريحوا قال هذا لا على سبيل التوبيخ بل بعاطفة الحنو والشفقة على تلاميذه الذين شملهم الاعباء والحزن لما رآوه وما أحسو به من الام وأحزان رب المجد .

          معنى كلمة عهد : ميشاق , وصية , وفاء .. دعى هذا اليوم بهذا الاسم اذ فيه أعطانا مخلصنا يسوع المسيح عهدا جديدا فمنحنا جسده ودمه عربونا ابديا ( مت 26 : 26 – 28 ) ... فى ذلك تحتفل الكنيسة بتذكار استلامها ذبيحة العهد الجديد .. وهذا اليوم ضمن اسبوع الالام الذى يمتاز بطقسه الرائع الذى يخترق النفس والروح بألحانه المؤثرة وروحانيتها .. فلهذا يصلى قداس خميس العهد بطقس خاص لارتباطه بأسبوع الالام .

طقس العيد :

أ- باكر : يوم الخميس الكبير من البصخة المقدسة :

          النبوات : خر 17 : 8 – 16 , أش 58 : 1 – 11 , خر 18 : 20 – 32 .. ثم ثوك تى تى جوم .. ثم يرفع بخور باكر ثم يرتلون بالناقوس ( تنى أو أوشت ) وارحمنى يا الله . ثم اوشية المرض . ثم القرابين فلنسبح . الذكصولوجيات ( العذراءوالملائكة والرسل والشهداء والقديسين ) . ويطوف الكاهن البيعة بالبخور دون تقبيل . وبعد الذكصولوجيات يقال قانون الايمان الى ( تجسد وتأنس ) ثم ( نعم نؤمن بالروح القدس ) ... ثم يرفع الكاهن الصليب ويصلى وبعدها : ( أف اسمارؤوت ) و ( فاى اتاف انف ) ثم يقرأ الكاهن هذه القطعة تبكيتا ليهوذا ( يوداس 6 أوبارانوموس .. يا يهوذا 6 الصلبوت ( الأولى : آواك بارثينوس ... الثانية والثالثة : ( أواسطافروتيس .. ) ثم أوشية الانجيل ثم يطرح المزمور باللحن الادريبى وهو ( مز 55 : 21 , 22 ) الانجيل ( لو 22 : 7 – 13 ) وبعده العظة فالطرح ثم الطلبة فالميمر وتكمل الصلاة كالعادة وتختم بالبركة

·        ملحوظة 1: هذه الصلاة بدأت بفتح باب الخدمة والهيكل ..

·        ملحوظة 2: الساعات الثلاثة والسادسة والتاسعة تعملمثل نظام البصخة العادى وفى مكانها بالخورس الثالث .

ب- قداس اللقان :

          بعد الانتهاء من الطروحات ( التى يمكن أن تجمع لتقرأ دفعة واحدة ) ينظف اللقان جيدا ويملأ بماء عذب ويوضع بجانبه طاس يرسم غسل الارجل .. وفى أثناء ذلك يرتدى رئيس الكهنة وكذلك الكهنة ملابسهم الكهنوتية .. وعند نهاية الطلبة يتوجه الكهنة والشمامسة والمرتلون بأيدهم الشموع ويحضرون الاب البطريرك الى موضع اللقان مرتلين ( اك اسمارؤوت . ) أو الاب المطران أو الاسقف ... واذا لم يكن فليبدا الكاهن كالاتى : اليسون ايماس .. صلاة الشكر .. البخور .. يقول المرتلون ( نين أو أوشت أم آفيون ) ... بعد ( ذكصاصى آوثيئوس ايمون ) : تك 18 : 1 – 23 , أم 89 : 1 , 11 , أش 4 : 74 , 1-4 , أش 55 : 1 – 56 , خر 36 : 25 – 38 , خر 47 : 1 – 9 , ثم عظة لابينا القديس أنبا شنودة رئيس المتوحدين ... ثم يقول الشعب ( تين أو أوشت أمموك أوبى أخرستوس جى أف أشك ) ثم يرفع الكاهن البخور ويقول سر البولس ثم يقرأ البولس ( 1 تى 4 : 9 – 5 : 1 ),  ثم الثلاث تقديسات ( الاولى : أوبارثينوس , الثانية والثالثة : أو استافروتيس ديماس ) ثم أوشية الانجيل ويطرح المزمور سنوى ويقرأ الانجيل ( مز 51 : 7 – 10 , يو 13 : 1 – 17 ) ثم ( افنوتى ناى نان .. ) ثم كيريا ليسون 12 دفعة الكبير ) ثم مرد الانجيل وهو ( ايسوس بى اخرستوس انساف نيم فواد .. ) ثم هذه الاواشى :

(1) المرضى                                (2) المسافرين

(3) أهوية السماء                         (4) أوشية رئي أرضنا

(5) أوشية الراقدين                       ( 6) القرابين

(7) الموعوظين

          ... ثم يصلى طلبة وفى آخر كل فقرة يجاوبة الشعب ( كيريا ليسون يا رب ارحم ) ثم يرفع الكاهن الصليب بالشموع ويطرح الشعب مع الشمامسة بصوت واحد قائلين ( كيرياليسون ) 100 مرة دمجا ... ثم يصلى الكاهن الثلاث اواشى الكبار وهى ( السلامة والاباء والاجتماعات ) ثم قانون الايمان لغاية ( ومن مريم العذراء تأنس ) ثم يقول ( نعم نؤمن بالروح القدس ... ) ثم يقول المرتلون هذا الاسبسمس ( نبن يوتى ان ابوسطولوس .. ) أو ( راشى أووه بثليل ) ثم يقول الشماس ( ابروس فيرين كاتا اتروبين ... تقدموا على الرسم ) فيرد الشعب ( اليثوس أرينيس .. رحمة للسلام ) يصلى الكاهن محبة الله الاب .. ويرشم الماء بالصليب اول رشم ويرد الشعب ( مع روحك ) ثم يرشم الماء ثانية ويقول : ارفعوا .. وهى عند الرب .. ثم يرشم الماء ثم ثلاث فالنشكر الرب مستحق وعادل ثم يكمل .. ويرد الشعب الشاروبيم ... ثم يصلى الكاهن اجيوس ثلاث مرات وفى كل مرة يرشم الماء . ثم يتابع الصلاة ( قدوس قدوس .. ) الى أن يصلى الى جملة ( وكما باركت ذاك الزمان الان ايضا بارك ) فيرشم الكاهن الماء بالصليب .. ويرد عليه الشعب عند الانتهاء من كل رشم قائلين ( امين ) وفى اخرها .. أبانا الذى فى السموات .. ويصلى الكاهن التحليل الاول والثانى .. ويقول الشماس خلصت حقا ومع روحك .. يرشم الكاهن ماء اللقان ثلاث مرات قائلا : مبارك الرب .. يجاوبه الشعب واحد هو الاب القدوس ) ثم ان الكاهن الشريك يبل الشملة من ماء اللقان ويغسل ارجل الكاهن القديم ( أو رئيس الكهنة ) وينشفها بشملة اخرى وبعدها يأخذ الخديم ( الرئيس ) الشملة من الكاهن ويبلها ويغسل وينشف أرجل الكهنة اولا ثم الشمامسة ثم الشعب واحدا واحدا بيده من ماء اللقان ليمسحوا وجوههم وايديهم وفى هذه الاثناء يرتل الشمامسة المزمور الثانى والخمسون ( سبحوا الله .. ) الطريقة السنوية وهناك صلاة شكر بعد اللقان .

ج- القداس الالهى :

          يقدم الحمل دون قراءة المزامير ذلك لان المزامير مليئة بالنبوات من المخلص من ميلاده الى صعوده . ولكن الموقف موقف تذكار الامه فقط فاكتفت الكنيسة بقراءاة ما يخص الالام فى ساعات البصخة .. ولا تقال ( الليلويا فاى بى بى .. ) فبعد اختيار الحمل , الرشومات ثم التحليل ثم ( تين أو أوشت امموك اوبى اخرستوس ) ويقرا البولس ( سنوى ) ( 1 ك , 11 : 23 – 24 ) ويطوف الكاهن بالبخور بدون تقبيل .. ولا يقرا الكاثوليكون ولا الابركسيس وذلك لان يسوع لم يكن قد امر تلاميذه بعد الكرازة للخليقة كلها انما كان هذا الامر بعد قيامته ( مت 28 : 19 , مز 16 : 15 ) ولا يقرا الابركسيس لان الرسل لم تبدا كرازتهم بعد وأعمالهم وجهادهم الا بعد قيامته وصعوده .. وتقال الثلاثة تقديسات دمجا ثم يقول الكاهنأوشية الانجيل ثم يقرأ المزمور ( باللحن السنجارى ويكمل سنويا او يقال كله سنويا ) ثم مرد الانجيل ( بى سومانين بى أسنوف ) ولا يقال الصلح فى القداس لان المصالحة قد تمت بقيامة الرب ناقضا اوجاع الموت ( أع 2 : 24 ) ولهذا السبب نفسه لا يالق الصلح يوم الفرح لان يسوع كان فى القبر ... بل يقول الشعب بعد قانون الايمان لحنا على نفس نغمة الاسبسمس معناه السلام والسلام لم يكن قد تم بعد ولانه يحوى كلمات الفرح والبشرى بميلاد المخلص وها نحن نحتفل بذكره الامه وموته . وما يقال مكانه هو ( بى أويك انتى أب اونخ .. ) ثم هيتين نى ابرسفيا .. ) الى المجمع الذى لا يقال لانه يحوى اسماء القديسين والشهداء الذين اخذوا قداستهم بانتسابهم الى يسوع ولم يكن جهادكم قد بدأ بعد . ولا يصلى الترحيم بل يبدا من قوله ( هينانيم خين فاى .. لكى وبهذا .. ) ولا يعمل فى هذا اليوم ترحيم لانه عيد سيدى .. وذكرت القوانين ( الدسقوليه ) ان يكون التناول يوم الخميس فى الساعة التاسعة او بعد الغروب حتى لا تشترك مع اليهود فى فصحهم ولانه صنع هذا السر مساءا .. ويصلى المزمور 150 عند التناول .

          وبعد التناول يقول الكاهن البركة بدون وضع يده الماء المقدس او رش الماء كما جرت العادة ويصرف الشعب بسلام .

 

 

 

 

(5) الاحد الجديد " احد توما "

الاحد الجديد اى الاحد الاول بعد القيامة ( ثامن يوم بعد القيامة ) اذ بقيامة الرب من الاموات ( الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا ) ( 2 كو 5 : 17 ) .. فيه ظهر الرب بعد قيامته مرة اخرى لتلاميذه والابواب مغلقة كما سبق ان ولد من العذراء مريم وبتوليتها مختومة , وكما قام من بين الاموات بقوة لاهوتية والقبر مختوم .

          ومن الشخصيات البارزة هنا فى هذا الظهور توما احد تلاميذه , اذ كان معهم هذه المرة فاراد السيد المسيح ان يزيل شكوكه لذا اولشئ اراه اثر المسامير والحربة فللوقت آمن قائلا : ( ربى والهى ) ! .

          عجيب انت يا رب فتريد ان تقطع كل شكوك بنفسك اذ ظهرت لاثنين من تلاميذك كانا منطلقين الى قرية عمواس وسرت معهما طوال الطريق انفتحت أعينهما وعرفاك حق المعرفة ( ولو 24 : 13 : 35 ) ايضا ظهرت لبعض تلاميذك على بحر طبريةواكلت معهم سمكا مشويا وخبزا ( يو 21 : 1 – 14 ) وقد ظهر الرب بعد القيامة ظهورات كثيرة منهما : ظهر لبعض النسوة ( مت 28 : 9 – 10 ) ولسبعة من الرسل على شاطئ بحر الجليل ( يو 21 : 1- 14 ) . وللتلميذين المنطلقين الى عمواس ( مر 16 : 12 , لو 20 : 19 ) وللتلاميذ ( يو 20 : 19 ) .. للتلاميذ ومعهم توما ( يو 20 : 26 ) لخمسمائة اخ ( 1 كو 15 : 6 ) , لتلاميذه يوم الاربعين ( لو 24 : 36 ) .. هذا ما عدا ظهوراته الاخرى طيلة الاربعين يوما قبل صعوده الى السماء .

          كان اول شئ يقوله السيد المسيح لتلاميذه عند ظهوره لهم ( سلام لكم ) كما سبق ان علم تلاميذه قائلا ( اى بيت دخلتموه فقولوا اولا سلام لهذا البيت فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه .. ( لو 10 : 5 – 6 ) فهو الذى طوب صانعى السلام ( طوبى لصانعى السلام لانهم ابناء الله يدعون ) ( متى 5 : 9 ) .. كما ترنمت الملائكة عندميلاده قائله ( المجد لله فى الاعالى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة ( لو 2 : 14 ) .. الذى فى سلام مع نفسه هو فى سلام مع الناس وفى سلام مع الله متمتعا باله السلام فى داخله .. وفى هذا الصدد يقول القديس مار اسحق : اصطلح مع نفسك تصطلح معك السماء والارض .

السيد المسيح لم يوبخ توما او ينتهره فى شكه هذا ولكن فى حنو واشفاق نظر اليه ووهبه قوة الايمان ( لانه يريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون ( 1 تى 2 : 5 ) .. سمح الله لتوما ان يضع يده فى جنبه فكم كان موضع الحربة متسعا حتى يكفى لان يضع توما يده فيه .. ايضا يلمس اثر الجراح التى للمسامير فى يديه ورجليه ليزيل شكوكه فيعترف من عمق قلبه قائلا ( ربى والهى ) .. ان شك توما كان ذا اهمية , فالسيد المسيح ابقى اثر المسامير والحربة , ومازالت لتكون برهانا ساطعا وستظل تؤكد ان الابن الكلمة هو الذى صلب وقبر ثم قام .. بجانب هذا نستطيع ان نقول انه لا يكفى ان يكون الرب معنا ولكن ان نحس ايضا بوجوده فينا كل حين , فلقد كان مع تلميذى عمواس طوال الطريق يتحدث معهما ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته ( لو 24 : 16 ) ايضا ظهر لمريم المجدلية ولكنها فالتفتت وقالت له : ربونى الذى تفسيره يا معلم ( يو 20 : 11 – 18 ) .

          لعطينا الرب الهنا ان نكون متجددين بالتوبة فى كل وقت ( تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هى ارادة الله الصالحة المرضية اللكاملة ( رو 12 : 2 ) شاخصين الى جراحاته التى كانت لاجلنا تاركين كل ما هو ارضى , راجين فى ايمان ثابت راسخ التمتع الدائم بقيامته الممجدة فى ملكوته السمائى متذكرين قول معلمنا بولس الرسول ( ان كنتم قد قمتم مع السيد فاطلبوا ما هو فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله ( كو 3 : 1 ) .

 

طقس العيد :

          توجد ابصالية واطس للعشية بكتاب دلال اسبوع الالام .. وتوجد ذكصولوجية خاصة بالعيد بكتاب الابصلمودية السنوية طبعة نهضة الكنائس أبصالية آدام خاصة بهذا العيد بدلال اسبوع الالام .. وطرح خاص بهذا العيد بكتاب دورة عيدى الصليب والشعانين وطروحات الصوم الكبير والخماسين .

 

(6) عيد دخول المسيح ارض مصر

( 24 بشنس )

          لقد امتثل يوسف لامر الملاك ( قم وخذ الصبى وامه واهرب الى ارض مصر ) فجاء السيد الضابط الكل الى مصر مع سيدة البشرية العذراء مريم ويوسف البار وسالومى .

          كان مجئ يوسف الصديق الى مصر واشبعه العالم من خيرات مصر رمزا صادقا عن مجئالسيد المسيح الى أرضنا الحبيبة التى بنى فيها مذبحة المقدس اذ تنبأ عنه اشعياء النبى قائلا ( فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط ارض مصر وعمود الرب عند تخومها ) ( ش 19 : 19 ) .. ومازالت تقدم عليه ذبيحته غير الدموية . فأعطانا جسده ودمه اللذين بهما صار لنا ليس شبع سبع سنين فقط بل الى حياة ابدية . كما جاء يوسف الصديق ابن يعقوب الى مصر ومعه يسوع معطى الحياة .. موسى النبى ايضا رمز لمجئ السيد الى مصر .. اذ عندما سمع فرعون هذا الامر طلب أن يقتل موسى فهرب من وجه فرعون ( خر 2 ) وهكذا السيد المسيح هرب من هيرودس الى مصر لما اراد قتله .وكما عاد موسى الى مصر ليخرج بنى اسرائيل من عبودية فرعون هكذا عاد السيد من مصر عندما ظهر الملاك ليوسف فى حلم قائلا ( قم وخذ الصبى وامهواذهب الى ارض اسرائيل ... وانصرف الى نواحى الجليل ) ( مت 2 : 19 – 32 ) فكان فى الجليل ليعتق آدم وبنيه من الجحيم .

          قيل أن المسافة التى سلكتها العائلة المقدسة فى المجئ الى مصر من بيت لحم الى الدير المحرق كانت تبلغ 1033 كيلو متر تقريبا ..ولكن لماذا هرب السيد المسيح الى ارض مصر ؟ الا يستطيع وهو الاله ضابط الخليقة بأجمعها أن يطلب من أبيه فيقدم له اكثر من اثنى عشر جيشا من الملائكة ( مت 26 : 53 ) ... لم يفعل ذلك ليعلمنا الهروب من الشر وعدم التصدى له ( لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب لانه مكتوب لى النقمة أنا أجازى يقول الرب , ولا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير ( رو 12 : 19 , 21 ) . كان فى ميلاده فقيرا فى مزود , ايضا فى هروبه ليس له زاد وأمتعة سوى أن يركب مع أمه جحشا .. ويحدثنا عنه القديس يعقوب السروجى ك ( فى المركبة يجاهر السمائيون ببهائك . وهنا وهكذا استمروا فى التنقل من بلد الى اخرى عدة شهور , تطلب له امه فلا يعطيها أحد وهو الذى يفجر الينابيع والانهار والبحيرات بل ومن يشرب من الماء الذى يعطيه لن يعطش الى الابد .. يحتمل البرد والحر بينما يكسو الخليقة بنعمته ! .. لم تستطيع أن تثبت أمامك البرارى والاصنام فى مصر .. فصنعت الكثير من الايات .. الاماكن التى باركتها مازالت بها لاكنائس الاثرية الشهيرة بروحانيتها والاديرة ا لعامرة ...  فكنت طفلا بالجسد ولكن لاهوتك لم يفارك ناسوتك لحظة واحدة ولا طرفة عين .

          وهنا ليتنى أسال نفسى ؟ .. عند مجئ السيد المسيح الى ارض مصر هناك من استقبله وأضافة هناك من رفضة , فكيف استقبل انا المسيح الذى كل يوم على المذبح ؟ وهل أستقبالك له يتم كما يجب بحفاوة واجلاله ؟ .. فرص الالتقاء به ليست متعذرة اذ فى كل مكان وفى كل زمان بل ومازال يقرع على باب قلبى قائلا ( هانذا واقف على باب واقرع ان سمع احد صوتى وفتح الباب أدخل اليه وأتعشى معه وهو معى ) ( رؤ 3 : 20 ) وحيث انه غير مرئى فينظر الى الاستعداد الداخلى الغير مرئى .. ليتنى أنقض أفكارى الرديئة وأغسل قلبى بالتوبة المستمرة وأتهيأ بلباس النقاوة والطهارة واتغنى بوصيته وازين مصباحى بعد ان اعده واخرج للقاء العريس السمائى مع الخمس العذراى الحكيمات ( مت 25 : 1 – 13 ) .. استطيع ايضا ان التقى اكثر بالسيد المسيح فى تنفيذوصاياه فى حياتى الخاصة فى صلاة بعمق , فى صوم فى تقاوة القلب , ... الخ ) وفى حياتى مع الاخرين فى قليل حب أقدمه لانسان ما فى خدمة الكنيسة , فى مساعدة المحتاج , لذا يقول لنا . جعت فأطعمتمونى ... عطشت فسقيتمونى ... بما أنكم فعلتم بأحد اخوتى هؤلاء الاصاغر فبى فعلتم ( مت 25 : 31 – 40 ) .

          حقا مبارك شعبى مصر ( أش 19 : 25 ) لقد دخل السيد المسيح ارضنا وهو بعد طفل على ذراعى السيدة العذراء فتباركت بلادنا المصرية بقدومه .. وتحطمت اوثانها . كما تنبأ النبى اشعياء ( هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها ( أش 19 – 1 ) .. مجئ السيد المسيح والعائلة المقدسة برفقته الى بلادنا كان بشارة خلاص لنا اذ لم تنقض 60 عام الا وقد تمت كرازة بلادنا على يد لاقديس العظيم مارمرقس الرسول الانجيلى فأسى الكنيسة القبطية التى مازالت منارا عاليا يستضئ بنورها العالم بأجمعه .

          لقد تباركت بلادنا المصرية ومازالت بل ومبارك ذلك اليوم الذى فيه حظيت بمجئ المخلص اليها وامه السيدة العذراء مريم التى نطلب شفاعتها دائما امام ابنها الحبيب ليغفر لنا خطايانا ..

خط سير الرحلة :

          من بيت لحم الى القوما التابعة للعريش ومنها الى بسطة ( بالقرب من الزقازيق ) ومنها الى المحمة ( مسطرد ) ثم الى بلبيس ومنها الى منية جناح التى يقرب بمنود ثم الى البرلس ثم الى بلاد السباخ ( سخا الحالية تابعة لكفر الشيخ ) وهناك وضع يده على حجر فسمى هذا المكان ( بينى ايسوس ) اى ( كعب يسوع ) ويدعى الان دير المغطس .. ثم الى وادى النطرون ثم الى عين شمس .. ( المطرية ) حيث الشجرة المباركة .. ثم قصدوا فسطاط مصر ( مصر القديمة ) حيث اختبأوا فى مغارة ( هى بكنيسة ابى سرجة الان ) حيث توجهوا الى الصعيد وعلى الشاطئ بارك الله الصخرة العالية وهى الان معروفة باسم ( سيدة الكف ) ( بجبل الطير – شرق سمالوط حاليا ) .. ومن هناك مضوا الى الاشمونين ثم أستانفوا المسير من الجبل الشرقى الى الغرب حيث وصلوا الى جبل قسقام المعروف الان بدير السيدة العذراء ( المحرق ) حيث أقاموا هناك ستة أشهر .

طقس العيد :

          له ابصاليات ( واطس وآدام ) مدونتانبكتاب الابصاليات الواطس والادام وذكصولوجيات المناسبات نشرته مكتبة كنيسة العذراء بالفجالة وله ربع من ارباع الناقوس وذكصولوجية خاصة بكتاب الابصلمودية طبعة نهضة الكنائس .

 

 

 

 

 

 

 

(7) عيد التجلى (13 مسرى )

          تحتفل الكنيسة منذ زمن بعيد بتذكار تجلى ربنا يسوع المسيح ( مت 17 : 1 – 7 , مر 9 : 2 – 13 , لو 9 : 28 – 36 ) .. وقصد الرب أن يتم ذلك مع بعض تلاميذه :

(1)              لاقرارهم أن المسيح ابن الله الحى ( مت 16 : 16 ) ثم ليريهم أنه ليس ايليا او يوحنا المعمدان أو واحدا من الانبياء كما يقول الناس ( مت 16 : 14 ) .

(2)              ليريهم مجد لاهوته قبل قيامته لكى عندما يقوم بمجد لاهوته يتأكدون أنه ليس عن مكافأة بل أنه كان له ومعه الاب منذ الازل ( يو : 17 : 5 ) .

(3)              ليريهم مجد لاهوته قبل الامه , فعند صلبه لا يشكون فى ان ذلك بارادته .

(4)              بالتجلى شاهدوا ناسوته ومجد لاهوته , فكان الجبل رمزا للكنيسة التى ختم يسوع المسيح الهنا على عهديها .

شخصيات ظهرت مع الرب عند التجلى

                                     (أ) من الانبيا للعهد القديم :

(1)              موسى النبى :

الذى كان حليما جدا وهو الذى استلم لوحى الشريعة من الرب وقاد شعب بنى اسرائيل 40 سنة فى البرية بعد أن أخرجهم من عبودية فرعون .

(2)              ايليا النبى :

ويعرف بايليا التشبيتى وهو معروف بدالته القوية مع الله اذ صلى فلم تمطر السماء ثلاث سنين وستة أشهر ثم صلى فأمطرت السماء ( مل 17 ) كما أنه صعد الى السماء حيا فى مركبة نارية .

 

(ب) من تلاميذ العهد الجديد :

(1)              بطرس :

هو أحد التلاميذ الاثنى عشر وأشهرهم غيرة , كما أنه اكبرهم منا .. كتب رسالتين .

(2)              يوحنا الحبيب :

هو ابن الرعد الذى خصه الرب بحبه عظيم اكثر من باقى الرسل الاثنى عشر وهو الذى كان يتكئ على صدر يسوع .. كتب انجيل يوحنا وثلاث رسائل والرؤيا .

(3)              يعقوب :

هو أخو يوحنا الحبيب .. وهو الذى قال له السيد المسيح مع أخيه يوحنا ( أتسطيعان أن تشربا الكأس التى سوف أشربها ) ( مت : 20 : 22 ) , وكتب رسالة .

ولاهمية هذه الرسالة التى كتبها هؤلاء الثلاثة ( بطرس ويوحنا ويعقوب ) يقرأ منها الكاثوليكون .

الجبل .. هو طريق الاعلانات , طريق يأخذنا اليه الرب يسوع ويجتاز بنا دروبه فيصعد بنا لنصلى وسيبقى التجلى أبدا موضوع وحديث تعزية لاولاد الله .. وسنظل فى عجز عن وصف مشاهد التجلى لانه لا ينطق بها ( 2 كو 12 : 4 ) .. فالصلاة هى شركة فى الطبيعة الالهية وخروج الانسان من شركة الجسد ورباطات الظلمة الى تحرير القلب حرا فى سماء لاتسبيح والترنيم .

 

أهمية المعانى الروحية لعيد التجلى

(1)              فى التجلى تمجد الابن والروح القدس تجلى الثلاثة أقانيم وهم واحد .

(2)              ليذكرنا بمجد لاهوته الابدى .

(3)              ليعلمنا أهمية الصلاة , اذ بالصلاة تسموا فوق ونصعد حيث الرب .

(4)              صعد بهم الى الجبل أى بعيدا عن صخب العالم الى حيث الهدوءوالسكون والخلوة التامة فاستطاعوا أن ينظروه عيانا دون أى غموض , والتمتع بما لم تراه عين ولم يسمع به اذن ..لهذا صعد الاباء الرهبان الى البرارى والقفار للتمتع التام بجمال الحياة مع السيد المسيح واذ تركوا العالم وراءهم التقوا بالمسيح أمامهم .... لقد جلسوا مع مريم عند قدمى سيدهم واختاروا النصيب الصالح ..... ( لو 10 : 42 ) .

(5)              الكنيسة أعدت لتكون مشابهة لما هو فى السماء فجمال الكنيسة من داخل يشبه عظمة العرش , والانوار الكثيرة تشبه ضياء مجد الله وقديسيه , وعطر البخور يشبه جمال رائحة الحياة الابدية , والبخور الصاعد من مجامر الاربعة والعشرين قسيسا الالحان والتسابيح تشبه تهليل الملائكة وترنم السمائيين .

(6)              التلاميذ يمثلون الكنيسة المجاهدة , موسى وايليا يمثلون الكنيسة المنتصرة , وهذا يدلنا على اتصال كنيستنا بالسمائيين وشركتهما الواحدة .

(7)              كان بطرس قبل التجلى بثمانية أيام يقول الرب حاشاك , وهنا يشاهد مجده .. ففى وسط الضعفات كثيرا ما يكشف لنا الرب عن غنى مجده .

(8)              الجيل يشير الى الايمان ( المتوكلون على الرب مثل جبل صهيون ... ) ( مز 125 : 1 ) الكتاب المقدس يذكر لنا عدة جبال ولكل جبل ذكرياته المقدسة التى تجعلنا نسبح فى تأملات كثيرة نذكر منها : -

جبل الله فى حوريب :

حيث موسى يلتقى بالرب فى العليقة ( خر 3 : 1 – 12 ) .

جبل سيناء :

حيث تكلم الربمع موسى النبى وسلمه الوصايا ( خر 19 : 2 ) .

جبل التجربة :

حيث الرب انتصر على الشيطان ( مر 1 : 13 ) .

جبل التطويبات : ( الوصايا الجديدة )

حيث علم رب المجد الجموع ( مت 5 : 1 – 12 )

جبل اشباع الجموع :

الخمسة الاف من خمسة أرغفة وسمكتين ( يو 6 : 1 – 14 ) .

جبل التجلى :

حيث تجلى الرب يسوع أمام التلاميذ وظهر معه موسى وايليا .

 

جبل الزيتون :

حيث علم تلاميذه ( مت 24 : 3 ) وهو أيضا جبل الدموع والصلاة ( لو 22 : 39 – 46 ) .

جبل الجلجثة :

حيث الرب يسوع مصلوبا لاجلنا ( يو 19 : 17 – 18 ) .... لقد قال بطرس الرسول ( جيد يا رب أن نكون ها هنا ) ... فما أجمل أن نكون دائما فى حضرة الرب .. وكأن لسان حالنا يقول ( وجدت من تحبه نفسى فامسكته ولم أرخه ) ( نش 3 : 14 ) يا الهى جيد أن تصعد أفكارى فى تأمل نحوك اذ عند الصعود الى مكان عال تلاحظ الشمس فى بدء شروقها عما نكون اسفل , هكذا عندما نسمو بأفكارنا نلاحظ شمس البر الرب يسوع عما نكون فى اسفل فى الخطية ...

        سيدى .. جيد أن اتكلم معك فى كل أمورى , فانت الصق من الاخ ( يوجد محب الصق من الاخ ) ( أم 18 : 24 ) , وربما الاخ لا ينصت الى كل ما أقوله له لكن أن يا ربى تنصت الى فى كل وقت ( لانه تعلق بى فأنجيه , أرفعه لانه عرف اسمى , يدعونى فأستجيب له , معه أنا فى الضيق أنقذه وأمجده وطول الايام أشبعه وأريه خلاص ( مز : 91 : 14 – 16 ) .. كلهم معزون متعبون أما أنت فالعزاء الدائم الى الابد ..

        ربى .. جيد أن اتكلم معك لأنك أنت الذى تعرف كل أمورى الخفية والظاهرة تعرف ما يفيد حياتى وما يضرها .. أيها الطبيب الحقيقى الذى لانفسنا واجسادنا وأروحنا يا مدبر كل جسد تعهدنا بخلاصك( عن أوشية المرض ) .

        ربى .. جيد أن اتذوق دائما حلاوة عشرتك ( ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب ) ( مز 34 : 8 ) اذ حلقك حلاوة وكله مشتهيات ( نش 5 : 16 ) .

        ربى .. جيد أن التقى بك فوق الجبل المقدس فأقول .. قد صرت فوق شهواتى وأفكارى , فوق ذاتى وكبريائى ( يا رب من ينزل فى مسكنك من يسكن فى جبل قدسك السالك بلا عيب والعامل الحق والمتكلم بالصدق فى قلبه ) ( مز 15 : 1 , 2 ) .

        يا سيدى .. جيد أن تكون لى شركة التجلى معك فأرفع قلبى فى صلاة دائمة قائلا ( يا ربى يسوع المسيح .. ) وفى تسبيح دائم قائلا ( كل نفس أتنسمه أسبح اسمك القدوس يا ربى يسوع المسيح مخلص الصالح ( عن ابصالية الست ) ..

(10) أخيرا .. نظروا يسوع وحده بعد أن أفاقوا من دهشتهم وفتح أعينهم .. كان فرحهم عظيما اذ وجدوا الرب . فنحن لسنا فى حاجة لشئ غير يسوع وحده .. ( لأنه فيه وبه وله كل الاشياء ) .

        له المجد الى الابد آمين ..

طقس العيد :

        توجد ابصاليتان ( واطس وآدام ) بالابصلمودية السنوية الصغيرة طبعة كنيسة العذراء بالفجالة – وله ربعين من ارباع الناقوس وذكصولوجية خاصة بالابصلمودية السنوية طبعة جمعية نهضة الكنائس وله مرد مزمور وانجيل بكتاب خدمة الشماس قبطى ..

 

عيد الصليب المجيد

تحتفل الكنيسة القبطية والاثيوبية بعيد الصليب المجيد فى السابع عشر من توت وفى العاشر من برمهات من كل عام .. كما تحتفل به الكنيسة الغربية فى الثالث من مايو ..

        لقد ظل الصليب مطمورا بفعل اليهود تحت تل من القمامة وذكر المؤرخون أن الامبراطور هوريان الرومانى ( 117 – 1038 م ) أقام على هذا التل فى عام 135 م هيكلا للزهرة الحامية لمدينة روما .. وفى عام 326م أى عام 42 ش تم الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين الكبير .. التى شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالى 3 الاف جندى , وفى اورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها فى ذلك , وبعد جهد كبير أرشدها اليهأحد اليهود الذى كان طاعنا فى لاسن .. فعثرت على 3 صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصرى ملك اليهود واستطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت الاول والثانى على ميت فلم يقم , وأخيرا وضعت الثالث فقام لوقته فأخذت الصليب المقدس ولفته فى حرير كثير الثمن ووضعته فى خزانة من الفضة فى أورشليم بترتيل وتسابيح كثيرة .. وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعنه فيها , ولا تزال مغارة الصليب قائمة بكنيسة الصليب  ...  وأرسلت للبابا أثناسيوس بطريرك الاسكندرية فجاء , ودشن الكنيسة بأورشليم فى احتفال عظيم عام 328م تقريبا .

        بعد هذا اصبح الصليب المقدس علامة الغلبة والافتخار بعد أن غلب به السيد المسيح الموت على الصليب فأتخذه الامبراطور قسطنطين الكبير علامة النصرة فى كل حربوبه , وبنى الكثير من الكنائس وابطل الكثير من عبادة الاوثان ..قيل أن هرقل أمبراطور الروم ( 610 – 641 م ) اراد أن يرد الصليب الى كنيسة القيامة بعد أن كان قد أستولى عليه الفرس , فأراد أن يحمله بنفسه فلبس الحلة الملوكية , وتوشح بوشاح الامبراطور , ولبس تاج الذهب المرصع بالاحجار الكريمة , ثم حمل الصليب على كتفه , ولما أقترب من باب لاكنيسة ثقل عليه فلم يستطيع أن يدخل به – فتقدم اليه أحد الكهنة وقال له : اذكر ايها الملك أن مولاك كان حاملا الصليب وعلى هامته المقدسة اكليلا من الشوك لا اكليلا من الذهب فلزم ان تخلع تاجك الذهبى وتنزع وشاحك الملوكى .. فعمل البصخة ودخل الكنيسة بكل سهولة .

        وفى رشمنا للصليب اعتراف بالثالوث الاقدس الاب والابن والروح القدس اعتراف بواحدانية الله كاله واحد , اعتراف بتجسد الابن الكلمة وحلوله فى بطن العذراء , كما أنه اعتراف بعمل الفداء وانتقالنا به الى اليمين . ايضا فى رشم الصليب قوة لاخماد الشهوات وابطال سلطان الخطية .. وهكذا صارت الكنيسة ترسمه على حيطانها واعمدتها واوانيها وكتبها , وملابس الخدمة .... الخ . يقول القديس كيرلس الاورشليمى : ( ليتنا لا نخجل من طيب المسيح .. فأطبعه بوضوح على جبهتك فتهرب منك الشياطين مرتعبه اذ ترى فيه العلامة الملوكية .. اصنع هذه العلامة عندما تاكل وعندما تجلس وعندما تنام وعندما تنهض وعندما تتكلم وعندما تسير , وبأختصار ارسمها فى كل تصرف لأن الذى صلب عليه ههنا فى السموات ..اذا لو بقى فى القبر بعد صلبه ودفنه لكنا نستحى به .. ) انها علامة للمؤمنين ورعب للشياطين .. لأنهم عندما يرون الصليب يتذكرون المصلوب فيرتعبون .. برشم الصليب نأخذ قوة وبركة .. لا تخجل يا اخى من علامة الصليب فهو ينبوع الشجاعه والبركات وفيه نحيا ونوجد خليقة جديدة فى المسيح .. ألبسه وآفتخر به كتاج .. ليس الصليب لنا مجرد اشارة فقط , بل معنى أعمق من هذا بكثير فهو يحمل شخصية المسيح الذى صلب عليه ويستمد قوته منه ولذا ( فنحن نكرز بالمسيح مصلوبا ) ( 1 كو 3 : 2 ) .. لذا فحينما تقبل الصليب الذى بيد الكاهن للصليب اشارة الى مصدر السلطان المعطى له من الله لاتمام الخدمة , فموسى النبى لما بسط يديه على شكل صليب انتصر , ولما رفع الحية النحاسية ثقى الشعب , ولما ضرب الصخرة بالعصا قيل أنه ضربها على هيئة صليب فانفجر الماء منها . والاباء القديسون عملوا المعجزات وانتصروا وغلبوا باشرة الصليب المقدس , ان الاقباط استعملوا الصليب المقدس منذ أن بزغت الشمس المسيحية .. أما الكنيسة الغربية فلم تستعمله بصفة رسمية الا فى عهد الملك قسطنطين الكبير .

        لا ترشم الصليب بعجلة .. فيقول الاباء : الذى يرشم ذاتته بعلامة الصليب فى عجلة بلا اهتمام أو ترتيب فان الشياطين تفرح به , أما الذى فى ثبات وروية يرشم ذاته بالصليب فهنا تحل عليه قوة الصليب وتفرح به الملائكة .. كذلك عندما يرشم المؤمن الصليب انما يعنى الاستعانة بشخص الرب يسوع المتحد بأبيه وروحه القدوس , هى استدعاء القوات السمائية باستحقاقات الرب المصلوب لاجلنا , هى صلاة موجزة للثالوث الاقدس كما هى قبول عمل الفداء أى تعبير موجز عن العقيدة المسيحية .. هى رفع لواء المسيح .. كما يقول القديس أثناسيوس الرسولى : أن كل من يحترم الصليب ويكرمه انما يكرم صاحبه لذا حتى الملائكة تحبه وتسرع الى من يرشمه بايمان , الله يفرح ويسر بعلامة الصليب لانها علامة المصالحة بين الله والبشر التى تمجد الله والتى انكسرت بها قوات الشيطان .. وكما كانت علامة لادم مميزة لبيوت الاسرائليين فنجوا من الملاك المهلك , هكذا استعمال الصليب .. وهذا الرشم تقليد رسولى فيقول العلامة ترتليانوس ( ان لامسيحين اعتادوا رشم اشارة الصليب قبل كل عمل للدلالة على أنه ما يعملونه هو لله ولمجد باسم الثالوث الاقدس الاب والابن والروح القدس )

استعمال الصليب :

        فى بدء جميع اعمالنا وفى جميع ما يحدث لنا به , نبدا ونحتم جميع صلواتنا , به نبطل جميع تعاليم الشيطان كالسحر وغيره , كما نرشم الصليب أثناء عمل المطانيات الجماعية بالكنيسة ( كما فى اسبوع الالام ) ايضا فى المطانيات الخاصة الفردية وبالاجمال فى جميع صلوات الكنيسة وطقوسها .. لا يتبارك شئ الايقونات والزيت وملابس الكهنوت واغطية المذبح ولا يتقدس الميرون .. ولا يتم شئ مامور الكنيسة حتى التحول الى جسد الرب ودمه الا برسم الصليب مقترنا بالصلاة والطلبة .

        وليس فقط فى كل ما سبق بل وحتى فى شكل الكنيسة .. فقد بنيت بعض الكنائس القبطية على شكل صليب كالنظام البيزنطى الذى أصله مدينة الاسكندرية .. وأهم الكنائسالتى بنيت على هذا الطراز كنيسة الدير الاحمر بسوهاج , وكنيسة اجيا صوفيا بالقسطنطينية ,  وكنيسة القديس بطرس بروما .. كما سميت بعض الاديرة باسمه منها دير الصليب بحاجر نقادة ( الذى كان قائما فى زمان القديس بسنتأوس أسقف فقط – القرن السابع ) أيضا هناك دير القديس ابو فانا ( أبيقانيوس ) عل شكل صليب . وهو فى برية جبل دلجا ( المنيا ) بيعته كبيرة رسمت على شكل صليب وكرست للصليب المقدس وبها أشكال كثيرة رسمت على شكل صليب وكرست للصليب المقدس وبها أشكال كثيرة جدا للصليب القدس .. كذلك ايضا الكاتدرائية المرقسية الكبرى الجديدة , بالانبا رويس على شكل صليب .. يرسم الصليب داخل الكنيسة على الحجاب والابواب والمنجليات وآنية المذبح والستور وملابس الكهنوت .. يستخدمة رجال لاكهنوت فى مباركة الشعب وفى الصلوات الطقسية لاسرار الكنيسة السبعة .. ففى سر المعمودية ( فى صلاة التحليل للمراة أولا 20 رشما, حجد الشيطان 6 رشومات , الدهن بزيت الغاليليون 6 رشومات فى تقديس ماء المعمودية 13 رشما . قداس ماء المعمودية 5 رشومات ) وفى سر الميرون .. ( 36 رشما على اعضاء الجسم وفى حل الزنار 9 رشومات .. غير الرشم بالميرون عند تكريس الكنائس والايقونات وأوان خدمة المذبح )وفى سر التوبة ( 3 رشومات الاول والثانى على الشعب والثالث على نفسه , ثم على الخبز والخمر 18 رشما ) فى سر مسحة المرضى ( قبل أوشية المرض ثم الطلبة والصلاة السرية قبل الانجيل , فى الاواشى الثلاثة . وأيضا فى بداية كل صلاة والصلاة السرية قبلالانجيل فى كل صلاة من الصلوات السبعة , فى التحليل الثلاثة : فى رشم المرضى بالزيت بعلامة الصليب وعلى شكل صليب , فيدهن الحاضرون أو من الجبهة ثم فى الرقبة ثم اليد اليسرى ثم اليد اليمنى ) . فى سر الزيجة ( قبل الانجيل 2 , الطلبة والاواشى 3 , الدهن بالزيت 2 , على الاكاليل 3 , التحاليل الثلاثة 6 رشومات , كيرياليسون 12 مرة , سر الكهنوت ( يرشم الاب البطريرك او الاب الاسقف على المدعو للكهنوت بعد الصلوات التى يقرأها أمام المذبح 3 , ثم 3 رشومات على جبهة مثال الثالوث القدوس . ثم يرشم النملابس الكهنوتية ) فى رفع بخور عشية وباكر ( 24 رشما ) فى القداس الالهى ( 48 رشمابالصليب فى اختيار الحمل حتى صلاة الصلح 24 رشما , نم بداية لاقداس حتى نهايته 24 رشما ) . ومن المعروف أن القداس الالهى فى كلماته تتضمن تجسيد السيد المسيح وصلبه وقيامته وصعوده مجيئه الثانى والدينونة . فكثيرا من كلمات القداس وألحان الكنيسة وتسبيحتها بها ذكر للصليب المقدس ككلمة أو كرشم .

طقس العيدين :

        تحتفل الكنيسة فى 17 توت و 10 برمهات من كل عام .. ونظر الان يوم 10 برمهات هو اليوم الذى ظهر فيه الصليب لأول مرة (326 م) على يد الملكة هيلانه يجئ دائمافى ايام الصوم فقد رتب أباء الكنيسة الاحتفال بظهور الصليب فى يوم تكريس كنيسته وهو يوم 17 توت , وتبدأ فى يوم يعامل معاملة الاعياد السيدية الصغرى , فطقسه فرايحى من حيث الابصاليات أما مجمع التسبحة ولاذكصولوجيات ومردات الدورة والاناجيل والتوزيع فطقسها شعانينى . كما أنه له ابصاليتان ( واطس وآدام )بكتاب الابصاليات والطروحات الواطس والادام ... وله ارباع من ارباع الناقوس وذكصولوجية بالابصلمودية السنوية ( نهضة الكنائس ) دورة الصليب اتى تعمل بعد صلاة افنوتى ناى نان فى رفع بخور باكر هى نفس الدورة التى تعمل فى رفع بخور باكر عيد الشعانين غير أن هناك اختلافين هما :

        هناك طرح خاص بعيد الصليب , هناك مرد ثابت يقال بعد كل ربع يختلف عن مرد الشعانين الثابت ومرد الصليب الثابت هو ( ايفول هيتنى بيف اسطافروس : نيم تيف أناستاسيس اثواب : ان طاستو مبى رومى ان كى سوب . ايخوب ايبى باراذيبسوس ) . ومعناه : من قبل صليبه وقيامته المقدسة رد الانسان مرة اخرة الى الفردوس ) .

أما فى القداس :

        فيقبل بعد تى شورى , لحن ( فاى ايتاف انف .. ) وتوجد هيتينيه للملك قسطنطين وامه الملكة هينه .. كما يوجد فرد ابركسيس خاص ولحن بد قراءة الابركسيس ( ايطاف ان نى ابسخاى .. هو يقال ايضا قبل طرح العيد فى دورة الصليب يرفع بخور باكر .. ) وله مرد انجيل واسبسمسينى ( آدام واطس ) .

**********