الكتب المقررة على الكلية الإكليريكية

قوانين كنيسة

الصف الرابع

 

                                                                     

الباب الأول

المجموع الصفوى لابن العسال كمرجع قانونى

 

أولا – أولاد العسال :

       أولاد العسال هم أفراد أسرة أشتهرت من الناحيتين الكنيسة والدنيوية . نبغوا فى القرن الثالث عشر الميلادى ، وعاصروا من بابا وات الاسكندرية : الأنبا يؤانس السادس (74) ، والأنبا أثناسيوس الثالث (76) . وكان ذلك فى عهد الدولة الأيوبية الإسلامية فى مصر . وكانت لهم مراكزهم فى الدولة كما كانوا اراخنة فى الكنيسة تدخلوا أحيانا فى مجريات أمورها . وقد خلفوا لنا مؤلفات عديدة فى اللاهوت والعقيدة واللغة القبطية .

     إختلف البعض فى أصلهم ، وأحاط بتاريخهم شىء من الغموض . وقد كتب الأيغومانوس فيلوثيئوس إبراهيم رسالة عنهم سنة 1886 م قال فيها إنهم ينحدرون من أصل قبطى . وقيل إنهم من سدمنت بالوجه القبلى ويمتون بصلة قرابة للقديس العالم القس بطرس السدمنتى .

     وأشر أعضاء هذه الأسرة ثلاثة هم : الشيخ الصفى أبو الفضائل ابن العسال ، وأخواه الشيخ الأسعد ، والشيخ الفاضل مؤتمن الدولة أبو اسحق بن العسال . وقد كتب هذا الأخير – أبو أسحق – كتابا فى القوانين ، جمعه من نصوص الكتاب المقدس ومتفرقات من قوانين الكنيسة ، ولكن ليس هذا الكتاب هو هدفنا الآن . إنما الهدف هو كتاب القوانين – المشهور باسم ( المجموع الصفوى ) نسبة الى الشيخ الصفى بن العسال ، وهو كتاب مسهب فى القوانين ، سنتناوله الآن بالشرح . وقد وضع له الشيخ الصفى مختصرا أسماه " كفاية المبتدئين فى علم القوانين "

 

ثانيا – المجموع الصفوى

وكتاب المجموع الصفوى يشمل 51 بابا على قسمين :-

أ‌-   القسم الأول : يشمل 22 بابا ، وهو الأهم . ويختص بأمور كنيسة :يتحدث فيها عن الكنيسة ، ودرجات الأكليروس ، والرهبنة ، والعماد والقداس والقربان ، والعبادة من صوم الى صلاة ... ونصائح للعلمانيين .

ب‌- أما القسم الثانى : فهو فى نفس الحجم تقربيا ، ويشمل الأبواب الباقية (من 23 الى 51 ) يختص بالمعاملات . و أهم ما فيه الموضوعات الخاصة بالزواج والطلاق ، أما الباقى فيتعرض لمعاملات ماليه عديدة كالبيع والأيجار والقرض ، والرهن والضمان ، والوصية ، والميراث ، والشركة .. الخ وبعض موضوعات اجتماعية كالمأكل والملابس والصنائع ، وعقوبات عن خطايا وجرائم كالزنا والسرقة والقتل .

يهمنا فى القسم الجزء الخاص بالأحوال الشخصية . أما الجزء الضخم الخاص بالمعاملات المالية وعقوبات الجرائم فقد حلت محله قوانين الدولة . وأبن العسال نفسه لم يرجع فيه الى قوانين كنسية ، وأنما أعتمد فى غالبيته أن لم يكن فى جمعية على (( قوانين الملوك )) التى وضعها أباطرة الرومان ، وبالأخص ما عرف منها باسم (( التطليسات ))

وقد نشر المجموع الصفوى حديثاً عن نسخ خطية . وأهتم بذلك شخصان :

أحدهما مرقس جرجس الذى نشره بدون تعليق أو شرح . والثانى هو جرجس فيلوثيئوس عوض الذى أهتم فى نشره للمجموع الصفوى سنة 1908 م بوضع تعليقات وهوامش كثيرة بعضها مطول جدا ، لفت النظر فيها الى بعض القوانين المزورة ، ونقد بعض القوانين وبالأخص ما يتعلق منها بالزواج . وكتب تذييلات مطوله لبعض الموضوعات مثل الأبواب الخاصة بالزواج ، والأساقفة ، والصلاة والليتورجيات ، وترتيب العشاء الربانى والخمير والفطير ، كما أورد فى مقدمة كتابه الرسالة التى كتبها القمص فيلوثيئوس إبراهيم عن أولاد العسال ومؤلفاتهم .

وقد ترجم (( المجموع الصفوى )) الى الحبشية فى القرن السادس ، ودعىقانون الملوك (( فتح بخشت )) وطبقوه فى أمور الكنيسة والدولة معا ، ولا يزال معمولاً به حتى الأن .

    ثالثا – المصادر القانونية للمجموع الصفوى

إعتمد أبن العسال على كل المجموعات القانونية التى صادفها سواء منها الصحيح أو المزور :

أ – ففى قوانين الرسل : اعتمد على المجموعة القبطية المعترف بها التى تشمل 127 قانونا وهى فى كتابين أحدهما يشمل 71 قانونا وجعل له أبن العسال رمزا

( رسطب ) ، والثانى يشمل 56 قانونا وجعل له رمز ( رسطج ) . كما أعتمد على المجموعة التى تشمل 83 قانونا وهى التى أخرجها الروم . ومع أن هذه المجموعة عبارة عن نفس الكتاب الثانى من المجموعة القبطية تقريبا مع إختلاف فى الترقيم ، ومع أن أبن العسال أعترف فى مقدمته بأنه (( أخرجها الى العربية الملكية والنسطورية )) إلا أنه أعتمد عليها كذلك ، وجعل لها رمزا ( رسطا ) أى وضعها فى الترقيم قبل المجموعة القبطية ، أما تفسيراته لهذه الرموز التى وضعها فهى كذلك : ( رس ) اختصار رسل ، و(ط) مقتبسة من أسم اكليمنطس الذى أرسل معه الرسل هذه القوانين وحروف أ، ب ، ج هى تراقيم الكتب الأول أو الثانى أو الثالث . وأعتمد أبن العسال كذلك على مجموعة أخرى من منسوبة للرسل وسماها . قوانين (( عليه صهيون )) وتشمل 30 قانون ومع أعتراف أبن العسال فى مقدمته بأن هذه القوانين (( عنى باخراجها الى العربى الملكية والنسطورية )) ألا أنه اعتمدها وجعل لها رمز ( ع) اختصار (( علية )) ، ووضعها فى مقدمة مصادره . وقد اعتذر عن هذه وعن مثيلتها ( رسطا ) بأنها (( ثابتة عند السريان اليعاقبة )) وأعتمد أيضا على رسالة مزورة منسوبة الى القديس بطرس الرسول قيل إنه أرسلها الى تلميذه أكليمنضس ، ورمزها ( بط ) . كما أعتمد على قوانين أبو ليدس ، ( بدس ) .

 

ب-وفى قوانين المجامع المسكونية : أعتمد فقط على قوانين مجمع نيقية . ورمز للعشرين قانونا المعتمدة بالرمز ( نيق ) . ولكنه بالأضافة الى هذا أعتمد أيضا ال 84 قانونا المزورة المنسوبة الى نيقية . وجعل لها رمز ( نيقية ) ليميزها عن القوانين النيقاوية السليمة . فعل ذلك مع أنه يعرف أن هذه القوانبن – حسب ما ورد فى مقدمته – (( أخرجها الملكية والنساطرة )) ولكنه اعتذار السابق ، بأنها (( ثابتة عند اليعاقبة السريان )) . وأضاف أنها (( كثيرة الفوائد )) .

ج- أما من جهة قوانين المجامع الاقليمية : فقد أعتمد على قوانين مجمع أنقرا وجعل رمزه ( انقرا ) ، وعلى قوانين مجمع قيسارية الجديدة ، ولكنه أسماه قرطاجنة وجعل له الرمز ( قطج ) . ولسنا ندرى سسببا لهذا اللبس والتغيير فى الأسماء ،وبالأخص لأنه يوجد مجمع أخر اسمه مجمع قرطاجنة عقد فى سنة 419 م وسبقه مجمع أخر عقد أيضا فى قرطاجنة 257 م برئاسة القديس كبريانوس بخصوص معمودية الهراطقة . وهذه التسمية الخاطئة جعلت أبن العسال يتجاهل أيضا هذين المجمعين اللذين عقدا فى قرطاجنة ولا يشير الى شئ من قوانينها اعتمد أيضا على قوانين مجمع غنغرا وأسماه غنجرا ورمزه ( عج ) ، ومجمع انطاكية ورمزه ( طك) ، ومجمع اللاذقية ( لا ودكية ) ورمزه (دق) ، ومجمع سرد يقية ورمزه ( سدق ) .

د- أما قوانين الأباء : فقد اعتمد كثيراً على قوانين القديس باسيليوس سواء منها القوانين الكنسية ال 106 التى جعل رمزها ( بس) أو القوانين الكنسية التى جعل رمزها ( نس ) . وقال إنه أخذ قليلا من قوانين ديونسيوس ورمزه (د) وأغريغوريوس ( لعله غريغوريوس أسقف نيصص) ورمزه (غر) ، ويوحنا ذهبى الفم ورمزه (ح) ، وتيموثاوس ( يقصد البابا تيموئيئوس الاسكندرى 22 ) ورمزه ( طيم ) . وأخر سطوذولوس ( البابا الاسكندرى ) ورمزه ( خرسطا ) .

قوانين الملوك : اعتبرها ابن العسال مرجعا قانونياً . وقال إنها أربعة كتب : الأول منها باسم (( التطليسات)) وعلامته ( طس ) . والثانى علامته ( مك ) والثالث علامته ( مد ) . وقد أعتمد أبن العسال اعتمادا شبه كلى على قوانين الملوك فى القسم الثانى من كتابه ، الخاص بالمعاملات . كما إعتمد عليها فى الأول ايضا.

 

رابعا – مؤخذات على ابن العسال فى مصادره القانونية واستخدامه لها :

 

أ – يؤخذ عليه أولاً أنه جمع قوانين مزورة كثيرة إلى جوار السليمة المعتمدة :

 

 فهو من هذه الناحية كان مجرد جامع لا ناقداً . ولم تكن له صفه العالم الذي يفحص المعلومات ويدرسها ويحللها ، ويقدم السليم منها فقط للناس .

 ومن القوانين المزورة التي أعتمد عليها ابن العسال :

1-     قوانين علية صهيون.

2-      رسالة بطرس إلى أكليمنضس.

3-   القوانين الـ 84 المنسوبة زورا إلى مجمع نيقية و هي أشد خطراً من الكل ، وقد أخذ عنها أبن العسال من غير فحص ، فوقع في أخطاء بشعة.

 وليس عذرا يعتذر به قوله إنها وجدت عند السريان اليعاقبة ، إذ أن وجودها عندهم كقوانين – هو أمر كان يجب أن يتحاشاه ، لا أن يقع هو في نفس الخطأ ويعتمد ما اعتمدوه ، على الرغم من أن محتويات هذه القوانين تدل على بطلانها . لا سيما وأنه يعرف أن الذين أخرجوها هم الملكيون والنساطرة .

ومما يزيد خطأ ابن العسال خطورة في هذا الأمر :

أنه اعتمد على هذه القوانين المزورة وحدها في بعض المعلومات الهامة ، دون أن يكون لديه ما يسندها من نصوص قانونية أخرى متفق عليها من الكل:

فمثلا قوانينه بخصوص البطاركة :كلها من قوانين نيقية المزورة ، وكذلك القوانين الخاصة بالوكيل على أموال الكنيسة ، وبعض نقاط في باب الزواج . فمثلا في الزواج بطرف غير مؤمن ، ذكر الأتي : (( للرجل المؤمن أن يتزوج من غير المؤمنات بشرط دخول الزوجة في الأيمان : أما النساء المؤمنات فلا يتزوجن الرجال الخارجين عن الأيمان لئلا ينقلوهن إلى مذاهبهم ويخرجوهن عن الأيمان ( نيقية 57 ) . وكل امرأة مؤمنة تتزوج رجلا غير مؤمن تخرج من الجماعة . وإن تابت واختلعت منه ، تقبل كمن يرجع عن كفره ، وبعد التبرر الواجب تخلط بالمؤمنين وتعطى القربان ( نيقية 72 ) وكل مؤمن يزوج أبنته أو أخته بغير إرادتها ولا علمها بمن لا يؤمن ، فليخرج من الجماعة ويمنع من مخالطة المؤمنين . أما هي فلا .فإن تاب وخلعها ،فليفرض عليه من التوبة بقدر جرمه وما يحتمله ويصفح عنه ( نيقية 73 ) .

موضوع خطير كهذا ، لا يذكر فيه سوى ثلاثة قوانين مزورة ! دون أن يناقشها ، ودون أن يضع إلى جوارها ما ورد في الكتاب المقدس وفى تفسير الآباء وفى القوانين الكنسية الأخرى . وإنما يترك الأمر هكذا .

 ومن أمثلة القوانين المزورة قانون عن تذكارات الموتى : مأخوذ من رسالة بطرس المزورة إلى أكليمنضس:

 ينص على أن التذكارات تكون (( في التاسع وفى الثاني عشر ، وكذلك في الأربعين ، وتمام الشهرين )) ذكره ولم ينقده ، ولكنه ذكر إلى جواره القوانين الأخرى . وقال في البند التالي له (( والمرتب في كنيستنا الآن القربان يوم الدفن ، وفى العاشر ، وفى تمام الشهر ، وفى كمال ستة شهور ، وفى تمام السنة ...   (( ولم يذكر مرجعاً لهذه التواريخ وبالأخص العاشر وكمال ستة شهور اللذين لم يردا في أي مرجع  كنسي سابق )) فكأن ما ذكره بعد القانون المزور كان هو أيضاً عقدة تحتاج إلى حل .

ب – يؤخذ عليه أيضا أنه وضع قوانين الملوك ضمن قوانين الكنيسة

، كقوانين رسمية :      

 ولسنا نقصد التشريعات المالية أو التجارية أو الجنائية . فلو أقتصر على ذلك لكان له عذره .لكنه أقتحم هذه القوانين – الصادرة عن سلطة مدنية بحتة – في أمور كنسية خالصة. كتشريعات خاصة بالأساقفة والرهبان والزواج والطلاق وغير ذلك حتى الصلاة على الموتى .

 كما يقول في الفقرة السادسة من الباب الثاني والعشرين الخاص بالأموات :

(( وورد في قوانين منسوبة إلى الملوك : أنه إذا ماتت النفساء ،فلتغسل وتكفن في غير الثياب التي فيها ، ويصلى عليها في الكنيسة فأن الموت قد طهرها ))

أما في موضوع الزواج ، فإن أبن العسال في ا الباب  الخاص بالزواج :

 لا يعتمد سن الزواج ، وموافقة الأهل على الزواج ، وتحديد اقل مدة للترمل ، وعقد الأملاك ، لا يعتمد كل ذلك إلا على قوانين الملوك فقط ،

  حتى في صلاة الإكليل يعتمد على أحد قوانين الملوك ونصه :

(( وإن كان المتزوجون أرامل ، فلا تكون لهم بركة إكليل . لأن هذه البركة أنما هي مرة واحدة في الدفعة الأولى وهى ثابتة على أربابها وباقية فيهم أبدا بل تكون صلاة الكاهن لهم بالاستغفار . وإن كان أحد المتزوجين بكراً فليبارك وحده . وهذه السنة للرجال والنساء جميعاً ( مك 87) .

وأخطر ما في هذا الأمر ما ذكره بخصوص الطلاق :

 فهو يرى أن الزيجة تنفسخ بثلاثة أمور:
 رهبنة المتزوجين ، وامتناع اجتماع أحدهما بقرينه للنسل ، وعدم التمكن من التعاون على تيسر المعيشة وصلاحها .

وبعد شرحه لهذه الأسباب قال:

 (( وقد وضعت في هذه الأمور الثلاثة قوانين وهى ..... )) وتلك القوانين كلها من قوانين الملوك وليس غيرها . وهنا عرض بالتفصيل للأسباب الآتية : حالة وجود علة تمنع من الاجتماع سواء عند الرجل أو المرآة من ( طس 11 ، مج 4) حالة الصرع ( مج 5 مد 84 ) – حالة الجذام ( مج8 ، مج81 ) _ بعد 5 سنوات من الأسر في الحرب ( طس 11 ) _ ما يستلزم زنا المرأة ( طس 11 ) ( وحتى في سبب الزنا لم يستخدم قانون كنسيا ) _ إذا دبر أحدهما على فساد حياة الأخر أو إفساد عفته ( طس11 ) .

 

 

 

كما عرض لأمر أخر وهو تطليق الرجل من المرأة لزناه:

  فعرض في ذلك قانونين متناقضين هما ( طس 11 ، مج 21 ) . وخلاصة الأمر أن هذا كله وسع الموضوع ليشمل أسبابا كثيرة غير السبب الواحد الوارد في الكتاب المقدس . وكل ذلك أصله قوانين مدينه ورثت الكثير من قوانين وثنية سابقة ....

ما هو الاعتذار الذي يقدمه ابن العسال من أجل هذا الاستخدام الواسع لقوانين الملوك ؟

 يقول في مقدمة كتابه عن قوانين الملوك (( وقيل .. إنها اختصرت للملوك من أقوال كثيرة بمجمع نيقية في مجلس قسطنطين الملك )) . ما معنى هذه العبارة ؟ ومن قال هذه (( الأقوال الكثيرة )) ؟ ما أكثر ما نسب إلى مجمع نيقية حتى هذه المئات من القوانين .

ج_ يؤخذ عليه كذلك إغفاله بعض القوانين الكنسية المعتمدة :

 

 1- فمن جهة المجامع المسكونية أعتمد على نيقية فقط ، وأغفل القسطنطينية وأفسس 2-  وفى المجامع الإقليمية اغفل مجمعي قرطا جنة :

 مع أنه كان لابد له في باب العماد أن يورد قانون القديس كبريانوس في مسألة معمودية الهراطقة ، كما أن مجمع قرطا جنة الآخر سن قوانين كثيرة جدا ومفيدة . ومن جهة قوانين أباء الكنيسة:

 لم يذكر أبن العسال شيئا عن قوانين البابا بطرس خاتم الشهداء ، ولا عن قوانين القديس كيرلس الكبير عمود الدين ، ولم يشر إلى شئ من القوانين المنسوبة إلى القديس أثناسيوس الرسولى ، هذا عن الآباء القدامى . 

   أما عن الآباء الذين عاشوا في عصره أو قبيل عصره :

لم يذكر شيئا عن قوانين كيرلس بن لقلق و لا عن قوانين غبريال بن تريك .

وفى قوانين الرهبنة:

 نجد أنه اكتفى بقوانين باسيليوس ، و أغفل الأصل الذي أخذ عنه باسيليوس و هو قوانين باخوميوس ، كما اغفل قوانين هامة جدا لا يصح إغفالها و هي قوانين الأنبا شنودة ، وكذلك قوانين باقي الآباء الكبار مؤسسي الرهبنة .

يؤخذ عليه أيضا في هذه النقطة بالذات :

أنه تعمد إغفال بعض القوانين لغرض ما . فمثلا من جهة وضع عظام الشهداء في الكنائس ، من المعروف أن بعض الآباء هاجموا هذا الأمر ، لأن الوثنية كانت قريبة العهد ، بل لم تكن قد انقرضت تماما ، و كانوا يخافون على المؤمنين أو المقبلين حديثا إلى الإيمان من الانحراف . ووضع الآباء قوانين في ذلك  ولكن أبن العسال تجاهلها كلها ، وأورد في الباب العشرين قانونا مزورا منسوبا إلى نيقية ذكر فيه

" ولتوضع عظام الشهداء في الكنائس و الأديرة ليجرى في مواضع أجسادهم الشفاء و المنافع للمرضى و المزمنين و أهل الحاجة .. "

أما القانون 33 للقديس باسيليوس ، فاقتبس الجزء الذي لا يعارض رأيه وترك الباقي

 

د- يؤخذ عليه أيضاً أن بعض نصوص القوانين التي أوردها لا تطابق الأصل تماماً :

 

مثال ذلك قوانين مجمع انقرا الخاصة بالعقوبات التي تفرض على التائبين بعد الارتداد في نفس الباب العشرين .

ابن العسال يقع في خطأ الاعتراف برئاسة باب رومه

كان من نتائج اعتماد ابن العسال على القوانين المزورة المنسوبة إلى نيقية ، أنه وقع في خطأ الاعتراف برئاسة بابا رومه على جميع بطاركة العالم المسيحي . نعم ، كان في تلك القوانين المزورة ( التي أخرجها الملكية والنساطرة ، فخ منصوب ، لم يفطن له أبن العسال الذي وصف تلك القوانين في مقدمته بأنها ( كثيرة الفوائد ) !!

وقد أورد أبن العسال في هذا الأمر قانونين واضحي الدلالة ، لم ينقدها ولم يخطئ واحدا منهما ولم يعلق عليهما بشئ ، كأن الأمر واضحا لا خطأ فيه :

 

 أما هذان القانونان فهما : -

 

أ – قال:والمجمع المقدس في( نيقية 37) أمر أن يكون البطاركة في جميع الدنيا أربعة لاغير مثل كتبة الأناجيل،والأنهار الفردوسية الأربعة،والرياح وعناصر العالم

ويكون الرئيس والمقدم هو صاحب كرسي بطرس برومية على ما أمرت به الرسل

وبعده صاحب كرسي الإسكندرية  العظمى وهو كرسي مرقس .والثالث صاحب كرسي أفسس وهو كرسي يوحنا الثيئولوغى . والرابع صاحب كرسي إنطاكية وهو كرسي بطرس أيضاً . وتفرق جميع الأساقفة من تحت أيدي هؤلاء البطاركة الأربعة

 

ب – أما القانون الثاني فهو ( نيقية 44 ) الذي ينص على أنه ( أما البطريرك فله منزله الأب في سلطانه على بيته . وكما أن البطريرك له أمره وسلطانه على من هم تحت يده ، كذلك لصاحب روميه سلطان على سائر البطاركة !! فأنه الأول مثل بطرس فيما كان له من السلطان على جميع رؤساء النصرانية وجماعة أهلها ، لأنه خليقة المسيح ربنا على شعبه وكنائسه )

وواضح أن هذين القانونين مشحونان بالأخطاء بالأدلة الآتية :

أولا : من جهة عدد البطاركة : لم يذكر مجمع نيقية المقدس أن بطاركة العالم يجب أن يكونوا أربعة لا غير . ولا توجد أية حكمة في ذلك التحديد !! وكون كتبة الأناجيل أربعة ، أو أن أنهار الفردوس أربعة لا يعنى أن يكون بطاركة العالم كله أربعة لا زيادة عليهم ولا نقصان منهم .

كما أن هذا التحديد بأن البطاركة أربعة في زمن مجمع نيقية يناقضه القانون الثالث من قوانين مجمع القسطنطينية المقدس الذي أعطى ( أسقف القسطنطينية  الكرامة الأولى بعد أسقف رومه لكونها رومه الجديدة ) فهل بهذا ناقض رياح الأرض الأربع ، وعناصر العالم الأربعة ، وأنهار الفردوس الأربعة ؟! وهذا التحديد يتنافى مع نفس قوانين هذه المجموعة المزورة المنسوبة إلى نيقية إذ أن القانون 42 منها يرفع عدد البطاركة إلى ثمانية!

ثانياً: جعل هؤلاء الأربعة أساقفة رومه والإسكندرية وأفسس وإنطاكية:

 يتنافى مع القانون السادس من العشرين قانونا التي سنها مجمع نيقية . وهذا نصه "فلتحفظ العوائد القديمة التي في مصر وليبية والخمس مدن ، بأن تكون سلطة أسقف الإسكندرية على هذه جميعها كما أن لأسقف رومه هذه العادة أيضاً . وكذلك فليحفظ التقدم للكنائس التي في إنطاكية إلى أفسس ، ولا إلى رئاسة واحد من الثلاثة الكبار على غيره ، بل حتى أسم رومه أتى بعد اسم الإسكندرية . فهل تناقض المجمع مع ذاته في قوانينه التي سنها ؟

ثالثا : علاقة صاحب كرسي رومية ببطرس ( من الناحية التاريخية موضع  تساؤل كبير؟؟!:

 فليس من الثابت إطلاقا إن بطرس هو الذي أسس كنيسة رومه . بل إن الرأي الراجح هو أن كنيسة رومه أسسها بولس الرسول ويؤيد هذا علماء الكتاب المقدس نفسه .

رابعاً : حتى لو ثبت فرضا أن بطرس هو مؤسس كنيسة رومه – وهذا أمر عسير جداً – فتبقي أمام الأمر مشكلتان : الأولي أن بطرس لم يكن رئيسا علي الرسل ولم يكن له سلطان علي جميع رؤساء النصرانية !!! ولا كان " خليفة المسيح ربنا علي شعبه وكنائسه !!" فهذا الأمر يتنافى مع تعاليم الكتاب المقدس ذاته ، ومع روح المسيحية ، ومع التاريخ .. والمشكلة الثانية هي مسألة وراثة الرئاسة , أي أن يكون بطرس رئيسا فيكون خليفته في رومه خليفة له في الرئاسة العامة فمسألة الوراثة هذه لم يقرها التاريخ الكنسي في شيء . وأكثر دليل علي هذا هو انه بعد استشهاد بطرس عاش يوحنا الإنجيلي حوالي 30سنه ولم يكن خاضعا فيها لرئاسة أسقف رومه خليفة بطرس !!!

كما أن المجامع المسكونية لم تأخذ بهذه القاعدة . وهناك حوادث تاريخية عديدة لإثبات هذا . ومسالة الوراثة يقف أمامها إشكال آخر وهو أي المدن ترث بطرس .

أن هذا القانون المزور يقول أن بطرس هو صاحب كرسي إنطاكية أيضا فلما لا يكون أسقف إنطاكية هو خليفة بطرس ؟ لا سيما وان إنطاكية أمنت بالمسيحية قبل رومه " والتلاميذ دعوا مسيحيين أولا في إنطاكية " ( اع 11: 26) .

خامساً : أما عبارة " علي ما أمرت به الرسل " التي وردت في القانون 37 :

 فإننا نعجب كيف مرت بهدوء علي ابن العسال الذي جمع قوانين الرسل كلها صحيحها وزائفها هل وجد من بين ما وقع تحت يديه من قوانين ، قانونا واحد للرسل صحيحا كان أو مزورا يأمر بأن يكون صاحب روميه هو الرئيس الأعلي لبطاركة العالم ؟ لماذا إذن ترك هذه العبارة تمر سالمة بدون تعليق ؟ الا يؤاخذ – كعالم – علي مثل هذا الأمر ؟ .

تعليقات علي بعض أبواب الكتاب

أولا- قبل أن نتناول بعض أبواب الكتاب بالتعليق :

 نحب أن نذكر أن ابن العسال أغفل عن أن يضع ضمن أبواب كتابه :

 بابا خاصا باللاهوت والعقيدة . فاللاهوت يمثل قسما هاما لا يمكن التغاضي عنه في قوانين الكنيسة ، ومن اجله انعقدت المجامع ، ومن اجله سنت القوانين بعضها لإظهار الإيمان ، وبعضها لفضح هرطقات وحرم من يؤمن بها ، وبعضها لبيان معامله هؤلاء الهراطقة ... الخ . لو كان ابن العسال خصص بابا لهذا الأمر ، ما كان حينئذ يغفل قوانين مجمعي القسطنطينية وأفسس المسكونيين ، وما كان يغفل قوانين كيرلس الاثني عشر المعروفة بالاناثيمات ، وما كان يغفل القوانين اللاهوتية التي كتبها ابوليدس وباسيليوس وغيرهما .....وكذلك نذكر انه اغفل بابا آخر خاصا بالطقوس .فقد وردت كثير من الطقوس ومن الصلوات الطقسية في قوانين الكنيسة وبالاخص قوانين الرسل وابوليدس وباسيليوس . الم يكن بابا اللاهوات والطقوس اهم بكثير من ابواب المعاملات التجارية العديدة ؟! .

لم يفشل ابن العسال في كل كتابه قدر ما فشل في باب البطاركة . اعتمد علي قوانين نيقية المزورة في كل الباب ، وهكذا لم يورد نصا واحد معتمدا .

وكما وقع في الخطأ الخاص برئاسه رومه ، كذلك وقع في خطأ اخر خاص بالحبشة بالقانون المزور ( نيقية 42) الذي اورده وفيه " الحبش لا يبطرك عليهم بطرك من علمائهم ولا باختيارهم في انفسهم ، لان بطركهم انما يكون من تحت يد صاحب الاسكندرية ، وهو الذي يصلح عليهم قاثوليقا ( جاثليق) الذي هو دون البطرك ومن

قبله ..... واذا عرض امر يجتمع فيه سنودس بأرض الروم وحضره هذا الحبشي . فليجلس في المجلس الثامن بعد صاحب سلق التي هي المدائن ، لانه قد اذن له ان يصنع اساقفه لناحيته .... الخ "

وخطأ هذا القانون واضح . لانه في زمن مجمع نيقية كان القديس اثناسيوس شماسا . ولم تتبع الحبشة الكنيسة القبطية الا في بطريركية اثناسيوس سنه 330 م أي بعد مجمع نيقية بخمس سنوات . وهو الذي ارسل لاهلها اول اسقف يقام عليهم ، القديس افرومنتيوس الذي كان بمثابة مبشر لهم . فكيف يعقل ان يسن مجمع نيقية قانونا عن تنظيم رعاية الكنيسة القبطية للحبشة ، بينما لم تكن وقتذاك تابعه للكنيسة القبطية ، ولم يكن لها اسقف علي الاطلاق ؟! ومما يدعو الي العجب بالاكثر هو مساله اقامة بطريرك هناك او جاثليق ، او من " يصنع اساقفه لناحيته " ويجلس مع رؤساء اساقفه الكنيسة الجامعه .... ايقال كل هذا عن بلد كان في ذلك الوقت ضمن البلاد المحتاجة الي التبشير لادخالها في الايمان ؟ الا يوحي هذا القانون بانه قد وضع في زمن متأخر ودس زورا علي مجمع نيقية ؟ فكيف وافق ابن العسال – كعالم – علي نسبته الي نيقية ؟! .

وليس هذا فقط بل ان هذا الباب يشمل قوانين اخري لا تقبلها الروح الكنسية مثال ذلك قانون مزور اخر هو ( نيقية 46) ينص علي انه " وليفرض علي كل مدينه وبلدة كبيرة او صغيرة تكون تحت يد البطريرك ، بركة للبطريرك ( أي اتاوة ماليه) بقدر احتمالها ، يبعث بها اليه كل عام ليستعين بها . وهذا الباب بغير حرم " ! لم نسمع مطلقا عن مثل هذا " الفرض" في قوانين الكنيسة ، ولا في تاريخ البطاركة القديسين . و لا يتفق مع النظام المالى السليم الذى ينص على إن الناس بأختيارهم المحض يقدمون قرابينهم للكنيسة فيباركها الأسقف و يباركهم . و توزع بين الأكليروس بنسب معينة . و العجيب أن هذا القانون له تكملة فى باب الاساقفة ينص فيها على أنه " و ليكن على القرى بركة للأسقف بقدر احتمالها . و يأتى بها القسوس إليه فى كل عام . و على شعب المدن ديارية ليستعين بها لحاجته " !! .

و يخالف روح القوانين الكنسية أيضاً ذلك القانون المزور الذى أورده فى نفس الباب (نيقية50) الذى ينص على أنه فى حالة تقديم شكوى من مطران ضد البطريرك ، لا ينظر فيها الأ فى حضور " أحد إخوته البطاركة " . فالمعروف كنسياً أن أساقفة كل أقليم لهم وحدهم هذا السلطان ، فما الداعى لوجود بطريرك غريب يحضر مثل هذا الأمر و يتدخل فى شئون ايبارشية ليس من سلطانه أن يتدخل فيها !!

و مما يخالف روح القوانين الكنسية أيضاً القانون المزور (نيقية51) الذى ينص على أنه " ليس لأحد من المطارنة و الأساقفة أن يطلق ما ربطه مثله الا بعد موته . فأما البطريرك فله بعد الكشف إطلاق رباط هؤلاء جميعاً اذا رأى ذلك ، لأنه بمنزلة رب البيت عليهم و على المافة هذا السلطان المطلق الذى يتجاهل فيه البطريرك حقوق أخوته الأساقفة و المطارنة أمر غريب عن الكنيسة . فأن ظلم أحد الأساقفة شخصا و شكاه للبطريرك ، يمكن أن يحل المسألة ودياً مع الأسقف أو يشكل لجنة للنظر في الشكوى ، أو يعرضها على مجمع الأساقفة . و لكن لا يحل بنفسه بدون أي قيد " كرب بيت " .

و في الواقع أن باب البطاركة مشحون بالأخطاء . و الجزء الذي يمكن اعتباره في هذا الباب هو الجزء العقلي ، و لكنه ليس قانونا و إنما هو من شرح أبن العسال ، كمقال كتبه عن هذا الموضوع ، و لذلك فهو غير ملزم . و لو أن ابن العسال استغنى عن هذا الباب من كتابه لكان أشرف له علميا و كنسياً .

ثالثاً – باب الرهبنة :

 يؤخذ عليه في هذا الباب من جهة المصادر أنه لم يعتمد ألا على مصدرين : قوانين نيقية المزورة ، و نسكيات القديس باسيليوس ، و أغفل باقي القوانين الرهبانية الهامة ، و قد أشرنا إلى هذا من قبل . و من جهة محتويات الباب تكلم عن بعض وظائف فى الدير و بعض عقوبات و ترك مبادئ رهبانية أساسية كان يجب ألا يغفلها سواء فى حياة الراهب في مجمع الدير ، أو عبادته الخاصة ، أو طريقة حياته ، أو الدرجات الرهبانية المختلفة و قوانين كل درجة ... الخ

و حتى الوظائف التي أوردها ناقصة و بعض النصوص عرضت للنقد . مثال ذلك القانون المزور (نيقية79) الذي ينص على أنه " لا يختار رهبان الأديرة رئيساً لهم بغير أمر خوري أبسكوبس ... و ليخضع للأسقف و الخورى أبسكوبس " . أي خوري أبسكوبس يقصد ؟ لم نقرأ مطلقا في قوانين الكنيسة أن الخورى أبسكوبس له علاقة بالأديرة و الإشراف على عمل رؤسائها و على تعينهم و أنما هو أسقف للقرى ، عمله في رعاية القرى فحسب .

كذلك لا نوافقه على أن يجعل بواب الدير جاسوساً لرئيس الدير على الرهبان ، إذ يأمره في الفقرة23 بأن يبلغ رئيس الدير عن من يحبه و من يستخف به !! و هذا ليس من الأخلاق الرهبانية ، و لا من المسيحية عموماً .

 

رابعا– الاعتراف :

(و هو جزء من آخر باب ) . و هذا الموضوع لم يستعمل فيه شيئا من القوانين الكنسية و لا آية واحدة من الكتاب المقدس عن الاعتراف ، وإنما يكاد يكون مقالة عادية و ليس جزءا من كتاب قوانين . وكلامه فيه عبارة عن شرح  يكمن وراءه غرض غير سليم.

 فقد ذكر أن الاعتراف هو طب روحاني ، لا يتم الا بطبيب خير خبير و ألا كان تركه خيرا منه . ثم قال إن وجود الخير الخبير نادر . و هكذا " صار الاعتراف في القبط لا يوجد الا نادراً ، ومنع بعض بطاركتهم الجمهور منه لعدم اجتماع شروطه " . ثم قال ايضاً " أنه ليس كل إنسان يحتاج إلى الطب ، وليس كل المحتاجين إليه يحتاجون إليه باستمرار " .

و نحن نقول أن أبن العسال في هذا الموضوع يعبر عن رأية الخاص ، وهو رأى ضد معتقد الكنيسة ، فليس الاعتراف مجرد طب روحاني ، وألا كان يمكن أن يقوم به الأطباء النفسانيون من العلمانيين المؤهلين لمثل هذا الأمر . و أنما بالإضافة إلى كونه طباً روحانياً هو ايضاً توبة من جهة المعترف وإدانة لنفسه أمام كاهن الله مقراً بخطاياه ، و لذلك سمي ايضاً بسر التوبة .

وبالإضافة إلى هذا أيضاً يشمل ركنا هاماً جداً و هو الحل الذي يقرأه الكاهن على رأس الخاطئ لينال المغفرة عن خطاياه . و طبعا إن كان الكاهن " خيرا خبيرا " بطب الروح فهذا منتهى الكمال . و لكن حتى لوندر الكاهن الخبير فهذا لا يوقف الاعتراف . لأنه حتى الكاهن البسيط الأمى يستطيع أن يستمع الى الخاطئ التائب و هو معترفا بخطاياه ، ويستطيع هذا الخاطئ أن ينال منه حلا و يخرج من عنده وقد غفرت خطاياه .

و لا يصح أن يتأثر ابن العسال باوضاع فاسدة كانت موجودة فى أيامه ، لكن يضع تشريعا عاما للكنيسة فى كتاب يجمع قوانينها يقول فيه إن الأعتراف طب و ليس كل أنسان محتاجا الى طبيب . لأنه يمكن الأجابة على هذا بأنه لا يوجد أنسان لم يخطئ ، ولا يوجد خاطئ الا و يحتاج الى مغفرة ، ولا تكون مغفرة ألا بالتوبة و الاعتراف . فكل انسان اذن هو محتاج للأعتراف . والله قادر أن يعمل حتى فى ابسط كاهن من اجل ايمان المعترف . لا نستطيع أذن أن نقول إنه ان لم يوجد الكاهن الخبير يكون ترك الأعتراف خيرا من وجوده .

أما بعض البطاركه الذين منعوا الأعتراف فى ايامهم ، فكان الأفضل لو أنهم أدبوا الكهنة المخطئين ، و ساموا كهنة صالحين ، من أن يحرموا الشعب من سر عظيم من أسرار الكنيسة !!

بقى أن يقول ان ابن العسال كما فشل فى باب البطاركه ، كذلك فشل فى موضوع الأعتراف . وأن لم يكتب فيه سوى بضعة أسطر تقرب من نصف صفحة ألا انها هدامة و خطيرة

خامسا - باب الزيجة :

 كتب في هذا الموضوع باستفاضة يشكر عليها . و لكن كتابته مزيج من راية الخاص و من نصوص القوانين . فهو فى هذا الباب ليس جامع قوانين ، وإنما هو كاتب لمقالة قانونية مزودة بالنصوص في مواضعها . ويؤخذ عليه أنه أعتمد اعتماد كبيرا جدا على قوانين الملوك وأعترف بذلك . فأن كنا لا نستطيع أن نعتمد هذه القوانين كجزء من التشريع الكنسي ، نستطيع أذن نقول أن غالبية هذا الباب ليست بذات قيمة كنسية . 

ويؤخذ عليه أيضاً أن الأسباب التي أوردها لموانع الزواج ، ولفسخ الزواج ليست كلها سليمة ، و تحتاج إلى مراجعة ، والى تدعيمها بالقوانين الكنسية الأصيلة التي وضعها الآباء في هذا الموضوع . 

سادسا – ملاحظات أخرى :

 باب العماد ناقص ، وهناك تفاصيل كثيرة كان يمكن أن يضيفها إليه من قوانين الرسل و قوانين أبو ليدس وقوانين باسيليوس و غيرها . 

و في باب الصوم ، ذكر أن السبوع السابق للأربعين المقدسة من الصوم الكبير تسمى جمعة هرقل ( صامها المسيحيون لجل هرقل ) و طبعا هذا مجرد راية ، وليس هو رأى ثابت بل هو عوضه لنقد شديد . وهناك أسباب أخرى لهذا الأسبوع . 

و في الباب الخاص بالكتب المقدسة ، سمي أسفار المكابيين ( كتاب يوسف بن كربون )

و قال إن حكمة يشوع بن شيراخ هي لتعليم الأطفال . وذكر هذين السفرين منفصلين عن باقى أسفار العهد القديم – ولم يذكر نبوة باروخ ، ولا سفر طوبيا . 

 

 

الرموز فى كتاب المجموع الصفوى: 

 

(فالاول ):

 

 القوانين التى وضعها الرسل و هم مجتمعون فى علية صهيون بعد الصعود و حلول الروح القدس عليهم وقبل ان يتفرقوا فى البشرى و عنى باخراجه الى العربى الملكية و النسطورية و هو ثابت عند السريان اليعاقبة و هو يشتمل عند الملكية على ثلاثين قانونا و علامته حرف ( ع)

( الثانى ):

 القوانين التى وضعها  الرسل ايضا وارسلوها على يد اقلمنطس تلميذ بطرس كبير التلاميذ الى سائر المؤمنين واخرجها الى العربى الملكية و النسطورية فى كتاب واحد وعدتها عند المكلية ثلاثة و ثمانون و هو كذلك عند اليعاقبة السريان و عدته عند النساطرة على ما تضمنه كتاب فقه النصارى جمع ابن الطيب النسطورى اثنان و ثمانون و علامته اربعة احرف : اثنان من اسم الرسل والثالث من اسم التملميذ المسير على يده و الرابع للدلالة على انه الاول ومثالها ( رسطا ) . فاما القبط فانهم اخرجوا ذلك فى كتابين تضمن كل واحد منهما اكثر ما فى الآخر وعدة احدهما واحد وسبعون قانونا و علامته ( رسطب ) و عدة الآخر ستة و خمسون و علامته ( رسطج ) وهذه الكتب الثلاثة متفقة المعانى مختلفة اعداد الفصول لا يزيد احدهما على الآخر فى القليل . 

( و الثالث ):

 الكتاب المعروف عند القبط بالدسقولية اى التعاليم تضمن انه اجتمع على وضعه بأورشليم الاثنا عشر رسولا وبولس الرسول المنتخب ويعقوب اسقف اورشليم و عنى باخراجه القبط وليس فيه ما يناقض شيئا من القوانين و اكثره قد استشهد فيه بمواضع من الانجيل و العتيقة و عدته تسعة و ثلاثون بابا و علامته ( دسق ) .  و

( الرابع ):

 رسالة بطرس الى اقليمنطس و علامته ( بط ) . 

( و الخامس ):

 قوانين اول مجمع اجتمع بعد الرسل بمدينة انقره من بلاد غلاطية و عدتهم اثنا عشر أسقفا اجتمعوا بسبب من سقط فى زمن الخوف فى أصناف الكفر و عدتها فى نسخة القبط خمسة و عشرون قانونا و علامتها : ( اسمها انقرا ) 

( و السادس ):

 قوانين المجمع الثانى بقرطاجنه و هو منسوب الى قيسارية و عدته خمسون اسقفا وضعوا اربعة عشر قانونا فى الزواج و الكهنة و علامته ( قطج )

( والسابع ) :

قوانين المجمع الثالث بغنجرا و عدته خمسة عشرا سقفا اجتمعوا بسبب من حرم اكل اللحم و الزواج ووضعوا فى ذلك وغيره عشرين قانونا وعلامته ( عج ) . 

( و الثامن ) :

قوانين المجمع الرابع بانطاكية و عدته ثلاثة عشر اسقفا اجتمعوا لاجل كفر بولس السميساطى لما قال : ان المسيح انسان محض وقطعوه ووضعوا خمسه وعشرين قانونا فى الكهنوت وعلامته ( طك ) . 

( التاسع ) :

قوانين المجمع الخامس و هو اول المجامع الكبار ( المسكونية ) اجتمعوا بنيقية فى سنة خمس وعشرين و ثلثمائة للتجسد الموافقة لتسع عشرة سنة من ملك قسطنطين الكبير اول ملوك النصارى وعدته ثلثمائه وثمانية عشرا سقفا – ( وقيل بان هذه العدة اختبرت من الفين وثلثمائه واربعين اسقفا ) – اجتمعوا بسبب كفر اريوس لما قال ان الابن مخلوق فحجه الاب الاسكندرس بطريرك الاسكندرية ووافقه المجمع على قطعه و نفيه و كتبوا كتابا فيه قانون الامانة المستقيمة ووضعوا فى الاحكام قوانين كثيرا جدا . وفى هذا الكتاب منها جزان ك احدهما عدته عشرون قانونا . وبعدها اقوال بغير عدد وهو متفق عليه وعلامته ( نيق ) والاخر كثير الفوائد عنى باخراجه الملكية و النسطورية و هو ثابت عند اليعاقبة السريان و عدته فى نسخ الملكية اربعة وثمانون قانونا ويتلوها اقوال بلا عدد و النسخة التى بيد الملكية فيها زوائد تخصهم وعلامته ( نيقية ) . 

( العاشر ) :

قوانين المجمع السادس باللاذوقية وعدته تسعة عشر اسقفا اجتمعوا بسبب مانى وغيره من ذوى البدع ووضعوا تسعة و خمسين قانونا فى الكهنون و العبادات والزواج وغيره كثيرة الفوائد وعلامتها ( دق )

( الحادى عشر ) :

قوانين المجمع السابع وعدته مائه مائة واربعون اسقفا اجتمعوا بسرديقية من بلاد الروم وفلسطين بسبب الاويوسيين الذين تواثيوا على اثناسيوس

( الرسولى ) التاسع عشر من بطاركه الاسكندرية و على بطريرك انطاكية وبطريرك القسطنطينية و نفوهم فاعادهم الى كراسيهم ووضعوا واحدا وعشرين قانونا فى طقوس الاساقفة و علاقتها ( سدق ) . 

( الثانى عشر ) :

قوانين ابوليدس بطريرك رومية وعدتها ثمانية وثلاثون قانوناً عنى باخراجها القبط و هى مفيدة وقد اورد منها انبا غبريال بطريرك الاسكندرية فى القوانين التى جمعها و علامتها ( يدس )

( الثالث عشر ) :

قوانين القديس باسيليوس الكبير اسقف قيسارية و هى ثابتة عند القبط و الملكية و عدتها مائة وستة و هى كثيرة الفوائد وعلامتها ( بس ) وقد ورد من نسكياته فى باب الرهبان قليل و علامته ( بس ) . 

( الرابع عشر ) :

القوانين المعروفة بقوانين الملوك و هى مشتملة على السياسات العالمية و قيل انها اربعة وانها اختصرت للمولك من اقوال كثيرة بمجمع نيقية كتبت فى مجلس قسطنطين الملك المكك – احدهما – المعروف بالتطلسات وعدده اربعون بابا و الملكية اختصروه و هو كتاب جيد جدا و علامته ( طس ) .

-الاخر – عدته فى البيعتين القبط و الملكية مائة و ثلاثون بابا . و هو ثابت عند النسطورية و قد اورد منها انبا غبريال بطريرك الاسكندرية فى اخر كتابه و علامته

( مك ) . 

-والثالث عنى باخراجه الملكية و عدته سبعة وعشرون و علامته ( مج ) وهذان الكتابات الموافق فيهما قليل و المكتوب منها قليل

-و الرابع – يشتمل على خمسة و ثلاثين فصلا اولها كتب انه السابع و الثمانون واخرها الحادى و العشرون و المائة و اكثره من احكام التوراة و بعضه مما لم يثبت مع الحديثة فالمكتوب منه قليل . وعلامته ( مد )

و اكثر نسخ القوانين تخالف بعض اعداد الواحدة بعض اعداد الاخرى .

و لم يرد من غير الكتب والقوانين المتقدم ذكرها الا النادر و هو ديونسيوس ( د) و غريغوريوس ( غر ) ويوحنا فم الذهب ( ح) و خرسطادلو من بطاركة الاسكندرية

( خرسطا ) و طيموثاوس ( طيم ) .      

وكل ما ورد من القوانين منافبا لغيره غلب فيه الاكثر و المعتاد و الملائم للوقت و الموافق للعقل هذا فى المعنى واما فى اللفظ فحذف منه المكرر وعوض عن مستغلقة بما يرادفه من الواضح . 

 

 

و اما الجملة الاول  فتشمل على اثنين وعشرين بابا للكهنة وفرائض العبادة :

الأولى : الكنيسة و ما يتعلق بها

الثانى : الكتب الاصول المقبولة .

الثالث : فى التعميد و الذين يدخلون فى الايمان

الرابع : البطاركه . 

الخامس : الاساقفة .

السادس : القسوس

السابع : الشمامسة

الثامن : لباقى خدام البيعة

التاسع : الكهنة جملة

العاشر : الرهبان و الراهبات

الحادى عشر : ادب ووصايا العلمانيين

الثانى عشر : القداس

الثالث عشر : القربان

الرابع عشر : الصلاة

الخامس عشر : الصوم

السادس عشر : الصدقة

السابع عشر : المتولى الصدقة . 

الثامن عشر : العشور والبكور والنذور و الاوقاف

التاسع عشر : الاحاد و الاعياد .

العشرون : الشهداء و المعترفون و الجاحدون

الحادى والعشرون : المرضى . 

الثانى و العشرون : الاموات

و الجملة الثانية فى الامور العالمية السياسية : اما سياسة الشخص الواحد

فيحسب شخصه ونوعه كالماكل والملابس والمنازل والزواج وتحريم التسرى . واما السياسة المنزلية فقد تقدم اكثرها فى اداب العلمانيين ( الحادى عشر ) كحال الانسان مع زوجته وولده وعبده . 

و اما السياسة المدنية فهى كالمعاملات و المحاكمات وقصاص الجنايات و عدتها تسعة وعشرون بابا لتتمة واحد وخمسون بابا : -

الثالث والعشرون : الماكل والملابس والمنازل والصنائع

الرابع والعشرون : الخطبة والاملاك والزيجة . 

الخامس والعشرون : تحريم التسرى

السادس والعشرون : الهبة

السابع والعشرون : القرض والرهن والضمان والكفالة . 

الثامن والعشرون : العارية

التاسع والعشرون : الوديعة . 

الثلاثون : الوكالة . 

الحادى والثلاثون : الحرية والعبودية والعتق

الثانى والثلاثون : الحجر

الثالث و الثلاثون : المبايعات و ما يتبعها

الرابع والثلاثون : الاكراه والغصب

السادس والثلاثون : الايجارات والحكور

السابع و الثلاثون : الابنية و ما يتبعها

الثامن والثلاثون : الاقراض

التاسع والثلاثون الاقرار

الاربعون : فيما يوجد ضائعا

الحادى والاربعون : الوصية بالمال

الثانى والاربعون : المواريث

الثالث و الاربعون : الحاكم و ما معه

الرابع والاربعون : الملوك

الخامس والاربعون : العتيقة و الحديثة

السادس والاربعون : عقوبات الكفر

السابع والاربعون : القتل

الثامن والاربعون : قصاص الزنا

التاسع والابعون : قصاص السرقة

الخمسون : عدة جرائم

الواحد و الخمسون : عدة امور الشعر

الختان والاعتراف

وما هو الذى للرئيس ووجوب التمسك بالقوانين

 

الباب الثانى

قانون الايمان للرسل – الديداكية

 

 

قانون الإيمان في الكنيسة الأولى ( قانون الإيمان في العهد الجديد )

 

الايمان المسيحي هو حياة يمارسها العضو الحي خلال اتحاده مع الله في المسيح يسوع بالروح القدس داخل الكنيسة . هذه الحياة لا يحدها قانون ولا تسجلها لغة بشرية , لكن الضرورة الزمت الكنيسة منذ انطلاقها ان تترجم ايمانها في قانون , لا لكي يحفظه الناس عن ظهر قلب أو يردده المؤمنون أثناء العبادة الليتورجية والخاصة , إنما لكي يعيشونه خبرة حية .

يقول القديس هيلارى " نحن ملتزمون أن نتكلم بما لا ينطق به ., عوض هيام الايمان المجرد نلتزم ان نعهد أمور الدين الى مخاطر التعبير البشرى " .

لقد سأل السيد المسيح تلاميذه عن ايمانهم فيه فاعترف بطرس أنه " هو المسيح ابن الله الحي " . ولعل هذه الشهادة قدمت الفكرة الرئيسية لايجاد قانون ايمان كنسى يعلن " حقيقة السيد المسيح المخلص " .

مرة أخرى جمع السيد تلاميذه واعطاهم سلطانا للكرازة والتعليم والعماد قائلا " أذهبوا وتلذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس " , مفدما لهم صيغة قانون الايمان الثالوثى الخاص بالعماد .

هكذا سجل لنا العهد الجديد صيغة الايمان بالمسيح وصيغة الايمان الثالوثى ,هاتان الصيغتان هما جوهر ايمان الكنيسة , وحجر الزاوية لكل قانون ايمان كنسى .

فكرة تاريخية :

أ‌-   اذ انطلقت الكنيسة فى عصر الرسل تكرز وتبشر العالم بالخلاص كان لزاما ان يعترف كل موعوظ بايمانه جهرا فى صيغة مختصرة وبسيطة قبلما يتقبل العضوية فى جسد المسيح , أى قبيل عماده مباشرة . وذلك كما فعل الخصى الاثيوبى حين أعلن رغبته فى العماد معترفا " أنا أومن أن يسوع المسيح هو ابن الله "

ظهر " قانون الايمان الكنسى " كصيغة خاصة بالمعمودية , يعترف بها طالب العماد معلنا قبوله الحق ودخوله " الحياة فى المسيح يسوع " .

فى الدوائر اليهودية كان يكفى لطالب العماد ان يعلن هذا القانون الايمانى البسيط ان " يسوع هو المسيا " , أى هو المخلص الذى إنتظره الاباء وشهد عنه الانبياء , فيه كلت الشريعة وتحققت مواعيد الله البشرية , أما بالنسبة للأمم , اذ لم تكن لهم الشريعة ولا عرفوا النبوات عن المسيا يعبدون الهة كثيرة وأرباب كثيرة , كان لزاما على طالب العماد أن يعلن حقيقة أيمانه بأكثر وضوح : إيمانه بالله الواحد المثلث الاقاليم , وعمل المسيح الخلاص ...

ب‌- اذ ظهرت غنوصيات غير أرثوذكسية تنادى بالثنائية , تحقر من المادة وتشوة حقيقة التجسد الالهى , لم يعد " قانون الايمان " فى صورته الاولى كافيا , أى لا يكفى اعلان أن " المسيح ابن الله الحى " إنما يلزم الاعتراف ب " الحيل به من الروح القدس , ولادته من العذراء مريم , تألمه الحقيقى فى عهد بيلاطس البنطى وموته ودفنه ( وليس كما علم الغنوصيين أنه أختطف الى السماء من على الصليب أو قبيل صلبه ) , وان الروح القدس حال فى الكنيسة " ...

يظهر هذا الاثر بصورة واضحة فى قانون الايمان للقديس هيبوليتس المستعمل فى العماد , فقد جاء فى التقليد الرسولى للقديس هيبوليتس أن طالب العماد يسألثلاث أسئلة ويجيب عليها :

" ينزل ( طالب العماد ) فى الماء , ويضع المعمد يده على راسه قائلا : أتؤمن بالله الاب ضابط الكل ؟

يقول الذى يعتمد : أومن . عندئذ يعمده دفعة ( يغطسه ) واضعا يده على راسه .

بعد ذلك يقول له : أتومن بيسوع المسيح , ابن الله , الذى ولد بالروح القدس من العذراء مريم . وصلب فى عهد بيلاطس البنطى ومات وقام من الاموات حيا فى اليوم الثالث وصعد الى السموات وجلس عن يمين الاب , هذا الذى يأتى ليدين الاحياء والاموات ؟

وعندما يقول : أومن يعمده دفعة أخرى .

وايضا ليقل له : أتومن بالروح القدس وبالكنيسة المقدسة وقيامة الجسد ؟

فيقول الذى يعتمد : أومن , فيعتمد الدفعة الثالثة " .

ج- اذ بدأت الهرطقات والبدع تنتشر لم يعد " قانون الايمان " خاصا بطالبى العماد , إنما صارت الحاجة ملحة لاستعماله الكنسى فى العبادة الليتورجية والعبادة الخاصة . بدأت المجامع المسكونة تضع " قانون الايمان " لاهداف دفاعية وتعليمية . ففى مجمع نيقية وضع قانون الايمان يحارب الاريوسية .

فإنه وإن إقترب من قانون الايمان الاورشليمى العمادى القديم , لكنه أضاف الى الفقرة الثانية الخاصة بالسيد المسيح هذه الصيغة " نور من نور , اله حق من اله حق , مولود من الاب غير مخلوق , واحد معى الاب فى الجوهر " .

هذه الصيغة لا يستطيع الاريوسيون أن ينطقوا بها , فتفرزهم عن المؤمنين , بهذا قدم مجمع نيقية للكنيسة صيغة لاهوتية مبسطة تعلن ايمان الكنيسة , يعترف بها المسيحيون ويترنمون بها ويصلونها , وليست اختبارا لطالبى العماد .

وفى المجمع المسكونى الثانى بالقسطنطينية أضيف الى قانون الايمان النيقوى صيغة خاصة بالروح القدس : " الرب المحيى , المنبثق من الاب , نسجد له وتمجده مع الاب والابن , الناطق فى الانبياء ... " .

بهذا صار قانون الايمان ملخصا للايمان الارثوذكسى أكثر منه اعترافا يردده طالبوا العماد .

 

قانون الايمان الرسولى (Apostles Greed)

 

قانون الايمان المنسوب للرسل له أهمية خاصة في الكنيسة الغربية , اذ تعتبره اساس قوانينها , كما يقول Schaff " هو قانون القوانين كما ان الصلاة الربانية هي صلاة الصلوات " .

هذا القانون هو صيغة مختصرة جدا , سجلت بلغة العامة لا باصطلاحات لاهوتية , تناسب الموعوظين كما يمكن استخدامها في العبادة الليتورجية والخاصة .

يتكون هذا القانون من اثنى عشر بندا من وحى العهد الجديد , تلخص العقيدة المسيحية ولاهوتيات الكنيسة , تجسم تعاليم الرسل . هو رسولى بحق فى محتوياته كما فى روحه , ليس من وضع الرسل . هو كنسى , ليس من عمل فرد من الافراد , لكن لا يزال تاريخه غامضا وحقيقة مصدره غير معروفة .

شمل هذا القانون ملخصا للحقائق الالهية منذ بدء الخليقة حتى قيامة الجسد ودخوله الابدية , يقدم لنا الايمان الثالوث القدوس ويركز أنظارنا تجاه المسيح المخلص ...

مصدره

يقول Clarkeأن قانون الايمان للرسل لم يكن يتلى فى صلوات باكر وصلاة النوم قبل القرن الثامن ... وانه ليس الا امتداد لقانون الايمان العمادى الرومانى .

ويرى Schaff أن القانون بصورته الحالية لا يمتد الى قبل القرن السادس , استخدام فى بلاد الغال ( فرنسا ) وأسبانيا وايرلنده والمانيا فى الدراسات التمهيدية الخاصة بالموعوظين .

على أى الاحوال نستطيع أن نقول مع المؤرخ شاف Schaff أن قانون الايمان للرسل جاء بلا شك نتيجة نمو تدريجى , يحمل شكلين :

1-     السكل الحالى : أو النص المسلم الينا حاليا , لم يظهر قبل القرن السادس أو السابع .

2-  الشكل البدائى كما ورد فى بعض المخطوطات القديمة , يرجع الى القرن الثانى أو الثالث , ولعل أقدم نص يونانى وصل الينا ما ورد فى رسالة مارسيليوس من أنقرة الى أسقف روما يوليوس الاول حوالى عام 340م يؤكد أرثوذكسيته . وقد ورد ضمن " Psalterium Aethelstani " , أما النص اللاتينى فقد ذكره روفينوس المؤرخ الكنسى فى نهاية القرن الرابع فى تعليقة على قانون ايمان الرسل Commentary on the Symbol of the Apostles موضحا اصله , اذ يقول ان هناك تقليد بان بعد قبولهم الروح القدس وقبل خروجهم للكرازة

اتفقوا معا على ملخص مبسط للتعليم الرسولى كأساس لكرازتهم وقانون ايمان للمؤمنين .

ويبدو أن القديس امبروسيوس شاركه نفس الرأى عند شرحه للقانون , مشيرا الى ان الاثنى عشر بندا تطابق الاثنى عشر رسولا .

وفى القرن السادس للمرة الاولى نلتقى بتأكيدات أن كل رسول وضع بندا من الاثنى عشر , فجاءت العظة المنسوبة للقديس أغسطينوس تعلن أصله : " قال بطرس أومن بالله الاب ضابط الكل , خالق السماء والارض .. " وقال اندراوس " وبالمسيح يسوع ابنه الوحيد ربنا ... " وبقى هذا التفسير سائدا خلال العصور الوسطى .

دهشت الكنيسة الغربية عندما أعلن رئيس أساقفة أفسس لليونان مارقيوس افجينيكوس Marcus Evgenicus فى مجمع Ferrara عام 1438 أن الكنائس الشرقية لا تعرف شيئا عن صيغة هذا القانون المستخدم فى الكنيسة الغربية , ولا عن نسبته للرسل .

بعد سنوات قليلة انكر الايطالى Lorenzo نسبته للرسل .

يقول F . L . Gross أن هذا القانون يخص فترة ما بعد الرسل , لكنه سمى رسوليا لان عاصره جميعا تعبر عن الايمان فى عصر الرسل .

حول قوانين الايمان الاولى

يقدم لنا علم الباترولوجى الكثير من صيغ قوانين الايمان التى جاءت خلال كتابات الاباء الشرقيين والغربيين , نذكر منها ما ورد فى كتابات :

1-     إيريناؤس أسقف ليون – سنة 180م

2-     العلامة ترتليان – قرطاجنة – سنة 200م

3-     كبريانوس – قرطاجنة – سنة 250م

4-     نوفتيان – روما – سنة 250م

5-     أوريجين – اسكندرية – سنة 250م

6-     غريغوريوس – قيصرية الجديدة – سنة 270م

7-     لوتيانوس – انطاكيه – سنة 300م

8-     يوسابيوس – قيصرية – سنة 325م

9-     ماسيليوس – أنقرا – سنة 340م

10-كيرلس – أورشليم – سنة 350م

11-ابيفانيوس – قبرص – سنة 374م

12-روفينوس -         - سنة 390م

13-القانون الوارد فى القوانين الرسولية Apostolie Constitutions

وقد إمتازت النصوص الشرقية عن الغربية أنها بصورة عامة أطول وأكثر تغيرا , لها جانب ميتا فزيقى , وتشمل عددا من التعبيرات التعليمية ردا على الهرطقات المنتشرة فى الشرق .

وقد تجمعت القوانين الغربية معا لتشكل ما يعرف بقانون ايمان الرسل .

يرى Quasten أن هذا القانون الرومانى والصيغ الشرقية ظهرت مستقلة عن بعضها البعض , لكنها صدرت عن أصله عام مشترك له جذوره فى الشرق .

محتوياته .

كانت قوانين الايمان الاولى تضم صيغتين رئيستين : صيغة الايمان الثالوثى , وصيغة الايمان المسيانى , وان كان قانون الايمان للرسل فى صورته الحالية تطور الى ملخص مبسط جدا يجعل التعاليم المسيحية الجوهرية .

1-     صيغة الايمان الثالوثى :

رأينا السيد المسيح يعطى تلاميذه سلطان العماد باسم الثالوث القدوس , وكان ذلك بداية ظهور قانون الايمان الثالوثى . وفى حوالى عام 150م أشار القديس يوستين الى طالبى العماد أن يتقبلوا غسل الماء " باسم الله , الاب ورب المسكونة ومخلصنا يسوع المسيح , والروح القدس " .

وجاءت الوثيقة المدعوة " الرسالة الرسولية Epistola Apostolorum  " التى جمعت فى نفس التاريخ تقريبا تبسط الايمان , وتضم قانون ايمان لا يحوى فقط الايمان بالثالوث القدوس , الاب ضابط العالم كله , والمسيح يسوع مخلصنا , والروح القدس البار قليط , انما يضم أيضا الايمان بالكنيسة المقدسة وغفران الخطايا .

2-     صيغة الايمان المسيانى :

طال انتظار البشرية تترقب مجئ المسيا مخلص العالم , فجاءت المسيحية جوهر رسالتها " الشركة مع الله فى المسيا المخلص " . وقد رأينا إعتراف الرسول بطرس أن يسوع " هو المسيح ابن الله الحى " . وأعلن الخصى الاثيوبى ذات الايمان قبيل عماده .

كان الايمان بالمسيح المخلص هو مركز البشارة , حتى صارت " السمكة " هى الرمز للايمان المسيحى فى العالم الهلينى وذلك لانها فى اليونانية ( إخثيس ) تشمل الحروف الاولى من العبارة " يسوع المسيح ,ابن الله , المخلص " . وقد شهد العلامة ترتيلنان بذلك كما شهدت نقوش Abercuis  . ووردت هذه العبارة الرمزية فى مؤلفات الكتاب المسيحيين فى نطاق واسع كقانون ايمان يعبر عن المعتقد المسيحى .

 

نص قانون الايمان للرسل:

 

1-  أومن بالله الاب , ضابط الكل                                                                                ( خالق السماء والارض ) ؛

2-     وبيسوع المسيح , ابنه الوحيد ربنا ,

3-  الذى ( حبل ) به بواسطة الروح القدس ,                                                                         ولد من العذراء مريم ؛

4-     ( تألم فى عهد بيلاطس البنطى , صلب ( ومات ) ودفن ؛

5-  ( ونزل الى الجحيم ),                                                                                                 وفى اليوم الثالث قام من الاموات ؛

6-  صعد الى السموات ,                                                                                                  وجلس عن يمين ( الله ) الاب , ( ضابط الكل ) ؛

7-     من ثم يأتى ليدين الاحياء والاموات .

8-     و( أومن ) بالروح القدس ؛

9-  والكنيسة المقدسة ( الجامعة ) ,                                                                                 ( وشركة القديسين ) ؛

10-وغفران الخطايا ؛

11-وقيامة الجسد ؛

12-( والحياة الابدية ) .

 

 

 

 

ثانيــــــــــــــا

الـــــــديــــــــداكــــــــية

أو

تعليم الرب للأمم بواسطة الإثني عشر رسولا

 

مقدمة في الديداكية:

 

جاءت كلمة " ديداكية " Didache عن الحروف اليونانية الأولي لعنوان عمل يمسي " تعليم الرب للأمم بواسطة الإثني عشر رسولا " . وهي تعتبر أهم وثيقة بعد كتابات الرسل ، تكشف لنا عن الحياة الكنسية الأولي من كل الجوانب : السلوكي واللتيورجي والتنظيمي . كما يقول Quasten : " بين أيدينا ملخص لتوجيهات تعطينا صورة رائعة للحياة المسيحية في القرن الثاني . في الحقيقة نجد هنا أقدم نظام كنسي ، نموذجا قيما لكل التجمعات القديمة الخاصة بالنظم والقوانين الرسولية . هذا النموذج هو بداية القانون الكنسي شرقا وغربا " .

وقد خدمت الديداكية الكثير من الأعمال الليتورجية والكتابات الخاصة بالقوانين الرسولية مثل الدسقولية السريانية Didascalia  والتقليد الرسولي لهيبوليتس Apostolic Tradition  والقوانين Apostolic Constitution .

كان لها أهمية خاصة في العصور الأولي حتي حاول البعض ضمها الي اسفار العهد الجديد ، فانبري الكتاب الأولون يوضحون عدم قانونيتها مثل البابا أثناسيوس الأسكندري والمؤرخان يوسابيوس وروفينوس .

القسم الأول : الحياة العلمية السلوكية

يخبرنا القديس أثناسيوس الرسولي أنها كانت تستخدم في تعليم الموعوظين قبل عمادهم ، كان غايتها تذكير طالبي العماد – بعدما قبلوا الإيمان – ان يعلنوا إيمانهم بأعمالهم ، كأنها تضع لهم دستور الحياة الجديدة التي في المسيح يسوع : حقا ان المسيحية ليست مجموعة أخلاقيات ، لكنها إيمان عملي معاش ، شهادة حية لعمل المسيح في حياة المؤمن علميا .

          استخدمت الديداكية نظام " الطريقين Two Ways " يختار الإنسان طريق الحياة أو الموت . هذا الأسلوب استخدمه اليونان في المجامع الهيلينية ، وأستعارته الكنيسة ليتناسب مع طالبي الإيمان الذين من أصل هيليني ، لكن بروح مكسيحية ، مستقاة من " الموعظة علي الجبل " .

القسم الثاني : الحياة الليتورجية

          كشفت لنا الديداكية عن بعض الطقوس والمفاهيم الكنسية للعبادة المسيحية :

1-  المعمودية : تتحدث عن العماد بالتغطيس في ماء جار ، أي في الأنهار ... هذه العادة كانت قائمة في عصر الرسل وما بعدهم مباشرة .

واذا لم يوجد ماء جار يتم العماد بالتغطيس في ماء آخر ، وعند الضرورة يكن سكب الماء علي المعمد ثلاثة دفعات باسم الثالوث القدوس .

ومن الاستعدادات اللازمة للسر ان يصوم طالب العماد وخادم السر ومن الغير – ما استطاع – يومين او يوما قبل العماد . ولاتزال هذه العادة سارية في الكنيسة القبطية ، إذ يصوم خادم السر والاشبين والمعمد في نفس اليوم الذي يتم فيه العماد .

ت‌- الصوم والصلاة لكي لا نشترك مع اليهود في أصوامهم – يوي الإثنين والخميس – نصوم يومي الأربعاء والجمعة . علي أنه يليق بنا الا نصوم أو نصلي برياء .

تأمر الديداكية المؤمنين ان يصلوا الصلاة الربانية ثلاث مرات يوميا .

ث‌- الافخارستيا : سبق معالجة هذا الموضوع بشئ من التوسع في كتاب " المسيح في سر الافخارستيا " ووصلنا الي ان الفصلين 9 ، 10 يصور ان ليتورجيا الأفخارستيا للمعمدين حديثا والفصل 14 يتحدث عن خدمة الأفخارستيا العادية التي تقام يوم الأحد ......

د- الاعتراف : يمارس قبل الاجتماع في الكنيسة ( فصل 4 ، 14 ) ، كما يلتزم به قبل التمتع بشركة الاسرار المقدسة ( الإفخارستيا ) .

ه- الكنسيات : الكنيسة في مفهوم واضع الديداكية " جامعة " ، تضم العالم كله ، منن كل شعب وجنس ، ليس فقط الذين آمنوا بل والذين يؤمنون يوما ما ... وهويطلب الصلاة لكي يجمعها الرب من الرياح الأربع .

أما من جهة الرئاسة الكهنوتية فلا يشتم منها افتراض وجود أسقفية واحدة رئاسية في العالم ...

 كما ركز علي وحدة الكنيسة وقدسيتها ، رابطا بين وحدتها ووحدة الخبز الأفخاريستي .

 

كاتب الرسالة و تاريخ كتابتها:

رفض الدارسون ما اقترضه DEUCHESNE  أن العنوان يوحى بأن كاتبها أحد الرسل . فإن العنوان فى جوهره لا يشير إلى ذلك ، انما يقصد واضع الديداكية أن يقدم بصورة واضحة متخصر لتعليم السيد المسيح للأمم كما عليها الرسل .

و إلى اليوم لم يستطع الدارسون التعرف على كانبها ، بل اختلفوا فى تاريخ كتابتها . فمال الدارسون الانجليز و الامريكان الى تحديد تاريخ كتابتها ما بين عامى 80 ، 120 ، و ظن Hilgenfeld  أنها كتبت ما بين عامى 160 ، 190 م ، بينما حدد Brynnius, Harnack تاريخها ما بين عامى 120 ، 160  .

على أى الأحوال رفض الدارسون ما مال اليه القدامى من نسبتها ما بين عامى 70 ، 90 م ، و مال الأغلبية إلى نسبتها بالشكل الحالى إلى المنتصف الأول من القرن الثانى أو بعد ذلك بقليل (1) ، دون أن ينكروا وجود بعض فقرات ترجع إلى سنة 50 – 70 م.

لا يمكن أن ترجع إلى عصر الرسل للأسباب :

1-لا تحمل اى تلميح عن التهودية – المشكلة الرئيسية فى عصر الرسل .

2-     تجميع مثل هذه القوانين الرسولية تعنى شيئا من الاستقرار الكنسى ، أى بعد كرازة الرسل . 

3-     خلال التفاصيل الواردة بالديداكية يظهر أن عصر الرسل إنتهى .

4-     4-اعتمد كثيرا على إنجيل متى فلا يكون قد جمعها قبل عام 90 م . 

غير ان الديداكية تحمل شهادة داخلية أنها جمعت فى عصر مقارب جدا للرسل ، نذكر منها : 

1-التعميد فى ماء جار ، و ذلك فى عهد الرسل و القرن الثانى ، كما أن الليتورجيا الواردة فى الفصول 7 – 10 تشير إلى بساطة العبادة التى كانت فى القرن الثانى ...

2-بساطة اللغة الزائجة ، التى اتسمت بها كتابات ما بعد  الرسل مباشرة . كما أن لغتها تكشف عن التحول ما بين كتابات العهد الجديد و الكتابات الكنسية 

3-لا نجد بها آثارا لنص قانون إيمان أو تقنين للعهد الجديد ، و لا يزال الأنبياء يقدسون الافخارستيا .. الآمور التى تكشف أنها قبل نهاية القرن الثانى

4-جاء وضعها فى المخطوط ما بين الرسائل الاكلندية ورسائل اغناطيوس ، ربما أراد الناسخ أن يشير على تاريخها ما بين اكليمندس الرومانى و قبل اغناطيوس ، خاصة و أن النظام الكنسى الوارد بها يكشف أن الوارد بها يكشف أنه سابق لما ورد فى رسائل اغناطيوس . 

 

مكان الكتابة :

رأى البعض أنها سورية الأصل ، وذلك بسبب علاقتها بالقوانين الرسولية

       Apostolic Constitutions  السريانية الأصل .

نسبها البعض لفلسطين بسبب غياب تعاليم الرسول بولس . و نسبها آخرون إلى بلاد اليونان وآسيا الصغرى . إلا أن كثيرين ( 1) راوا أنها مصرية وذلك للأسباب :

1-تشابهها مع رسالة برناباس ( 100 – 120 ) ، التى إستخدمت أسلوب " الطريقين ، فى الرسالة ( فصول 18 – 20 ) . 

2-وورد أسلوب " الطريقين "  فى كتابات مصرية أخرى مثل " النظام الكنسى الرسولى "

Apostolic Ch . Order الذى عرف بالنظام الكنسة المصرى ( 2) كما وردت فى سيرة الانبا شنودة ( القرن الخامس ) . 

3-من المتحمل – و ليس من المؤكد – أ، اكليمندس الاسكندرى عرف الديداكية ( 1) . 

4-أخذ الأسقف المصرى سرابيون ( القرن الرابع ) مقتطفات منها فى صلواته الافخارستية . 

 

الديداكية و الكتابات الآبائية الأولى:

 

1-رأينا إرتباط الديداكية برسالة برنابا فى تعليم " و الطريقين " ، و قد جاءت الآراء المتضاربة : هل أخذت الديداكية عن برنابا أم العكس ؟ غير أن الرأى السائد أن الاثنين أخذا هذا التعليم من مصدر مستقل شكله المسيحيون بما يليق بالفكر المسيح ، كل واحد حسبما يرى ( 2)

2-حاول البعض ربط الديداكية بكتاب " الراعى " الهرماس ، دون أن يصلوا إلى نتيجة محددة ، غير أن بعض العبارات جاءت متشابهة فى النصين ، لكن لا يوجد إلا عبارتين جاءتا حرفيتين . 

3-حملت القوانين الرسولية Apoatolic Constitutions ( 7 : 1 – 32 ) أكثر من نصف ما ورد فى الديداكية ، غالبا بذات الترتيب مع تشابة قوى فى العبارات . أما العبارات التى لم ترد ، فعلى أغلب الأحوال كانت قد فقدت ارتباطها بالقرن الرابع ( 3) .

نص الدايداكية

1-    الطريقان " الدستور الأخلاقى "

 

تعليم الرب للأمم بواسطة الإثنى عشر رسولا

1-     يوجد طريقان : أحدهما للحياة و الآخر للموت لكن الفارق بين الطريقين عظيم .

2-     طريق الحياة هو هكذا :

أولاً ، أحبب الله الذى خلقك

ثانياً ، حب قريبك كنفسك

مالا تريد أن يفعله الناس بك لا تفعله أنت بالآخرين .

3-     إليك ما تحمله هذه الأقوال من تعليم :

باركوا لاعنيكم ، صلوا من أجل أعدائكم ، و صوموا من أجل مضطهديكم .

لأنه أى فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم ؟

اليس الوثنيون يفعلون ذلك ؟!

أما أنتم فأحبوا مبغضيكم ، فلا يكون لكم عدو.

4-     إبتعدوا عن الشهوات الجسدية الزمنية ( عالمية ) .

" من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً " ، و كم كاملاً .

من سخرك ميلا فأمش معه إثنين .

من أخذ ثوبك فاعطه رداءك أيضاً .

من أخذ مالك فلا تطالبه به ، لأنك لا تستطيع .

5-     كل من سألك فأعطه بغير مقابل .

فإن الآب يريد أن يشترك الكل فى نعمنا .

طوبى للذي يعطى حسب الوصية ، إذ هو بلا لوم .

ويل لمن يأخذ بغير إحتياج .

إن أخذ أحد عن عوز يحسب بلا لوم .

أما إن أخذ عن غير عوز فسيعطى حسابا عن السبب و الهدف اللذين من أجلهما أخذ .

إنه يلقى فى السجن ، و يسأل عن مسلكه ، و لا يخرج من هناك حتى يوفى الفلس الأخير .

6-     لكن قيل أيضاً فى هذا الصدد : ليبتل إحسانك بعرق يديك ، حتى تعرف لمن تعطى .

(2) 1- الوصية الثانية للتعليم :

2-     لا تقتل ، لا تزن ،

لا تفسد صبيان ، لا تبغ ، لا تسرق ، لا تمارس السحر و لا تذهب لعرافه ، لا تقتل طفلا بالإجهاض و لا تقتل طفلاً حديث الميلاد .

لا تشته مال قريبك .

3-     لا تحلف ، و لا تشهد بالزور .

لا تنطق بكلمة إفتراء و لا تحمل حقداً .

4-     لا تكن متقلب الرأى و لا منافقاً ، فإن النفاق شراك الموت .

5-     لا يكن كلامك كاذبا و لا تنطقه باطلا ، بل دعمه بالعمل .

6-     لا تكن جشعاً و لا طماعاً و لا مرائياً . لا تكن شريراً و لا متكبراً . لا تفكر سوءاً بقريبك .

7-     لا تبغض أخداً ، لكن إنذر البعض وصل لأجل البعض ، أحبب الآخرين أكثر من نفسك .

 

(3) 1- يا بنى ، إهرب من كل شر ، و من كل ما على شاكلته .

2-لا تمل إلى الغضب ، فإن الغضب يقود إلى القتل .

و لا تكن حسوداً و لا مخاصماً و لا حاد الطبع ، فإن هذه كلها تلد الجرائم .

1-  يا بنى ، لا تكن شهوانيا ، فإن الاشتهاء يقود إلى الزنا و لا تكن ناطقا بكلام بذى ، ولا عينيك شريرة فإن هذا كله يلد زنا .

2-  يا بنى لا تتفاءل ، فإن هذا يقود إلى عبادة الاصنام احترس من الرقى ، ومن حسابات المنجمين ، و من الشعوذات التطهيرية .  أرفض حتى رؤية هذه الممارسات ، فإن هذه كلها تلد عبادة أصنام ،

3-     يا بنى ، لا تتذمر ، فإن هذا يقود على التجديف ، لا تكن وقحاً و لا سئ النية ، فإن هذه تلد التجديف . 

4-     لكن كن وديعا ، فإن الودعاء يرثون الأرض (1)

5-     كن طويل الأناة ، رحيما ، بلا مكر ، هادئا ، صالحا ، ترهب التعليم الذى تتلقاه (2) .

6-     لا تتفاخر (3) ، و لا تستسلم المزمور ، لا تلتصق نفسك بالمتكبرين بل عاشر الصديقين و المتواضعين .

10-تقبل الأحداث التى تحل بك كأنها خير ، عالما أنه ليس شئ يحدث بدون إذن الله ( 4)

(4) 1-يا بنى ، تذكر ليلا و نهارا ذاك الذى يحدثك بكلام الله (1) أكرمه كما تكرم الرب (2)

لأنه حيث يكرز بالتعليم الربانى يكون الرب موجوداً.

2-إسع يوما فيوم نحو القديسين لتجد فى كلامهم تعزية .

3-لا تثر انقسامات ، بل وطد السلام بين المتخاصمين . أحكم بالعدل و لا تنظر الوجوه فى انتهارك المعاصى (3)

4-لا تتردد فى قرارك بين هذا وذاك

5-لا تبسط يديك للأخذ و تطبقهما عند العطاء (4)

6-ان كنت تملك شيئا من تعب يديك فقدم عتقا عن خطاياك ( بالعطاء ) . (4)

7-لا تتردد فى العطاء ، و إذا أعطيت  فلا تتذمر ، فستعرف من هو المجازى خيرا .

8-لا تصرف محتاجا . أقتسم كل شئ مع أخيك (5) و لا تقل أن لك مالا خاصا بك .

فإن كنتم تقتسمون الخيرات الخالده فكم بالحرى الفانيات ؟ ( 6 )

9-لا ترفع يدك عن إبنك أو إبنتك ، بل علهما مخافة الله منذ نعومة أظافر هما . 

10-لا تنتهر ( بمرارة ) عبدك أو امتك . اللذين يترجان الله الهك ، لئلا يفقدا مخافة الله ، الذى هو فوق الكل ( 1) ، وليس عنده محاباة الوجوه ، بل يدعو من هيأهم الروح . 

11-و أنتم أيها العبيد أطيعوا سادتكم فى اتضاع و مخافة كما الله (2) .

12-إبغضوا كل رياء و كل ما لا يرضى الرب .

13-لا تترك وصايا الرب ، بل إحفظها كما تسلمتها بغير زيادة او نقص ( 3) 

14-إعترف بمعاصيك فى الجماعة ، و لا تقرب الصلاة بضمير شرير . هذا هو طريق الحياة .

(5) 1- أما طريق الموت فهكذا :

اولا ، أنه شرير ، مملوء لعنة : قتل ، زنا ، شهوات ، فجور ، سرقة ، عبادة أصنام ، اعمال سحر ، عرافة ، اعتصاب ، شهادة زور ، رياء ، نفاق ، خداع ، كبرياء ، إساءة ، قحة ، طمع ، كلام باطل ، حسد ، عجرفة ن ترف ، إفتخار .

2-مضطهدوا الخير ، مبغضوا الحق ، محبوا الكذب ، لا يعرفون مكأفاة البر ، غير ملتصقين بالصلاح (19 و لا يالحكم العادل ، يسهرون لا على صنع الخير بل فعل الشر ، بعيدون عن الوداعة و الصبر ، محبون للأباطيل ، مطاردون المكافأة ، لا يرحمون الفقير ، ولا يعملون من أجل الحزين لا يعرفون خالقهم .  قاتلوا أطفال ، مفسدوا خليفة الله . يتحولون عن المحتاج ، ويظلمون الحزانى ، يدافعون عن الغنى و يحكمون بالظلم على الفقير ، إنهم خطاة تماماً . أيها الأبناء ، تحرروا من هذه كلها . 

(6) 1- إحذر أن يضلك أحد عن هذا الطريق للتعليم ، أنه يعلمك خارجا عن الله .

2-إذا استطعت أن تحمل كل نير الرب تصبح كاملا(2) أما إذا لم تستطع فافعل قدر طاقتك . 

3-أما عن الطعام ، فاحتمل قدر إستطاعتك ، و امتنع عما قدم للأوثان تماما ، فإنها عبادة لآلهة ميتة (3)

+            +          +

 

الحياة الليتورجية و السرائرية

العماد

(7) 1- أما عن العماد ، فعمدوا هكذا : بعدما تعلمون كل ما تقدم ، عمدوا باسم الآب والآبن و الروح القدس (1) بماء جار ( حى ) .

2- فإذا لم يكن هناك ماء جار فعمد بماء آخر . إذا لم تستطع أن تعمد بماء بارد فعمد بماء دافى .

3-     إذا كنت لا تملك كليهما فأسكب الماء (2) فوق الرأس ثلاثاً ، باسم الآب و الابن و الروح القدس .

4-  قبل العماد فليصم المعمد و المعمد ومن الغير يستطيع ، أوصى من يريد أن يعتمد أن يصوم يوما أو يومين قبل العماد . 

 

الصوم و الصلاة

(8)1-لا تصوموا مع المرئين (3) فإنهم يصومن اليوم الثانى و اليوم الخامس من الأسبوع ، أما أنتم فصوموا الرابع (الأربعاء ) و الاستعداد ( الجمعه ) ( 4)

2-لا تصلو كالمرائين بل كما أمر الرب فى إنجيله ن صلوا هكذا : " ابانا الذى فى السموات ، ليتقدس أسمك ، ليأت ملكوتك ، لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض ، خبرنا اليومى

( الضرورى ) أعطنا اليوم ، و اترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليهم ، و لا تدخلنا فى تجربة ، لكن نجنا من الشرير . لا ن لك القوة و المجد إلى الأبد (2) "

3-     صلوا هكذا ثلاث مرات فى اليوم (3)

 

الافخارستيا

(9) 1- بخصوص الافخارستيا ، يقدم الشكر هكذا :

2-أولا : بخصوص الكاس :

نشكرك ( يوخاريستيت ) ، يا ابانا ، من أجل الكرمة المقدسة التى لداود خادمك ، لقد أعلنتها لنا بيسوع إبنك ( خادمك) (4) المجد لك أبد الدهور .

3- ثم بخصوص الخيز ( كلازما ) (5) المكسور . 

 

نشكرك يا أبانا ، من أجل الحياة و المعرفة ، اللتين أعلنتهما لنا بيسوع إبنك ، المجد لك أبد الدهور .

4-كما أن هذا الخبز المكسور ، كان مرة مبعثرا على التلال ، و قد جمع ليصير ( خبزا ) واحداً ، كذلك إجمع كنيستك ، من أقاصى الأرض ، فى ملكوتك ! لك المجد و السلطان بيسوع أبد الدهور .

5-لا يأكل أحد أو يشرب من أفخارستيتك ( ذبيحة شكرك ) ، إلا الذين عمدوا باسم الرب . 

ففى هذا يقول الرب " لا تعط القدس للكلاب (1)

(10)1-بعدما تشبعون 02) ، أشكروا هكذا :

2-نشكرك ايها الآب القدوس ، من أجل إسمك القدوس ، الذى أسكنته فى قلوبنا ، و من أجل ما اعلنته لنا ، من معرفة و غيمان و خلود . بيشوع إبنك ، المجد لك أيها السيد القدير ، خلقت الكون للاشادة بذكر إسمه ، وأعطى البشر الغذاء و الشراب و التلذذ حتى يشكروه .  ولكنك كافأتنا نحن بغذاء وشراب روحيين ، و بالحياة الابدية ، بيسوع إبنك . 

4-نشكرك فوق كل شئ ، لأنك قدير ، المجد لك أبد الدهور . آمين

5-اذكر يا رب كنيستك ، خلصها من كل شر و اجعلها كاملة فى حبك ، إجمعها من الرياح الأربع ، هذه الكنيسة التى تقدسها فى ملكوتك الذى أعددته لها . لك السلطان و المجد أبد الدهور . آمين

6-تعال ايها الرب (1) ، و ليعبر هذا العالم . أمين أوصنا لإله داود ! من كان مقدسا فليقترب ، و من لم يكن هكذا فليتب ! ماران آثا (2) . آمين .

7-اتركوا الأنبياء يشكرون كما يريدون (3) .

8-(بخصوص العطور ، أشكروا هكذا : أيها الآب نشكرك على العطر الذى عرفتنا به بواسطة يسوع إبنك لك المجد إلى الابد . آمين ( 4)

 

3-الترتيبات و التنظيمات الكنيسة

المعلمون و الرسل و الانبياء

(11) 1-من جاء و علمكم بكل ما سبق اقبلوه ،

2-أما إذا ( علم ) هكذا : أن يزيد البر و تزيد معرفة الرب ، فاقبلوه كما الرب .

3-اما عن الرسل و الأنبياء ، فتصرفوا بحسب تعليم الإنجيل ، هكذا:

4-اقبلوا كل رسول يأتيكم كالرب (2)

5-غير أنه يحب الا يمكث أكثر من يوم ، و عند الضرورة يبقى يوما أمرا إذا بقى ثلاثة أيام فهو بى كاذب

6-عند انصرافه لا يقبل الا ما يكفيه من حبز الى أن يجد له مأوى . أما ان طلب مالا فهو نبى كاذب .

7-لا تجربوا و لا تنتقدوا نبيا يتكلم بالروح ، لأن كل خطية تغفر الا هذه الخطية (3)

8-لكن ليس كل من يتكلم بالروح نبيا ، بل الذى يسلك طرق الرب . من سلوكهم يعرف النى الكاذب من النبى الحقيقى . 

9-كل نبى مجرب بحق ، يعمل سر الكنيسة فى العالم ، و مع ذلك لا يعلم الآخرين أن يفعلوا ما يصنعه هو ، لا يدان منكم بل دينونته من الله . فإنه هكذا تصرف الأنبياء القدماء

12-لكن من يقول بالروح : اعطنى مالا أو شيئا آخر ، فلا تسمعوا له  أما اذا طلب من أجل ألاخرين المحتاجين فلا تدينوه .

(12)1-كل من يأتيكم باسم الرب اقبلوه (2) ، بعد ذلك اختبروه و اعرفوه لتميزوا اليمين عن اليسار

2-فإن كان الآتى عابر سبيل اعينوه قدر استطاعتكم ، و لا يبقى عندكم اكثر من يومين أو ثلاثة عند الضرورة . 

3-اذا اراد ان يمكث عندكم كصاحب مهنة فليعمل ليأكل (3)

(4)أما اذا لم يكن صاحب حرفة ، فوجهوه أنتم لكيلا يعيش بينكم كمسيحى عاطلا .

5-اذا لم يرد أن يعمل فهو متاجر بالمسيح (1) احترزوا من أمثاله .

(13) 1-كل نبى حقيقى يريد البقاء معكم " يسحق طعامه (2) "

2-كذلك المعلم الحقيقى يستحق كالعامل طعامه .  (2)

3-خذ باكورة نتاج معصرتك و بيدرك و مواليد ابقارك و اغنامك و قدمها للأنبياء لانهم رؤساء كهنتك . 

4-ان لم يكن لكم نبيا ، فاعطه للفقراء .

5-ان خبزت ، فقدم باكورته حسب الوصية . 

6-اذا فتحت و عاء خمرك أو زيتك ، اعط باكورته للأنبياء .

7-كذلك مالك ( فضتك ) و ثيابك  وكل ممتلكاتك ، خذ الباكورة – كما تحسن فى عينيك – و قدمها حسب الوصية .

(14)1-فى يوم الرب ، اجتمعوا معا لتكسروا و الخبز و تشكروا ، لكن اولا اعترفوا بخطاياكم لكى تكون ذبيحتكم طاهرة  .

2-على أى الأحوال ، من كان على خلاف مع إخيه فلا يشترك فى اجتماعكم قبل أن يتصالح ، فلا تكن ذبيحتكم مدنسة .

3-لأن هذا ما قاله الرب ، " فى كل مكان و فى كل زمان ، تقرب لأسمى تقدمه طاهرة ، لأنى ملك عظيم ، يقول الرب ، و اسمى مهيب بين الأمم (1)

(15)1-أقيموا لكم أساقفة و شمامسة جديرين بالرب ، رجالا ودعاء ، غير محبين للمال ، مستقيمين و مجربين ، فإنهم يقومون عندكم بخدمه الأنبياء و المعلمين .

2-لا تحتقروهم لأنهم الرجال المكرمون بينكم مع الأنبياء و المعلمين .

3-و بخوا بعضكم بعضا لا بحدة بل بسلام كقول الانجيل (2) ، اذا اهن احد قريبه فلا يكلمه احد و لا يسمع منكم كلمة حتى يتوب .

4-اقيموا صلواتكم و قدموا صدقاتكم و افعلوا كل شئ حسب انجيل ربنا . 

 

باروسيا الرب

 

(16)1-اسهروا على حياتكم ، و لا تدعو مصابيحكم تنطفئ ، و لا أحقاءكم تنحل ، بل كونوا مستعدين دائما لانكم لا تعرفون الساعة التى يأتى فيها ربنا (1)

2-يليق بكم ان تجتمعوا دائما و تطلبوا ما يخص نفوسكم ، لأنه لا ينفعكم طيلة زمان ايمانكم ان تكونوا كاملين فى اللحظة الخيرة . 

3-ففى الأيام الأخيرة يكثر الأنبياء الكذبة و المفسدين و تتحول النعاج الى ذئاب (2) و المحبة الى كراهية (3)

4-اذ يزداد الاثم يكره الناس بعضهم بعضا ، و يضطهدون بعضهم بعضا ويطردون بعضهم بعضا

عندئذ يظهر مضلل العالم (5) كابن الله (6) و يصنع ايات و عجائب (7) ، و تصبح الارض فى قبضة يديه ، و يرتكب آثاما لم يحدث مثلها منذ البدء .  

5-عندئذ تدخل الخليقة نار الاختبار ، و يتعثر كثيرون و يهلكون . أما الذين يثبتون فى ايمانهم فيخلصون (1) من اللعنة .

6-عندئذ تظهر علامات الحق : اولا علامة السموات مفتوحة ثم علامة صوت اليوق (2)

ثالثا قيامة الموتى ، ليس جميعهم .

7-لكن كما قيل : سيأتى الرب و معه جميع قديسيه (3) ، و سينظر العالم الرب آتيا على سحب السماء (4)

 

 

الباب الثالث

خدمة المكرسات

 

تعريف المكرسة و عملها في خدمة الكنيسة:

المكرسة هي عذراء متفرغة للخدمة يزيد عمرها على خمسة و عشرين عاما، أو أرملة غير حديثة الترمل ( خمس سنوات على الأقل ) لا يقل سنها عن خمسين عاماً

غير مرتبطة بواجبات عائلية. يتم تكريس المكرسة في أحدى درجات الشماسية الخاصة بالمرأة، وليس لها درجة كهنوتية، و تقوم بخدمة قطاع المرأة و الأطفال في الكنيسة، إلى جوار بعض الأنشطة العامة مثل المشغل بفروعه المتنوعة و المطبعة و الترجمة و طبع و توزيع شرائط التسجيل بكافة أنواعها.

المؤهلات:

السن: لا يقل سن التكريس عن 25 عاماً و لكن يمكن قبولها كمبتدئة تحت الاختبار قبل هذه السن.

الصفات الروحية: تكون لها صلة بالله و متمتعة بصفات روحية مناسبة، وقد أثبتت حبها للبتولية، و لها شهادة حسنة من أب اعترافها، و من الأسقف الذي يزكيها للتكريس، ولها سابق خدمة ناجحة و مشهود لها. و تتصف بالوداعة و الطاعة و التجرد و الحشمة و حسن التعامل مع الآخرين، وليست لديها موانع عائلية حقيقية، و سليمة صحيا بقدر الأمكان. 

و لها ثقافة تناسب نوع الخدمة التي ستتكرس من أجلها و تؤهلها للعبادة السليمة. 

فترة الاختبار:

لمدة ثلاث سنوات:

أ)سنة اختبارية بملابسها العلمانية في مركز إعداد المكرسات: 

و هي فترة للإعداد الروحي و الدراسي و التربوي، تدرس فيها الكتاب المقدس و اللغة القبطية و الألحان و تاريخ الكنيسة و سير القديسين و بخاصة قديسي الرعاية و الخدمة و بعض معلومات دينية و وطقسية، و دراسات تربوية، و دراسات في كل فرع من مجالات خدمة التكريس، و تدبير منزلي، و تتدرب على الفضائل اللازمة لحياة التكريس مثل الطاعة و الالتزام، و الهدوء، و المحبة، و الإتضاع، وروح الخدمة و يجوز في أواخر هذه السنة الاختبارية الأولى أن تتدرب عمليا في محيط الخدمة كمساعدة لإحدى المكرسات أو المبتدئات. 

ب)سنتان للإعداد بملابس مبتدئة:

تتدرب فيهما – بالإضافة إلى ما سبق – على الخدمة العملية في كل فروعها و مجالاتها. ويمكن في هذه الفترة أن تتولى مسئوليات داخل مركز الإعداد و خارجه و يكتب عنها تقارير، و تختبر مواهبها في أي فرع من الخدمة تصلح. 

إذا نجحت في فترة الاختبار، و كان لها شهادة حسنة تزكى لأن تكون مكرسة. 

التفر غ:

يشترط في المكرسة أن تكون متفرغة للخدمة. 

و يجوز أن تحتفظ طالبة التكريس بوظيفتها العلمانية خلال السنة الاختبارية الأولى ( كأن تحصل على أجازة بدون مرتب إن كانت موظفة ) و إذا رأى مركز الإعداد تأجيل البت في تكريسها، يمكن نصحها بمد أجازتها. 

الأصل في المكرسة أن تكون بتولا غير مرتبطة بواجبات نحو زوج أولاد لتتفرغ للخدمة و قد نذرت نفسها للبتولية. 

و يجوز أن تكون أرملة غير مرتبطة بواجبات عائلية بشرط أن تكون غير حديثة الترمل، كما لا يقل سنها عن خمسين عاماً. لديها نية نذر الترمل و لها الصفات الروحية اللازمة. 

السن: 

لا تكرس عذراء إلا بعد بلوغها الخامسة و العشرين من عمرها.

لا تقبل أرملة في التكريس إلا بعد بلوغها الخمسين، و تكتتب أرملة إذا بلغت الستين. و يمكن قبول هؤلاء تحت الاختبار أو مبتدئات قبل هذه السن ( في حدود السنوات الثلاث اللازمة للاختبار و الإعداد ).

طقس العبادة:

أ)الحياة الروحية خلال فترة الاختبار و الإعداد تنظمها لائحة داخلية تفصيلية. 

ب)تتضمن هذه اللائحة نظاماً روحيا مشتركا بمواعيد محددة تلتزم به طالبات التكريس يشمل صلوات المزامير و والتسبحة و القراءة الروحية و التأمل، مع فترات للصمت و الهدوء و عدم الخلطة. ويضاف إلى هذا الصلوات الخاصة و العمل الروحي الخاص مع الإلتزام بكل أصوام الكنيسة . و لا مانع فى تحديد يوم فى الاسبوع للعمل الروحى المركز ، ببرنامج خاص . 

ج)و يطبق هذا النظام الروحى على المكرسات أثناء فترات الخلوة التى يقضونها معاً يضاف اليه ما يلزمهن من دراسات أو اجتماعات خاصة . 

د)كذلك توضع لائحة داخلية خاصة بالحياة الروحية للمكرسات اللائى يقمن فى بيت واحد و يخرجن للخدمة . و تلتزم بها جميع المكرسات فى حفظ دقيق للمواعيد ، و تنظيم لدخولهن و خروجهن و حياتهن المشتركة . 

هـ) الدراسات الروحية ينبغى أن تشمل سير خدام مشهورين فى تاريخ الكنيسة و دراسات متنوعة عن الخدمة فى الكنيسة و تقدم مراجع لهذه الدراسات مثل : سير آباء خدام كالأنبا ابرام أسقف الفيوم و الأنبا صرابامون أبو طرحة و القمص ميخائيل ابراهيم و القمص بيشوى كامل و سيرة المعلم ابراهيم الجوهرى و مقتطفات من كتب مذكرات كاهن بأجزائه . وفصول عن الأمومة المثالية ، و أمثلة فى الخدمة الإجتماعية ، و أمثلة من حياة الاباء البطاركة و الأساقفة فى الرعاية ، و ومقتطفات من حياة الشهداء فى نواحى الخدمة ( ديديموس و ثيئودورا ) ، الصلاة فى الخدمة ، الإيمان ، التضحية و البذل ، التعب فى الخدمة ، أمثلة من حياة بولس الرسول .

 

 

 

 

 

 

 

 

الترقيات:

1-يمكن ترقية المكرسة من مكرسة إلى مساعدة شماسة بعد خمس سنوات على الأقل و إلى شماسة بعد خمس سنوات أخرى على الأقل بحسب خبرتها ومدى إتقانها لعملها و حسن سلوكها و معاملاتها بحسب التقارير التى تكتب عنها بتزكية من أسقف الإيبارشية التى تخدم فيها وقت الترقية و من أسقف مركز إعداد الخدمة و تكون الترقية الخيرة بقرار من اللجنة العليا لشئون المكرسات . 

العمل :

 للمكرسات دور كبير يساعد أسقف و الكاهن فى خدمة قطاع المرأة فى الكنيسة و كذلك خدمة النشئ و خدمة أنشطة متنوعة للكنيسة . فمن الممكن أن تساعد المكرسةالأسقف أو الكاهن فى التعميد النساء الكبار وفى اعدادهن للعماد كموعوظات وفى خدمة اجتماعات السيدات و الشابات و الموظفات و ما يلزمها من افتقاد وخدمة احتياجات الأرامل و الأيتام  وفى الإشراف على بيوت الطالبات و الموظفات المتغربات ، وفى خدمة التنمية الاجتماعية و فى محو الامية و خدمة العاملات فى المصانع . ومن الممكن ان تقوم المكرسة ايضا بخدمة الحضانه التابعة للكنيسة : حضانة الرضع ، و حضانة الاطفال و ما يلزمها من نشاط تربوى و تعليمى وروحى .

كما تقوم المكرسة بالإشراف الروحى و الإجتماعى على بيوت المعوقات بدنياً أو المعوقات عقليا وبيوت المسنات . 

و فى مجال خدمة المشغل فيمكن للمكرسات الإشراف على تعليم أعمال الحياكة و التطريز وشغل التريكو و صناعة السجاد و المنتجات الجلدية و الخشبية الخفيفة للبنات ويمكن أن تشارك فى صنع ملابس الكهنوت و فرش المذبح و ستور الهيكل و فى رسم الإيقونات و أعمال الموزاييك و الفريسكا وكذلك فى صناعة الخزف و طلائه و الزجاج المعشق و أعمال الطلاء بالمينا ... و كثير من المنتجات والأشغال التى تساهم فى خدمة الكنيسة . 

وفى وسائل الايضاح يمكن للمكرسات الإشراف على طبع الشرائط و توزيعها بكافة أنواعها و فى ابتكار وسائل إيضاح لخدمة التربية الكنسية للأطفال . ومن الممكن أن تعمل المكرسة فى الترجمة و فى عمليات طبع و نشر الكتب و المطبوعات و الصور الدينية .  

الرعاية الخاصة بالمكرسات :

ينبغى أن تشعر المكرسة بالإستقرار فى رعاية الكنيسة لها و توفير كافة احتياجاتها فى سائر نواحى الحياة و الخدمة . 

روحيا : سبق التنوية عنها فى الحديث عن الاشراف الروحى .

صحيا : يهتم الأسقف المسئول . بمتابعة الأخوات صحيا و توفير العلاجات اللازمة لهن . ويفضل أن تقوم طبيبة مختصة يالكشف الدورى لتحديد حالة المكرسات الصحية .

 علميا : الأشراف الدورى على الأخوات سواء من الأسقف المسئول او المسئولين المباشرين سواء جمعيات او كنائس ... الخ

و تحتاج المكرسة ان يدرس الأسقف ظروف عملها ومدى نجاحها وما يعترض خدمتها من معوقات و إزالة هذه المعوقات لتشعر بمساندة الكنيسة لها فى فى خدمتها ، ويكون ذلك من عوامل استقرارها فى الخدمة .

ماليا : فى حالة خدمة المكرسات فى مكان كجماعة تخدم بطريقة مركزية تابعة لمطرانية يخصص دخل الأنشطة التى يخدمونها للصرف على احتياجاتهن او حسبما يرى الاسقف المسئول على ان يقوم هو بتدبير كل احتياجات الجماعة .

*يمكن تخصيص بعض المشروعات للصرف على جماعات المكرسات مكوقف يخصص لهذه الجماعات .

*ترسل جهة العمل  المساهمة الشهرية التى يتم الاتفاق عليها إلى مركز إعداد المكرسات الذى يقوم بتدبير كل احتياجات المكرسات و الصرف عليها . 

*ترسل جهة العمل المساهمة الشهرية التى يتم الاتفاق عليها إلى مركز إعداد المكرسات الذى يقوم بتدبير كل احتياجات المكرسات و الصرف عليها .

فترات الخلوة و الدورات التدريبية و علاقاتها بالعمل :

تنقسم فترات الخلوة الى :

خلوة أسبوعية : يوم فى الأسبوع داخل حجرة المكرسة ببرنامج خاص من أب الاعتراف

خلوة شهرية : اثناء الاجتماع الشهرى فى مركز الاعداد

خلوة ربع سنوية : اسبوع فى دير أو مكان خلوى مخصص لذلك مثل مركز الإعداد و ينتدب من يحل محل المكرسة فى عملها أثناء خلواتها

الدورات التدريبية : تعقد دورات تدريبية فى مركز الاعداد كلما لزم الأمر وذلك فى موضوعات متخصصة تحتاجها المكرسات فى خدماتهن الروحية .

الزى ( الملابس ) و ما يناسب درجات التكريس

ينبغى أن تتزين المكرسة بلباس الحشمة و لهذا يكون ثوبها ثوبا فضفاضا فى غير اتساع ، متماسكا ، متسربلا الى القدمين و الرأس مغطى بغطاء متماسك يغطى الشعر كله و ينطرح الى الخلف علامة طرحها العالم خلف ظهرها ، و تلبس صليب مقاسه مناسب من الجلد .

و من الممكن تمييز درجة المكرسة عن طريق علامة يتضمنها الزى مثل وجود شريط ذى لون محدد على حافة غطاء الراس .

 

التعهد :

 قبل الدخول فى التكريس الفعلى ، توقع طالبة التكريس تعهداً بإلتزامها بمتطلباته وقبولها لائحته . ومن الممكن قراءة التعهد على مسمع منها فى يوم تكريسها . 

طقس التكريس :

من المعروف أن رتبة الشماسة فى الكنيسة ليست رتبة كهنوتية ، فلا كهنوت للنساء ، و السيدة العذراء مريم سيدة السمائيين والأرضيين ووالدة الإله المتجسد ، لم تحصل على أية رتبة كهنوتية مع إنها كانت أماً روحية للرسل جميعا وملازمة لهم فى الخدمة .

و نظراً إلى الحاجة الملحة لخدمة المراة فى الكنيسة ، قرر قداسة البابا شنودة الثالث إرجاع هذا الطقس بعد أن إندثر منذ القرن الثالث عشر . 

و قد أوصت اللجنة بمراعاة بعض الملاحظات العامة :

1-يلاحظ أن رتب الشماسات فى الطقس القديم : اغنسطسة + إيبذياكونه  + ذياكونة . ويكون الإستخدام الحالى : مكرسة – مساعدة شماسة – شماسة . 

2-الطقس المرفق يخص المكرسة ( الرتبة الأولى ) ، و جارى إعداد طقس مساعدة الشماسة و الشماسة . 

3-يسمى الطقس بـ " طقس تكريس النساء " . 

4-أن تقام بدون وضع يد – بعكس ما هو فى الرسامات الكهنوتية – لكنها تكرس من الأسقف . 

5-أن تكون هذه الصلوات فى قداس خاص يحضره النساء ، لأن خدمتهن ليست لجميع الشعب بل لقطاع معين منه . 

6-ألا تكون الصلوات بعد صلاة الصلح لئلا تحسب كأنها رتبة كهنوتية .

7-يكون وقت التكريس بعد ذكصولوجيات باكر ، وقبل رفع البخور ، ويبدأ النطق بكلمة ( فلانه ) مكرسة أو مساعدة شماسة . 

8-فى تكريس الشماسات الكاملات ، ينطق الأسقف ندعوك يا ( فلانة ) شماسة فى كنيسة الله المقدسة القبطية الأرثوذكسية . أما فى رتبة المكرسة ومساعدة الشماسة فلا يستخدم الأسقف كلمة ( ندعوك ) . 

9-الرشومات تذكر دون تحديد كنيسة معينة .

 

الشماسات فى الكنيسة:

خدمات الشماسة فى الكنيسة :

يمكن أن تقوم الشماسة فى الكنيسة بخدمات كثيرة مثل :

1)معاونة الكاهن فى عماد النساء الكبيرات السن ( ليس فى الطقس و لا فى الصلاة إنما فى العناية ) .

لأن الكاهن ليس عليه إلا أن يضع يده على رأس المرأة المعمدة و هى داخل المعمودية – و يغطسها فى ماء المعمودية ثلاث مرات بإسم الاب والإبن و الروح القدس ، وبعد خروجها تلبس ملابسها ، ثم يأتى الكاهن و يعطيها سر الميرون يدهنها فى الأجزاء الظاهرة فقط من جسدها . 

يستحسن وجود شماسة مع طالبة العماد لتساعدها إلى ما يجب عمله قبل العماد و بعد العماد . 

2)حفظ النظام فى أماكن جلوس النساء فى الكنيسة

3)تنظيم المتناولات : يجب أن تتأكد أنهن مسيحيات أرثوذكسيات يمارسن سر الإعترام بإنتظام ، كذلك تراعى الحشمة فى ملبسهن و مظهرهن عند التقدم للتناول ، وانهن لا يضعن المساحيق على وجوههن ، وأنه يجب أن تغطى كل واحدة رأسها بغطاء و تمسك بيدها لفافة أخرى إستعداداً للتناول . وبهذا تساعد الاب الكاهن فى مناولة النساء . 

4)المساعدة فى خدمة الشابات و النساء فى الإجتماعات الخاصة بهن فى الكنيسة

5)إفتقاد الشابات و النساء ، لحثهن على حضور الكنيسة فى القداسات و الاجتماعات .

6)الخدمة فى مدارس احد الأطفال ، فتجذبهم الى الكنيسة بحنانها .

7)الخدمة فى الحضانة الخاصة بالكنيسة ، فهى أقدر إنسان على إحتمال الطفل وإشباعه بالحنان و الحب ، و على المساعدة فى تربيته مسيحية كنسية . 

8)العمل فى مجال الخدمة الإجتماعية بالكنيسة ، كأن تخدم الأرامل و المحتاجات و الفقيرات خدمة متكاملة . 

9)الخدمة فى بيوت إيواء الأطفال الأيتام ( الملاجئ) فتقوم بدور الأم لمن حرموا من الأمومة و هم صغار . 

10)العمل فى بيوت العجائز و المسنات ، تخدمهن خدمة باذله مضحية ، من أكل و شرب و نظافة و تمريض ، وكل احتياجاتهن الكثيرة وإحتمال مضايقاتهن بسبب مرضهن و شيخوختهن .

 11)زيارة النساء المريضات ، سواء فى منازلهن أو فى المستشفيات و تقدم لهن الكلمة الطيبة المعزية المشجعة مع الخدمة و المعونة ، و تحدثهن بكلمة الله . و تنوب عن الكنيسة فى الاهتمام بهن و تخير – الأب الكاهن بالحالات التى تحتاج إلى إفتقاد أو تناول

12)الإشراف على نشاط المرأة فى الكنيسة من مشاغل و معارض و خلافه

13)الإشراف على نظافة الكنيسة و ترتيب أثاثاتها – ماعدا الهيكل لأنه ممنوع دخول النساء إليه . 

14)الإشراف على بيوت الطالبات المتغربات اللاتى هن فى أشد الحاجة إلى هذه البيوت ، و هذه الرعاية المسيحية لحفظهن و حمايتهن و نجاحهن . 

16)خدمة حالات الإنحراف بين الشابات و التى تحتاج إلى رعاية روحية تحت ارشاد الاكليروس . 

17)خدمة المعوقات اذ تعينهن على ممارسة حياة طبيعية روحية و نفسية . و لا تخدم المعوقين ( من الذكور ) . 

 

طقس تكريس الشماسة الكاملة :

الشماسة لا دخل لعا بخدمة المذبح إطلاقا و تتم ترقيتها الى شماسة بدون وضع يد ، وذلك بعد مرور خمس سنوات من إجراء طقس مساعدة الشماسة و الذى جرى بعد خمس سنوات أيضاً من أجراء طقس التكريس ، و تتم الترقية بناء على حسن سيرها و سلوكها ، و طاعتها ، و عبادتها ، و خبراتها المتقدمة فى الخدمة ، و اتقانها لعملها ، و استعدادها لتكملة مسيرة التكريس إلى النهاية مع التزامها بحياة البتولية أو الترمل إلى النفس الأخير .وتكون الترقية إلى رتبة الشماسة الكاملة بقرار من اللجنة العليا لشئون المكرسات على ألا يقل سنها عن 40 سنة فى حالة العذراء و 60 سنة فى حالة الترمل . 

+الشماسة المكرسة تكون خدمتها قاصرة على خدمة المرأة والطفولة و من أمثلة ذلك : 

1)معاونة الكاهن فى عماد النساء الكبيرات السن ( ليس فى الطقس و لا فى الصلاة انما فى العناية ) .

لأم الكاهن ليس عليه إلا أن يضع يده على رأس المرأة المعمدة و هى داخل المعمودية – و يغطسها فى ماء المعمودية ثلاث مرات بإسم الآب والإبن و الروح القدس ، وبعد خروجها تلبس ملابسها ، ثم يأتى الكاهن ويعطيها سر الميرون يدهنها فى الأجزاء الظاهرة فقط من جسدها .                   

يستحسن وجود شماسة مع طالبة العماد لتساعدها إلى ما يجب عمله قبل العماد و بعد العماد . 

2)حفظ النظام فى أماكن جلوس النساء فى الكنيسة

3)تنظيم المتناولات : يجب أن تتأكد انهن مسيحيات أرثوذكسيات يمارسن سر الاعتراف بأنتظام ، كذلك تراعى الحشمة فى ملبسهن و مظهرهن عند التقدم للتناول ، و أنهن لا يضعن المساحيق على وجوههن ، وأنه يجب ان تغطى كل واحدة رأسها بغطاء و تمسك بيدها لفافة اخرى أستعداداً للتناول . و بهذا تساعد الأب الكاهن فى مناولة النساء . 

4)المساعدة فى خدمة الشابات و النساء فى الاجتماعات الخاصة بهن فى الكنيسة

5)افتقاد الشابات و النساء لحثهن على حضور الكنيسة فى القداسات و الاجتماعات . 

6)الخدمة فى مدارس احد الاطفال ، فتجذبهم على الكنيسة بحنانها . 

7)الخدمة فى الحضانة الخاصة بالكنيسة ، فهى اقدر إنسان على احتمال الطفل وإشباعه بالحنان و الحب ، و على المساعدة فى تربيته تربية مسيحية كنسية .

8)العمل فى مجال الخدمة الاجتماعية بالكنيسة ، كأن تخدم الأرامل و المحتاجات و الفقيرات خدمة متكاملة . 

9)الخدمة فى بيوت إيواء الأطفال الأيتام ( الملاجئ ) فتقوم بدور الأم لمن حرموا من الأمومة و هم صغار . 

10)العمل فى بيوت العجائز و المسنات ، تخدمهن خدمة باذله  مضحية ، من أكل وشرب و نظافة و تمريض ، و كل احتياجاتهن الكثيرة و احتمال مضايقاتهن بسبب مرضهن و شيخوختهن . 

11)زيارة النساء المريضات ، سواء فى منازلهن أو فى المستشفيات و تقدم لهن الكلمة الطيبة المعزية المشجعة مع الخدمة  و المعونة ، و تحدثهن بكلمة الله . و تنوب عن الكنيسة فى الاهتمام بهن و تخير – الأب الكاهن بالحالات التى تحتاج إلى افتقاد أو تناول

12) الإشراف على نشاط المرأة فى الكنيسة من مشاغل و معارض و خلافه . 

13)الإشراف على نظافة الكنيسة و ترتيب أثاثاتها – ماعدا الهيكل لأنه ممنوع دخول النساء اليه .

14)الإشراف على النوحى الإدارية فى المستوصفات التابعة للكنائس أو الأسقفيات . 

15)الإشراف على بيوت الطالبات المتغربات اللاتى هن فى اشد الحاجة إلى هذه البيوت و هذه الرعاية المسيحية لحفظهن و حمايتهن و نجاحهن . 

16)خدمة حالات الانحراف بين الشابات و التى تحتاج إلى رعاية روحية تحت إرشاد الإكليروس . 

17)خدمة المعوقات إذ تعيتهن عل ممارسة حياة طبيعية روحية و نفسية . و لا تخدم المعوقين ( من الذكور ) . 

  الباب الرابع
قوانين مجمع نيقية الصحيحة و المزورة

  " و وضعو بعد ذلك القوانين و هم عشرون قانوناً ... "

 

 

 


 

                                                                            

 

 

 

 

 


 

                                                          ساويرس بن المقفع  

 

 

أن مجمع نيقية المسكونى قد وضع عشرين قانوناً لسياسة الكنيسة . وافق عليها الآباء بلا إستثناء . و لكن بعد وضع هذه القوانين بما يقرب من مائة عام . و إذا بكنيسة روما تدعى أن عددها 84 قانوناً . !!

          و هى لا تدعى هذا جذافا ، إنما لكى تستفيد من بعض القوانين المزورة فى إثبات رئاسة أسقفهم على الكنيسة جمعاء ... فلقد أثبتوا فى القانون رقم 22 ما نصه : " أمروا أن تكون البطاركة فى جميع الدنيا ، أربعة لا غير مثل كتبة الأناجيل . و يكون الرئيس منهم صاحب كرسى بطرس برومية ... " كما دونوا فى القانون رقم 44 ما نصه " كما أن البطريرك أمره و سلطانه على ما تحت يده كذلك لصاحب رومية سلطاناً على سائر البطاركة ...

          فعلوا هذا إشباعاً لرغباتهم ، و هم لا يدرون أن مثل هذا التزوير لا يمكن أن يثبت أمام أحكام التاريخ القاسية .

متى ظهرت ألعوبة روما ؟!

          لقد ظهرت ألاعيب أسقف روما و تزويره فى قوانين مجمع نيقية المسكونى عندما انعقد مجمع قرطاجنة عام 418م – يفصل لنا ذلك الأنبا كيرلس مقار بطريرك الأقباط الكاثوليك السابق فى كتابه " الوضع الإلهى فى تأسيس الكنيسة " فيقول : " اقترح القديس أغسطينوس أن يجتمع مجمع كبير أفريقى مكون من 217 أباً فى قرطاجنة ليفصل فى قضية البيلاجيوسيين . فاجتمع فى أوائل شهر مايو سنة 418م و أرسل أسقف روما زوسيموس نوابه : و هم الأسقف فوستينوس و القسان فيلبس و أسلوس .

          و كان رئيس أساقفة أفريقيا رئيساً لهذا المجمع . فأمر أن يبدأ المجمع أعماله بقراءة قوانين المجمع النيقاوى المسكونى فإعترضه فوستينوس نائب أسقف روما قائلاً : إن المجمع يجب أن يبدأ أعماله بما يحمله هو من تعليمات .

          و بعد أخذ ورد طويلين وافق الآباء على الاطلاع على رسالة أسقف روما التى تحتوى على تعليماته ... و أطلع المجمع على تلك الرسالة فالفاها منطوية على بنود أربعة : يشير البند الأول منها إلى حق البابوات فى قبول استئناف قضايا الأساقفة و ذلك بمقتضى القوانين رقم 3و4و5 من مجمع نيقية ... و يشير ثالث هذه البنود إلى قضايا الكهنة و الشمامسة و وجوب استئنافها أمام مجمع الأساقفة الجاورين ، و ذلك بمقتضى قوانين مجمع نيقية أيضاً ، و اقرب الأساقفة لكرسى أفريقيا ، هم أساقفة إيطاليا و لا سيما روما !

          غير أن الآباء الـ 217 عندما سمعوا هذه الدعاوى أخذتهم الدهشة ، و صرخوا كلهم بصوت واحد قائلين : إن نسخ مجمع نيقية التى بين أيدينا ليست بها مثل هذه القوانين .

و أخيراً قرر المجمع إيفاد القس أينوشنسيوس إلى الإسكندرية ، و الشماس مارسيل إلى القسطنطينية ، و ذهب ثالث إلى انطاكية للأطلاع هناك على قوانين مجمع نيقية الأصلية .

          هذا و قد أثبت المجمع أن جميع النسخ اللاتينية لمجمع نيقية الموجودة بقرطاجنة خالية تماماً من كل هذه البنود ، و نصحوا أسقف رومية أن يوفد من قبله من يتحقق ذلك من النسخ الأصلية . الموجودة بالكراسى الرسولية الشرقية .

          و عاد رسل المجمع بعد اطلاعهم على النسخ الأصلية للقوانين المحفوظة لدى البابا كيرلس الأسكندرى و الأسقف ايتكوس القسطنطينى و البطريرك الأنطاكى و لكنهم لم يجدوا فيها أثرا لما إدعاه أسقف روما فى رسالته !!

و عندئذ أرسل مجمع أفريقية برئاسة أوريليوس رسالة مجمعية إلى سنتينوس أسقف روما قال فيها :

" لتذكر قداستكم أن استئناف قضايا الكهنة و الأسقفة و الشمامسة مخالف للنظام العام . و أنه لا يوجد قانون ينقض ما هو متبع فى كنيسة أفريقيا . فضلاً عن أن قرارات نيقية صريحة فى إحالة الكهنة و الأساقفة أنفسهم إلى رؤساء الأساقفة . و لقد حكم آباء نيقية حكما صريحا أن لا يفصل فى القضايا إلا حيث نشأت لأن نعمة الروح القدس إنما هى حالة فى كل ابروشية تلك النعمة التى تجعل أحبار السيد المسيح يفحصون القضايا بكل دقه و ينشدون لواء العدل فى كل حين ... )

و هذا و إذا رأى المحكوم عليه أنه ظلم فى المحكمة الأولى . فله أن يلجأ إلى مجامع ابروشية بل إلى المجمع المسكونى عند الاقتضاء .

فلا يأخذن أحداً الغرور فيقول إن الله يلهم العدل فى الحكم شخصاً معيناً و يضن به آلاف الأخبار المجتمعين فى المجامع .

أما ما ورد برسالتكم التى حملها إلينا شريكينا فى الأسقفية فوستينوس – كأنه من قوانين مجمع نيقية – بم نجد له أثراً فى النسخ الرسمية لهذا المجمع . تلك النسخ التى استلمناها من الكلى القداسة كيرلس أسقف الأسكندرية و من جزيل الأحترام اتيكوس حبر القسطنطينية ! ( راجع مجموعة لابية 2 مجلد 2 ) .

 

صور القوانين المزورة :

         

إن القوانين المزورة التى يدعى الغربيون أنها قوانين المجمع المسكونى الأول هى فى الواقع قوانين مجمع مكانى عقد فى سرديكا سنة 247 و لا صلة لها بمجمع نيقية إطلاقاً !!

          قال الأنبا كيرلس مقار فى كتابه : الوضع الإلهى فى تأسيس الكنيسة ما نصه : " لما اراد روسيموس بابا روما أن يقيم للأفريقين الدليل على ما لديه من الحق فى قبول قضايا أساقفة أفريقيا و كهنتها أطلق على مجمع سرديكا أسم مجمع نيقيه ! . و لكن ذلك لم يجد نفعاً لأن كنيسة أفريقيا بعد أن تأكدت من هذا التزوير . كتبت إلى البابا سلستينوس – و هو ثانى بابوات روما بعد زوسيموس – رسالة مجمعية غاية فى الشدة حطمت فيها الغطرسة الرومانية التى كانت قد أخذت فى الظهور يومئذ !! و قد نفت هذه الرسالة نفياً باتا كل سلطة يدعيها أسقف روما للتدخل فى قضايا كهنة أفريقيا "

          و جاء فى كتاب تاريخ الكنيسة لموسهيم ما يؤيد ما نحن بصدده قال : " إن الكنيسة القديمة لم تسلم إلا بالعشرين قانوناً النيقاوية ... نعم إن أساقفة روما اجتهدوا فى القرن الخامس أن يجروا بعض قوانين مجمع سرديكا كقوانين مجمع نيقية عند ذلك اساقفة أفريقيا . و أرسلوا إلى بطاركة الأسكندرية و أنطاكية و القسطنينية يطلبون نسخا كاملة لكل القوانين النيقاوية المعروفة عندهم فكان فحوى الجواب أن كنيسة الروم القسطنطينية لم تقبل إلا هذه العشرين قانونا ( انظر أعمال مجمع قرطاجنة السادس عام 419 )

ولكن فى القرن السادس عشر أتى من افسكندرية إلى روما بنسخة عربية تحتوى على ثمانين قانونا من جملتها هذه العشرين . فترجمت حالا وطبعت فحصل أولا ريب ولكن فى برهة وجيزة اقتنع كل العلماء بأن الستين قانونا الزائدة لم تكن من الأصل النيقاوى .

بطلان القاونين المزورة منطقيا :

 

إن ثمة نظرة فاحة لمجموعة القاونين المزورة التى تتمسك بها الكنيسة الغربية كافية لأن ترينا بطلانها ! ... لقد ذكر فى بداية هذا الفصل أن الغربيين قد وزروا فى قوانين نيقية ليثبتوا بعض إدعائهم الكاذبة غير أن هذا التزوير الفاضح قد شهد عليهم لا معهم !! .

أولا : يقولون فى القانون رقم 37 ما نصه : "  لا يجب أن يكون فى الدنيا إلا أربع بطريريكية إذ ليس فيها إلا أربع جهات أصلية , وأربع أناجيل وتكون البطريركية الأولى فى روما كرسى القديس بطرس والثانية فى الإسكندرية كرسى القديس مرقس الإنجيلى والثانية فى أنطاكية كرسى القديس بطرس أيضا . والرابعة فى أفسس كرسى القديس ير\وحنا الإنجيلى . وقد نقلت هذه الأخيرة إلى القسطنطينية ".

ونحن إذ نعرض لهذا القانون ونرى أنه باطل للأٍباب الآتية :

  1. ذكر فى هذا القانون أنه كانت هناك بطريركية فى أفسس وهذه لم يسمع بها أحد ولم يذكرها التاريخ إطلاقا !!
  2. إن كلمة " بطريرك " " وبطريريكات " لم تظهر إطلاقا إلا بعد المجمع الخلكيدونى ( أى فى القرن الخامس ) أما فى مجمع نيقية فلم تكن هناك سوى كلمتى " أسقف " " وأسقفيات " !
  3. لو أن آباء نيقية هم الذين وضعوا هذا القانون , لما أغفلوا ذكر الأسقفية الأولى فى الكنيسة المسيحية ألا وهى " أسقفية أورشليم " التى رأسها يعقوب الرسول وذكرت مرارا فى الصلوات التى دونها الرسل .

ثانيا : جاء فى القانون رقم 42 من قوانينهم الباطلة ما نصه : " والحبش فلا يبطرك عليهم بطريرك من علمانهم ولا باختيار منهم أنفسهم لأن بطركهم إنما يكون من تحت يد صاحب كرسى الإسكندرية . وهو الذى ينبغى أن يصلح عليهم جاثليقا الذى هو من دون البرطريك ومن قبله , فإذا بطرك عليهم هذا المذكور باسم جلثليق . فليس له أن يرسم مطارنة كما يرسمهم البطاركة لأنه إنما يكرم باسم البطريركية من غير أن يكون له سلطان ذلك , وإن عرض أن يجتمع فيه سينودس بأرض الروم وحضرهم هذا الحبشى فليجلس فى المجلس الثامن "

وفى هذا القانون تنظيم للعلاقة بين الكنيسة الحبشية وأمها كنيسة الإسكندرية . على أن هذا القانون لا يمكن أن يكون صادرا من مجمع نيقية لأن التاريخ يثبت أن الحبشة لن تخضع لكرسى الإسكندرية إلا عندما رسم " الأنبا سلامة " أسقفا لها فى عهد القديس أثناسيوس الرسولى عام 330 م أى بعد انتهاء مجمع نيقية بخمس سنوات على الأقل !1

ولعل فى ذلك أبلغ دليل على بطلان قوانين رومة ...!!

ثالثا : ذكر فى القانون رقم 44 من مجموعتيهم ما يأتى : " ينظر البطريرك فى كل عمل وأمر يعمل به مطارنته وأساقفته , فإن وجد فيها شيئا على غير ما ينبغى فليغيره ويعمل بما يراه لأنه أو يجمبعهم . وكما أن للبطريرك أمره وسلطانه على من تحت يده كذلك لصاحب كرسى رومة سلطان على سائر البطاركة , فإن الأول مثل بطرس فيما كان له من السلطان على جميع رؤساء البطاركة , فإن الأول مص\ثل بطرس فيما كان له من السلطان على جميع رؤساء النصرانية وجماعة أهلها لأنه خليقة المسيح ربنا على شعبه وكنائسه .

ولإظهار بطلان هذا القانون أيضا نقول :

1.  يتمسك الغربيون بهذا القانون المزور ليثبتوا به سلطة أسقف روما على بقية الكنائس ونسوا أن هذا يناقض كل التناقض القاونين رقم 4 , 5 , 6 من قوانين نيقية الصحيحة التى لا يزالون متمسكين بها , فكيف يمكننا أن نوافق بين هذه المتناقضات ؟! ألا يثبت ذلك أن قانونهم المزعوم لا صلة له بمجمع نيقية الذى ساوى بقوانينه أساقفة الكنائس الرسولية جميعا ؟!!

2.  وما قولهم فى قانون ( 33  مجموعة رسطب ) من قوانين الرسل الأطهار الذى ينص على أن : " أساقفة كل أقليم يجب أن يعرفوا من هو الأول منهم فيدعوه لهم أنه رأس ولا يفعلوا شيئا إلا برأى المتقدم " !! ألا يرون فى قاونين الرسل هذه ما يدحض قوانينهم المزعومة " ؟!

3.  على أنهم يشبهون -  فى قانونهم الباطل هذه – سلطة أسقف روما على بقية الأساقفة بسلطة الرسل على بقية التلاميذ ! وفى ذلك ما يكفى لنقض إائهم . فبطرس لم يكن سوى أحد التلاميذ – لأه ما لهم وعليه ما عليهم .

4.   قال الأنبا كيرلس مقار البطريرك الكاثوليكى : " إن القانون رقم 44 بقوله أن سلطة البابا على البطاركة شبيهة بتلك التى كانت للقديس بطرس على الرسل . ينفى كل سلطان للبابا على الأساقفة , " إذ لم يكن للقديس بطرس سلطانا على الرسل بل زميلا لهم " .

ولو فرضنا جدلا أن هناك سلطانا لبطرس الرسول , فلماذا تنفرد به كنيسة روما ولا تأخذخ كنيسة أنطاكية التى أسسها نفس الرسول وأقام لها أسقفا ؟! إذا كان هذه راجع إلى أن بطرس قد مات فى روما فينبغى بالأحرى أن يكون لكرسى أورشليم المقام الأول والأوحد لأن فيها صلب رب المجد يسوع المسيح .

رابعاً : كما أن أبلغ دليل على زيف وبطلان قوانين روما المنسوبة خطأ للمجمع النيقاوى هو ما نراه فيها من تناقض غريب وتكرار ومعيب .

1.  فبينما بنص القانون رقم 16 مثلا على الإمتناع عن الربا نراهم يكررون هذا فى القانون رقم 56 من مجموعتهم الباطلة ! وهذا لا يمكن أن يصدر عن هيئة واحدة !

2.  وبينما ينص القانون رقم 5 على اجتماع الأساقفة مرتين فى كل عام , ينص قانونهم رقم 46 على اجتماعتهم دفعة واحدة .

 

بطلان القاونين المزورة تاريخيا :

 

لعل فيما دوناه سابقا ما يكفى لإثبات صحة القاونين العشرين فقط لمجمع نيفية وبطلان ما عداها ,

وها نحن نثبت هنا أقوال المؤرخين كبرهان آخر على صحة ما نقول :

أولا : قال الأنبا كيرلس مقار الكاثوليكى فى كتابه : " الوضع الإلهى فى تأسيس الكنيسة " مخاطبا الرومان ما نصه : " أما فيما يختص بنسبة ال 84 قانونا إلى أباء نيقية فأظنك لا تجسر عليه لأن المسيحية تشهد فى ذلك العهد بصوت واحد بأن المجمع المسكونى لم يسن إلا عشرين قانونا لم تزل موجودة باللغة البونانية ومنقولة بأمانة فى مجموعة لأبيه "

ثانيا : جاء فى تاريخ الكنيسة المترجم عن الإنجليزية والمطبوع بأورشليم عام 1892 م ص 176 ما نصه : " وقد وضع المجمع عشرين قانونا فى نظام الكنيسة وتأديبها , منها أنه يجب عقد مجمعين محليين فى كل مقاطعة سنويا وأن يصادق الميتروبوليت على انتخاب الأسقف قبل تقليده وأن تجرى الرسامة متن ثلاثة أساقفة على الأقل .... إلخ

ثالثاً : و فى كتاب ( كنز العباد الثميز فى أخبار القديسين ) تأليف مكسيموس مظلوم بطريرك مجلد الكاثوليك مجلد2ص 28 ما نصه : " قد تؤدى بالتنام مجمع مسكونى عام 325 فى مدينة نيقية حيث التأمت فيه أساقفة الكنيسة الجامعة شرقاً و غرباً ... و فى هذا المجمع قد حرمت تجاديف أريوس و اتباعه و تأليف قانون الايمان المدعو بالنيقاوى . و بعد ذلك حدد هذا السينودس إلتزام وضع عيد الفصح السنوى فى كل عام و رتب عشرين قانوناً فيما يختص بالتهذيب الكنسى " .

رابعاً : و جاء فى كتاب p1391 dictionary of christian antiquities v.2  للدكتور وليم سميث و الأستاذ شتهام مجلد 2ص1391 تحت كلمة نيقية Nicaea ما نصه " لقد تم الأتفاق على عشرين قانوناً للسير بموجبها خلصت من الجدل و سلمت من الأختلاف . موثوق بها "

خامساً : و كتب العلامة دين ستانلى Dean Stanley فى كتابة : محاضرات فى تاريخ الكنيسة الشرقية lectures hitsory the eastern  church يقول : " إلى هنا كان المجمع قد أتم مهماته و فرغ من أعماله ... أما قانون الإيمان و العشرون مرسوماً فسطرت فى مجلد و وقع عليها ثانياً جميع الأساقفة "

دفع اعتراض الغربيون:

تعترض الكنيسة الغربية – رغم كثرة الاسانيد السابقة – بأعتراض واحد . معتقدة أنه يؤيد وجهة نظرها . فتقول : " أن بعض القوانين المزورة الـ 84 مدونة فى كتاب القوانين    ( المجموع الصفوى) لابن العسال الكاتب و نحن دفعا لهذا الاعتراض نقول :

أولاً : أن كتاب المجموع الصفوى يعتبر كموسوعة قانونية . دون فيها كاتبها كل ما وصلت إليه يده من قوانين صحيحة و مزورة .

ثانياً : على انه لم يترك المسألة دون إيضاح كاف . فقد ميز القوانين الصحيحة من غيرها و وضع لكل منها علامة خاصة . و إليك ما جاء فى مقدمة الكتاب المذكور خاصاً بما نحن بصدده : " قوانين المجمع الخامس و هو أول المجامع الكبار المسكونية اجتمعوا بنيقية سنة 325م للتجسد ، اجتمعوا بسبب كفر أريوس فحاجة الآب الكسندروس بطريرك الأسكندرية و وافقه المجمع على قطعه و نفيه و كتبوا كتاباً فيه قوانين الأمانه المستقيمة و وضعوا فى الأحكام قوانين كثيرة . و فى هذا الكتاب جزءان : أحدهما عدته عشرون قانوناً متفق عليه و علامته (نيق) و الآخر عنى بإخراجه الملكية و النسطورية وعدته فى النسخ الملكية 84 قانوناً و النسخة التى بيد الملكية فيها زوائد تخصهم و علامته (نيقية) .

و لعلنا قد امسنا الآن كيف فرق الكتاب المذكور بين القوانين الصحيحة و المزورة و كيف رمز للأولى بالكلمة (نيق) بينما رمز للثنية بكلمة (نيقية) فضلاً عن أنه قد نسب القوانين المزورة إلى الملكية و النسطورية . و فى ذلك ما يكفى لفحص هذا الأعتراض .

ثالثاً : و لكى ندرك أن الكتاب المعترض عليه هو كموسوعة قانونية جمعت بين الصحيح و الباطل نذكر أنه قد أورد قوانين الرسل الخاصة بالملكية و النسطورية أيضاً و لنه جريا على عادته قد ميزها عن القوانين الصحيحة فرمز للأولى بكلمة (رسطا) بينما أشار إلى الثانية المقبولة لدى كنيستنا القبطية بعلامة (رسطب . رسطج) .

رابعاً : على أننا نود أن نشير إلى أن هناك فرقاً بين وجود القوانين المزورة عندنا . و بين قبولها ! ... و فى ذلك يقول الأنبا كيرلس مقار فى كتابة " الوضع الإلهى " السابق ذكره ما نصه : " لقد قلت إن هذه القوانين موجودة عندنا . و أردت أن تستنتج من ذلك القول إننا لهذا السبب نقدمها تقديساً و نجلها إجلالا ! فهل كل ما يوجد بين أيدينا هو كذلك مقدس و جليل ؟ ألا يجرنا هذا المنطق المضحك إلى تقديس الأناجيل المزورة بما أنها بين أيدينا و أنها تحل من الأسماء الرسولية ما أرق واضعيها أن يصدروها به ؟ ألا نشعر بأن مثل هذا الأستنتاج من البلاهه بمكان ؟ إعلم أن آباءنا الذين نبذوا الأناجيل المزورة نبذ النواة هم أنفسهم الذين نبذوا القوانين النيقاوية المزورة قائلين : إن الكنيسة لم تعرف للآباء الـ318غير عشرين قانونا فقط!"

 

(5) نصوص مجمع القسطنطينية المسكونى الثانى 

 


 

القانون الأول :

أن الآباء القديسين الملتئمين فى القسطنطينية قد حددوا أن لا يجاوز أحد أمانة الآباء الثلثمائة و الثمانية عشر الذين إجتمعوا فى نيقية البثينية بل تبقى تلك الأمانة ثابته مؤيدة حقيقية . و أن تلعن كل هرطقة سيئة و على الخصوص هرطقة أتباعع أونوميوس و هم اصحاب أوركسيوس . و هرطقة النصف الأريوسية . و هم محاربو الروح . و هرطقة أتباع سابليوس . و هرطقة أتباع مركلوس . و هرطقة أتباع فوتينوس . و هرطقة أتباع أبولليناريوس .

تعليق :

إنعقد هذا المجمع ضد بدعة مقدونيوس و المشاركين له فى رأيه و هؤلاء كانوا يعتقدون بأن الروح القدس " مخلوق " و ليس " إله" و لا مساو للإبن فى الجوهر . و هؤلاء يطلق عليهم القانون هرطقة النصف أريوسية لأنهم يشاركون الهرطقة الاريوسية مناصفة لكون الأريوسيون يعتقدون بأن الابن و الروح هما مخلوقان و أن جوهرهما غير جوهر الآب . و إما " محاربوا يجدفون عليه بزعمهم أنه " مخلوق " و غريب عن اللاهوت و كانوا يسمون " نصف أريوسية " أيضاً .

هذا المجمع المسكونى الثانى قد أثبت بهذا القانون " الإيمان المستقيم " الذى نادى به آباء المجمع المسكونى الأول و لعن كل هرطقة و على الأخص أتباع : -

1- انوميوس : كان من بلاد غلاطية . و كان أسقفاً . و هرطقته أشد قبحاً من هرطقة أريوس إذ كان يعتقد بإن الابن متغير . و إنه عبد . و غير شبيه الآب كليه – كان يعمد من يؤمن بمذهبه بغطسة واحدة منكساً رأسه إلى أسفل و قدميه إلى أعلى .

2- أودكسيوس : شارك انوميوس فى هرطقته – و لما صار أسقفا للقسطنطينية أقام أنوميوس أسقفا على كيزيكوس و كانت هرطقتهما بأن الابن و الروح ليس لهما مشابهة للآب فى الجوهر البتة .

3- سابليوس : كان من ليبيا و صار أسقفاً على بطولومايس فى البنطابوليس . كان يعتقد بأن الثلاثة أقانيم هم " أقنوم واحد " و رغم أن الثالوث هو أقنوم مثلث الأسماء تارة ظهر كأب و تارة كروح قدس متغير الصورة و متشكل تارة بصورة ما . و تارة بصورة أخرى غيرها .

4- مركللوس : كان من انكيرا التى فى بلاد غلاطية و صار أسقفاً عليها . كان يعتقد بصحة أقوال سابيليوس .

5- فوتينيوس : كان من سيرميوس و صار أسقف عليها و تبع بدعة بولس السميساطى الذى أنكر الثالوث القدوس . و كان يسمى الله روحاً خالقاً الكل . و أما فى " الكلمة " فكان يرى أنه كلمة لفظية و أمر ما الاهى " خادم " الله فى ابداع الكون مثل إله صناعية . و أما المسيح فكان يكرز إنه إنسان " مجرد " قد إقتبل كلمة الله ليست جوهرية بل لفظية و إنه أخذ ابتداء وجوده من العذراء مريم .

6- أبوليناريوس : كان أسقف لاودقية و كان يقول أن ابن الله أخذ جسداً متنفساً من والدة الأله مريم القديسة الا أنه خال من عقل لأن اللاهوت كاف عوضاً عن العقل و بذلك أنكر إنه " إنسان كامل " و كان يعلم فقط بطبيعة واحدة فى المخلص و هكذا أعلن لأباء المجمع فى هذا النص التمسك بدستور أيمان مجمع نيقية مع رفض كل البدع و التعاليم الغربية عنه .

القانون الثانى :-

لا يسمح للأساقفة أن يسوسوا الكنائس التى هى خارج إداراتهم بل بحسب القوانين :

1- يجب على أسقف الأسكندرية أن يدبر أمور مصر فقط مع حفظ التقدم لكنيسة الانطاكيين حسب نص قوانين مجمع نيقية .

2- و يجب على الأساقفة الأسيويين أن يسوسوا أسيا فقط و أساقفة تراكيا شئون تراكيا فقط . و لا يسوغ للأساقفة أن يقوموا بسيامات أو إجراء أية أمور كنسية أخرى دون أن يدعوا لذلك . هذا مع حفظ الذى سبق وضعه بخصوص ادارة الأحكام . لأنه واضح أن مجمع كل ابراشية يقوم بتدبير شئونها . و يتولى الحكم فيها كما تحدد فى مجمه نيقية . أما شئون كنائس الله الواقعة فى الأمم البربرية فيجب أن تساس حسب عادة الآباء الجارية .

تعليق :-

راجع قوانين مجمع نيقية المسكونى الأول رقم6 ، 7 . و فى هذا القانون أعاد الآباء تحديد مناطق النفوذ .

القانون الثالث :

ليكن لأسقف القسطنطينية الكرامة الأولى بعد أسقف روما لكونها روما الجديدة .

تعليق :

يبدوا أن آباء المجمع كانوا يسعون لكسب رضاء الأباطرة و لذا فقد أثبتوا فى هذا القانون على تقدم كرسى القسطنطينية رغم حداثته عن كرسى الأسكندرية الذى جاهد أباؤه الأبطال فى سبيل الذود عن الإيمان . و الذى كان له المقام الأول بين الأسقفيات جميعاً .

أما البابا تيموثاؤس الاسكندرى فكان يرى أن أساقفته لإنه ليس ثمة ضرورة لوضع هذا القانون للأسباب الآتية :-

أولاً :- لأنه مبرر لاقحام الكراسى الدينية فى الرفعة المدنية !!!

ثانياً :- لأن مجمع نيقية المسكونى الذى تصدى لتحديد مناطق النفوذ للكراسى الرسولية لم يدون فى قوانينه ما يثبت تقدم أحد الكراسى – فى الكرامة – على سواه بل جعلها فى مرتبة واحدة .

ثالثاً :- أضف إلى ذلك أنه لم يكن فى القوانين السابقة ما يمنح لكرسى زوما " الكرامة الأولى " حتى يستساغ هذا القانون الذى يعطى لكرسى القسطنطينية الكرامة الثانية بعدها . و لهذا فقد احتج مع أساقفته احتجاجاً صارخاً على وضع هذا النص ثم إنسحبوا من المجمع غاضبين .

القانون الرابع :-

بخصوص مكسيموس الكينيكوس " أى الكلبى " و التشويش الذى صار بسببه فى القسطنطينية لا يعتبر أسقفاً كما أن من تشرطن منه سقط درجته . و لا يعتبر من الاكليروس إذ أن ما أحدثه قد صار باطلاً .

تعليق :-

هذا القانون خاص بمكسيموس و إسقاطه من درجته فقد سعى للجلوس على كرسى أسقفية القسطنطينية بغير حق .

و قد ذكر التاريخ أن مكسيموس كان مصرياً فيلسوفاً " كلبياً " و مثل هؤلاء الفلاسفة كانوا يسمون " كلبيون " لأجل وقاحتهم و عدم حشمتهم . و قد تقدم للأب اغريغوريوس الثاؤلوغوس كموعوظ ثم نال سر العماد المقدس و صار من رجال الأكليروس ثم سعى بشوق أن يصبح بطريرك على كرسى القسطنطينية ثم حاول بعض الأساقفة سيامته و لكن المؤمنين طردوهم من الكنيسة فمضوا إلى بيت رجل يسمى " خولايروس " و هنا ساموه بخلاف القوانين الكنسية . و هكذا أبطل هذا المجمع سيامته و قرر أن مكسيموس صار أسقف بهذه السيامة الباطلة و لا يعتبر أسقف البته لأنه سيم بخلاف الشريعة . و لا الذين سامهم فى أى درجة من درجات الكهنوت لا تعتبر سيامتهم صحيحة و لأنه اتبع بدعة أبوليناريوس الذى لعنه المجمع هكذا و قد ذكره الثاؤلوغس فى ميمر من ميامره .

القانون الخامس :-

بخصوص ما تم فى الغرب . نقبل أيضاً أولئك الذين فى أنطاكيا المعترفين بلاهوت واحد للآب و الابن و الروح القدس .

تعليق :-

القانون الخامس و السابع من هذا المجمع ينظمان ما ينبغى اتخاذه عند رجوع الهراطقة أو اتباعهم إلى الإيمان الأرثوذكسى .

 القانون السادس :-

بما أن كثيرين يفكرون فى أن يشوشوا النظام الكنسى و ينقضوه . فيختلقون تهماً باطلة على الأساقفة الأرثوذكسيين القائمين على شئون الكنائس . و ليس لهم من قصد سوى تدنيس شرف الكهنوت . و يقلقوا سلامة الشعوب . فلذا رأى مجمع الأساقفة الملتئمين فى القسطنطينية . ألا تقبل اتهامات المدعين دون فحص . و أن التهم الموجهة ضد القائمين على سياسة الكنائس . لا تقبل من الكل و لا ترفض من الكل ، فإذا كان لأحد دعوى خاصة على الأسقف لكونه ظلمه أو إغتصب منه شيئاً بدون وجه حق . ففى مثل هذه الدعوى لا ينظر إلى شخص المدعى و لا إلى مذهبه لأن ضمير الأسقف يجب أن يكون حراً فى كل حال . فالمدعى المتظلم ينال حقوقه مهما كان مذهبه .

أما إذا كانت الجريمة المنسوبة إلى الأسقف " كنيسة " فحينئذ يجب امتحان الأشخاص المدعين . فلا يحق للمبتدعين أن يقيموا دعاوى على الأساقف الأرثوذكسيين من أجل أمور كنسية . و نقصد هنا بالمبتدعين الذى أشهر فصلهم من الكنيسة قديماً . و الذين بعد ذلك فرزوا من قبلنا . و لا للمعترفين بالإيمان تظاهرا حال كونهم منشقين . و يعقدون إجتماعات ضد أساقفتنا . و لا للمحكوم عليهم من أجل أخاء كنيسة . أو المطرودين أو المقطوعين من الشركة . سواء أكانوا إكليريكيين أو من العوام . إذ لا يحق لهم إقامة دعوى على الأسقف قبل أن يبرأوا من الجرائم المنسبوبة إليهم .

أما الذين ليسوا بمبتدعين . و لا مقطوعين من الشركة . و لا محكوماً عليهم . و لا منسوباً إليهم بعض زلات . فإذا كان لبعض هؤلاء دعوى كنسية على الأسقف . فإن هؤلاء يأمرهم المجمع المقدس أن يقيموا أمام أساقفة الأبراشية . و هؤلاء يجب عليهم أن يحققوا فى الجرائم المنسوبة إلى المدعى علية و إذا اتفق أن هؤلاء الأساقفة لم يتمكنوا من إصلاح الجرائم المنسوبة إليه . فحينئذ يجب رفع الأمر إلى مجمع أعلى منهم أعنى إلى جميع أساقفة تلك الأبرشية . و لا تقبل الدعوى إلا إذا تعهد المدعون كتابة بأنهم يقبلون بطيب خاطر نفس العقوبة المحددة لجريمة الأسقف المدعى عليه إذا برئت ساحته .

هذا . و أن اذدرى أحد بالحدود الموضحة أنفاً . و تجاسر أن يزعج الذات الملكية . أو المحاكم العالمية . أو أن يقلق مجمعا مسكونيا . محتقرا مجمع أساقفة الأبراشية . فمثل هذا لا تقبل قطعاً دعواه لأنه أهان القوانين و أفسد النظام الكنسى .

تعليق :-

وضع هذا القانون ليحمى الأساقفه و بقية الكهنة من الدعاوى الكيدية و الشكاوى المغرضة التى يحركها الشيطان الذى لا يفتر من أن يدنس الظنون فى الناس الصالحين بواسطة اتهامات باطلة و بالأكثر ضد الأساقفة الأرثوذكسيين .

و قد فرق القانون بين من له دعوى تختص بحقوق مالية قبل الأسقف سواء أكان من المؤمنين أو غير المؤمنين فله أن يقيم دعواه ليثبت حقوقه فينالها لأن من واجب الأسقف أن يوفى ما عليه و يبرىء ذمته .

أما إذا كانت الدعوى تتعلق بأخطاء كنسية إرتكبها الأسقف فقد رسم النص القانونى شروط قبول دعواه . و المحكمة المختصة بنظرها إلى أن يتم الحكم فى دعواه فى صالحة أو فى غير صالحة .

القانون السابع :-

أننا نقبل أهل البدع الآتين إلى الأرثوذكسية . و إلى حزب المخلصين حسب السنة المفروضة " فالأريوسيون . و المدونيون . و السبتيون . الذين يسمون أنفسهم أنقياء " و الأربع عشرون . و الأرعانيوون و الأبوليناريون .

هؤلاء نقبلهم بعد أن يقدموا صكوكاً . و ينبذوا كل بدعة تخالف إيمان الكنيسة المقدسة الجامعة .

و يجب على هؤلاء أن يمسحوا " بالميرون المقدس " فى الجبهة و العينين و الأنف و الفم و الأذنين . و عند مسحهم يقال " ختم موهبة الروح القدس " . و كذلك الأفنميون المعمودونبغطسة واحدة . و المونتنيون أى الفريحيبو . و السابلوسيوس الذين يعلمون بأن الآب و الأبن أقنوم واحد . و يقيلون أمورا غيرها مكروهة .

و سائر البدع الأخرى الكثيرة العدد هنا و لا سيما القادمون من بلاط غلاطية فجميع الذين يريدون الانضمام إلى الأرثوذكسية من هؤلاء نقبلهم كالأمم فى اليوم الأول نجعلهم مسيحيين . و فى الثانى موعوظين و فى الثالث نتلو عليهم الأمانة بعد أن و وجوهم ننفخ فى أذانهم ثلاث مرات ثم نعظهم . ثم ندعهم فى الكنيسة لسماع الكتب الإلهية ثم نعمدهم .

تعليق :-

سبق أن شرحنا فى القانون الأول من هذا المجمع بعض هذه الهرطقات من أتباع أريوس و مكدونيوس أبوللنياريوس و نواطس الذين يسمون أنفسهم " أنقياء " و هنا نورد تفسيراً لمعتقدات بعض هؤلاء الهراطقة الذين ورد ذكرهم فى هذا القانون :-

1- السبتيون : هم أتباع سبتيون الذى كان يهودياً و إعتنق المسيحية و رسم قساً من مركيانوس أسقف النفائيين فى القسطنطينية . إلا أنه بعد أن تنصر ظل متمسكاً ببعض العادات اليهودية . فكان يعيد الفصح مع اليهود بغير ما أمر به مجمع نيقية المسكونى الأول . و ظل يقدس يوم السبت و لذلك دعى " سبتيوس " و هؤلاء أيضاً .

2- شماليين : لأنهم كانوا يرذلون اليد اليسرى و يرفضون أن ينالوا بها شيئاً .

3- النفاتيون : نسبة إلى " نفاتيوس " قسم كنيسة روما الذى كان يرفض توبة من الإيمان الاضطهادات . كما كان يرفض أن يشترك مع الذين يتزوجون زيجة ثانية و كان يعلم بأن الخطيئة التى ترتكب بعد المعمودية لا تغفر .

4- الأربع عشريون : و هم الذين يعيدون عيد الفصح فى اليوم الرابع عشر من الشهر القمرى . و فى أى يوم من أيام السبوع كيفما اتفق ، مهملين ضرورة وقوع عيد الفصح فى يوم أحد و هؤلاء يسمون أيضاً .

5- الأربعائيون : لقيامهم بصوم يومى الأربعاء و الجمعة بعد احتفالهم بعيد القيامة المجيد .

          6- أتباع أفنوميوس : و هم كما ذكرنا الذين يعمدون بغطسة واحدة إذ كان يحمل أرجلهم إلى فوق و رؤوسهم إلى أسفل و يقول : " أعمدك يا فلان باسم الآب الغير مخلوق و الابن المخلوق و الروح القدس المخلوق من الابن المخلوق " و قد نفاه الملك تاودوسيوس فأقام فى المنفى حتى مات .

          7- أتباع منطافس : كان يسمى نفسه " المعزى " و كان يوحى بنبوات كاذبة بواسطة امرأتيه بسيكيلا و مكسيميلا و كان يعلم بالطلاق .

          8- أتباع سابليوس : الذى كان يعلم كما سبق و ذكرنا بأن الآب هو نفسه الابن و هو نفسه الروح القدس و أنها ثلاثة أسماء لأقنوم واحد كما أن الإنسان " جسد و نفس و روح " و كان سابيليوس أسقف على بطولومايوس .

          و كان على هؤلاء الهراطقة جميعاً إذا أرادوا أن تقبلهم الكنيسة أن يقدموا صكوكاً مدون بها قانون الإيمان المستقيم .

 (6) القوانين الكنسية التى سنها مجمع أفسس المسكونى المقدس

 

          وضع هذا المجمع ثمانية قوانين لنظام الكنيسة كان آخرها حفظ الحق على قدم المساواة لكل متروبوليت و عدم جواز السطو على أبراشية الغير ونثبت نصوص هذه القوانين :

 

القانون الأول :

 

          من حيث أنه قد وجب على الذين تخلفوا عن المجمع المقدس لأجل علة ما سواء كانت كنائسية أو جسدانية . ألا يجهلوا المراسيم الموضوعية فيه . لهذا نحيط قداستهم و مودتهم علماً أن كان متروبوليت الأبروشية قد عصى على المجمع المسكونى المقدس و إنحاز إلى مجمع العصيان أو أنه بعد ذلك ينحازو إليه . أو أنه وافق على رأى كلاستيوس لكونه منذ الآن قد طرح و نفى من كل شركة كنسية ، من قبل المجمع و هو معدوم العمل عاطلا ، بل يفوض المجمع أساقفة الأبراشية و المطارنة الذين خولهم المستقيمى الرأى أمر إسقاطه كلية من درجة الأسقفة أيضاً .

 

تعليق :

 

          يطرد أى متروبوليت هجر مجمعه و إنضم أو سينضم إلى كالاستيوس celestius و فى هذا القانون تبلغ للغائبين عن المجمع بإسقاط و قطع يوحنا أسقف أنطاكية . و ثيودوريتس أسقف مدينة كيروس . و إيباس أسقف الرها . و الأساقفة الثلاثين الذين إنحازوا إليهم من درجاتهم الكهنوتية .

          فقد حدث إنه بعد أن قطع المجمع نسطور ، حضر إلى أفسس يوحنا أسقف أنطاكيا و معه ثيودورنيس أسقف مدينة كيروس . و إيباس أسقف الرها و آخرون غيرهم و لكون قطع نسطور صار فى غيابهم ، طعن يوحنا فى قرار المجمع و تطاول على البابا كيرلس بابا الاسكندرية و رئيس المجمع فقطعه بدون وجه أى وجه حق ، كما قطع ممنون أسقف أفسس . و أما ثيودورتيس فصنف إثنى عشر حرما يناقض بها الاثنى عشر حرما التى وضعها البابا كيرلس .

          هذا و قد أسقط المجمع الحرم الخاطئ و المتحيز لنسطور الذى أوقعه يوحنا على البابا كيرلس و من معه . و أما يوحنا الثلاثون الأساقفة قد حرمهم المجمع المقدس . و جعلهم غرباء على كل شركة كنسية و لكونهم تمسكوا بمعتقدات كالاستيوس التى تنادى بهرطقة نسطور ، أما يوحنا و من معه فقد عقدوا مجمعاً مع النساطرة و صفة المجمع المقدس فى هذا النص " بمجمع العصيان " .

 

القانون الثانى :-

 

و أما إن كان البعض من أساقفة الأبراشية قد تأخر عن المجمع المقدس . و إنحاز إلى ذوى العصيان ، أو أنه عزم على أن ينحاز إليهم أو أنه بعد أن وقع بخط يده على قطع نسطوريوس و حرمه . رجع أيضاً إلى جماعة العصيان . فلما لاح للمجمع المقدس أن مثل هؤلاء يسقطون من درجتهم الكهنوتية بالكلية .

تعليق :

          ليعزل كل أسقف يوافق على آراء نسطور الكفرية . أن مؤتمر العصيان الذى عقده يوحنا كان مؤلفا من أصدقاء نسطور و لذلك ساندوه فى هرطقته .

 

القانون الثالث :

 

إذا كان بعض الأكليركيين الذين فى كل مدينة و بلدة . قد منعهم نسطوريون و مشايعوه من الكهنوت لأجل إستقامة رأيهم . فنحن قد حكمنا بالعدل بأن مثل هؤلاء يتمتعوا برتبتهم الخاصة . و نأمر عموماً لأهل الأكليروس الذين يعتقدون إعتقاد المجمع المسكونى القويم ألا يخضعوا للأساقفة العصاة الذين إفترقوا منفصلين عنه بأى وجه من الوجوه .

 

تعليق :

          وضع المجمع هذا القانون لأن نسطور حينما كان بطريركاً للقسطنطينية قطع عدداً من الأكليروس من درجاتهم لأنهم لم يوافقوه على هرطقته ، و حاز حذوه الأساقفة الذين كانوا يشايعوه فى أبرشياتهم لذلك رأى المجمع أنه من العدل أن يعودوا إلى وظائفهم الكهنوتية ، كما يعلن القانون بصفة عامة الأكليريكيين المستقيمى الرأى بصورة عامة يجب ألا يخضعوا مهما كان الأمر للأساقفة العصاة .

 

القانون الرابع :

 

          أن كان قوم الأكليروس يعصون و يتجاسرون على أن يعتنقوا تعاليم مذهب نسطوريوس و كالستيوس أو أن يستميلوا الشعب لاعتناق هذه التعاليم فهؤلاء يعتبرون مقطوعين بحسب حكم المجع المقدس العالى .

 

تعليق :

 

          أى رجل من رجال لأكليروس يتبع تعاليم و ضلال بدعة سطوريوس أو كالاستيوس يسقط من درجته .

 

القانون الخامس :-

          أن الذين حكم عليهم المجمع المقدس أو شجبوا من أساقفتهم لأجل أعمال ممنوعة و قد حاول نسطوريوس ز من كان على مذهبه أن يمنحوهم الشركة فى الدرجة الكهنوتية بناء على عدم إكتراثهم بشئ . فهؤلاء قضينا عليهم عدلا ألا يستفيدوا من ذلك بل يلبثوا مقطوعين .

 

تعليق :

لم يكن من الأمور النادرة أن يلجأ المحكوم عليهم بقصاص كنسىبسبب أخطائهم إلى سلطة أخرى ترحب بهم و تعيد إليهم كرامتهم الأمر الذى أحدث اضطراباً فى تطبيق القانون الكنسى .

 

القانون السادس :

 

و نظير ذلك إذا وجد شخص يعلم بخلاف ما وضعه المجمع المنعقد فى أفسس بأمر من الأمور . فقد حدد المجمع المقدس بأنه إن كان مثل هذا إكليريكياً فليخلع من الكهنوت و أن كان عاما فليفرز .

 

تعليق :

          ذكر أحد المؤرخين أن إقدام مجمع أفسس على وضع هذا القانون يدل على جرأة فائقة لا يمكن أن يدرك قدر منزلتها إلا إذا أدركنا مقدار نفوذ السلطة الامبراطورية فى ذلك العصر فى كل الشئون الكنسية و أنه عندما سن المجمع هذا القانون كان من الصعوبة البالغة أن يتنبأ أحد . فيما إذا كان الامبراطور سيقف إلى جانب مجمع القديس كيرلس بابا الاسكندرية أو سيؤيد مؤتمر يوحنا الأنطاكى .

 

القانون السابع :

          بعد تلاوة " قانون الإيمان " قد حدد المجمع المقدس أنه يسوغ لأحد أن يتلو و يكتب أو أن يؤلف إيمانا آخر غير الإيمان الذى حدده الآباء القديسون الملتئمون فى مجمع نيقية المسكونى الأول بالروح القدس . و أن الذين يتجاسرون على أن يؤلفوا لإيمان آخر أو يتلوه أو يقدموه للرغبة فى العودة إلى معرفة الحق و الوثنيين أو من اليهود أو من المتقربين إلى أية هرطقة كانت فليفصلوا من أسقفتهم إذا كانوا أساقفة و ليجردوا من درجاتهم إن كانوا إكليريكيين و ليفرزوا إن كانوا من العوام .

          و إذا إشتهر قوم سواء أكانوا أساقفة أو إكليريكيين أو عاميين بانهم يعتقدون أو يعلمون عن تجسد ابن الله الوحيد طبقا للتأليف الذى وضعه القس خارسيوس  و الذى يحتوى على معتقدان أو يعلمون عن تجسد ابن الله الوحيد طبقا للتاليف الذى وضعه القس خارسيوس و الذى يحتوى على معتقدان نسطوريوس الملتوية و المضللة . فليكونوا تحت حكم هذا المجمع المقدس المسكونى . وذلك بأن يفصل الاسقف من أسقفيته مقطوعا ، و يجرد الإكليريكى من درجته ويفرز العامى كما أسلفنا

  تعليق :

ملخص هذا القانون أن أى أسقف يضع إيمانا غير الإيمان الذى صاغه المجمع النيفاوى يصبح غريبا على الكنيسة و إذا كان عاميا فليقطع من الشركة و يطرح خارجا . 

كان فى كنيسة فلادلفيا قس إسمة " خاريسيوس " علم أن بعض المبتدعين الأربعة عشرين تركوا بدعتهم . و أرادوا أن يستنيروا بنور الإيمان القويم . فنهضوا من حفرة ، ووقوعوا فى حفرة اشر منها ، لأنهم قبلوا بطريق الغش  و الخداغ صاغوا دستور إيمان مزور ثان عن تجسد غبن الله الوحيد مطابقا لتجديف نسطوريوس  المبتدع و قد قدم خاريسيوس  المشار إليه صورة من هذا الإيمان المزور فما كان من المجمع المقدس المسكونى فى أفسس بعد تلاوته إلا ان أصدر هذا النص القاطع بالعودة إلى الصيغة المعتمدة من مجمع نيقية المسكونى الأول دون مساس بأى حرف فيها حفظا عليها من أى تعليم مخالف . 

 

القانون الثامن :

أن خان ريجينوس Rheginus   المشارك لنا فى الأسقفية الواد لله و زينون Zeno  و الفاجروس Etragrius  الوادين لله أسقفى أبروشية قبرص اللذين معن اخبرونا بأمر يحدث بخلاف الشرائع الكنيسة وقوانين الرسل القديسين فلذلك من حيث أن السقام العمومية قد تحتاج إلى علاج أعظم لكونها مؤدية إلى ضرر  أعظم فغن كان لم يسبق قط أن اسقف مدينة انطاكية يجرى الرطونيات الكائنة فى قبرص ، كما أوضح ذلك الرجال الورعين الذين قدموا إلى المجمع المقدس كتابة وشفاها ، فليكن لرؤساء و كنائس قبرص المقدسة عدم التشويش و الاعتصاب حسب قوانين الآباء الأبرار و العادة القديمة . وهم يشرطنون الأساقفة بذواتهم الكلى ورعهم بذواعتهم . وهذا الأمر نفسه فليحفظ فى بقية الأبروشيات التى فى كل مكان ، فلا يستولى احد الأساقفة الوادين لله على أبروشية أخرى لم تكن من الأصل تابعة له أو لأسلافه ، بل إذا كان أحد قد تجرأ وإستولى على أبروشية ما ، و جعلها تحت طاعته بإغتصاب فليردها لكى لا تتجاوز قوانين الاباء و لا يدخل روح تشامخ سلطة عالمية متخذة زى خدمة كهنوتية ، و لا نفتقد رويدا رويدا الحرية التى وهبها الله إيانا بدم يسوع المسيح محرر البشر و معتقهم . 

لذا لاح للمجمع المسكونى المقدس بان نسلم لكل أبروشية حقوقها التى لها منذ زمان خالصة من الإغتصاب بحسب السنة الجارية منذ القديم . وليكن مأذونا لكل ميتروبوليت بأنه يتخذ الأدلة و الوثائق التى تسنده ، و تؤيد حقه . و من يورد أمرا مخالفا لما حدده هذا المجمع المقدس فلا يعمل به و لا يقبل بالكلية . 

تعليق :

ليحفظ حقوق كل أبروشية سالمة من كل اعتداء و اى محاولة لاحداث شئ لهذه الحقوق لا تجدى نفعا . 

و يظهر من فحوى هذا القانون ان يوحنا اسقف أنطاكيا و هو السبب الذى دعا المجمع إلى وضع قوانية الستى السابقة قام بمخالفة كنيسته أخرى حملت المجمع على اصدار هذا الحكم ، وإذا أنه إدعى لنفسة الحق فى سيامتة أساقفة لجزيرة قبرص خلافا للعهد المتبع فأصدر المجمع حكمة الوارد اعلاه على أثر عريضة قدمها إليه أساقفة قبرص . 

    كانت قبرص  إداريا خاضعة لدولة إنطاكية و كان يرسل إليها حاكما عسكريا من قبله . فراى أسقف أنطاكيا أن يتبع نظام الإدارة المدنى و أخذ يبسط سلطته الروحية على قبرص  بسيامة أساقفة مخالفا بذلك قوانين الآباء الرسل و هذا ما حمل ريجينيوس  رئيس أساقفة قسطنطينية ورقيقه إلى رفع دعواهم امام مجمع أفسس فاصدر هذا القانون مستندا على العادات القديمة و قوانين الآباء الرسل و المجامع فى أن متروبوليت كل أسقفية مستقلة يجب أن تحفظ له حقوقه و إمتيازاته وإذا إغتصب أحدهم ابروشية فيجب عليه أن يعيد ما اغتصبه لأصحابه .

        

  الباب الخامس

نصوص مجمع القسطنطينية المسكونى الثانى

 

 

القانون الأول :

أن الآباء القديسين الملتئمين فى القسطنطينية قد حددوا أن لا يجاوز أحد أمانة الآباء الثلثمائة و الثمانية عشر الذين إجتمعوا فى نيقية البثينية بل تبقى تلك الأمانة ثابته مؤيدة حقيقية . و أن تلعن كل هرطقة سيئة و على الخصوص هرطقة أتباعع أونوميوس و هم اصحاب أوركسيوس . و هرطقة النصف الأريوسية . و هم محاربو الروح . و هرطقة أتباع سابليوس . و هرطقة أتباع مركلوس . و هرطقة أتباع فوتينوس . و هرطقة أتباع أبولليناريوس .

تعليق :

إنعقد هذا المجمع ضد بدعة مقدونيوس و المشاركين له فى رأيه و هؤلاء كانوا يعتقدون بأن الروح القدس " مخلوق " و ليس " إله" و لا مساو للإبن فى الجوهر . و هؤلاء يطلق عليهم القانون هرطقة النصف أريوسية لأنهم يشاركون الهرطقة الاريوسية مناصفة لكون الأريوسيون يعتقدون بأن الابن و الروح هما مخلوقان و أن جوهرهما غير جوهر الآب . و إما " محاربوا يجدفون عليه بزعمهم أنه " مخلوق " و غريب عن اللاهوت و كانوا يسمون " نصف أريوسية " أيضاً .

هذا المجمع المسكونى الثانى قد أثبت بهذا القانون " الإيمان المستقيم " الذى نادى به آباء المجمع المسكونى الأول و لعن كل هرطقة و على الأخص أتباع : -

1- انوميوس : كان من بلاد غلاطية . و كان أسقفاً . و هرطقته أشد قبحاً من هرطقة أريوس إذ كان يعتقد بإن الابن متغير . و إنه عبد . و غير شبيه الآب كليه – كان يعمد من يؤمن بمذهبه بغطسة واحدة منكساً رأسه إلى أسفل و قدميه إلى أعلى .

2- أودكسيوس : شارك انوميوس فى هرطقته – و لما صار أسقفا للقسطنطينية أقام أنوميوس أسقفا على كيزيكوس و كانت هرطقتهما بأن الابن و الروح ليس لهما مشابهة للآب فى الجوهر البتة .

3- سابليوس : كان من ليبيا و صار أسقفاً على بطولومايس فى البنطابوليس . كان يعتقد بأن الثلاثة أقانيم هم " أقنوم واحد " و رغم أن الثالوث هو أقنوم مثلث الأسماء تارة ظهر كأب و تارة كروح قدس متغير الصورة و متشكل تارة بصورة ما . و تارة بصورة أخرى غيرها .

4- مركللوس : كان من انكيرا التى فى بلاد غلاطية و صار أسقفاً عليها . كان يعتقد بصحة أقوال سابيليوس .

5- فوتينيوس : كان من سيرميوس و صار أسقف عليها و تبع بدعة بولس السميساطى الذى أنكر الثالوث القدوس . و كان يسمى الله روحاً خالقاً الكل . و أما فى " الكلمة " فكان يرى أنه كلمة لفظية و أمر ما الاهى " خادم " الله فى ابداع الكون مثل إله صناعية . و أما المسيح فكان يكرز إنه إنسان " مجرد " قد إقتبل كلمة الله ليست جوهرية بل لفظية و إنه أخذ ابتداء وجوده من العذراء مريم .

6- أبوليناريوس : كان أسقف لاودقية و كان يقول أن ابن الله أخذ جسداً متنفساً من والدة الأله مريم القديسة الا أنه خال من عقل لأن اللاهوت كاف عوضاً عن العقل و بذلك أنكر إنه " إنسان كامل " و كان يعلم فقط بطبيعة واحدة فى المخلص و هكذا أعلن لأباء المجمع فى هذا النص التمسك بدستور أيمان مجمع نيقية مع رفض كل البدع و التعاليم الغربية عنه .

القانون الثانى :-

لا يسمح للأساقفة أن يسوسوا الكنائس التى هى خارج إداراتهم بل بحسب القوانين :

1- يجب على أسقف الأسكندرية أن يدبر أمور مصر فقط مع حفظ التقدم لكنيسة الانطاكيين حسب نص قوانين مجمع نيقية .

2- و يجب على الأساقفة الأسيويين أن يسوسوا أسيا فقط و أساقفة تراكيا شئون تراكيا فقط . و لا يسوغ للأساقفة أن يقوموا بسيامات أو إجراء أية أمور كنسية أخرى دون أن يدعوا لذلك . هذا مع حفظ الذى سبق وضعه بخصوص ادارة الأحكام . لأنه واضح أن مجمع كل ابراشية يقوم بتدبير شئونها . و يتولى الحكم فيها كما تحدد فى مجمه نيقية . أما شئون كنائس الله الواقعة فى الأمم البربرية فيجب أن تساس حسب عادة الآباء الجارية .

تعليق :-

راجع قوانين مجمع نيقية المسكونى الأول رقم6 ، 7 . و فى هذا القانون أعاد الآباء تحديد مناطق النفوذ .

القانون الثالث :

ليكن لأسقف القسطنطينية الكرامة الأولى بعد أسقف روما لكونها روما الجديدة .

تعليق :

يبدوا أن آباء المجمع كانوا يسعون لكسب رضاء الأباطرة و لذا فقد أثبتوا فى هذا القانون على تقدم كرسى القسطنطينية رغم حداثته عن كرسى الأسكندرية الذى جاهد أباؤه الأبطال فى سبيل الذود عن الإيمان . و الذى كان له المقام الأول بين الأسقفيات جميعاً .

أما البابا تيموثاؤس الاسكندرى فكان يرى أن أساقفته لإنه ليس ثمة ضرورة لوضع هذا القانون للأسباب الآتية :-

أولاً :- لأنه مبرر لاقحام الكراسى الدينية فى الرفعة المدنية !!!

ثانياً :- لأن مجمع نيقية المسكونى الذى تصدى لتحديد مناطق النفوذ للكراسى الرسولية لم يدون فى قوانينه ما يثبت تقدم أحد الكراسى – فى الكرامة – على سواه بل جعلها فى مرتبة واحدة .

ثالثاً :- أضف إلى ذلك أنه لم يكن فى القوانين السابقة ما يمنح لكرسى زوما " الكرامة الأولى " حتى يستساغ هذا القانون الذى يعطى لكرسى القسطنطينية الكرامة الثانية بعدها . و لهذا فقد احتج مع أساقفته احتجاجاً صارخاً على وضع هذا النص ثم إنسحبوا من المجمع غاضبين .

القانون الرابع :-

بخصوص مكسيموس الكينيكوس " أى الكلبى " و التشويش الذى صار بسببه فى القسطنطينية لا يعتبر أسقفاً كما أن من تشرطن منه سقط درجته . و لا يعتبر من الاكليروس إذ أن ما أحدثه قد صار باطلاً .

تعليق :-

هذا القانون خاص بمكسيموس و إسقاطه من درجته فقد سعى للجلوس على كرسى أسقفية القسطنطينية بغير حق .

و قد ذكر التاريخ أن مكسيموس كان مصرياً فيلسوفاً " كلبياً " و مثل هؤلاء الفلاسفة كانوا يسمون " كلبيون " لأجل وقاحتهم و عدم حشمتهم . و قد تقدم للأب اغريغوريوس الثاؤلوغوس كموعوظ ثم نال سر العماد المقدس و صار من رجال الأكليروس ثم سعى بشوق أن يصبح بطريرك على كرسى القسطنطينية ثم حاول بعض الأساقفة سيامته و لكن المؤمنين طردوهم من الكنيسة فمضوا إلى بيت رجل يسمى " خولايروس " و هنا ساموه بخلاف القوانين الكنسية . و هكذا أبطل هذا المجمع سيامته و قرر أن مكسيموس صار أسقف بهذه السيامة الباطلة و لا يعتبر أسقف البته لأنه سيم بخلاف الشريعة . و لا الذين سامهم فى أى درجة من درجات الكهنوت لا تعتبر سيامتهم صحيحة و لأنه اتبع بدعة أبوليناريوس الذى لعنه المجمع هكذا و قد ذكره الثاؤلوغس فى ميمر من ميامره .

القانون الخامس :-

بخصوص ما تم فى الغرب . نقبل أيضاً أولئك الذين فى أنطاكيا المعترفين بلاهوت واحد للآب و الابن و الروح القدس .

تعليق :-

القانون الخامس و السابع من هذا المجمع ينظمان ما ينبغى اتخاذه عند رجوع الهراطقة أو اتباعهم إلى الإيمان الأرثوذكسى .

 القانون السادس :-

بما أن كثيرين يفكرون فى أن يشوشوا النظام الكنسى و ينقضوه . فيختلقون تهماً باطلة على الأساقفة الأرثوذكسيين القائمين على شئون الكنائس . و ليس لهم من قصد سوى تدنيس شرف الكهنوت . و يقلقوا سلامة الشعوب . فلذا رأى مجمع الأساقفة الملتئمين فى القسطنطينية . ألا تقبل اتهامات المدعين دون فحص . و أن التهم الموجهة ضد القائمين على سياسة الكنائس . لا تقبل من الكل و لا ترفض من الكل ، فإذا كان لأحد دعوى خاصة على الأسقف لكونه ظلمه أو إغتصب منه شيئاً بدون وجه حق . ففى مثل هذه الدعوى لا ينظر إلى شخص المدعى و لا إلى مذهبه لأن ضمير الأسقف يجب أن يكون حراً فى كل حال . فالمدعى المتظلم ينال حقوقه مهما كان مذهبه .

أما إذا كانت الجريمة المنسوبة إلى الأسقف " كنيسة " فحينئذ يجب امتحان الأشخاص المدعين . فلا يحق للمبتدعين أن يقيموا دعاوى على الأساقف الأرثوذكسيين من أجل أمور كنسية . و نقصد هنا بالمبتدعين الذى أشهر فصلهم من الكنيسة قديماً . و الذين بعد ذلك فرزوا من قبلنا . و لا للمعترفين بالإيمان تظاهرا حال كونهم منشقين . و يعقدون إجتماعات ضد أساقفتنا . و لا للمحكوم عليهم من أجل أخاء كنيسة . أو المطرودين أو المقطوعين من الشركة . سواء أكانوا إكليريكيين أو من العوام . إذ لا يحق لهم إقامة دعوى على الأسقف قبل أن يبرأوا من الجرائم المنسبوبة إليهم .

أما الذين ليسوا بمبتدعين . و لا مقطوعين من الشركة . و لا محكوماً عليهم . و لا منسوباً إليهم بعض زلات . فإذا كان لبعض هؤلاء دعوى كنسية على الأسقف . فإن هؤلاء يأمرهم المجمع المقدس أن يقيموا أمام أساقفة الأبراشية . و هؤلاء يجب عليهم أن يحققوا فى الجرائم المنسوبة إلى المدعى علية و إذا اتفق أن هؤلاء الأساقفة لم يتمكنوا من إصلاح الجرائم المنسوبة إليه . فحينئذ يجب رفع الأمر إلى مجمع أعلى منهم أعنى إلى جميع أساقفة تلك الأبرشية . و لا تقبل الدعوى إلا إذا تعهد المدعون كتابة بأنهم يقبلون بطيب خاطر نفس العقوبة المحددة لجريمة الأسقف المدعى عليه إذا برئت ساحته .

هذا . و أن اذدرى أحد بالحدود الموضحة أنفاً . و تجاسر أن يزعج الذات الملكية . أو المحاكم العالمية . أو أن يقلق مجمعا مسكونيا . محتقرا مجمع أساقفة الأبراشية . فمثل هذا لا تقبل قطعاً دعواه لأنه أهان القوانين و أفسد النظام الكنسى .

تعليق :-

وضع هذا القانون ليحمى الأساقفه و بقية الكهنة من الدعاوى الكيدية و الشكاوى المغرضة التى يحركها الشيطان الذى لا يفتر من أن يدنس الظنون فى الناس الصالحين بواسطة اتهامات باطلة و بالأكثر ضد الأساقفة الأرثوذكسيين .

و قد فرق القانون بين من له دعوى تختص بحقوق مالية قبل الأسقف سواء أكان من المؤمنين أو غير المؤمنين فله أن يقيم دعواه ليثبت حقوقه فينالها لأن من واجب الأسقف أن يوفى ما عليه و يبرىء ذمته .

أما إذا كانت الدعوى تتعلق بأخطاء كنسية إرتكبها الأسقف فقد رسم النص القانونى شروط قبول دعواه . و المحكمة المختصة بنظرها إلى أن يتم الحكم فى دعواه فى صالحة أو فى غير صالحة .

القانون السابع :-

أننا نقبل أهل البدع الآتين إلى الأرثوذكسية . و إلى حزب المخلصين حسب السنة المفروضة " فالأريوسيون . و المدونيون . و السبتيون . الذين يسمون أنفسهم أنقياء " و الأربع عشرون . و الأرعانيوون و الأبوليناريون .

هؤلاء نقبلهم بعد أن يقدموا صكوكاً . و ينبذوا كل بدعة تخالف إيمان الكنيسة المقدسة الجامعة .

و يجب على هؤلاء أن يمسحوا " بالميرون المقدس " فى الجبهة و العينين و الأنف و الفم و الأذنين . و عند مسحهم يقال " ختم موهبة الروح القدس " . و كذلك الأفنميون المعمودونبغطسة واحدة . و المونتنيون أى الفريحيبو . و السابلوسيوس الذين يعلمون بأن الآب و الأبن أقنوم واحد . و يقيلون أمورا غيرها مكروهة .

و سائر البدع الأخرى الكثيرة العدد هنا و لا سيما القادمون من بلاط غلاطية فجميع الذين يريدون الانضمام إلى الأرثوذكسية من هؤلاء نقبلهم كالأمم فى اليوم الأول نجعلهم مسيحيين . و فى الثانى موعوظين و فى الثالث نتلو عليهم الأمانة بعد أن و وجوهم ننفخ فى أذانهم ثلاث مرات ثم نعظهم . ثم ندعهم فى الكنيسة لسماع الكتب الإلهية ثم نعمدهم .

تعليق :-

سبق أن شرحنا فى القانون الأول من هذا المجمع بعض هذه الهرطقات من أتباع أريوس و مكدونيوس أبوللنياريوس و نواطس الذين يسمون أنفسهم " أنقياء " و هنا نورد تفسيراً لمعتقدات بعض هؤلاء الهراطقة الذين ورد ذكرهم فى هذا القانون :-

1- السبتيون : هم أتباع سبتيون الذى كان يهودياً و إعتنق المسيحية و رسم قساً من مركيانوس أسقف النفائيين فى القسطنطينية . إلا أنه بعد أن تنصر ظل متمسكاً ببعض العادات اليهودية . فكان يعيد الفصح مع اليهود بغير ما أمر به مجمع نيقية المسكونى الأول . و ظل يقدس يوم السبت و لذلك دعى " سبتيوس " و هؤلاء أيضاً .

2- شماليين : لأنهم كانوا يرذلون اليد اليسرى و يرفضون أن ينالوا بها شيئاً .

3- النفاتيون : نسبة إلى " نفاتيوس " قسم كنيسة روما الذى كان يرفض توبة من الإيمان الاضطهادات . كما كان يرفض أن يشترك مع الذين يتزوجون زيجة ثانية و كان يعلم بأن الخطيئة التى ترتكب بعد المعمودية لا تغفر .

4- الأربع عشريون : و هم الذين يعيدون عيد الفصح فى اليوم الرابع عشر من الشهر القمرى . و فى أى يوم من أيام السبوع كيفما اتفق ، مهملين ضرورة وقوع عيد الفصح فى يوم أحد و هؤلاء يسمون أيضاً .

5- الأربعائيون : لقيامهم بصوم يومى الأربعاء و الجمعة بعد احتفالهم بعيد القيامة المجيد .

6- أتباع أفنوميوس : و هم كما ذكرنا الذين يعمدون بغطسة واحدة إذ كان يحمل أرجلهم إلى فوق و رؤوسهم إلى أسفل و يقول : " أعمدك يا فلان باسم الآب الغير مخلوق و الابن المخلوق و الروح القدس المخلوق من الابن المخلوق " و قد نفاه الملك تاودوسيوس فأقام فى المنفى حتى مات .

7- أتباع منطافس : كان يسمى نفسه " المعزى " و كان يوحى بنبوات كاذبة بواسطة امرأتيه بسيكيلا و مكسيميلا و كان يعلم بالطلاق .

8- أتباع سابليوس : الذى كان يعلم كما سبق و ذكرنا بأن الآب هو نفسه الابن و هو نفسه الروح القدس و أنها ثلاثة أسماء لأقنوم واحد كما أن الإنسان " جسد و نفس و روح " و كان سابيليوس أسقف على بطولومايوس .

و كان على هؤلاء الهراطقة جميعاً إذا أرادوا أن تقبلهم الكنيسة أن يقدموا صكوكاً مدون بها قانون الإيمان المستقيم .